موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

الدائم وعبد الوهاب بن الناصح وغيرهما ، وحدث ، وكان فاضلا عالما بالفنون ، ذا ورع وزهد. مات في المحرم من هذه السنة (١).

٣ ـ محمد بن طاهر الواسطي :

النقيب ، حدث عن الفخر ، ومات في صفر سنة ٧٤٦ ه‍ وفي رواية سنة ٧٤٤ ه‍ أو سنة ٧٤٧ ه‍ (٢).

٤ ـ الدلقندي :

في هذه السنة في يوم عاشوراء توفي فجأة الأمير السيد عماد الدين ناصر بن محمد الدلقندي وقد مر بنا ذكر الأمير علي ابن الأمير طالب الدلقندي ولا تعرف درجة قرابتهما ولا مكانتهما ... وقد رثى صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي المترجم بقصيدة مطلعها :

اليوم زعزع ركن المجد وانهدما

فحق للخلق أن تذري الدموع دما

ومنها :

يا ابن الأئمة والقوم الذين سموا

على الأنام فكانوا للهدى علما

مثواك في يوم عاشوراء يخبرنا

بقرب أصلك من آبائك الكرما

وذكر له ولدين هما نظام الدين وتاج الدين (٣) ... وقد مضى البحث عن الدلقندي في المجلد الأول من هذا التاريخ ...

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣١٧.

(٢) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٤٥٩.

(٣) ديوان الصفي الحلي ص ٢٤٨.

٦١

حوادث سنة ٧٤٨ ه‍ ـ ١٣٤٧ م

السلطان ـ حرب اللر :

شاهد ابن بطوطة السلطان فقال : «كان سلطان بغداد والعراق في عهد دخولي إليها (في هذه السنة) الشيخ حسن ابن عمة السلطان أبي سعيد ... وكان السلطان حسن غائبا عن بغداد في هذه المدة متوجها لقتال السلطان أتابك افراسياب صاحب بلاد اللر ...» (١).

إمارة اللر الكبيرة :

يراد ببلاد اللر إمارة «اللر الكبيرة» أو المعروفة اليوم ب «البختارية» تمييزا لها عن اللر الصغيرة «إمارة الفيلية» وتأسست إمارة اللر الكبيرة أيام أبي طاهر محمد عام ٥٤٥ ه‍ ، أو سنة ٥٥٠ ه‍ وتوالى فيها تسعة أمراء :

١ ـ أبو طاهر (٥٤٥ ه‍ : ٥٥٠ ه‍).

٢ ـ هزار اسف (٥٥٠ ه‍ : ٥٥٤ ه‍).

٣ ـ تكله (٥٥٤ ه‍ : ٥٥٦ ه‍).

٤ ـ شمس الدين الب ارغون (٦٥٦ ه‍ : ٦٧١ ه‍).

٥ ـ يوسف شاه (٦٧١ ه‍ : ٦٨٠ ه‍).

٦ ـ افراسياب (٦٨٠ ه‍ ـ ٦٩٦ ه‍).

٧ ـ نصرة الدين أحمد (٦٩٦ ه‍ : ٧٣٢ ه‍).

٨ ـ ركن الدين يوسف شاه (٧٣٢ ه‍ : ٧٤٠ ه‍).

٩ ـ مظفر الدين أفراسياب (٧٤٠ ه‍ : ٧٩٥ ه‍).

__________________

(١) رحلة ابن بطوطة ج ٢ ص ١٦٨.

٦٢

وقد أطنب ابن بطوطة في الكلام على أميرها افراسياب المذكور والموضوع البحث .. وإمارتهم تسمى «الأتابكة الفضلوية» وقد امتدت سلطتها إلى تستر وايذج ... وهذه كان لسلطان العراق مقرر عليها أي أنها تابعة ومنقادة له ... ولا يسع المقام التفصيل ولا ذكر من جاء بعد افراسياب. وقد مر في المجلد الأول الكلام على افراسياب الأول ونصرة الدين أحمد وغيرهما ...

وقائع العرب (قبيلة طيىء):

في هذه السنة حدثت وقائع وحروب بين أمراء العرب من طيىء وذلك أن سيف بن فضل بن عيسى بن مهنا جمع لحرب مهنا بن عيسى ووقعت بينه وبين فياض بن مهنا وقعة انكسر فيها ، ثم تواترت الحروب ونهبوا من مال سيف .. وحصل للرعية بسبب هذه الحروب شرور كثيرة في هذه الأيام وما بعدها إلى أن قتل سيف (١) ..

الملك الأشرف ـ حصار بغداد :

في أول موسم الربيع من سنة ٧٤٨ ه‍ تحرك الملك الأشرف من قراباغ وصال على الشيخ حسن الايلگاني متوجها إلى بغداد فعلم الشيخ بذلك فاتخذ الأهبة واستعد للكفاح. توجه الأشرف نحو قلعة كماخ أولا فلم ينل منها مأربا وكانت المواطن قد استحكمت ومنع من دخولها دلشاد خاتون والخواجه مرجان وقرا حسن فمال نحو بغداد ولما وصلها رأى البلد محكما مضبوطا أيضا فتحارب جيش الأشرف بضعة أيام فلم يحصل على طائل. وإن الأمير أحمد من مقربي الملك الأشرف تكلم مع البغداديين على ساحل دجلة بقصد الإقناع فلم يفز بغرض أيضا ، وفي الأثناء هاجمه بعض الخيالة من البغداديين فاستولى الخوف عليه وعلى

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ١٨٣.

٦٣

الملك الأشرف وانهزموا بمن معهم فحاول أمراء بغداد أن يعقبوا أثرهم وينكلوا بهم أثناء هربهم فمنعتهم دلشاد خاتون حذرا من الخدعة وآوت من مال إلى بغداد من الأفراد الملتجئين من عسكره المنهزم (١) ...

وفيات

١ ـ نجم الدين محمود (وزير بغداد):

هو ابن علي بن شروين البغدادي كان وزير بغداد وفي سنة ٧٣٨ ه‍ سار إلى الديار المصرية لما رأى من كثرة الاختلاف فاتفق مع جماعة عند إرادة الفتك به ... فتوجهوا إلى الشام ثم قدموا القاهرة فلما سلم على الناصر وقبّل الأرض قبل يده فوضع فيها حجر يلخش وزنه أربعون درهما قوّم بأكثر من عشرة آلاف دينار فأكرمه السلطان وقرره أمير طبلخانات وأعطاه إمرة وتشريفا ووصى السلطان أن يرتب وزيرا بعده فولي الوزارة في أول دولة المنصور فعامل الناس بالجميل واستمر إلى أن ولي الصالح إسماعيل فحظي عنده ثم عزل في دولة الكامل شعبان ، فلما ولي المظفر حاجي أعيد إلى أن خرج في أوائل شهر رجب سنة ٧٤٨ ه‍ وطغيتمر النجمي الدوادار وغيرهما إلى غزة ثم قتلوا بها في السنة المذكورة. وكان جوادا كثير الصدقات. وهو الذي أقدم ابن عبد الهادي إلى القاهرة حتى سمعوا صحيح مسلم.

وممن كان معه حين سفره إلى الديار المصرية محمود فخر الدين نائب الحلة أيام أبي سعيد وبعده ، كان موصوفا بالشجاعة والإقدام وهو الذي باشر قتل ابن السهروردي لما قدم لإرادة مصادرة أهلها. ولما وصلوا إلى دمشق استقر محمود هذا أميرا بأربعين فرسا.

__________________

(١) روضة الصفا ج ٥ ص ١٦٧ والتفصيل هناك.

٦٤

وممن كان معه نظام الدين يحيى بن عبد الرحمن الجعبري «الجعفري» المعروف بابن النور الحكيم أصله من بغداد وكان أبوه من فضلاء المتميزين في صناعة الكحل وخالط الوزير وكثر ماله واشتغل ابنه يحيى وتأدب وكتب الخط الجيد واتصل بأبي سعيد فكان يكتب عنه الكتب التي بالعربية ويكتب عنه إلى مصر وغيرها بعبارة جيدة وحج بالناس مرة على الركب العراقي ، ثم قدم دمشق مع الوزير نجم الدين ثم دخل صحبته إلى القاهرة واستقر نجم الدين أمير مائة وبقي هو في خدمة قوصون ، وكان حاذقا بالموسيقى ثم عاد إلى دمشق فاستقر بها في مشيخة الربوة وطلب الحديث فسمع بدمشق والقاهرة فأكثر وكتب الخط الجيد كثيرا ... وكان له نظم حسن (١) ...

٢ ـ نجم الدين سليمان النهرماوي :

هو ابن عبد الرحمن بن علي النهرماوي (النهرماري) البغدادي الحنبلي ، حدث بالإجازة عن كمال البزار والرشيد بن أبي القاسم ، وتفقه على أبي بكر الزريراني وتقدم في معرفة الفقه إلى أن صار شيخ الحنابلة ببغداد ، وولي قضاءها نيابة والتدريس بالمستنصرية (ورد المستظهرية) وترك ذلك قبل موته بقليل واستقل ولده بالحكم والتدريس. وكانت وفاة النجم في جمادى الآخرة سنة ٧٤٨ ه‍ (٢).

٣ ـ نجم الدين عبد العزيز بن عبد القادر الربعي البغدادي :

ولد سنة ٦٦٢ ه‍ ببغداد وسمع بها وقدم الشام. وكانت له نباهة. صنف كتاب نتائج الشيب من مدح وعيب في مجلد. وله رسالة في الرد على من أنكر الكيمياء وغير ذلك ، سمع منه جماعة .. مات سنة ٧٤٨ ه‍ (٣).

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٣٢ و٣٤٤ و٤١٨.

(٢) الدرر الكامنة ج ٢ ص ١٥١.

(٣) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٣٧٦.

٦٥

حوادث سنة ٧٤٩ ه‍ ـ ١٣٤٨ م

الطاعون العام :

في هذه السنة كان الطاعون العام الذي لم يسمع بمثله ، عم البلاد حتى قيل إنه مات نصف الناس ونصف الطيور والوحوش والكلاب وعمل فيه ابن الوردي مقامة (١) ..

جاء عنه في تحفة اللبيب وبغية الكئيب الموجود في خزانة باريس الأهلية لأبي الفتح محمد بن علي بن القاضي تقي الدين العوفي (٢) المصري ما نصه :

«وأشهرها الطاعون الجارف الذي كان ببغداد وسائر العراق ، ابتدأ في أواخر صفر سنة ٧٤٩ ه‍ من قرية يقال لها حصصتا من عمل الدجيل ، ثم انتقل إلى المشهد الكاظمي ، وعبر الجانب الشرقي والغربي ، وأباد أهلها وكان الرجل يخرج من بيته معافى صحيحا فيودع الناس ، ويرجع إلى بيته فيموت ، وتكاثر في رجب ، واشتد في رمضان ، وصعب في ذي القعدة ، وبلغ الغاية العظمى في ذي الحجة والمحرم سنة ٧٥٠ ه‍ إلى حادي عشرين صفر ...» ا ه. قاله الصديق الأستاذ مصطفى جواد.

أمير العرب :

في هذه السنة توفي الأمير أحمد بن مهنا ابن الأمير عيسى أمير العرب من آل فضل توفي بناحية السلمية. وكان جميل السلوك محترما عند الملوك رحمه الله (٣). وفتّ موته في أعضاد آل مهنا وتوجه أخوه فياض

__________________

(١) الشذرات ج ٦ ص ١٥٨.

(٢) نسبة إلى عبد الرحمن بن عوف (رض).

(٣) عقد الجمان ج ٢٣.

٦٦

الغشوم القاطع للطرق الظالم للرعية إلى مصر ليتولى الإمارة على العرب مكان أخيه أحمد فأجيب إلى ذلك فشكا عليه رجل شريف أنه قطع عليه الطريق وأخذ ماله وتعرض إلى حريمه فرسم السلطان بإنصافه منه فأغلظ فياض في القول طمعا بصغر سن السلطان فقبضوا عليه قبضا شنيعا.

وكان في عام ٧٤٧ ه‍ قد اقتتل هؤلاء مع سيف بن فضل بن عيسى أمير العرب فانكسر سيف ونهبت جماله وأمواله ونجا بعد اللتيا واللتي وقد نال الأهلين من هؤلاء الأمر الكبير من التعديات على بلد المعرة وحماة وغيرهما بما لا يوصف ...

وإن سيف هذا كان قد عزل عن الإمارة عام ٧٤٦ ه‍ ونصب مكانه أحمد بن مهنا وأعيد إقطاع فياض بن مهنا إليه ...

وعلى كل كانت السلطة تابعة للأقوى ولمن يتغلب على منازعيه فيها ... وهي إمارة عشائرية ... ولم يعلم في هذه الأيام عن علاقة هؤلاء بالعراق ودرجة اتصالهم به لقلة المصادر المعروفة ... ولما كانت أقسام كبيرة من عشائر العراق ترجع إلى قبائل طيىء وهؤلاء أمراؤها فالاتصال ظاهر. وهذا ما دعا أن نشير إلى وقائعهم فيما بينهم وبين الحكومة السورية (١) ...

وأول من ذاع ذكره من هذا البيت في أيام العادل عمرو بن بلي. وديارهم من حمص إلى قلعة جعبر إلى الرحبة آخذة على سقي الفرات وأطراف العراق. ولهم مياه كثيرة ومناهل. وكان أحمد هذا أمير العرب. ولد سنة ٦٨٤ ه‍ وولي أمرة آل فضل في أيام الناصر ، وصرف عنها ثم أعيد ، وكان جوادا كريما ، خيرا ، جيد المعاملة ، وفيا بالعهد ، لم يكن في أولاد مهنا مثله في العقل والسكون والديانة. قد جرت له وقائع ،

__________________

(١) تاريخ ابن الوردي ج ٢ ص ٣٤٢ وص ٣٤٦ وص ٣٥٣.

٦٧

قدم القاهرة مرارا ، واعتقله طقزدمر نائب الشام سنة ٧٤٥ ه‍ بدمشق ، ثم بصفد ، وأطلقه الكامل في شعبان سنة ٧٤٦ ه‍ وأكرمه ، وأمره عوضا عن سيف بن فضل ثم أعيد سيف في أيام المظفر حاجي ، وعزل أحمد وكان بالقاهرة فأخرج منها ، ثم قدم سنة ٧٤٩ ه‍ وأعاده السلطان حسن ورجع إلى بلاده فمات في رجب هذه السنة (١).

عودة السلطان من تستر ـ خبيئة :

قد جاء في الشذرات أنه في هذه السنة وعلى ما جاء في ابن بطوطة في السنة التي قبلها توجه السلطان إلى تستر ليأخذ من أهلها قطيعة قررها عليهم فأخذها وعاد فوجد نوابه في رواق العدل في بغداد ثلاث قدور مثل قدور الهريسة مملوءة ذهبا مصريا وصوريا ويوسفيا وفي بعضها سكة الخليفة الناصر البغدادي وغير ذلك فيقال جاء وزن ذلك أربعين قنطارا بالبغدادي (٢) ... وفي تاريخ الغياثي :

«وظفر ـ الشيخ حسن ـ في بغداد بخبيئة قيل إنه وجد فيها خمسمائة ألف مثقال ذهبا» ا ه (٣).

وفيات

١ ـ ابن الوردي :

في هذه السنة أو في التي قبلها توفي ابن الوردي وهو الشيخ زين الدين عمر بن الوردي. وعلى تاريخه عولنا في حوادث كثيرة إلا أنه قليل التعرض لحوادث العراق وكتابه في مجلدين طبع بولاق مصر عام

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ٣٢٢.

(٢) الشذرات ج ٦ حوادث سنة ٧٥٧. والدرر الكامنة ج ٢ ص ١٤.

(٣) ص ١٨٠.

٦٨

١٢٨٥ ه‍ وعليه بعض التعاليق وقد أضيفت حوادثه الأخيرة إلى تاريخ أبي الفداء المطبوع في الآستانة لذا نجد النصين متفقين في اللفظ ... وترجمته مذكورة في فوات الوفيات (١).

٢ ـ صفي الدين الخطيب البغدادي :

في هذه السنة توفي صفي الدين أبو عبد الله الحسين بن بدران بن داود البابصري البغدادي الفقيه الحنبلي المحدث النحوي الأديب ولد سنة ٧١٢ ه‍ وسمع الحديث متأخرا وعني به وتفقه وبرع في العربية والأدب ونظم الشعر الحسن وصنف في علوم الحديث وغيرها واختصر الإكمال لابن ماكولا. توفي يوم الجمعة ١٧ رمضان سنة ٧٤٩ ه‍ ببغداد مطعونا ودفن بمقبرة باب حرب (٢).

قال في الدرر الكامنة ولي الإعادة بدار الحديث بالمستنصرية. وكان بارعا في الأدب مشاركا في الحديث والتاريخ مع الصيانة والديانة.

٣ ـ أبو الخير سعيد الذهلي الحريري : (مؤرخ عراقي):

توفي أبو الخير سعيد بن عبد الله الذهلي الحريري الحنبلي الحافظ مولى صلاح الدين عبد الرحمن بن عمر الحريري سمع ببغداد من الدقوقي وخلق وبدمشق من زينب بنت الكمال وأمم وبالقاهرة والإسكندرية وبلدان شتى وعني بالحديث وأكثر من السماع والشيوخ وجمع تراجم كثيرة لأعيان أهل بغداد وخرج الكثير وكتب بخطه الرديء كثيرا ، قال الذهبي : «له رحلة وعمل جيد وهمة في التاريخ ويكثر المشائخ والأجزاء وهو ذكي

__________________

(١) ج ٢ ص ١٤٥ ومر وصف تاريخه المسمى بالمختصر في أخبار البشر في المجلد الأول من تاريخ العراق.

(٢) الشذرات ج ٦ ص ١٦٣ والدرر الكامنة ج ٢ ص ٥٣.

٦٩

صحيح الذهن عارف بالرجال حافظ» انتهى (١).

٤ ـ سراج الدين البزار :

توفي سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن موسى بن الخليل البغدادي الأزجي البزار الفقيه الحنبلي المحدث ولد نحو سنة ٦٨٨ ه‍ وسمع من إسماعيل بن الطبال وابن الدواليبي وجماعة وعني بالحديث وقرأ الكثير ورحل إلى دمشق فسمع بها وأخذ عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية وحج مرارا ثم أقام بدمشق وكان حسن القراءة ذا عبادة وتهجد ، وصنف كثيرا في الحديث وعلومه ثم توجه إلى الحج في هذه السنة فتوفي بمنزلة حاجر قبل الوصول إلى الميقات ومعه نحو خمسين نفسا بالطاعون وذلك صبيحة يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة ودفن بتلك المنزلة (٢).

حوادث سنة ٧٥٠ ه‍ ـ ١٣٤٩ م

الطاعون في الموصل :

إن الطاعون الآنف الذكر قد عم الموصل أيضا فكان تأثيره كبيرا دخلها في هذه السنة. وهذه الأمراض نرى فتكها عظيما مع قلة وسائط النقل والاختلاط. واستولى على بغداد أيضا (٣).

وفيات

١ ـ عمر بن علي بن عمر القزويني :

الحافظ الكبير ، محدث العراق سراج الدين ولد سنة ٦٨٣ وعني

__________________

(١) الشذرات ج ٦ والدرر الكامنة ج ٢ ص ١٣٤ ، وضبط الدهلي بكسر الدال وسكون الهاء ...

(٢) الدرر الكامنة ج ٣ ص ١٨٠ والشذرات.

(٣) الدر المكنون وغيره.

٧٠

بالحديث وسمع من الرشيد بن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي والنجم أحمد بن غزال وجمع جم ، وأجاز له التقي سليمان وغيره من دمشق ، وصنف التصانيف وعمل الفهرست وأجاد فيه. مات سنة ٧٥٠ ه‍ روى عنه جماعة من آخرهم صاحب القاموس (١).

٢ ـ حمد الله المستوفي : (مؤرخ معروف)

في هذه السنة توفي الخواجة حمد الله أحمد (٢) بن تاج الدين أبي بكر بن نصر المستوفي القزويني من أسرة قديمة في قزوين. وكان لهذا البيت سعي بليغ في استئصال آل الجويني. ولد المترجم سنة ٦٨٠ ه‍ في قزوين ، وكان من أخص كتاب الخواجه رشيد الدين فضل الله صاحب جامع التواريخ. وفي سنة ٧١١ ه‍ بعد قتل سعد الدين الساوجي نال بعض المناصب المهمة. ولما قتل الخواجة رشيد الدين لازم ابنه الخواجه غياث الدين محمدا ثم انقطعت عنا أخباره فلم نقف على تفصيل عنها ... وكان شاعرا وكاتبا بليغا وله اطلاع واسع على اللغة الفارسية. وأما التاريخ فيعد من أكابر رجاله تخرج على الخواجه رشيد الدين فنال حظا وافرا من العلوم في أيامه ...

وله :

١ ـ تاريخ گزيده من أجلّ الآثار التاريخية. قدمه للخواجه غياث الدين محمد وكان اعتماده على جامع التواريخ وكتب تاريخية أخرى ومن أهم ما فيه بيانه في آخر كتابه هذا عن العلماء والأئمة والفضلاء ، وأوضح عن قزوين إيضاحا جغرافيا كافيا. أتمه سنة ٧٣٠ ه‍.

وقد ألحق به محمود كيتي مبحثا جليلا عن آل مظفر كتبه سنة

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٣ ص ١٨٠.

(٢) كشف الظنون ج ٢ ص ٥٩٥ ، طبعة استانبول ذكره باسم محمد في مادة نزهة القلوب وقطع أنه توفي سنة ٧٥٠ ه‍ وفي «كزيده» بين أنه حمد الله.

٧١

٨٢٣ ه‍ تكلم عليهم من ابتداء ظهورهم سنة ٧١٨ ه‍ إلى أن انقرضوا عام ٧٩٥ ه‍ وعندي نسخة قديمة ومعتنى بها منه إلا أنها ناقصة الأول والآخر وفيها تصحيحات مهمة والنسخة المطبوعة في لندن وإن كانت تمثل الأصل القديم لا تخلو من أغلاط فاحشة جدا ...

٢ ـ ظفرنامه : تاريخ منظوم يبتدىء من أيام العرب ، ويتكلم على سلاطين إيران وحكومة المغول .. وأهم ما فيها ، عن أيام المغول ..

وهي في ٧٥ ألف بيت بارى بها الفردوسي قال في أولها :

ظفر نامه كن نام اين نامه را

بدين تازه كن رسم شهنامه را

وكان نظم منها خمسين ألف بيت في خمس عشرة سنة ثم تركها وكتب تاريخ گزيده وبعد أن أتمه عاد إليها وأتمها سنة ٧٣٥ ه‍ ومنها نسخة في المتحفة البريطانية برقم ٢٨٣٣ بين الكتب الفارسية هناك.

٣ ـ نزهة القلوب ، وهذه في الجغرافية وفيها مطالب عن العراق وإيران لا يستهان بها. أتمها سنة ٧٤٠ ه‍ طبعت في الهند سنة ١٣١١ وطبع في ليدن منها قسم المقالة الثالثة سنة ١٣٣١ ه‍ (١٩١٣ م).

والمؤلف ذو علاقة بالعراق وبياناته عنها وافرة وموثوقة ..

٣ ـ جمال الدين البابصري :

وفي هذه السنة توفي جمال الدين أبو العباس أحمد بن علي بن محمد البابصري البغدادي الحنبلي الفقية الفرضي الأديب ولد نحو سنة ٧٠٧ وسمع الحديث على صفي الدين بن عبد الحق وغيره وتفقه على الشيخ صفي الدين ولازمه وعلى غيره وبرع في الفرائض والحساب ، وقرأ الأصول والعربية والعروض والأدب ونظم الشعر الحسن ، وكتب بخطه الحسن الكثير ، واشتهر بالاشتغال في الفتيا ومعرفة المذهب ، وأثنى عليه فضلاء الطوائف ، وكان صالحا ، متواضعا ، حسن الأخلاق طارحا

٧٢

للتكلف. توفي سنة ٧٥٠ ه‍ ببغداد في الطاعون بعد رجوعه من الحج ..

٤ ـ ابن ترشك البغدادي :

هو تاج الدين محمد بن يوسف بن عبد الغني بن ترشك البغدادي المقرىء الصوفي ولد سنة ٦٦٨ ه‍ وسمع من ابن الحصين وأجاز له جماعة ، وقرأ بالروايات وكان ذات سمت حسن وخلق طاهر ونفس عفيفة ، وهو حسن الصوت مطرب إلى الغاية. قدم دمشق مرارا وحدث.

حج غير مرة ثم عاد إلى بلده ومات سنة ٧٥٠ ه‍ (١).

٥ ـ صفي الدين الحلي :

هو صفي الدين عبد العزيز بن سرايا السنبسي الطائي الحلي. ولد في ربيع الآخر سنة ٦٧٧ ه‍. شاعر ذائع الصيت ، انتشر ديوانه ، وتداول الناس مختارات شعره .. وفي دراسة ديوانه ما يبصر بدرجة إحساسه ورقة شعوره ... والمهم أنه برز في عصر كادت تغلب عليه العجمة وتسود الفارسية حكومة العراق فتستولي على كافة شؤونها حتى الآداب ... والمغول وأخلافهم استخدموا الإيرانيين في مصالحهم ... وفي أواخر الحكومة الزائلة ، وفي هذا العصر حاولوا أن يعيدوا عصر الفردوسي وجربوا تجارب عديدة في أن ينالوا مكانته ، أو يحصلوا على منزلته في الشعر ... والحق أن هذا مما أعاد لإيران عهدا أدبيا فقد اتقنوا فروع الآداب وظهر فيهم الشعراء ، والكتاب والمؤرخون ... وضيقوا الخناق على العربية وآدابها ، كما زاحموا العرب في السياسة ومقدرات المملكة فكان الشعراء والأدباء منهم ... ولم نعلم شاعرا عربيا نال مكانة تذكر في هذه الحكومة (الجلايرية) وإنما نرى شعراء العجم في درجة رفيعة واتصال وثيق من البلاط الملكي أمثال سلمان الساوجي وعبيد زاكاني وغيرهما.

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٢٩٧.

٧٣

٧٤

وشاعرنا الصفي يعد من مشاهير أدباء العصر وعلمائه وإن كانت أشعاره ليست في الذروة العليا ... ولم نر له مدحا أو اتصالا بملك الجلايرية ولكننا نرى له علاقة مكينة بالأمراء والملوك الذين لا تزال العربية رائجة الأسواق لديهم .. والملحوظ أن العراق ربى جماعات فمالوا إلى الأقطار الأخرى ولجأوا إليها لما رأوا من خذلان وقد قال المترجم في مقدمة ديوانه :

«ثم جرت بالعراق حروب ومحن ، وطالت خطوب وإحن ، أوجبت بعدي عن عريني ، وهجر أهلي وقريني ، بعد أن تكمل لي من الأشعار ، ما سبقني إلى الأمصار ، وحدت به الركبان في الأسفار ...» الخ.

فحط رحاله في آل أرتق ونعتهم بجابري كسر الإسلام والمسلمين ..

وله (درر النحور في مدائح الملك المنصور) ، ومدائح في السلطان شمس الدين أبي المكارم صالح من ملوكهم ... ذهب إلى الحج فمال إلى مصر سنة ٧٢٦ ه‍ ومدح الناصر وجمع له ديوانه ورتبه ووسمه باسمه وعلى كل توجهت الآداب نحو البلاد العربية الأخرى وقد حمت الأدباء كما أجلت العلماء ومن بين هؤلاء مترجمنا ...

وقد نعته صاحب روضات الجنات بقوله : «كان عالما ، فاضلا ، منشيا أديبا ، من تلامذة المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي (١) ، وله القصيدة البديعية ، وشرحها ، وله ديوان كبير ، وديوان صغير ... وقد كان رحمه الله من كبار شعراء الشيعة ، ومسلما بين الفريقين فضله ونبالته» ا ه (٢).

__________________

(١) المشهور أن المحقق صاحب المختصر النافع توفي سنة ٦٧٦ ه‍ وصفي الدين الحلي ولد سنة ٦٧٧ ه‍ فكان من المستبعد عده من تلامذته.

(٢) روضات الجنات ص ٤٤٠.

٧٥

والرجل شاعر عربي يتحمس لقومه ، ويتعصب لهم ، ويناضل عنهم ، ويبث فيهم روح الطموح والأنفة وهذه من أكبر مزاياه في عصر تغلغل فيه العجم وأحرجوا العرب ، وشاركوهم في أرزاقهم. وزاحموهم في حياتهم وأوطانهم .. ذلك منه كبير ، يعظمه في عيون العرب فقد نطق حين سكت الكثيرون وأذاع فكرته في مخلتف الأقطار وكان الناس مشغولين بأنفسهم ...

انقطع مدة إلى ملوك ماردين ، ودخل القاهرة ، وكان يتعانى التجارة ويرحل إلى الشام ومصر وغيرها ، وثم يرجع إلى بلاده وفي غضون ذلك يمدح الملوك والأعيان .. وفيه ذكر لمشاهير عراقيين ضاعت غالب أخبارهم ... توفي سنة ٧٥٠ ه‍. ديوانه مطبوع معروف ، وترجمته مبسوطة في كتب كثيرة مثل الدرر وفوات الوفيات وغيرهما من كتب التراجم ..

٦ ـ تاج الدين علي بن سنجر البغدادي المعروف ب (ابن السباك):

تاج الدين بن قطب الدين أبو الحسن بن أبي النجيب (ابن السباك) الحنفي ولد سنة ٦٦١ ه‍ أو قبلها وسمع الأحكام للمجد بن تيمية منه وإحياء العلوم من محمد بن المبارك المخزومي وأجاز له أبو الفضل بن الزيات وغيره وأخذ القراءات عن مبارك بن عبد الله الموصلي وتفقه على ظهير الدين محمد بن عمر البخاري وعلى مظفر الدين أحمد بن علي الساعاتي صاحب مجمع البحرين وقرأ الفرائض على أبي العلاء الفرضي الكلاباذي والأدب على الحسين بن أبان وشرح أكثر الجامع الكبير ونظم أرجوزة في الفقه وكان يكتب خطا حسنا جيدا وأخذ عنه أبو الخير الذهلي والعفيف المطري وآخرون. ولما ولي حسام الدين الفوري (الغوري) قضاء بغداد دخل عليه وهو

٧٦

شيخه فقال له وهو بالخلعة الحمد لله الذي جعل من غلمانك قاضي القضاة .. وكان قد انتهت إليه رئاسة الفقه ببغداد. وكان قيما بالعلوم الأدبية. مات سنة ٧٥٠ ه‍ (أو سنة ٧٤١ ، أو سنة ٧٥٥) قال الذهبي كان فصيحا بليغا ذكيا ، كبير الشأن (١).

وقد مدحه صفي الدين الحلي بقصيدة فريدة وهو بمصر وأثنى على حكمه ودقة نظره وهي :

تركتنا لواحظ الأتراك

بين ملقى شاكي السلاح وشاك

حركات بها سكون فتور

تترك الأسد ما بها من حراك

ومنها :

قل لساجي العيون قد سلبت عي

ناك قلبي وأفرطت في انتهاكي

فابق لي خاطرا به أسبك النظ

م وأثني على فتى السباك

حاكم مهد القضاء بقلب

ثاقب الفهم نافذ الإدراك

فكرة تحت منتهى درك الأر

ض وعزم في ذروة الأفلاك

مذ دعته الأيام للدين تاجا

حسد الدين فيه هام السماك

رتبة جاوزت مقام ذوي العل

م وفاقت مراتب النساك

ذو يراع راع الحوادث لما

أضحك الطرس سعيه وهو باك

بمعان لو كنّ في سالف العص

ر لسكت مسامع السكاك

زاد قدري بحبه إذ رأى النا

س التزامي بحبه وامتساكي

مذهب ما ذهبت عنه ودين

ما تعرضت فيه للإشراك

أيها الأروع الذي لفظه وال

فضل بين الأنام زاه وزاك

إن تغب عن لحاظ عيني فللقل

ب لحاظ سريعة الإدراك

لم تغب عن سوى عيوني فقلبي

شاكر عن علاك والطرف شاك

وفي هذا ما يعين منزلة المترجم ، والمادح عراقي عارف بفضله ،

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٥٥.

٧٧

وبصير بعلمه (١) ...

٧ ـ ابن الثردة :

علي بن إبراهيم بن علي بن معتوق بن عبد المجيد بن وفاء المعروف بابن الثردة الواعظ الواسطي البغدادي. ولد في ١٢ شعبان سنة ٦٩٧ ه‍ ذهب إلى دمشق مرات ووعظ بها بالجامع الأموي وساءت حالته فاضطرب عقله في آخر أيامه ... وكان ينظم الشعر الجيد في هذه الحالة. وأورد له صاحب فوات الوفيات جملة من شعره وفيه موشحات ومواليا. مات في أوائل سنة ٧٥٠ ه‍.

حوادث سنة ٧٥١ ه‍ ـ ١٣٥٠ م

وفيات

ابن هندوا :

قال المقريزي في حوادث سنة ٧٥١ ه‍ : «قدم الخبر بأن ابن هندوا أخذ الأكراد واستولى على بلاد الموصل وصار في جمع كثير يقطع الطريق والتحق به نجمة التركماني فاستنابه وتقوى به وركب إلى سنجار وتحصن بها وأغار على الموصل ونهب وقتل ومضى إلى الرحبة وأفسد فيها ومشى على بلاد ماردين ونهبها فخرجت إليه عساكر الشام وحصروه بسنجار ومعهم عسكر ماردين ونصبوا عليها المنجنيق مدة شهر حتى طلب ابن هندوا الأمان على أنه يقيم الخطبة للسلطان ويبعث بأخيه ونجمة ورفيقه إلى مصر. فلما نزلا منزلة قانون هرب نجمة (كذا).

ومثله تقريبا في ابن حبيب في درة الأسلاك وفيه أن هندوا تتاري. قال ذلك كله الأستاذ الصديق مصطفى جواد. وأن ابن هندوا هذا هو (حسن بن هند) المذكور في صحيفة ٨٤ وصوابه ابن هندوا كما عليه

__________________

(١) ديوان صفي الدين الحلي ص ١٢١. «فوات الوفيات ج ٢».

٧٨

المؤرخان المنقولة نصوصهما أعلاه كما أن محمة المذكور هناك هو الذي جاء بلفظ نجمة.

وفيات

١ ـ شرف الدين أحمد الكازروني :

هو ابن محمد بن علي بن محمد بن محمود الكازروني نزيل دمشق. ولد سنة ٦٧٣ ه‍ وسمع من الشيخ كمال الدين عبد الرحمن بن عبد اللطيف ابن وريدة ... وسمع من جده المؤرخ ظهير الدين علي الكازروني (١). قال أبو العباس البغدادي الناسخ : «نعم الرجل مروءة وديانة وصلاحا» ، وله اعتناء بالرواية وفضيلة ومعرفة. مات سنة ٧٥١ ه‍ (٢).

٢ ـ الحسن بن علي بن محمد البغدادي :

ثم الدمشقي ، أبو علي الحنبلي الصوفي النقيب بالسميساطية ، سمع من العز الفاروثي ، وسمع من جماعة في مصر والشام وغيرهما ، وكان خيرا ، صالحا محبوب الصورة ، محبا للسماع ، له وجاهة. مات في شوال سنة ٧٥١ ه‍ وله ٨٧ سنة وأشهر. وكان قد ولد سنة ٦٦٧ ه‍ ببغداد (٣).

حوادث سنة ٧٥٢ ه‍ ـ ١٣٥١ م

وفيات

١ ـ دلشاد بنت دمشق خواجة : (ملكة العراق)

زوجة الشيخ حسن الجلايري تزوجها بعد عمتها بغداد خاتون في أوائل سنة ٧٣٧ ه‍ فحظيت عنده ونالت مكانة عظيمة. وقد مر بنا ذكرها

__________________

(١) مرت ترجمته في المجلد الأول من هذا الكتاب.

(٢) الدرر الكامنة ج ١ ص ٢٨٤.

(٣) الدرر ج ٢ ص ٢٨.

٧٩

كثيرا في المجلد الأول وفي هذا الكتاب. وكان أمرها نافذا في الممالك ، ولها في كل ما يحكم عليه زوجها نائب ... والصحيح أنها كانت الحاكمة في مملكة العراق وترجمتها مذكورة في الدرر الكامنة وغيرها ، وقد أثنى دولتشاه في تذكرته على كرمها وأطرى أدبها وجمالها ، وبين أن السلطنة كانت في يدها ، ولم يكن للسطان أمر ولا نهي إلا الاسم. وإن سلمان الساوجي الشاعر المشهور كان يقرنها بزوجها في قصائده ، وقام بتعليم ابنها أويس الشعر ، وله فيها قصائد كثيرة واعتنت هي بتعهد الشعراء ، وبعمارة البلد ، والأعمال الخيرية والمبرات العديدة .. تميل إلى الغرباء وتحسن إليهم. ماتت في ذي القعدة وما قيل من التردد في تاريخ وفاتها ، وبيان بعض الاحتمالات فهو مما لا يعول عليه ...

ولها من الأولاد :

١ ـ أويس : وسيأتي التفصيل عنه في محله.

٢ ـ الأمير قاسم : وهذا ولد في جمادى الأولى سنة ٧٤٨ ه‍ وتوفي بمرض السل في سنة ٧٦٩ ه‍.

٣ ـ الشيخ زاهد وهذا ولد في ١٩ ربيع الآخر سنة ٧٥٠ ه‍ وسقط في سنة ٧٧٣ ه‍ من عمارة أوجان في أذربيجان فمات.

٤ ـ دوندي : وهذه مدحها سلمان الساوجي بقصائد عديدة وهي في أيام أويس تضارع دلشاد خاتون في سلطتها وتسلطها ... ولفظها ورد في بعض النسخ من المخطوطات دندي ، وتندو ومرة دولندي فلحقه تغيرات عديدة (١) ...

__________________

(١) تذكرة الشعراء لدولتشاه ص ١٧٥ وتاريخ مفصل إيران ص ٤٥٦ وسلمان ساوجي لرشيد ياسمي ص ١٩ وفي مواطن عديدة منه ..

٨٠