موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

٤١

٤ ـ جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر العجلي القزويني :

وهو جلال الدين أبو المعالي محمد ابن القاضي سعد الدين أبي القاسم عبد الرحمن القزويني الشافعي ، ولد في الموصل سنة ٦٦٦ ه‍ وتفقه على أبيه وأخذ عن الإربلي وسكن الروم مع أبيه ، واشتغل في أنواع العلوم ، وأفتى ودرس وناب في القضاء عن أخيه ... ثم ولي الخطابة بدمشق ، ثم القضاء بها ، ثم انتقل إلى قضاء الديار المصرية .. ثم صرف سنة ٧٣٨ ه‍ ونقل إلى قضاء الشام وكان لطيف الذات ، حسن المحاضرة ، كريم النفس ... درس بمصر والشام. وله تلخيص المفتاح في المعاني والبيان لخصه من القسم الثالث من المفتاح للسكاكي طبع مرارا ... والإيضاح في المعاني والبيان طبع ببولاق ... والشذر المرجاني من شعر الأرجاني. توفي بدمشق في جمادى الأولى ودفن بمقابر الصوفية (١).

٥ ـ شمس الدين محمد بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الجيلي :

شيخ بلاد الجزيرة الإمام القدوة. كان عالما ، صالحا ، وقورا ، وافر الجلالة روى بدمشق وببغداد ، وخلف أولادا كبارا لهم كفاية وحرمة ، توفي في أول ذي الحجة بقرية الحيال من عمل سنجار عن ٨٧ سنة. وفي قلائد الجواهر ذكر عنه (٢).

__________________

(١) عقد الجمان ج ٢٣ وطبقات السبكي والشذرات ج ٦ ص ١٢٤ وتاريخ أبي الفداء ج ٤ ص ١٢٨ والدرر الكامنة وبغية الوعاة.

(٢) الشذرات ج ٦ ص ١٢٤ وقلائد الجواهر ص ٤٥ و٤٨.

٤٢

حوادث سنة ٧٤٠ ه‍ ـ ١٣٣٩ م

حكومة الشيخ حسن في بغداد :

في هذه السنة على ما جاء في عقد الجمان «ولي الشيخ حسن بن الأمير حسين بن اقبغا بن ايلگان سبط القاآن أرغون أمر الملك في بغداد ، ورد إليها من خراسان واستولى عليها ، والشيخ حسن بن دمرداش إذ ذاك حاكم بتبريز» ا ه (١).

ويفسر هذا بوصول الخبر إلى الديار المصرية في إعلانه استقلاله رأسا .. وإلا فقد مضى خبر وصوله بغداد ... وكان وروده مغلوبا من حرب الچوباني كما يستفاد من شعر لسلمان الساوجي ...

ملحوظة :

قد ساعدت الأحوال الشيخ حسن الجلايري في بغداد وذلك أن مصر زاد خللها وتوالى أمر وفاة الملوك هناك وتعاقبوا على السلطنة مما أدى إلى اضطراب الإدارة فكانوا في شغل عنه ، فنرى حوادث العلاقة مع مصر وسورية صارت قليلة لا تكاد تذكر ، والشيخ حسن يحاول تثبيت ملكه استفادة من هذه الأوضاع ، والملوك آنئذ مرتبكون من الاضطراب فلم تستقر لهم إدارة ..

كما أن المؤرخ البدر العيني (صاحب عقد الجمان) لم يتعرض لحوادث القطرين وعلاقتهما في غالب مدوناته وإنما ذكر النزر اليسير ...

الشريف أحمد والحلة : (أمراء المنتفق)

في هذه السنة أو التي قبلها تغلب الشيخ حسن سلطان العراق على

__________________

(١) عقد الجمان ج ٢٣.

٤٣

الأمير الشريف أحمد بن رميثة بن أبي نمي وكان قد انتصر عليه في حربه معه فعذبه وقتله وأخذ الأموال والذخائر التي كانت عنده. هذا وإن الأمير أحمد كان قد استولى على الحلة بعد موت السلطان أبي سعيد وحكمها أعواما وكان حسن السيرة يحمده أهل العراق وبقي فيها إلى أن غلب عليه الشيخ حسن (١).

وجاء عنه في عمدة الطالب : إنه كان الشريف شهاب الدين أحمد مكرما عند السلطان أبي سعيد وذهب مرة بالحج العراقي ، وفوض إليه أمر الأعراب بالعراق بعد عودته من الحج ... وكثر أتباعه وأقام بالحلة نافذ الأمر عريض الجاه كثير الأعوان إلى أن توفي السلطان أبو سعيد فأخرج الشريف أحمد حاكم الحلة الأمير علي ابن الأمير طالب الدلقندي وتغلب على البلد وأعماله ونواحيه وجبى الأموال ... فلما تمكن الشيخ حسن ابن الأمير حسين اقبوقا من بغداد وجه إليه العساكر مرارا فأعجزه .. ثم إن الشيخ حسن توجه إليه بنفسه في عسكر ضخم وعبر الفرات من الأنبار وأحاط بالحلة فحصر الشريف أحمد بها فغدر به أهل الحلة. وخذله الأعراب الذين جاء بهم مددا وتفرق الناس عنه حتى بقي وحده وملك عليه البلد فقاتل عند باب داره في الميدان ... وقتل معه أحمد بن فليتة الفارس الشجاع وأبوه فليتة ولم يثبت معه من بني حسن غيرهما. ولما ضاق به الأمر توجه إلى محلة الأكراد وكان قد نهبها مرارا وقتل جماعة من رجالها إلا أنهم لما رأوه قد خذل أظهروا له الوفاء ووعدوه النصر ... حتى يدخل الليل ثم يتوجه حيث شاء ... ولكنه خالفهم وذهب إلى دار النقيب قوام الدين ابن طاووس الحسني وهو يومئذ نقيب النقباء الأشراف. فلما سمع الأمير الشيخ حسن بذلك أرسل إليه شيخ الإسلام بدر الدين المعروف بابن شيخ المشايخ الشيباني

__________________

(١) ر : ابن بطوطة ج ١ ص ١٣٢.

٤٤

وكان مصاهرا للنقيب ... فآمن الشريف وحلف له وأعطاه خاتم الأمان ، أرسل به الأمير الشيخ حسن فركب الشريف معه إلى الأمير وهو نازل خارج البلد ولم يكن الشريف يظن أن الشيخ حسن يقدم على قتله ... إلا أن بعض بني حسن أغراه بذلك وخوفه عواقبه ، وأنه ما دام حيا لا يصفو العراق له. فلما ذهب مع الشيخ بدر الدين وكان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحس بالشر ... فلما دخل على الأمير الشيخ حسن ... أظهر القبول منه وطالبه بأموال البلاد في المدة التي حكم فيها وهي قريب من ثماني سنوات أو أزيد فأجاب بأنه أنفقها فعذب تعذيبا فاحشا. فأراد الشيخ حسن إطلاقه فحذره بعض خواص الشريف فاحتال في قتله بأن جاؤوا بالأمير أبي بكر بن كنجاية وكان الشريف قتل أباه الأمير محمد بن كنجاية ... قتله في بعض حروبه فأمر أن يقتله ... فضرب عنقه (١) ..

وقد مر الكلام عن الشريف رميثة وأبيه نمي وعن حميضة بن نمي المذكور في المجلد السابق وهنا أقول إن أصل نسبة أمراء المنتفق إلى الشرفاء جاءت من هؤلاء الشرفاء أو من يمت إليهم ولم يكن الأمير أحمد وسائر الشرفاء الذين جاؤوا العراق وحيدين عقيمين ومن ثم قوي الاعتقاد بصحة نسب أمراء المنتفق من الشرفاء .. وهذا معلوم عنهم قديما ...

وفيات

١ ـ آمنة بنت إبراهيم بن علي الواسطية :

ثم الدمشقية. ولدت تقريبا سنة ٦٤٠ وسمعت على أحمد بن عبد الدائم ، والكرماني ، ومن والدها وأبي بكر الهروي وإسماعيل القتال ،

__________________

(١) عمدة الطالب ص ١٣٣.

٤٥

وإبراهيم بن أحمد بن كامل وغيرهم. ماتت في ٦ ذي الحجة سنة ٧٤٠ (١).

٢ ـ علي بن محمد بن محمد البغدادي :

المعروف بالرفاء سبط عبد الرحيم بن الزجاج ولد سنة ٦٦٢ واشتغل بالقراءات والحديث وسمع من ابن أبي الدنية وعبد الله بن ورخز صاحب ابن الأخضر ومن عبد الصمد بن أحمد وجده لأمه وأجاز له الشريف الداعي وغيره من واسط وكان قد أقام بقرية يقال لها برقطا واشترى بها أرضا يستغل منها كفايته ولقن هناك خلقا كثيرا ومات في واسط سنة ٧٤٠ ه‍ (٢).

حوادث سنة ٧٤١ ه‍ ـ ١٣٤٠ م

في هذه السنة خلد السلطان الشيخ حسن إلى الراحة ، وإلى توطيد ملكه وتقوية حكومته في العراق وأساسا مل القوم الحروب وكل واحد منهم رغب في تهدئة أوضاعه وتأمين ما بيده .. والأصح قد أخذ المتنازعون يستعدون ، أو يتأهبون بأمل العودة للنضال مرة أخرى ..

وفيات

١ ـ مدرس المجاهدية :

توفي ركن الدين شافع بن عمر بن إسماعيل الجيلي الفقيه الحنبلي الأصولي ، نزيل بغداد ، سمع الحديث ببغداد على إسماعيل بن الطبال

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ٤١٣.

(٢) الدرر الكامنة ج ٣ ص ١١٩.

٤٦

وابن الدواليبي وغيرهما ، وتفقه على الشيخ تقي الدين الزريراني (١) وصاهره على ابنته ، وأعاد عنده بالمستنصرية ، وكان رئيسا ، نبيلا ، فاضلا ، عارفا بالفقه والأصول والطب مراعيا لقوانينه في مأكله ومشربه ، ودرس بالمجاهدية بدمشق وأقرأ جماعة من رجال الأئمة الأربعة قال ابن رجب منهم والدي وله مصنف في مناقب الأئمة الأربعة سماه زبدة الأخبار في مناقب الأئمة الأبرار وكان قاصر العبارة لأن في لسانه عجمة ، توفي ببغداد يوم الجمعة ١٢ شوال ودفن في دهليز تربة الإمام أحمد (٢).

٢ ـ مدرس البشيرية :

توفي شرف الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن محمد ابن أبي بكر بن إسماعيل الزريراني البغدادي الحنبلي ابن شيخ العراق تقي الدين أبي بكر ولد ببغداد ونشأ بها وسمع الحديث ثم رحل إلى دمشق ومصر فسمع من جماعة ثم رجع إلى بغداد بفضائل جمة ودرس للحنابلة بالبشيرية بعد وفاة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق ثم درس بالمجاهدية بعد وفاة صهره شافع المذكور ولم تطل بها مدته. وناب في القضاء ببغداد ، واشتهرت فضائله ، وخطه في غاية الحسن ، وألف مختصرات في فنون عديدة. توفي ببغداد يوم الثلاثاء ١٠ ذي

__________________

(١) زريران قرية تحت المدائن بيسير في الجانب الغربي من دجلة وهي من أعمال نهر الملك فوق ساباط كان عليها طريق الحاج ، وبها قبر الشيخ علي الهيتي المتوفى سنة ٥٦٤ ه‍ ١١٦٤ م كذا في المعجم والمراصد وأقول اليوم موقع قبر الشيخ علي الهيتي في أراضي السيافية المجاورة لأراضي ختيمية من الشرق وأراضي الحرية من الغرب وهي ملك فخر الدين آل جميل ، ولا أثر الآن للقرية المذكورة ولفظها الصحيح ما ذكرت ... وما جاء من التلفظ بها بغير هذا فهو غلط ناسخ «راجع : زريران في المجلد الأول».

(٢) الشذرات ج ٦ والدرر الكامنة ج ٢ ص ١٨٦.

٤٧

الحجة ودفن عند والده بمقبرة الإمام أحمد (١).

٣ ـ محمد بن علي بن محمود الدقوقي البغدادي :

ولد سنة ٦٨٧ ه‍ سمع من ابن أبي الدنية ومن أبي محمد ورخز ومن ابن أبي الجيش والمجد بن بلدجي وغيرهم وأجاز له محمد بن المخرمي وأحمد بن أبي الحديد ونصر النعماني وغيرهم ، مات ببغداد سنة ٧٤١ ه‍ (٢).

٤ ـ محمد بن عمر بن فياض الباريني :

هو نائب الخطابة ببغداد سمع من الرشيد بن أبي القاسم وابن حلاوة وغيرهما مات في ذي القعدة سنة ٧٤١ ه‍ (٣).

٥ ـ محمد بن محمد بن محمد البغدادي :

هو ضياء الدين الوراق المصري سمع من القاضي سليمان وإسماعيل بن مكتوم وطائفة وكان له خط حلو وخلق حسن مات بالقاهرة سنة ٧٤١ ه‍ (٤).

٦ ـ أحمد بن يحيى بن محمد البكري :

الشهرزوري وهو شمس الدين الكاتب المشهور. ولد سنة ٦٥٤ وتفقه للشافعي وأتقن الخط المنسوب والموسيقى وكان قد حظي عند الملوك. وكتب عنه أبو سعيد القاءان والوزير غياث الدين وجمع جم من

__________________

(١) الشذرات ج ٦.

(٢) ر : الدرر الكامنة ج ٤ ص ٩٠.

(٣) ر : الدرر الكامنة ج ٤ ص ١١٠.

(٤) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٢٣٦.

٤٨

أولاد الوزراء والقضاة والأمراء ولم يزل على تقدمه في فنونه إلى أن مات في ربيع الآخر سنة ٧٤١ ه‍ ولم يظهر في لحيته من الشيب إلا اليسير (١).

٧ ـ عبد الله بن عبد المؤمن التاجر الواسطي :

هو تاج الدين ويقال نجم الدين المقرىء. ولد سنة ٦٧١ ه‍ في أوائلها بواسط وقرأ القراءات على جماعة بتلك البلاد ، قدم دمشق ثم دخل القاهرة اقرأ الناس ببغداد وواسط والبصرة والبحرين ... وكان تاجرا سفارا. وصنف (المختار) في القراءة و(الكنز) في القراءات العشر جمع فيه بين الإرشاد للقلانسي وبين التيسير للداني وزاده ونظمه في قصيدة لامية سماها (الكفاية) على وزن الشاطبية في ١٢٧٣ بيتا ونظم الإرشاد للقلانسي وزاد عليه الإدغام الكبير لأبي عمرو وسماه (روضة الأزهار) في قراءات العشرة وأئمة الأمصار وهو ١١٥٣ بيتا ، وصنف (تحفة الإخوان في مآرب القرآن) وله مقدمة في النحو سماها (اللمعة الجلية). وقصيدته في القراءات العشر أولها :

بدأت أقول الحمد لله أولا

إلها عظيما واحدا صمدا علا

مات في شوال سنة ٧٤١ ه‍ وقال آخرون سنة ٤٠ في ذي القعدة (٢).

٨ ـ عبد الرحيم بن محمد بن سعيد بن محمد بن أبي النجم الحدادي :

ينتسب إلى الحدادية وهي قرية بقرب بغداد ولد في ربيع الأول سنة

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ٣٣٥.

(٢) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٢٧٢.

٤٩

٦٧١ وسمع من الرشيد بن أبي القاسم وعبد الوهاب بن إلياس وغيرهما وأجاز له ابن الدباب وابن الزجاج والفخر وابن أبي عمر وابن شيبان وغيرهم. وكان مناولا بخزانة الكتب المستنصرية كأبيه وله بها معرفة تامة. وكان أبوه صاحب ابن الساعي ووصيه. مات ببغداد في أواخر سنة ٧٤١ ه‍ (١).

٩ ـ الحسن بن علي بن إسماعيل الواسطي :

هو عز الدين أبو محمد. ولد ببغداد سنة ٦٥٤ ه‍ ونشأ بواسط. وقرأ القراءات وقدم مصر سنة ٦٩١ فسمع بها على جماعة. وناب بالإمامة بالمسجد النبوي وكان قد حج مرات. مات في شعبان سنة ٧٤١ ه‍ (٢).

١٠ ـ علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي (٣) البغدادي :

الصوفي علاء الدين خازن الكتب بالسميساطية. ولد سنة ٦٧٨ ه‍ ببغداد وسمع بها من ابن الدواليبي وقدم دمشق فسمع بها وجمع تفسيرا كبيرا سماه التأويل لمعالم التنزيل ، وشرح العمدة وهو الذي صنف مقبول المنقول في عشرة مجلدات جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدارقطني فصارت عشرة كتب ورتبها على الأبواب وجمع سيرة نبوية مطولة وكان حسن السمت والبشر والتودد. مات في آخر شهر رجب أو مستهل شعبان سنة ٧٤١ ه‍ بحلب (٤).

__________________

(١) كذا ج ٢ ص ٣٦٠.

(٢) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٢٠.

(٤) بكسر الشين نسبة إلى شيحة من عمل حلب.

(٣) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٩٨.

٥٠

حوادث سنة ٧٤٢ ه‍ ـ ١٣٤١ م

حرب وهزيمة :

في هذه السنة تحارب الشيخ حسن الكبير مع الأمير حسن الصغير الجوباني في نخجوان فدارت الدائرة على الشيخ حسن الكبير سلطان العراق فلم يقو على خصمه. وليست هذه أول هزيمة منه في حروبه مع الجوباني (١) ..

وفيات

١ ـ مظفر الدين موسى بن مهنا :

هو أمير العرب من آل فضل. ولي بعد أبيه المتوفى سنة ٧٣٥ ه‍ ولم يخرج عن الطاعة لحكومة سورية زمن غضبها على والده ... مات في جمادى الأولى سنة ٧٤٢ ه‍ (٢).

٢ ـ الحسين بن مبارك الموصلي الصوفي :

كان بالسميساطية بدمشق وكان خازن الكتب بها وهو خيّر ديّن وله سماع من العماد ابن الطبال والرشيد بن أبي القاسم وغيرهما ، مات في جمادى الآخرة سنة ٧٤٢ ه‍ عن نحو من (٧٠) عاما (٣).

٣ ـ أبو الثناء رجب بن حسن بن محمد بن أبي البركات البغدادي :

جد الشيخ زين الدين ولد سنة ٦٧٧ تقريبا وسمع من ابن

__________________

(١) تقويم التواريخ لكاتب جلبي ص ٩٢.

(٢) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٨٢.

(٣) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٦٥.

٥١

المالحاني عن القطيعي ومن المعيد ابن المحلح وابن عزال وغيرهما وكان يقرىء حسين واسمه عبد الرحمن ويقال له رجب لكونه ولد في رجب مات في ٥ صفر سنة ٧٤٢ ه‍ (١).

٤ ـ محب الدين علي بن عبد الصمد بن أحمد البغدادي :

هو أبو الربيع البغدادي الحنبلي ويقال إنه كان يدعى عبد المنعم. ولد في ربيع الآخر سنة ٦٥٦ ه‍ بعد كائنة بغداد بنحو شهرين وسمع من والده وابن أبي الدنية وابن بلدجي وجماعة وأم بمسجد حمويه وولي قبل موته مشيخة المستنصرية. مات في نصف صفر سنة ٧٤٢ ه‍ (٢) وفي نسخة سنة ٧٤٩.

حوادث سنة ٧٤٣ ه‍ ـ ١٣٤٢ م

إمارة العرب :

في ربيع الآخر من سنة ٧٤٣ ه‍ عزل الأمير سليمان بن مهنا بن عيسى عن إمارة العرب ووليها مكانه الأمير عيسى بن فضل بن عيسى وذلك بعد القبض على فياض بن مهنا بمصر. وكان سليمان قد ظلم وصادر ... ثم أعيد بعد مدة قريبة للإمارة (٣). ومن هذا نجد سلطة مصر كانت قوية عليهم ...

مجمع الأنساب :

تاريخ فارسي. تأليف محمد بن علي بن محمد بن حسين بن أبي بكر الشبانكاري كتبه في عهد السلطان أبي سعيد بهادر خان سنة ٧٣٣ ه‍ ،

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٦٢.

(٣) تاريخ أبي الفداء ج ٤ ص ١٤٢.

٥٢

وكان المؤلف من الشعراء والكتاب ، ومن مداحي الخواجه غياث الدين محمد بن الرشيد ، ولد في حدود سنة ٦٩٧ ه‍ في إحدى أعمال شبانكارة ، واشتهر في الإكثار من الشعر ، وكان في أيام وزارة الخواجه غياث الدين يقدم كل سنة القصائد في مدحه.

شرع في تاريخه سنة ٧٣٣ ه‍ ولكنه لم يتمه إلا في سنة ٧٣٦ ه‍ وقدمه للخواجه غياث الدين محمد ليعرضه على السلطان أبي سعيد إلا أنه قبل أن يصل إليه توفي أبو سعيد. وإن هذا التاريخ قد فقد أثناء الغارة على الربع الرشيدي ، فأعاد المؤلف كتابته للمرة الأخرى بعد أن قتل بمدة أي سنة ٧٤٣ ه‍. وفي هذه المرة أضاف إليه وقائع السلطان أبي سعيد ، وسماه أيضا مجمع الأنساب ، وإن القسم السابق للمغول عول فيه على التواريخ المتداولة. وأما القسم الخاص بعهد أولجايتو وأبي سعيد وملوك فارس وسبانكاره وهرمز فقد احتوى مطالب مفيدة ومهمة ... وعلاقته ظاهرة ويصلح أن يكون متمما للتواريخ التي سبقته (١) ..

وفيات

١ ـ محمد بن يحيى البغدادي :

ثم الدمشقي الإبري (الأثري) ، سمع من الصفي عبد المؤمن وأخذ عنه الفرائض وكان ماهرا فيها ، وفي الجبر والمقابلة ، مشهورا بذلك ، وسمع على كبر من المزي مات في المحرم سنة ٧٤٣ ه‍ (٢).

__________________

(١) تاريخ مفصل إيران ص ٤٩١ و٥٢١ وإسلامده تاريخ ومؤرخلر ص ٣٢٩.

(٢) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٢٧٥.

٥٣

٢ ـ أحمد بن داود بن مندك الموصلي :

هو دنيسري ، ثم موصلي ، تفقه على الشيخ تاج الدين عبد الرحيم ابن محمد بن محمد بن يونس ثم انتقل إلى ماردين ، وكان كثير المجون ، توفي سنة ٧٤٣ ه‍ (١).

حوادث سنة ٧٤٤ ه‍ ـ ١٣٤٣ م

حروب ـ وفاة الأمير حسن الجوباني :

في هذه السنة وما قبلها لم تسفر الحروب بين متغلبة المغول بعضهم مع بعض عن نتيجة ، وقد انقطعت السبل وزال الأمن ، وكثرت الفتن ... وفي آخر رجب سنة ٧٤٤ ه‍ علمت زوجة الأمير حسن الجوباني المسماة عزة الملك أن زوجها قد سجن يعقوب شاه الذي هو من أمرائه ، وكان بينها وبينه صلة حب وعشق فظنت أن زوجها قد انكشف له الأمر وخافت الوقيعة بها. وفي ليلته حينما أخذ السكر بلبه أمسكته من خصيتيه فمردتهما وبذلك قضت على حياته (٢) ...

وكان الأمير حسن هذا يعرف بالشيخ حسن الصغير. لأن صاحب بغداد كان يشاركه في اسمه وهو أسن وأدخل في نسب الخان فميز بالكبير ، وهذا ميز بالصغير ... ولما استقل حسن الصغير بالملك والخان عنده عجز عنه الشيخ حسن الكبير وغلبته أمم التركمان بضواحي الموصل إلى سائر بلاد الجزيرة ... ذلك ما دعا أن يستعين الجلايري بملك مصر وقد مر (٣) ...

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ١ ص ١٣٠.

(٢) روضة الصفا ج ٥ ص ١٦٥ وشجرة الترك ص ١٧٣ ، وتاريخ العراق المجلد الأول.

(٣) ابن خلدون ج ٥ ص ٥٥٢.

٥٤

وعلى هذا الحادث تنفس سلطان العراق الصعداء ، ونجا من غوائل عدوه .. وكان حسن الجوباني تأمر بسيواس بعد قتل أبيه تمرتاش (دمرداش أو تيمورطاش) سنة ٧٣٨ ه‍ ، وكان داهية ، ماكرا ، بعيد الغور ... وخلفه ابنه الملك الأشرف ...

والحاصل استمرت منازعات الأمراء إلى هذا التاريخ وبعده (١) ..

وفيات

١ ـ محمد بن القاسم بن أبي البدر

المليحي (الملحي) الواسطي ، الواعظ. اشتغل بالفقه والأصول ، وقرأ القراءات العشر ، وكان حسن الصوت ، بعيد الصيت في الوعظ ، وأنشأ خطبا ، وقصائد ، ومدائح ، وخطب ببغداد بالجامع الذي أنشأه الوزير محمد بن الرشيد ، ومات بواسط في آخر جمعة من رمضان سنة ٧٤٤ ه‍ وقد ناهز السبعين ، وأورد صاحب فوات الوفيات جملة من شعره من موشحات وقصائد ، وكان وكان (٢).

٢ ـ ابن الجحيش :

إبراهيم بن محمد بن علي الموصلي الأصل ، البغدادي ، الكاتب. ولد في شعبان سنة ٦٧٦ ه‍ روى عن أبي الحسين محمد بن علي بن أبي البدر ، ومحيي الدين أبي عثمان «ابن أبي عثمان». علي بن عثمان بن عفان الطيبي ، وبرع في كتابة المنسوب. مات في صفر سنة ٧٤٤ ه‍ (٣).

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ١٥ ،

(٢) الدرر الكامنة ج ٤ ص ١٤٣ ، وفوات الوفيات ج ٢ ص ٣٦٨.

(٣) الدرر الكامنة ج ١ ص ٦٤.

٥٥

٣ ـ سليمان بن مهنا :

سليمان بن مهنا بن عيسى بن مهنا. ولي إمرة العرب ، وتوجه مع قراسنقر إلى بغداد والتتر فأقام سبع عشرة سنة ثم عاد إلى سورية ومصر ، ولاه الناصر عوض أخيه موسى إمرة العرب إلى أن توفي سنة ٧٤٤ ، أو ٧٤٥ ه‍ (١). وقد مرت بعض أخباره في المجلد الأول.

٤ ـ عيسى بن فضل الله بن عيسى بن مهنا :

هو شرف الدين بن شجاع الدين. مات في جمادى الأولى سنة ٧٤٤ ه‍. وكان من خيار أهل بيته. ولي الإمرة بعد وفاة موسى بن مهنا سنة موته ثم صرف عنها ومات بعد قليل (٢).

جامع محمد الفضل ومدرسته

مر أن محمد بن القاسم خطب ببغداد بالجامع الذي أنشأه الوزير محمد (٣) بن الرشيد وقد فصلنا أخبار هذا الوزير في المجلد الأول وأوضحنا أن إدارته كانت من خير الإدارات في عهد المغول ، أظهر حمايته للدين أكثر من غيره ... فلا يبعد أن ينشىء جامعا ، ولكن المؤرخين البعيدين لم يتعرضوا لأعماله الخاصة في العراق ... ولم يبسطوا القول في تاريخ هذا الجامع.

والمعروف أن هذا الوزير «أثر آثارا جميلة» ومن أهمها هذا الجامع المشهور ب «جامع محمد الفضل» ومحمد هو الوزير ، والفضل والده

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ١٦٣.

(٢) الدرر الكامنة ج ٣ ص ٢٠٨.

(٣) الدرر الكامنة ج ٤ ص ١٤٣.

٥٦

«فضل الله الخواجه رشيد الدين» الوزير صاحب جامع التواريخ. ومعتاد الناس أن يتساهلوا في اختصار الأعلام فيقولوا محمد الفضل ويريدون محمد بن الفضل ...

قال المرحوم الأستاذ شكري الآلوسي إنه «من الجوامع القديمة في جانب الرصافة ... وليس على جدرانه من الكتابات المتقدمة ما يعرفنا بمنشىء عمارته .. جدده سليمان باشا والي بغداد سنة ١٢١٠ ه‍» «إلى أن قال» :

«وفي هذا الجامع على ما يقال قبر محمد الفضل فلذلك سمي بجامع الفضل ؛ وهو على ما ذكر بعضهم ابن إسماعيل بن جعفر الصادق ، ومحمد الفضل والسيد سلطان علي أخوان» ا ه.

جاء في دوحة الوزراء أن الوزير سليمان باشا عمر فيه مدرسة أيضا ...

والنص المنقول في ترجمة ابن القاسم يعين أن منشىء عمارته هو الوزير محمد بن الفضل ، والقول بأن محمد الفضل هو ابن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام باطل فإن محمدا رأس الإسماعيلية ، والمعروف أنه سار إلى أنحاء مصر ، ولم تكن وفاته في بغداد ، وإنما ينسب الإسماعيلية «الحكومة المصرية الفاطمية» إليه ... هذا مع الإشارة إلى أن محمد الفضل لم يكن أخا للسيد سلطان علي ... وأعتقد أن قد وضح باني الجامع ، أو مؤسسه ...

٥٧

٥٨

حوادث سنة ٧٤٥ ه‍ ـ ١٣٤٤ م

وفيات

١ ـ ابن الفصيح :

في هذه السنة توفي جلال الدين عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد الفقيه الحنفي النحوي العراقي الكوفي المعروف بابن الفصيح ، طلب الحديث وسمع من الجزري والذهبي. ولد سنة ٧٠٢ ه‍ نقلا عن الصفدي (١).

٢ ـ عبد الرحمن بن علي التكريتي :

هو عبد الرحمن بن علي بن حسين بن مناع التكريتي ثم الصالحي التاجر. ولد في رمضان سنة ٦٦٢ ه‍ ووجد بخطه ٦٣ سمع من ابن عبد الدائم وغيره ، وحدث وكان تاجرا ، حسن الشكل ، مهيبا ، كريم الأخلاق. مات في شعبان سنة ٧٤٥ ه‍ (٢).

حوادث سنة ٧٤٦ ه‍ ـ ١٣٤٥ م

طاق كسرى :

في هذه السنة في رابع صفر انهدم طاق كسرى كذا في تقويم التواريخ والظاهر أنه سقط قسم منه وإلا فإن بقاياه لا تزال قائمة إلى العام الذي نكتب فيه هذا التاريخ وهو سنة ١٣٥٤ ه‍ ـ ١٩٣٦ م.

__________________

(١) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي ص ٢٧٨ والشذرات ج ٦ ص ١٤٣.

(٢) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٣٣٦.

٥٩

شريف مكة أسد الدين رميثة :

توفي في هذه السنة وكان ينازع الإمارة أخاه عطية ، واستقر رميثة في إمارة مكة منفردا عام ٧٣٨ ه‍. ثم نزل عن الإمارة لولديه ثقبة وعجلان إلى أن مات.

وأحمد المذكور آنفا ابنه. وفي الشذرات والدرر الكامنة تفصيل عنه وعن ثقبة ورميثة إلا أن صاحب الدرر ذكر وفاة رميثة سنة ٧٤٨ ه‍ (١).

وفيات

١ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الكوفي :

ثم البغدادي الأتراري (الإبراري) الأصل جلال الدين أبو هاشم الهاشمي من ولد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. ولد سنة ٦٦٣ ه‍. وكان أبوه واعظ بغداد (٢) في زمانه وله مراث في المستعصم وآل بيته ، كان ينشدها في مجالسه بالمستنصرية ، نشأ ولده على طريقته ، وسمع من الرشيد بن أبي القاسم والنظام الهروي ، وأجاز له عبد الصمد بن أبي الجيش ، والموفق ، والكواشي وآخرون رتب مسمعا للحديث بالمستنصرية بعد تقي الدين الدقوقي ، وكان من أكابر أمناء بغداد. توفي في رجب هذه السنة (٣).

٢ ـ محمد بن يونس بن حمزة الإربلي :

إربلي الأصل صالحي وهو القطان العدوي. روى عن ابن عبد

__________________

(١) الشذرات ج ٦ ص ١٥٠ ، والدرر الكامنة ج ٢ ص ١١١ وج ١ ص ٥٣٠.

(٢) مر ذكره في المجلد الأول من هذا الكتاب. وهنا تأيد أن اسم والد المترجم محمد بن أحمد.

(٣) الدرر الكامنة ج ٤ ص ١٦٣.

٦٠