خريدة العجائب وفريدة الغرائب

سراج الدين بن الوردي

خريدة العجائب وفريدة الغرائب

المؤلف:

سراج الدين بن الوردي


المحقق: أنور محمود زناتي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-358-6
الصفحات: ٥٠٣

على أي تمثال أردت ، ثم خذ من طين الفخار فلبسه لذلك القالب الذي عملته ، ثم اتركه حتى يجف بعض الجفاف ، ويكون القالب الذي وضعته في الفخار قطعتين ، ثم تنزع العود المنحوت من القالب الفخار وتطبقه على السفرجلة وهي كالجوزة أو دونها ، وتعصبه بخرق من قطن عصبا وثيقا وتشد خيطا من العصابة إلى غصن آخر من فوق السفرجلة المذكورة بحيث لا تثقل فتسقط ، فإذا بدا صلاح السفرجل فاقطع الخيط وحل العصابة وفك القالب تجد السفرجلة قد تكونت على الهيئة التي وضعتها من الصور والأشكال ، وهو ما يحير العقل.

ورماد ورق السفرجل يفعل في العين فعل التوتياء ، وكذلك رماد خشبه. ولزهره خاصية عظيمة عجيبة في تقوية الدماغ وتفريح القلب. وللسفرجل منافع كثيرة غير أن في ثفله قبضا فينبغي أن يؤكل بلا ثفل.

روى يحيى بن طلحة عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده سفرجلة ، فألقاها إلي وقال : دونكها فإنها تحيي الفؤاد وتنقية

وروى الفضل بن العباس أنه صلى الله عليه وسلم كسر سفرجلة وناول منها جعفر بن أبي طالب (٤٤٩) وقال له : كل فإنه يصفي اللون ويحسن الولد. ومن عجيب أمره أنه إذا قطع بسكين نشف ماؤه وإذا كسر كان رطبا مائيا. وهو بارد يابس ، يزهر

__________________

(٤٤٩) جعفر بن أبي طالب (؟ ـ ٨ ه‍) هو جعفر بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو عبد الله ، صحابي هاشمي. من شجعانهم ، يقال له : جعفر الطيار ، وهو من السابقين الى الإسلام ، أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ، وكان خطيب القوم أمام ملك الحبشة ، فلم يزل هناك. الى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، ثم جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمير الجيش إلى مؤتة بعد زيد بن حارثة فاستشهد هناك رضي الله عنه ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعنه ابنه عبد الله ، وعمرو بن العاص ، وابن مسعود ، وغيرهم. [الإصابة ١ / ٢٣٩ ، وأسد الغابة ١ / ٣٤١ ، والاستيعاب ١ / ٢٤٢ ، وطبقات ابن سعد ٤ / ٣٤ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٩٨ ، والأعلام ٢ / ١١٨].

٣٢١

اللون ويسر النفس ويدر البول ويمنع من القيء والحمى ، ويسكن العطش ويقوي المعدة ويحبس نزف الدم. والحامل إذا دامت على أكله ، سيما في شهرها الثالث ، كان ولدها حسن الوجه زكي الفهم ورائحته تقوي الدماغ والقلب. وإذا طبخ بالعسل نفع من عسر البول. والكثرة من أكله تولد القولنج والمغص ووجع العصب ، وفي أكله بعد الطعام إطلاق للبطن ، وإذا وضعت السفرجلة في موضع فيه أنواع الفواكه أفسدت الكل ، وإذا أردت السفرجل أن يقيم زمانا فضعه على نشارة الخشب أو على التبن.

التين (٤٥٠) : هو أصناف. قال صاحب كتاب الفلاحة إذا أردت غرسه فاجعل قضبان القصب في الماء المالح يوما ثم اجعله تحت خثى البقر واغرسه فإن شجرته تطيب جدا وثمرته تنبل وتزكو حلاوتها ، وإذا سقيتها ماء الزيتون لا يسقط من ثمرتها شيء. ومن عجيب أمر التين أن الطيور إذا أكلته وذرقته على الجدار الندي والأماكن الندية تنبت أيضا وتشجر وتثمر.

__________________

(٤٥٠) التين : Fig : من الفصيلة التوتية ، وشجرته صغيرة تنمو كثيرا في البلاد المعتدلة ، وشجرة التين ذات أوراق جلدية قلبية الشكل وثمرتها مركبة تتكون من جزء لحمي غليظ ويبطنه مجموعة من الأزهار الأنثوية وأجود أنواع التين الكبار اللحيم النضيج الكروي الشكل الذي لا ينتفخ غالبا ويعتبر الجزء الخصب من جنوب الجزيزة العربية الموطن الأصلي للتين حيث لا يزال ينمو هناك بحالة برية ومنها انتشر الى مناطق عديدة وتؤكل الثمار الطازجة أو المجففة لقيمتها الغذائية العالية وتحتوي ثمالر التين الجافة على ٧٣% من المواد الكربو هيدراتية و ١. ٣% بروتينات. ٢ ..% دهن ويعطي ١٠٠ جرام من الثمار عند تناولها مقدار ٢٧٠ كيلو سعرا حراريا من الطاقة التي يستفيد منها الجسم ، والتين غني بالفيتامينات أو ، ب ١ ، وب ٢ ، كما أنه يحتوي على العديد من الأحماض العضوية وخاصة الليمونيك والماليك والتين غني بالأملاح المعدنية المفيدة مثل صوديوم ، بوتاسيوم ، كالسيوم ، ماغنسيوم ، حديد ، نحاس ، فسفور ، كلور.والتين ملين بلإضافة الى أنه غني بالسكريات التي تعطي الجسم طاقة كبيرة.

٣٢٢

ومن أخذ من السقمونيا (٤٥١) غصنا وعمد إلى شجرة التين وسلخ منها موضعا وركب فيه غصنا من السقمونيا كتركيب سائر الأشجار وليكن ذلك إذا بلغت الشمس من الجدي ست درجات أو سبعا أو ثمانيا ودار حول شجرة التين سبع دورات ثم وضع الغصن عند فراغ سابع دورة في شجرة التين وعصب التركيب ، فإنها تنبت تينا كالدواء المسهل ، من أكل منها تينتين كان كشرب شربة.

وإذا غسلت شجر التين بالماء الحار هلكت. وخشبها ينفع من لسع الرتيلاء نقعا بالماء وشربا ومسحا وتعليقا. ولبن عيدانه إن قطر على موضع اللسعة لم يسر السم في الجسد. وقضبانها تهري اللحم في القدر إذا طبخت معه ، وإذا نثر رماد خشب التين في البساتين هلك منها الدود ، وإذا دق ورق التين مع الفج منه على عضة الكلب نفعه. وعصارة ورقها تقلع آثار الوشم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وضع بين يديه التين : لو قلت إن ثمرة نزلت من الجنة لقلت هذه. كلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أقسم الله بهذه الشجرة لأنها تشبه ثمار الجنة ، لا قشر لها ولا نوى وهي على قدر اللقمة. وأجوده المائل إلى البياض ثم الأصفر ثم الأسود ، وأجود أصنافه الوزيري. والتي حار رطب ، وهو أغذى من سائر الفواكه وأسرع نفوذا ، وهو يصلح اللون الفاسد ويوافق الصدر ويسكن العطش الذي من البلغم المالح ، ويمنع الاستسقاء ، وينفع من لسع العقرب والرتيلاء وأكله أمان من السموم ، وإذا استعمل منه على الريق عشرة مع قلب الجوز كان له نفع عظيم ومع اللوز فكذلك ، والغرغرة بمائه مطبوخة تحلل الخوانيق ، ولبنه يذيب الجامد من الدماء والألبان ، ويلطخ بلبنه الدماميل فتنضج ويقطر على الثآليل

__________________

(٤٥١) السقمونياScammonee : نبات متسلق منتشر في شمالي سوريا وفي اسيا الصغرى وهو مسهل قوي ودواء معروف قديما وسقمونيا انطاكية أفضل الأنواع.

٣٢٣

فيقطعها ، وعلى الجراحات التي عليها اللحم الفاسد فينقيها ، والإكثار من أكله بالخبز يورث القمل في البدن. ودخان التين يهرب منه البق والبعوض.

العنب (٤٥٢) : الكرمة أكرم الشجر ، وثمارها أشرف الثمر. وللناس بفلاحتها عناية عظيمة لما في العنب من الخاصية. وقد صنفوا كتبا فيما يتعلق بفلاحة الكرم والدوالي ، لأنها أقل عملا وأخف مؤنه وأكثر حملا وأجود عصيرا. ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت من قضبانها التي فيها قوة الحمل وغرستها تأتي في أول سنتها بالعناقيد ، ويكون بينها وبين الغرس شهران. وهذا الأمر لا يتفق في شيء من الشجر أصلا

قال صاحب كتاب الفلاحة : إذا أردت أن ترى من الكرمة عجبا من كثرة النفع وقوة الأصل وزيادة الحمل وسرعة الإدراك فخذ قضبان غرسها من شجرة قريبة العهد ثم اغرسها في النصف الأول من الشهر والطخ رأس القضيب بخثى البقر وابذر في جورة غرسها شيئا من البلوط والنانخواه والباقلاء فإن شجرتها تكون في غاية العجب ومخالفة لسائر الكروم. وإذا أخذت قضيبا من العنب الأبيض وقضيبا من العنب الأسود وقضيبا من العنب الأحمر وشققتها بحيث لا يقع شيء من قشورها ، ولففت بعضها ببعض وغرستها فإن القضبان كلها تخرج ساقا واحدا ، وتحمل الألوان الثلاثة شجرة واحدة. وإذا أردت أن تسود العنب الأبيض فاحفر

__________________

(٤٥٢) العنب : ثمار نبات الكرم ، وسكر العنب أفضل السكريات وأسهلها هضما فهو يمتص مباشرة الى الدم ويشبه السكر الموجود في الدم ، وعند تناول ١٠٠ سم من العنب يعطي الجسم ٦٨ كيلو سعرا من الطاقة الحرارية بالاضافة الى فيتامينات أوب ١ وب ٢ وحمض النيكوتيك وفيتامين ج وغني بحمض الماليك والبوتاسيوم ويحتوي على أملاح الصوديوم والكالسيوم والمنجنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريت والكلور وحمض الطريك وبعض الانزيمات ، ويجفف العنب فيصبح زبيبا ويختلفلا باختلاف انواع العنب واجوده الكثير الشحم الرقيق القشرة قليل البذور.

٣٢٤

عن أصل الكرمة واسقها شيئا من النفط الأسود فإن أردت أن لا يقع في الكرم دود فاقطع طاقتها بمنجل قد لطخ بدم ضفدع أو دم دب.

وإذا أردت أن يسلم من البرد فدخن الكرم بزبل بحيث يصل الدخان إليها جميعا وانثر عليها ثمرة الطرفاء ، وإذا حملت الكرمة فأخذت من نوى الزبيب أو العنب وطمر في أصلها أسرع إدراك ثمرها. وعصير كل عنب على لون أرضه لا لون حبه. وماء الكرم الذي يتقاطع من قضبانها بعد كسحها يجمع ويسقى للمشغوف بالخمر بعد شرب الخمر من غير علمه فإنه يبغض الخمر قطعا. وينفع للجرب شربا ويدق ورقها ناعما ويضمد به الصداع فيسكنه.

وأصناف ثمرها كثيرة وأعجبها عيون البقر : وهي كالجوز ، وأصابع العذارى : وهي كالأصبع المخضوبة ، وربما بلغ العنقود منه طول ذراع والعنبة أوقية (٤٥٣) بالمصري. ويقال : إن في بعض الكتب المنزلة : أتكفرون بي وأنا خالق العنب؟ وقشر العنب بارد يابس. والعنب جيد الغذاء مقوي للبدن ، يسمن بسرعة ويوفد دما جيدا وينفع الصدر والرئة. والمقطوف لوقته ينفع ويحرك البطن ويقوي شهوة الجماع ويقوي مادة المني ، وحبه ينفع من لسع الهوام والأفاعي دقا وضمادا. الحصرم : أجود ماء الحصرم المعتصر باليد ، وهو بارد يابس ، ينفع من الصفراء ومن الحرارة الملتهبة ويولد رياحا ومغصا ويضرب بالعصب والصدر.

الزبيب : أجوده الكثير اللحم الصادق الحلاوة. وقيل إنه أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبيب فقال : بسم الله كلوا ، نعم الطعام الزبيب ، يشد العصب ويذهب الوصب ويطفئ الغضب ويرضي الرب ويطيب النكهة ويذهب البلغم ويصفي اللون.

__________________

(٤٥٣) أوقية : زنة سبعة مثاقيل وزنة لأربعين درهما (اللسان ٦ / ٤٩٠٣).

٣٢٥

والزبيب حار رطب وحبه يابس والزبيب تحبه المعدة والكبد وهو جيد لوجع الأمعاء وينفع الكلى والمثانة ، ويعين الأدوية على الإسهال إذا أخذ منه عشرة دراهم.

القشمش (٤٥٤) : هو زبيب صغير حلو أحمر وأخضر وأصفر. ويحكى عن أصحابه أنهم قالوا : ما زبب من قشمشنا في الشمس جاء أحمر ، وما زبب معلقا جاء أصفر ، وما زبب في البيوت جاء أخضر. وهو كالزبيب غير أنه لا عجم له.

الخمر : أول من استخرج الخمر جمشيد الملك ؛ فإنه توجه مرة إلى الصيد فرأى في بعض الجبال كرمة وعليها عنب فظنها من السموم فأمر بحملها حتى يجربها ويطعم العنب لمن يستحق القتل ، فحملوها فتكسرت حباتها فعصروها وجعلوا ماءها في ظرف. فما عاد الملك إلى قصره إلا وقد تخمر العصير ، فأحضر رجلا وجب عليه القتل فسقاه من ذلك فشربه بكره ومشقة ، فنام نومة ثقيلة ، ثم انتبه فقال : اسقوني منه ، فسقوه أيضا مرارا ، ولم يحدث فيه إلا السرور والطرب ، فسقوا غيره وغيره ،

__________________

(٤٥٤) القشمش : هو زبيب صغير لا نوى له. أبو حنيفة : أخبرني جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيرا وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب ، وإذا زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا : وكل ذلك كشمش ولكن اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه ، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقا حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر. علي بن محمد : الكشمش بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلوا شديد الحلاوة والخراساني أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جدا وعناقيد طوال دقاق مثل قدر الذراع ، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئا كثيرا حلوا شبيها بالخراساني غير أن لونه أسود. الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل قبضا وألين وأسهل خروجا. ابن سرانيون : أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام.

٣٢٦

فذكروا أنهم انبسطوا بعد ما شربوا ووجدوا سرورا وطربا فشرب الملك وأعجبه ثم أمر بغرسه في سائر البلاد.

وقيل إن ملك السريان وهو أحد الأخوين اللذين اشتركا في الملك رأى يوما طائرا وقد قصدت حية فراخه فرمى الملك الحية بسهم فقتلها. فغاب الطائر وأتى بثلاث حبات عنب في منقاره ورجليه ورماها بين يدي الملك ، فعلم الملك أنها مكافأة له على ما فعله فزرعها فعلقت وأينعت وأثمرت ، فلم يجسر الملك على استعماله خوفا من أن يكون قاتلا أو مضرا فعصره وأودعه في الآنية فغلى وقذف بالزبد وفاحت رائحته ، فتعجب الملك لذلك فسقى منه شخصا وجب عليه القتل فطرب ورقص وأظهر سرورا ، ثم انتبه وذكر ما حدث له من السرور والطرب ، فسر به الملك وأمر بغرسه في البلاد.

والأسود من الخمر بطيء الانحدار رديء الكيموس قوي الحرارة ، والأبيض قليل الحرارة سريع النحدار. ومن لازم شربها حصل له خلل في جوهر العقل ، ووجع في الكبد والطحال ، وقلة شهوة الغذاء وضعف في الباه وفساد في الدماغ ، ويحدث النسيان والبخر في الفم ، والرعشة والرعب وضعف البصر والعصب والحميات والسكتة والصرع وموت الفجأة. وشربها على الريق بعد التعب يحدث خفقانا في القلب وقساوة والتهابا وأوجاعا. ومما يمنع السكر بزر الكرنب وبزر الحصرم وأكل الفالوزج وشم اللينوفر. وأعظم ذمها كونها مفتاحا لكل شر وجالبة لكل سوء وضر ، ومميتة للقلب ومسخطة للرب. نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعلى كل عاص ، وأن يلهمنا رشدنا ويأخذ بنواصينا إلى الخير بحق محمد وآله.

الخل : المتخذ من الخمر ، بارد يابس ، يمنع انصباب المواد إلى داخل البدن ويلطف ويعين على الهضم وخصوصا مع وجود الشيب والتغرغر به يمنع سيلان

٣٢٧

الخلط إلى الحلق ، يمنع نزف الدم ، وينفع من الجرب والقوابي وحرق النار ، ووضعه على الرأس يمنع الصداع الحار. وهو صالح للمعدة الحارة ويفتق الشهوة ويبرد الرحم وينفع المنهوش ، وشربه مسخنا ينفع لمقاومة السموم والأدوية القتالة.

التوت (٤٥٤) : وهو الفرصاد. وهو أعز الأشجار ، لأن دود القز لا يأكل إلا منه. قال المعتصم (٤٥٦) لعمال البلاد : استكثروا من غرس التوت فإن شعبها حطب وثمرها رطب ، وورقها ذهب. وهو أنواع ، والأسود منه بارد يابس. وإذا وضع

__________________

(٤٥٥) التوت : هو نبات على هيئة أشجار كبيرة وأفرعها كثيرة وهو نوعان ، التوت الابيض الذي تؤكل ثماره وتتغذى على أوراقه دودة القز وتكون أزهاره ذات لون اصفر مائل الى الاخضرار وأوراق كثة والنوع الثاني التوت الاسمر او البنفجسي واشجاره اقل حجما ونموا من اشجار التوت الابيض. يعرف التوت بعدة اسماء مثل الفرصاد والفشكل والغلام. يعتبر التوت مفيدا جدا في حالات فقر الدم وأورام الحلق واللثة ، وله تأثيرات فعالة في خفض درجة الحرارة وفي حالات الحميات والحصبة ، كما انه يفيد في حالات العطش ، ويستخدم عصير التوت في المجال الطبي لاضافته مع الأدوية بغرض التلوين وتحسين الطعم. وقد اتضح في السنوات الأخيرة ان جذور التوت لها خواص مسهلة للمعدة والأمعاء وطاردة للديدان ، كما ان آخر الدراسات العلمية تؤكد ان للتوت تأثيرا هرمونيا ذكريا وهو بذلك يعتبر مفيدا لحالات الضعف الجنسي ويعمل أيضا على خفض نسبة السكر في الدم والبول وهو بذلك مفيد لحالات ارتفاع نسبة السكر في الدم وأمراض الكبد وحالات السعال والحصبة

(٤٥٦) المعتصم : هو أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدى بن المنصور المعتصم بالله العباسى (ـ ١٨ ربيع الأول ٢٢٧ ه‍ ـ ٥ يناير ٨٤٢) المشهور عنه قصة وامعتصماه. نقل عاصمة الخلافة العباسية الى سامراء وهو من خلفاء الدولة العباسية. ولد المعتصم بالله سنة (١٧٩ ه‍) وكره التعليم فى صغره ، فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أميّا. بويع بالخلافة سنة (٢١٨ ه‍) بعد وفاة أخيه المأمون وبعهد منه. وقد سلك مسلك المأمون فى سيرته ، وفتح عمّورية من بلاد الروم الشرقية ، وبنى مدينة سامراء سنة (٢٢٢ ه‍) حين ضاقت بغداد بجنده. وهو أول من أضاف اسمه إلى اسم الله تعالى من الخلفاء فقيل المعتصم بالله وكان يقال له المثمّن لأنه ثامن الخلفاء من بنى العباس ، وثامن أولاد الرشيد ، وملك سنة ثمان عشرة ، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام ، وعاش ثمانية وأربعين سنة ، وفتح ثمانية فتوح ، وقتل ثمانية أعداء ، وخلف ثمانية بنين وثمانية من البنات. وتوفى المعتصم فى سامراء سنة (٢٢٧ ه‍).

٣٢٨

الأسود منه على لسع العقرب سكنه في الحال. والأبيض منه حار رطب رديء الغذاء مفسد للمعدة لكن يدر البول.

الرمان (٤٥٧) : هي من الأشجار التي لا تقوى إلا بالبلاد الباردة المعتدلة. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ما ألحقت رمانة قط إلا بحبة من الجنة. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : إذا أكلتم الرمان فكلوها ببعض شحمها فإنه دباغ للمعدة ، وما من حبة منه تقيم في جوف مؤمن إلا أنارت قلبه ، وأخرجت شيطان الوسوسة عنه أربعين يوما.

وأجوده الكبار والحلو والمليسي ، وهو حار رطب يلين الصدر والحلق ويجلو المعدة وينفع الخفقان ويزيد في الباه ، وقشره تهرب من الهوام.

الأترج (٤٥٨) : هي شجرة حارة ولا تنبت إلا في البلاد الحارة وتقيم نحو عشرين سنة ومتى مستها حائض أو أخذ من ورقها جنب فسدت شجرته. وقشر

__________________

(٤٥٧) الرمان Pomegranate : من نباتات العائلة الرمانية التي عرفت منذ عهد قدماء المصريين وهي قديمة العهد جدا في مصر وعرفه القدماء باسم ارهماني ومنها اشتق الاسم القبطي ارمين او رمن الذي اشتق منه الاسم العبري رمون والعربي رمان ، وهي شجرة صغيرة متساقطة الأوراق لها اوراق مستدقة رمحية الشكل وأزهارها كبيرة جميلة المنظر حمراء اللون لهل كأس لحمي ملتحم السبلات احمر اللون والتويج احمر سائب البتلات ومتك صفراء ناصلة وقلم قصير ومسيم مطمور بين الأسدية ومبيض الزهرة متعدد المساكن وتفصلها بعضها عن بعض أغشية شفافة بكل مسكن بروز لحمي ، ويحتوي الرمان على نسبة عالية من السكر ١٨% إلا أن طعمه حريف لاحتوائه على احماض عضوية كما انه يحتوي على نسبة عالية من الحديد وبعض الفيتامينات منها فيتامين ج ويطرد الديدان الشريطية وحمى الطاعون والدوسنتاريا والاسهال.

(٤٥٨) الأترج : شجرة من الموالح يصل ارتفاعه الى خمسة امتار ناعم الاغصان والورق ازهاره بيضاء وثمرته تشبه الليمونة الا انها اكبر بكثير ذات لون برتقالي ذهبي له رائحة مميزة ذكية ماؤها حامض يعرف الأترج بعدة اسماء وفقا للمنطقة التي يكثر فيها ففي السعودية يدعى ترنج وفي بلاد الشام ترنج ايضا

٣٢٩

الأترج حار يابس ولحمه حار رطب. وحماضه بارد يابس ، وحبه حار رطب.وأجوده الكبار ، وهو يصلح لفاسد الهواء والوباء ، ولحمه رديء للمعدة ويشهي الطعام وينفع من الخفقان ويسهل الصفراء.

النارنج (٤٥٩) : شجرة لا يسقط ورقها كالنخلة ؛ قال صاحب كتاب الفلاحة : إذا زرعت النرجس تحت شجرة النارنج تبدلت حموضتها بالحلاوة. ودواء مرض

__________________

وكباد وفي مصر والعراق أترج كما يسمى تفاح العجم وتفاح ماهي وتفاح ادم وليمون اليهود لأنهم يحملونه في اعيادهم. يعرف الأترج علميا باسم CiTRUS MEDiCA ، المحتويات الكيميائية لثمار الأترج : تحتوي قشور ثمرة الأترج على زيت طيار والمكون الرئيسي ليمونين والذي يشكل نسبة ٩٠% من محتويات الزيت وتحتوي القشور على فلافونيدات وكومارينز وتربينات ثلاثية وفيتامين C وكاروتين ومواد بكتينية ورد ذكره في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب". لقد ورد ذكر الأترج في سفر اللاويين من التوراة" تأخذون لأنفسكم ثمر الأترج بهجة" وقد قيل ان بعض الملوك الاكاسرة سجن بعض الاطباء ، وامر الا يقدم لهم من الاكل الا الخبز وادام واحد ، فاختاروا الأترج وسئلوا عن ذلك فقالوا" لانه في العاجل ريحان ومنظره مفرح ، وقشره طيب الرائحة ولحمه فاكهة وحماضه إدام وحبه ترياق وفيه دهن ، يستخدم الترنج في الطب الحديث كفاتح للشهية وطارد للارياح ومهضم ومنبه للجهاز الهضمي ومطهر ومضاد للفيروسات وقاتل للبكتريا ومخفض للحمى ، ويستخدم كمضاد للبرد والانفلونزا والحمى ولعدوى الصدر والحنجرة بالميكروبات ويقوي جهاز المناعة. كما يساعد في موازنة ضغط الدم

(٤٥٩) نبات النارنج عبارة عن شجرة معمرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار. أوراقها جلدية غامقة اللون والازهار بيضاء لها رائحة عطرية لطيفة والثمرة كروية كبيرة ذات لون برتقالي محمر وخشنة الملمس وطعمها حامض مثل الليمون. يقال ان اصله من الصين وانتقل منها إلى البلدان المجاورة للصين ثم إلى بقية القارة الآسيوية ، فافريقيا وغيرها. وقد ادخله العرب إلى اسبانيا وزرع فيها عدة سنين قبل البرتقال. ويستعمل على نطاق واسع في تعطير الحلويات والأشربة ومصنوعات السكاكر. ويجب على العمال الذين يعملون في تقشير النارنج بأيديهم لبس قفازات حيث ان زيت قشور النارنج تسبب حكة شديدة وتسلخات للجد بالاضافة إلى انها قد تسبب دوخة وآلام في الرأس وحساسية في الأعصاب وتشنجات ولذلك يجب الاحتياط.

٣٣٠

شجرة النارنج أن تسقى دم إنسان من فصد وغيره مخلوطا بالماء. خاصية ورقها إذا مضغ طيب النكهة ، ويذهب رائحة الثوم والبصل والخمر ، ورائحة زهرها تنفع الدماغ وتقوي القلب ، وتحلل مواد الرياح الباردة.

الليمون : هو نبات هندي ، ولا يصح ويقوى إلا بالبلاد الحارة ، وورقه وقشره حار يابس ، وحماضه بارد يابس ، وماؤه كذلك ، ينفع من الصفراء ويسكن العطش ويقوي المعدة والشهوة ويضر بالصدر والعصب ، وهو مشاكل للأترج في أفعاله وله خاصية عظيمة في دفع السموم ونهش الحيات والأفاعي.

على نهر الدير بالبصرة ، وكنت أقيم بها وبجواري بستان ظهرت فيه حية أطول من عشرة أشبار في عرض جراب ودوره ، وكثرت جناياتها وأذاها. فطلبت حواء يصيدها أو يقتلها ، فجاء رجل فدللته نحو وكرها فبخر بدخنة كانت معه فلم يشعر إلا والحية قد خرجت إليه. فلما رآها الرجل وهاله أمرها ولى فنهشته فمات في الحال.واشتهر أمرها بها الناس وامتنع الحواؤون من الحضور إليها فجاء لي رجل بعد مدة وقال : قد بلغني أمر الحية وفسادها وتعاظم أذاها فدلني عليها. فقلت : قد قتلت حواء. فقال : هو أخي وقد جئت لآخذ بثأره أو أموت كما مات ، فأرنيها. فقلت له : اعبر إلى البستان. وجلست أنا في طبقة لها طاقة تطل على البستان أنظر ما يكون منه. فأخرج دهنا كان معه فأدهن به وصلى ودعا ودخن كما دخن أخوه فخرجت إليه هائشة ، فما تزعزع عن مكانه فلما قربت منه هجم عليها وطلبها فهربت منه ، فتبعها وقبض عليها ، فالتفتت إليه ونهشته فمات من وقته. فترك الناس الضيعة ورحلوا من أجلها ، وقالوا لا مقام لنا في جيرة هذه السخطة. فجاءني بعد أيام رجل آخر فسألني عنهما وعن الحية فأخبرته بما كان فقال : والله هما أخواي ، وجئت لآخذ بثأرهما أو أموت كما ماتا ولا بد لي منها. فأريته البستان وجلست في الطاقة لأنظر ماذا يصنع؟

٣٣١

فأخرج دهنا وادهن به ودخن كأخويه فخرجت إليه فطلبها فوقفت له تحاربه ، ثم تمكن من قفاها وقبض عليها فالتفتت وعضت إبهامه فحزمها وجعلها في سلة كبيرة أحضرها معه وبادر إلى إبهامه فقطعها وأشعل نارا وكواها. فحملناه إلى الضيعة فرأى ليمونة بكف صبي ، فقال : أعندكم من هذا شيء؟ قلنا نعم قال : ائتوني بما تقدرون عليه ، فأتيناه بكثير منه فجعل يقضم ويأكل ويدهن به موضع اللسعة وبات فأصبح سالما ، فقال : ما خلصني الله سبحانه إلا بهذا الليمون. وقطع رأس الحية وذنبها ورمى بهما ، وغلى على بدنها وطبخه وأخذ دهنه ومضى.

اللوز : أجوده الطري الكثير الدهن ، وهو معتدل الحرارة والرطوبة يغذي غذاء حسنا ويسمن وينفع الصدر والسعال ونفث الدم ، ويلين البطن خصوصا إذا كان مع التين ، وينفع من عضة الكلب الكلب ، والمر منه حار يابس وهو جيد للشرى مع الشراب ، ودهنه ينفع من وجع الأذن ويمنع صداع الرأس ، وأكله قبل السكر يمنع السكر ، وهو يقوي البصر ويفتح سدد الكبد والطحال والكلى.

الجوز : ينبت بنفسه ولا يصح إلا في البلاد الباردة ، وهو حار يابس بطيء الهضم إلا أنه ينصلح مع التين. ودهنه ينفع من الحمرة ، وقشره يحبس نزف الدم ويضمد به لعضة الكلب الكلب ، وكثرة أكله تورث ثقل اللسان.

البندق : حار مع يبوسة وإذا خط على العقرب حلقة بعود البندق لا يقدر أن يخرج منها ، وهو يزيد في الباه وشهوة الجماع مع السكر مدقوقا ، وينفع من نهش الهوام خصوصا مع التين أكلا وضمادا ، وإذا طلي مدقوقا على يافوخ الطفل الأزرق العينين ردهما سوداوين.

٣٣٢

الشاهبلوط (٤٦٠) : ينفع لإدرار البول ، وينفع من السموم ونزف الدم.

الفستق : حار يابس أشد حرارة من الجوز يفتح سدد الكبد ويقوي فم المعدة ، ويمنع من الغثيان ، ومن نهش الهوام والسعال البلغمي ولدغ العقارب ويزيد في الباه.

الصنوبر (٤٦١) : حار يابس يمنع الرطوبات من البدن ويزيد في الباه مع عقيد العنب. الفلفل (٤٦٢) : حار يابس فيه جذب وتحليل وهو عدو البلغم اللزج ، ويلطف الأغذية ويشهي الطعام ويدر البول وينفع ظلمة البصر.

القرنفل (٤٦٣) : حار يابس يطيب النكهة ويحد البصر ، وينفع من الغشاوة ويمنع القيء والغثيان ويقوي الكبد ، وقدر ما يؤخذ منه نصف مثقال مع مثليه سكر نبات مسحوقين منخولين.

__________________

(٤٦٠) الشاهبلوط : نوع من البلوط ، وأقوى من البلوط أثرآ. «الجامع ١ : ١١٠».

(٤٦١) الصنوبر : شجرة دائمة الخضرة ، يتراوح ارتفاعها بين (٢٠ ـ ٣٠) م. جذعها منتصب ، يتراوح قطره بين (٣٠ ـ ٥٠) م. القشرة رمادية محمرة ، تسترها حراشف بنية اللون. أوراق الصنوبر إبرية الشكل ، طولها من (١٠ ـ ٢٠) سم وهو مطهر للمجاري التنفسية والبولية. مضاد للتسمم بالفوسفور. خارجيا له خواص مخرشة ومحمرة ومطهرة.

(٤٦٢) الفلفل Black popper : شجرة معمرة تنمو بريا ، وتزرع في كثير من الدول ، تحتوي ثمار الفلفل على زيت طيار ، ومركبات تجعله صالحا لعلاج المعدة ، وطاردا للريح ، ومضادا للبكتيريا والحشرات ، ويستخدم في أفريقيا لتشجيع الا جهاض وطرد البعوض (الطب القديم ، ص ٣٩).

(٤٦٣) القرنفل Clous de girofle : شجرة القرنفل شجرة دائمة الاخضرار ذات شكل هرمي تعلو ١٥ مترآ ، ولها رائحة عطرية قوية والقرنفل هو براعم الازهار المجففة لشجرة القرنفل ، وهو من التوابل المشهورة ، ويحظى بقيمة عالية كدواء عشبي ، وهو من أقدم التوابل ، وتحتوي كبوش القرنفل على أفضل

٣٣٣

الخولنجان (٤٦٤) : حار يابس ، يحلل الرياح وينفع من القولنج ووجع الكلى ويهيج الباه ، ويطيب النكهة ويهضم الطعام ويصلح المعدة ويطرد البلغم والرطوبة المتولدة في المعدة ، وينفع من عرق النسا ولمن لا يضبط البول.

الزنجبيل (٤٦٥) : هو كالفلفل في منافعه. المصطكا (٤٦٦) : حار يابس ملين ، وهو يجبر العظام المكسورة ، ومضغه يجلب البلغم من الرأس وينقيه ويطيب النكهة وينفع من السعال البلغمي ومن أورام الكبد ونزف الدم وفساد الرحم تحملا.

__________________

زيت عطري ، ويمكن أيضآ تقطير سوق الشجرة وأوراقها من أجل زيتها وزيت القرنفل (Clove Oil) هو زيت مطهر للجروح ومضاد للجراثيم ومخفف لآلام الأسنان.

(٤٦٤) الخولنجان : عبارة عن نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي مترين له أوراق كبيرة ، ذو أزهار بيضاء وحمراء ، يمتاز الخولنجان الصغير برائحته العذبة وطعم تابلي. يوجد من الخولنجان عدة أنواع مثل الخولنجان الصغير أو ما يعرف بالعيني والخولنجان الأبيض والخولنجان الكبير أو الأحمر ، وهناك أنواع أخرى تستعمل فقط للزينة لجمال أزهارها واستدامة خضرتها.

(٤٦٥) الزنجبيل Gingembre : نبات من العائلة الزّنجبارية ، وهو أصلا من نباتات المناطق الحارة ، وهو من النباتات المعمرة تتكاثر وينمو النبات الى ارتفاع متر تقريبا ، ويحمل اوراقا متبادلة رمحية الشكل ، والساق الذي يحمل الأوراق أجوف ويحتوي على زيت طيار بنسبة تصل الى ٣% لها رائحة العقار المميزة ، ولكن ليس للزيت حرافة العقار ، وهو يستعمل تابلا ومسكنا ومنبها.

(٤٦٦) المصكا (المستكة) شجرة دائمة الخضرة لها ثمر أحمر مر الطعم. شجر المستكة شجر صغير ينمو بحوض البحر المتوسط. والمصطكى عبارة عن فصوص راتنجية معروفة من قديم ، رغم أن الراتنج يبرز تلقائيا فإن الإفراز يزداد إذا ما أزيلت شرائح من اللحاء أو بعمل شقوق طويلة في جذع الشجرة والأغصان الكبيرة للنبات فتسيل عصارته الراتنجية سائلة تجمد بسرعة وتبقى متعلقة بالشجرة على هيئة دموع هشة بيضاوية أو حبوب طويلة لونها أصفر في حين يتساقط الباقي على الارض. يستخرج المصطكى ثلاث مرات في العام الواحد أي يعطي ثلاثة محاصيل.

٣٣٤

خيار الشنبر (٤٦٧) : معتدل في الحرارة والبرودة ، عسله يسهل المرة المحترقة ويطفئ حدة الدم ويسكن وهجه ويذهب الورم العارض منه ، وينفع من الأورام الحارة في الأحشاء خصوصا في الحلق إذا تغرغر به ممرسا في ماء عنب الثعلب ، وإذا سقي مع التربد أخرج رطوبات عجيبة ، وإذا سقي مع التمر هندي أخرج الأخلاط الصفراوية ونفع المحمومين ، وإذا سقي مع الهندبا نفع من القولنج ووجع المفاصل واليرقان. وهو يسهل من غير أذى حتى الحوامل ، وهو يضر بالنسل ، وبدله نصف وزنه من ترنجيل ، وثلاثة أمثاله من شحم الزبيب مع تربد.

السرو (٤٦٨) : شجرة حسنة الهيئة قويمة الساق ، يضرب بها المثل في استقامة قدها ومشق قامتها وخضرة ورقها. وهو أخضر صيفا وشتاء والتدخين بأغصانها في البيت يطرد البق ، وطبيخه بالخل يسكن وجع الأسنان ويجعل من نشارته بنادق وتطرح في الدقيق الدرمك يبقي زمانا طويلا لا يفسد ، وورقه مع الشراب ينفع من عسر البول ، وإذا دق ورقها رطبا وجعل على الجراحة ألحمها ، ورمادها ينفع من حرق النار وسائر القروح ذرورا ، وجوزها يطرد البق إذا دخن به.

__________________

(٤٦٧) خيار الشنبر : هو شجر ينمو في مناطق كثيرة من العالم وينتشر على الأخص في بلاد الهند وباكستان. وقد ثبت بالتجربة والدراسة العلمية الرصينة أن لهذا الشجر فوائد صحية عديدة ومن أبرزها أنه يستخدم كعلاج للضعف الجنسي والعقم سواء عند الرجل أو المرأة. ولاستخدامه كمقو جنسي تغلى أزهار النبات في اللبن ويشرب من هذا الحساء يوميا.

(٤٦٨) السرو : شجرة دائمة الخضره يصل ارتفاعها إلى ٣٠ مترا ذات اوراق خضراء غامقه دقيقه ومخاريط ذكريه وأنثويه وهو بطيء النمو. يعرف النبات علميا بإسم Cupressus sempervirens وموطنه الاصلي تركيا ويكثر في الاجواء المعتدله وخاصة في مصر في شبة جزيرة سيناء حول دير سانت كافترين ومنطقة الدلتا.

٣٣٥

البطيخ (٤٦٩) : منه بستاني ومنه بري ، والبري هو الحنظل والبستاني ثلاثة أصناف : هندي وهو الأخضر وخراساني وهو العبدلي ، وصيني وهو الأصفر. ثم الأصفر ثلاثة أصناف : صيني وحلبي وسمرقندي ، وفلاحتها كلها واحدة ، والطعوم والأشكال مختلفة. وإذا نقع بزر البطيخ بالعسل والبن جاء في غاية الحلاوة ، وإذا نقع في ماء الورد شممت من بطيخه رائحة الورد ، ومتى دخلت المرأة الحائضة في المقثأة فسدت وتغير طعمه وإذا أصاب بزر البطيخ أو القثاء رائحة الدهن جاء كله مرا.وإذا وضع رأس حمار في وسط المبطخة دفع عنها جميع الآفات وأسرع نباتها وحملها وحملها وإدراكها.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن البطيخ كان أحب الفاكهة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تفكهوا بالبطيخ وعضوا منه ، فإن ماءه رحمة ، وحلاوته من حلاوة الجنة. ومن أكل لقمة من البطيخ كسب الله له ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة ، لأنه خرج من الجنة. وعن وهب بن منبه أنه وجد في بعض الكتب أن البطيخ طعام وشراب وفاكهة وجلاء وأشنان وريحان وحلاوة ونقل ، وينقي المعدة ويشهي الطعام ويصفي اللون ويزيد في ماء الصلب ويدر البول ويسهل الخام.

الصيني : وهو الأصفر ، وهو ثلاثة أصناف. وأطيبه وأحلاه السمرقندي وأجوده العبدلي ، وهو بارد رطب يدر البول ويقلع الكلف والبهق الرقيق والوسخ ، وبزره أقوى جلاء من جرمه ، وقشره يلصق على الجبهة فيمنع النوازل من العين ،

__________________

(٤٦٩) البطيخ : أثبتت الدراسات الحديثة فوائد صحية عديدة لفاكهة البطيخ ، خصوصا فيما يتعلق بسلامة الأمعاء والكلي. فقد أظهرت الدراسات أن يرطب الجلد ، وينعش الجسم ويفيد كمليّن قوى للأمعاء ، ومادة تساعد على الهضم ، ومقوى للدم ، ومفتت لحصوات الكلي.

٣٣٦

ولحمه ينفع من حصاة الكلى والمثانة ، وهو يستحيل إلى خلط ويرخي الجسد ويحدث هيضة. وإذا فسد في الجوف فهو كالسم.

القرع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا طبختم فأكثروا القرع فإنه يسكن قلب الحزين. ومن خواصه أن الذباب لا يقع عليه ، ولما خرج يونس عليه السلام من بطن الحوت خرج كالطفل حين يخرج من بطن أمه ، فأنبت الله سبحانه وتعالى عليه في الحال شجرة من يقطين (٤٧٠) لئلا يقع عليه الذباب فيؤذيه. فمكثت الشجرة حتى تصلبت بشرته وقويت أعضاؤه فأيبسها.

والقرع بارد رطب ، ويسمى الدباء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء ، وهو يغذي غذاء يسيرا وينحدر سريعا ، وهو جيد للصفراء وعصارته تسكن وجع الأذن مع دهن ورد ، ينفع من أورام الدماغ ، وسليقه ينفع من السعال ووجع الصدر من حرارة ، ويقطع العطش ، إلا أنه يفسد في المعدة ويضر بأصحاب السوداء والبلغم ويضر بالأمعاء.

القثاء والفقوس والعجور : فالقثاء بارد رطب يسكن الحرارة والصفراء ويدر البول ويسكن العطش ويوافق المثانة وشمه ينعش المغشي عليه ، وأكله ينفع من عضة الكلب الكلب ؛ وبذره يدر البول ويحسن اللون طلاء ويطفئ الحرارة ، لكنه رديء

__________________

(٤٧٠) اليقطين : (القرع ـ الكوسا ـ قرع الكوسا) فهو من الفصيلة القرعية واليقطين من أجود انواع الخضروات ، سهلة الهضم ولا يجهد المعدة ولا الامعاء ولهذا فهو غذاء نافع لمرضى القولون الغليظ وثمار القرعيات ولب اليقطين له دور في علاج الدودة الشريطية ويقال ان الذباب لا يقرب هذه الشجرة.

٣٣٧

الكيموس ، يهيج الحميات ويؤلم المعدة ، وكذلك الفقوس والعجور. الخيار (٤٧١) : بارد رطب ، ينفع من الحميات المحترقة ويدر البول ، إلا أنه يحدث العطش ، وشمه ينفع المغشي عليه من حرارة ، ويحدث وجعا في المعدة والخواصر.

الباذنجان : حار يابس ينفع من نزف الدم ويورث أخلاطا رديئة وخيالات فاسدة ، ويولد السوداء والسدد ويسود البشرة ؛ ويفسد اللون ، ويصفره ويولد الكلف والصداع

الأرز : بارد يابس ، يحبس البطن حبسا ليس بالقوي ، وإن لم تغسل عنه الحمرة التي عليه ، وإلا عقل البطن. وأنفعه ما أكل باللبن الحليب ، وأكله يزيد في النضارة بوجه الآكل ويخصب البدن ويري أحلاما صالحة.

السمسم (٤٧٢) : حار رطب مغذ ملين محلل ينفع السوداويين ووجع الصدر والخشونة في الحلق ويزيد في المني.

الحمص : حار رطب ملين يدر البول ويهيجه ، وينفع ويغذي أكثر من الباقلاء ، ويجلو النمش ويحسن اللون أكلا وطلاء ، وينفع من الأورام الحارة الصلبة ومن وجع الظهر ويصفي اللون.

__________________

(٤٧١) الخيار : أسمائه أيضا" عبد اللاوي" وهو من النباتات التي صورت بكثرة على الآثار المصرية ، وفي الطب الاسلامي كانت أوراق الخيار تستخدم في تسكين الآلام عند عضة الكلب المسعور (الطب القديم ، ص ٢٢).

(٤٧٢) السمسم : Sesame : نبات حولي أوراقه مستطيلة ، أزهاره ارجوانية أو مائلة للبياض ويحتوي على بذور مفلطحة ويزرع من اجل بذوره التي تحتوي على زيت السمسم الثمين ، وهو مغذ وملين للأمعاء ومرطب للجلد (الطب القديم ، ص ٣٢).

٣٣٨

الكمون (٤٧٣) : حار يابس يقتل الدود ويطرد الريح ويحلله ، وإذا غسل الوجه بمائه صفاه ، وكذلك أكله بقدر يسير ، ويدمل الجراحات ويقطع الرعاف مسحوقا مع خل ، وإذا مضغ وقطر ريقه في العين نفع الطرفة والدم السائل من العين. الكمون الكرماني : وهو الشونيز الأسود ، حار يابس يقطع البلغم جلاء ، ويحلل الرياح والنفخ ويقطع الثآليل وينفع الزكام البارد. ويجعل مدقوقا في خرقة كتان ويطلى به جبهة من به صداع بارد.

الكراويا (٤٧٤) : حار يابس يطرد الريح ويخففه ، وينفع الخفقان ويقتل الديدان ويدر البول. وقدر ما يؤخذ منه درهم.

__________________

(٤٧٣) الكمون Cumin : بذوره منبهه وطاردة للريح ، وتستخدم في صناعة العطور ، ويستخدم في حالات عسر الهضم والمغص (الطب القديم ، ص ٤٥).

(٤٧٤) نبات حولي من فصيلة الخيميات ، ينمو فى الحقول والأحراج وعلى جوانب الطرق ، والجزء الطبي منه المستعمل هو الثمرة التي لها طعم حاد حرّيف ورائحة معروفة. يتواجد في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط وإيران ومنغوليا. تنشيط الجهاز الهضمي ومعالجة المغص المعوي خصوصا عند الأطفال ، والمساعدة على طرد الغازات. يساعد على إدرار اللبن عند المرضعات وتسكين آلام الرحم بعد الولادة. زيت الكراويا يستخدم في تخفيف آلام الروماتيزم في المفاصل والعضلات. تستعمل في بعض الصناعات الغذائية مثل بعض أنواع الفطائر والجبن.

٣٣٩

فصل في البقول (٤٧٥) الكبار

القلقاس (٤٧٦) : حارس ابس رطب يزيد في الباه ويولد الريح.

القنبيط (٤٧٧) : حار يابس يفتح السدد ، ويشفي من الخمار وينفع من ضربة السكر ويولد رياحا.

اللفت (٤٧٨) : حار رطب يغذي غذاء كثيرا ويولد المني ويدر البول ، ويشهي الطعام إذا طبخ مرتين وطيب بالخل والخردل (٤٧٩). وماؤه ينفع البصر وهو يحرك شهوة الجماع.

الفجل (٤٨٠) : حار رطب يقطع رائحة الثوم ويقوي الباه وينقي المعدة ، وماؤه إذا قطر في العين جلاها ، وبالشرب ينفع من نهش الأفاعي ، وإذا طرح ماؤه على العقرب ماتت لساعتها. ومن أكل فجلا ولسعته عقرب فلا يضره.

__________________

(٤٧٥) البقول : البقل هو ما اخضرت به الأرض ، والمتعارف عليه هو مأكولات من نباتات الفصيلة البقلية.

(٤٧٦) القلقاس : بقلة زراعية عسقولية من الفصيلة القلقاسية ، تؤكل عساقلها ـ أي ما يسمى درناتها ـ مطبوخة وتحوى الدرنات مواد غروية ، ومواد نشوية مغذية وهو ومزيل للسعال والقلقاس سريع الهضم ويغلف المعدة

(٤٧٧) القنبيط : نبتة غنية بالمواد الكبريتية. تعرف أيضا باسم القرنبيط

(٤٧٨) اللفت Turnip : اللفت من البقول الزراعية التي تضم الفجل والكرنب وغيرهما ، وهو يدر البول ، يفتت الحصى ، يمنع انحباس الماء بالجسم والتنفخ (الاستسقاء) ، منشط للكبد ، يعالج اليرقان ، ويمنع امراض حصى المرارة ، يعالج ضعف البصر لما فيه من فيتامين أو مشتقاته.

(٤٧٩) الخردل : يطلق على أنواع نباتية من جنس واحد تختلف في لون بذورها فمنها الأسود والأبيض وتتميز البذور بتجانسها من حيث الوزن والحجم لذلك اتخذت مقياسا للوزن وله طعم حريف وأزهاره صفراء اللون ذهبية مرتبة في عناقيد والثمرة خلردلة بها من ٣ ـ ٥ بذور سوداء اللون محمرة صغيرة الحجم لها صعم حار نافذ وقطر البذر ١ مم.

٣٤٠