موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

٢ ـ صاحب الموصل :

توفي صاحب الموصل طور علي بك التركماني. وأصله من آق قوينلو (١) وملك بعده ابنه قطلي (٢) بك الموصل وديار بكر وآذربيجان وماردين والرها (٣) ومن جراء انفصال الموصل عن حكومة العراق صارت لا تذكر فكأنها نسيت وفي هذا تقصير من المؤرخين وإهمال لشأن أجزاء المملكة.

٣ ـ شيخ زاده الخرزياني :

بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الزاء بعدها .. الشيخ العالم الفاضل توفي يوم الأحد سلخ ذي القعدة سنة ٨٠٩ ه‍ ودفن في تربة شيخون عند الشيخ أكمل الدين في الخانقاه التي في صليبة جامع ابن طولون. وكان رجلا فاضلا في العلوم وخصوصا في علم الهيئة والحكمة والمعقول. وله فيها تصانيف منها شرح كتاب العين في الحكمة وغير ذلك وكان السلطان الظاهر طلبه من بغداد وولاه مشيخة خانقاه شيخون ولم يزل بها إلى أن أخرجه كمال الدين بن العديم بالعسف وبذل الدنيا عند بعض الظلمة ... (٤).

ومن هنا نرى أن علماء بغداد في هذا العصر كانوا يطلبون من الأقطار فأفادوا في ثقافتها كثيرا. فكان أكابر العلماء منهم أو ممن تخرج عليهم أو أخذ منهم ...

__________________

(١) جاء في الدر المكنون أنه من قرا قوينلو وهو غير صحيح وسيأتي الكلام عليه في حينه.

(٢) ورد في التواريخ الأخرى قوتلوبك على أصل تلفظه كما في تاريخ الترك العام لدوكيني ترجمة حسين جاهد بك الكاتب التركي.

(٣) الدر المكنون.

(٤) عقد الجمان ج ٢٤ ص ٢٥٦.

٣٢١

حوادث سنة ٨١٠ ه‍ ـ ١٤٠٧ م

وفيات

وفاة صاحب الموصل : (قطلي بك):

في هذه السنة توفي صاحب الموصل قطلي بك وملك بعده عثمان بك ويلقب بقرا أيلوك (قرا يلك) لأنه كان أسمر اللون (١). وفي شبابه يحلق وجهه فلقب بذلك.

حوادث سنة ٨١١ ه‍ ـ ١٤٠٨ م

وفيات

وفاة شاعر موصلي :

في هذه السنة توفي الشاعر أحمد بن أبي الوفاء الموصلي (٢).

حوادث سنة ٨١٢ ه‍ ـ ١٤٠٩ م

بين السلطان أحمد وقرا يوسف :

كان كل من السلطان أحمد والأمير قرا يوسف قد التزم العهود التي تحالفا عليها ومضوا جميعا بمقتضاها قال الغياثي :

«ثم إن السلطان أحمد مكث ببغداد بعد ذلك خمس سنوات وعزم إلى شوشتر (تستر) وأجلس مكانه ببغداد أحد أمرائه فغضب ولده علاء الدولة وانهزم فاتفق مع كيمرز ابن الشيخ إبراهيم الشرواني حاكم الدربند وشروان وساروا إلى تبريز. وفي بعض الأخبار أن السلطان أحمد أرسله

__________________

(١) الدر المكنون والغياثي.

(٢) الدر المكنون.

٣٢٢

من غير هرب .. وكان قرا يوسف آنئذ قد عزم إلى أرزنجان ولم يكن في تبريز سوى أميره «داروغه» (١) ومعه نحو ثلاثمئة نفر وحينئذ خرجوا من البلد وهربوا فلما سمع علاء الدولة ومن معه طرحوا عنهم أهبة الحرب وساروا مطمئنين فاجتازوا عليهم ولم يشعروا بهم وهم في كهف الجبل فنظر التركمان إليهم فصبروا حتى جاز العسكر فلما وصل علاء الدولة بنفسه وكيمرز وثب عليهم نحو مائة نفر من التركمان ... وألقوا القبض على علاء الدولة وكيمرز فانكسر العسكر وانتهبه التركمان وجاؤوا بالأميرين إلى البلد مقبوضا عليهما. فلما عاد الأمير قرا يوسف وحضر البلد سجن علاء الدولة في جب (عادل جواز) قرب آذربيجان. أما كيمرز فإنه بقي عنده مدة وتنصل هو وأبوه مما صدر منهم واعتذروا فقبل المعذرة وخلى سبيله. وأما علاء الدولة فكلما اعتذر أبوه لم تقبل معذرته لما تحقق عنده من غدرهم فلما طالت المدة ولم يجد الاعتذار والتشفع في ولده ولم يبال بالتحف التي أرسلها إليه وتعند في أن لا يطلق سراحه ولا يفرج عنه عزم السلطان أحمد السير إلى تبريز» ه. (٢).

وأما حبيب السير فقد جاء فيه : «إنه حصلت مؤخرا بعض الأمور التي أدت إلى النفرة بينهما وذلك أن علاء الدولة قد تخلص من أسر سمرقند وجاء إلى آذربيجان فتلقاه الأمير قرا يوسف بإعزاز وإكرام .. ثم رخصه في الذهاب إلى أبيه ... إلا أنه نظرا لما علق في ذهنه من بعض الخيالات رجع من طريقه ... ولما كان الأمير قرا يوسف في خوي قد لف حوله شرذمة من الأشرار وعاد إليها فسمع قرا يوسف بذلك وأمر حاكمه في تبريز بإلقاء القبض على علاء الدولة وألقي معتقلا في قلعة عادل جواز ..

__________________

(١) ويلفظ داروغا أيضا. وهو أشبه بالحاكم السياسي والعسكري في مصطلح اليوم وله إطلاقات أخرى «لغة الجغتاي» وفي العامية يستعمل لمن يخبىء المسروقات ، أو يكون دليل السراق لإيقاع السرقة ويعرف «بالوتي» أيضا.

(٢) الغياثي ص ٢٠٥ و٢٦٢. وفيه ورد عبد الجواز مكان عادل جواز.

٣٢٣

وصل هذا الخبر إلى السلطان في بغداد فأمر بإحكام سور بغداد وأبراجها ، وأرسل قاصدا إلى قرا يوسف وإلى ابنه پير بوداق وذكر أنه يريد أن يصيف الربيع القادم في أنحاء همذان بسبب ضعف مزاجه ووجود الحر هنا ولم يبحث عن ابنه علاء الدولة فتلقى قرا يوسف هذا ببرودة ولم يلتفت إليه بل تأثر وفي موسم الربيع توجه قرا يوسف بقصد التصييف إلى الأطاق (الأطاغ) وضبط تلك البلدة ثم ذهب إلى حدود أرجيش وعادل جواز. أما السلطان أحمد فإنه ذهب بأبهة إلى همذان بقصد التصييف هناك ... وفي الأثناء ظهر امرؤ يسمى (أويس) يدعي أنه ابن السلطان فجمع إليه أناسا وأحدث غائلة هناك فاضطر السلطان أحمد إلى العودة فعاد ورفع هذه الغائلة فقتل هذا المدعي ومن معه من أهل الشغب (سنة ٨١٢ ه‍) ...» ا ه.

وفيات

وفاة شاعر بغدادي :

في هذه السنة (سنة ٨١٢ ه‍) توفي الشاعر نصر الله البغدادي (١).

حوادث سنة ٨١٣ ه‍ ـ ١٤١٠ م

وفاة السلطان أحمد

سفر السلطان أحمد إلى تبريز : (وفاته)

وفي الشتاء من (عام ٨١٢ ه‍) كان قرا يوسف في تبريز فعلم بظهور تعرض من قرا عثمان نحو ولاية أرزنجان وكان الحاكم بها طهرتن فسارع الأمير قرا يوسف إلى تلك البلدة. فلما علم السلطان أحمد بذلك

__________________

(١) الدر المكنون.

٣٢٤

انتهز الفرصة فجيش جيشا عظيما من بغداد وسار به في المحرم سنة ٨١٣ ه‍ إلى تبريز وإن شاه محمد النجوي فر من وجه السلطان وكان قائما مقام الأمير قرا يوسف فدخل تبريز في غرة ربيع الأول دون مقاومة من أحد فإن الشاه محمد النجوي الذي كان حاكمها انهزم.

ثم إن الأمير قرا يوسف فتح أرزنجان بطريق المصالحة وعين نائبا عنه پير محمد عمر. ولما وصل إليه خبر دخول السلطان تبريز رجع فعلم السلطان بعودته فاستعد لحربه وفي يوم الجمعة ٢٨ ربيع الآخر (١) من السنة المذكورة وقع بين الجانبين في منخفضات غازان مقاتلة أسفرت عن تغلب الأمير قرا يوسف وانهزام السلطان أحمد إلى المدينة ...

وفي أثناء هزيمته ضربه تركماني فوقع من فرسه ، فانتزع منه أسلحته وثيابه وتركه وشأنه فاضطر السلطان أن يسلك من ممر ماء إلى بستان هناك فعرفه شيخ اسكافي وأسرع إلى خدمته وقال له : أيها السلطان ما هذه الحال فأجابه عليك بالسكوت ولا تفش سري. لأن اتباعنا في هذه المدينة كثيرون وعند ما يحل الليل أذهب إليهم وأحصل منهم على ما احتاجه من الذهب والخيل. وسأراعيك عند وصولي إلى بغداد وأمنحك مقاطعة بعقوبة. فقبل الشيخ الأسكافي منه هذا الوعد وانصرف إلى بيته وكان لهذا الشيخ امرأة عجوز تزعم أن لها مهارة في أمور مختلفة ... كالطالع والأخبار بالمغيبات فلما قص عليها ما وقع وطلب منها بيان ما هو الصالح شرعت في أخذ المال وقالت : بيننا وبين بعقوبة مسافة بعيدة ولا يجدينا النفع من هذا الطريق فالأولى أن ننتهز الفرصة ليلا وقت اجتماع الناس عند السلطان وقبل أن يفرط من أيدينا الأمر وتذهب إلى قرا يوسف فتخبره بأمر السلطان وتحصل منه على ما يرضيك أو يغنيك لقاء هذه الخدمة ... فوقع كلام العجوز منه موقع القبول واستصوب ما

__________________

(١) وفي الغياثي ١٧ ربيع الآخر لسنة ٨١٣.

٣٢٥

استنتجته وذهب إلى الأمير قرا يوسف وبين له وضع السلطان أحمد وما هو عليه فأمر قرا يوسف حالا جماعة من معتمديه لإلقاء القبض على السلطان فنفذوا الأمر وألقوا القبض على السلطان وألبسوه ثيابا بالية وعلى رأسه طاقية ممزقة وأتوا به إلى الأمير فقام الأمير قرا يوسف تعظيما له وأجلسه بجنبه فتكلم معه بكلمات خشنة وعاتبه على نقضه العهد لما كان بينهما من المواثيق ...

ثم أمر قرا يوسف بإجلاس السلطان في صف النعال وكلفه أن يكتب بخطه صكا بإيالة آذربيجان إلى ابنه پير بوداق ، وآخر في حكومة بغداد إلى شاه محمد. وحينئذ قام الشاه محمد من مجلسه هذا وسار توا إلى بغداد دار السلام ولم يكن في النية أن يتعرض للسلطان إلا أن أمراء (١) بغداد ألحوا كثيرا في القضاء عليه فأثروا عليه وحينئذ أغمض عن قتله فقتل ... ولم يتول هو ذلك ودفن بجنب أخيه السلطان حسين الذي كان قتله سابقا. وأما علاء الدولة الذي هو من أولاد هذا السلطان والذي كان معتقلا في قلعة عادل جواز فقد قتل أيضا (٢).

ترجمة السلطان أحمد (سنة ٧٨٤ ـ ٨١٣ ه‍):

إن ترجمة هذا السلطان من أغرب التراجم ، ناضل عن عرش العراق وجالد بكل ما أوتي من همة ، وما استطاع من تدبير ... ولو لا ظهور تيمور بصورة جبارة وقضائه عليه مرارا وعودته الكرّة تلو الأخرى ... لكان له شأن في تاريخ ملوك العراق ... نفسه وثابة لا تعرف الكلل ، ولا تخمدها الكوارث ولا المخذوليات ... ولسان حاله ينطق (٣) :

__________________

(١) ذكر الغياثي منهم محمد الدوادار وأن هؤلاء أصروا في لزوم قتله وتولوا خنقه بأنفسهم لأن الأمير قرا يوسف كان قد أخذ على نفسه العهد «ص ٢٠٧».

(٢) حبيب السير ج ٣ ص ١٨٦.

(٣) البيتان للشريف الرضي.

٣٢٦

يا نفس من همّ إلى همة

فليس من عبء الأذى مستراح

أما فتى نال العلى فاشتفى

أو بطل ذاق الردى فاستراح

والمؤرخون أكثروا القول فيه من نواح عديدة ... علاقاته بالمجاورين ، وحرصه على العراق ، وملاذه وشهواته وأظن هذه مبالغا فيها وجاءت من طريق أعدائه الناقمين عليه وتنديداتهم لترويج سياسة الحكومة المناضلة له والمعادية (حكومة قرا يوسف) أو بيان سبب مخذوليته ... وعلى كل كان يطمح في التوسع ويحاول بسطة في الملك ... فلا يعرف الكلل ولم يصبه توان أو خطل ... فهو في الحقيقة يعد من أكبر ملوك العراق في هذه الأعصر ... إلا أنه لم يجد راحة من أمرائه ، ولا رأى طمأنينة من الخارج لينال العراق في أيامه خيرات جمة ... وأساسا لم تبق معالم للسابقين من أهل الحكومات قبله إلا القليل.

وجاء في الشذرات عنه :

«إنه ملك بعد موت أخيه الشيخ حسين بن أويس سنة ٧٨٤ ه‍ وكان سلطانا فاتكا ، له سطوة على الرعية ، مقداما ، شجاعا ، مهابا ، سفاكا للدماء وعنده جور وظلم على أمرائه وجنده وكانت له مشاركة في عدة علوم ومعرفة تامة بعلم النجامة ويد في الموسيقى (١) يجيد في تأديته إجادة بالغة الغاية منهمكا في اللذات التي تهواها الأنفس ، فأكرمه برقوق غاية الإكرام وأنعم عليه أجل الأنعام وأعطاه تقليد نيابة السلطنة ببغداد ... ثم سار إلى بغداد فدخلها ... وبعد وفاة تيمور صار بها حاكما على عادته إلى أن تغلب قرا يوسف على التتار (آل تيمور) وأخذ منهم تبريز وما والاها فوقع الخلف بينه وبين ابن أويس فتقابلا للقتال

__________________

(١) وزاد في كلشن خلفا أنه كان في الشعر أستاذا «ص ٥١ ـ ٢ كلشن خلفا».

٣٢٧

فكانت الكرة على ابن أويس وأخذ أسيرا ثم قتل يوم الأحد آخر ربيع الآخر» ا ه بتلخيص.

وجاء في الضوء عنه كلام طويل وتعداد لوقائعه وعلاقته بملك مصر (الظاهر برقوق) وحروبه لاستخلاص بغداد مرارا ... قال :

«ثم تنازع هو وقرا يوسف فكانت الكسرة عليه فأسره وقتله خنقا في ليلة الأحد سلخ ربيع الآخر سنة ٨١٣ ه‍ وطول شيخنا (ابن حجر) ذكره في أنبائه ، وأنه سار السيرة الجائرة وقتل في يوم واحد ثمانمائة نفس من الأعيان قال : وكان سفاكا للدماء ، متجاهرا بالقبائح وله مشاركة في عدة علوم كالنجوم والموسيقى ، وله تتبع كبير بالعربية وغيرها وكتب الخط المنسوب مع شجاعة ودهاء وحيل وصحبة في أهل العلم ، وكذا طول المقريزي في عقوده ، وابن خطيب الناصرية ترجمته وقال إنه كان حاكما عارفا مهيبا ؛ له سطوة على الرعية ، فتاكا منهمكا على الشرب واللذات ، له يد طولى في علم الموسيقى». ا ه (١).

وجاء في تاريخ الجنابي (٢) عنه ما نصه :

«كان ذا فهم لطيف ، وإدراك حسن إلا أنه كان غدارا ، ظلوما ،

__________________

(١) الضوء اللامع ج ١ ص ٢٤٤.

(٢) تاريخ الجنابي للعالم الشريف محمد مصطفى ابن السيد حسن ابن السيد سنان ابن السيد أحمد الحسني الهاشمي. أوله «أشرف كلام يتضوع نشره ورياه وأحسن مقال يتفوح طيبه وشذاه حمد صانع قادر لا يعبد سواه ...» ا ه. قال في مقدمته «فألفت من هذا الفن كتابا وجيزا جامعا .. من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن صدر منا هذا الرقم ... جمعته من مؤلفات كثيرة معتورة ، ومصنفات جليلة معتبرة ، وأوردت اسم الكتاب الذي نقلت عنه الكلام أما قبل النقل وأما عقيب الفراغ ليكون ذلك على صحة هذا المؤلف دليلا ولئلا يجد عائبا يعيب إلى كتابي هذا سبيلا ...» كتبه أيام السلطان مراد ابن السلطان سليم ... وهو في مجلدين ضخمين جدا منه نسخة رأيتها في المكتبة العامة في استانبول.

٣٢٨

سفاكا يتجاهر بالقبائح ، وله مشاركة في عدة علوم ، والموسيقى ، وعلم براية السهم والقوس وصنعة الخاتم وله شعر كثير بالعربية والفارسية ، وكتب الخط المنسوب ، وكانت له شجاعة ودهاء وميل ومحبة في أهل العلم .. دس إليه قرا يوسف من قتله في آخر ربيع الآخر لسنة ٨١٣ ه‍ ، وكان انكساره في ١٨ ربيع الآخر ..» ا ه.

ولم نعثر على نقود له في أيامه إلا قليلا منها قطعة ذهبية مضروبة في بغداد مؤرخة سنة ٧٩٠ ه‍ كتب في أحد وجهيها (ضرب بغداد) وفي أطرافه كتب بخط كوفي وبشكل مربع (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و(أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي) وفي ظهرها في الأركان بالتوالي (سنة ، تسعين ، وسبعمائة) وفي الوسط (السلطان الأعظم ، سلطان أحمد بهادر خان خلد الله ملكه) في ثلاثة أسطر وله نقد فضي ضرب في إربل ، وآخر في بغداد ، وكذا في تبريز ؛ وفي الحلة وكلها لا يقرأ تاريخها .. وفي الموصل والعمادية وواسط ممسوحة لا يقرأ تاريخها. وله نقود أيام حكومته الثانية منها ما هو موجود في المتحفة البريطانية ... (١).

وكان قد أثنى عليه حافظ الشيرازي المتوفى سنة ٧٩١ ه‍ صاحب الديوان الفارسي المعروف «بديوان حافظ» (٢) المتداول بين الناس.

والحاصل قد انقرضت حكومة الجلايرية من بغداد والعراق بعد وفاته بقليل وصارت بقاياها في تستر لمدة بعد أن قاومت في بغداد بعض المقاومة كما سيجيء ...

__________________

(١) مسكوكات قديمة إسلامية قتالوغي : ص ٢٠٢ : ٢٠٦.

(٢) كلشن خلفا ص ٥١ ـ ٢.

٣٢٩

وفيات

١ ـ شمس الدين محمد البغدادي الزركشي :

في هذه السنة (٨١٣ ه‍) توفي شمس الدين محمد بن سعد الدين ابن محمد بن نجم الدين محمد البغدادي نزيل القاهرة الزركشي مهر في القرانات (في عقد الجمان في القراءات) وشارك في الفنون (في عقد الجمان في الفتوى) وتعانى النظم وله قصيدة حسنة في العروض وشرحها ، ونظم العواطل الحوالي ست عشرة قصيدة على ستة عشر بحرا ليس فيها نقطة. وسمع منه ابن حجر وسمع هو أيضا من ابن حجر ورافقه في السماع ، وجرت له في آخر عمره محنة وتوفي في ذي الحجة (١).

٢ ـ قتلة صاحب الموصل :

وقتل في هذه السنة صاحب الموصل قرا عثمان بك وملك بعده ابنه حمزة بك ... (٢).

حوادث سنة ٨١٤ ه‍ ـ ١٤١١ م

الشاه محمد ـ فتح بغداد : (٥ المحرم سنة ٨١٤ ه‍):

من حين قتل السلطان أحمد سار الشاه محمد إلى بغداد بقصد الاستيلاء عليها إلا أنه لم يتم له ذلك إلا في أول سنة ٨١٤ ه‍ وكانت بقايا الجلايرية هناك فحاصرها والي بغداد آنئذ (بخشايش) من أمراء السلطان أحمد نصبه حينما ذهب لمحاربة الأمير قرا يوسف .. ولما علم بقتل السلطان أحمد طلب من دوندي سلطان بنت السلطان أويس أن

__________________

(١) الشذرات ج ٧ وعقد الجمان ج ٢٤.

(٢) الدر المكنون.

٣٣٠

يتزوج بنتها فلم تستطع مخالفته وأجابته على ما طلب وعمل لها عرسا عظيما ثم شرب إلى نصف الليل وقام ليجيء إلى القلندر خانة ويدخل إلى العروس فلما حط رجله في الركاب ليذهب وإذا قد ضرب عنقه وجعل رأسه على رمح وجثته على الفرس وواحد خلفه قد أمسكه والرأس قدام الفرس على الرمح والدفوف أمامه تضرب إلى الصبح وقتل آخرون غيره بإشارة السلطانة عن لسان السلطان أحمد .. ودوندي هذه هي بنت السلطان أويس زوّجها السلطان أحمد في حياته من ابن أخيه شاه ولد ابن الشهزاده شيخ علي فولدت منه ثلاثة بنين وهم محمود وأويس ومحمد وثلاث بنات ثم توفي.

أما أهل بغداد فإنهم أشاعوا أن السلطان أحمد لا يزال حيا وأنه لم يمت وأصروا على الحصار ولم يسلموا البلد بترتيب من دوندي سلطان وطالت مدة الحصار إلى أن عجزت الخاتون عن ضبط البلد وتحقق الجميع أن الإشاعات بورود الأخبار عن السلطان أحمد ليس لها نصيب من الصحة ، وأن السلطان أحمد قتل .. ففي هذه الأثناء أمرت دوندي سلطان بتزيين البلد وأن السلطان كان مختفيا وأنه سيخرج. فزينوا البلد كما أن الشاه محمد مل من طول الإقامة على الحصار دون جدوى فرجع ونزل بعقوبة ليرجع إلى تبريز فتم التزيين لمدة ثلاثة أيام والناس مشغولون في أمره فانسلت السلطانة ليلا مع أولادها الستة وأموالها ورجالها وانحدرت في السفن إلى واسط ومنها توجهت إلى تستر فلما أصبح الناس رأوا الخاتون قد رحلت وحينئذ قام أكابر البلد ومضوا إلى الشاه محمد ببعقوبة ودعوه إلى البلد وأخبروه بأن الخاتون قد ذهبت فدخل نهار الخميس قبل الظهر في ٥ المحرم سنة ٨١٤ ه‍ وحينئذ نهب التركمان بغداد يوما واحدا واستقر شاه محمد ببغداد إلا أن الأراجيف والإشاعات كانت تدور حول مجيء السلطان أحمد فقتل الشيخ أحمد السهروردي وابنه من جراء الإذاعات المذكورة والاتهام بها فإن الابن

٣٣١

صالح قد قدم قائمة إلى الشاه محمد بأسماء المرجفين وبينهم والده الشيخ أحمد السهروردي فأمره بقتل أبيه ثم أمر بقتله أيضا ومزق القائمة وسكنت الفتنة ... (١).

ومن هذا التاريخ ابتدأت سلطة (القراقوينلو) في العراق ...

وفيات

١ ـ إبراهيم بن محمد الموصلي :

في هذه السنة توفي إبراهيم بن محمد بن حسين الموصلي ثم المصري نزيل مكة المشرفة المالكي أقام بمكة ثلاثين سنة. وكان يتكسب بالنسخ بالأجرة مع العبادة والورع والدين المتين وكان يحج ماشيا من مكة وأثنى عليه المقريزي وتوفي بمكة (٢).

والظاهر أن المترجم هو إبراهيم بن أبي بكر الموصلي المذكور في الضوء اللامع قال : ترجمه شيخنا في أنبائه وصرح في أثناء الترجمة بأنه ابن الشيخ أبي بكر الموصلي المتوفى سنة ٧٩٧ ه‍ (٣).

٢ ـ الشاعر عبد الرحمن بن أبي الوفاء الموصلي :

وتوفي في هذه السنة الشاعر عبد الرحمن بن أبي الوفاء الموصلي (٤). وهو أخو الشاعر أحمد بن أبي الوفاء المذكور في وفيات سنة ٨١١ ه‍.

__________________

(١) تاريخ الغياثي.

(٢) الشذرات ج ٧.

(٣) الضوء اللامع ج ١ ص ٣٦ وص ٣٤.

(٤) الدر المكنون.

٣٣٢

٣٣٣

٣ ـ البدر أبو محمد حسن بن علي بن حسن بن علي التلعفري :

هو ابن القاضي علاء الدين المشرقي الأصل ثم التلعفري (١) الدمشقي الشافعي والد محمد وعبد الرحيم ويعرف بالمحوجب ، كان أبوه قاضي تلعفر من نواحي الموصل. ولد المترجم فيها ، ثم ذهب إلى دمشق قبل استكماله عشر سنين مع أبيه. فاشتغل في الفقه والقراءات والعربية والفرائض. ومن شيوخه العلاء التلعفري أحد تلامذة ابن تيمية وليس بأبيه بل هو آخر شاركه في النسبة واللقب. وصارت له يد في القراءات والفرائض ، وبراعة في الشروط مع الضبط لدينه ودنياه والوجاهة في العدالة ، ثم لزم بآخرة مسجد الخوارزمي من القبيبات إلى أن مات سنة ٨١٤ ه‍ نحو التسعين ... (٢).

بقايا الجلايرية

إن الجلايرية في أول سنة ٨١٤ ه‍ ساروا إلى واسط في السفن ومنها مضوا إلى (تستر) فأقاموا هناك وسيطروا على تلك الأنحاء وحاولوا استعادة بغداد فلم يمكنوا من ذلك وعد بعض المؤرخين تاريخ انقراضهم هو زوال آخر ملوكهم من الحلة ... (٣).

وهذه أسماء أمرائهم وبعض النتف عن أحوالهم هناك :

١ ـ السلطان محمود :

وهو ابن شاه ولد ابن الشهزاده شيخ علي. وكان هذا مع إخوته في حصار بغداد ثم خرج معهم وذهبوا إلى تستر وكان أكبرهم حكم تستر

__________________

(١) قال ابن الأثير : وظني أنها التل الأعفر فخفف وقالوا تلعفر. الضوء اللامع ج ٣ ص ١٠٩.

(٢) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٠٩.

(٣) وقائع تاريخية.

٣٣٤

لمدة سنتين ثم توفي وجلس أخوه السلطان أويس بعده (١) سنة ٨٢٢ ه‍.

وفاة دوندي :

وفي أيامه قامت أمه بشجاعة وقدرة لا مثيل لهما وهي التي مكنت لهم الإدارة في بغداد كما تقدم .. قال صاحب الشذرات :

«تندو (دوندي) بنت حسين بن أويس كانت بارعة الجمال وقدمت مع عمها أحمد بن أويس إلى مصر فتزوجها الظاهر برقوق ثم فارقها فتزوجها ابن عمها شاه ولد ابن شاه زاده (الشيخ علي) بن أويس. فلما رجعوا إلى بغداد ومات أحمد أقيم شاه ولد في السلطنة (الصحيح ابنه السلطان محمود) فدبرت مملكته حتى قتل وأقيمت هي بعده في السلطنة ثم ملكت تستر وغيرها واستقلت بالمملكة وصار في ملكها الحويزة وواسط يدعى لها على منابرها وتضرب السكة باسمها إلى أن ماتت في هذه السنة (سنة ٨٢٢ ه‍) وقام بعدها ابنها أويس بن شاه ولد ... قاله ابن حجر» ا ه.

٢ ـ السلطان أويس :

حكم تستر وخوزستان. وفي أول سنة ٨٢٤ ه‍ عزم على أخذ بغداد وكان الشاه محمد حاكما بها طمعا في الاستيلاء عليها فوصل باب البلد وضرب أصحابه الباب بدبابيس وكان ذلك في أواسط المحرم من هذه السنة إلا أن السلطان أويس سمع بتوجه اسكندر فرجع إلى تستر ... وفي جمادى الأولى من هذه السنة عاد السلطان أويس وتحارب مع جهان شاه فانكسر أويس في المعركة وقتل يوم الثلاثاء ١٤ جمادى الأولى من السنة المذكورة. وكانت مدة حكمه في تستر ثماني

__________________

(١) الغياثي ص ٢٠٧.

٣٣٥

سنوات (١). ولكن هذا التاريخ معارض بما جاء عن المؤرخين الآخرين على ما سيجيء في حوادث سنة ٨٣٠ ه‍ في المجلد التالي من هذا الكتاب.

٣ ـ السلطان محمد :

وهذا ابن شاه ولد المذكور حكم تستر أيضا ، وليها إثر وفاة أخيه. فلما كانت سنة ٨٢٦ ه‍ توجه إبراهيم سلطان من شيراز إلى تستر وعند ما سمع السلطان محمد بوصوله وعلم أن لا طاقة له به ترك المدينة ومضى إلى واسط والجزائر ومن هناك سار إلى الحلة ، وردها يوم الاثنين ٤ رجب سنة ٨٢٦ ه‍ وحينئذ خرج أميرها طورسون (درسون) ولم يتغير شيء على المدينة. وتوجه طورسون إلى تبريز ولم يعرج ببغداد. ثم إن السلطان محمد طمع في بغداد ومضى من الحلة إليها وحاصرها من الجانب الغربي فلم يستطع أن يدخلها ورجع إلى الحلة وحكم فيها مدة سنة وتوفي يوم الأربعاء ٩ شعبان سنة ٨٢٧ ه‍. فكان مجموع حكمه في الحلة وتستر ثلاث سنوات وكان وزيره تاج الدين بن حديد من أهل الحلة وهذا توفي أيضا يوم الجمعة ٤ ربيع الآخر سنة ٨٢٨ ه‍ (٢).

٤ ـ السلطان حسين بن علاء الدولة :

وعلاء الدولة هذا هو ابن السلطان أحمد. أما السلطان حسين فقد قيل إن أمه حملت به وتربى في سجن (عادل جواز) وكانت أمه من الجغتاي ، وعاش عند الأمير عثمان البياندري (٣) وكان قد طلبه السلطان

__________________

(١) الغياثي ص ٢١٠.

(٢) الغياثي ص ٢١١.

(٣) صحيحها البايندري. وحكومة البايندرية حكمت العراق وسيأتي الكلام عليها في المجلد التالي.

٣٣٦

محمد قبل وفاته بأربعة أشهر. فلما توفي السلطان محمد حكم السلطان حسين في الحلة نهار الجمعة ١٠ شعبان سنة ٨٢٧ ه‍ وهو آخر السلاطين الجلايرية. وكانت سيرته رديئة بما كان عليه ... فأنكر أمراؤه سوء عمله وكاتبوا إسبان فجاء وحاصره للمرة الأولى فلم يتمكن منه ورحل. وجاء ثانية وحاصره سبعة أشهر فقبض عليه في ١٦ المحرم سنة ٨٣٥ ه‍ ووكل به جماعة وأفهم أن يسولوا له الهرب وأن ينهزموا معه .. فلما هرب أرسل اسبان خلفهم فقبضوا عليه وقتلوه في ٣ ربيع الأول سنة ٨٣٥ ه‍ وكانت مدة حكمه في الحلة سبع سنوات ونصف. وكان وزيره عبد الكريم بن نجم الدين من أهل النيل وهذا توفي ليلة الثلاثاء ١٨ شوال سنة ٨٣٠ ه‍ وكان له من صلبه خمسة عشر ابنا وسبع بنات. وولي الوزارة بعده شهاب الدين في ١٦ ربيع الآخر سنة ٨٣٢ ه‍ وشنقه السلطان على باب التمغا وولى بعده أخاه نظام الدين (١).

وفي الضوء اللامع :

«حسين بن علاء الدين (الصحيح علاء الدولة) ... كان اللنك أسره وأخاه حسنا وحملهما إلى سمرقند ، ثم أطلقا فساحا في الأرض فقيرين ، مجردين ، فأما حسن فاتصل بالناصر فرج وصار في خدمته ، ومات عنده قديما. وأما هذا فتنقل في البلاد إلى أن دخل العراق فوجد شاه محمد بن شاه ولد بن أحمد بن أويس وكان أبوه صاحب البصرة فمات فملك ولده شاه محمد فصادفه حسين وقد حضره الموت فعهد إليه بالمملكة فاستولى على البصرة وواسط وغيرهما ، ثم حاربه أصبهان شاه (اسبان) بن قرا يوسف فانتمى حسين إلى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إليه وملك الموصل وإربل وتكريت وكانت مع قرا يوسف فقوي

__________________

(١) الغياثي ص ٢١٢.

٣٣٧

أصبهان شاه بن قرا يوسف واستنقذ البلاد ، وكان يخرب كل بلد ويحرقه إلى أن حاصر حسينا بالحلة سبعة أشهر ، ثم ظفر به بعد أن أعطاه الأمان فقتله خنقا في ٣ صفر سنة ٨٣٥ ه‍ وهو في عقود المقريزي فقال ابن علاء الدولة وترجمه وهو الشائع ....» ا ه (١).

ومن ثم طوي اسمهم ولم يبق إلا في صحائف التاريخ ولم يعد يذكر أحد منهم في عداد رجال الإدارة والممالك ...

سلاطين الجلايرية

١ ـ الشيخ حسن الكبير (٧٣٨ ه‍ : ٧٥٧ ه‍).

٢ ـ السلطان أويس (٧٥٧ ه‍ : ٧٧٦ ه‍).

٣ ـ السلطان حسين بن أويس (٧٧٦ ه‍ : ٧٨٤ ه‍).

٤ ـ السلطان أحمد بن أويس (٧٨٤ ه‍ : ٨١٣ ه‍).

٥ ـ السلطان محمود بن شاه ولد ابن الشيخ علي (٨١٣ ه‍ : ٨١٥ ه‍).

٦ ـ سلطان أويس الثاني بن شاه ولد (٨١٥ ه‍ : ٨٢٢ ه‍).

٧ ـ السلطان محمد بن شاه ولد (٨٢٢ ه‍ : ٨٢٧ ه‍).

٨ ـ السلطان حسين بن علاء الدولة بن سلطان أحمد (٨٢٧ ه‍ :

٨٣٥ ه‍).

ملحوظة : هذه القائمة أخذت من تاريخ سني حكمهم ... وفيها مخالفة لما جاء في تاريخ مفصل إيران. سواء في أسماء الأمراء أو في مدة حكم كل منهم. وبعض المؤرخين يعد دوندي هي الملكة إلى تاريخ وفاتها سنة ٨٢٢ ه‍ ...

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٦٠.

٣٣٨

٣٣٩

الحكومات المجاورة

أو ذوات العلاقة

١ ـ الحكومة الجوبانية :

هذه فصلنا حوادثها في وقائع خاصة ذكرت أثناء الكلام على حوادث العراق فلا نرى محلا لتكرارها ... وأساس هذه الحكومة الأمير جوبان السلدوزي المذكور في المجلد الأول.

٢ ـ آل مظفر :

بسطنا الكلام عليهم وبينا بعض علاقاتهم ووقائعهم بالحكومة العراقية ...

٣ ـ إمارة اللر :

وتعرف (باللر الصغيرة) أو (إمارة الفيلية) وقد أفردناها بكتاب خاص ... وتبتدىء بالرياسة العشائرية على يد شجاع الدين خورشيد الذي عرف سنة ٥٨٠ ه‍. وهذا توفي سنة ٦٢١ ه‍ وخلفه سيف الدين رستم ابن أخيه. ثم أبو بكر بن محمد (أخو سيف الدين رستم) ، ثم عز الدين كرشاسف بن محمد المذكور.

وقد مر الكلام على بعض أمرائهم ومن المعاصرين لهذه الحكومة.

١ ـ شجاع الدين محمود بن عز الدين حسين.

٢ ـ ملك عز الدين بن شجاع الدين محمود.

٣ ـ أحمد بن عز الدين.

٤ ـ حكومة الجغتاي :

هذه حكمت ما وراء النهر ولا علاقة لنا بها لو لا أن مباحث

٣٤٠