خريدة العجائب وفريدة الغرائب

سراج الدين بن الوردي

خريدة العجائب وفريدة الغرائب

المؤلف:

سراج الدين بن الوردي


المحقق: أنور محمود زناتي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-358-6
الصفحات: ٥٠٣

العقيق (٤١٦) : وهو معروف ، من تختم به سكن غضبه عند الخصومة وسكن ضحكه عند التعجب. والسواك بنحاتته يجلو وسخ الأسنان ورائحتها الكريهة وينفع من خروج الدم من اللثة ، ومحرقه يقوي السن وينفع من الخفقان. وقال صلى الله عليه وسلم : من تختم بالعقيق لم يزل في خير وبركة وسرور.

الكهرباء : هو حجر أصفر مائل إلى الحمرة. ويقال إنه صمغ شجر الجوز الرومي ، ينفع حامله من اليرقان والخفقان والأورام ونزف الدم ، ويمنع القيء ، ويعلق على الحامل فيحفظ جنينها.

البللور : وهو حجر أبيض شفاف أشف من الزجاج وأصلب. وهو متجمع الجسم في موضع بخلاف الزجاج ، وهو يصبغ بألوان كثيرة كالياقوت ، واستعمال آنيته ينفع لالتهاب القلب. والأغبر إذا علق على من يشتكي وجع الضرس أبرأه الله في الحال.

الزجاج : معروف ، وهو يقبل الألوان ويجلو الأسنان ، ويجلو بياض العين وينبت الشعر إذا طلي بدهن الزئبق.

اللازورد (٤١٧) : وهو حجر أزرق ينفع العين اكتحالا إذا خلط في الأكحال ، ومن الماليخوليا (٤١٨).

__________________

(٤١٦) العقيق : كلمة عربية مشتقة من الفعل عق ، بمعنى شق ، وذلك لعقه بعضلا الحجارة أي لشقه إياها ، أو لبريق فيه فالعقيقة من البرق هو ما يبقى في السحاب من شعاعه ، وبه تشبه السيوف فتسمى عقائق وهو حجر أحمر على شكل خرز (اللسان ٤ / ٣٠٤٥ ، المعجم الوسيط ٢ / ٦٣٩).

(٤١٧) اللازورد : بسكون الزاي ، كلمة فارسية ، من الأحجار الكريمة سماوي اللون وذكر البيروني أن الناس كانوا يطلقون على اللازورد اسم ارميناقون ، وذلك لشبهه حجرا بهذا الاسم كانيجلب من أرمينية ، وتعني حجر أرمني (الصيدنة ، الورقة ١٣٨ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٨٤٣).

٣٠١

وأما غير ذلك من المعادن فهو حجر اليشم : وهو حجر الغلبة ، من حمله لا يغلبه أحد في الحروب ولا الخصومات ولا المحاججة. ومن وضعه في فمه سكن عطشه.ولهذا اتخذه الملوك في حوائجهم ومناطقهم وأسلحتهم.

التوتياء (٤١٩) : هو حجر منه أخضر ومنه أصفر ومنه أبيض. يجلب من سواحل الهند. وأجوده الأبيض الخفيف الطيار ثم الأصفر ثم الفستقي الرقيق. وهو بارد يابس يمنع الفضلات من النفوذ إلى عروق العين وطبقاتها ، وينفع من الرطوبة وينشف الدمعة ويزيل الصنان من الجسد.

الأثمد : هو الكحل الأسود ، أجوده الأصفهاني ، وهو بارد يابس ينفع العين اكتحالا ويقوي أعصابها ويمنع عنها كثيرا من الآفات والأوجاع سيما الشيوخ والعجائز. وإن جعل معه شيء من المسك كان غاية في النفع ، وينفع من حرق النار طلاء مع الشحم ، ويقطع النزف ويمنع الرعاف إذا كان من أغشية الدماغ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير أكحالكم الأثمد ، ينبت الشعر ويجلو البصر.

الملح : هو حار يابس ، وهو يدفع العفونات كلها ويجلو كآبة اللون طلاء ، ويذيب الأخلاط الغليظة والبلغم والعفن والخام والسوداء ، ويأكل اللحم الزائد ويحسن اللون أكلا ، ويضمد به مع بذر الكتان للسع العقرب ، ومع العسل والخل لنهش أم أربعة وأربعين. وينفع من الجرب والحكة البلغمية والنقرس ، ويمنع من أوجاع المعدة الباردة ، ويحد الذهن ، ويشد اللثة المسترخية ويسهل خروج الثفل ، إلا أنه يضر بالدماغ والبصر والرئة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله

__________________

(٤١٨) الماليخوليا : مرض ضعف القوة العقلية.

(٤١٩) التوتياءTutie : ويطلق على ركاز الزنك بالحالة التي يخرج عليها من المنجم أو أكسيد الزنك وعرف العرب النوعين قديما ، وهو من المعادن التي تستعمل في صبغ النحاس وله فوائد علاجية.

٣٠٢

عنه : يا علي ابدأ بالملح واختم بالملح ، فإنه شفاء من سبعين داء. والله سبحانه وتعالى أعلم.

٣٠٣

فصل في

النبات والفواكه وخواصها

اعلم وفقنا الله تعالى جميعا إلى التفكر في عجائب صنعته وغرائب قدرته أن عقول العقلاء وأفهام الأذكياء قاصرة متحيرة في أمر النباتات وعجائبها وخواصها وفوائدها ومضارها ومنافعها ، وكيف لا وأنت تشاهد اختلاف أشكالها وتباين ألوانها وعجائب صورة أوراقها وروائح أزهارها. وكل لون من ألوانها ينقسم إلى أقسام ، كالحمرة مثلا : وردي وأرجواني وسوسني وشقائقي ، وخمري وعنابي وعقيقي ، ودموي ولكي وغير ذلك ، مع اشتراك الكل في الحمرة. ثم عجائب روائحها ومخالفة بعضها بعضا ، واشتراك الكل في طيب الرائحة وعجائب أشكال ثمارها وحبوبها وأوراقها دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى ، ولكل لون وريح وطعم وورق وثمر وزهر وحب وخاصية لا تشبه الأخرى ، ولا يعلم حقيقة الحكمة فيها إلا الله تعالى ، والذي يعرفه الإنسان من ذلك بالنسبة إلى ما لا يعرفه كقطرة من بحر

حكى المسعودي أن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة خرج ومعه ثلاثون قضيبا مودعة أصناف الثمار : منها عشرة لها قشر ، وهي : الجوز واللوز والفستق والبندق والشاهبلوط والصنوبر والرمان والنارنج واللوز والخشخاش (٤٢٠).ومنها عشرة لا قشر لها ، ولثمارها نوى ، وهي : الرطب والزيتون والمشمش والخوخ

__________________

(٤٢٠) الخشخاش : Common Poppy : وتعرف عصارته باسم : الافيون" ويزرع كمحصول طبي في البلاد بما فيها مصر واساس تركيبه الكيميائي هو" المورفين" ومفعوله مسكن ومخدر وتجرمه الحكومات الا فيما يدخل في بعض الادوية التي تصرف بأملر الطبيب (الطب القديم ، ص ، ٢٣).

٣٠٤

والإجاص والعناب والغبيراء (٤٢١) والدراقن (٤٢٢) والزعرور (٤٢٣) والنبق (٤٢٤).ومنها عشرة ليس لها قشر ولا نوى ، وهي التفاح والكمثري والسفرجل والتين والعنب والأترج والخرنوب والبطيخ والقثاء والخيار.

__________________

(٤٢١) الغبيراء : نبات عشبي يعرف علميا باسم Almus rubra والجزء المستخدم منه الجذور. وقد اقترح الدكتور ديل استخدام مسحوق جذر هذا النبات لعلاج التهاب الردب وهذا النبات له تأثيرات ملينة على الجهاز الهضمي ويساعد في الإخراج. وقد صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA باستخدام هذا النبات كملطف فعال للجهاز الهضمي ويمكن استخدامه كما يستخدم الشوفان.

(٤٢٢) الدراقن : وهو منشط ومساعد للهضم ومدر للبول ، وملين لطيف يفيد في حالات عسر الهضم وحصاه.

(٤٢٣) الزعرور : شجيرة الزعرور هي من الفصيلة الوردية ، توجد في البرية والأحراج وفي المرتفعات الجبلية. شجرة الزعرور ذات أوراق خضراء وأزهارها عذقية تتحول إلى ثمرات بيضوية محمرة اللون أو سوداء أو صفراء وحسب نوعها. تستخدم ثمار الزعرور الطازجة كغذاء مثل ثمار النبق لشجرة السدر حيث تفيد الثمار الطازجة في علاج أضطرابات القلب العصبية من سبب أرتفاع ضغط الدم أو تلك المصاحبة لسن اليأس لذا فهو يفيد في حالات تصلب الشرايين والذبحة الصدرية ويساعد على إبقاء الدم في معدلاته الطبيعية. تمتاز ثماره بحلاوة مذاقها ولها تاثير على اللسان وللأستخدامات الطبية والعلاجية فأن لزهوره فوائد كثماره.

(٤٢٤) شجرة النبق : متوسطة الحجم يصل ارتفاعها الى ثمانية أمتار مستديمة الخضرة ، معمرة بطيئة النمو والساق غير معتدل ويحتوي على مركبات صابونية ويستعمله اهل السعودية في علاج الدوسنتاريا وفي لبنان لالتهابات الشعبيات الهوائية ومرضى السل ، وينمو نبات النبق في الجزيرة العربية ويسمى بها الكنار.

٣٠٥

النخل (٤٢٥) : هو أول شجرة استقرت على وجه الأرض ، وهي شجرة مباركة لا توجد في كل مكان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكرموا عماتكم النخل : وإنما سميت عمتنا لأنها خلقت من فضلة طينة آدم عليه السلام ، ولأنها تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها وامتياز ذكرها من بين الاناث ، واختصاصها

__________________

(٤٢٥) النخل : النخلة شجرة مباركة عظيمة النفع ، ولا يوجد شيء من إنتاجها حتى أشواكها إلا وتستخدم ، لذلك أستحقت الذكر في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة ، وفي السنة المطهرة كثيرا ما ذكرت حتى أن جذع النخلة بكى حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد في البداية والنهاية لابن كثير وروى الإمام أحمد بن حنبل وذكر البخاري في غير موضع من صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب الناس فجاءه رومي وقال : ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه كأنك قائم؟ فصنع له منبرا درجتين ويقعد على الثالث ، فلما قعد نبي الله على المنبر خار كخوار الثور ـ أي الجذع ـ ارتج لخواره المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه سكت ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه ما زال هكذا حتى يوم القيامة حزنا عليه والبلح والتمر من الأطعمة سهلة الهضم سريعة الامتصاص والتي تمد الإنسان سريعا بالطاقة مع احتوائها على الدهن والبروتين والمعادن والألياف والماء ، تستعمل جذوع النخيل في أعمال البناء والنجارة وفي أغراض شتى لا تخفى علينا جميعا بالمنطقة العربية ، تستعمل الأوراق في تسقيف المنازل وعمل الأسيجة وأكشاك الظل ، والسلال وفي عمل حشوات جيدة (الكارينة) للكراسي ، كما يدخل في صناعة الورق تستخدم الثمار في صناعة السكر الأبيض (سكروز) والعسل الأسود (الدبس) ، تستخدم الأزهار في صناعة ماء اللقاح المعروف والمنتشر في دول الخليج ، تستخدم أوراق وجذوع وبقايا تقليم النخيل في الوقود وعمل السماد البلدي. وللتمر العديد من المنافع والاستخدامات الطبية : القضاء عليا الإمساك ، معالجة البواسير ، معالجة التهاب القولون ، الوقاية من مرض السرطان ، علاج ارتفاع ضغط الدم ، يعالج التسمم الغذائي ، يعالج مرض البلاجرا ، يعالج حساسية الجلد ، يستخدم في علاج الدوار (أنظر : نظمي خليل أبو العطا ، آيات معجزات من القرآن وعالم النبات).

٣٠٦

باللقاح (٤٢٦) ، ورائحة طلعها كرائحة المني. ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها. ولو قطع رأسها ماتت ، ولو أصاب جمارها آفة هلكت. والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان ، وعليها الليف كشعر الإنسان ، وإذا تقاربت ذكورها وإناثها حملت حملا كثيرا لأنها تستأنس بالمجاورة. وإذا كانت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح ، وربما قطع إلفها من الذكور فلا تحمل ، لفراقه ، وإذا دام شربها للماء العذب تغيرت ، وإذا سقيت الماء المالح أو طرح الملح في أصولها حسن ثمرها. ويعرض لها أمراض مثل أمراض الإنسان. منها الغم ، وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بالحديد. والعشق : وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ويخف حملها وتهزل ، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه ، أو يجعل فيها من طلعه.

ومن أمراضها منع الحمل ، وعلاجه أن تأخذ فأسا وتدنو منها وتقول لرجل معك : أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت الحمل ، فيقول ذلك الرجل : لا تفعل فإنها تحمل في هذه السنة ، فتقول : لا بد من قطعها. وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس ، فيمسكها الآخر ويقول : بالله لا تفعل فإنها تثمر في هذه السنة فاصبر عليها ولا تعجل وإن لم تثمر فاقطعها. فتثمر في تلك السنة وتحمل حملا طائلا.

ومن أمراضها : سقوط الثمرة بعد الحمل وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من الأسرب فتطوق به فلا تسقط بعدها ، أو يتخذ لها أوتادا من خشب البلوط ويدفنها حولها في الأرض. ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة

__________________

(٤٢٦) اللقاح : تأبير النخل أي نثر حبوب اللقاح من الشماريخ التي تحمل أزهارا مذكرة على الشماريخ التي تحمل أزهار مؤنثة واسم العمل الإبارة (النباتات في القرآن ، جمال الدين حسين ، مكتبة الأنجلو ، ص ٣٤).

٣٠٧

وزرعت منها ألف نخلة ، جاءت كل نخلة منها لا تشبه الأخرى. قال صاحب كتاب الفلاحة (٤٢٧) : إذا نقعت النوى في بول البغل وزرعت منها ما زرعت جاءت نخله كلها ذكورا ، وإن نقعت النوى في الماء ثمانية أيام وزرعته جاء بسره كله محمرا ؛ وإن نقعت النوى في بول البقر أياما وجففته ثلاث مرات وزرعته جاءت كل نخلة تحمل حملا قدر نخلتين ، وإذا أخذت نوى البسر الأحمر وحشوته في ثمر الأصفر وزرعته جاء بسره أصفر ، وكذلك بالعكس ، وكذلك فلاحة النوى المتطاول والنوى المدور. وكيفية غرسه أن تجعل طرف النوى الغليظ مما يلي الأرض وموضع النقير إلى جهة القبلة.

وحكي أن بعض الرؤساء أهدي له عذق واحد فيه بسرة حمراء وبسرة صفراء. وحكي أن قرية بنهر معقل كانت نخلها تخرج الطلع (٤٢٨) في السنة مرتين. وحكي أن بالسكن من أعمال بغداد نخلة تخرج كل شهر طلعة واحدة على ممر السنين. وكان في بستان ابن الخشاب بمصر نخلة تحمل أعذاقها ، في كل عذق بسرة ، نصفها أحمر ونصفها أصفر ، والأعلى أحمر ، والأسفل أصفر ؛ والعذق الآخر بالعكس : الفوقاني أصفر والتحتاني أحمر.

وعن بعض ملوك الروم أنه كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قد بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كأنها آذان الحمر ، ثم تنشق عن أحسن من اللؤلؤ المنظوم ، ثم تخضر فتكون كالزمرد ، ثم تحمر وتصفر فتكون كشذور الذهب. وقطع الياقوت ، ثم تينع فتكون كطيب الفالوزج ، ثم تيبس فتكون قوتا وتدخر مؤونة ، فلله

__________________

(٤٢٧) الفلاحة : هي النظر في النبات من حيث تنميته ونشوئه بالسقي والعلاج وتعهده بمثل ذلك (مقدمة ابن خلدون واللسان ٥ / ٣٤٥٨).

(٤٢٨) الطلع : أعضاء التذكير في الزهرة.

٣٠٨

درها شجرة وإن صدق الخبر فهذه من شجر الجنة. فكتب إليه عمر رضي الله عنه : صدقت رسلك ، وإنها الشجرة التي ولد تختها المسيح وقال : إني عبد الله فلا تدع مع الله إلها آخر.

ووصف خالد بن صفوان (٤٢٩) النخل فقال : هي الراسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، الملقحات بالفحل ، المعينات كشهد النحل ، تخرج أسفاطا (٤٣٠) غلاظا وأوساطا كأنها ملئت حللا ورياطا (٤٣١) ، ثم تنشق عن قضبان لجين (٤٣٢) وعسجد (٤٣٣) كالشذر المنضد ، ثم تصير ذهبا أحمر بعد أن كانت في لون الزبرجد. ومن خواص النخلة أن مضغ خوصها يقطع رائحة الثوم وكذلك رائحة الخمر. شعر :

كأن النخيل الباسقات وقد بدت

لناظرها حسنا قباب زبرجد

وقد علّقت من قلبها زينة لها

قناديل ياقوت بأمراس عسجد

النارجيل (٤٣٤) : وهو الجوز الهندي ، زعم أهل اليمن والحجاز أن شجر النارجيل هو شجر المقل ، لكنها أثمرت نارجيلا لطيب قاع التربة والأهوية. وأجوده

__________________

(٤٢٩) خالد بن صفوان ابن الأهتم. العلامة ، البليغ ، فصيح زمانه أبو صفوان المنقري ، الأهتمي ، البصري. وقد وفد على عمر بن عبد العزيز ..

(٤٣٠) أسفاطا : جمع سفط وهو الوعاء (القاموس المحيط ٢ / ٣٦٢).

(٤٣١) الريط : كلّ ثوب ليّن رقيق (القاموس المحيط ، ريط).

(٤٣٢) اللجين : الفضة الخالصة (اللسان ٥ / ٤٠٠٢).

(٤٣٣) العسجد : الذهب ، وقيل هو اسم جامع للجوهر كله من الدر والياقوت (اللسان ٤ / ٢٩٣٧).

(٤٣٤) النارجيل : من فصائل النخيل وفي الوطن العربي تشتهر بزراعتها محافظة ظفار في سلطنة عمان وذلك دون سواها من مناطق السلطنة الأخرى ، وذلك نظرا لطبيعة جوها وموقعها المطل على المحيط الهندي. وتتميز هذه الشجرة العريقة بأنها مصدر غذاء للإنسان بما تجود به من ثمار جوز الهند ومصدر دخل للمزارعين الذين يهتمون بزراعتها والمحافظة عليها ، فمنها يحصلون علي الزيت وعلى الجذوع لبناء

٣٠٩

الطري ثم جديد عامه الأبيض. وهو حار يابس يزيد في الباه وقوة الجماع وينفع من تقطير البول ، ودهن العتيق منه ينفع البواسير والريح ويقتل الدود شربا ، ولبن الطري منه كثير الحلاوة ، وليفه يتخذ منه حبال للسفن.

__________________

المنازل والقوارب وعلى الليف لصناعات نسيجية مختلفة تتشابه كثيرا مع المنتجات المختلفة التي توفرها أشجار النخيل التي تتميز بها مناطق السلطنة الأخرى. كما تتميز هذه الشجرة بأن انتاجها مستمر على مدار العام وليست موسمية كباقي الأشجار ، جوز الهند له فوائد جمه وعظيمة منها أنه علاج لمرض الكلى وذلك لأن الماء الذي يشربه الشخص من جوز الهند يقوم بغسل الكلية والمسالك البوليه ، وهو ايضا علاج لمرض الربو. كما أن القشر الداخلي والذي يسمى" بالنارجيل" يستفاد منه بعد تفتيته في وصفات الطبيخ وفي صنع الحلويات أو وضعه عليها وأنواع الشوكولاته وغيرها ، وهو مساعد فعال في إنقاص الوزن بشكل طبيعى دون اللجوء إل اتباع نظام غذائى خاص ، ومفيد لاضطرابات الجهاز الهضمى مثل داء كرون والتهاب القولون ، ومضاد لطفيليات الأمعاد ، يساعد في علاج مرض الربو ، مجدد للطاقة في جسم الإنسان لا حتوائه على سلسلة من ثلاثى الجلسريد ، غنى بحمض اللوريك وهذا الحمض مضاد للفيروسات والبكتريا.

٣١٠

الإجاص (٤٣٥) والقراصيا (٤٣٦) : هما أخوان كالمشمش والخوخ الزهري ، والإجاص نوعان : أحدهما يستعمل في الأدوية وأصغر منه ، وهو الذي يقال له الخوخ التلباشري ، وهو أحلى من الأول. والقراصيا أيضا نوعان. أحدهما البرقوق وهو حلو أغبر والآخر أسود حامض. قال صاحب كتاب الفلاحة : من أراد أن يكون بلا نوى فليشق أسافل قضبانها شقا متوسطا وقمت غرسهما ، وليخرج من أجوافهما مخهما ، وهو صوفة وسط القضيب ، إخراجا بلطف ويضم بعضها إلى بعض

__________________

(٤٣٥) الإجّاص : بالكسر مشدّدة : ثمر. دخيل ، لأنّ الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة ، الواحدة (القاموس المحيط ، الإجاص) ، وأصل ومنشأ الإجاص آسيوي وتحديدا من الصين ، وقد عرفه القدماء الإغريق والرومان ، وينبت منه حوالي اكثر من خمسين نوعا ، يستعمل الإجاص في نظام الاكل الخاص بإنقاص الوزن فيبطئ حركة الامعا وبذلك تبقى الوجبة وقتا اكبر بالأمعاء ، وبسبب تأخير التفريغ يشعر الانسان بالامتلاء فلا يطلب طعاماص ووجبات اكثر ، يستعمل الاجاص مع المعالجات الخاصة بالامراض النفسية ، توتر ، فصام ، قلق ، إحباط ، وغيرها ، وهو مهدئ نفسي ، يعالج امراض الامعاء الغليظة (القولون) وينشط المعدة ويمنع قبوضة المعدة والإكتام ، ويفتح الشهية ، يكسر العطش ويمنع الغثيان والقئ ، منشط للكبد ، يدر إفراز الصفراء من المرارة ، يعالج الالتهاب الوبائي للكبد ، يدر البول ، يفتت الحصى والرمل ، وذلك لا حتوائه على البوتاسيوم ، تساعد على التئام الجروح والجراحات بعد العمليات

(٤٣٦) وتطلق القراصيا على البرقوق المجفف والتي تصل نسبة الرطوبة فيه من ١٥ الى ٢٥% حسب الأصناف وطريقة التجفيف ومدتهمنه حامض ومنه عفص والحلو حار رطب ينحدر على المعدة سريعا ويثير التخم ويرؤخي المعدة واذا اكل اسهل البطن ولين الطبيعه وهو نافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولا لأنه يجفف وان استعمله القراصيا رطبا لين البطن وان استعمل يابسا امسك البطن وجميع القراصيا اذا خلط بشراب ممزوج بماء ابرا السعال وهو يحسن اللون ويحد البصر وينهض الشهوه وان شرب باللبن وحده نفع من به حصى.

٣١١

ويربطهما بشيء من الحشيش أو البردي (٤٣٧) ، ويغرسهما مع بصل العنصل فإنهما يثمران ثمرا بلا نوى. وكذلك يفعل بالرمان فيخرج حبه بلا نوى.

العناب (٤٣٨) : منه بري ومنه بستاني. وهو كثير الحمل ، ولشجره شوك. ومتى أحرق في أصله شيء من شجر الجوز حمل حملا كثيرا ، وكذلك إن أحرق في أصل الجوز شجر العناب. وهو معتدل بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، ينفع من حدة الدم لتغليظه له ، وينفع الصدر والرئة ويحبس الدم. والماء المطبوخ فيه العناب نافع ، فإنه يبرد ويرطب ويسكن الحدة واللذعة والذي في المعدة والأمعاء والسعال عن حرارة ، ويلين خشونة الصدر والحنجرة إلا أنه يولد بلغما ، وهو عسر الهضم قليل الغذاء.

__________________

(٤٣٧) البردي : Papyrus : نبات مائي انتشر في مناقع الدلتا وضفاف القنوات ، استعمله المصريون في عديد من الأغراض أهمها صناعة الورق لتسجيل احداثهم وعلومهم وآدابهم ، حمله الفينيقيون الى شعوب العالم عن طريق ثغر بيبلوس واشتق الاغريق من اسم الثغر اسما اطلقوها على الكتاب" بيبليون" وعلى دار الكتب بيبليوتيك (الموسوعة الثقافية ، كتاب الشعب ، مؤسسة دار الشعب ، القاهرة ، ١٩٧٢ م) وفي الطب الإسلامي كان رماد البردي يوضع فوق الجروح ل. تجفيفها ، وكان يعالج قرحة الفم ويخلط بالخل لعلاج نزف الأنف (الطب القديم ، ص ١٤).

(٤٣٨) العناب : شجر شائك يصل طوله إلى حوالي ٨ أمتار أوراقه مستطيلة غير حادة التسنن وعناقيد من الأزهار الصفراء المخضرة وثمرته بيضوية بنية إلى محمرة وأحيانا سوداء تشبه الزيتونة لذيذة الطعم ولبها أبيض هش. ويعرف العناب علميا باسم zizyphus vulgaris من الفصيلة السدرية وموطنه الأصلي الصين واليابان ويزرع في الصين منذ أربعة آلاف سنة ويعتبر من فواكه أهل الصين المفضلة وله قيمة غذائية جيدة ، ويزرع في جنوب شرق آسيا ، وفي نيوزيلندا ويعيش في المناطق الحارة وشبه الحارة ويحتوي العناب على صابونينات وفلافويندات وسكريات وهلام وفيتامينات أ، ب ٢ ، ج ومعادن هامة مثل الكالسيوم والفوسفور والحديد وهو مفيد لأمراض الحلق ومسكن ومهدئ ومكافح للسعال ونافع للصدر وهو يزيد في الوزن ويحسن قوة العضلات ويزيد الاحتمال وفي الطب الصيني يوصف العناب كمقو للكبد ويعطى لخفض الهيوجية والتململ

٣١٢

الزيتون (٤٣٩) : نوعان : منه بستاني وبري ، والبري هو الأسود ، وشجرته مباركة لا تنبت إلا في البقاع الشريفة الطاهرة المباركة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آدم وجد ضربانا في جسمه ولم يعهده ؛ فشكا إلى الله عز وجل فنزل عليه جبريل بشجرة الزيتون فأمره أن يغرسها ويأخذ من ثمرها ويعصره ويستخرج دهنه ، وقال له : إن في دهنه شفاء من كل داء إلا السام (٤٤٠) ؛ ويقال إنها تعمر ثلاثة آلاف سنة.

ومن خواصها أنها تصبر على الماء طويلا كالنخل ، ولا دخان لخشبها ولا لدهنها وإذا لقط ثمرتها جنب فسدت وقل حملها وانتثر ورقها ؛ وينبغي أن تغرس في المدن لكثرة الغبار ، فإن الغبار كلما علا على زيتونها زاد دسمه ونضجه. وإذا دققت حولها أوتادا من شجر البلوط قويت وكثرت ثمرتها ؛ وإذا علق من لسعه شيء من ذوات السموم من عروق شجر الزيتون برأ لوقته ؛ وإذا أخذ ورقة ودق وعصر ماؤه على اللدغة منع سريان السم ، وكذلك من سقي السم وبادر إلى شرب عصارة ورقها لم يؤثر فيه السم.

__________________

(٤٣٩) الزيتون Olive : هي شجرة مستديمة الخضرة جميلة المنظر يصل ارتفاعها الى عشرين مترا ولها صفات خاصة تميزت بها عن باقي الأشجار فمن اخشابها صنعت المحاريب واقيمت اعواد المنابر ومن اوراقها صنعت اكاليل الأبطال واتخذت اغصانها رمزا للسلام والخير والوفاء ومن زيتها مادة للإنارة وطعام طيب وشفي يستطب به لعلاج الأمراض وثمار الزيتون ذلت قيمة غذائية عالية فهي تحتوي ١٦% مواد كربو هيدراتية و ٥ ١% بروتين ونسبة عالية من الدهن ٥ ١٣% وتتميز بوجود عنصر الصوديوم وكذلك البوتاسيوم والنحاس والفسفور وهو خال من الحديد لاضافة الى انه غني بفيتامين أو يستخرج من الثمار زيت الزيتون ذو الفوائد العديد ؛ فهو يفيد الجهاز الهضمي عامة والكبد خاصة ويفضل كافة أنواع الدهون النباتية والحيوانية ولا يسبب امراضا للدورة الدموية او الشرايين كغيره من الدهون كما انه ملطف للجلد ويجعله ناعم الملمس ويدخل زيت الزيتون في العديد من الأغراض الصناعية والغذائية ، كما يدخل في تركيب أجود أنواع الصابون.

(٤٤٠) السام : الموت.

٣١٣

وإذا طبخ ورقها الأخضر طبخا جيدا ورش في البيت هرب منه الذباب والهوام ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان ؛ وإذا طبخ بالعسل حتى يصير كالعسل وجعل منه على الأسنان المتآكلة قلعها بلا وجع. ورماد ورقها ينفع للعين كحلا ويقوم مقام التوتيا. وصمغها ينفع من البواسير إذا ضمد به. وإذا نقع ورقها في الماء وجعل فيه الخبز فإذا أكله الفأر مات لوقته. وصمغ الزيتون البري ينفع من الجرب والقوباء ووجع الأسنان المتآكلة إذا حشيت به. وهو من الأدوية القتالة.

والزيتون المملوح يقوي المعدة ويضر بالرئة. والأسود منه يورث سهرا وصداعا وخلطا سوداويا. والخل يكسر نصف شره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالزيت فإنه يسهل المرة ، ويذهب البلغم ، ويشد العصب ويمنع الغثي ويحسن الخلق ، ويطيب النفس ويذهب الهم. وقال صلى الله عليه وسلم : كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه يخرج من شجرة مباركة. وهو حار رطب موافق لوجع المفاصل وعرق النسا ، ويسهل مع ماء الشعير (٤٤١) شربا ويتقيأ به مع الماء الحار فيكسر عادية المسوم لذغا وشربا.

وزيت الزيتون البري : ينفع من الصداع واللثة الدامية مضمضة ، ويشد الأسنان المتحركة. ونواه يبخر به لأوجاع الضرس وأمراض الرئة. وقد قيل في الزيتون :

أنظر إلى زيتوننا

فهو شفاء المهج

__________________

(٤٤١) الشعير : نبات عشبي حولي من الفصيلة النجيلية ، وتزرع منه أنواع كثيرة منها الشعير الأجرد أو السلت وهو يشبه القمح. ويعتبر الشعير أقدم مادة استعملها الإنسان في غذائه ، وقد جاء ذكر الشعير ضمن الحبوب في القرآن.

٣١٤

بدا لنا كأعين

قد كحلت بالدّعج (٤٤٢)

مخضرّة زبرجد

مسودّة من سبج

التمر هندي (٤٤٣) : هو ألطف الإجاص وأقل رطوبة ، وأجوده الجديد الطري. وهو بارد يابس ، يسهل المرة الصفراء ويمنع حدتها ويطفئها وينفع من القيء والعطش ومن الحميات والغثي والكرب ، إلا أنه يضر بالصدر وأصحاب السعال. الغبيراء : خشبها أصبر من كل خشب على الماء ، كالأرز والتوت. وزهرتها إذا شمتها المرأة هاجت بها شهوة الجماع حتى تطرح الحياء. والتنقل بثمرها يبطئ السكر ويحبس القيء وينفع من إكثار البول.

__________________

(٤٤٢) الدعج : السواد ، وقيل شدة السواد ، وقيل الدعج شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها مع سعتها.

(٤٤٣) التمر هندي : من الفصيلة البقلية ، أشجاره ضخمة تنمو بالمناطق الحارة ، والثمرة عبارة عن قرن مبطط منحن قليلا ، وله قشرة رقيقة بداخلها لب بني لحمي حمضي المذاق يعمل من منقوعه شراب بارد منعش في فصل الصيف. ملين خفيف ، ومن المستحسن شربه على الإفطار للصائمين. يستعمل مغليا كالشاي ضد الحميات. يحضر مركب من نقيعه في الحليب بنسبة ١ ـ ٤ ويسمى مصل التمر الهندي ، يفيد في إزالة الحموضة الزائدة في الجسم

٣١٥

الخوخ (٤٤٤) : هو أخو المشمش ومشاكل له في كل أموره إلا في البقاء ، فإن المشمش أطول عمرا منه لأن الخوخ أكثر ما يحمل أربع سنين ، والحر والبرد يهلكه. وهو نوعان : شعري وزهري. قال صاحب كتاب الفلاحة : إذا أخذ القضيب من شجر الخوخ ونقع في بول انسان سبعة أيام ثم تثقب شجرة الصفصاف ثقبا نافذا متسعا بحيث يدخل فيه قضيب القصب وتدخل القضيب في ذلك الثقب حتى يخرج من الجانب الآخر ، ثم تطين الموضع المثقوب وتقطع ما فضل من القضيب من الجانبين ، بعد ذلك بسبعة أيام ، فإنه يثمر ثمرا بلا عجم.

وإذا أردت تلوين ثمرتها فشق النواة فإن أردت لونها أحمر فضع في النواة زنجفرا مسحوقا ناعما. وإن شئت أصفر فزعفرانا ، وإن شئت أخضر فزنجارا. وإن أردت أزرق فلا زوردا ونيله ، وإن شئت أبيض فاسفيداج ، ثم ترد قشرة النواة على القلب ردا موافقا وتغطيها وتزرعها فإن ثمرتها تجيء على اللون الذي وضعت فيه النواة بلا مغايرة. وإذا حفرت أصل الشجرة في أول كانون وثقبته وجعلت فيه قصبة من قصب السكر ثم تتركها خمسة أيام ثم تسقيها فإنها تحمل حملا حلوا ، وكذلك طعم نواه. وخاصية ورق الخوخ أنه يقطع رائحة النورة من الجسد إذا سحق ناعما ووضع في الدلو مع ماء الليمون والشيرج. ويقتل الدود الذي في باطن الإنسان إذا

__________________

(٤٤٤) الخوخ : عباره عن ثمره موسميه ويسمى أيضا البرقوق في المغرب العربي أكبر حجما من المشمش قليلا ويطلق عليها اسم محلي بمنطقة عسير وخصوصا ببلاد الماوين ببلحمر حيث تشتهر تلك المنطقه بهذه الثمره بجودتها واسمها المحلي (فركس) ومنه نوعان النوع الاول يسمى (زغادي) وهو لين نسبيا ويمتاز بكثرة العصاره داخله وهي تشبه في طعمها المنقا الهندي نسبيا واما النوع الثاني يطلق عليه اسم (الفدري) وهذا النوع يختلف في تكوينه الداخلي عن النوع الاول حيث يمتاز بتماسكه داخليا وكل ما زاد اللون الداخلي للاحمر كان افظل في نوعيته وايضا تكون البذره الداخليه له ذات رائحه عطره مستمره ، يحمي أيضا من أمراض القلب ويخفف كمية الكولستيرول يساعد على تنشيط المعدة ويساعد على الهضم ، يساعد على إزالة حصى المثانة والبول الدموي

٣١٦

طليت به السرة ويقتل دود الأذن إذا قطر فيه من عصارتها. والخوخ بارد رطب وهو يزيد في الباه ويضر بالمبرودين ويشهي الطعام ولا يحمض في المعدة ، بخلاف المشمش.

المشمش (٤٤٥) : هو شجر يسرع إليه الفساد ، عسر النشوء ، إلا أنه إذا نبت طال مكثه ، قال صاحب كتاب الفلاحة : من أراد أن تعظم هذه الشجرة عنده فلينزع أكثر ثمرتها عند أول نشئها وحملها ، ولا يترك عليها من الحمل إلا شيئا قليلا في أغصان قوية منها. وهي تشبه الخوخ في جميع أحواله وإن فعلت بها جميع ما ذكرته في الخوخ من الألوان والأصباغ قبلت ذلك. وإن أردت المشمش بلا نوى فاقطع وسط ساق شجرتها حتى تبلغ قلبها ثم اضرب في ذلك الموضع وتدا من خشب بلوط ، فإن تلك الشجرة تحمل مشمشا بلا نوى ، ومتى ركبت اللوز في المشمش اكتسبت من طعمه وحلاوته.

__________________

(٤٤٥) المشمش : شجرة مثمرة ذات حجم متوسط يتراوح طولها بين ٨ و ١٢ مترا أوراقها ذات شكل قلبي مع أطراف مدببة. طول الأوراق يصل ل ـ ٨ سم وعرضها بين ال ٣ و ٤ سم. تسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج ثمار المشمش. أزهارها ذات لون أبيض مائل إلى الوردي. تبدو ثمارها شبيهة بثمار الخوخ والنكتارين حيث لون المشمش يكون أصفرا أو برتقاليا عليه مسحة حمراء. لثمرة المشمش نواة واحدة والموطن الأصلي للمشمش هو الصين وقال ابن سينا عنه «المشمش يسكن العطش ، وإذا أكل يجب أن يؤخذ مع اليانسون والمصطكى ، لأنه يولد الحميات بسرعة تعفنه ودهن نواه ينفع من البواسير ، ونقيع المقدد من المشمش ينفع من الحميات الحارة» وأما ابن البيطار «هي ثمرة رطبة تجانس الخوخ إلا أنه أفضل من الخوخ ، وهو يسهل الصفراء ويولد خلطا غليظا ، يذهب بالبخر من حر المعدة ويبردها تبريذا شديدا ، ويلطفها ويقمع الصفراء والدم وينبغي أن يتجنبه من يعتريه الرياح ومن يسرع اليه الجشاء الحامض. وأما اصحاب المعدة الحارة والعطش فينتفعون به»

٣١٧

وأما خاصيته فعن أنس بن مالك (٤٤٦) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبيا من الأنبياء بعثه الله إلى قومه وكان لهم عيد يجتمعون فيه في كل سنة ، فأتاهم النبي في ذلك اليوم ودعاهم إلى الله تعالى فقالوا : إن كنت صادقا فادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الخشب اليابس ثمرة على لون ثيابنا ، وكانت ألوانها مزعفرة ، ونحن نؤمن لك. فدعا ذلك النبي ربه عز وجل ، فاخضر الخشب وأورق وأثمر بالمشمش الأصفر ، فمن أكل منه ناويا للإيمان وجد نواه حلوا ، ومن أكل على نية أن لا يؤمن وجد نواه مرا.

وورقها إذا مضغ أزال وجع الضرس. والمشمش بارد رطب ورطبه سريع العفونة يولد الحميات بسرعة ويبرد المعدة ويفسد الطعام الذي في المعدة ، وقديده إذا نقع أزال الحميات ، ونواه إذا نقع وأكل أحدث غشيا وكربا وغثيانا. ودهن لب المر منه له منافع.

حكي أن طبيبا مر برجل يغرس شجر المشمش. فقال له ما تصنع؟ قال : أعمل لي ولك. قال الطبيب : كيف ذلك؟ قال أنتفع أنا بالثمرة وثمنها ، وتنتفع أنت بمرض من يأكلها.

__________________

(٤٤٦) أنس بن مالك بن النّضر الخزرجي الأنصاري (١٠ ق ه ـ ٩٣ ه‍) صحابي جليل ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيرا وكناه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة. خدم الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته وهو ابن ١٠ سنين. دعا له صلى الله عليه وسلم «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة» فعاش طويلا ، ورزق من البنين والحفدة الكثير. روى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [الأعلام للزركلي ؛ والإصابة ؛ وطبقات ابن سعيد ؛ وتهذيب ابن عساكر ٣ / ١٩٩ ؛ وصفة الصفوة ١ / ٢٩٨].

٣١٨

التفاح (٤٤٧) : هو أصناف ، حلو وحامض وعفص ومز ، ومنه ما لا طعم له. وهذه الأصناف في التفاح البستاني. وذكر أن بأرض اصطخر تفاحا ، نصف التفاحة حامض ونصفها حلو. ومتى ركب التفاح في الرمان يحمر ويحلو ، ومتى صب في أصله أو في أصل الدراقن بول الإنسان احمر ومتى غرس أصلها ورد أحمر يحمر. ومتى صب في أصل الشجرة من التفاح بول أمره برئت من سائر أمراض الشجر ومتى غرس في أصلها العصفر أو حولها لم تدود ثمرتها. ومتى أردت أن تكتب على التفاح الأحمر بالأبيض فاكتب عليها وهي خضراء بالمداد. لا إله إلا الله ، أو ما شئت ، وتركته إلى أن يحمر ثم مسحت المداد فتخرج الكتابة وما تحتها أبيض ليس به حمرة. وكذلك إذا قطعت ورقة ورسمت فيها ما شئت من النقوش ، وألصقتها على التفاح قبل احمراره تجد النقش بعد الاحمرار أبيض ، وإذا قل ثمرها وانتثرت زهرتها أو ورقها فعلق عليها صحيفة من رصاص وأرخها حتى يبقى بينها وبين الأرض شبر ، وإذا خرجت الثمرة وصلحت فارفع عنها الصحيفة. خاصية هذه الشجرة : عصارة ورقها تسقى لمن سقي السم أو نهشته حية أو لدغته عقرب ، مع حليب ما عز ، فلا

__________________

(٤٤٧) التفاح Apple هو أحد أنواع الفاكهة الشائعة ، يعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة التفاح هي أسيا الوسطى وبالتحديد كازخستان حيث لا زالت هناك بقايا من غابات التفاح على شكل أشجار تفاح برية في المناطق الجبلية. يساعد علي الهضم ويزيل النفايات من الكبد وهو مصدر غني فيتامين ج والألياف. وقشرته قليلة السعرات الحرارية وغنية بسكر فركتوز الذي يضبط سكر الدم ويمدنا بالطاقة. يعالج التفاح مشاكل الجلد والتهاب المفاصل وهو قابض في الإسهال وملين ومدر للبول. به سكريات وصوديوم. وينظم الجهاز الهضمي ويمنع الإمساك ويوقف والنقرس والروماتيزم ويمنع تكوين الحصوات المرارية وينظف الأسنان ويفيد في حموضة المعدة أثبت التفاح قدرته على تقليل مخاطر سرطان القولون والبروستات والرئة ، كما يساعد في علاج أمراض القلب وتخفيض الكوليسترول وتخفيض الوزن ، بالإضافة إلى قدرته على حماية المخ من مرض الشيخوخة (الزهايمر). كما أثبت خبراء التغذية أن تناول الصنفين الغذائين التفاح والسمك فقط يوميا كفيل بخسارة الوزن الزائد مع الإبقاء على الجسم صحيا طيلة شهر كامل.

٣١٩

يؤثر فيه السم ولا النهشة ولا اللدغة. وشم زهر التفاح يقوي الدماغ ، وأجوده الشامي ثم الأصفهاني. والتفاح الحامض بارد غليظ مضر بالمعدة ومنسي الإنسان. ليس فيه نفع ظاهر. والحلو منه معتدل الحرارة والبرودة. وشمه وأكله يقوي القلب ويقوي ضعف المعدة وهو نافع من السموم وقشره رديء الجوهر مضر بالمعدة ولا يؤكل بقشره وكثرة أكله بقشره تحدث وجعا في العصب. وإذا أردت أن التفاح يبقى مدة طويلة فلفه في ورق الجوز واجعله تحت الأرض أو في الطين.

الكمثرى (٤٤٨) : هو أنواع كثيرة وسائرها يبلغ عروقها الماء تحت الأرض. قال صاحب كتاب الفلاحة : ومن أحرق شيئا من شجر الدلب وشجر اللوز بالسوية في أصول شجر الكمثرى ، أخرج حملا في غير أوانه. ومن ركب الكمثرى على التين أخرج كمثرى حلوا لطيفا دقيق البشرة سريع النضج. ومن أراد أن لا يقرب ثمرتها دود فليطل ساقها بمرارة البقرة. وزهره يؤثر في تقوية الدماغ. وأجوده الذكي الرائحة الكثير الماء الرقيق البشرة ، الصادق الحلاوة ، الشديد الاستدارة وهو بارد يابس ، وأكثر الفاكهة غذاء ، سيما الحلو منه. وحلوه ملين ، وحامضه قابض جدا. وهو يقوي المعدة ويقطع العطش ويسكن الصفراء ، إلا أنه يحدث القولنج ويضر بالمشايخ. وإذا أدخل الغذاء منع بخار المعدة أن يترقى إلى الرأس ، وهكذا الموز ، وحبه يقتل دود البطن.

السفرجل : هو أصناف ، حلو وحامض ومز وعفص. وهو حياة للنفس. قال صاحب كتاب الفلاحة : إذا أردت أن تتخذ تماثيل من السفرجل فخذ عودا وانحته

__________________

(٤٤٨) الكمثرى : تسمى أنجاص في سوريا ولبنان ، من الفواكه الشهيرة وتستخدم لعلاج ضغط الدم في سن اليأس (٥٠ ـ ى ٦٠ سنة) ولتصلب الشرايين وتزيل الترشيحات الناجمة عن أمراض القلب والكلى والكبد (مقامات السيوطي ، ص ٥٩ ـ ٦٠).

٣٢٠