إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

محمّد بن إسحاق الخوارزمي

إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق

المؤلف:

محمّد بن إسحاق الخوارزمي


المحقق: دكتور مصطفى محمّد حسين الذّهبي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٠

* «هداية التصديق إلى حكاية الحريق» لفضل الله بن روزبهان الأصفهانى. فى حريق المسجد النبوى سنة ٨٨٦ ه‍ طبع فى طهران ١٣٤٨ ، بعناية محمد تقى دانش بزروه.

* «التحفة اللطيفة فى تاريخ المدينة الشريفة» لمحمد بن عبد الرحمن السخاوى ، المتوفى سنة ٩٠٢ ه‍ ، (خ : مدينة ٥٢٧ ، كتب سنة ٩٥٢ ه‍) طبع فى القاهرة ، ط ١ ، ١٩٥٧ ، بعناية أسعد درابزونى.

* «اقتضاء الوفا بأخبار دار المصطفى» للسمهودى ، على بن عبد الله ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍ ، (كشف الظنون ٢٠١٦).

* «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى» لعلى بن عبد الله السمهودى ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍ ، (خ : الرباط ، الخزانة الملكية عدة نسخ : ١٥٥٨. ٤٧١٦ ، ٢١٤٣ ، ٥٠٩٨ ، ٨٨٨٤ ؛ روان كشك ١٥٧٣) طبع فى بولاق ١٢٨٥ ؛ المدينة المنورة : نمثكانى ١٩٧٢.

* «دفع التعرض والأنكار لبسط روضة المختار» للسمهودى ، على بن عبد الله ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍ ، (ذكره الجاسر : رسائل فى تاريخ المدينة ص ٣٥).

* «ذروة الوفا بأخبار المصطفى» للسمهودى ، على بن عبد الله ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍ ، (خ : الحرم المكى ١٢٣ تاريخ دهلوى).

* «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» للسمهودى ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍ ، وهو مختصر كتابه : اقتضاء الوفا (خ : بايزيد عمومى ١٩٠٦٧) ، طبع فى القاهرة ، بعناية محمد محيى الدين عبد الحميد.

* «النصيحة الواجبة القبول فى بيان موضع منبر الرسول» للسمهودى ، المتوفى سنة ٩١١ ه‍.

* «بلوغ القرى فى ذيل إتحاف الورى» لعبد العزيز بن عمر بن فهد المكى ، المتوفى سنة ٩٢٢ ه‍ ، (خ : الحرم المكى ، تاريخ ، عبد الوهاب).

* كتاب «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل» تأليف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمى المقدسى الحنبلى ، أبو اليمن ، مجير الدين ، المولود فى

٢١

القدس عام ٨٦٠ ه‍ والمتوفّى فيها بين سنتى ٩٢٧ و ٩٢٨ ه‍ ، وطبع فى القاهرة ١٢٨٣ ه‍ ، وفى الأردن فى مكتبة المحتسب ١٩٧٢ م.

* «الأخبار المستفادة فيمن ولى مكة من آل قتادة» لمحمد بن أبى السعود بن ظهيرة ، المتوفى سنة ٩٤٠ ه‍ ، (كشف الظنون ١).

* «التحفة اللطيفة فى عمارة المسجد النبوى وسور المدينة الشريفة» لمحمد بن خضر الرومى الحنفى ، المتوفى سنة ٩٤٨ ه‍ ، طبع فى مجلة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية ، مدريد ١٩٥٥ ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ١٤٩ بعناية الدكتور عبد العزيز الأهوانى. وأعاد نشرها حمد الجاسر فى «رسائل فى تاريخ المدينة ص ٨٥ ـ ٩٢».

* «المستقصى فى فضل الزيارة للمسجد الأقصى» لنصر الدين الحلبى الرومى المتوفى سنة ٩٤٨ ه‍.

* «فضائل بيت المقدس» لمحمد بن على بن طولون الصالحى الدمشقى ، المتوفى فى دمشق سنة ٩٥٣ ه‍.

* «التحفة اللطيفة فى أنباء المسجد الحرام والكعبة الشريفة» لجار الله بن عبد العزيز بن فهد ، المتوفى سنة ٩٥٤ ه‍ ، (كشف الظنون ١).

* «الجوهر المنظم فى زيارة القبر المكرم» لابن حجر الهيتمى ، المتوفى سنة ٩٧٤ ه‍ ، (بولاق ١٢٧٩ ه‍).

* «الجامع اللطيف فى فضائل مكة والبيت الشريف» لمحمد جار الله بن أمين بن ظهيرة المكى ، المتوفى سنة ٩٨٦ ه‍ ، طبع فى غوتنجن ، بعناية وستنفلد ١٢٧٤ ه‍ ، وأعيد طبعه فى بيروت مصورا ١٩٦٤.

* «الإعلام بأعلام بلد الله الحرام» لمحمد بن أحمد القطب المكى النهروالى ، المتوفى سنة ٩٨٨ ه‍ ، طبع بعناية وستنفلد ، غوتنجن ١٢٧٤ ه‍ ؛ مصر ١٣٠٣ ه‍ ، المكتبة التجارية بمكة المكرمة ، ١٤١٧ ه‍.

* «المستقصى فى فضائل المسجد الأقصى» لنصر الدين محمد بن محمد العلمى الحنفى القدسى ، من رجال القرن العاشر.

٢٢

* «فضائل قدس شريف» لمحمد يحيى أفندى ، المتوفى سنة ١٠١٠ ه‍ ، وهو بالتركية.

* «إخبار الكرام بأخبار المسجد الحرام» لأحمد بن محمد الأسدى ، المتوفى سنة ١٠٦٦ ه‍ ، (خ : الحرم المكى تاريخ دهلوى).

* «فضائل مكة والمدينة وبيت المقدس ، وشىء من تاريخها» لأحمد بن محمد بن سلامة أبى العباس ، شهاب الدين القليوبى ، المتوفى فى مصر سنة ١٠٦٩ ه‍.

* «الجواهر الثمينة فى محاسن المدينة» لمحمد كبريت بن عبد الله الحسنى المدنى ، المتوفى سنة ١٠٧٠ ه‍ ، (خ : بايزيد ٥٠٢٦ ـ مدينة ٥١٥ ـ رضا رامبور ٣٦١٩).

* «تهنئة أهل الإسلام ببناء بيت الله الحرام» لإبراهيم بن محمد بن عيسى أبو إسحاق برهان الدين الميمونى ، المتوفى سنة ١٠٧٩ ه‍ (الأعلام ١ ، وكشف الظنون ١ ، ومعهد إحياء المخطوطات ١٥٣٨ تاريخ).

* «رسالة فى الكلام على الحجر الأسود» لأحمد بن أحمد الفيومى ، المتوفى سنة ١١٠١ ه‍ ، (خ : الحرم المكى ، تاريخ ٤٢).

* «منائح الكرم فى أخبار مكة والبيت وولاة الحرم» لعلى بن تاج الدين السنجارى ، المتوفى سنة ١١٢٥ ه‍ ، (خ : الحرم المكى ٣٠ تاريخ دهلوى).

* «نتيجة الفكر فى خبر مدينة سيد البشر» لزين العابدين محمد بن عبد الله المدنى الخليفتى ، المتوفى سنة

١١٣٠ ه‍ ، (هدية العارفين ٢).

* «تاريخ بناء البيت المقدس» لمحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلى المقدسى من علماء بيت المقدس ، المتوفى سنة ١١٤٧ ه‍.

* «بلوغ المرام بالرحلة إلى البلد الحرام» لعبد المجيد بن على بن المؤذن المثالى الشهير بالزبادى ، المتوفى سنة ١١٦٣ ه‍ ، (بروكلمن ملحق ٢ : ٨٧٦ ، والرباط ٣٩٨ ك ، ومعهد إحياء المخطواطات ١٤٣٤ تاريخ).

* «لطائف أنس الجليل فى تحايف القدس والخليل» لمصطفى أسعد اللقيمى الدمياطى ، المولود فى دمياط سنة ١١٠٥ ه‍ ، والمتوفى بدمشق سنة ١١٧٣ ه‍.

٢٣

* «حسن الاستقصا لما صح وثبت فى المسجد الأقصى» لمحمد بن محمد التافلاتى الأزهرى الخلوتى المولود فى المغرب ، والمتوفى فى القدس سنة ١١٩١ ه‍.

* «كنز المطالب فى فضل البيت الحرام والحجر والشاذروان وما فى زيارة القبر الشريف من المآرب» لحسن العدوى المالكى ، المتوفى سنة ١٣٠٣ ه‍ ، (طبع حجر مصر ١٢٨٢).

* «مرآة الحرمين» لأيوب صبرى ، طبع فى الأستانة ١٣٠٦ ه‍.

* «مرآة الحرمين» لإبراهيم رفعت المتوفى ، سنة ١٣٥٣ ه‍ ، طبع فى مصر ١٣٤٤ ه‍.

* «الرحلة الحجازية» لمحمد لبيب البتنونى المتوفى سنة ١٣٥٧ ه‍ ، طبع فى القاهرة ١٣٢٩.

* «روضة الأنس فى فضائل الخليل والقدس» تأليف عارف بن عبد الرحمن الشريف ، المتوفى سنة ١٣٨٣ ه‍ ، وقد طبع الكتاب فى القدس سنة ١٩٤٦ فى مطبعة اللواء التجارية.

* * *

٢٤

٢٥

٢٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى فضل الكعبة البيت الحرام فى الأرض على البنيان ، كما فضل فى السماء عرشه المجيد الثابت الأركان ، وفضل الطائفين حولهما من الملائكة والإنس والجان ؛ كما أخبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيد بنى عدنان.

وأكرم سكان السماء على الله تعالى : الذين يطوفون حول عرشه ، وفى الأرض : الذين يطوفون حول بيت الرحمن.

وفرض الله ـ تعالى ـ حج بيته على عباده المستطيعين ؛ لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١) ؛ من استطاع فحج فله الأمان ، ومن لم يحج فكفر فجزاؤه الجحيم والنيران.

وهو فرض فى العمر مرة واحدة تخفيفا عليهم وإشفاقا وامتنان. ومن زاد فتطوع محسوب له عند الملك الديّان. وجزاؤه الحور والقصور والغلمان فى دار الجنان ؛ لقوله تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)(٢).

قال القاضى أبو الفضل العياض بن موسى اليحصبى (٣) : حدّثت أن من حج حجة واحدة فقد أدى فرضه ، ومن حج حجة ثانية داين ربه ، ومن حج حجة ثالثة حرّم الله شعره وبشره على النيران (٤). يعنى يوم تحرق فيها الأبدان.

وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمى القرشى العظيم الشأن : «يقول الله تعالى : إن من

__________________

(١) سورة آل عمران : آية ٧٩.

(٢) سورة الرحمن : آية ٦٠.

(٣) هو : عياض بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى ، عالم المغرب وفقيهها ، صاحب : الشفاء ، والإلماع ، وغيرها.

(٤) هداية السالك ١ / ٢٠.

٢٧

أصححت بدنه ، ووسعت عليه رزقه ، ثم لم يزرنى فى كل خمسة أعوام عامّا فقد حرم» (١). فنسأل الله تعالى الإعانة ، ونعوذ به من الحرمان ... آمين.

أحمده على جميع إنعامه : الجلىّ والخفىّ ، غاية الوسع والإمكان ، وأشكره طول الدهر والأزمان. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نبى الرحمة وحبيب السبحان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأهل بيته ، ما ترنم طائر على الأشجار والأغصان. وسلم عليه وعليهم تسليما كثيرا ما ضحك الروض ونبت الريحان.

فهذا مختصر يشتمل على ذكر فضيلة مكة والمدينة ، وكيفية بناء الكعبة ، وذكر هبوط آدم وما يتعلق بها ، وذكر زيارة قبر نبى الرحمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يتعلق بها من التواريخ والأخبار والآثار المروية فيها. جمعته تذكرة لنفسى ، وترغيبا للطالبين المشتاقين العاشقين من الحجاج والمعتمرين ، والزائرين المتوجهين إلى جنابهما من كل فج عميق وواد سحيق ، وترهيبا وتوبيخا للغافلين ، وحثا وتنبيها للكسلانين ، وطلبا لمرضات الله ـ تعالى ـ وتضعيفا للأجر فى الآخرة ، ورجاء لمغفرته. إنه على ما يشاء قدير ، وبعباده خبير بصير ، وبالإجابة جدير.

وأضفت إليهما من الأحاديث المروية ما يدل على فضائل الحج والعمرة ، وعظم أمرهما ، وشرف قدرهما ، وذكر ثواب من حج واعتمر وزار قبر النبى ـ عليه‌السلام ـ وذكر المناسك والأدعية من حين خروجه من بيته وبلده إلى آخر نسكه ورجوعه إلى وطنه وأهله.

ثم أضفت إليهما نبذا من ذكر فضائل بيت المقدس وما يتعلق بها ؛ لقوله عليه‌السلام : «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدى هذا ، والمسجد الأقصى» (٢).

وختمت كتابى هذا بقسم رابع مختصر فى ذكر فضائل قبر إبراهيم الخليل ـ عليه‌السلام ـ وما يتصل بها ؛ لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى حديث آخر : «لا تشد الرحال إلا إلى

__________________

(١) أخرجه : ابن حبان فى موارد الظمآن (ص : ٢٣٩).

(٢) أخرجه : البخارى : كتاب فضل الصلاة فى مسجد مكة والمدينة ٢ / ٦٠ ، مسلم : الحج ٤ / ١٢٦ ، ابن ماجة ١ / ٤٥٢.

٢٨

أربعة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدى هذا ، والمسجد الأقصى ، ومسجد الخليل عليه‌السلام» (١).

وعن عمرو بن دينار : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تشدّ الرحال إلى ثلاثة مساجد : إلى مسجد إبراهيم عليه‌السلام ، ومسجد محمد عليه‌السلام ، ومسجد إيلياء» (٢).

فانقسم كتابى على أربعة أقسام : القسم الأول : فى ذكر فضل مكة شرفها الله تعالى وشرف قدرها ، وما ورد فيها من الأحاديث والأخبار ، والآيات ، وحكايات الصالحين ؛ وفيه نيف وخمسون فصلا.

والقسم الثانى : فى ذكر فضيلة المدينة النبوية ، وما ورد فيها من الأحاديث والأخبار والآثار ، وذكر زيارة قبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يتعلق بها ؛ وفيه خمسة وعشرون فصلا.

والقسم الثالث : فى ذكر فضيلة بيت المقدس ، وما يتعلق بها ؛ وفيه اثنا عشر فصلا.

والقسم الرابع : فى ذكر فضيلة قبر إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ وذكر زيارة قبره ، وما يتعلق بها ؛ وفيه فصل واحد (٣).

ورجوت من الله تعالى إلهام الرشد والصواب ؛ لإتمام هذا الكتاب ، وإليه المرجع والمآب ، وهو حسبى ونعم الوكيل.

__________________

(١) لم أعثر عليه فيما تحت يدى من مصادر ، حتى فى كتب الموضوعات!

(٢) لم أعثر عليه فيما تحت يدى من مصادر ، حتى فى كتب الموضوعات!

(٣) حذفنا هذا الفصل ؛ إذ لم يثبت فيه حديث واحد صحيح ، انظر ما كتبناه فى مقدمة الكتاب من نقد لهذا القسم ، وانظر كذلك رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية ـ نوّر الله مرقده وفى غرف الجنان أسكنه ـ فى نهاية هذا الكتاب.

٢٩
٣٠

القسم الأول فى ذكر فضيلة مكة

وما ورد فيها من الأخبار والأحاديث والآيات وحكايات الصالحين وفيه نيف وخمسون فصلا ، ولكن أذكر الأحاديث محذوفة الأسانيد ؛ طلبا للاختصار. وأذكر الآيات الدالة على فضلها مفسرة دوما للاعتبار.

الفصل الأول : فى فضائل مكة شرفها الله تعالى ، والآيات التى نزلت فى فضلها وشرفها.

والفصل الثانى : فى ذكر حديث الإسراء.

والفصل الثالث : فى اختلاف الناس ؛ هل كان الإسراء ببدنه وروحه ، أو بروحه فقط.

والفصل الرابع : فى اختلاف الناس فى رؤية النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم هل رآه بعينه ، أو بقلبه.

والفصل الخامس : فى ذكر أسامى هذه البلدة الشريفة.

والفصل السادس : فى ذكر ما كانت الكعبة فوق الماء قبل أن يخلق الله ـ تعالى ـ السماوات والأرض.

والفصل السابع : فى ذكر بناء الملائكة الكعبة الشريفة.

والفصل الثامن : فى ذكر زيارة الملائكة [لها] عليهم‌السلام.

والفصل التاسع : فى ذكر هبوط آدم عليه‌السلام ـ وبنائه الكعبة ، وطوافه بالبيت وحجه.

والفصل العاشر : فى ذكر ما جاء فى حج آدم ـ عليه‌السلام ـ ودعائه لذريته.

٣١

والفصل الحادى عشر : فى ذكر وحشة آدم فى الأرض حين نزل فيها ، وفضل البيت الحرام والحرم.

والفصل الثانى عشر : فى ذكر ما جاء فى البيت المعمور ، ورفعه إلى السماء من الغرق.

والفصل الثالث عشر : فى ذكر أمر الكعبة بين نوح وإبراهيم عليهما‌السلام.

والفصل الرابع عشر : فى ذكر تخير إبراهيم موضع البيت الحرام من الأرض.

والفصل الخامس عشر : فى ذكر بناء إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ الكعبة.

والفصل السادس عشر : فى ذكر حج إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ وأذانه بالحج ، وحج الأنبياء عليهم‌السلام.

والفصل السابع عشر : فى ذكر ما جاء فى فتح الكعبة ، ومتى كانوا يفتحونها.

والفصل الثامن عشر : فى ذكر الصلاة فى الكعبة ، وأين صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والفصل التاسع عشر : فى ذكر المواضع التى صلى فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والفصل العشرين : فى ذكر شرفها على ما سواها من بقاع الأرض.

والفصل الحادى والعشرون : فى ذكر فضائل الكعبة الشريفة شرّفها الله تعالى.

والفصل الثانى والعشرون : فى ذكر فضائل الحج ، وعظم أمره ، وشرف قدره.

والفصل الثالث والعشرون : فى ذكر فضائل العمرة فى شهر رمضان.

والفصل الرابع والعشرون : فى ذكر حج الأنبياء والأولياء والخلفاء الراشدين.

والفصل الخامس والعشرون : فى ذكر فضيلة الحج ماشيا.

والفصل السادس والعشرون : فى ذكر جهات الحلّ وأساميه.

والفصل السابع والعشرون : فى ذكر استحباب تعجيل الحج وذم التأخير.

والفصل الثامن والعشرون : فى ذكر فضيلة الصلاة فى المسجد الحرام ، وأول مسجد وضع على وجه الأرض.

الفصل التاسع والعشرون : فى ذكر فضائل الطواف وركعتيه.

٣٢

الفصل الثلاثون : فى ذكر الجلوس مستقبل الكعبة ، والنظر إليها.

الفصل الحادى والثلاثون : فى ذكر فضائل الطواف عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وعند شدة الحرّ.

الفصل الثانى والثلاثون : فى ذكر فضائل الركن والمقام.

الفصل الثالث والثلاثون : فى ذكر الحجر الأسود.

الفصل الرابع والثلاثون : فى ذكر فضائل الاستلام للركن الأسود واليمانى.

الفصل الخامس والثلاثون : فى ترك الاستلام فى الزحام.

الفصل السادس والثلاثون : فى ذكر فضائل الملتزم.

الفصل السابع والثلاثون : فى ذكر دخول الحجر والصلاة والدعاء فيه.

الفصل الثامن والثلاثون : فى ذكر فضائل زمزم وأساميها.

الفصل التاسع والثلاثون : فى ذكر شرب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ماء زمزم.

الفصل الأربعون : فى ذكر أسرار الحج.

الفصل الحادى والأربعون : فى ذكر أحوال السلف الصالحين من المتعبدين والمجاورين والمتوجهين إلى حرم الله الشريف ، وفيه أربعة أنواع :

الأول : فى ذكر احوال السلف الصالحين من المتعبدين والمجاورين والمتوجهين إلى حرم الله الشريف.

الثانى : فى ذكر من آثر أهل الفاقة بنفقة الحج ولم يحج.

الثالث : فى ذكر طرف من أخبار المحبين المشتاقين.

الرابع : فى ذكر من جاور منهم ومات بها.

الفصل الثانى والأربعون : فى ذكر تاريخ الكعبة على وجه الاختصار.

الفصل الثالث والأربعون : فى ذكر كسوة الكعبة المعظمة.

الفصل الرابع والأربعون : فى ذكر ذرع الكعبة الشريفة.

٣٣

الفصل الخامس والأربعون : فى ذكر ذرع مقام إبراهيم عليه‌السلام.

الفصل السادس والأربعون : فى ذكر ما جاء فى الذهب الذى كان فى المقام ومن جعله عليه.

الفصل السابع والأربعون : فى ذكر ما جاء فى بدء شأن زمزم.

الفصل الثامن والأربعون : فى ذكر المواضع التى تستجاب الدعوات فيها وزيارة الأماكن الشريفة بمكة وحواليها.

الفصل التاسع والأربعون : فى ذكر زيارة مقبرة مكة.

الفصل الخمسون : فى ذكر ثواب كل عمل يفعله الحاج فى الحج.

الفصل الحادى والخمسون : فى ذكر الإشارة فى سر السعى بين الصفا والمروة.

الفصل الثانى والخمسون : فى ذكر من مرض بمكة أو مات حاجا أو معتمرا أو عقيب الحج.

الفصل الثالث والخمسون : فى ذكر اختلاف العلماء فى المجاورة بمكة المشرفة.

الفصل الرابع والخمسون : فى ذكر ما جاء فى بناء المسجد الحرام ، وما فى فضائل مكة شرف الله تعالى قدرها.

* * *

٣٤

الفصل الأول

فى فضائل مكة شرفها الله تعالى

والآيات التى نزلت فى فضلها وشرفها

اعلم أن البيت الحرام بل الحرم كله محل عظيم القدر ومكان جليل الخطر والفخر ؛ بل هو أفضل بقاع الأرض وما عداه المفضول ، ويدل على ذلك المعقول والمنقول.

أما المعقول : فمن وجهين : أحدهما : أنه مبتدأ الأرض وأصلها الذى تفرعت هى عن بقعته على ما روى أنها دحيت من تحته وهو أحد التأويلين لما ورد به الكتاب العزيز من تسمية مكة بأم القرى (١).

والتأويل الآخر : كونها قبله تؤمها الوجوه ، وفيها بيت الله الحرام ، كما جرت العادة أن يكون بلد الملك وبيته هو المقدم على الأماكن كلها ، وسميت أمّا ؛ لأن الأم مقدمة.

والثانى : لطيفة الله تعالى بالمذنبين من عباده ، وعطفه على طلب رضاه بدلالته عليها وإرشاده إليها.

وأما المنقول : فقد ثبت بنص القرآن أن الله تعالى جعل البيت مثابة للعالمين وأمنا للخائفين ، وأمر خليله بتطهيره للطائفين والعاكفين ، وأودع فيه من السر الربانى ما شهدت به ألسنة الوجود ، وشاهدته أسرار العارفين ، وعرّفه بإضافته إلى جلاله فقال : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ)(٢) فهل وراء هذا الإطناب فى الفخار مضرب لإطناب خيمة الأفكار ، أو مطلب لاستقصاء الواصفين :

__________________

(١) وذلك فى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) [سورة الشورى : آية ٧] وقوله تعالى : (مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) [الأنعام : ٩٢].

(٢) سورة البقرة : آية ١٢٥.

٣٥

كفا شرفا أنّى مضاف إليكم

وأنّى بكم أدعى وأرعى وأعرف

وقال كعب الأحبار : اختاره الله تعالى من أحب البلاد ، وأحب البلاد إلى الله البلد الحرام.

وعن عثمان بن ساج قال : بلغنا أن إبراهيم عليه‌السلام عرج به إلى السماء ، فنظر إلى الأرض مشارقها ومغاربها فاختار موضع الكعبة ، فقالت الملائكة : يا خليل الرحمن اخترت حرم الله فى الأرض (١).

ويحكى عن وهب بن منبّه ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : وجد فى أساس الكعبة لوح مكتوب فيه : لكل ملك حيازة مما حواليه ، وبطن مكة حوزتى التى اخترتها لنفسى دون خلقى ، أنا الله ذو بكة ، وأهلها جيرتى وجيران بيتى ، وعمارها وزوارها وفدى وأضيافى وفى كنفى وأمانى ضامنون علىّ وفى ذمتى وجوارى ، من أمّنهم فقد استوجب بذلك أمانى ، ومن أخافهم فقد أخفرنى فى ذمتى.

تأمل يا ولى الله سر هذه النسبة الإلهية وحاصل هذا التفضيل ، ولا حظ بعين التفكر وأذن التدبر هذه الإشارة ولطيفة هذا التمثيل : لما كان لكل ملك محل يقصد فيه لأداء خدمته ، ولكل سلطان باب تعفر الجباه على عتبته ، ولكل باب حيازه يلجأ إليها من لاذ بجنابه ، ولكل سخى ساحة يفد إليه من رغب فى ثوابه ، اختص الله تعالى هذا البيت المشرف بهذه المعانى ، واطلع فى أفق قصده شموس الظفر وبدور الأمانى ، وصير ما حواليه حرما له تحقيقا لعظمته ، وجعل عرفة كالميزان على فناء حرمه ، ووضعه على مثال حضرة الملوك يقصدها الوفاد من كل جهة ، ويفد إليها القصاد من كل مكان وبقعة ، شعثا غبرا ، متواضعين مستكينين ، خاضعين إذعانا لجلال ملكوته ، وانقيادا لعزته وجبروته ، مع تنزيهه سبحانه وتعالى أن يحويه بيتا ويكنفه بلدا. أو يشبهه فى حقيقة ما ضرب له من المثال أحد.

والحكمة فى ذلك : بيان أسرار العظمة الإلهية ، وإيضاح آثار سطوتها ، وإظهار انقياد ملوك الأرض والجبابرة إلى إجابة دعوتها ؛ فيذل هنالك منهم العزيز ، وتخضع العبيد ، وينطفئ نور من سواها ؛ لاستيلاء أنوارها ، وتصير بحار ذوى

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٢١ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ١٨٢.

٣٦

الأقدار تحت أقدام علو منارها كما قيل :

تزاحم تيجان الملوك ببابه

ويكثر فى يوم القدوم ازدحامها

إذا ما رأته من بعيد ترجّلت

وإن هى لم تفعل يرجل هامها

وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن على رضى الله عنه ، أنه قال : لما قال الله تعالى للملائكة : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها)(١) الآية. غضب عليهم ربهم فعاذوا بالعرش وطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون ربهم فرضى عنهم ، وقال لهم : ابنوا لى بيتا فى الأرض يعوذ به كل من سخطت عليه من خلقى ، فيطوفون حوله كما فعلتم بعرشى ، فأغفر لهم كما غفرت لكم ، فبنوا له هذا البيت من خمسة أجبل : طور سيناء ، وطور زيتا ، والجودى ، وحراء ، ولبنان ، وإن جبريل ـ عليه‌السلام ـ ضرب بجناحه الأرض ، فأبرز عن أسّ ثابت على الأرض السفلى ، فقذفت فيه الملائكة الصخرة ما لا يطيق به ثلاثون رجلا ، فبنوه تسعة أذرع ولم يسقفوه (٢).

ومن المعقول أيضا ـ اعلم وفقك الله وإيانا ، وثبت أقدامنا على جادة الشريعة القويمة والطريق المستقيم فى طاعة رب العالمين ، وكحل أبصارنا بنور سراج المشاهدة والعرفان ، وزين بواطننا بضياء شعاع معرفة الإيمان والإيقان ، وطهر قلوبنا بصائر نور التوحيد من دنس الشرك والنفاق والطغيان ، ورزقنا الله تعالى جلوة جمال كعبته باللطف والإحسان ، بمنه وكرمه والامتنان.

إن فضائل مكة المعظمة شرفها الله تعالى لا تعد ولا تحصى ولو لم يكن فيها غير أنها مهبط الوحى ، ومسقط رأس خير الأنام ، ومنزل القرآن ، ومظهر الإيمان والإسلام ، ومنبت الخلفاء الراشدين الكرام ، ومقر أهل العرفان ، ومقهر الشرك والطغيان ، وملاذ العابدين ، وملجأ الصالحين ، ومقصد الطالبين ، وقرة عين المشتاقين ، ومأوى الخائفين ، ومقار العابدين ، لكفى ذلك شرفا وفضلا وعزا وقدرا ؛ فكيف وفيها بيت الله الحرام ، والحجر والحجر وزمزم والمقام ، ودار

__________________

(١) سورة البقرة : آية ٣٠.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٣.

٣٧

خديجة ، وفيها مجلس جبريل ومحمد عليهما أفضل الصلاة والسلام :

انظر بعينك بهجة الحسناء

ما بعد هذا منظر للراء

فهى التى سلبت فؤاد محبّها

بجمال بهجتها ونور بهاء

جعل المهيمن كلّ عام حجّها

فرضا وهذا صحّ فى الأنباء

بشراك يا عين انظرى وتدللى

وتلذّذى منها بطيب لقاء

شنّف بذكر مطافها ومقامها

أذنى ، فهذا اليوم يوم هناء

وقال رجل يبين افتخار الحرمين الشريفين :

أرض بها البيت المحرّم قبلة

للعالمين له المساجد تعدل

حرم حرام أرضها وصيودها

والصيد فى كلّ البلاد محلّل

وبها المشاعر والمناسك كلها

وإلى فضيلتها البرية ترحل

وبها المقام وحوض زمزم مترعا

والحجر والركن الذى لا يرحل

والمسجد العالى الممجد والصفا

والمشعران لمن يطوف ويرمل

وبمكة الحسنات يضعف أجرها

وبها المسىء عن الخطية يغسل

يجزى المسىء عن الخطيئة مثلها

وتضعف الحسنات منه وتقبل

ما ينبغى لك أن تفاخر يا فتى

أرضا بها ولد النبىّ المرسل

بالبيت دون الردم مسقط رأسه

وبه نشا صلّى عليه المرسل

وبها أقام وجاءه وحى السما

وسرى به الملك الرفيع المنزل

ونبوة الرحمن فيها أنزلت

والدين فيها قبل دينك أوّل

واعلم أن الله تعالى قد ذكر مكة فى كتابه المنزل على نبى الرحمة فى مواضع شتى ؛ لأنها أحب البلاد إلى الله تعالى ، وأشرف البقاع على وجه الأرض عند الله تعالى ، ولا شك أن محبوب الله تعالى محبوب خلقه ؛ لأن محبوب المحبوب محبوب ، ومحبوبه لا بد أن يكون أفضل وأشرف وأحسن من جميع الأشياء من خلقه فى ذلك الجنس.

٣٨

فى ذكر الآيات التى نزلت فى حق الكعبة المعظمة ـ شرف الله تعالى قدرها ـ مع تفسيرها

فمنها قوله تعالى : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ)(١).

قوله : جعل بمعنى صير ، وقيل : بمعنى بيّن وحكم.

وقال مجاهد : سمى البيت كعبة لتربعها وظهورها ، ومنه الكاعب والكعب لنتوءه وخروجه من جانب القدم ، ومنه قيل للجارية إذا قاربت البلوغ وخرج ثديها : تكعّبت.

وقيل : لارتفاعها من الأرض. وأصلها من الخروج والارتفاع.

وسمى البيت الحرام ؛ لأن الله تعالى حرّمه وعظّمه وشرّفه وعظّم حرمته.

قوله : قياما أى : قواما لأمر الدين لما فيه من عصمة الإحرام. وقيل : صلاحا.

وقيل : أمنا.

وقوله : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(٢).

قوله : إن أول بيت وضع للناس : أى لعموم الناس ونسكهم ؛ يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده.

للذى ببكة : يعنى الكعبة التى بناها إبراهيم صلوات الله عليه ، وقال مجاهد فى سبب نزولها : افتخر المسلمون واليهود فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل من الكعبة ؛ لأنه مهاجر الأنبياء ، وفى الأرض المقدسة. وقال المسلمون : الكعبة أفضل. فنزلت هذه الآية ، حتى إذا بلغ (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ) فقال المسلمون : ليس ذلك فى بيت المقدس (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً). وليس ذلك فى

__________________

(١) سورة المائدة : آية ٩٧.

(٢) سورة آل عمران : آية ٩٦.

٣٩

بيت المقدس. (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ). وليس ذلك فى بيت المقدس ؛ فرجح قول المسلمين على قول اليهود.

وفى معنى كونه أولا أقوال : أحدها : أنه أول بيت كان فى الأرض. واختلف أرباب هذا القول كيف كان أول بيت على ثلاثة أقوال : أحدها : أنه ظهر على وجه الماء بيت قبل خلق الله الأرض فكان خلقه قبلها بألفى عام ودحى الأرض من تحته.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كانت الكعبة خشفة على الماء عليها ملكان يسبحان الليل والنهار قبل الأرض بألفى سنة (١).

وقال ابن عباس رضى الله عنهما : وضع البيت فى الماء على أربعة أركان قبل أن تخلق الدنيا بألفى سنة ، ثم دحيت الأرض من تحت البيت (٢).

وقال ابن عباس : أراد به أنه أول بيت بناه آدم فى الأرض.

وقيل : هو أول بيت مبارك وضع هدى للناس تعبدا لله فيه ويحج إليه.

وقيل : هو أول بيت جعل قبلة للناس.

وقيل : هو أول بيت وضع للناس كما قال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ)(٣). يعنى المساجد.

قوله : مباركا أى : وضع مباركا. (وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) قيل : كان موضع الكعبة قد سماه الله تعالى بيتا قبل أن تكون الكعبة فى الأرض ، وقد بنى قبله ، ولكن الله تعالى سماه بيتا وجعله مباركا ، وهدى للعالمين : قبلة لهم.

قال الزجاج : هو منصوب على الحال ، والمعنى : للذى استقر بمكة فى حال بركته ، وهدى : أى ذا هدى.

__________________

(١) أخرجه : الأزرقى فى أخبار مكة ١ / ٣٢ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ١٦٤ ، والسيوطى فى الدر المنثور ٢ / ٩٣ ، وعزاه إلى ابن المنذر أيضا.

(٢) أخرجه : أبو الشيخ فى العظمة (٨٩٩) ، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ١ / ٢٣٦ إلى ابن جرير الطبرى.

(٣) سورة النور : آية ٣٦.

٤٠