تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الغني بن سعيد ، قال : وأما جليد ـ بفتح الجيم ـ فهو في نسب عبد الله بن محمّد بن أبي (١) الجليد الأسدي ، كان بدمشق يحدّث عن صفوان بن صالح ، حدّثني عنه محمّد بن جعفر بن أبي كريمة.

كذا قال ، وإنما هو : ابن الجليد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن علي بن هبة (٢) الله [قال] وأمّا جليد ـ بفتح الجيم وكسر اللام ـ فهو عبد الله بن محمّد بن أبي (٣) الجليد الأسدي ، كان بدمشق ، يحدّث عن صفوان بن صالح ، روى عنه محمّد بن جعفر بن أبي كريمة وغيره.

قرأت على أبي محمّد ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة سبع وثلاثمائة فيها توفي أبو العبّاس بن الجليد.

٣٥٣٠ ـ عبد الله بن محمّد بن عمرو بن الجرّاح

أبو العبّاس الأزدي (٤) الغزّي (٥)

سمع بدمشق أبا مسهر وبغيرها : أسد بن موسى ، وعبيد الله بن موسى ، والفريابي (٦) ، وآدم بن أبي إياس ، وسعيد بن الحكم (٧) بن أبي مريم ، وعفّان بن مسلم الصفّار.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم ، وأبو بكر بن زياد النيسابوري ، وأبو عوانة ، وأبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الأسفراينيان ، وزكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي ، وأبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب البوشنجي ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الغزّي ، وأبو الحسن بن جوصا ، وعلي بن إبراهيم بن الهيثم.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو

__________________

(١) كذا بالأصل : «بن أبي الجليد» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : «ابن الجليد» بحذف : أبي.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١١١.

(٣) كذا بالأصل والاكمال ، ومرّ «ابن الجليد» وصوّبه المصنف.

(٤) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن تهذيب الكمال والمختصر والمطبوعة.

(٥) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٥١٧ وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٦٢ ومعجم البلدان (غزة).

(٦) هو محمد بن يوسف الفريابي.

(٧) الأصل : «الحاكم» ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣٢٧.

٣٦١

إسحاق المزكي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي ، نا عبد الله بن محمّد بن عمرو (١) الغزّي ، نا الفريابي ، نا سفيان ، عن عوف الأعرابي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تمسحوا بالأرض فإنها بكم برّة» [٦٦٩٠].

قال الدارقطني : تفرّد به الفريابي ، والمحفوظ أنه مرسل ليس فيه سلمان.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي ـ ببيت المقدس ـ من أصل كتابه وأفادنيه أبو الحسين بن المظفّر [نا عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزّي ، نا الفريابي ، نا سفيان ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير](٢) قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لم يرحم الناس لا رحمه‌الله».

أنبأنا أبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قال : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٣) قال : عبد الله بن محمّد بن عمرو الغزّي أبو العبّاس ، روى عن الفريابي ، وأسد بن موسى ، وعبيد الله بن موسى ، وآدم بن أبي إياس ، وابن عفير (٤) ، وابن أبي مريم ، كتبت عنه ، وهو ثقة.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن عمرو بن الجرّاح الغزّي ، سمع محمّد بن يوسف الفريابي ، وسعيد بن كثير بن عفير الأنصاري ، روى ابن خزيمة ، وأحمد بن عمير بن يوسف ، كناه لنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك السلمي ، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني ـ قدم

__________________

(١) الأصل : «عمر» وهو صاحب الترجمة.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.

(٣) الجرح والتعديل ٥ / ١٦٢.

(٤) بالأصل : «وأبي عفير» والصواب عن الجرح والتعديل ، وهو سعيد بن كثير بن عفير ، انظر تهذيب الكمال (١٠ / ٥١٨).

٣٦٢

علينا ـ أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي ، قال :

قال أبو العبّاس الغزّي : كتب أحمد بن حنبل إلى أبي مسهر أن يكتب إليه بهذا الحديث ، يعني : حديث أم حبيبة : «من مسّ فرجه فليتوضأ» [٦٦٩١].

فقلت لأبي مسهر : اكتب به معي لأتبجّح (١) به عنده ، فقال لي : كتب إلي : اكتب بخطه (٢) ، وأنا السّاعة في شغل.

٣٥٣١ ـ عبد الله بن محمّد بن الفرج بن القاسم

أبو الحسن اللّخمي الديربلوطي (٣) المقرئ الضرير (٤)

قدم دمشق وحدّث بها عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد بن نصر البخاري ، وسمعه ببيت المقدس.

سمع منه أبو محمّد بن صابر ، وذكر أنه سأله عن مولده فقال : في دير بلّوط : ضيعة من عمل الرّملة ، واستجاز منه له ولابنه أبي المعالي سنة تسع وتسعين وأربع مائة ، وذكر أن اسمه في سماعه : جرّاح بن محمّد بن فرج.

٣٥٣٢ ـ عبد الله بن محمّد بن الفضيل

ـ ويقال : ابن الفضل ـ الصيداوي

حدّث عن محمّد بن صالح الهاشمي مولاهم.

روى عنه : أبو حاتم الرازي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو حفص عمر بن الحسين الصّوفي ، وأبو محمّد عبد الله بن سعد الأندلسي ـ الشيخ (٥) الصالح ـ قالا : أنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني ـ بصور ـ أنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمّد الأصبهاني ، نا محمّد بن [الحسن بن الحسين القاضي ، أنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن مردويه ، نا أبو

__________________

(١) فلان يتبجح بشيء ما : أي يفتخر به ويتباهى.

(٢) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي المختصر ١٣ / ٣٣٥ «بخطك» وهو أشبه.

(٣) الدير بلوطي هذه النسبة إلى دير البلّوط قرية من أعمال الرملة. (معجم البلدان).

(٤) خبره في معجم البلدان (دير البلوط).

(٥) الأصل : للشيخ.

٣٦٣

حاتم ، نا عبد الله بن محمّد بن](١) الفضل الصيداوي ، نا محمّد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي ، نا الأصمعي ، حدّثني المعتمر بن سليمان التيمي ، عن أبيه قال :

ليس قوم أشد بغضا للإسلام من الجهمية (٢) والقدرية (٣) ، فأما الجهمية فقد بارزوا الله ، وأما القدرية فإنهم قالوا في الله.

وجدته بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الفقيه فيما كتبه عن حمد بن عبد الله الأصبهاني : عبد الله بن محمّد بن الفضيل بزيادة ياء ، ولا أدري هل هو من أهل صيدا ساحل دمشق أو من بني الصّيداء حي من بني أسد ، فالله أعلم.

٣٥٣٣ ـ عبد الله بن محمّد بن القاسم بن حزم بن خلف

أبو محمّد الأندلسيّ الثغري (٤) القلعي (٥)

من أهل قلعة أيوب ، ويعرف بالنظر والي.

رحل وسمع بدمشق : أبا القاسم بن أبي العقب ، وببغداد : أبا علي بن الصّوّاف ، وأبا بكر الشافعي ، وأحمد بن جعفر بن حمدان وغيرهم ، وبالبصرة أبا إسحاق الهجيمي ، وبالكوفة : أبا جعفر بن دحيم ، وعبيد الله بن خالد بن الحسن الحاسب ، وأبا بكر الأبهري ، وأبا إسحاق إبراهيم بن سعيد المالكي البصري.

روى عنه : القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمّد بن يوسف بن الفرضي ، وكان شيخا جليلا من أهل العلم ، والزهد ، والشجاعة.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد ، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي قال (٦) : عبد الله بن محمّد بن قاسم القلعي أندلسي محدّث ، له رحلة وصل فيها إلى العراق ، وسمع

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن المطبوعة.

(٢) الجهيمة : أصحاب جهم بن صفوان ، انظر في آرائهم ومعتقداتهم (الفرق بين الفرق للبغدادي ص ١٥٨).

(٣) انظر الفرق بين الفرق ص ١٤.

(٤) الأصل : البغوي ، والمثبت الصواب عن المختصر والمطبوعة.

(٥) ترجمته وأخباره في جذوة المقتبس ص ٢٥٤ رقم ٥٣٦ وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي رقم ٧٥٣ ص ٢٤٤ وبغية الملتمس ص ٣٣٤ رقم ٨٨٦ والوافي بالوفيات ١٧ / ٤٩٠ وسير الأعلام ١٦ / ٤٤٤ وشذرات الذهب ٣ / ١٠٤ والعبر للذهبي ٣ / ٢٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ٦٤).

(٦) الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي ص ٢٥٤ رقم ٥٣٦.

٣٦٤

بالبصرة من أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد البصري [المالكي](١) صاحب القاضي ابن (٢) بكير مؤلف «أحكام القرآن» ، حدّث بالأندلس.

روى عنه : عبد الله بن أحمد بن بتري ، وقد روى أبو سعيد بن يونس ، عن عبد الله بن محمّد بن القاسم الأندلسيّ ، وكنّاه أبا محمّد ، ولعلّه هذا.

وذكره القاضي أبو الوليد [عبد الله بن محمّد بن يوسف بن الفرضي في تاريخه (٣) : فقال :

عبد الله بن محمّد بن القاسم بن حزم بن خلف الثغري](٤) من أهل قلعة أيوب ، يكنّى أبا محمّد ، سمع بتطيلة من ابن (٥) شبل ، وأحمد بن يوسف بن عبّاس ، وبمدينة الفرج : من وهب بن مسرّة ، وبطليطلة : من وهب بن عيسى.

ودخل (٦) إلى المشرق سنة خمسين وثلاثمائة ، ودخل العراق ، وسمع بالبصرة من الهجيمي أبي إسحاق ، ونظرائه من شيوخها (٧) ، وسمع ببغداد من أبي علي الصّوّاف (٨) ، ومن أبي بكر الشافعي ، ومن أبي بكر بن حمدان (٩) ، سمع منه مسند أحمد بن حنبل ، والتاريخ ، وسمع من أبي الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم المقرئ وغيرهم من شيوخ بغداد ، وسمع بالكوفة من ابن (١٠) دحيم مسند ابن أبي عرزة (١١) وغير ذلك ، ودخل إلى الشام فسمع بها من ابن أبي العقب الدمشقي وغيره ، وبمصر : من عبد الله بن جعفر بن ألون ، ومن علي بن العبّاس بن الوز ومن أحمد بن الحسن الرّازي ، والحسن بن رشيق ، وأبي بكر محمّد بن أحمد بن المسور المعروف بابن أبي طنّة ، وجماعة يكثر تعدادهم ، وانصرف إلى الأندلس فلزم

__________________

(١) زيادة عن الحميدي.

(٢) عن الحميدي وبالأصل : أبي بكير.

(٣) يعني كتابه : تاريخ علماء الأندلس ص ٢٤٤ رقم ٧٥٣.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المطبوعة وانظر ابن الفرضي.

(٥) عن ابن الفرضي وبالأصل : أبي شبل.

(٦) كذا بالأصل ، وفي ابن الفرضي : ورحل.

(٧) ابن الفرضي : شيوخنا.

(٨) بعدها في ابن الفرضي : العلل لابن حنبل وغير ذلك.

(٩) ابن الفرضي : ومن أبي أحمد جعفر بن حمدان.

(١٠) بالأصل وابن الفرضي : أبي دحيم ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ومرّ أنه روى عن أبي جعفر بن دحيم الشيباني.

(١١) تقرأ بالأصل : «عروة» وفي ابن الفرضي : «غدزة» والصواب ما أثبت ، وهو أحمد بن حازم بن قيس بن أبي غرزة (ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٢٣٩).

٣٦٥

العبّادة والجهاد ، واستقضاه المستنصر بالله ـ يعني : الأموي ـ بموضعه ثم استعفاه من القضاء فأعفاه.

وكان فقيها ، فاضلا ، دينا ، ورعا ، صليبا في الحق ، لا يخاف في الله لومة لائم ، ما كنا نشبهه إلّا بسفيان الثوري في زمانه ، وأنكر على بعض أسباب السلطان شيئا في ناحيته (١) ، فسعى به فعهد بإسكانه قرطبة ، فقدمها علينا في أحد شهري ربيع سنة خمس وسبعين فقرأ الناس عليه أكثر روايته.

وكان مما أخذنا عنه مما لم يكن عند شيوخنا كتاب معاني القرآن للزّجّاج (٢) ، وقرأت عليه كثيرا وأجاز لنا جميع روايته وكان ثقة مأمونا وكان فارسا بئيسا ، بلغني أنه كان يقف وحده للفئة ، سمع منه غير واحد من شيوخنا الذين كتبنا عنهم : محمّد بن أحمد بن يحيى (٣) القاضي ، وأحمد بن عون الله ، وعبّاس بن أصبغ ، وإسماعيل بن إسحاق ، وعبد الله بن إسماعيل. صاحبنا إلى جماعة من كبار أصحابنا ، ولم يزل يحدث إلى أن سرح إلى بلده ، أقام متلوّما أشهرا على من كان بقي عليه سماع ما كان نسخه أوقاته ، محتسبا في ذلك.

وخرج من قرطبة (٤) إلى موضعه يوم الأحد لثلاث يعني من ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وكانت الرحلة إليه من جميع نواحي الثغر ، ونفع الله به عالما كثيرا ، وتوفّى رحمه‌الله وأنا (٥) بالمشرق لثماني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، بقلعة أيوب ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.

٣٥٣٤ ـ عبد الله بن محمّد بن محمّد بن معاذ

أبو بكر التّيمي

حدّث عن أبي مسهر ، وهشام بن عمّار.

روى عنه : أحمد بن أنس بن مالك ، وأبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة.

__________________

(١) بعدها بالأصل : شيئا ، وفي ابن الفرضي : أسباب السلطان في ناحيته شيئا.

(٢) بعدها في ابن الفرضي : قرئ عليه وسمعته حاشى سورة البقرة ثم قرأت عليه الكتاب من أوله إلى آخره.

(٣) عن تاريخ علماء الأندلس ، وبالأصل : علي.

(٤) تقرأ بالأصل : «وطنه» والمثبت عن تاريخ علماء الأندلس.

(٥) بالأصل : «وأتانا» والمثبت عن تاريخ علماء الأندلس.

٣٦٦

٣٥٣٥ ـ عبد الله بن محمّد بن مسلم

أبو بكر الإسفرايني الجوربذي (١)

من قرية جوربذ رحال.

سمع بمصر : يونس بن عبد الأعلى ، وأبا عمران (٢) موسى بن عيسى بن حمّاد زغبة ، وبالشام : العبّاس بن الوليد بن مزيد ـ ببيروت ـ وحاجب (٣) ابن سليمان المنبجي ، وبالعراق : الحسن بن محمّد الزعفراني ، ومحمّد بن إسحاق الصّغاني ، وبالحجاز : محمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، وبخراسان : محمّد بن يحيى الذهلي ، وبالريّ : أبا زرعة الرازي ، ومحمّد بن مسلم بن وارة.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار الرازي ، وأبو عبد الله محمّد بن يعقوب ، وأبو علي الحسين بن الحفّاظ ، وأبو محمّد المخلدي ، وعبد الله بن محمّد بن علي بن زياد المعدّل ، وأبو بكر محمّد بن جعفر المزكي ، وأبو جعفر محمّد بن أحمد التميمي ، وأبو أحمد [محمّد بن](٤) محمّد بن إسحاق الحافظ ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي ، وعلي بن عيسى بن إبراهيم الحيري ، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي ، وأبو طاهر محمّد بن الفضل [بن خزيمة](٥).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، نا عيسى بن أبي عمر البزّاز (٦) ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثنا صفوان بن عمرو ، عن أبي المثنى الأملوكي عن عتبة بن عبد السلمي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «النار لها سبعة أبواب ، والجنّة لها ثمانية أبواب» [٦٦٩٢]

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تذكرة الحفاظ ٣ / ٧٩٢ والوافي بالوفيات ١٧ / ٤٧٨ وسير الأعلام ١٤ / ٥٤٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣١١ ـ ٣٢٠ ص ٥٦٤) شذرات الذهب ٢ / ٢٧٩ والجوربذي ضبطها ياقوت في معجم البلدان بسكون الواو والراء قرية من قرى أسفرائين من أعمال نيسابور.

وضبطت في اللباب : بسكون الواو وفتح الراء.

(٢) الأصل : «عمر بن».

(٣) الأصل : حاجب بدون الواو.

(٤) زيادة لازمة للإيضاح ، وهو أبو أحمد الحاكم ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣٧٠.

(٥) الزيادة عن المطبوعة.

(٦) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن المختصر ١٣ / ٣٣٧.

٣٦٧

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ ، أنا عمر بن أحمد بن مسرور (١) ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم ، نا محمّد بن عزيز ـ يعني : الأيلي ـ أنا سليمان ـ وهو ابن سلمة الخبائري ـ حمصي ـ نا يوسف بن السفر ، نا الأوزاعي ، حدّثني الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يحبّ الملحّين في الدعاء» [٦٦٩٣].

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) : أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، سمع أبا موسى يونس بن عبد الأعلى ، وأبا الفضل العبّاس بن (٣) الوليد بن مزيد العذري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :

عبد الله بن محمّد بن مسلم النيسابوري أبو بكر الإسفرايني ، وكان من الأثبات المجودين [الجوالين](٤) في أقطار الأرض ، سمع بخراسان : محمّد بن يحيى الذهلي وأقرانه ، وبالعراق : الحسن بن محمّد الزعفراني وأقرانه ، وبالريّ أبا زرعة وأقرانه ، وبالحجاز : محمّد بن إسماعيل بن سالم وأقرانه ، وبمصر : يونس بن عبد الأعلى وأقرانه ، وبالشام : حاجب بن سليمان وأقرانه.

روى عنه : أحمد بن علي ، ومحمّد بن يعقوب ، والحسين بن علي الحفّاظ ، الأئمة الأثبات.

سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن علي المعدّل يقول : سمعت عبد الله بن محمّد بن مسلم يقول : ولدت في رجب سنة تسع وثلاثين ومائتين ، وعقّ عنّي أبي وهو بمكّة ، وولدت أنا بالقرية بأسفرايين.

قال أبو محمّد : وتوفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

__________________

(١) بالأصل : مروان ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٢) الأسامي والكنى ٢ / ٢١٤ رقم ٦٧٥.

(٣) بالأصل : «العباس والوليد» والمثبت عن الأسامي والكنى.

(٤) استدركت للإيضاح عن المطبوعة ، وهي مستدركة فيها بين معكوفتين أيضا. وفي تاريخ الإسلام : الطوافين.

٣٦٨

٣٥٣٦ ـ عبد الله بن محمّد بن المسلّم

أبو الفضل (١) الهاشمي

أخو شيخنا أبي القاسم أحمد بن محمّد (٢).

سمع الكثير من أبي بكر الخطيب ، وأبي القاسم الحنّائي ، والسّميساطي ، وعبد الدائم بن الحسن ، وعبد العزيز الكتّاني.

سمع منه : غيث بن علي حديثا واحدا ، وإبراهيم بن يونس.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، حدّثنا أبو الفضل (٣) عبد الله بن محمّد بن مسلم الهاشمي من حفظه في المذاكرة ، أنا أبوا (٤) القاسم : السميساطي والحنّائي ، قالا : أنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد ، نا محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن أنس :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل يوم فتح مكّة وعلى رأسه المغفر.

قال غيث : لم أسمع منه غيره.

أخبرناه عاليا (٥) أنا أبو محمّد بن الأكفاني في جماعة قالوا : أنا أبو القاسم الحنّائي.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن (٦) بن سعيد ، أنا أبو القاسم السميساطي ، قالا : أنا عبد الوهّاب ، فذكره.

ولهذا الحديث عندي طرق كثيرة.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي المختصر ١٣ / ٣٣٧ والمطبوعة : أبو المفضل.

(٢) المشيخة ١٩ / ب أحمد بن محمد بن المسلم بن الحسن.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المختصر ١٣ / ٣٣٧ والمطبوعة : أبو المفضل.

(٤) بالأصل : «أبو» والصواب ما أثبت.

والسميساطي هو علي بن محمد بن يحيى السلمي السميساطي ، أبو القاسم ، المشيخة ١٩ / ب وسير الأعلام ١٨ / ٧١.

والحنائي هو الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين ، أبو القاسم الدمشقي (ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٣٠ رقم ٦٨).

(٥) بالأصل : «عا» وسقط الجزء الأخير من اللفظة.

(٦) الأصل : «الحسين» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

٣٦٩

٣٥٣٧ ـ عبد الله بن محمّد بن المعافى بن أحمد بن أبي كريمة

أبو بكر بن أبي عبد الله الصّيداوي

روى عنه : عبد الغني بن سعيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا أبو الخطّاب العلاء بن المغيرة بن حزم الأندلسي ، نا علي بن بقاء بن محمّد الوراق (١) ـ وقرأته (٢) بخط عبد الغني بن سعيد قال :

سألت أبا محمّد الورّاق عبد الله بن محمّد بن المعافي بن أحمد بن أبي كريمة الصيداوي (٣) عن مولده فقال : ولدت سنة اثنتين (٤) وسبعين ومائتين.

٣٥٣٨ ـ عبد الله بن محمّد بن منصور

أبو منصور الهروي البزّاز (٥)

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، ودحيما ، وبمصر : محمّد بن رمح ، وعيسى بن حمّاد ، وحرملة بن يحيى ، وبالعراق : سويد بن سعيد.

روى عنه : أبو الفضل يعقوب بن إسحاق الهروي ، وأبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزّاز (٦) الحافظان.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا الفامي حفيد العميري ، أنا أبو عاصم الفضيل (٧) بن يحيى الفضيلي ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الخذاباني (٨) الورّاق ، نا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ ، نا عبد الله بن محمّد بن منصور البزّاز قال : سمعت هشام بن عمّار.

وبلغه أن أناسا ينسبونه إلى اللفظية ، فغضب وخطب خطبة أثني فيها على الله تعالى

__________________

(١) الأصل : «الواق» والصواب ما أثبت ، انظر ١٢ / ٣٤٢.

(٢) في المطبوعة : وقرأته على ابن بقاء ، عن جده ، نا عبد الغني بن سعيد ....

(٣) الأصل : الصيداني.

(٤) الأصل : اثنين.

(٥) مهملة بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن المختصر ١٣ / ٣٣٧ والمطبوعة.

(٦) اللفظة مطموسة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، له ذكر في سير الأعلام ١٥ / ٢٩٠.

(٧) الأصل : الفضل ، خطأ ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٩٧.

(٨) هذه النسبة إلى خذابان ، ضبطها ياقوت : بضم أوله وبعد الألف باء موحدة وآخره نون : من نواحي هراة.

٣٧٠

ووصفه بالآيات الست من أوّل الحديد ، وتلاها علينا ، وذكر من عظمة الله ما عجب منه السّامعون من حسنه ، ثم ذكر القرآن فقال : القرآن كلام الله وليس بمخلوق ، ومن قال القرآن ـ أو قدرة الله ، أو عزّة الله ـ مخلوقة فهو من الكافرين ، فقيل له : ما تقول فيمن قال : لفظي بالقرآن مخلوق؟ فقال : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) هذا الذي قرأت كلام الله ، قيل له : تحدّث الناس ببغداد أنك كتبت إلى الكرابيسي (١) فقال : ومن الكرابيسي؟ ما رأيته قط ، ولا أدري من هو ، والله ما كتبت إليه قطّ.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي ، أنا أبو ذرّ الهروي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن المبارك (٢) ، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزّاز قال : عبد الله بن محمّد بن منصور البزّاز ، كان كتب عن سويد بن سعيد ، وعن حرملة بن يحيى ، وابن زغبة (٣) ، وابن رمح ، ودحيم ، وهشام بن عمّار ونظرائهم ، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.

٣٥٣٩ ـ عبد الله بن محمّد بن نصر بن طويط ـ ويقال : طويت ـ

أبو الفضل (٤) البزّاز (٥) الرّملي الحافظ

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، ودحيما ، وهشام بن خالد ، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان ، ووارث بن الفضل بن العسقلاني ، ونوح بن حبيب القومسي ، وعبدة بن عبد الرحيم ، وعبد الجبّار بن العلاء ، ومحمّد بن علي بن الحسين بن شقيق ، وهارون بن سعيد الأيلي ، وأحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي ، وسعيد بن عمرو بن أبي سلمة ، وأبا جعفر سليمان بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن شعيب بن الليث ، وعبّاس بن عبد العظيم ، وعمرو بن سوّاد السّرخسي (٦) ، ومحمّد بن منصور ، ومحمّد بن علي ابن أخي رواد (٧) بن الجرّاج ، وعمرو بن ثور القيسراني ، وسعيد عبد الرّحمن المخزومي ، وجعفر بن مسافر التّنّيسي.

__________________

(١) يعني به الوليد بن أبان ، أحد معتزلة البصرة ، (تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧١).

(٢) في المطبوعة : أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين المزكي.

(٣) كذا : «ابن زغبة» ويعني به عيسى بن حمّاد ، ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٥٠٦.

(٤) كذا بالأصل والأنساب واللباب (الطويطي) : أبو الفضل ، وفي المختصر ١٣ / ٣٣٨ والمطبوعة : أبو الفضل.

(٥) مهملة بدون إعجام في الأصل ، والمثبت عن المختصر والمطبوعة.

(٦) عن المطبوعة ؛ وبالأصل : «الرحى».

(٧) الأصل : «داود».

٣٧١

روى عنه : [أبو] أحمد بن عدي ، وأبو سعيد بن الأعرابي ، وأبو عمر بن فضالة ، وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، وأبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السّبيعي وأحمد بن إبراهيم بن الحدّاد التّنّيسي ، وأبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحارث الرّملي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، وأبو بكر بن ريذة.

ح وأنبأنا أبو الفتح الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله الهمذاني ، قالوا : أنا سليمان بن أحمد الطبراني (١) ، نا عبد الله بن محمّد بن طويت الرّملي البزّاز ، نا محمّد بن علي ابن أخي روّاد بن الجرّاح ، نا روّاد ، نا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، عن القاسم ، عن عائشة.

ح قال : وأنا مالك عن سميّ عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه ، وطعامه ، وشرابه ، ولذّته ، فإذا فرغ أحدكم من حاجته فليتعجل (٢) إلى أهله» [٦٦٩٤].

قال سليمان : لم يروه عن مالك عن ربيعة إلّا روّاد ، والمشهور من حديث مالك عن سميّ (٣).

٣٥٤٠ ـ عبد الله بن محمّد بن وهب بن بشر بن صالح بن حمدان

أبو محمّد الدّينوري الحافظ (٤)

سمع عبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، وعبد الله بن محمّد الفريابي ـ ببيت المقدس ـ وأبا عمير (٥) عيسى بن محمّد بن النحّاس ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن وهب ، وأحمد بن سعيد الهمذاني ، وجعفر بن مسافر التّنّيسي ، ومحمّد بن إبراهيم المصّيصي ، ومحمّد بن معمر ، وإبراهيم بن الحسين (٦) المقسمي ، والعبّاس بن يزيد البحراني ،

__________________

(١) المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٢٠.

(٢) عند الطبراني : فليعجل.

(٣) انظر موطّأ مالك ص ٥٣٧ رقم ١٧٩٢.

(٤) ترجمته وأخباره في الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٤٠ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٤ والعبر للذهبي ٢ / ١٣٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٤٩٤ ولسان الميزان ٣ / ٣٤٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٠١ ـ ٣١٠ ص ٢٣٧) وسير الأعلام ١٤ / ٤٠٠ والكامل لابن عدي ٤ / ٢٦٨ وفيه : عبد الله بن حمدان بن وهب.

(٥) بالأصل : «عمر» والصواب عن سير الأعلام وتاريخ الإسلام.

(٦) المطبوعة : الحسن.

٣٧٢

وإسماعيل بن توبة ، وأبا زرعة ، وأبا حاتم الرازيين ، وعبد الله بن عمرو بن الجرّاج الغزّي ، وأبا سعيد الأشجّ الكندي ، ومحمّد بن سهل بن عسكر وميمون بن الأصبغ ، وعلي وأحمد ابني (١) حرب الطائيين ، وعبد الله بن يوسف الجبيري ، وأحمد بن سنان القطان ، ويعقوب الدورقي ، ومحمّد بن حرب النشائي ، وسعيد بن عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، وعلي بن سهل الرّملي ، وإبراهيم بن بسطام الأبلّي ، ومحمّد بن خلّاد الباهلي ، ومحمّد بن الوليد البسري ، ويونس بن عبد الأعلى ، وعلي بن قرّة بن حبيب الغنوي ، وغيرهم.

روى عنه : جعفر بن محمّد الفريابي الحافظ ، وهو أكبر منه ، وأبو علي الحسين بن علي ، وأبو بكر بن الجعابي ، وأبو سعيد عثمان بن أحمد بن سنبل الدّينوري ، وراق (٢) خيثمة ، وأبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد الدّينوري ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عثمان الدّينوري ، وأبو عبد الله محمّد بن يحيى بن أحمد بن يحيى الفقيه ، وهارون بن عبد العزيز الوادحي (٣) ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن عمران الدّينوري الواعظ ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، وعتّاب بن محمّد بن عتّاب الوراميني (٤) الحافظ ، وأبو جعفر محمّد بن محمّد بن أحمد الصفّار الحافظ المكفوف ، ويوسف بن القاسم الميانجي ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن (٥) الجرجاني ، وعبيد الله بن سعيد البروجردي ، وهو آخر من حدّث عنه وفاة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس ، نا [أبو](٦) محمّد الحسن بن محمّد الخلّال ـ إملاء ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عثمان الدينوري بمكة ، وكان مجاورا بها سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، نا عبد الله بن حمدان الدينوري ، نا العبّاس بن يزيد البحراني ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا عبيد الله بن

__________________

(١) الأصل : «أبو» والمثبت عن المطبوعة.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المطبوعة.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : الوارحي.

(٤) رسمها بالأصل : «الواراسى» والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى ورامين قرية من قرى الري ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٥) «بن» ليست في المطبوعة.

(٦) سقطت من الأصل ، أضيفت عن المشيخة ١٤٦ / أوانظر سير الأعلام ١٧ / ٥٩٣.

٣٧٣

عبد الله بن الأصمّ ، عن عمّه يزيد بن الأصمّ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لعن الله اليهود والنصارى ، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [٦٦٩٥].

كتب إلي أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال (١) : سألت أبا علي الحافظ عن عبد الله بن محمّد بن وهب الدّينوري فقال : كان صاحب حديث حافظا.

ثم قال أبو علي (٢) : بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن وهب الحافظ يقول (٣) :

حضرت أبا زرعة يوما وعلج من أهل خراسان يلقي عليه الموضوعات التي وضعت بخراسان من حديث محمّد بن القاسم الطايكاني وأحمد بن عبد الله الجوبياري وهو يجيب : باطل ، والعلج يضحك ويقول : كلّ ما لا تحفظه تقول : باطل ، فانتضيت أنا لجواب العلج فقلت : يا هذا أي مذهب تنتحله؟ فقال : مذهب أبي حنيفة ، فقلت : أيش أسند أبو حنيفة عن حمّاد بن أبي سليمان؟ فتحيّر العلج عاجزا عن الجواب ، فقلت : يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة عن حمّاد كذا وعن أبي حنيفة عن حمّاد؟ وأبو زرعة يسرد حديث أبي حنيفة ويمر فيها ، ثم قلت للعلج : ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عن الكذّابين وأنت لم تحفظ لإمامك حديثا (٤)؟

فلما قدمنا تقدّم إليّ أبو زرعة فقبّل وجهي وقال لي : يا أبا محمّد خلصتني ، خلّصك الله من مكروه ، ثم قلت للشاب : أيش أسند أبو بكر الصّدّيق عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أحاديث كثيرة ، قلت : تحفظ منها شيئا؟ قال : نعم ، قلت : أيش أسند أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أبي بكر ، فسكت ولم يذكر منها حرفا واحدا ، فقلت : اسمع. وأقبلت على أبي زرعة ، فابتدأ وقال : قد روى عمر عن أبي بكر كذا كذا حديثا (٥) ، حدثناه فلان ونا فلان. وقد روى عثمان

__________________

(١) انظر سير الأعلام ١٤ / ٤٠٠ و ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨).

(٢) انظر سير الأعلام ١٤ / ٤٠٠ و ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨).

(٣) الخبر في سير الأعلام ١٤ / ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨) باختلاف.

(٤) بالأصل : «حديث» وفي تاريخ الإسلام : حديثا قط.

(٥) الأصل : حديث.

٣٧٤

عن أبي بكر : حدثناه فلان وفلان ، وقد روى علي عن أبي بكر : حدثناه فلان وفلان فقعد (١) الشاب ولم يعد إلى سوء أدبه معه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو (٢) عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٣) : عبد الله بن حمدان بن وهب (٤) أبو محمّد الدّينوري ، كان يعرف ويحفظ ، سمعت عمر بن سهل يعرف بابن كدوا (٥) الدينوري يرميه بالكذب ، ويصرّح به. وسمعت أحمد بن محمّد بن سعيد يقول : كتب إليّ ابن وهب جزءين من غرائب الثوري فلم أعرف منها إلّا حديثين ، وكان قد (٦) سوّاها عامتها على شيوخه الشاميين (٧) ويذكره (٨) عن الثوري ليخفي مكان تلك الأحاديث ، وكنت أتّهمه بتلك الأحاديث أنه سوّاها على الشاميين.

قال ابن عدي : وعبد الله بن حمدان قد قبله قوم وصدّقوه ، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى ، أنا أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن (٩) ، وأبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ـ في كتابيهما ـ عن أبي الحسن الدارقطني قال :

وأخبرنا (١٠) أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، وأنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد الله الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ـ إجازة ـ قال : هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين : وعبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري حدّثونا عنه ـ زاد ابن بطريق : متروك ـ.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : وسألته يعني الدارقطني عن عبد الله بن وهب الدّينوري فقال : يضع الحديث (١١).

__________________

(١) في المطبوعة : حدثناه فلان ... وجعل يسرد ، فتحير الشاب.

(٢) الأصل : «عمر» خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سنة مماثل.

(٣) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٤ / ٢٦٨.

(٤) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن ابن عدي.

(٥) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «كذوا» وفي ابن عدي : «كدو».

(٦) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن ابن عدي.

(٧) عن ابن عدي وبالأصل : للشاميين.

(٨) عن ابن عدي وبالأصل : ويذكر.

(٩) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢١٢.

(١٠) المطبوعة : ح وأخبرنا.

(١١) سير الأعلام ١٤ / ٤٠١.

٣٧٥

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا عبد الله الزبير بن عبد الواحد (١) الحافظ ـ بأسداباذ (٢) ـ يقول :

ما رأيت لأبي علي زلة قط إلّا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري ، وأحمد بن عمير بن جوصا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمّد بن عيسى البزّاز (٤) ، نا صالح بن أحمد الحافظ قال : سمعت أبي يقول : كتب ابن وهب الدّينوري وأفسد حاله [بمرة ـ](٥) يعني حال محمّد بن إبراهيم بن زياد ـ فذكرت ذلك لأبي جعفر ـ يعني للصفار ـ فقال : ابن وهب يتكلم في الناس ، وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره.

٣٥٤١ ـ عبد الله بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي

حكى عن أبيه محمّد بن يحيى.

حكى عنه ابنه أبو الحسن (٦) علي بن عبد الله بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

٣٥٤٢ ـ عبد الله بن محمّد بن يزداد بن سويد

أبو صالح الكاتب (٧)

أصله من مرو ، كان أبوه وزيرا للمأمون ، ووزّر هو للمستعين نحوا من شهر (٨) ، ووز أيضا للمهتدي ، وقدم دمشق في صحبة المتوكل فيما ذكر عبد الله بن محمّد الخطّابي الشاعر

__________________

(١) الأصل : عبد الجواد ، تحريف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٧٠.

(٢) أسدآباذ بفتح أوله وثانيه وآخره ذال معجمة مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق ، ذكره ياقوت فيمن نسب إليها. وبالأصل : «أسدآباد».

(٣) تاريخ بغداد ١ / ٤٠٦ ضمن أخبار محمد بن إبراهيم بن زياد.

(٤) الأصل : البزار ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) ليست بالأصل ، والزيادة عن تاريخ بغداد.

(٦) المطبوعة : أبو الحسين.

(٧) أخباره في الفخري في الآداب السلطانية ص ٢٤٢ والوافي بالوفيات ١٧ / ٤٩٤ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٣٩ والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٣٨٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٥ والعقد الفريد بتحقيقنا (الفهارس) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٦١ ـ ٢٧٠ ص ١٢١).

(٨) في سير الأعلام : «أشهرا» وفي الوافي بالوفيات : «مديدة».

٣٧٦

مما نقلته من خطه في تسمية من قدم الشام مع المتوكل من الكتّاب ؛ وامتدحه البحتري ، وذكره أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي في كتاب الوزراء وذكر من شعره :

ضاق صدري لمّا بعدت ولو كن

ت قريبا لما ضاق صدري

يا خليّا مما ألاقيه فيه

ليس بالحبّ والصبابة تدري

بأبي وجهك الذي لم يزل لي

فإنّما عند من (١) يلوم بعذري

سكرت من حبّ شكر

وبعت عرفا بنكر

وأكثرت ذكر هجري

فصار منها كهجر

وما تجازي بودّ

ولا تهشّ لشكر

أنسيت ذكر محبّ

ما زلت منه بذكر

قال : ومن شعر أبي صالح بن يزداد :

لا تجحد الذنب ثم اطلب تجاوزنا

عنه ؛ فإنّ جحود الذنب ذنبان

وامح الإساءة بالإحسان مقتبلا

إنّ الإساءة قد تمحى بإحسان

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٢) قال (٣) : أبو صالح عبد الله بن محمّد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزي ، وزر أبوه للمأمون ، ووزر أبو صالح للمستعين ، وهو قليل [الشعر](٤) يقول في جارية كان يهواها :

يا خليّا ممّا ألاقيه فيه

لست بالحبّ والصّبابة تدري

بأبي وجهك الذي لم يزل [لي](٥)

قائما عند من يلوم بعذري

وله يفخر بما كان المأمون عقده لأبيه من ولائه لبني هاشم :

__________________

(١) الأصل : «عندي» والمثبت عن المختصر ١٣ / ٣٣٩.

(٢) ليس في معجم الشعراء المطبوع.

(٣) الأصل : قالوا.

(٤) الزيادة عن المطبوعة.

(٥) سقطت من الأصل ، والزيادة عن الرواية السابقة.

٣٧٧

إنّ بيتي من الأكاسرة الغر (١)

ر مكانا تحلّه العيّوق (٢)

ولنا من ولاء أحمد خير ال

ناس ما نحوه النفوس تتوق

تتلظّى الأعداء شحا عليه

ما لهم من جماله ثفروق (٣)

والإمام المأمون أكّد منه

سببا قاده (٤) له التوفيق (٥)

وذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال :

مات أبو صالح بن يزداد وهو مستخف في داره ، ودفن فشاع موته ، فنبش حتى نظر إليه ثم ردّ في قبره في رجب سنة إحدى وستين ومائتين.

وكذا ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي.

٣٥٤٣ ـ عبد الله بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي (٦) القاضي (٧)

ولي قضاء الكرخ ببغداد ، وقيل إنه ولي قضاء دمشق ، وكان من رءوس أصحاب أحمد بن أبي دؤاد.

أخبرنا أبوا (٨) الحسن : علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالوا : قال : أنا أبو بكر الخطيب (٩) : عبد الله بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي ، أحد أصحاب الرأي ، ولي قضاء الشرقية في أيام الواثق ، فأخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين ـ عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق وشعيب بن سهل ، وولّى الحسن بن علي بن الجعد مكان عبد الرّحمن على الغربي ، وولّى عبد الله بن محمّد الخلنجي

__________________

(١) بالأصل : «الغر» والمثبت عن المختصر ١٣ / ٣٤٠.

(٢) العيوق : كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا في ناحية الشمال (اللسان).

(٣) الثفروق هو ما يلزق به القمع من التمرة.

(٤) المختصر : زاده.

(٥) قسم من اللفظة مطموس ، والمثبت عن المختصر.

(٦) عن المختصر ١٤ / ٥ والمطبوعة وتاريخ بغداد ، وبالأصل : البلخي.

(٧) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ١٠ / ٧٣ والوافي بالوفيات ١٧ / ٤٤٣ والأغاني ١١ / ٣٣٨ وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٣٩٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٥١ ـ ٢٦٠ ص ١٨٣).

(٨) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ٧٣.

٣٧٨

الشرقية (١) ، وكان الخلنجي من المجردين [للقول](٢) بخلق القرآن المعلنين به ؛ وأنا علي بن المحسّن ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : عزل الواثق عبد الرّحمن بن إسحاق ، واستقضى عبد الله بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي ، وكان من أصحاب أبي عبد الله بن أبي دؤاد (٣) ، حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة ، واسع العلم ، ضابطا ، وكان يصحب ابن سماعة ، وتقلّد المظالم بالجبل ، فأخبر ابن أبي دؤاد (٤) أنه مستقل ، عالم بالقضاء ووجوهه ، فسأل عنه ابن سماعة فشهد له ، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم فولّاه قضاء همذان (٥) ، فأقام نحوا من عشرين سنة لا يشكى ، وتلطف له محمّد [بن](٦) الجهم في مال عظيم فلم يقبله ، ولما ولي الشرقية ظهرت عفته وديانته لأهل بغداد ، وكان فيه كبر شديد ، وكتب إليه المعتصم في أن يمتحن الناس ، يضبط نفسه فتقدمت إليه امرأة فقالت : إنّ زوجي لا يقول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرّق بيني وبينه ، فصاح عليها ، فلمّا كان في سنة سبع وثلاثين في جمادى عزله المتوكل وأمر أن يكشف ليفضحه بسبب ما امتحن الناس في خلق القرآن ، فأخبرني الطبري محمّد بن جرير قال : أقيم الخلنجي للناس سنة سبع وثلاثين ومائتين ، قال طلحة : وأخبرني عمر بن الحسن قال : كشف الخلنجي فما انكشف عليه أنه أخذ حبة واحدة.

قرأت في كتاب علي بن الحسين (٧) بن محمّد (٨) الكاتب (٩) ، نا محمّد بن خلف وكيع قال : كان الخلنجي القاضي ، واسمه عبد الله بن محمّد ابن أخت علّوية المغنّي ، وكان تيّاها صلفا ، فتقلد في خلافة الأمين قضاء الشرقية فكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين المسجد فيستند إليها بجميع جسده ولا يتحرك ، فإذا تقدم إليه الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده وترك الاستناد حتى يفصل بينهما ثم يعود إلى حاله ، فعمد بعض المجّان إلى رقعة من الرّقاع التي يكتب فيها الدعاء (١٠) وألصقها في موضع ذنبته (١١) وطلاها بدبق.

__________________

(١) إحدى محال بغداد ، في الجانب الغربي منها.

(٢) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٣) عن تاريخ بغداد وبالأصل : داود.

(٤) عن تاريخ بغداد وبالأصل : داود.

(٥) الأصل : همدان.

(٦) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٧) الأصل : الحسن ، خطأ ، وهو أبو الفرج الأصبهاني.

(٨) «بن محمّد» كتب فوق الكلام بين السطرين.

(٩) الخبر في الأغاني ١١ / ٣٣٨ وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٣٩٠.

(١٠) الأغاني : الدعاوى.

(١١) كذا وردت بالأصل والأغاني في كل مواضع الخبر ، وفي المطبوعة : «دنيته» ولعله يريد ذنب عمامته ، أو أي شيء من غطاء الرأس وبهامش المطبوعة : الدنية : طاقية القاضي.

٣٧٩

وجاء الخلنجي فجلس كما كان يجلس فالتصقت ذنبته بالدّبق ، وتمكن منها. فلما تقدم إليه الخصوم ، وأقبل عليهم بجميع جسده كما كان يفعل انكشف رأسه ، وبقيت الذنبة في موضعه مصلوبة وقام الخلنجي مغضبا ، وعلم أنها حيلة وقعت عليه ، فغطى رأسه بطيلسانه وقام ، فانصرف وتركها مكانها حتى جاء بعض أعوانه فأخذها.

وقال بعض شعراء أهل ذلك العصر فيه :

إنّ الخلنجي من تتايهه

أثقل باد لنا بطلعته

ما تيه ذي (١) نخوة مناسبه

بين أخاوينه وقصعته

يصالح الخصم من يخاصمه

خوفا من الجور في قضيّته

لو لم تدبّقه (٢) كفّ قانصه

لطارتيها على رعيّته

قال : وشهرت الأبيات والقصة ببغداد ، وعمل علّوية حكاية أعطاهما الزفانين (٣) والمخنثين فأحرقوه (٤) فيها ، وكان علّوية يعاديه لمنازعة كانت بينهما ففضحه ، واستعفى الخلنجي من القضاء ببغداد وسأل أن يولّى بعض الكور البعيدة فولّي جند دمشق أو حمص فلمّا ولي المأمون الخلافة غناه علّوية بشعر الخلنجي وهو (٥) :

برئت من الإسلام إن كان ذا الذي

أتاك به الواشون عني كما قالوا

ولكنهم لما رأوك غريّة

بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا

فقد صرت إذنا للوشاة سميعة

ينالون من عرضي (٦) ولو شئت ما نالوا

فقال له المأمون : من يقول هذا الشعر؟ قال : قاضي دمشق ، فأمر المأمون بإحضاره فكتب إلى صاحب دمشق بإشخاصه فأشخص وجلس المأمون [للشرب](٧) وأحضر علّوية ودعا بالقاضي فقال له : أنشدني قولك :

برئت من الإسلام إن كان ذا الذي

فقال له : يا أمير المؤمنين هذه أبيات قلتها منذ أربعين سنة وأنا صبي ، وو الذي أكرمك

__________________

(١) الأغاني : «ما إن لذي نخوة مناسبة» والأخاوين جمع خوان وهو ما يؤكل عليه الطعام.

(٢) التدبيق : صيد الطائر بالدّبق.

(٣) الزفانون : الرقاصون.

(٤) الأغاني : فأحرجوه.

(٥) الأبيات في الأغاني ١١ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ والوافي ١٧ / ٤٤٤.

(٦) عن المصدرين السابقين وبالأصل : غرض.

(٧) الزيادة عن الأغاني.

٣٨٠