موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

٢٦١

أولى بالأخذ لتعيينها أوقات حركته وعلى كل دامت حروبه من أواخر سنة ٨٠٢ ه‍ إلى هذا التاريخ ... فذهب متوجها إلى الروم ...

قال في الشذرات عن وقعة بغداد :

«ثم سار على بغداد وحاصرها أيضا حتى أخذها عنوة يوم عيد النحر من هذه السنة (سنة ٨٠٣ ه‍) ووضع السيف في أهلها وألزم جميع من معه أن يأتي كل واحد منهم برأسين من رؤوس أهلها فوقع القتل حتى سالت الدماء أنهارا وقد أتوه بما التزموه فبنى من هذه الرؤوس مائة وعشرين مئذنة ثم جمع أموالها وأمتعتها وسار إلى قراباغ فجعلها خرابا بلقعا ...» ا ه (١).

وقد بالغ أيضا صاحب الدر المكنون في قتلى بغداد على يد تيمور فقال إنهم تسعون ألفا ولعله وغيره أرادوا التهويل منه والتنفير من عمله ... كما بالغوا وهولوا بوقائع هلاكو وقتلى البغداديين عنها تخويفا للناس واهتماما بأنفسهم أن ينالهم ما نال أولئك بغرض التأهب للطوارىء والاستماتة في الدفاع إذ لا وراء ذلك إلا الموت .. وقد نقل ابن جزي قال :

«أخبرنا شيخنا قاضي القضاة أبو البركات ابن الحاج أعزه الله قال سمعت الخطيب أبا عبد الله بن رشيد يقول لقيت بمكة نور الدين بن الزجاج من علماء العراق ومعه ابن أخ له فتفاوضنا الحديث فقال لي : هلك في فتنة التتر بالعراق أربعة وعشرون ألف رجل من أهل العلم ولم يبق منهم غيري وغير ذلك وأشار إلى ابن أخيه». ا ه من رحلة ابن بطوطة (٢). وفي هذا ما فيه وقد ذكرنا علماء العراق هناك وبذلك إبطال

__________________

(١) الشذرات ج ٧.

(٢) ج ١ ص ٢٢٥.

٢٦٢

لقول ابن الزجاج فلا تزال المدارس آهلة والعلماء على أوضاعهم وفي أيام الفتن جمع مال وافر إلى الأقطار الإسلامية الأخرى ... فلا يعول على النشرات والإذاعات أيام الحروب ووقت الفتن إلا بتروّ وتوثق من صدق الخبر ...

قال في الأنباء : «وفي شوال (هذه السنة) كان تيمور لنك وصل ماردين .. وأرسل من عنده رسولا في خمسة آلاف نفس إلى بغداد يطلب من متوليها مالا كان وعد به ... فلما وصل الرسول ورآه أهل البلد في قلة طمعوا فيه فقتلوا غالب من معه فأرسل الرسول إلى تيمور لنك يطلب منه نجدة فتوجه نحوه بالعساكر فوصل في آخر شوال فملكها وبذل فيها السيف ثلاثة أيام ، ثم أمر أن يأتيه كل فارس من عسكره برأس فشرعوا في قتل الأسرى حتى أحضروا إليه مائة ألف رأس فبناها مواذن أربعين ، ثم أمر بنهب الحلة فنهبوا وخربوا بعد أن أمر بخراب بغداد» ا ه.

وفيات

١ ـ جلال الدين الشيرازي :

عرف بجلال الدين الشيرازي واختلف في اسمه فقد ذكر صاحب الشذرات أنه أسعد بن محمد بن محمود الشيرازي الحنفي ، وفي الضوء اللامع سماه (أسدا) ، وفي الأنباء (أحمد) والظاهر تغلب عليه اللقب.

قدم بغداد صغيرا فاشتغل على الشيخ شمس الدين السمرقندي في القرآن وفي مذهب الحنفية ، ثم حضر مجلس شمس الدين وقرأ عليه البخاري ... وجاور بمكة سنة خمس وسبعين وكان يقرىء ولديه ويشغلهما بشغل في النحو والصرف وغيرهما ودرس وأعاد وحدث وأفاد وكانت عنده سلامة باطن ودين وتعفف وتواضع ، يكتب خطا حسنا وولي آخر أيامه إمامة الخانقاه السميساطية بدمشق ومات بها في جمادى الآخرة

٢٦٣

وقد جاوز الثمانين (١).

«... وارتحل بسبب الفتنة اللنكية في سنة ٧٩٥ ه‍ عن بغداد إلى دمشق فأقام بها بعد زيارته القدس والخليل حتى مات عن نيف وستين أو سبعين ودفن بظاهر دمشق ...» ا ه.

٢ ـ عز الدين أبو أحمد الشاعر العراقي :

وتوفي عز الدين الحسن بن محمد بن علي العراقي المعروف بأبي أحمد الشاعر المشهور نزيل حلب ، قال ابن خطيب الناصرية : كان من أهل الأدب وله النظم الجيد ، وينسب إلى التشيع ... وكان يجلس مع العدول للشهادة بمكتب داخل باب النيرب ومن نظمه :

ولما اعتنقنا للوداع عشية

وفي كل قلب من تفرقنا جمر

بكيت فأبكيت المطي توجعا

ورق لنا من حادث السفر السفر

جرى در دمع أبيض من جفونهم

وسالت دموع كالعقيق لنا حمر

فراحوا وفي أعناقهم من دموعنا

عقيق وفي أعناقنا منهم در

وله مؤلف سماه (الدر النفيس في أجناس التجنيس) أوله :

لو لا الهلال الذي من حيكم سفرا

ما كنت أنوي إلى مغناكم سفرا

ولا جرى فوق خدي مدمعي دررا

حتى كأن جفوني ساقطت دررا

يا أهل بغداد لي في حيكم قمر

بمقلتيه لعقلي في الهوى قمرا

يشتمل على سبع قصائد في مدح البرهان ابن جماعة وله عدة قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة على حروف المعجم وتوفي بحلب في سابع المحرم (٢).

__________________

(١) الشذرات ج ٧ والأنباء ج ١ والضوء اللامع ج ٢ ص ٢٨٠.

(٢) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٢٦ ، والشذرات والأنباء ج ١.

٢٦٤

٣ ـ عبد الجبار بن عبد الله الخوارزمي :

من علماء تيمور وكان معه في حروبه ، قدم حلب معه في ربيع الأول سنة ٨٠٣ ه‍. ودخل معه دمشق ، ثم بلاد العجم فمات هناك في ذي القعدة من هذه السنة. وكان عالم الدشت ، وهو موصوف بالفضل والذكاء ، ويقال إنه معتزلي. وكان إماما بارعا متفننا في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والعربية ، انتهت إليه الرياسة في أصحاب تيمور بحيث كان عظيم دولته ، وكان يباحث العلماء ، ولديه فصاحة بالعربية والعجمية والتركية وثروة وحرمة. كل ذلك مع تبرمه من صحبة تيمور بل ربما نفع المسلمين عنده ، ولكن في الأغلب لا تسعه مخالفته.

قال المقريزي : كان من فقهاء تيمور الحنفية وهو معه على عقيدته وسمي أباه نعمان بن ثابت (١).

حوادث سنة ٨٠٤ ه‍ ـ ١٤٠١ م

السلطان أحمد وقرا يوسف في العراق :

جاء في كلشن خلفا : «وبعد ذهاب الأمير تيمور إلى مملكة الروم (الأناضول) وافى قرا يوسف إلى العراق مرة أخرى وجمع هناك جموعا عند نهر العلقمي قرب الحلة وعقد همته لمقارعة آل تيمور ... ولما سمع الميرزا أبو بكر ومن معه من الأمراء بادروا لدفع غائلته وسد الطرق في وجهه فلم ينل مأربا ورجع بخفي حنين بل بخيبة تامة. ومن ثم تخلص العراق لآل تيمور (٢).

وهنا نرى الوقعة التي نقلها صاحب كلشن خلفا جاءت مجملة

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٤ ص ٣٥.

(٢) كلشن خلفا ص ٥٠ ـ ٢.

٢٦٥

بالنظر للنصوص التاريخية الأخرى كما أن التاريخ الغياثي جاءت فيه الوقعة مبتورة وإن كان نقلها من روضة الصفا وعلى كل يفهم من مراجعة هذه النصوص خروج تيمور من بغداد وتوجهه إلى تبريز كان في أوائل ذي الحجة لسنة ٨٠٣ ه‍ وقد مضى القول عنه فلما علم السلطان أحمد وقرا يوسف اللذان كانا قد هربا إلى الروم أن تيمور قد عزم على الذهاب إلى بلاد الروم وتأهب لمقارعة السلطان ييلديرم بايزيد عادا وجاءا من طريق قلعة الروم على شاطىء الفرات إلى هيت ومن هيت عبر السلطان أحمد إلى بغداد فاستعاد بغداد وجمع ما تمكن عليه من أمرائه المشتتين في الأطراف واستقر بها فوجدها خاوية فاشتغل بعمارتها وزراعتها (١) ... ولما سمع تيمور هذا الخبر وهو في تبريز أمر بالعساكر أن تتوجه نحو بغداد وسير أمير زاده أبا بكر وأمير جهانشاه وآخرين غيرهم فضبطوا الدروب وفي ليلة السبت ٨ رجب سنة ٨٠٤ ه‍ وصلوا بغداد على حين غفلة بحيث إن السلطان أحمد أصابه الارتباك والاضطراب والعجلة فلم يتمكن من لبس ثيابه بتمامها وإنما رمى بنفسه إلى سفينة فعبر إلى الجانب الغربي وكان ولده السلطان طاهر هناك فتوجه معه وجماعة معدودة من أمرائه إلى صوب الحلة ركبوا خيلا جردا. أما عسكر تيمور فإنه كان منهوك القوى من السير والغارة المستمرة فتوقفوا تلك الليلة ببغداد وفي الصباح سار الأمير جهانشاه إلى الحلة فرأى الجسر مقطوعا والسلطان قد رحل إلى جزيرة خالد ومالك فتوقف الأمير جهان شاه في الحلة وأرسل قاصدا إلى تيمور لعرض الحالة إليه ومن ثم توارد الأمراء الآخرون من الأنحاء الأخرى وجاؤوا من مواطن مختلفة فنهبوا وسلبوا وغنموا غنائم لا حد لها وقضوا على كل من كانوا يرتابون

__________________

(١) «اشتغل بعمارتها وزراعتها ...» يضاف إلى هذا ما رواه مؤلف عيون أخبار الأعيان «وبنى سورها فقال أهل بغداد : أحمد المسكين صرف ماله في الماء والطين ..» ا ه. قاله الصديق الفاضل مصطفى جواد.

٢٦٦

منه وعاد بعض هؤلاء الأمراء ... واستقرت بغداد تحت إدارة تيمور ... (١).

إن الذي أوقع المؤرخين في الغلط هو أنه كانت حدثت وقعة مماثلة أو مقاربة لهذه كما سيجيء التفصيل عنها فاشتبه الأمر في حين أن هذه الوقعة جرت قبل أن يذهب إلى بلاد الروم ويقارع السلطان ييلديرم بايزيد ...

الحروفية ونحلتهم

فضل الله الحروفي :

«فضل الله بن أبي محمد التبريزي أحد المتقشفين من المبتدعة. كان من الاتحادية ثم ابتدع النحلة التي عرفت ب (الحروفية) فزعم أن الحروف هي عين الآدميين إلى خرافات كثيرة لا أصل لها ، ودعا اللنك إلى بدعته فأراد قتله فبلغ ذلك أمير زاده (ميران شاه) لأنه فر مستجيرا به فضرب عنقه بيده وبلغ اللنك فاستدعى برأسه وجثته فأحرقها في هذه السنة (٨٠٤ ه‍). ونشأ من أتباعه واحد يقال له نسيم الدين (نسيمي) فقتل بعد ذلك وسلخ جلده في الدولة المؤيدية سنة ٨٢١ ه‍ بحلب.» قاله في أنباء الغمر. وقال صاحب الضوء وأظنه هو (فضل الله أبو الفضل الاسترابادي العجمي) واسمه عبد الرحمن ولكنه إنما كان يعرف بالسيد فضل الله حلال خور أي يأكل الحلال كان على قدم التجريد والزهد .. مع فضيلة تامة ومشاركة جيدة في علوم ونظم ونثر. وحفظت عنه كلمات عقد له بسببها مجالس بكيلان وغيرها بحضرة العلماء والفقهاء ثم مجلس بسمرقند حكم فيه بإراقة دمه فقتل بالنجا من عمل تبريز سنة ٨٠٤ ه‍ وكان له مريدون وأتباع في سائر الأقطار لا يحصون كثرة متميزون بلبس

__________________

(١) روضة الصفا والغياثي وحبيب السير.

٢٦٧

اللباد الأبيض على رأسهم وبدنهم ويصرحون بالتعطيل وإباحة المحرمات ، وترك المفترضات وأفسدوا بذلك عقائد جماعة من الجغتاي وغيرهم من الأعاجم. ولما كثر فسادهم بهراة وغيرها أمر القاءان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك بإخراجهم من بلاده وحرض على ذلك فوثب عليه رجلان منهم وقت صلاة الجمعة وهو بالجامع وضرباه فجرحاه جرحا بالغا لزم منه الفراش مدة طويلة استمر به حتى مات وقتل الرجلان من وقتهما شر قتلة. وهو في عقود المقريزي (١).

وهذا من أشهر دعاة الباطنية في القرن الثامن الهجري ، ظهر بثوب آخر من الإبطان بل وسع ناحية من نواحي معتقد الباطنية وهي «طريقة الحروفية» فقد برع فيها ، وأطنب في تفسيرها ، وجاهر بها بحيث دعا إلى لزوم إغفال الأحكام الشرعية فأول الآيات وصرفها عن معناها بوجه آخر غير ما ركن إليه الغلاة أو بالتعبير الأصح جاهر بما لم يستطيعوا المجاهرة به ..

ومن المؤكد أن هؤلاء لم يكونوا مسلمين وإنما دعوا إلى طريقة رأوها الأصلح في الإفساد فجربوها ونجحت عندهم وهي طريقة التأويل الذي لا يحتمله اللفظ ، ولا تقارب بين الأصل والمعنى الذي قرروه ، فعرفت مطالبهم ، وكشف العلماء عن حقيقة نحلتهم .. فهم من غلاة المتصوفة وعرفوا (بالحروفية) ...

وكانت نوايا هؤلاء الباطنية ـ كغيرهم من نوعهم. هدم الديانة الإسلامية إلا أنهم رأوا المجابهة بالإنكار والمعارضة بالنقد ، أو إعلان محاربة رجاله ... غير مقدور لهم ، وجربوه بتجارب عديدة فلم يولد نتيجة حسنة لما يتطلبونه بل رأوا معارضة شديدة ؛ ونالتهم نكبة قاسية من جراء ما قاموا به فعادوا بالخيبة والخذلان ومن ثم ركنوا إلى ما ركنوا إليه ...

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٦ ص ١٧٤.

٢٦٨

ولم يكن يهمنا البحث والتوسع في هذه الناحة لو لا أن صاحب كتاب النواقض تعرض لداعيتهم هذا فقال : «وأما أمر فضل الله الاسترابادي فإنه جاور النجف مدة عشرين سنة ... ولم يحصل منه ما يدل على أنه من زمرة المسلمين في الصفاء ...» ا ه. فهل تلقى نحلته هنا أو أنه جاء لبثها ، أو كانت لها علاقة بالإسماعيلية وهم يترددون إلى مشهد الإمام علي (ر ض) فاتصل بهم ...؟ مما دعا للتفكير في شأنهم والتتبع لآثارهم خصوصا بعد أن علمنا أن نسيمي البغدادي من تلامذة فضل الله الحروفي وفي آثار فضولي وروحي البغدادي ما يشير إلى أنهما من هؤلاء ... فعلاقة نحلته بالعراق وإن كانت ضعيفة إلا أنها تستحق التدقيق وتستدعي النظر .. فلم يخل العراق من دخول عقائد متنوعة يستهوي اتباعها الناس بضروب مختلفة ، تارة من طريق الآداب الفارسية ، وطورا من ناحية الشيعية وباسمها في وقت أن العقيدة الشيعية معروفة ومنتشرة بين ظهرانينا ... وآونة من ناحية التصوف ونحله الغالية .. وهكذا مضوا في تطبيق نهجهم وساروا في عملهم دون أن يعتريهم كلل ، أو ينالهم ملل ...

ولا نتجاوز حدود موضوعنا. فهذه النحلة لم تلبث أن دخلت في نحلة التصوف المعروفة ب (البكتاشية) وتوثقت العلاقة بين الحروفية والبكتاشية لحد أن صار يعد الواحد مرادفا للآخر ... وبعد استيلاء العثمانيين دخلت البكتاشية بغداد ورؤساؤهم حروفية قطعا ...

وللمترجم مؤلفات حصلت على مكانتها عندهم :

١ ـ جاودان كبير :

اشتهر المترجم بكتابه هذا وهو جاودان كبير فكان أساسا لغيره بحيث صار كل كتاب من كتبهم المعتبرة يسمى جاودان وكتاب فضل الله ينعت بجاودان كبير ، والأخرى المعتبرة تسمى بجاودان أيضا وهي نحو

٢٦٩

ستة كتب ولا توصف بكبير. قال في كشف الظنون عن جاودان كبير «فارسي ، منثور ، ألفه في مذهبه وهو متداول بين الطائفة الحروفية» ا ه. ولأول مرة رأيت منه نسخة مخطوطة في مكتبة فاتح في استانبول برقم ٣٧٢٨ وكان قد ترجمه إلى التركية درويش مرتضى البكتاشي إلا أن هذه الترجمة لا توافق أصلها تماما. ثم حصلت على نسختين من الأصل مخطوطتين. وهذا من الكتب التي لا يبيحون مطالعتها لكل أحد وإنما هو محرم على غيرهم. والمؤلفات الأخرى توضيح أو إجمال لمطالبهم وسائر ما يرمون إليه. يأخذ بعض الآيات ويفسر حروفها ولا يتيسر الاطلاع على إشاراته ما لم يعرف مفتاحه لحل رموزه.

٢ ـ عرفنامه :

ذكرها صاحب كشف الظنون وقال هي «للسيد جلال الدين فضل الله عبد الرحمن الاسترابادي ....» ا ه ولم أرها. والقوم يحتفظون بآثار رئيس نحلتهم ويتهالكون في صيانتها.

٣ ـ عرشنامة. له :

ومما يلفت الأنظار أن غالب ملائية الصبيان كانوا منهم ، والقول «بفضل بسم الله الرحمن الرحيم» من تأثيراتهم الباقية ، وشاراتهم المعروفة ... يلقنونها للناس بطريق الإيهام والتعمية ... ومن تلامذة المترجم نسيمي البغدادي وسنتعرض لترجمته في حينها. وعندي ديوانه مخطوطا. ومن بين تلامذته من نال المكانة الرفيعة في بلاد الترك (علي الأعلى) وله اسكندرنامه وعرشنامه ومحبتنامه ...

ولا نجد تعريفا وافيا برجال نحلتهم في مختلف العصور بصورة منتظمة وترتيب صحيح إلا أن المعلوم من مشاهيرهم يبصر نوعا بأوضاعهم .. ودراستهم ملازمة لدراسة الطريقة البكتاشية وهي التي

٢٧٠

أسسها بكتاش ولي الخراساني الأصل من مدينة نيسابور وكان أخذ الطريقة في خراسان عن شيخ لقمان. وفي أوائل القرن الثامن الهجري جاء مهاجرا إلى الروم فاشتغل في الإرشاد في الأناضول ، وأن السلطان أورخان غازي العثماني زاره فدعا له وهو الذي وضع اسم الينكچرية (الانكشارية) لجيشه وانتزع كم خرقته ووضعه على رأس الينكرية فصار معتادا لهم وضع ما يشبه الكم في رؤوسهم ... توفي أيام السلطان أورخان ودفن بجوار قير شهري ... والرسوم الموجودة ليست من وضعه وإنما ابتدعها درويش يقال له (باليم سلطان) وصار في الحقيقة هو المؤسس لهذه الطريقة ... (١).

وعندنا في المثل العامي (شايل قزان بكتاش) لمن يتحمل أمرا عظيما غير ملتزم بتحمله ...

ومن كتبهم الموجودة عندي مخطوطة :

١ ـ جاودان كبير.

٢ ـ كشفنامه محيطي دده.

٣ ـ قسمتنامه محيطي بابا.

٤ ـ ديوان محيطي.

٥ ـ كتاب ويراني.

٦ ـ ديوان ويراني.

٧ ـ كرسي نامه علي الأعلى.

٨ ـ ذره نامه سيد شريف.

٩ ـ قيامتنامه علي الأعلى.

__________________

(١) قاموس الاعلام ج ٢ ص ١٣٣٢.

٢٧١

١٠ ـ محشر نامه. للأمير علي.

١١ ـ مجموعه كلشني ونسيمي.

١٢ و١٣ ـ فيضنامه ورسالة أخرى لم أعرف اسم مؤلفها.

١٤ ـ ديوان نسيمي.

١٥ ـ مبدأ ومعاد.

١٦ ـ مناقب بكتاش ولي.

أما الكتب المطبوعة فغالبها دواوين. ومن أهم الكتب للتعريف بنحلتهم وبيان دخائلهم كتاب (كاشف أسرار بكتاشيان) لاسحق أفندي وهو مطبوع فيه تتبع مهم وافتضاح لهذه الطائفة. ومن رسائلهم الأصلية بعض الكتب التي نشرت مصدرة بمقالة للدكتور الفيلسوف رضا توفيق وكليمان هوار ... وفيها بيان للموجود في المكتبات المعروفة ...

ومن كتبهم :

١ ـ بشارتنامه لرفيعي.

٢ ـ عشقنامه لابن فرشته (ابن ملك).

٣ ـ آخرتنامه. له.

٤ ـ وحدتنامه لمقيمي.

٥ ـ حقيقتنامه.

٦ ـ اطاعتنامه. لكمال السنائي.

٧ ـ حقايقنامه أو مقدمة الحقائق.

٨ ـ رساله فضل الله.

٩ ـ تحفة العشاق.

١٠ ـ رساله بدر الدين.

١١ ـ رساله نقطه.

٢٧٢

١٢ ـ رساله حروف.

١٣ ـ ترابنامه.

١٤ ـ اسكندر نامه.

١٥ ـ محبتنامه.

١٦ ـ استوانامه.

١٧ ـ هدايتنامه.

١٨ ـ محرمنامه.

١٩ ـ ولايتنامه.

ومن مشاهير رجالهم خليفة الله علي الأعلى الشيخ أبو الحسن ، وأمير غياث الدين ، وكمال سنائي ؛ وحسن حيدر ، وسيد شريف ، وويران ابدال ، وابن فرشته وهو عبد المجيد. ومن رجالهم بابا نديمي وترجمته في تذكرة سهى (١) ومن شعره :

فلكك يازدي چاق بروجنده

كه دونه م بن دخي براوجنده

نه زكاتن ايده م طمع مالك

نه نمازكده ، نه اوروجكده

والكلام في ذا يطول وقد يخرج بنا عما التزمناه وغاية ما أقول أن هؤلاء لا يختلفون عن غيرهم من الباطنية في إباحة المحرمات وترك الواجبات وحكاياتهم متداولة وهم من أهل الاتحاد والحلول وأهم خصيصة لهم (فكرة الحروفية) وهي قديمة ويرجع عهدها إلى (سفر يصيرا) عند اليهود وهو سفر الخليقة شاعت عند الباطنية هذه الفكرة في مختلف عصورهم ، وأكتفي أن أشير إلى مراجعة كتب ناصر خسرو ، والكتب التالية له من أهل نحلته ، وأنقل النص التالي من «كتاب الفرق» (٢) قال :

__________________

(١) ص ٦٢.

(٢) مر وصفه في هذا الجزء ، وفي تاريخ اليزيدية هامش ص ٥٤.

٢٧٣

«قالوا في تفسير كلمة التوحيد التي هي «لا إله إلا الله» إنها بتكرارها اثنا عشر حرفا وأربع كلمات وصوروها منفردة (لا إلاه إلا الاه) فصارت اثني عشر حرفا وإذا كانت بغير تفصيل كانت سبعة أحرف وصوروها هكذا (لا إله إلا الله) قالوا وهي دالة على المنافذ السبعة التي برأس ابن آدم التي هي أيضا دالة على النطقاء السبعة .. الخ» وأوضحوا وجه الدلالة واستنتجوا غرائب من شأنها أن تصرف الناس عن مفهوم الكلمة ... وأولوا آيات كثيرة مثل حرمت عليكم الميتة والدم .. بغير معناها ، وكذا في إسقاط معنى الزكاة ، وإبطال الصيام ، والغرض من الحج وأولوا البعث ، وأمورا أخرى كالغسل والوضوء ... الخ.

أكتفي بهذا ولا محل للمقابلة بين نصوص الطائفتين ...

حوادث سنة ٨٠٥ ه‍ ـ ١٤٠٢ م

السلطان أحمد ـ بغداد :

إن ذهاب جيش الأمير تيمور إلى بلاد الروم (الأناضول) ، وخلو العراق من قوة ... مما ولد في السلطان أحمد أمل العودة فاستولى عليها مرة أخرى فحكم بغداد وأنحاءها ، وجعل ابنه السلطان طاهرا في الحلة والبقاع المجاورة لها ... وأساسا في الوقعة السابقة لم يفارق السلطان العراق وإنما تجول في الأطراف البعيدة متخفيا ومتربصا العودة .. فتم له الأمر وسنحت له الفرصة ... أما الأمير قرايوسف فإنه بقي في جهات هيت والأقسام الشمالية من العراق يتجول فيها ...

ثم إن السلطان أحمد أراد السفر إلى الحلة وكان فيها ابنه السلطان طاهر وفي الأثناء ألقى القبض على وزيره آغا فيروز فارتاب السلطان طاهر من ذلك وتوهم أنه المقصود وتذاكر مع أمراء والده مثل محمد بك وأمير علي قلندر وميكائيل وفرخ شاه. وهؤلاء لم يأمنوا غائلة السلطان

٢٧٤

أحمد فاتفق الكل على لزوم القيام عليه والخروج من طاعته فرفعوا الجسر وكسروا المياه في منتصف الليل واتخذوا الأهبة ... فعلم السلطان أحمد بما وقع وشاهد التدابير المتخذة فوقف مكانه ونصب خيامه تجاه جيش ابنه ولما خشي أن يقع خلاف مأموله أرسل قاصدا إلى الأمير قرايوسف والتمس منه أن يوافيه ووعده بمواعيد ...

وعلى هذا سار قرا يوسف بجيش لجب مؤلف من تركمان وعرب ووافى السلطان أحمد فعبر هؤلاء جميعا النهر ومضوا إلى ناحية السلطان طاهر فتقابل الجيشان وشرعا في المعركة فكانت بينهما طاحنة جدا فظهر فيها الانكسار بجانب السلطان طاهر وأثناء هزيمته عثرت فرسه في نهر فوقع ومات ... ونال الجيش غنائم وافرة وربح قوم الأمير قرا يوسف الشيء الكثير ...

انتهت هذه السنة في الأثناء ودخلت السنة الجديدة.

أوضاع تيمور لنك :

إن الأمير تيمور لم يبق له منازع في الحقيقة إلا السلطان بايزيد (أبا يزيد) وكان كل واحد منهما يحاول القضاء على الآخر ، أو صدّ غائلته ، فكانت المقارعة بينهما أليمة وقاسية جدا ، وتعد من أكبر الحروب العالمية آنئذ ، وقد استعد لها كل واحد منهما بما لديه من قوة وما استطاع من قدرة ... فكانت نتيجتها الانتصار على جيش الترك العثمانيين وأسر السلطان بايزيد وولده موسى ثم موته ... وكانت الوقعة حدثت في هذه السنة ، وكان هولها كبيرا جدا ...

ويقال إن بايزيد (أبا يزيد) أوصى الأمير تيمور بثلاث وصايا : أن لا يسفك دماء الروم (يقصد العثمانيين) فإنهم ردء في الإسلام ، وأن لا يترك التتار بهذه البلاد فإنهم من أهل الفساد ، وأن لا يخرب قلاع المسلمين وحصونهم فتتسلط الكفرة عليهم ... فقبل وصيته في الأمور

٢٧٥

٢٧٦

الثلاثة وعمل حيلة قتل فيها غالب رجال التتار ... ولعل هذه حكاية ما وقع ففسرت بوصية منه ...

وعلى كل اكتسب الأمير تيمور منتهى القدرة والسطوة ، وعزم بعد هذه الوقعة على حرب ممالك الصين فلم يمهله الأجل ...

وفيات

١ ـ سلمان البغدادي :

هو ابن عبد الحميد بن محمد بن مبارك البغدادي ثم الدمشقي ، الحنبلي ، نزيل القابون سمع من جماعة وكان عابدا خيرا ، صوفيا بالخاتونية ، مستحضرا للمسائل الفقهية على طريقة الحنابلة ، ولديه فضائل. مات في هذه السنة (٨٠٥ ه‍) ... (١).

٢ ـ قاضي تيمور لنك :

في هذه السنة توفي حميد بن عبد الله الخراساني الحنفي قاضي تيمور لنك. مات بعد رجوعه من الروم ... (٢).

حوادث سنة ٨٠٦ ه‍ ـ ١٤٠٣ م

قرا يوسف ـ بغداد :

إن السلطان أحمد كان قد شعر بالخطر من هذه المساعدة ، وأحس بنوايا الأمير قرا يوسف ، وعلم أنه المقصود بالذات ، وأن الآمال موجهة عليه ... ذلك ما دعاه أن يعود إلى بغداد توّا ليرى تدبيرا ، ويفكر في

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٣ ص ٢٥٨.

(٢) الضوء اللامع ج ٦ ص ١٤٧.

٢٧٧

الخلاص من هذا المأزق .. إلا أن الأمير قرا يوسف لم يمهله وسار وراءه بسرعة فلم يتمكن من النجاة بحياته إلا بشق الأنفس. فدخل قرا يوسف بغداد وهرب هو ليلا ، أخرجه منها امرؤ يقال له (قرا حسن) حمله على كتفه وقطع به نحو خمسة فراسخ وفي طريقه وجد بقرة ركبها السلطان أحمد وجاء بأسوأ حالة إلى تكريت. وكان هناك عمر الأويرات وهو أمير من جانب السلطان أحمد فأعد له ما استطاع من خيول. ووصل إلى تكريت جماعة من الأمراء الذين تشتتوا مثل الشيخ مقصود ، ودولت يار ، وعادل وغيرهم ... فاجتمعوا هناك وساروا والسلطان إلى أنحاء الشام ...

وجاء في تاريخ ابن أبي عذيبة أنه «في سنة ٨٠٦ ه‍ دخل السلطان أحمد بن أويس إلى حلب في صورة فقير هاربا إلى الشام فمسك حسب المرسوم بطلب السلطان أحمد من حلب إلى دمشق ثم ورد مرسوم آخر بإمساكه والاعتقال عليه بها فمسك ...» ا ه (١).

فاستولى قرا يوسف على بغداد وبقيت بيده مدة إلا أن المؤرخين لم ينقلوا شيئا عن أعماله هناك ... وإنما مضت ولا تزال في طي الغموض والخفاء ... إلى أن استعادها جيش تيمور ...

الميرزا أبو بكر ـ بغداد :

أما الأمير تيمور فإنه كان في حروب خطرة ووقائع دموية جرت له مع السلطان ييلديرم بايزيد فلم يكن يفكر في غيرها ؛ وخلا الجوّ للسلطان أحمد وابنه فعاد إلى بغداد والحلة ثم جرى ما جرى بينهما وبين الأمير قرا يوسف وقد مضت حوادثه مع الميرزا أبي بكر ... ولما عاد الأمير تيمور من حرب الروم ظافرا وسار إلى الكرج عام ٨٠٦ ه‍ بقصد

__________________

(١) تاريخ ابن أبي عذيبة ج ٥ ص ٥١٢.

٢٧٨

الاستيلاء عليها ووصل تفليس فكر في هذه الأثناء في لزوم عمارة بغداد وإصلاح ما اندثر منها بسبب الوقعة المؤلمة عام ٨٠٣ ه‍ ففوض حكومتها إلى الميرزا أبي بكر وهذا سارع في الذهاب إليها .. وجاء أمير زاده أبو بكر إلى أنحاء الحلة ، ووافى إليه الأمير زاده رستم من بروجرد وآخرون كان الأمير تيمور قد أرسلهم لمعاونة الميرزا أبي بكر فتوجهوا من ناحيتين إلى بغداد فقابلهم الأمير قرا يوسف وبجوار نهر الغنم (١) قرب الحلة التقى الفريقان وكانت الحرب شديدة والمعركة طاحنة وقتل أثناء النضال أخو قرا يوسف وانهزم هو إلى أنحاء سورية ... كما انهزم قبله السلطان أحمد ...

أما الميرزا رستم فإنه رجع إلى فارس كما أن الميرزا أبا بكر وصل إلى بغداد فاستقر بها ... وبناء على رغبة الأمير تيمور في عمارتها بادر في القيام بالأمر ، وشرع بما يلزم لإصلاح الحالة ولم يعلم بما قام به هذا الأمير إلى أن سمع بموت الأمير تيمور واستيلاء السلطان أحمد على بغداد مرة أخرى (٢).

في هذه السنة نهض أمير العرب هذا على قرا يوسف التركماني ، فهرب منه قرا يوسف وجاء إلى الشام ، فشفع فيه نائب الشام شيخ المحمودي الذي صار سلطانا بعد ذلك عند السلطان الملك الناصر ، فقبلت شفاعته ، واستقر في الشام أميرا يركب في خدمة النائب.

ثم في شعبان أرسل الناصر كتابا إلى نائب الشام بقتل قرا يوسف ، وقتل سلطان بغداد أحمد بن أويس أيضا وكان جاء أيضا عنده ، فتوقف الأمير شيخ في ذلك ، وعوق السلطان أحمد عنده بدار السعادة ، ثم قيدهما وسجنهما ببرجين في قلعة دمشق ، ثم هرب السلطان أحمد. وأما

__________________

(١) جاء في حبيب السير أنه نهر القيم بالقاف.

(٢) روضة الصفا وحبيب السير ص ١٦٦ ج ٣ جزء ٣ وتزوكات تيمور.

٢٧٩

قرا يوسف فإن نائب الشام شيخ لما خامر على السلطان الناصر ودخل القاهرة لمحاربته استصحب معه قرا يوسف أيضا مستعينا به ، وهو الذي أشار على شيخ وهم بمنزلة السعدية أن يكسرا بالليل على الملك الناصر ، ومع هذا لم يبلغوا مقصودهم منه وانكسروا ورجعوا ومعهم قرا يوسف المذكور ، ثم إنه رجع إلى بلاده ، وعظمت حاله ، وصار أكبر أعداء شيخ لما تسلطن وحصل منه الإفساد بهذه المملكة ... (مجموعة تواريخ التركمان وفيها تفصيلات مهمة عن هذه الأيام وما قبلها ..).

وفيات

١ ـ زين الدين العراقي :

هو الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهراني المولد العراقي الأصل الكردي الشافعي حافظ العصر قال في أنباء الغمر : ولد في جمادى الأولى سنة ٧٢٥ ه‍ ولازم المشايخ في الرواية وسمع من عبد الرحيم ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي وعلاء الدين التركماني وقرأ بنفسه على الشيخ شهاب الدين ابن البابا وأدرك أبا الفتح الميدومي فأكثر عنه وهو من أعلى مشايخه إسنادا وسمع أيضا من ابن الملوك وغيره ثم رحل إلى دمشق فسمع من ابن الخباز ومن أبي عباس المرداوي ونحوهما وعني بهذا الشأن ورحل فيه مرات إلى دمشق وحلب والحجاز وأراد الدخول إلى العراق ففترت همته من خوف الطريق ورحل إلى الإسكندرية ثم عزم على التوجه إلى تونس فلم يقدر له ذلك وصنف تخريج أحاديث الإحياء واختصره في مجلد ... ونظم علوم الحديث لابن الصلاح وشرحها وعمل عليه نكتا وصنف أشياء أخر كبارا وصغارا وصار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشيخ جمال الدين الإسنائي وهلم جرا ولم نر في هذا الفن أتقن منه وعليه تخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به نور الدين الهيتمي ،

٢٨٠