موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٤

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٤

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٦

٢) لواء زنك آباد أو (زنكي آباد). ويراد به معمورة زنكي قال أوليا چلبي : «في خلافة هارون الرشيد كان قد بناها خازنه زنكي فسميت باسمه وقيل لها زنكي آباد أو بلا ياء ...» ومن توابعها قزلرباط (ناحية السعدية) ولا تزال بعض الآثار قائمة مثل (كوشك زنكي). وإن البلدة اندثرت (١).

٣) لواء الجوازر. (الجزائر) كان بيد ابن عليان أمير طيىء. فتغلبت عليه الدولة.

٤) لواء الرماحية ـ جاء بلفظ (روماهية). وفي موطن آخر (روم ناحية). والرماحية معروفة قبل أن يأتي السلطان سليمان إلى العراق.

٥) لواء چنكولة. من الألوية المجاورة للعجم. تداولته الأيدي. وكان مدة في حوزة أمراء الفيلية. والآن ليس به عمارة. خربته الحروب بين إيران والعراق.

٦) لواء قره طاغ. أو قراداغ. والآن قضاء تابع للواء السليمانية. وهذه في ألويتها زعامة وتيمار كسائر الممالك. ويقال لها (أرض المملكة).

وباقي الألوية ليس فيها زعامة ولا تيمار إلا أن فيها خاصا لأمراء الألوية ، وتعطي فيها بعض القرى والمزارع (المقاطيع) على وجه التخمين وغالبها عليها مقرر يسمى بساليانه (صليان). وهذه ألويتها :

١) درتنك. الآن بيد العجم. وهي المعروفة قديما بـ (حلوان). ويحوي زهاو وما جاورها وقلعة شاهين. وقصر شيرين ...

٢) السماوة. وردت بلفظ (سماوات) والآن قضاء.

__________________

(١) رحلة المنشي البغدادي ص ٤٢.

٣٤١

٣) البيات. الموقع المعروف الآن. وكان من أماكنهم (بيات ، وده ليران). وهو في أيدي العجم ويعود للفيلية والبيات اليوم في لواء كركوك.

٤) درنه. الآن بيد العجم. وتجاور درتنك وهما يعدان لواء واحدا.

٥) ده بالا. الآن بيد الفيلية. وتقع في أعلى پشتكوه أو (كوركوه). أي الجبل الكبير.

٦) واسط. الآن (لواء العمارة) ، و (لواء الكوت).

٧) كرند. الآن (بيد العجم). وتلفظ (كرنت).

٨) دمير قپوا.

٩) قزانية. الآن تعد من مندلي أو (بندنيجين).

١٠) گيلان العراق. ويسمى گيل ويقع ما بين إيران وكركوك.

١١) آل صاح. كذا وردت. وفي عيني علي أفندي آل صايح ولعلها الصلاحية (كفرى). وكانت تسكنها قبيلة (الصالحية) فهي محرفة عنها. وتسمى هذه القبيلة بـ (ساله يي). تسكن هذه القبيلة في (آلتون كوپري).

١٢) العمادية. في القسم الشمالي من العراق. ليس فيها تيمار ولا زعامة وإنما يتصرف بها بوجه الملكية أمراء بيدهم فرامين سلطانية لا يعزلون. وينتسبون إلى العباس. قال ذلك أوليا چلبي. ومن المقرر أن تشترك العمادية في الحروب تابعة لولاة بغداد.

بلغت هذه الايالة ١٨ لواء أوضحنا تشكيلاتها الإدارية وتاريخها وخاصها في موطن آخر.

٣٤٢

أما الألوية الأخرى فإنها تعتبر ملحقة بلواء بغداد وتحت إدارة أمير أمرائه. يعينون لها أمير لواء ليدبر شؤونها نظرا لبعدها عن المركز ولأنها عاصمة في الأصل (١).

٢ ـ ايالة البصرة

وهذه الايالة كان يتصرف بها على وجه الملكية. وفي سنة ٩٤٥ ه‍ انقادت للدولة. وفي سنة ٩٥٣ ه‍ صارت تابعة رأسا وانقرضت إمارتها ، واعتبرت ايالة. ولا يزال فيها دفتري لماليتها ، وكتخدا الچاووشين ولم يكن فيها تيمار ولا زعامة ولا أمير ألاي ولا (آغا الينگچرية) ، وكافة أراضيها في التزام الوالي. ثم تغلب عليها المتغلبون من آل أفراسياب فصارت تابعة اسميا.

٣ ـ ايالة الأحساء

يتصرف بها على وجه الملكية بلا زعامة ولا تيمار وإنما يقدم المتصرف هدايا في كل شهر لوالي بغداد وقبل هذا كان يتصرف بها أمير أمراء من جانب العثمانيين فتغلب عليها المتغلبون. ومن آثار أمراء العثمانيين في الأحساء المسجد القديم المعروف بـ (مسجد الدبس) لقربه من سوق الدبس و (مسجد الترك) وتاريخ بنائه سنة ٩٦٢ ه‍ بناه متصرف الأحساء من جانب العثمانيين.

ثم ذكر أوليا چلبي عمان ، وكوج ، ومكران ، والجزائر فبين أن حكامها يتصرفون بوجه الملكية إلا أنهم يقدمون للسلطان هدايا سنوية ولوزير بغداد تقدمات شهرية كما هو قانون السلطان سليمان. والأحساء ذو علاقة بنا. وتأتي حوادثه في حينها.

__________________

(١) عيني علي وأوليا جلبي ج ٤ ص ٤١٤.

٣٤٣

٤ ـ ايالة الموصل

وهذه في عهد السلطان سليمان كانت ستة ألوية. ليس فيها أرباب ديوان وإنما فيها الاي بكي ، وآغا الينگچرية وألويتها :

١) لواء باجوان. و (باجوان) قبيلة في الموصل. وفي خانقين تسمى (باجلان) وجاءت بلفظ (باجوانلو). وتحوي قرى عديدة ، ذكرتها في عشائر العراق الكردية ، وفي (الكاكائية في التاريخ).

٢) لواء تكريت.

٣) لواء اسكي موصل (الموصل القديمة).

٤) لواء هرور.

٥) لواء بانه.

هذا ، فإذا أضيف إليها نفس الموصل بلغت ستة ألوية (١).

٥ ـ ايالة شهرزور

لها أرباب ديوان ، وفيها ألاي بكي ، وآغا الينگچرية ، وهذه ألويتها :

١) سروجك.

٢) إربل.

٣) كسنان.

٤) شهربازار.

٥) چنكوله. بعد تكون ايالة شهرزور صارت من ألويتها.

__________________

(١) عيني علي أفندي.

٣٤٤

٦) جبل حمرين.

٧) هزار مردود.

٨) الحوران. (هورين) هو المعروف اليوم.

٩) مركاره.

١٠) حرير.

١١) رودين.

١٢) تيل طاري.

١٣) سبه زنجير.

١٤) عجور.

١٥) ابرومان.

١٦) پاق.

١٧) پرنلي.

١٨) پلقاص.

١٩) أوشنى.

٢٠) قلعة غازي.

وغالب هذه الألوية لا يعرف اليوم ، ولا شك أن نطاق حكمها كان أوسع.

و (شهرزور) يقوم بإدارتها پاشا يستقر في نفس شهرزور. وفي اللواء عشائر ليس لها طبل ولا علم. وفيها ما يزيد على مائة أمير يحكمون كأرباب الزعامة. يحضرون الأسفار مع أمير اللواء ويتوارثون الإمارة تنتقل إلى أولادهم أو أقربيهم وعند الحاجة تعطى لهم الزعامة

٣٤٥

والتيمار. ونرى تبدلا في التقسيمات وتابعيتها لإيالة شهرزور. هذا والإيالات المذكورة كما يستفاد من الحوادث جاء ذكرها متأخرا ، وإقرارا لما وقع. فلم يكن ذلك كله أيام السلطان سليمان.

الدولة الصفوية

كانت ظهرت على يد مؤسسها الشاه إسماعيل الأول سنة ٩٠٧ ه‍. وهذا علا سعده ، وتمكن بسهولة من الاستيلاء على بغداد في ٢٠ جمادى الثانية سنة ٩١٤ ه‍. كاد يقضي على الدولة العثمانية أو يكتسح أكثر ممالكها لولا أن السلطان سليم المعروف بـ (ياوز) تمكن من تدمير أعوان الشاه الدعاة له في الأناضول ، فكسر شأفتهم كما أنه قهر الشاه في واقعة (چالديران) سنة ٩٢٠ ه‍ وكانت آماله كبيرة ، وأطماعه واسعة المدى. لم يستطع ابنه بعده أن يقف في وجه السلطان سليمان ، فكان يتهرب من وجهه ويفر منه حتى استولى على بغداد سنة ٩٤١ ه‍ ، ولم يجسر الإيرانيون أن يجابهوا العثمانيين في حرب حاسمة إلى أن ظهر الشاه عباس الكبير بمظهر عظيم فوجد الفرصة مواتية في نهضة بكر صوباشي فجدد المقارعات. اتخذ وسيلة المساعدة له ، فاستولى على بغداد سنة ١٠٣٢ ه‍ ولم تمض إلا بضع سنوات على الفتح حتى توفي الشاه عباس ، ودامت بغداد بيد خلفه الشاه صفي مدة قليلة ، فلم يطل حكمهم إلى أكثر من سنة ١٠٤٨ ه‍. ومن ثم استعادها السلطان مراد الرابع ، فخلصت العراق للعثمانيين.

وهذه قائمة بأسماء شاهاتهم :

١ ـ الشاه إسماعيل الأول. سنة ٩٠٧ ه‍ ـ ١٥٠٢ م.

٢ ـ الشاه طهماسب الأول. سنة ٩٣٠ ه‍ ـ ١٥٢٤ م.

٣ ـ الشاه إسماعيل الثاني. سنة ٩٨٤ ه‍ ـ ١٥٧٦ م.

٤ ـ الشاه محمد خدا بنده. سنة ٩٨٥ ه‍ ـ ١٥٧٨ م.

٣٤٦

٥ ـ الشاه عباس الأول (الكبير). سنة ٩٩٥ ه‍ ـ ١٥٨٧ م.

٦ ـ الشاه صفي الأول. سنة ١٠٣٧ ه‍ ـ ١٦٢٨ م : ١٠٥٢ ه‍ ـ ١٦٤٢ م.

وهذا الأخير انتزع العثمانيون بغداد منه وبقيت في أيديهم إلى آخر أيامهم في العراق. وتعد الدولة الصفوية الوحيدة المجاورة للعراق. أزعجته بحروبها ، وأقلقت أوضاعه ، وشوشت أمره.

وفي هذا العهد لم تدون لكل دولة إلا كثرة الفتوح ، وزيادة الأطماع. تنهب الدولة الأخرى بغزو أشبه بغزو العشائر. فلم تهدأ القلاقل والحروب بل دامت إلى ما بعد هذا العهد ، فكانت سبب دمار الدولتين.

الدول الهندية ـ البرتغال

الدول الهندية علاقاتها بالعراق والبلاد الإسلامية قديمة جدا. وأن دولة البرتغال شوشت هذه العلاقة وقد ذكرنا ذلك بتفصيل. وجاءت تواريخ الهند ومنها تاريخ كجرات وتواريخ ملوك الهند باللغة الفارسية كثيرة وبينها المخطوط والمطبوع. وعندي جملة منها.

وإن الأستاذ الفاضل صديقنا كوركيس عواد أطلعني على كتاب (تحفة المجاهدين في أخبار البرتكاليين) للشيخ زين الدين بن عبد العزيز المعبري كان فرغ من تأليفه سنة ٩٩٣ ه‍ وطبع في مطبعة التاريخ في حيدر آباد دكن سنة ١٩٣١ م. ويعد من أقدم المراجع في هذه العلاقات وعين الناشر مكانة هذا الكتاب ونقله إلى اللغات الأجنبية ودرجة الاهتمام به.

وفيه بيان علاقات الهند بدول المسلمين في مصر ، وغيرها كالدولة العثمانية ... وكلامه على سيدي علي رئيس جاء مبتورا وغير صحيح.

٣٤٧

ومن المهم بيانه أن الناشر قدم قائمة في تطبيق الأسماء ولما لم أطلع عليها إلا عند طبع هذه الملزمة اقتضى أن أشير إلى لزوم مراجعتها.

هذا. وأشكر الأستاذ على ما أطلع عليه. فقد كتب باللغة العربية. وفي كتاب (دول إسلامية) ما يعين حكومات الهند. وعندي مخطوط في دولة (أورنك زيب) من ملوك الهند والمطبوعات كثيرة جدا. وفيها ما يوضح العلاقات.

الثقافة

أو

الآداب والعلوم

إن تمكن الثقافة في المملكة ، وظهورها كان كبيرا ، وفي الوقت نفسه تابعا في الدرجة الأولى للغنى والتبدل العظيم في سبيل هذه الثقافة والطمأنينة وحسن الجوار في العلاقات بين الأقطار القريبة. وكلها فقدت في هذا العهد في عاصمة المملكة العراقية أو أم بلاد القطر ، وأعظم سبب آمال المجاورين وطموحهم في الاستيلاء على مدينة السلام بل قسوتهم فيها وحرصهم الزائد في التغلب عليها مما ألجأ إلى الميل إلى دولة أخرى قوية بأمل إيقاف تلك عند حدودها ، أو قهرها وإرجاعها خائبة. وبالتعبير الأولى تنازع الصفويون والعثمانيون على بغداد.

وبعد جدال عنيف ، وحروب طاحنة تسلطت الدولة العثمانية ، فلم يجد القطر بدا من الإذعان ، ولم ينل حقوقه كاملة موفورة ، ولكنها كانت أهون الشرين القتل أو السلب فلم يسع العراق النجاة بوجه ، بل لم يخل من تشويش لطلب النجاة ، وكلما أراد أو حاول ظهرت الدولة الصفوية بعنفها وقهرها ، فلم تدع مجالا له للحياة ولا للراحة. وهكذا كان بتوالي الأزمان ما جرى بين الدولتين. ودام النزاع حتى قضى عليهما ، بل كان ذلك داعية دمار الشرق كله ، وهما متسلطتان عليه.

٣٤٨

وحالة كهذه في تطاحن وتنازع لا يؤمل منها فلاح ، ولا يتيسر نشاط أدبي أو علمي ، وإنما طريق النجاح معروف في استقلال المملكة وحياتها الحرة ، وهي مفقودة منها ، بل منغصة بوقائع مؤلمة تهدد الحياة بحيث لا مجال للالتفات على قاعدة «ومن نجا بنفسه فقد ربح» ، فلا مجال للأمة أن تنظر إلى حاجتها العلمية والأدبية. ولم تجد طمأنينة أو راحة.

وهذا القطر في ثقافته الحاضرة كان نتيجة عهود إسلامية عريقة في ثقافتها ، من أول الإسلام إلى أيام دخول العثمانيين العراق سنة ٩٤١ ه‍. خدمت بغداد الثقافة وغذتها. وخلفت ميراثا أدبيا علميا للأقطار كان من خير المواريث ، فكيف محته الحوادث ، وأبادت الكثير من آثاره؟

لا شك أن الحوادث لها دخل كبير في هذا التدمير ، وأن ضياع الاستقلال قد نقل الآثار إلى المتغلبة ، أو قضى عليها ومحاها ، فصارت نهبا بيد المتسلطين ، ولا يهمنا أثر الثقافة وتأثيرها عليهم كما لا تنكر بوجه في هذا. وكل واحدة من الدولتين تريد أن تضارع بغداد في معرفتها. وإن الوقائع الوبيلة والحوادث القاهرة قد أنست من الالتفات إلى الثقافة عندنا. وهكذا كان شأن الثروة والحضارة وسائر المؤسسات مما انتابته أيدي العدوان والكل ذو علاقة ، الأمر الذي جعلنا لا نستطيع أن نعد أدباء أو علماء كثيرين.

وأمر واحد لم يستطع هجوم المتغلبة عليه أو تخريبه أعني (الجوامع والمدارس) ، فهذه أصل (مناهج تعليمية ثابتة) ، ومؤسسات دينية لا تتناولها أيدي العدوان في الأكثر ، وإن الحرمة للمساجد ، والمدارس مرتكزة في النفوس ولكنها لم تسلم دائما بل لم يصبها الاعتداء من كل الوجوه ، ولا القضاء المبرم ، ولا تزال قائمة بالرغم مما وقع من اعتداء.

ومن مدارسنا ما قوي على الأرزاء ، وصبر على المكاره ، وبعضها

٣٤٩

لا يزال. وصل إلينا الكثير منها من العهد العباسي ، أو من عهود المغول والتركمان مما يغذي هذه الثقافة ، ولم يكن العهد منفصلا بوجه عن ماضيه ليقال إنه حديث العهد ، يحتاج إلى جهود ، وفي هذا العهد لم تعمر من جديد إلا مدرسة الإمام الأعظم ، ومدرسة الشيخ عبد القادر وبعض المساجد التي خربتها أيدي العدوان. وسبق من الحوادث ما يشير إلى العناية بهما أو بالمراقد المباركة لأمور اقتضتها السياسة الجديدة للدولة العثمانية أو لسابقتها. والعراق يملك جملة وافرة من هذه الجوامع وهي محل تدريس في الغالب ، والمدارس تقوم بمهمة التعليم وتكمل ثقافة المساجد ، فلا يخشى زوال العلم والآداب منه.

وإن تضعضع الحالة ، وارتباك الأمور لم يدم طويلا ، وإن زاد دوامه على المعتاد في هذه الأيام ، فلا تهدأ الحالة حتى تظهر المؤسسات العلمية والأدبية ، أو المعاهد الخيرية فتؤدي واجبها. ولا نستطيع أن نعد جديدا من هذه المؤسسات لهذا العهد فإن الجوامع والمدارس والتكايا في بغداد لما قبل الفتح العثماني كثيرة جدا. تدل على عناية الأمة واتصالها بعقيدتها وبثقافتها وكان عملها كبيرا في سبيل تحقيق الأمرين بث العقيدة وتأكيد الثقافة. وغالب ما عملته الدولة تجديد ما اندرس من هذه المعاهد من الوقف. فاكتسب بعضها اسما جديدا ، والبعض الآخر فقد اسمه القديم وعرف باسم من عمره.

وجاء ذكر جملة مما أعيد تجديده ومنها :

١ ـ جامع الشيخ عبد القادر ومدرسته.

٢ ـ جامع الإمام الأعظم ومدرسته.

٣ ـ جامع الوزير. وهو (جامع حسن پاشا ومدرسته).

٤ ـ جامع الصاغة ومدرسته.

٥ ـ تكية المولوية.

٣٥٠

٦ ـ جامع الكاظمين.

٧ ـ تكية خضر الياس للبكتاشية.

٨ ـ جامع السراي. الجامع السليماني أو جامع جديد حسن پاشا.

٩ ـ جامع الشيخ شهاب الدين السهروردي وهذا كانت فيه تكية فأمر السلطان مراد بتعميره.

١٠ ـ جامع القلعة.

وهذه تضاف إلى ما ذكر سابقا مثل مسجد قمرية. والمدرسة النجيبية ، ومدرسة السهروردي ومدرسة جامع الفضل ، وجامع مرجان ، والوفائية ، ومدارس أخرى أوضحنا عنها في (تاريخ العراق) ، وفي تاريخ (المعاهد الخيرية في العراق).

وكل هذه ثروة علمية لا يملكها قطر يعدّ العلماء والأدباء ولم يكن لأمة نصيب وافر كهذه المدارس في العدد وتكوين الثقافة ، وإن رغبة العراق وحبه للثقافة هو الذي أبقاها ، ومكّن الأمة منها ، فلا تخشى سطوة الجهل ، ولا ترضى أن تستبدل بها بديلا.

وهي منبع الأدب ، وأس العلوم ، ولولاها لما ثبتت أو استقرت لنا ثقافة بل نرى الأقطار الأخرى قد بهرتها هذه التشكيلات المنظمة للآداب والعلوم دون عناء أو كلفة ، وإنما تتزاحم. وتبدي القدرة ، ويقوم كل بواجبه ، ويظهر ما هنالك من عظمة وقدرة علمية ، وكفاءة بالغة الحد.

تحاول كل مملكة أن يؤسس في أمهات مدنها مثل معاهدها الخيرية للعبادة والدين والعلوم والآداب والكل متلازم.

ومما هو جدير بالذكر أن هذا العهد بالرغم مما حدث قد حفظ قسما من آثاره الأدبية والعلمية ، أو احتفظ بها ، فكانت غذاء العصور التالية ، ولم تنعدم كلها ، أو تزول من البين ، ولا تزال لحد الآن تتمتع

٣٥١

بهذه الآثار ، وغالبها محفوظ في الجوامع والمساجد ، أو لدى بعض الأسرات القديمة أو الحديثة. وأن الحوادث العلمية تعين مقدار العناية بها عناية لا مزيد عليها كما أن أهل البر بين حين وآخر يقدمون للوقف ما عندهم من مؤلفات وكتب وأموال حبا بالأجر ونيل الثواب والحرص على ثقافة الأمة.

١ ـ الأدب العربي والآداب الأخرى :

إن الأدب العربي أصل الآداب الأخرى. وإن المدارس تمده في التنظيم والتدريب ، والآثار والمخلفات تغذيه بعناية ، وإن آداب الأقوام في العراق تستمد من هذا الأدب الذي سار سيرة علمية ، وتستقي ثقافتها منه فلم تهاجمه ، وفي هذا العهد ظهر التوقف في الأدب إلا أن الاتجاه قد غلب الأمة الإيرانية ، والأمة التركية أن تأخذ بنصيب منه ، فمالت الهمة إلى ترجمة الكثير من آثاره في اللغة وهي الأصل ، والتوغل في القواعد النحوية ، وعلوم البلاغة ...

والأدب العربي لا يرضى بهذا التوقف ، وإن كان الغذاء تاما ، والمادة وافية ، فلم يقف عند الماضي ويريد أن يظهر دائما ، وينال السيادة إلا أننا لم نشاهد ما يصلح للتمثيل بكثرة أو يعد نتاج العصور ، وموطن الاستفادة.

ولا يخلو الأدب العربي من اتصال بالأدب الفارسي وبالأدب التركي فيقتبس معاني جديدة ويغترف مما عند الأمم. والكردية متصلة بالفارسية ومثلها التركية. وهكذا الأدب العربي فالتأثير مشهود جدا ، والاتصال مكين.

ـ نعم إن العصور الماضية أمدته ولكن وثائقنا في الانتفاع منه والإنتاج قليلة بل لم نطلع على كل ما هنالك من مخلفات للأسباب التي سردناها. وكفى أن يحتفظ العراق بالغذاء الماضي. وفي هذا ربح لنا بل

٣٥٢

لو كان الأمر ما ذكر لقلنا بعقم العصر ، وتوقفه وجموده ، بحيث صار في حالة لا نستطيع أن نعد له مخلفات وهيهات ...

إننا في سعينا المتواصل والتتبع الكثير وبذل الجهود يتأتى لنا أن نقدم مجموعات كبيرة من هذه الاشتغالات ، تعين درجة العناية باللغة العربية وعلومها وهذه لم تكن كل ما عرف ، فالأمل أن نعثر على مخلفات عديدة تجلو عن الحالة ، وتكشف عن العهد ، وبيدنا أسماء آثار من المحتمل القوي أن تنال مكانتها ، وتكتسب أهميتها. ولا يترك الميسور الآن بالمعسور. وقد أوضحنا أشهر ما عرف في هذا العهد من المؤلفات في التاريخ العلمي والأدبي.

وإن شعراء العصور السابقة (شعراء المغول والتركمان) قد خلفوا مقادير وافرة سار التالون على منوالها ، ومن أشهر من ظهر :

١ ـ فضولي البغدادي. مر الكلام عليه. وفي هذه الأيام ونحن في طبع هذه الملزمة ظهر (كتاب فضولي) باللغة التركية للدكتور عبد القادر قراخان تناول حياة فضولي بسعة زائدة فكان آخر ما اطلعنا عليه ، وهو كتاب مفيد نفيس ومصور طبعته كلية الآداب في جامعة استانبول سنة ١٩٤٩ فنكتفي بالإشارة إليه ، وبيان عناية الترك بفضولي. وسنوضح عنه في كتابنا (تاريخ الأدب التركي في العراق).

٢ ـ ابنه فضلي البغدادي.

٣ ـ شمسي البغدادي. وله ديوان قدمه للسلطان سليمان نظمه باللغة الفارسية جارى فيه نظامي الشاعر الكبير.

٤ ـ عهدي البغدادي.

٥ ـ روحي البغدادي.

وآخرون ورد ذكر بعضهم مع بعض الكلمات فيهم. وإن مخلدات

٣٥٣

هؤلاء دواوين معروفة. ظهروا في الأدب الفارسي والتركي.

أما الأدب العربي فإن مخلفاته قليلة جدا ، وبالتعبير الأولى لم يصل إلينا منها إلا النادر. والقطر لم يخل من أمثال الأدباء في العهود السابقة أو التأثر بهم ، والعراق قد حفظ تراثا أدبيا وافرا في البصرة والأنحاء المجاورة لها ، وفي الأحساء والبحرين وفي النجف وبعض الأنحاء البعيدة عن العدوان والتخريب من جراء الحروب بين الصفويين والترك العثمانيين.

ويصح أن نعد في النظم :

١ ـ ديوان فضولي. وهو عربي غير دواوينه في الفارسية والتركية. والآن موجود في مجموعة محفوظة في ليننغراد.

٢ ـ ديوان الخطي. ومن له علاقة بهم. وهذا من أهل البحرين. وكانت تابعة للعراق.

٣ ـ قطر الغمام.

٤ ـ دواوين بعض أدباء البصرة والحويزة ومؤلفاتهم.

وللنثر العربي أمثلة كثيرة ، من ديباجات الكتب المؤلفة ، وبعض الآثار الأدبية. وقد أوسعناه بحثا في (تاريخ الأدب العربي) في العراق. ولا يهمنا الإكثار منه ، أو بيان الأمثلة العديدة ، فإنه لم يختلف عن العصور السابقة من مراعاة السجع ، وفقدان القدرة ، وعدم التمكن لاكتساب سليقة مكينة ...

وفي هذا العهد تهمنا الإشارة إلى أنه حدث فيه تجدد أدبي نوعا. ومن ذلك (البنود العراقية) وقد بحثنا في موضوعها برسالة خاصة. والآثار الأدبية الأخرى قليلة مثل (زاد المسافر) ...

ومن أدباء هذا العهد :

٣٥٤

١) حسن السنباتي.

٢) ولده الشيخ علي بن حسن السنباتي الحميري.

٣) محمد بن عبد الملك البغدادي.

٤) الشيخ علي بن أحمد الهيتي.

٥) فضولي.

٦) الخطي.

٢ ـ العلوم :

وهذه سارت على اطراد. ويغلب عليها الفقه ، وكتب العقائد ، ولم تظهر لنا مؤلفات في الفلسفة ، ولا في سائر العلوم إلا أن الكتب المدرسية العامة شائعة والتدريس مقتصر عليها وهي معروفة ، ولم يناقش العلماء الآراء في مؤلفات خاصة ، ولم تظهر في هذا العهد من المؤلفات ما يدل على تجدد كبير ، وإن كانت قد ظهرت في عهد متأخر عن هذا العهد ، أو لم يصل إلينا ما يصلح للبحث.

وهذه العلوم كثيرة إلا أن كل علم بحياله لم تظهر فيه مؤلفات تعين مجراه ، أو اتصاله بأكثر من أعمال مدرسية ، وأمور لا تتجاوز حدود التعليم. استقرت (الكتب المدرسية) ، ولم يدخلها التعديل والتبديل وهكذا تولد الجمود المدرسي ، فأعقبه الجمود العلمي ، بسطنا القول فيه في (التاريخ العلمي).

وجل ما نقول إنه ظهرت بعض المؤلفات الدينية من جراء خدمتها للسياسة مثل الردود بين أهل السنة والشيعة وكذا صدرت فتاوى في تحويز قتل أحد الطرفين ، وأسر المسلمين مما لم يسبق له نظير في الإسلام. والردود مثل (النواقض) و (السيف الباتر) في رد الشيعة.

ويطول بنا ذكر ما هنالك بل نرى بعض علماء الطرفين حتى الآن

٣٥٥

متمسكين بمثل هذه استغلالا للعوام وأمل نيل المكانة بينهم. تمكنوا من خدمة السلطة لتوليد العداء. والآن وجهوها للاستفادة من العوام. فكانوا كما قلت آلة شحناء ، وطريق تفرقة ، وواسطة عداء على خلاف ما هو المأمور به شرعا. نفروا ولم يبشروا ، وكفروا ولم يتورعوا ...

وموضوعنا خاص بالعراق فلا نتجاوز حدود بحثه.

وأكبر خصيصة للعصر أنه حفظ قسما من التراث العلمي السابق ، ولا نزال نتمتع به.

ومن المؤلفات الفقهية في هذا العهد :

١ ـ كتاب الضمانات.

٢ ـ ترجيح البينات.

هذا. وكان عهدنا محدودا بزمان خاص ، فلا نتجاوزه ، ولكننا نقول كلما تقربنا من العصر الحاضر كثرت المادة ، وأمكن البحث بسعة مما يدل على اندثار وثائق عديدة ، وذهاب مؤلفات إلى خارج المملكة ، فنحتاج دائما إلى الإثارة ، وإلى التحري الوافي عما هنالك ليضاف إلى الموجود من كل ما يعثر عليه.

ولما كنا أفردنا (رسالة في الموسيقي) ، وكتابا في (الخط) فلا نرى لزوما للبحث في هذه الصناعات اكتفاء بما كتب.

خاتمة القول

زاد هذا العهد على المائة سنة وفي خلاله كان النزاع بين العثمانيين والصفويين قائما. بلغت فيه الحروب أقصى حدود قسوتها ... وفي خلال ذلك حاول بعض الثوار أن يستقل ببغداد لما شوهد من استقلال (آل أفراسياب) في البصرة. وقيام (الجلالية) في الأناضول على

٣٥٦

الحكومة وغيرهما مما شجع قيام (بكر صوباشي) استفادة من ضعف الدولة العثمانية ولكن الإيرانيين اغتنموا الفرصة واستولوا على بغداد.

والعراق لم يمت أهلوه ، ولا انقطع العلم منهم بسبب مدارس الأوقاف ، وعناية الدولة بها إرضاء للأهلين. وعلماء بغداد والمدرسون فيها ساروا على ما سار عليه أسلافهم ولا عبرة بالمقياس القليل ، أو الكثير ... والنتائج لم تعدم ولا بخل الزمن من ظهور نبغاء في علوم مختلفة وفي الآداب العربية إلا أن تغلغل الفارسية والتركية كان قويا جدا. قدمنا جملة صالحة من أدبائهما في هذا العهد. والكل من المتعلمين المتوغلين في التركية والفارسية جرفتهم آدابها ، واستولت عليهم أفكارها في التصوف وغالبه غال ... مما أضر بنشاط الروح ، وأخمد الجذوة المتوقدة ... ومع هذا لا يخلو العهد من مؤرخين أو خطاطين أو أدباء وشعراء وما ماثل ... وليس للعربية سوق ولولا أنها لغة الدين ، وأنها واسطة تقدم الفارسية والتركية لصارت في خبر كان ...

والحالة ساءت أكثر مما عليه في العصور السابقة. ركد الروح علميا ، أو قل انتشر إلى الخارج واستفادت الأقطار الأخرى بل اقتطفت ثمارها ، وما ذلك إلا لقلة أيام الراحة ، وكثرة الاضطراب وتداول أيدي حكومات مختلفة المشارب والمناهج الإدارية والثقافية ...

والعشائر لم تظهر بمظهر القوة إلا قبيلة طيىء وقبيلة قشعم. وكذا بعض الإمارات. فهي لا تزال محافظة على مكانتها إلى هذا الحين وبعده.

وأهل المدن كانوا في عناء ووبال لم يروا راحة بل هم في اضطراب. والوقائع تعين نفسياتهم وأحوالهم ...

كانت الآمال مبشرة بالراحة والطمأنينة بسبب هذا الفتح ثم عقد الصلح فانتعش الرجاء. وتولد النشاط في الأهلين بالرغم من أنهم

٣٥٧

اشتعلوا بنيران الفريقين المتحاربين. نالهم ما نالهم مما لا يستطيع القلم وصفه ، أو يسع المقام تعداد ما فيه من نكبات أو ما أصاب من حيف ... مللنا من تعداد ما هنالك بل الذاهب عنا أكثر ... والعراق لم يتمكن في هذه المرة من نصيب في الإدارة أوفر ... وفي هذه الحروب تعينت الحقوق الدولية وأبرمت المعاهدات واستقرت الأحوال نوعا إلى أمد ليس بالقليل ...

هذا وأجتزىء بما تقدم. والله ولي الأمر.

تم المجلد الرابع

يبحث في وقائع العراق من سنة ١٠٤٩ ه‍ ـ ١٦٣٩ م إلى سنة

١١٦٢ ه‍ ١٧٤٩ م من سياسية وثقافية وعشائرية

وصلات بين الأقطار وحروب ومعاهدات ...

٣٥٨

الفهارس العامة

١ ـ فهرس الأعلام

٢ ـ فهرس الشعوب والقبائل والنحل

٣ ـ فهرس المدن والأماكن

٤ ـ فهرس الكتب

٥ ـ فهرس الألفاظ الدخيلة والغربية

٦ ـ فهرس الصور

٧ ـ فهرس الموضوعات

٣٥٩
٣٦٠