تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا يعقوب بن حميد بن كاسب ، نا عبد الرزّاق (١).

أنا الثوري ، عن خالد الحذّاء ، عن أبي قلابة (٢) ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقتتل عند داركم (٣) هذا ثلاثة كلهم ولد خليفة لا يصير (٤) إلى واحد منهم ، ثم تقبل الرايات السود من خراسان فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها» ، ثم ذكر شيئا «فإذا كان ذلك فأتوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله».

وفي رواية ابن عبدان : «ثم تجي الرايات السود فيقتلونكم قتلا ، ثم يقتله قوم ، ثم يجيء خليفة الله المهدي ، فإذا سمعتم به فاتوه فبايعوه ، فإنه خليفة الله المهدي» [٦٦٧٩].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا محمّد بن يونس القرشي ، نا سهل بن تمام الطّفاوي ، نا الحارث بن شبل ، حدثتني جدتي أم النعمان ، عن عائشة أم المؤمنين ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحجر الأسود من حجارة الجنّة ، وزمزم خطفة (٥) مقام جبريل عليه‌السلام ، وسيكون لبني العبّاس راية فمن تبعها رشد ، ومن تخلّف عنها هلك ، ولم يخرج (٦) الإمام منهم إلى غيرهم» [٦٦٨٠].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة ، نا أبو كريب ، نا رشدين ، عن عقيل ، ويونس ، عن ابن شهاب ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج (٧) رايات سود من قبل خراسان فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء» [٦٦٨١].

قال : ونا أبو عروبة ، نا عبد الجبّار بن العلاء ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن أبي (٨) سعيد ، عن ابن عبّاس قال :

__________________

(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت ٦ / ٥١٥.

(٢) هو عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي ترجمته في تهذيب التهذيب (ط الهند : ٦ / ٤١٩).

(٣) في دلائل البيهقي : كنزكم هذه.

(٤) دلائل البيهقي : تصير.

(٥) كذا بالأصل والمختصر ١٣ / ٣٠٤ وفي كنز العمال (رقم ٣٤٧٤٦) والمطبوعة : خطية.

(٦) المختصر : الأمر.

(٧) المختصر والمطبوعة : تخرج.

(٨) الأصل : ابن سعيد ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، كيسان بن سعيد أبو سعيد المقبري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٢٨.

٢٨١

إني لأرجو ألّا (١) تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا غلاما شابا ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ثم يلبس الفتن ولم يلبسه الفتن ، وإني لأرجو أن يختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه بنا ، فقال له رجل : يا أبا عبّاس عجزت عنها شيوخكم وترجوها لشبابكم؟ قال : إنّ الله يفعل ما يشاء.

أخبرني (٢) أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنا محمّد بن المظفّر ، نا أحمد بن يحيى بن زكريا (٣) ، نا جامع بن سوادة ، نا مطرّف بن عبد الله ، نا الزبير بن سعيد ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عبّاس قال : قال حذيفة وكعب : إذا ولي بنوك ـ يعني الخلافة ـ لم تخرج منهم حتى يدفعوها إلى عيسى عليه‌السلام.

قال الخطيب : أخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، نا أبو بكر محمّد بن غريب (٤) البزّاز (٥) ، نا أبو بكر محمّد بن العبّاس النسائي ، نا أبو بكر الكلوذاني ، نا حبيب بن أبي حبيب الحنفي كاتب مالك بن أنس ، حدّثني الزبير بن سعيد الهاشمي ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عبّاس قال :

قال لي حذيفة بن اليمان وكعب الأحبار : إذا ملك الخلافة بنوك لم تزل الخلافة فيهم حتى يدفعوها إلى عيسى ابن مريم عليه‌السلام ، وليتنافسنّها عليهم أقرب الناس إليهم.

أخبرناه أبو يعلى حمزة بن المنجا بن كرّوس (٦) بقراءتي عليه ، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس ، أنا أبو البركات عمر بن إبراهيم فذكره الجعد وأسلم (٧).

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو منصور (٨) محمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، أنبأ أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي ، أنا أبو محمّد علي بن عبد الله بن المغيرة ، أنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، حدّثني

__________________

(١) عن المختصر وبالأصل : أن.

(٢) المطبوعة : أخبرنا.

(٣) الأصل : زكير والمثبت عن المطبوعة.

(٤) بالأصل : «عر» والصواب ما أثبت (ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ١٤٦ وسير الأعلام ١٦ / ٤٤٠).

(٥) الأصل : «البراز» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) بالأصل : «كردوس» والمثبت عن سير الأعلام (ترجمته ٢٠ / ٣٩٢).

(٧) قوله : «الجعد وأسلم» ليس في المطبوعة.

(٨) زيد بعدها بالأصل : «بن» خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٩٢.

٢٨٢

الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن مسلمة بن محمّد بن هشام ، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي ، حدّثني داود بن عيسى ، عن أبيه عن محمّد بن علي بن عبد الله قال :

دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من النصارى فقال له عمر بن عبد العزيز : من تجدون الخليفة بعد سليمان؟ قال له النصراني : أنت ، قال : فأقبل عمر بن عبد العزيز عليّ ، فقال : دمي (١) في ثيابك يا أبا عبد الله.

قال محمّد بن علي : فلما كان بعد ذلك جعلت ذلك النصراني من بالي ، فرأيته يوما ، فأمرت غلامي أن يحبسه عليّ ، وذهبت به إلى منزلي ، وسألته عمّا يكون وقلت له : خلفاء بني مروان واحدا واحدا ، فعدّ لي خلفاء بني مروان واحدا واحدا ، وتجاوز عن مروان بن محمّد.

قال محمّد بن علي : فقلت له : ثم من؟ قال : ثم ابنك ، ابن الحارثية (٢) وهو اليوم حمل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نبأ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن بن علي ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عبّاس ـ وفي رواية ابن السمرقندي : أنا العبّاس ـ بن هشام ، عن أبيه قال :

بايع الناس لأبي العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بالعراق يوم الخميس للنصف من جمادى الأخيرة (٣) سنة اثنتين (٤) وثلاثين ومائة.

وقال أحمد بن حنبل : إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر قال :

كانت خلافته أربع سنين وعشرة أشهر ، وفي رواية ابن (٥) الأكفاني : عشرة أيام بدل عشرة أشهر.

وقال أحمد بن حنبل : نا إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال : استخلف أبو العباس في

__________________

(١) كذا بالأصل والمختصر ١٣ / ٣٠٥ وفي المطبوعة : وهي.

(٢) بالأصل : «الحارثة» خطأ والصواب ما أثبت عن المختصر ، ويعني به : أبا العباس السفاح ، وأمه الحارثية : ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان.

(٣) كذا ، وفي المطبوعة : الآخرة.

(٤) بالأصل : اثنين.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدراكها ضروري.

٢٨٣

شهر ربيع الأول سنة اثنتين (١) وثلاثين ومائة.

وقال ابن أبي الدنيا : وأم أبي العبّاس : ريطة ـ وفي رواية ابن الأكفاني : رائطة ـ بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان (٢) بن الدّيّان بن قطن من بني الحارث بن كعب.

قال ابن أبي الدنيا : وكان أبو العبّاس طوالا ، أبيض ، أقنى ، ذا شعرة جعدة ، حسن اللحية جعدها ، مات بالجدري ، وصلّى عليه عيسى بن علي ، ودفن بالأنبار.

أخبرنا (٣) أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن المحاملي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا طراد بن محمّد ، ورزق الله بن عبد الوهّاب ، قالا : أنا أبو بكر بن وصيف الصيّاد.

(٤) وأخبرنا أبوا (٥) الحسن : علي بن أحمد ، وعلي بن الحسن ، قالا : نبأ ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا الحسين بن أبي بكر ، قالا : أنا أبو بكر الشافعي قال : نبأ عمر بن حفص السّدوسي ، نا محمّد بن يزيد قال :

واستخلف أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم سنة اثنتين (٧) وثلاثين ومائة لاثنتي (٨) عشرة خلت من ربيع الأول ، ويقال : في جمادى (٩) وتوفي في سنة ست وثلاثين ومائة لثلاث عشرة ـ أو إحدى عشرة ـ خلت من ذي الحجّة يوم الأحد ، فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر ، وتوفي وله ثلاث وثلاثون سنة ، وأمّه رائطة (١٠) بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الدّيّان بن

__________________

(١) بالأصل : اثنين.

(٢) رسمها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ صوابا.

(٣) شطبت بخط أفقي ، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب على الهامش : أنبأنا وبعدها صح.

(٤) المطبوعة : ح وأخبرنا.

(٥) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٧.

(٧) بالأصل : اثنين.

(٨) بالأصل : لاثني.

(٩) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : خمسين.

(١٠) تاريخ بغداد : ريطة.

٢٨٤

الحارث بن كعب ، توفي بالأنبار ، وصلّى عليه عيسى بن علي بن عبد الله بن العبّاس.

أخبرنا (١) أبوا (٢) الحسن : علي بن المسلّم الفرضي ، وعلي بن زيد السّليمان ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم ـ زاد الفرضي : وعبد الله بن عبد الرزّاق قالا : ـ أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، أنا هشام بن عمّار ، نا الهيثم بن عمران العبسي ، قال :

ولي أبو العبّاس الهاشمي واسمه عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، عمّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربع سنين وشيئا (٣) ثم مات بالأنبار من جدري.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [أنا أبو الحسن](٤) السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٥) :

بويع أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، وأمه ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة اثنتين (٦) وثلاثين ومائة بالكوفة في بني أود في دار الوليد بن سعد ، مولى بني هاشم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٧) ، قال : أبو مسهر : واستخلف أبو العباس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فأقام أربع سنين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

(٨) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : ثم بويع لأبي العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس في شهر ربيع الأول سنة اثنتين (٩) وثلاثين ومائة ، وتوفي أبو العبّاس لثلاث (١٠) عشرة من ذي الحجّة سنة سبع وثلاثين ومائة.

__________________

(١) في المطبوعة : أخبرنا س ح.

(٢) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) الأصل : وشيء.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

(٥) راجع تاريخ خليفة ص ٤٠١ و ٤٠٩.

(٦) الأصل : اثنين.

(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ١٩٧.

(٨) المطبوعة : ح وأخبرنا.

(٩) الأصل : اثنين.

(١٠) الأصل : لثلاثة عشر.

٢٨٥

أخبرنا أبوا (١) الحسن : بن قبيس ، وابن سعيد ، قالا : نبأ ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأ محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال :

أبو العبّاس المرتضى ، والقاسم (٣) ، عبد الله بن محمّد الإمام ابن علي السجّاد بن عبد الله الحبر بن العبّاس ذي الرأي بن عبد المطّلب شيبة الحمد ابن هاشم وهو عمرو بن عبد مناف ، ولد بالشراة (٤) وبويع بالكوفة يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين (٥) وثلاثين ومائة ، وبايع أبو العباس لأخيه أبي جعفر ، ولعيسى بن موسى بن محمّد بن علي ، ومات بالأنبار لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ست وثلاثين ومائة ، وكان نقش خاتمه : الله ثقة عبد الله ، وكان عمره ثلاثا (٦) وثلاثين سنة ، وخلافته أربع سنين وثمانية أشهر ويومان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، قال : قال لنا (٧) أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن علي (٨) بن إسماعيل :

ثم جاءت الدولة العباسية فكان أول من ولي الأمر من بني العباس ـ رحمة الله عليه ـ أبو العبّاس أمير المؤمنين عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب ، وأمه رائطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الدّيّان الحارثية ، ومولده يوم الثلاثاء مستهل رجب سنة أربع ومائة ، وبويع له بالكوفة في المسجد الجامع يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة ثنتين وثلاثين ومائة.

قال أبو معشر : بويع لأبي العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب في شهر ربيع الأول سنة ثنتين وثلاثين ومائة وقتل مروان في ذي الحجّة سنة ثنتين وثلاثين ومائة.

فقال أبو معشر : توفي أبو العبّاس أمير المؤمنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة سنة

__________________

(١) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٧.

(٣) تاريخ بغداد : والقائم.

(٤) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : السراة.

(٥) بالأصل : اثنين.

(٦) الأصل : ثلاثة.

(٧) الأصل : أنا ، والمثبت عن المطبوعة.

(٨) «بن علي بن إسماعيل» مكرر بالأصل ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٢٢.

٢٨٦

ست وثلاثين ومائة ، فكانت خلافته أربع سنين وعشرة أشهر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا عبيد الله بن محمّد بن عائشة قال : وقال أبي : سمعت الأشياخ يقولون :

والله لقد أفضت الخلافة إليهم وما في الأرض أحد أكثر قارئا للقرآن ، ولا أفضل عابدا ، وناسكا منهم بالحميمة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١) ، حدّثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبيه قال : رأيت أبا العبّاس حين خرج إلى الجمعة على برذون أشهب قريب من الأرض ، بين عمه داود بن (٢) علي ، وأخيه أبي (٣) جعفر شابا جميلا تعلوه (٤) صفرة ، فأتى المسجد فصعد المنبر فتكلم ، فصعد داود بن علي فقام على عتبتين (٥) من المنير فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس ، والله ما علا منبركم هذا خليفة بعد علي بن أبي طالب غير ابن أخي هذا ، ووعد الناس ومنّاهم ، قال : فقال أبي : ثم رأيته الجمعة الثانية كأن وجهه ترس ، وكأن عنقه إبريق فضة ، وقد ذهبت الصفرة ، والله ما كان بينهما إلّا أسبوع.

تم هذا الجزء المبارك من تاريخ دمشق للشيخ الفاضل العالم العلّامة والبحر الفهّامة الحافظ أبي (٦) القاسم علي بن الحسن بن عساكر تغمّده الله برحمته وحشرنا في زمرته ، يوم الثلاثاء المبارك لعشرين خلون من جمادى الأول سنة اثنتي (٧) عشرة وألف ومائة بعد الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، على يد الفقير الحقير محمّد بن محمّد الشّعيبي المالكي العدوي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين آمين.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم (٨).

يتلوه : أنا أبو الحسن بن قبيس.

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٠٩ ـ ٤١٠.

(٢) عن تاريخ خليفة وبالأصل : وعلي.

(٣) عن تاريخ خليفة وبالأصل : ابن.

(٤) عن تاريخ خليفة وبالأصل : يعلوه.

(٥) بالأصل : عبيد ، والمثبت عن تاريخ خليفة.

(٦) الأصل : أبو.

(٧) الأصل : أفني.

(٨) انتهى الجزء الخامس عشر من المخطوطة المغربية ، وقد اعتمدناها أصلا في تحقيق تراجم العبادلة التي سقطت من مخطوطة الظاهرية (نسخة سليمان باشا).

يتلوه الجزء السادس عشر من المخطوطة المغربية ، ونعتمده أيضا أصلا ، وأوله : أنا أبو الحسن بن قبيس.

٢٨٧

(١) بسم الله الرّحمن الرحيم وبه نستعين

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ قال :

أخبرنا أبوا (٢) الحسن : علي بن أحمد المالكي ، وابن سعيد ، قالا : ثنا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا أحمد بن عمرو بن روح النهرواني ، ومحمّد بن الحسين بن محمّد الجازري ، قال أحمد : أخبرنا ـ وقال محمّد : نا ـ المعافى بن زكريا (٤).

ح وأخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد الله ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال : اروه عني ـ أنبأ محمّد بن الحسين الجازري ، نا المعافى بن زكريا الجريري (٥).

نا محمّد بن يحيى الصّولي ، نا القاسم بن إسماعيل ، نا أحمد بن سعيد بن سلم (٦) الباهلي عن أبيه قال : حدثني من حضر مجلس السفاح وهو أحشد ما كان ببني هاشم والشيعة ووجوه الناس ، فدخل عبد الله بن حسن بن حسن (٧) ومعه مصحف ، فقال : يا أمير المؤمنين أعطنا حقّنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف ، قال : فأشفق الناس من أن يعجل السفّاج بشيء إليه فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم في وقته أو يعيا بجوابه فيكون ذلك نقصا وعارا عليه ، قال : فأقبل عليه غير مغضب ولا مزعج فقال : إن جدّك عليا وكان خيرا مني وأعدل ، ولي هذا الأمر فأعطى جديك الحسن والحسين ، وكانا خيرا منك ، شيئا ، وكان الواجب أن أعطيك مثله ، فإن كنت فعلت قد أنصفتك ، وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك ، قال : فما ردّ عبد الله جوابا ، وانصرف والناس يعجبون من جوابه له.

أخبرنا أبوا (٨) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (٩) ، أنبأ أبو بشر

__________________

(١) بداية الجزء السادس عشر من المخطوطة المغربية ، الأصل الوحيد المعتمد لدينا. ومن هنا تتمة ترجمة وأخبار أبي العباس السفّاح.

(٢) بالأصل : «أبو» والأظهر ما أثبتنا ، والسند معروف.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٨.

(٤) والخبر في الجليس الصالح الكافي ١ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.

(٥) الأصل : البرقوقي ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في كتاب الجليس الصالح الكافي ، والأنساب ، وسير الأعلام ١٦ / ٥٤٤.

(٦) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وفي الجليس الصالح : «مسلم».

(٧) «بن حسن» لم تذكر إلا مرة واحدة في تاريخ بغداد والجليس الصالح ، (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب)

(٨) بالأصل : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٩.

٢٨٨

محمّد بن عمر الوكيل ، نا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري ، نا الحسن بن عليل العنزي ، حدّثني عبد الرّحمن بن يعقوب العذري المدني (١) ، حدّثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال :

دخل عمران بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع العدوي على أبي العبّاس في أول وفد وفد عليه من المدينة ، فأمروا بتقبيل يده (٢) فتبادروها (٣) وعمران واقف ، ثم حيّاه بالخلافة (٤) ، وهنأه وذكر حسبه ونسبه ثم قال : يا أمير المؤمنين إنها والله لو كانت تزيدك رفعة ، وتزيدني من الوسيلة إليك ما استغنى بها أحد ، وإنّي لغنيّ عمّا لا أجر لنا فيه ، وعلينا فيه ضعة ، قال : ثم جلس قال : فو الله ما نقص من حظ أصحابه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال : اروه عني ـ ثنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، نا الحسين بن فهم ، نا ابن النّطّاح (٥) قال :

روينا أن السّفّاح عمل بيتين ووجه برجل إلى عسكر مروان ليقوم على الجبل ليلا فيصيح بهما وينغمس فلا يوجد ، وهما هذان البيتان :

يا آل (٦) مروان إنّ الله مهلككم

ومبدل أمنكم خوفا وتشريدا

لا عمّر الله من أنسالكم أحدا

وبثكم في بلاد الخوف تطريدا

قال : ففعل ذلك ، فدخلت قلوبهم مخافة (٧).

أخبرنا أبوا (٨) الحسن ، قالا : ثنا ـ وأبو النجم ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب (٩) ، حدّثني

__________________

(١) المطبوعة : المديني ، والأصل كتاريخ بغداد.

(٢) الأصل وتاريخ بغداد ، وفي المطبوعة : يديه.

(٣) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : فبادروها.

(٤) بالأصل : بالحكاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) هو محمد بن صالح بن مهران ، ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٧ وتهذيب الكمال ١٦ / ٣٦٤.

(٦) الأصل : قال ، والمثبت عن سير الأعلام ٦ / ٧٩.

(٧) الخبر والبيتان في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٦٥ وانظر الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا ٣ / ٥٢٠).

(٨) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل ، وقد مرّ.

(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٩.

٢٨٩

الحسين بن محمّد بن طاهر الدقّاق ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي ، نا جحظة قال : قال جعفر بن يحيى :

نظر أمير المؤمنين السّفّاح في المرآة ـ وكان من أجمل الناس وجها ـ فقال : اللهمّ إني لا أقول كما قال عبد (١) الملك : أنا الملك الشاب ، ولكني أقول : اللهمّ عمّرني طويلا في طاعتك ، ممتعا بالعافية ، فما استتم كلامه حتى سمع غلاما يقول لغلام آخر : الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام ، فتطيّر من كلامه وقال : حسبي الله لا قوّة إلّا بالله ، عليه توكّلت وبه أستعين ، فما مضت الأيام حتى أخذته الحمى ، فجعل يوم يتصل بيوم (٢) إلى يوم ، حتى مات بعد شهرين وخمسة أيام.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمران ، عن أبي عبد الله محمّد بن عمران بن موسى قال :

أبو العبّاس السّفّاح عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس يقول : وجسّه الطبيب في علّته التي مات فيها (٣) :

انظر إلى ضعف الحرا

ك وذلّه بيد السكون

ينبئك أن بيانه

هذا مقدمة المنون

وقال له الطبيب : إنك صالح ، [فأنشأ يقول](٤) :

يبشرني بأني ذو صلاح

يبين له ، وبي داء دفين

لقد أيقنت أني غير باق

ولا شك إذا وضح اليقين

أخبرنا أبوا (٥) الحسن : بن قبيس ، وابن سعيد ، قالا : ثنا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، نا أحمد بن محمّد بن عمران ، نا محمّد بن سهل بن الفضيل الكاتب ، نا عبد الله بن أبي سعد (٧) قال : ذكر محمّد بن عبد الله بن مالك الخزاعي أن الرشيد قال لابنه :

__________________

(١) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وفي البداية والنهاية ـ بتحقيقنا ١٠ / ٦٤ «سليمان بن عبد الملك» وهو المشهور.

(٢) ليست في تاريخ بغداد.

(٣) الأبيات في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٦٥.

(٤) الزيادة عن البداية والنهاية.

(٥) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل ، وقد مرّ.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٥٠.

(٧) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : سعيد.

٢٩٠

كان أبو العبّاس عيسى بن علي راهبنا وعالمنا ـ أهل البيت ـ ولم يزل في خدمة أبي محمّد علي بن عبد الله إلى أن توفي ثم خدم أبا عبد الله إلى وقت وفاته ، ثم إبراهيم الإمام ، وأبا العبّاس ، والمنصور ، فحفظ جميع أخبارهم وسيرهم وأمورهم ، وكان قرة عينه في الدنيا إسحاق ابنه ، فليس فينا ـ أهل البيت ـ أحد أعرف بأمرنا من إسحاق ، فاستكثر منه ، واحفظ جميع ما يحدّثك به ، فإنه ليس دون أبيه في الفضل وإيثار الصّدق.

قال : فأعلمته أنّي قد سمعت منه شيئا كثيرا ، فسأله (١) : هل سمعت خبر وفاة أبي العبّاس أمير المؤمنين ، فأعلمته أنّي قد سمعته فقال : قد سمعت هذا الحديث من أبي العبّاس عيسى بن علي ، فحدّثني ما حدثك به إسحاق لأنظر أين هو مما يحدثني به أبوه؟ فقال : حدّثني إسحاق بن عيسى ، عن أبيه أنه دخل في أول النهار من يوم عرفة على أبي العبّاس وهو في مدينته بالأنبار.

قال إسحاق : قال أبي : وكنت قد تخلفت عنه أياما لم أركب إليه فيها ، فعاتبني على تخلّفي عنه ، فأعلمته أنّي كنت أصوم منذ أول يوم من أيام العشر ، فقبل عذري ، وقال لي : أنا في يومي هذا صائم ، فأقم عندي لتقضيني فيه بمحادثتك إيّاي ما فاتني من محادثتك (٢) في الأيام التي تخلّفت عني فيها ، ثم تختم ذلك بإفطارك عندي ، فأعلمته أني أفعل ذلك ، وأقمت إلى أن تبيّنت (٣) النعاس في عينيه قد غلب عليه ، فنهضت عنه واستمر به النوم ، فميّلت (٤) بين القائلة في داره وبين القائلة في داري ، فمالت نفسي إلى الانصراف إلى منزلي لأقيل في الموضع التي اعتدت القائلة فيه ، فصرت إلى منزلي وقلت إلى وقت الزوال ، ثم ركبت إلى دار أمير المؤمنين فوافيت إلى باب الرحبة الخارج ، فإذا برجل دحداح (٥) حسن الوجه مؤتزر بإزار متردّ (٦) بآخر ، فسلّم عليّ فقال : هنا الله الأمير (٧) هذه النعمة وكلّ نعمة ، البشرى أنا وافد أهل السّند ، أتيت أمير المؤمنين بسمعهم وطاعتهم وبيعتهم ، فما تمالكت سرورا أن حمدت الله عزوجل على توفيقه إيّاي في الانصراف ، رغبة في أن أبشر أمير المؤمنين بهذه البشرى ، فلما توسطت الرحبة حتى وافى رجل مثل لونه وهيئته وقريب الصّورة من صورته ، فسلّم عليّ كما

__________________

(١) تاريخ بغداد : فسألني.

(٢) «من محادثتك» ليس في تاريخ بغداد.

(٣) الأصل : بينت ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد : فملت.

(٥) بالأصل : «دخل» والمثبت عن تاريخ بغداد ، والدحداح : الرجل القصير الغليظ البطن.

(٦) أى لابس الرداء.

(٧) تاريخ بغداد : أمير المؤمنين.

٢٩١

سلم الآخر ، وهنأني بمثل تهنئته ، وذكر أنه وافد أهل افريقية إلى أمير المؤمنين بسمعهم وطاعتهم فتضاعف سروري ، وأكثرت من حمدي الله على ما وفّقني له من الانصراف ، ثم دخلت الدار ، فسألت عن أمير المؤمنين ، فأخبرت أنه في موضع كان يتهيّأ فيه للصلاة ، وكان يكون فيه سواكه وتسريح لحيته ، فدخلت إليه وهو يسرّح لحيته ، فابتدأت بتهنئته وأعلمته أني رأيت ببابه رجلين أحدهما وافد أهل السند ، فسقط عليه زمع (١) وقال : الآخر وافد أهل أفريقية بسمعهم وطاعتهم ، فقلت : نعم ، فوقع (٢) المشط من يده ثم قال : سبحان الله ، كل شيء بائد سواه ، نعيت والله نفسي.

حدّثني إبراهيم الإمام ، عن أبي هاشم عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب ، عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أنه يقدم عليّ في يوم واحد في مدينتي هذه وافدان : واحد : وافد السند ، والآخر : وافد أفريقية بسمعهم وطاعتهم وبيعتهم ، فلا يمضي بعد ذلك ثلاثة أيام حتى أموت» ، وقد أتاني الوافدان فأعظم الله أجرك يا عمّ في ابن أخيك ، فقلت له : كلا يا أمير المؤمنين ، إن شاء الله تعالى ، قال : بلى إن شاء الله لئن كانت الدنيا حبيبة إليّ ، فصحة الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليّ منها ، والله ما كذبت ولا كذبت ، ثم نهض وقال لي : لا تقم (٣) من مكانك حتى أخرج إليك ، فما غاب حينا حتى أذّنه المؤذنون بصلاة الظهر ، فخرج إليّ خادم له فأمرنا بالخروج إلى المسجد والصّلاة بالناس ، ففعلت ذلك ، ورجعت إلى موضعي حتى أذنه المؤذنون بصلاة العصر ، فخرج إلى الخادم فأمرني بالصلاة بالناس والرجوع إلى موضعي ففعلت ، ثم أذنه المؤذنون بصلاة المغرب ، فخرج الخادم إليّ فأمرني بمثل ما كان أمرني به في صلاة الظهر والعصر ، ففعلت ذلك ، ثم عدت إلى مكاني ، ثم أذنه المؤذنون بصلاة العشاء ، فخرج إلي الخادم فأمرني بمثل ما كان يأمرني به ، ففعلت مثل ما كنت أفعل ، ولم أزل مقيما مكاني إلى أن مرّ الليل ، ووجبت صلاته ، فقمت ، فتنفلت حتى فرغت من صلاة الليل والوتر ، إلّا بقية بقيت من القنوت ، فخرج عند ذلك ومعه كتاب ، فدفعه إلي حين سلّمت ، فإذا هو معنون مختوم :

«من (٤) عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلى الرسول والأولياء وجميع المسلمين» ،

__________________

(١) الزمع : القلق والدهش.

(٢) تاريخ بغداد : فسقط.

(٣) تاريخ بغداد : لا ترم.

(٤) في تاريخ بغداد : من عند عبد الله.

٢٩٢

[وقال : يا](١) عم اركب في غد فصلّ (٢) بالناس في المصلى ، وانحر وأخبر بعلة أمير المؤمنين ، وأكثر لزومك داره ، فإذا قضى نحبه فاكتم وفاته حتى تقرأ هذا الكتاب على الناس ، وتأخذ عليهم البيعة للمسمى في هذا الكتاب ، فإذا أخذتها واستحلفت الناس عليها بمؤكدات الأيمان ، فانع إليهم أمير المؤمنين وجهّزه ، وتولّ الصلاة عليه ، ثم انصرف في حفظ الله تعالى ، فتأهب لركوبك ، فقلت : يا أمير المؤمنين هل وجدت علة؟

فقال : يا عمّ ، وأي علة هي أقوى (٣) وأصدق من الخبر الصادق عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذت الكتاب ونهضت ، فما مشيت إلّا خطى حتى هتف بي يأمرني بالرجوع ، فرجعت وقال لي : إنّ الله عزوجل قد ألبسك كمالا أكره أن يحطك (٤) الناس فيه ، وكتابي الذي في يديك مختوم ، وسيقول من يحسدك على ما جرى على يديك من هذا الأمر الجليل أنك إنما وفيت للمسمى في هذا الكتاب لأن الكتاب كان مختوما ، وقد رأى أمير المؤمنين أن يدفع إليك خاتمه ليقطع بذلك ألسنة الحسدة عنك ، فخذ الخاتم ، فو الله لتفينّ للمسمّى (٥) في هذا الكتاب ، وليلينّ الخلافة (٦) ما كذّبت ولا كذبت ، وانصرفت وتأهّبت للركوب ، فركبت وركب معي الناس ، حتى صلّيت بأهل العسكر ونحرت (٧) وانصرفت إليه ، فسألته عن خبره فقال : خبره أنه يموت (٨) لا محالة ، فقلت : يا أمير المؤمنين هل وجدت شيئا؟ فأنكر علي قولي وكشّر في وجهي [وقال :](٩) يا سبحان الله أقول لك إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنه يموت فتسألني عمّا أجد ، لا تعود بمثل هذا الذي كان منك ، ثم دخلت إليه عشية يوم العيد ، وكان من أحسن من عاينته عيناي وجها ، فرأيته في تلك العشية وقد حدثت في وجهه وردية لم أكن أعرفها (١٠) ، فزادت وجهه كمالا ، ثم بصرت بإحدى وجنتيه في الحمرة حبة مثل حبّة الخردل بيضاء ، فارتبت لها ، ثم صوّبت بطرفي إلى الوجنة الأخرى فوجدت فيها حبّة أخرى ، ثم أعدت بطرفي

__________________

(١) مكانها بياض بالأصل ، والزيادة المثبتة عن تاريخ بغداد.

(٢) الأصل : «فصلي» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) بالأصل : «وأقوى».

(٤) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وفي المختصر ١٣ / ٣٠٩ والمطبوعة : يحظّك.

(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل : المسمى.

(٦) الأصل : الحكاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) بالأصل : وكبرت ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٨) في تاريخ بغداد : خبر ما به الموت.

(٩) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(١٠) تاريخ بغداد : أعهدها.

٢٩٣

إلى الوجنة التي عاينتها بديا فرأيت الحبّة قد صارت ثنتين ، ثم لم أزل أرى الحبّ يزداد حتى رأيت في كل جانب من وجنتيه مقدار الدّينار حبّا أبيض صغارا (١) ، فانصرفت وهو على هذه الحالة.

وغلّست (٢) غداة اليوم الثاني من أيام التشريق ، فوجدته قد هجر (٣) وذهبت عنه معرفتي ومعرفة غيري ، فرحت إليه بالعشي فوجدته قد صار مثل الزقّ المنفوخ ، وتوفي في اليوم الثالث من أيام التشريق ، فسجيته كما أمر ، وخرجت إلى الناس ، وقرأت عليهم الكتاب ، وكان فيه:

من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلى الرسول والأولياء وجماعة المسلمين ، سلام عليكم ، أما بعد ، فقد قلد أمير المؤمنين الخلافة (٤) عليكم بعد وفاته ـ يعني ـ أخاه ، فاسمعوا له وأطيعوا ، وقد قلد الخلافة (٥) من بعد ، عبد الله عيسى بن موسى ـ إن كان ـ.

[قال](٦) إسحاق بن عيسى : قال لي أبي : ما نزلت عن المنبر حتى وقع الاختلاف بين الناس فيما كتب به أمير المؤمنين في عيسى بن موسى ـ إن كان ـ فقال قوم أراد بقوله ، لها موضعا ، وقال آخرون : أراد بقوله إن كان هذا لا يكون ، ثم أخذت البيعة على الناس وجهزته ، وصلّيت عليه ودفنته في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة.

فقال الرشيد : هكذا حدّثني به أبو العبّاس ما غادر إسحاق من حديث أبيه حرفا واحدا ، فاستكثروا من الاستماع منه ، فنعم حامل العلم هو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله (٧) بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك ، نا إسحاق بن إبراهيم بن معين ، نا عبد الله بن أبي مذعور ، حدّثني بعض أهل العلم :

أنّ أبا العبّاس كان آخر ما تكلم به عند موته : الملك لله الحيّ القيّوم ، ملك الملوك ، وجبّار الجبابرة ؛ وكان نقش خاتمه : الله ثقة عبد الله.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٨) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

__________________

(١) الأصل : صغار.

(٢) غلست أي سرت بغلس ، والغلس : ظلام آخر الليل.

(٣) هجر المريض : هذى.

(٤) الأصل : الحكاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) الأصل : الحكاية ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٧) الأصل : عبد الله ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٨) الأصل المحلى ، خطأ ، والسند معروف.

٢٩٤

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، ثنا أبو يعلى قالا : أنبأ عبيد الله (١) بن أحمد بن علي ، أنبأ محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال :

وهلك أبو العبّاس عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وو لي أربع سنين وأشهرا (٢).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال أبي : ولي أبو العبّاس الهاشمي أربع سنين وأشهرا (٣) ، وهلك وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر ، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن بن علي ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو عبد الله العجلي عن ـ وفي رواية عمر : نا ـ عمرو بن محمّد عن أبي (٤) معشر قال : توفي أبو العبّاس وهو ابن اثنتين (٥) ـ وقال عمر بن الحسن : ابن ثلاث ـ وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، وأبو محمّد الأكفاني ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالوا : حدّثنا ـ وأبو النجم الشّيحي ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا علي بن أحمد بن عمر ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن محمّد ، أنا أبو الحسين ، أنا عمر بن الحسن ، قالا :

أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح ، عن محمّد بن عبّاد ، عن إسحاق بن عيسى :

أن أبا العبّاس توفي وهو ابن اثنتين (٧) وثلاثين سنة ، وكان أبيض أقنى ، ذا شعرة جعدة ، حسن اللحية جعدها ، مات بالجدري ، وصلّى عليه عيسى بن موسى ، ودفن بالأنبار ـ وفي

__________________

(١) الأصل : عبد الله.

(٢) الأصل : وأشهر.

(٣) الأصل : وأشهر.

(٤) بالأصل : ابن.

(٥) بالأصل : اثنين.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٧.

(٧) بالأصل : اثنين.

٢٩٥

حديث ابن الأكفاني وابن السمرقندي : قال ابن أبي الدنيا : وكان أبو العبّاس طوالا أبيض ، والباقي مثله ، وزادا : وتوفي أبو العبّاس يوم الأحد لاثنتي (١) عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ـ وفي رواية عمر بن الحسن : تمام سنة ـ ست وثلاثين ومائة. فكانت خلافته أربع سنين وثمانية (٢) أشهر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ أبو الحسن السيرافي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٣) قال : ومات أبو العبّاس بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة ـ يعني : [سنة](٤) خمس (٥) وثلاثين ومائة ـ وهو ابن ثمان وعشرين ، وصلّى عليه عيسى بن علي ، وكانت ولايته أربع سنين وتسعة أشهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين (٦) بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله (٧) بن عثمان بن يحيى ، أنا إسماعيل بن علي ، أخبرني اليزيدي (٨) ، عن ابن أبي السري ، عن هشام بن محمّد بن السائب الكلبي قال :

توفي أبو العبّاس يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، ودفن بالأنبار وصلّى عليه عيسى بن علي ، فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.

قال ابن أبي الشري : وكان طويلا ، أبيض ، أقنى ، حسن الوجه ، حسن اللحية جعدها ، وكان يسمّى السفّاح ، والقائم ، ومبلغ سنّه على حساب مولده بثنتين (٩) وثلاثين سنة وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله (١٠) ، أنا أبو الحسين بن بشران

__________________

(١) بالأصل : لاثنين.

(٢) الكلمة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة.

(٣) تاريخ خليفة بن خياط ص ٤١٢ وقد ذكر وفاته ضمن حوادث سنة ١٣٦.

(٤) سقطت من الأصل وتاريخ خليفة وأضيفت للإيضاح.

(٥) بالأصل : خمسة.

(٦) الأصل : أبو الحسن ، والمثبت قياسا إلى سند مماثل ، والسند معروف.

(٧) الأصل : عبد الله.

(٨) عن المطبوعة وبالأصل : الترمذي.

(٩) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : ثنتين.

(١٠) الأصل : عبد الله ، والسند معروف.

٢٩٦

أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل (١) بن إسحاق ، نا عاصم بن علي ، نا أبو معشر. قال : نا حنبل أبو عبد الله.

ح وأخبرني أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر المستملي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنا محمّد بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل ، نا إسحاق بن عيسى بن إسحاق (٢) عن (٣) أبي معشر قال :

ثم بويع أبو العبّاس عبد الله بن محمّد في شهر ربيع الأول سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، ثم توفي لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة ، فكانت خلافته أربع سنين وعشرة أشهر.

حدّثنا أبو بكر يحيى (٤) بن إبراهيم ، أنا نعمة الله بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، أنا محمّد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول :

ثم تولّى أبو العبّاس ليلة الجمعة لليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (٥) وثلاثين ومائة ، فكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر ، ثم توفي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ.

ح قالا : وأنبأ أبو تمام علي بن محمّد ـ إجازة ـ أنبأ أبو بكر بن بيري ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا الحسن بن أبي الحسن قال : توفي أبو العبّاس وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال : قال أبو حفص الفلّاس :

وبايع الناس أبو العبّاس بالكوفة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، فملك من [يوم](٦) بويع إلى يوم مات أربع سنين وتسعة أشهر إلّا

__________________

(١) الأصل : الحسين ، والسند معروف.

(٢) «بن إسحاق» ليست في المطبوعة.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن المطبوعة.

(٤) الأصل : علي.

(٥) الأصل : اثنين.

(٦) زيادة للإيضاح عن المطبوعة.

٢٩٧

يوما (١) ، ومات يوم الرءوس بالأنبار يوم الأحد سنة ست (٢) وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبوا (٣) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلينا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري (٥) يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم : نا أحمد بن يونس الضّبي حدّثني أبو حسان الزيادي قال :

سنة ست وثلاثين ومائة ، فيها توفي أبو العباس بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وأشهر ، وكان مولده سنة خمس ومائة ، فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر ، وكان طويلا أبيض ، أقنى ، حسن اللحية جعدها ، ودفن بالأنبار.

قرأت على أبي (٦) محمّد السلمي ، عن أبي (٧) محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني سنة ست وثلاثين ومائة ـ مات أبو العباس عبد الله بن محمّد ، يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة بالأنبار. مات وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وبويع لأخيه أبي جعفر عبد الله بن محمّد ، ولقّب المنصور.

٣٥٢٣ ـ عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو جعفر المنصور (٨)

بويع له بالخلافة بعد أخيه أبي العبّاس السّفّاح ، وأمّه أم ولد ، اسمها سلامة.

روى عن : أبيه محمّد.

روى عنه : ابنه المهدي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، نا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر محمّد بن

__________________

(١) الأصل : يوم.

(٢) عن المطبوعة وبالأصل : ثلاث.

(٣) الأصل : «أبو» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٤٧.

(٥) الأصل : الجوزي ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وانظر الأنساب.

(٦) الأصل : «ابن».

(٧) الأصل : «ابن».

(٨) ترجمته وأخباره في نسب قريش ص ٣١ تاريخ الطبري (الفهارس) الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا ٣ / ٥٢٣) ، والبداية والنهاية بتحقيقنا (١٠ / ٦٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٥٣ مروج الذهب (الفهارس) الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٣٣ وسير الأعلام ٧ / ٨٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٤١ ـ ١٦٠ ص ٤٦٥).

٢٩٨

عبيد الله بن الشّخّير الصيرفي (١) ، نا أحمد بن إسحاق أبو بكر الملحمي (٢) ، نا أبو عقيل أنس بن سليم (٣) الأنطرطوسي ، حدّثني محمّد بن إبراهيم السّلمي ، عن المأمون ، عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتختّم في يمينه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين (٤) بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٥) ، قال : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وخمسين ومائة خرج أبو جعفر إلى بيت المقدس.

قرأت بخط أبي الحسين (٦) الرازي ، قال :

وقال عبد الله بن الحسن بن سعد الكاتب : وفي سنة إحدى وأربعين ومائة شخص أبو جعفر المنصور إلى بيت المقدس ، فصلّى فيه ، ودخل دمشق في ذهابه ومجيئه.

قال : وفي سنة أربع وخمسين خرج المنصور إلى بيت المقدس واستقرى (٧) الجزيرة وأجناد الشام مدينة مدينة ودخل دمشق مرّتين.

أخبرنا أبو الحسين (٨) [محمد] بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال : فولد محمّد بن علي بن عبد الله : أبا جعفر المنصور ، أمير المؤمنين ، لأم ولد (٩).

أخبرنا أبو الحسن (١٠) علي بن أحمد ، وعلي بن الحسن (١١) ، وأبو النجم بدر بن

__________________

(١) الأصل : محمد بن عبد الله بن الشخير الصوفي.

(٢) الملحمي بضم الميم وسكون اللام وفتح الحاء نسبة إلى الملحم ، وهي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما (الأنساب).

(٣) كذا بالأصل ، وفي الأنساب (الأنطرطوسي) : سليمان وقيل سلم.

(٤) بالأصل : الحسن ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ١٤١.

(٦) بالأصل : الحسن ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٧) بالأصل : «استقر» والمثبت عن المطبوعة ، (انظر الحاشية فيها).

(٨) الأصل : الحسن ، خطأ ، والصواب ما أثبت والسند معروف ، والزيادة التالية لازمة.

(٩) انظر نسب قريش ص ٣١.

(١٠) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(١١) الأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

٢٩٩

عبد الله ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : عبد الله أمير المؤمنين المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، يكنى أبا جعفر ، استخلف بعد أخيه السّفّاح ، وكان المنصور حاجا في وقت وفاة السّفّاح ، فعقد له البيعة بالأنبار عمّه عيسى بن علي ، وورد الخبر على المنصور في أربعة عشر يوما ، وكان له من السن إذ ذاك إحدى وأربعون سنة وشهور.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد الفرّاء ، أنا ابن أبي (٢) يعلى.

ح وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي ، نا محمّد بن علي بن المهتدي ، قالا : أنا عبد الله بن علي بن أحمد (٣) ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في كنى الخلفاء : عبد الله بن محمّد بن علي أبو جعفر (٤).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن (٥) بن قبيس ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، قالوا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر ، أنبأ علي أحمد بن أبي قيس.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين الأشناني ، قالا :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) الأصل : ابن ، خطأ ، والصواب ما أثبت والسند معروف ، وهو محمد بن الحسين بن محمد ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٨٩ وهو والد أبي الحسين محمد ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦٠٤.

(٣) كذا ورد الاسم بالأصل ، وصوابه : «عبيد الله بن أحمد بن علي» قارن بسند مماثل.

(٤) بعد ورد خبران في المطبوعة ، وسقطا من الأصل ، نستدركهما للأمانة هنا :

أخبرنا أبو مسعود المعدل في كتابه ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد ، قال : أنا أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان قال :

عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب ، أبو جعفر المنصور ، وكان يقال له عبد الله الطويل ، قدمها مع عبد الله بن معاوية ، وخرج منها إلى فارس.

سمعت أبا بكر الجعابي يقول : كان المنصور يلقب في أيام أبيه مدرك التراث. أتته البيعة بمكة ، فصار إلى الكوفة ، فصلى بالناس ، وخطبهم. كانت خلافته إحدى وعشرين سنة ، وأحد عشر شهرا ، وثلاثة وعشرين يوما ، توفي بمكة ببئر ميمون بن الحضرمي ، أخي العلاء بن الحضرمي ، وله ثلاث وستون سنة. توفي يوم السبت في ذي الحجّة قبل التروية بيومين ، أمه بربرية اسمها سلامة (انظر ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٤٣).

(٥) بالأصل : «أبو الحسين بن قيس» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٦) تاريخ بغداد ١ / ٦٥.

٣٠٠