موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

٢ ـ يحيى بن محمد الحارثي :

وهو يحيى بن محمد بن أحمد بن سعيد الخراز الكوفي النحوي ، سبط الشريف شرف الدين عبد الله بن يحيى الابزاري ولد في شعبان سنة ٦٧٨ ه‍ بالكوفة واشتغل بها وببغداد وصنف في النحو كتابا سماه (مفتاح الألباب لعلم الإعراب) ذكره في كشف الظنون. قدم دمشق وسمعوا عليه من نظمه. مات بالكوفة سنة ٧٥٢ ه‍ (١).

حوادث سنة ٧٥٣ ه‍ ـ ١٣٥٢ م

مرض في الدواب :

في هذه السنة وقع في بغداد موت في الدواب. كذا في الدر المكنون.

حريق في النجف :

في هذه السنة احترقت عمارة المشهد وكانت أول قبة بنيت بأمر من هارون الرشيد الخليفة ومن بعد ذلك أخذ الناس في زيادتها ودفن الموتى هناك حوله إلى أن كان زمن عضد الدولة فناخسرو بن بويه الديلمي فعمره عمارة عظيمة وأخرج عن ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافا ولم تزل عمارته باقية إلى سنة ٧٥٣ ه‍ وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش فاحترقت تلك العمارة وجددت على ما هي عليه الآن وقد بقي من عمارة عضد الدولة قليل وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق (عمدة الطالب ص ٤٤).

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٤٢٦.

٨١

وفيات

١ ـ شهاب الدين أحمد بن الحسن الحسني :

الفرضي الضرير البغدادي. جال البلاد على زمانته فدخل مصر وإفريقية واستمر مغربا إلى غرناطة. وكان له نظر سديد في مذهب الشافعي وممارسة في الأصول والمنطق ، وقيام على القراءات ، وكان كثير الملاحاة ، شكس الأخلاق ، يقبل الصدقة مانا بقبولها. وأقام بغرناطة إلى أن ارتحل سنة ٧٥٣ ه‍ (١).

٢ ـ خواجو الكرماني :

شاعر فارسي. هو كمال الدين أبو العطاء محمود بن علي الكرماني الملقب ب (خواجو) من أكبر شعراء كرمان. ولد في ٥ شوال سنة ٦٧٩ ه‍ في كرمان. ويعد من مداحي آل مظفر ، ثم قصد علاء الدولة السمناني (٢) أحد المشاهير في التصوف ، وأقام ببغداد مدة ، وله قصائد عديدة في السلطان أبي سعيد والخواجة غياث الدين محمد الوزير ابن الخواجه رشيد الدين فضل الله الوزير ، وفي آخر أيامه التجأ إلى الشاه الشيخ أبي إسحق اينجو ...

ومن أكبر البواعث لشهرته بالعراق واحتكاكه بمحيط أثر على لغته وساعد على نبوغه ومثله كثيرون نالوا حظا من الآداب ومكانة من الشعر بسبب هذه العلاقة كسعدي الشيرازي وسلمان الساوجي وحمد الله المستوفي ووصاف الحضرة .. وقد حاذى سعدي وقلده في أسلوب غزله وكان يدعى ب (لص ديوان سعدي) (دزر ديوان سعدي) ..

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ١٢٣.

(٢) راجع عنه تذكرة الشعرا لدولتشاه السمرقندي ص ١٦٢.

٨٢

وله ديوان يبلغ نحو عشرين ألف بيت فيه مثنويات جرى فيها على نهج «خمسة نظامي» وله أيضا :

١ ـ هماي وهمايون : قصة في عشق همايون هماي بنت فغفور الصين وهي من المتقارب نظمها سنة ٧٣٢ ه‍ في بغداد وفي مقدمتها أثنى على السلطان أبي سعيد ومدح الخواجه غياث الدين الوزير وكأنها روضة أزهار في ملاحتها ولطافتها ...

٢ ـ كمال نامه : في العرفان على وزن «هفت پيكر» لنظامي نظمها باسم أبي إسحق اينجو سنة ٧٤٤ ه‍.

٣ ـ روضة الأنوار : في العرفان أيضا نظمها باسم شمس الدين محمود بن صاين وزير الشاه الشيخ أبي إسحق سنة ٧٤٣ ه‍. وهذا الوزير كان من رجال الملك الأشرف وفي سنة ٧٤٤ ه‍ ترك خدمته فجعله الأمير مبارز الدين المظفري من أمرائه فدخل في إدارة الشيخ أبي إسحق وصار وزيره. وفي ٤ صفر سنة ٧٤٦ ه‍. قتل بأمر الأمير مبارز الدين.

٤ ـ گل ونوروز : قصة الشهزاده نوروز ابن ملك خراسان ، وگل هي بنت سلطان الروم نظمها على غرار (خسرو وشيرين) لنظامي باسم تاج الدين العراقي وزير الأمير مبارز الدين المظفري.

٥ ـ گوهر نامه جعلها بوزن خسرو وشيرين أيضا نظمها سنة ٧٤٦ ه‍ باسم بهاء الدين محمود بن عز الدين يوسف من أحفاد الخواجه نظام الملك الطوسي وهو وزير الأمير مبارز الدين.

وكل هذه بالنظر لتواريخ نظمها إنما كانت بعد أن تعرف ببغداد وأدبائها وشاهد محيطها فألهمه ما ألهمه من رقة شعور ، ومن عذوبة

٨٣

ألفاظ وردد ذكر بغداد كثيرا في أشعاره ... وكان ممن جاراه في غزلياته الخواجه حافظ الشيرازي.

توفي سنة ٧٥٣ ه‍. وفي تذكرة الشعرا لدولتشاه السمرقندي أنه توفي سنة ٧٤٢ ه‍ (١).

حوادث سنة ٧٥٤ ه‍ ـ ١٣٥٣ م

المغول في بطون التاريخ :

في كلشن خلفا أن المغول انقرضت حكومتهم سنة ٧٤٤ ه‍ ولكن سائر المؤرخين مثل صاحب الدر المكنون وتقويم التواريخ قالوا إن دولة المغول (دولة هلاكو وأحفاده) انقرضت في هذه السنة من أذربيجان وخراسان بقتل طغاتيمور خان وسكنت الفتن نوعا والعراق على كل حال أصابته راحة أكثر ، وإن السلطان أخلد للسكينة خصوصا أنه وجد كنزا فصرف معظمه على العمارات (٢).

حاكم سنجار والموصل :

هو حسن بن هند ، كان يكاتب المسلمين ويترامى إليهم ويظهر المودة والمحبة ولكنه كان يأوي محمة (كذا) التركماني الذي يقطع الطرقات على المسلمين. قتله صاحب ماردين في أواخر سنة ٧٥٤ ه‍ (٣).

__________________

(١) تاريخ مفصل إيران ص ٥٤٨ وتذكرة الشعرا لدولتشاه السمرقندي ص ١٦٥.

(٢) تقويم التواريخ والدر المكنون وكلشن خلفا.

(٣) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٤٨.

٨٤

حوادث سنة ٧٥٥ ه‍ ـ ١٣٥٣ م

المسكوكات : (النقود)

حاولنا الحصول على مسكوكات أو نقود مضروبة في أيام السلطان الشيخ حسن الجلايري أيام إعلانه سلطنته في بغداد ، وضبط تاريخ حكمه ، أو ما أشار إليه رسله إلى مصر من أنها ضربت باسم ملكها فلم نظفر بطائل إلا أننا وجدنا له نقودا مضروبة في بغداد يرجع تاريخها إلى هذه السنة (سنة ٧٥٥ ه‍) ، ومثلها في عين التاريخ ضربت في البصرة وأخرى في تستر ، ومنها ما صنعت في بغداد في السنة التالية وهي سنة وفاته .. وفي الحلة ضربت له نقود إلا أنها لم يقرأ تاريخ ضربها.

والمضروبة في بغداد قد كتب على أحد وجهيها تاريخ ضربها (سنة ٧٥٥ ه‍) وكلمة الشهادة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وعلى الوجه الآخر محل الضرب (ضرب بغداد) في الوسط وفي الأطراف بخط كوفي وبشكل مربع (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم) وفي أضلاع ذلك المربع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. وفي النقود المذكورة نرى الوضع واحدا والشكل كذلك وهي من فضة إلا أن الوزن مختلف (١) ..

فواز بن مهنا أمير العرب :

يضاف إلى حوادث سنة ٧٥٥ ه‍ «وفيها قصد المتغلب على البصرة عرب البحرين فالتقاهم بعسكره المغل فعجزوا عنهم فأمدهم صاحب بغداد الشيخ حسن الكبير بالأمير فواز بن مهنا الطائي فالتقاهم وهزمهم وأسر منهم طائفة من الرجال والنساء بعد أن قتل من الفريقين عدد كثير ثم منّ عليهم فواز» ا ه. قاله الصديق الفاضل مصطفى جواد نقلا عن ابن قاضي شهبة وبين أنه توفي سنة ٧٥٧ ه‍ وكان أحد الشجعان ...

__________________

(١) مسكوكات قديمة إسلامية قسم ثالث ص ١٩١ ـ ١٩٣.

٨٥

وفيات

١ ـ زين الدين الموصلي (ابن شيخ العوينة):

في هذه السنة توفي زين الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي الموصلي الشافعي المعروف (بابن شيخ العوينة). كان جده الأعلى من الصالحين ، واحتفر عينا في مكان لم يعهد بالماء فقيل له (شيخ العوينة). ولد زين الدين في رجب سنة ٦٨١ ه‍ وقرأ القراءات على الشيخ عبد الله الواسطي الضرير وأخذ الشاطبية عن الشيخ شمس الدين ابن الوراق ورحل إلى بغداد وقرأ على جماعة منهم مهذب الدين النحوي وقدم دمشق وسمع بها من جماعة ثم رجع إلى الموصل وصار من علمائها وله تصانيف منها (شرح المفتاح للسكاكي) وشرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح التسهيل ، وشرح البديع لابن الساعاتي (١) وغير ذلك. قال ابن حبيب : «إمام بحر ، علمه محيط ، وظل روحه بسيط ، وألسنة معارفه ناطقة ، وأفنان فنونه باسقة ، كان بارعا في الفقه وأصوله ، خبيرا بأبواب كلام العرب وفصوله ، نظم كتاب الحاوي ، وشنف سمع الناقل والراوي ، وبينه وبين صلاح الدين الصفدي مكاتبات ..» ا ه. توفي بالموصل في شهر رمضان. وأطنب صاحب الدرر في ترجمته وذكر شيوخه ، وشروحه على مؤلفاتهم كما أن البدر العيني بسط القول في ترجمته (٢) ...

__________________

(١) البديع في أصول الفقه وقد فاتنا أن نذكره بين مؤلفات ابن الساعاتي والمؤلف جمع فيه بين أصول البزدوي وأحكام الآمدي وسماه «بديع النظام الجامع بين كتاب البزدوي والأحكام» وقد ذكر صاحب كشف الظنون الأصل والشرح ... ووصفه صاحب روضات الجنات في صحيفة ٨٩.

(٢) عقد الجمان ج ٢٣ والدرر ج ٣ ص ٤٤ وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ص ٣٥٣.

٨٦

٢ ـ فخر الدين ابن الفصيح :

هو أبو طالب فخر الدين أحمد بن علي بن أحمد الهمداني الكوفي ثم البغدادي المعروف ، بابن الفصيح والد جلال الدين عبد الله. كان إماما علامة ، جامعا للعلوم العقلية والنقلية انتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه وكان كثير التودد ، لطيف المحاضرة ، سمع مع ابن الدواليبي وصالح بن الصباغ وأجاز له إسماعيل بن الطبال. وكان مدرسا بمشهد أبي حنيفة ، أخذ عن الحسن السغناقي صاحب النهاية ، ودرس ببغداد في المستنصرية ، اقرأ العربية بها وكان له صيت في العراق ودمشق ، وأفتى ، وصنف نظم الكنز ، ونظم النافع ، ونظم السراجية في الفرائض ، ونظم المنار في أصول الفقه. وكانت وفاته بدمشق سنة ٧٥٥ ه‍ ومولده سنة ٦٨٠ ه‍ ولما قدم دمشق أكرمه نائبها .. وفي الذهبي أنه ولد سنة ٦٧٩ ه‍ كما أنه ذكر وفاة ابنه في سنة ٧٣٧ ه‍ (١).

حوادث سنة ٧٥٦ ه‍ ـ ١٣٥٤ م

وفيات

١ ـ أحمد بن محمد بن سلمان الشيرجي (ابن الشيرجان)

بغدادي حنبلي. ولد سنة ٦٩١ ه‍ وسمع من الدواليبي ، وقرأ بالروايات وأعاد بالمستنصرية وكان دينا خيرا ، وله مدائح نبوية وكان يقال له ابن الشيرجاني. قدم دمشق وحدث بها وكتب عن مشايخها ، مات سنة ٧٥٦ ه‍ (٢).

__________________

(١) الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص ٢٦ وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ص ١٤٧.

(٢) الدرر الكامنة ج ١ ، ص ٢٦٥.

٨٧

حوادث سنة ٧٥٧ ه‍ ـ ١٣٥٦ م

وفاة السلطان الشيخ حسن الجلايري :

في شهر رجب هذه السنة توفي الشيخ حسن. وقد رثاه الخواجه سلمان الساوجي بقصيدة تتضمن التوجع للمصاب وبيان صفات الراحل في عدله وسائر مزاياه وهي فارسية لا نرى محلا لإيرادها ..

ترجمته : (بيان عن العصر)

إن حياة هذا الرجل إنما تظهر أكثر ببيان حالة العصر الذي كان يعد من رجاله وقد أسس حكومة كان لها شأنها مدة. وذلك أنه في ١٣ ربيع الثاني لسنة ٧٣٦ ه‍ كان قد توفي السلطان أبو سعيد بهادر خان وبوفاته قامت الزعازع وثارت الفتن من كل صوب بعد أن كانت قد هدأت الحالة مدة ، ونال الأهلين طمأنينة فركنوا إلى الراحة والتبسط في العلوم ومراعاة أسباب الزينة وترقية الفنون والصناعات ... فبرزت المواهب وكاد يعود ما كان قد فقد أيام هلاكو ، أو أهمل ... لو لا أن السلطة كانت أجنبية ، والإدارة ليست بعربية ..

حكينا ذلك كله فكان لقانون جنكيز (الياسا) قيمته في ردع النفوس ، وإيقافها عند حدودها ... ولكن هذه السلطة لم تكن إلا عن خشية وخوف وليست ناشئة عن قبول نفسي ولا رادع باطني ... مما جعلها أن تكون ملازمة دائما للقوة ، والتيقظ دون تهاون أو تراخ ...

مات أبو سعيد وكأن القوم كانوا ينتظرون وفاته ، والخلافات التي ولدها الأمراء في حينها كانت تصرف إلى الحزبية وتسنم كراسي الإدارة ، وتعهد السلطنة مع الاحتفاظ ببيتها ولما توفي السلطان تغيرت الفكرة ، وحدث التغلب من كل صوب ، وصار كل أمير ، أو متنفذ يدعو لنفسه ،

٨٨

أو يتخذ أحد أفراد الأسرة المالكة سندا له في دعوته ... وقد بسطنا القول في ذلك ...

لم يكتف هؤلاء المتغلبة أن يعلن كل واحد منهم حكومته في المواطن التي هو فيها ويتقاسموا الميراث بتوزيع هادىء ساكن فيقنع الواحد بما في يده ... وإنما حاول أن يقوي إدارته ويمكنها من جهة ويهاجم الأخرى المجاورة له ليبتلعها ، أو التي يخشى أن يستفحل أمرها فيوقفها عند حدها ... وهكذا دامت القلاقل وزالت الراحة وشغل الناس بأنفسهم وبمتغلبتهم فكانوا من أقوى الوسائل الفتاكة ، وأشد البلايا على الحضارة والمدنية ، والعلوم والصناعات ، وفيها من التخريب والتدمير ما لا يوصف ...

وإن المترجم أحد هؤلاء ، جرب تجارب عديدة ، وحاول محاولات كثيرة أن يكون نصيبه أكثر مما في يده ، وغنيمته أوفر ... ولكنه لم ينل مرغوبه فاكتفى (بالعراق) واحتفظ به ، وتسلط على سائر أنحائه ... وفي هذه المرة كان الأمل أن يستفيد الرب من هذا الانحلال ومن تلك المحاولات بسبب تفرق الكلمة وأن ينالوا المكانة اللائقة في العراق ... إلا أن أمراء المغول كانوا متمرنين في الإدارة والحرب فلم يستطع العرب أن يتمكنوا منهم فقضي على إدارتهم في الحلة بعد أن كانت قد تمكنت مدة ... فقويت قدم المغول مرة ثانية وتكونت منهم حكومة الجلايرية ...

وهذه لم تقاوم البقية الباقية من العلماء ، ولما كانت إسلامية لم تتخذ مشروعا من شأنه إفساد المدارس ، والقضاء على حياتها ... وإنما كانت هذه الغفلة عنها ، أو الإهمال لها ... مما دعا أن تعود ثانية ويظهر نورها متلألئا بعد مدة قليلة ... وكان هذا السلطان (الشيخ حسن) قد أخلد إلى السكينة وتنظيم المملكة ، وراعى لوازم الراحة ... فقويت

٨٩

الروح العلمية ، وثبتت .. ومع هذا مال كثيرون إلى الممالك الإسلامية الأخرى المجاورة لقلة المناصرة ... وظهر جماعة في علوم مختلفة إلا أن التربية الفارسية كانت سائدة ، وهي صاحبة القول الفصل فنفق سوق هذه أكثر وإن كان الاهتمام بعلماء المدارس والنظر إليهم لم يهمل ...

ـ نعم إن أكثر الشعراء في الديوان الملكي عجم ، ولا يلتفت إلى غير مدحهم ولا يقرب سواهم ومجرى المدارس سائر إلى ناحية ، والرغبة إلى أخرى ... والعلماء والشعراء كلما برزت مواهبهم مالوا إلى الأقطار العربية الأخرى ...

ولا نطيل القول ، فهذا السلطان سمي بالشيخ حسن لعدله ، ومحافظته على النظام ولا يريد الأهلون أكثر ... في حين أن المتغلبين الآخرين لا يزالون على أطماعهم ، وشدة تغلبهم لم يركدوا ؛ ولا سكنوا حتى قضي على أكثرهم ؛ وانحصرت الإمارات في عدد محدود ... ولكنها لم تخل حتى هذه الأيام من مناوشات ، أو محاربات ... وهكذا ، وقد مضى من حوادث المترجم ما تيسر تدوينه وكله ذو علاقة بالعراق ، أو الدفاع عن حوزته وصد الغوائل عنه لتأمين سلطة ...

وفي هذه المرة عادت بغداد عاصمة الملك ، وصار يبذل لزينتها وتحسينها جهودا عظيمة وبرز فيها علماء فحول ... إلا أنها مشوبة بتلك الغوائل المارة ... ومع هذه نجد السلطان في أيامه الأخيرة قد صرف أموالا طائلة في سبيل العمارة ... ولا ينسى أن لزوجته النفوذ العظيم في هذا الإعمار ؛ وفي حسن الإدارة ... وقد استنطقنا مؤرخين عديدين والكل يثني عليه وقد جاء في عقد الجمان عنه :

«توفي الشيخ حسن بن حسين بن اقبغا بن اليكان (كذا وصوابه ايلگا) في هذه السنة (سنة ٧٥٧ ه‍) وهو سبط أرغون بن ابغا بن هلاوون

٩٠

(هلاكو) ولم يستقم أمره إلا بعد وفاة أبي سعيد ملك التتار. وكانت دولته مدة سبع عشرة سنة ، وتولى عوضه ابنه الشيخ أويس» ا ه.

وهذا المؤرخ عد سلطنته سنة ٧٤٠ ه‍ وعلى مثل هذا جرى صاحب (تاريخ مفصل إيران) ، وغيره ...

وجاء في الشذرات عنه :

«توفي سلطان بغداد حسن ويعرف بالكبير ... وكان ذا سياسة حسنة وقيام بالملك أحسن قيام ، وفي أيام ولايته وقع ببغداد الغلاء المفرط حتى بيع الخبز بصنج الدراهم ونزح الناس عن بغداد ، ثم نشر العدل إلى أن تراجع الناس إليها. وكانوا يسمونه الشيخ حسن لعدله ...» ا ه.

ومثله في الدرر الكامنة ... وقد مرت باقي النقول عنه. وزاد في كلشن خلفا أنه أقام عمارات نفيسة وجميلة في بغداد والنجف الأشرف ... وفي دستور الوزراء أن وزيره الخواجة شمس الدين زكريا ابن أخت الخواجة غياث الدين محمد بن رشيد الدين وصهره. وهذا الوزير قد لازم السلطان الشيخ حسنا في جميع أيامه من سنة ٧٣٧ ه‍ فقد أسند إليه الوازرة مراعاة لحقوق الخواجة غياث الدين ، واستمر في أيام أولاده بعده إلى أيام السلطان حسين وكان عدلا صاحب إنصاف وعلم ... وللخواجة سلمان الساوجي مدائح فيه ... وقد روعي جانبه كثيرا إلى سنة ٧٧٧ ه‍ وبسبب ذلك عين أخوه نجيب الدين للوزارة وابنه إسماعيل لولاية بغداد (١) ...

وللسلطان من الأولاد ما مر ذكرهم في ترجمة دلشاد خاتون. وله ابن آخر وهو (ايلگا) توفي في حياة دلشاد وذكره سلمان الساجي في

__________________

(١) دستور الوزراء مخطوط ص ٣١٨ وسلمان ساوجي لرشيد ياسمي. ص ٣٣.

٩١

شعره ولهذا ولد يسمى (آقبوغا) وآخر يدعى (أبا إسحق). وهذا كان قد رشحه السلطان أويس لمحاربة أمير ولي ولكنه انهزم إلى البصرة لخاطر عرض له وبأمر من أويس قد سمّ (١) ...

ومن هذا كله ومن الوقائع المارة في أيامه اعتقد أن تعينت ترجمته وإن كنا نرى المؤرخين لم يتعرضوا إلا إلى نواح من حياته العامة دون وقائعه المطردة وهذه نتف مفرقة ... لا تكاد تفي بالغرض. والملحوظ أن هذا القطر يدعو ضرورة إلى النظام ، وأن الاضطرابات لا تدوم ... ومن ثم يخلد الأهلون للسكينة والعمل والمترجم كان من العوامل الفعالة لتهدئته وتثبيت نظامه ...

__________________

(١) روضة الصفا ص ١٥٦.

٩٢

٩٣

سلطنة أويس

السلطان معز الدين أويس :

في هذه السنة في شهر رجب ولي السلطان أويس بعد والده وقد مدحه الشاعر الخواجة سلمان الساوجي بقصيدة فارسية وبين في شعره تاريخ سلطنته .. وعلى هذا اتفقت كلمة المؤرخين مثل صاحب روضة الصفا وكلشن خلفا والشذرات وحبيب السير وأيدها سلمان الساوجي في شعره إلا أن التاريخ الغياثي قال :

«السلطان حسين ولي بعد أبيه سنة ٦٥٧ ه‍ ومات سنة ٧٦٠ ه‍ فكانت مدة حكمه ثلاث سنين» اه. ثم ذكر سلطنة أويس وبين أنه ولي السلطنة ببغداد بعد أخيه في التاريخ المذكور ... وفي هذا مخالفة صريحة للنصوص الأخرى ولما جاء في شعر سلمان الساوجي الذي يعين التاريخ في متن الشعر ، وهو خير وثيقة تاريخية وكذا ما جاء في وقفية الخواجة مرجان فلا أصل لما ذكره الغياثي وقد عقد رشيد ياسمي فصلا في حياة سلمان وأويس في رسالته «سلمان ساوجي» يؤيد ما ذكرناه (١).

__________________

(١) راجع ص ٢٦ من كتابه سلمان ساوجي. وهذا الكتاب نقد وتحليل لحياة سلمان المذكور وفيه بيان واف عن الشيخ حسن والسلطان أويس ... ومؤلفه من الأدباء المعروفين الآن في إيران بحسن بحوثهم وتتبعاتهم التاريخية.

٩٤

وحياته الأولى أنه ولد من دلشاد خاتون بعد أن تزوجها والده بسنة واحدة وكان قد تزوجها سنة ٧٣٧ ه‍ فسمي معز الدين أويس. وكان الشاعر سلمان يدعوه في بعض الأحيان بغياث الدين وقد اختص هذا الشاعر بمدحه من حين ولي السلطنة ولازمه ملازمة شديدة ... وكان يصف بعض فتوحه. والسلطان حينما ولي كان شابا جميلا. وأهل بغداد يرغبون في مشاهدته حينما يخرج راكبا فرسه ، يراقبون ذلك فيهرعون للنظر إلى محياه وصورته الجميلة ... كما أنه كان صاحب ذوق ، ونقاشا ماهرا ، ومبدعا في الموسيقى ، وخطه الواسطي يحير بجماله الباهر واتقانه ، ويعجز المصورين والخطاطين الحذاق أن يماثلوه .. وتعلم الشعر على يد مربيه الخواجة سلمان فكان له نصيب منه وربما فاق أستاذه .. وله مراسلات في الشعر مع السلاطين المعاصرين له .. ولا تخلو وقعة إلا ويمدحه الخواجة المذكور من أجلها وديوانه مشحون بمدائحه الكثيرة وللسلطان إنعامات عليه ليست بالقليلة بل هي وافرة جدا وقد قيل (اللهى تفتح اللها) (١) ..

وسيأتي من الحوادث ما يبصر بحياته السياسية وسلطنته ..

غرق بغداد :

كانت بغداد خلال المدة بين وقعة هلاكو وهذا التاريخ قد اكتسبت وضعا جديدا ، ونالت عمارة ، ورونقا .. وكان قد رآها ابن بطوطة فوصفها في رحلته كما أن الخواجة سلمان الساوجي شاهدها أيام السلطان أبي سعيد وفي عهد الجلايرية خصوصا وقد اتخذوها عاصمة فنالت من الأبهة والمكانة ما يجلب الأنظار وكانت الراحة والطمأنينة ولو لمدة قليلة تعيد لها جدتها.

قضى فيها سلمان الساوجي مدة في عهد تلك الراحة والأبهة فخلبه

__________________

(١) تذكرة الشعرا لدولتشاه ص ١٧٥ وغيرها.

٩٥

ما رآه من مناظرها ، وأوضاع مياهها وشواطئها ، والفلك التي تجري ، وبساتينها وأزهارها فكان لها وقع كبير في نفسه. ناهيك بصفاء سمائها ولياليها المقمرة إلى غير ذلك مما يعجز القلم عن تبيانه وشرحه .. وكله يبعث في الشاعر روحا ونشاطا وينعش الأمل فيه فيقول :

قطر فسيح وماء ما به كدر

حفت بشطيه الفاف البساتين

ولما أصابها الغرق في هذه السنة وتبدلت أوضاعها الزاهية الجميلة فعادت خرابا ، ورآها الشاعر سلمان بصورتها المؤلمة تأثر تأثرا عظيما ، فوصف دجلة بفيضانه وعربدته ونعته بمجنون مكبل بسلاسل حديدية .. كسر قيوده واستولى بمياهه على المدينة فخرب عماراتها العالية. وأغرق نحو أربعين ألفا من أهليها وكان هذا الحادث سنة جلوس السلطان أويس ... فناح الشاعر على مصاب بغداد لما رآه فيها من دعة ، وكان حصل في بغداد على نعيم وشهرة ذائعة في الأقطار ...

قال الخواجة سلمان :

بسال هفصد وپنجاه وهفت گشت خراب

بآب شهر معظم كه خاك بر سراب

دريغ روضه بغداد آن بهشت آباد

كه كرده­است­خرابش سپهر خانه خراب (١)

وفي هذا ما يشير إلى ما كانت عليه بغداد وما نالها من دمار ...

وفيات

١ ـ جمال الدين أبو محمد البغدادي :

هو ابن عبد الرحمن بن أحمد بن ماجد ، سمع من ست الملوك

__________________

(١) حبيب السير وسلمان ساوجي لرشيد ياسمي ص ١٥ وكلشن خلفا ص ٤٩.

٩٦

بنت أبي نصر بن أبي البدر الكاتب ، وسمع منه المقرىء شهاب الدين ابن رجب وأثنى عليه. قال : اقرأ بالمستنصرية ، وكان حريصا على الخير ، انتفع به خلق كثير. مات في المحرم سنة ٧٥٧ ه‍ (١).

حوادث سنة ٧٥٨ ه‍ ـ ١٣٥٧ م

جامع مرجان ودار الشفاء

أوقاف الخواجة مرجان :

لم ينقطع أهل الخير والبر في مختلف العصور والأزمان. ومن أعظم الأعمال ما خدم الثقافة وساعد على حسن السلوك ، أو نفع الجماعة مما يودي بهم من الأمراض الفتاكة ، ولعل الخواجة مرجان أراد أن يجمع بين الحسنيين الثقافة الفكرية والصحة البدنية للجماعة فوقف موقوفاته وهي :

١ ـ مدرسة مرجان :

والخواجة مرجان من ولاة بغداد ، ومن أعظم آثاره الباقية مدرسته وتعرف اليوم ب (جامع مرجان) وفيها ما يشعر بإتقان البناء ، وصناعة النقش ، وحسن الخط ما يبهر المتفرج المشاهد ، ويعين درجة مراعاة الإحكام في العمل ، والقدرة سواء من ناحية مادة البناء وبقائها على الدهر. أو من جهة الدقة في الصنع والزينة ...

قيمة هذه المؤسسة لا تقدر. وأوقافها لا تكاد تحصى .. ولا تزال بقاياها إلى اليوم ، وغلتها ليست بالقليلة .. كانت جامعة تدرس فيها أنواع العلوم وضروب الفنون .. زادت في الثقافة ، ورقت في المدارك ،

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ١٦٥.

٩٧

وجددت سوق العلم وولدت نشاطا كافيا ... وسيأتي التعريف بواقفها الخواجة مرجان رحمه الله الذي بقي اسمه خالدا وإن كان قد اندثرت أعمال السلطان أويس الذي هو أحد ولاته فلا تزال هذه المدرسة قائمة وشاهدة بعظم العمل وتاريخ وقفها كان سنة ٧٥٨ ه‍ قال الغياثي :

«كان مرجان رجلا خيرا ، استأنف عمارات ، وجدد أخرى ، وقف العقار والضياع ، وعمر المدرسة المرجانية ، ودار الشفاء ، وأسواقا وخانات لم يتفق في دور أحد من السلاطين مثلها كما نطقت وقفيته ونقر ذلك على جدران العمارات وكان له خيرات على الفقراء ، والمساكين حتى السنانير وسمك الشط والطيور من اللحم والخبز والشيلم في صحن دار الشفاء ، وصحنها ، على جانب دجلة. وكان ثلثا الوقف لدار الشفاء وثلث للمدرسة. ا ه» ملخصا.

اشتهر جماعة من العلماء في التدريس بها وأول من وصل إلينا اسمه بدر الدين محمد الأربلي (١). وفي العصر الأخير عرف من الآلوسيين السيد محمود شهاب الدين وقد عطلت بعد وفاته فذهب ابنه السيد نعمان خير الدين إلى استانبول في أواخر جمادى الأولى سنة ١٣٠٠ ه‍ فعين مدرسا لمدرسة مرجان ورجع إلى بغداد في ٥ رمضان ١٣٠٢ وبعد وفاته في ٧ المحرم سنة ١٣١٧ ه‍ خلفه في التدريس ابنه السيد علي علاء الدين قاضي بغداد الأسبق المتوفى في جمادى الأولى سنة ١٣٤٠ ه‍ فالسيد محمود شكري الآلوسي وآخرهم اليوم السيد إبراهيم ابن السيد ثابت ابن السيد نعمان خير الدين الآلوسي ، ولا يزال مدرسا فيها وكان يتولى التدريس فيها مفتي بغداد ، وله فضلة ريعها ، ثم ضبطتها دائرة الأوقاف في العهد التركي وجعلت للمدرس راتبا مقررا ...

__________________

(١) راجع عنه وفيات سنة ٧٧٥ ه‍ من هذا الكتاب.

٩٨

وهذا ما قاله المرحوم الأستاذ السيد محمود شكري الآلوسي عن هذه المدرسة :

«مسجد محكم البناء ، راسخ القواعد ، مشيد الأرجاء ، مبني بالحجارة المهندسة ، ذو طبقتين سفلى وعليا ، وفيه مصلى واسع ، وحجر في الطبقة السفلى والعليا ، وقد جعله بانيه مدرسة حاكى بها المدرسة النظامية ، وجعل الحجر مسكنا لطلبة العلم ، وأجرى عليها الجرايات الوافرة ، ورتب لهم المدرسين على مذهبي الإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة (ر ض) ، ووقف الأوقاف الكثيرة وكان المصلى محل تدريسهم كما كان محل عبادتهم» ا ه (١).

الوقفية وشروطها : (نصها)

كان المرحوم جميل صدقي الزهاوي ذكر أن لديه «كتاب الوقفية والموقوفات» للخواجة مرجان فلم أتمكن من مشاهدته ... والوقفية محفورة على جدران الجامع ، وكذا الموقوفات الأخرى كتبت بخط أحمد شاه النقاش التبريزي المعروف ب (زرين قلم) وهو من الخطاطين المشاهير (٢) ... ذكر اسمه على ما كتب. وهذا نص الوقفية :

«بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي وفق المطيعين لعمارة أبنية بيوت العبادات ، وألهم المخلصين إشادة أعمدة دور الطاعات ، ورفع ذكر الولاة ، بتأسيس قواعد معالم المكرمات ، ودل أرباب السعادات على سلوك سبل الخيرات (٣) ومنح المحسنين بتشريف (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) ، وحباهم بآية (وَالْمُتَصَدِّقِينَ

__________________

(١) «تاريخ مساجد بغداد وآثارها ص ٦٥.»

(٢) خطه يشعر بأنه أستاذ من أساتذة الخط.

(٣) في نسخ : «على علم الخيرات».

٩٩

وَالْمُتَصَدِّقاتِ) ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد المصطفى خير الأنام وأصحابه مصابيح الدجى وبدور الظلام.

أما بعد فيقول المفتقر إلى عفو الملك المنان ، مرجان بن عبد الله ابن عبد الرحمن ، بدل الله سيئاته حسنات : إني هاجرت في الأرض مدة ، وجاهدت سنين في الطول والعرض ، ذات شمال ويمين ، متورطا في مخاوف البر والبحر ، متوردا في متالف البرد والحر ، حتى أداني (١) الجد الصاعد ، وأدناني التوفيق المساعد فعلمت أن الدنيا دار الفرار ، وأن الآخرة هي دار القرار ، وأيقنت أن أولى ما أنفقت فيه الأموال ، وأحرى ما توجهت إليه همم الرجال ما كان وسيلة إلى أبواب رحمته محط الرحال ، وذخيرة ليوم المحاسبة والسؤال ، قال النبي عليه الصلاة والسلام «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا عن ثلاث صدقة جارية ، وعلم ينتفع به. وولد صالح يدعو له» والصدقة الجارية هي الوقف فشمرت عن نية صادقة صافية ، وسريرة للخير وافية ، وشرعت في عمارة هذه المدرسة المسماة ب (المرجانية) وتوابعها المتصلات بعضها ببعض في زمن المخدوم الأعظم الدارج إلى جوار الله وجنانه ، المستريح على أعلى غرفات جنانه ، الشيخ حسن نويان ، أنار الله برهانه ، وتممت في أيام دولة نوّر حدقته ، ونور حديقته ، المخدوم الأعظم ، الأعدل ، رافع رايات السلطنة على الأفلاك ، ناصب غايات المملكة إلى السماك ؛ ساحب ذيل الرحمة على الأعراب والأتراك ، محيي مراسم الملة المصطفوية ، ومزين شعار الدولة الجنكيز خانية شاه أويس خلد الله ملكه ؛ ووقفت على الفقهاء وطلاب العلم والتفسير والحديث والفقه على مذهب الإمام الأعظم محمد بن إدريس الشافعي المطلبي والإمام الأقدم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله تعالى عنهما وقفا على

__________________

(١) حين أراني.

١٠٠