تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٤٠٣ ـ إبراهيم بن سعد الخير بن عثمان

ابن يحيى بن مسلمة بن عبد الله بن قرط الأزدي

حدّث عن : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي.

روى عنه : ابنه أبو عمر أحمد بن إبراهيم.

٤٠٤ ـ إبراهيم بن سعد الحسني الزاهد (١)

بغدادي اجتاز بدمشق أو بساحلها.

حكى عنه : أبو الحارث الأولاسي (٢) قيصر بن الخضر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا إسماعيل بن أحمد الحيري ح.

وأنبأنا أبو الحسن (٤) عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا يحيى بن إبراهيم المزكّي ، قالا : أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : إبراهيم بن سعد وكان حسنيا من أهل بغداد ، كان يقال له الشريف الزاهد ، وكان أستاذ أبي الحارث الأولاسي ، حكى عنه أبو الحارث.

قال : كنت معه في البحر فبسط كساءه على الماء وصلّى عليه.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي ، أحد شيوخ الصوفية وزهادهم انتقل عن بغداد إلى الشام فاستوطن بلادها. وتحكى عنه كرامات وعجائب.

أنبأنا أبو علي الحداد.

وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس (٦) ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٦ / ٨٦ وحلية الأولياء ١٠ / ١٥٥. ١٥٨ وفي م : العلوي الحسني.

(٢) هذه النسبة إلى أولاس وهو حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس ، يسمى حصن الزهاد (معجم البلدان).

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٨٦.

(٤) بالأصل «أبو الحسن بن الغافر» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٦ (٨).

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٨٦.

(٦) بالأصل «قيس» والصواب ما أثبت ، وقد تقدم قريبا.

٤٠١

الخطيب ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا عبد المنعم بن عمر (٢) بن عبد الله الأصبهاني ، نا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني ـ بمكة ـ قال : قال أبو الحسن التمار ، قال أبو الحارث الأولاسي : خرجت من حصن أولاس أريد البحر ، فقال بعض إخواني : لا تخرج فإني قد هيأت لك عجّة حتى تأكل ، قال : فجلست وأكلت معه ، ونزلت إلى الساحل وإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلّي ، فقلت في نفسي : ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول : امش معي على الماء ، ولئن قال لي لأمشين معه. فما استحكم الخاطر حتى سلّم قال : هيّه يا أبا الحارث امش على الخاطر. فقلت : بسم الله فمشى هو على الماء وذهبت أمشي ، فغاصت رجلي فالتفت إليّ وقال : يا أبا الحارث العجّة أخذت برجلك.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الفرج سمعان بن بشر الصوفي ، أنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الكريم الجزري ـ بمكة ـ نا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي بكر الفرغاني قال : قال لي أبو الحارث الأولاسي خرجت من الحصن أريد البحر فقال لي بعض إخواننا : لا تبرح فإني قد هيأت عجّة حتى نتغذى ، فجلست وأكلت معه ونزلت إلى الساحل ، فإذا إبراهيم بن سعد العلوي قائم يصلّي فقلت في نفسي : يريد أن يقول لي امش بنا على الماء ، ولئن قال لأمشين معه فما استتم ذلك الخاطر حتى سلّم من صلاته. وقال لي : يا أبا الحارث هيه عزمت بسم الله امش على ما خطر في نفسك ، فقلت : بسم الله فمشى على الماء ، وذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء فالتفت إليّ وقال : يا أبا الحارث أخذت العجّة برجلك ، فذهب وتركني.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدثني أبو بكر محمد بن داود ، حدثني أبو بكر الفرغاني قال : سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : خرجت من أولاس فرأيت شخصا قائما يصلّي تحت شجرة ، فساعة وقعت عيني عليه ألبسني منه هيبة فانفتل من صلاته وقال لي : يا أبا الحارث مر ، وار

__________________

(١) انظر تاريخ بغداد ٦ / ٨٦ وحلية الأولياء ١٠ / ١٥٦.

(٢) الأصل وتاريخ بغداد ، وفي الحلية : «عمرو».

٤٠٢

شخصك عني ثلاثة أيام ولا تطعم شيئا. ففعلت ما أمرني ، فمشيت معه على ساحل البحر فحرك شفتيه ، فإذا رف من سمك شائلة رءوسها من الماء رف فوق رف ، فاتحة فاه كالمشيرة بالسلام إلى إبراهيم بن سعد العلوي ، فقلت في نفسي : لو كان بشر الصياد هاهنا طرح شبكته على هذه الحيتان لاصطاد منها شيئا كثيرا ، فما تم ذلك في نفسي حتى غاص السمك كله في الماء ، والتفت إليّ إبراهيم فقال : إيش عرض في نفسك؟ فقلت له : عرض في نفسي كذا وكذا ، فقال : يا أبا الحارث ما أنت برادّ بهذا الأمر. ورأيت الشيخ إبراهيم كأنه وجد فقال : يا أبا الحارث قطعت أكثر شرق الإسلام وغربه أو بعضه على السياحة والتوكل ، ورأيت أن البر والبحر لواحد ، فاستعملت لنفسي جلبة فركبت فيها وحدي ولججت هذا البحر ـ يعني بحر الروم ـ يرفعني موج ويحطني آخر ، فبينا أنا كذلك إذا بحوت قد أقبل إليّ فاتح فاه ، يريد يبتلعني ويبتلع الجلبة ، فقلت في نفسي : تخلّفي عن هذا الحوت يضعف إيماني ، ويشين بغيتي فطفرت من الجلبة إلى فكي (١) الحوت فركعت فيه ركعتين ثم رجعت إلى الجلبة وخرجت إلى البر وأنا في هذا الجبل يعني اللكام (٢) انتظر ما ينتظر الموحدون لله عزوجل.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الأصبهاني (٣) ، نا عبد المنعم بن عمر (٤) ، نا الحسن بن يحيى ، قال : قال محمد بن محبوب العماني : سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : خرجت من مكة في غير أيام الموسم أريد الشام ، فإذا أنا بثلاثة نفر على جبل ، وإذا هم يتذاكرون الدنيا ، فلما فرغوا أخذوا يعاهدون الله أن لا يمسوا ذهبا ولا فضة. فقلت : وأنا أيضا معكم ، فقالوا : إن شئت. ثم قاموا فقال أحدهم : أما أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا. وقال الآخر : أما أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا. وبقيت أنا وآخر فقال لي : أين تريد؟ فقلت : أريد الشام. فقال : وأنا أريد اللكّام. فكان إبراهيم بن سعد العلوي ، فودع بعضهم بعضا وافترقنا. فمكثت حينا أنتظر أن يأتيني كتابه فما شعرت يوما وأنا بأولاس فخرجت أريد البحر وصرت بين الأشجار إذا برجل صاف قدميه يصلّي فاضطرب قلبي

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) اللكام بالضم وتشديد الكاف وهو الجبل المشرف على أنطاكية وتلك الثغور (معجم البلدان).

(٣) حلية الأولياء ١٠ / ١٥٦.

(٤) في الحلية : «عمرو».

٤٠٣

لما رأيته وعلاني له الهيبة ، فلما أحسّ (١) بي سلّم والتفت إليّ فإذا هو إبراهيم بن سعد ، فعرفته بعد ساعة فقال لي : هاه فوبخني ، وقال : اذهب فغيّب عني شخصك ثلاثة أيام ولا تطعم شيئا ثم ائتني. ففعلت ذلك فجئته بعد (٢) ثلاثة وهو قائم يصلّي ، فلما أحسّ (٣) بي أوجز في صلاته ، ثم أخذ بيدي فأوقفني على البحر وحرك شفتيه ، فقلت في نفسي : يريد أن يمشي بي على الماء ولئن فعل لأمشين. فما لبثت إلّا يسيرا ، فإذا أنا برفّ من الحيتان مد (٤) البصر قد أقبلت إلينا رافعة رءوسها فاتحة أفواهها ، فلما رأيته قلت في نفسي : أين أبو بشر الصياد ـ إنسان كان بأولاس ـ هذه الساعة؟ فإذا الحيتان قد تفرقت كأنما طرح في وسطها حجر. فالتفت إليّ فقال : فعلتها؟ فقلت : إنما قلت كذا وكذا. فقال لي : مر لست مطلوبا بهذا الأمر ، ولكن عليك بهذه الرمال والجبال فوار شخصك ما أمكنك ، وتقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر [الله](٥) فإني أراك بهذا مطالبا. ثم غاب عني ، فلم أره حتى مات. وكانت كتبه تصل إليّ فلما مات كنت قاعدا يوما فتحرك قلبي للخروج من باب البحر ولم يكن (٦) لي حاجة ، فقلت : لا أكره القلب فيغمّني. فخرجت فلما صرت في المسجد الذي على الباب ، إذا أنا بأسود قام إليّ فقال : أنت أبو الحارث؟ فقلت : نعم ، فقال : آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد. وكان اسمه ناصحا (٧) مولى لإبراهيم بن سعد ـ فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يوصل إليّ هذه الرسالة فإذا فيها مكتوب :

بسم الله الرّحمن الرّحيم ، يا أخي إذا نزل بك أمر من أمر فقر أو سقم أو أذى ، فاستعن بالله ، واستعمل عن الله الرضا ، فإن الله مطلع عليك ، يعلم ضميرك وما أنت عليه ، ولا بد لك من أن ينفذ فيك حكمه ، فإن رضيت فلك الثواب الجزيل ، والأمن من القول (٨) الشديد ، وأنت في رضاك وسخطك لست تقدر أن تتعدى المقدور ، ولا تزداد في الرزق المقسوم ، والأثر المكتوب ، والأجل المعلوم ، ففي أي هذه الأفعال تريد أن

__________________

(١) عن الحلية وبالأصل «حس».

(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

(٣) عن الحلية وبالأصل «حس».

(٤) كذا بالأصل والمختصر ، وفي الحلية : ملء البصر.

(٥) الزيادة عن الحلية ، والمختصر وهي مستدركة أيضا فيه.

(٦) الحلية : تكن.

(٧) الحلية : واصحا.

(٨) الحلية والمختصر : الهول.

٤٠٤

تحتال في نقضها بهمك ، أو بأي قوة تريد أن تدفعها عنك عند حلولها أتجتلبها (١) من قبل أوانها؟ كلا والله لا بد لأمر الله أن ينفذ فيك طوعا منك أو كرها ، فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فعليك بالتحمل ، ولا تشك من ليس بأهل أن يشكى ، ومن هو أهل الشكر والثناء القديم ، ما أولى من نعمته علينا فما أعطى وعافى أكثر مما زوى وأبلى ، وهو مع ذلك أعرف بموضع الخير لنا منا ، وإذا اضطرتك الأمور وقلّ (٢) صبرك فألجأ إليه بهمّك واشك إليه بثّك ، وليكن طمعك فيه ، واحذر أن تستبطئه أو تسيء به ظنا فإن لكل شيء سببا ، ولكل سبب أجل ، ولكلّ همّ في الله ولله فرج عاجل أو آجل ، ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه الله يأمل سواه. ومن أيقن بنظر الله له أسقط الاختيار لنفسه في الأمور. ومن علم أن الله هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين عن قلبه ، وراقب الله في قربه وطلب الأشياء من معادنها ، فاحذر أن تعلق قلبك بمخلوق تعليق خوف أو رجاء ، أو تفشى إلى أحد اليوم سرّك ، أو تشكو إليه بثّك أو تعتمد على إخائه ، أو تستريح إليه استراحة تكون فيها موضع شكوى بث ، فإن غنيهم فقير في غناه ، وفقيرهم ذليل في فقره ، وعالمهم جاهل في علمه ، فاجر في فعله إلّا القليل ممن عصم الله [تعالى](٣).

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا يحيى بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول : سمعت محمد بن أحمد بن الليث يقول : سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : كان سبب رؤيتي إبراهيم بن سعد أني خرجت من أولاس إلى مكة في غير أيام الموسم فرافقت ثلاثة فقلت : أنا معكم فتفرق اثنان منهم وبقيت أنا والثالث فقال لي (٤) : أين تريد؟ قلت : الشام ، قال : وأنا أريد لكّام ، وإذا هو إبراهيم بن سعد العلوي وكان حسنيا ثم تفرقنا ، فكانت (٥) تأتيني كتب إبراهيم بن سعد ، فما شعرت ذات يوم وأنا بأولاس وقد خرجت ، فإذا أنا برجل قائم يصلّي بين الشجر فلما رأيته علاني هيبة ، فنظرت فإذا إبراهيم بن سعد فلما رآني قضى صلاته وسلّم عليّ فجاء إلى البحر ونظر إليه وحرّك شفتيه ، فإذا بحيتان

__________________

(١) الحلية : أو تجتلبها.

(٢) الحلية : وكلّ.

(٣) زيادة عن الحلية.

(٤) عن هامش الأصل.

(٥) بالأصل «فكان».

٤٠٥

كثيرة مصفوفة قد أقبلت فلما رأيتها قلت : أين الصيادون ، فنظرت فإذا السمك فقد تفرق فقال لي إبراهيم : ما أنت بمطلوب في هذا الأمر ، ولكن عليك بهذه الرمال فوار فيها ما أمكنك ، وتقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر الله ، ثم غاب عني فلم أره.

وكانت كتبه ترد عليّ فلما مات كنت قاعدا يوما حين تحرك قلبي بالخروج. فلما خرجت صرت إلى المسجد إذا أنا بأسود قام إليّ فقال : أنت أبو الحارث؟ قلت : نعم ، قال : آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد ـ وكان هذا مولى له يسمى ناصح ، فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يؤدي إليّ هذه الرسالة : يا أخي إذا نزل بك أمر من الله فاستعمل الرضا فإن الله مطّلع عليك ، يعلم ما في ضميرك ، فإن رضيت فلك الثواب الجزيل ، وأنت في رضاك وسخطك ليس تقدر أن تتعدى المقدور ، ولا تزداد في الرزق المقسوم والأمر المكتوب ، ففي هذه الأحوال تريد أن تحتال محلا فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فاستعمل الصبر فيه فإنه رأس الإيمان ، وفيه تمام النعمة. فإن لم تجد إلى الصبر سبيلا فعليك بالتحمل ، ولا تشك من ليس بأهل أن يشكى وهو من أهل الشكر والثناء القديم بما أولى وإذا اضطررت وقلّ صبرك فالجأ إليه بهمّك واشك إليه بثّك ، واحذر أن تستبطئه أو تسيء به ظنا. فإن كل شيء بسبب ، ولكل (١) سبب أجل ، ولكل أجل كتاب ، ولكلّ همّ من الله فرج ، ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه يرجو سواه ، ومن أيقن بنظر الله إليه أسقط اختيار نفسه ، ومن علم أن الله هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين ، فراقب الله في قربه ، واطلب الأمور من معادنها ، واحذر أن تعتمد على مخلوق أو تفشي إليه سرا ، أو تشكو إليه بثا ، أو تعتمد على إخائه فإن غنيهم فقير وفقيرهم ذليل في فقره ، وعالمهم جاهل في علمه ، وجاهلهم فاجر في فعله إلّا القليل ممن عصم الله ، فاتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من العباد فإنهم فتنة كل مفتون.

قال : وأنا أبو عبد الرّحمن قال : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الوجيهي يقول : سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ يقول : قال عبد الله بن مصل (٢) الأولاسي : بات أبو الحارث الأولاسي فسألته عن مفارقته إبراهيم بن سعد العلوي فقال : كانت الدنيا طوع يده فلما انتهى إلى الساحل قال لي : ترجع؟ قلت : بل أصحبك فتفل في البحر فإذا

__________________

(١) بالأصل : «وللكلّ».

(٢) كذا.

٤٠٦

حوة من سمك مصفوف فوق الماء كأنه سرير ، فوثب إليه ثم (١) قال لي : الله خليفتي عليك قلت : ادع لي قال : قد فعلت فاحفظ حدود الله وارجع خلقه إلّا من عانده.

وذكر أبو عبد الرّحمن السلمي قال : قال أبو الحارث الأولاسي : قلت لإبراهيم بن سعد : ما كان ابتداء أمرك؟ قال : كنت من العلوية وفي نخوتهم وتكبّرهم والتزين بالشرف والتعظم (٢) به على الناس. فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يرى النائم فقال لي : «أنت شريف؟» فقلت : نعم يا رسول الله أنا من أولادك ، فقال : «فلم لا تتواضع في شرفك حتى تكون شريفا؟ فالشرف بالله يكون حقيقته الشرف والتواضع لعباده ، وقضاء حوائجهم تكون المروءة ، وصحبة الفقراء يزيل عنك هذا الكبر ، وتدلّك على منهاج الحق ، وإيّاك والركون إلى الدنيا ومحبتها ، وصحبة أهلها ، وتشرّف بالفقر تكون شريفا» قال : فانتبهت وقد زال عني ما كنت أجده من التكبر ورؤية الشرف ، وأنفقت كل ما كنت أملكه ، وصحبت الفقراء ، وقصدتهم في أماكنهم ، وتتبعتهم في كل أمورهم ، فتلك رؤيا كانت سبب أمري.

وقال : كان أحب شيء إليّ لبس الثياب الفاخرة ، فالآن إذا لبست ثوبا جديدا ـ وقلّ ما ألبسه ـ إلّا وجدت في نفسي ذلا إلى أن يتّسخ أو يتخرّق كل هذا ببركة موعظة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٠٥ ـ إبراهيم بن سعيد

أبو إسحاق البغدادي الجوهري (٣)

قدم دمشق وحدّث ببغداد والمصّيصة عن : أبي معاوية ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وأبي أسامة حمّاد بن أسامة ، ووكيع بن الجرّاح ، وعبد بن نمير ، ومحمد بن فضيل ، وأزهر بن سعد ، وأبي صالح الفراء ، وابن أبي أويس ، ويحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي ، وأبي الجوّاب أحوص بن جواب ، وأبي أحمد الزّبيري ، وأصرم بن حوشب.

__________________

(١) عن هامش الأصل.

(٢) المختصر : والتعظيم.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٩٣ سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٤٩ (٥٣) وبهامشها ثبت بمصادر ترجمت له.

٤٠٧

روى عنه : مسلم في صحيحه ، وأبو عيسى الترمذي في جامعه ، وأبو عبد الرّحمن النسائي في سننه ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو عروبة الحرّاني ، وأبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل ، وأبو محمد عبد الرّحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام الحلبي ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، وأحمد بن المبارك ، وأبو حفص عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرّعيني ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري ، وأحمد بن نصر بن شاكر ، وأبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ح.

وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق بن بهلول ، قالا : نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثني ـ وفي حديث ابن بهلول ، نا ـ أبو أسامة ، حدثني يزيد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : سئل ـ وفي حديث ابن بهلول : سألت ـ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أي المسلّمين؟ أفضل قال : «من [سلم](١) الناس من لسانه ويده» [١٥٦٩].

أخرجه مسلم (٢) والترمذي (٣) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن العباس الشّقّاني (٤) ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المعري ، أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجاج القشيري يقول : أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري البغدادي سمع أبا أسامة.

__________________

(١) الزيادة عن المختصر ومسلم.

(٢) صحيح مسلم ، كتاب الايمان (١) باب (١٤) ح (٤٢) ح ١ / ٦٦ وفيه : من سلم المسلمون من لسانه ويده.

(٣) صحيح الترمذي كتاب الايمان (٤١) باب (١٢) ح (٢٦٢٨) ج ٥ / ١٧ قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح غريب حسن من حديث أبي موسى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) الشقاني هذه النسبة إلى شقّان ، النسبة الصحيحة بالكسر ، واشتهر الفتح من قرى نيسابور (معجم البلدان).

٤٠٨

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، إجازة ح ، قال ابن منده : وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (١) ، قال : إبراهيم بن سعيد الجوهري روى عن ابن عيينة ، ووكيع ، يعد في البغداديين ، سمعت أبي وأبا زرعة [يقولان](٢) ذلك وسمعت أبي يقول : كتبت عنه ، وكان يذكره بالصدق. قال أبو محمد : روى عن عبد الله بن نمير ، وأبي أسامة ، وأبي (٣) معاوية ، ومحمد بن فضيل ، وأزهر السمّان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو بكر البرقاني ، نا علي بن عمر الدار قطني ، نا الحسن بن رشيق المصري ، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، عن أبيه ، ثم أخبرني محمد بن علي المصري الصوري ، أنا الخصيب (٥) بن عبد [الله](٦) القاضي ، قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه فقال : سمعت أبي يقول : إبراهيم بن سعيد الجوهري ، بغدادي ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٧) : إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق الجوهري. سمع سفيان بن عيينة ، وأبا معاوية الضرير ، ومحمد بن فضيل بن غزوان ، وأبا أسامة ، وروح بن عبادة ، وزيد [بن](٨) الحباب ، وعبيد بن أبي قرة ، وسعد بن عبد الحميد بن جعفر ، وأبا داود الحفري ، وحجاج بن محمد الأعور ، ومحمد بن بشر العبدي ، وخلف بن تميم ، ومحمد بن القاسم الأسدي ، وغيرهم. روى عنه أبو حاتم الرازي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وموسى بن هارون الحافظ ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ ، وأبو عبد الرّحمن النسائي ، وأحمد بن علي الأبّار ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، في آخرين.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٠١.

(٢) الزيادة عن الجرح والتعديل.

(٣) عن الجرح والتعديل وبالأصل «وابن».

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٩٥ وفيها أخبرني وحدثنا بدل «نا».

(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل «الخطيب».

(٦) عن هامش الأصل وتاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد ٦ / ٩٣.

(٨) زيادة عن تاريخ بغداد.

٤٠٩

وكان مكثرا ثقة ثبتا. صنّف المسند ، وانتقل عن بغداد فسكن عين زربة (١) مرابطا بها إلى أن مات.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري ، عن محمد بن علي بن محمد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، قال : وسألته ـ يعني الدار قطني ـ عن إبراهيم بن سعيد الجوهري؟ فقال : ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، نا أبو أحمد بن عدي ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن خالد البراثي (٢) يقول : سمعت أحمد بن حنبل ، وسأله موسى بن هارون فقال : إبراهيم بن سعيد الجوهري.

وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمد [بن أحمد بن رزق ، حدّثنا](٤) أبو علي بن الصواف ـ إملاء ـ نا أبو العباس البراثي قال : قال أحمد بن حنبل ـ وسأله موسى بن هارون وهو [معي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري](٥) ـ فقال : كثير الكتاب ، كتب ـ وقال ابن عدي : قد كتب فأكثر ـ فاستأذنه في الكتاب عنه فأذن له.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٦) : أنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، قال : قال أحمد بن محمد بن هارون نا الحسن بن صالح ، نا هارون بن يعقوب الهاشمي ، قال : سمعت أبي سأل أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن إبراهيم بن سعيد فقال : لم يزل يكتب الحديث قديما. قلت : فأكتب عنه؟ قال : نعم.

قال الخطيب : وأنا أبو عبد الله الكاتب أحمد بن محمد بن عبد الله ، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، نا محمد بن عبد الرّحمن الدغولي ، نا عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي المروزي ، قال سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث لأبي بكر الصدّيق فقال لجاريته : اخرجي إليّ الثالث والعشرين من مسند أبي بكر ، فقلت

__________________

(١) في معجم البلدان عين زربى ، وألف مقصرة. بلد بالثغر من نواحي المصيصة.

(٢) البراثي هذه النسبة إلى براثا : محلة ببغداد.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد ، ومكانها بالأصل «هارون».

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤.

٤١٠

له : لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا ، من أين ثلاثة وعشرون جزءا؟ فقال : كلّ حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم (١).

قال الخطيب (٢) : وكان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا ، وإفضال على العلماء ، فكذلك تمكّن ابنه من السماع ، وقدر على الإكثار عن الشيوخ. وصفّ الجوهري ببغداد : إليه ينسب.

قال (٣) : وأنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أنا جعفر بن محمد بن الحكم المؤدب ، نا جعفر بن محمد الفريابي ، قال : سمعت إبراهيم الهروي يقول : حجّ سعيد الجوهري فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى حشمه فحجّ بهم ، وكان فيهم إسماعيل بن عياش ، وهشيم بن بشير ، وكنت أنا معهم في إمارة هارون الرشيد.

قال (٤) : وأنا أبو العباس الفضل بن عبد الرّحمن بن الفضل الأبهري ، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ ـ بأصبهان ـ نا عمر بن عثمان ، قال : سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول : دخلت على أحمد بن حنبل أسلّم عليه ، فمددت يدي إليه فصافحني ، فلما أن خرجت قال : ما أحسن أدب هذا الفتى ، لو انكبّ علينا كنا نحتاج أن تقوم.

قال (٥) : وقرأت على القاضي أبي (٦) العلاء الواسطي ، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني ، أنا أبو نعيم بن عدي ، نا عبد الرّحمن بن يوسف ، قال : سمعت حجاج بن الشاعر يقول : رأيت إبراهيم بن سعيد الجوهري عند أبي نعيم ، وأبو نعيم يقرأ وهو نائم ، وكان الحجاج يقع فيه (٧).

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد ،

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤ ـ وتهذيب التهذيب ١ / ٨٢.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٩٤ ـ ٩٥.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٩٣ ـ ٩٤.

(٦) عن تاريخ بغداد وبالأصل «ابن».

(٧) عقب الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٣٦ قلت : لا عبرة بهذا ، وإبراهيم حجة بلا ريب. وفي سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٥٠ وقد لينه حجاج بن الشاعر بلا وجه.

٤١١

نا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال الحسن بن علي : فيها ـ يعني سنة أربع ومائتين ـ مات أحمد بن منيع ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري كذا قال في هذه الرواية. والصحيح : أنه مات سنة ثلاث (١) وخمسين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا السمسار ، أنا الصفّار ، أنا [ابن](٣) قانع أن إبراهيم بن سعيد الجوهري مات في سنة سبع (٤) وأربعين ومائتين ، وذكر غير ابن قانع : أنه مات في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

وأخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، وأبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن قبيس الغسّاني ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، قال : وأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، نا محمد بن عبد الله بن [محمد بن](٦) همّام الشيباني ـ بالكوفة ـ وفي رواية المتوكلي ، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الكوفي ـ نا عبد الله بن أبي سفيان الشعراني ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا يحيى بن حسان ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا سفيان الثوري ، نا يحيى بن سعيد القطان ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

لما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية (وَتُعَزِّرُوهُ) قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما ذاك؟» قلنا : الله ورسوله أعلم قال : «لتنصروه» قال أبو محمد بن أبي سفيان : سمعت الحديث من إبراهيم بن سعيد ببغداد ، ثم ذكر لي هذا الحديث بالشام ، وقد دخل إلى الثغر ، فصرت إليه إلى عين زربة ـ وكان قد سكنها ـ وذلك في سنة ثلاث وخمسين في رحلتي الثانية إلى الثغر ، فسألته عن هذا الحديث [فرددني مرارا ، ثم حدثني به لفظا ، كما قدمت من ذكره ، ومات في هذه السنة. قال أبو محمد : وليس هذا الحديث](٧) اليوم عند أحد ـ فيما أعلم ـ إلّا عندي. وليس في رواية المتوكلي ذلك ، ولا قوله : إلّا

__________________

(١) بالأصل «ثلاثة».

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٩٥.

(٣) زيادة عن تاريخ بغداد وم.

(٤) وفي الخلاصة عن ابن قانع سنة ٢٤٩.

(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٩٥.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.

٤١٢

عندي. آخر التاسع والتسعين (١).

٤٠٦ ـ إبراهيم بن سعيد الإسكندرانيّ

المعروف بالسّديد

قدم دمشق وذكره لنا أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه من أهل الأدب بدمشق ، فيما حدثنا بلفظه وكتبه لي بخطه قال : السديد إبراهيم بن سعيد شيخ جليل القدر ، واسع الأدب ، مشهور بالفضل من بيت كبير ، كلهم صحبوا بني حمدان بمصر ، واستغنوا من فضلهم ، وكان هذا السديد نزل عند صاعد بن الحسن بن صاعد بزقاق العجم ، وكان صاعد قد عمل شخص حديد ينفخ النار ساعات ، فأراد السديد اعتباره فلم ينصبه كما يحب فأطفأ النار ، فقال صاعد بديها :

نار تيمّمها السّديد فردّها

بردا وكانت قبل وهي جحيم

وكأنما المنفاخ آية ربّه

وكأن إبراهيم إبراهيم (٢)

قال : وأنشدنا السديد :

أبى فرعها لي أن أرى مثل لونه

سواها فمبيضّ عداها كمسود

بقلبي منها مثل ما بجفونها

هذا (٣) مرض يحيى وهذا مرض يودي

وضدّان في حبيط قلبي ومقلتي

فهذا له مخف وهذا له مبدي

قال : وأنشدنا :

في ابن توفيق من ليث العرين ومن

هدير ساقية الطّوسيّ أشباه

فيه من الثور قرناه وجثّته

ومن أبي القيل نتن لازم فاه

قال : وقال لي يوما : لم يبق لي من الولد إلّا بنت صغيرة قد سميتها على كفو لها ، وأفردت ما يصلح من شأنها ، وهو مودع عند صديق لي بالإسكندرية ، فقال له صاعد : وكم مقداره؟ فقال : هو ثلاثون ألف دينار عينا ، ثم سار لإتمام ما عرفنا.

__________________

(١) في سنة وفاته أقوال ، انظر تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٦ تهذيب التهذيب ١ / ٨٢ سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٥١ وميزان الاعتدال ١ / ٣٦ قال الذهبي فيه : والأول أولى (يعني وفاته سنة ٢٤٧) وأخطأ من قال سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

(٢) البيتان في مختصر ابن منظور ٤ / ٥٤.

(٣) في مختصر ابن منظور ٤ / ٥٤ «فذا ... وذا».

٤١٣

ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه إبراهيم

٤٠٧ ـ إبراهيم بن سليمان بن داود

أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي (١)

المعروف بالبرلّسيّ (٢)

سمع بدمشق أبا مسهر ، وصفوان بن صالح بن صفوان ، وبغيرها : سعيد بن أبي مريم ، وعبد الله بن صالح ، وروّاد بن الجرّاح ، ومهدي بن جعفر الرملي ، ومحمد بن أبي السّري ، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وحجاج بن إبراهيم ، وأصبغ بن الفرج ، وعمرو بن خالد الحرّاني ، وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن عبّاد الشجري ، وعبد الرّحمن بن المغيرة ، وعبد الحميد بن صالح ، ويوسف بن يعقوب الصفّار ، وعبيد بن يعيش العطار ، وضرار بن صرد ، وسعيد بن سليمان سعدويه ، وعمرو بن عون [أبا سلمة](٣) التبوذكي ، وعبد العزيز بن الخطاب ، ومحمد بن أبي بكر المقدّمي ، وبكّار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين ، وعبّاد بن موسى الختّلي (٤).

روى عنه : أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ، وأبو بكر بن زياد النيسابوري ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي ، وأحمد بن محمد بن

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٣ وبهامشها ثبت بمصادر ترجمته.

(٢) البرلسي بفتحتين ولام مضمومة هذه النسبة إلى برلس بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الاسكندرية (ياقوت) وفي الأنساب واللباب والقاموس ضبطت بثلاث ضمات مع تشديد اللام.

(٣) ما بين معكوفتين عن هامش الأصل.

(٤) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى ختلان بلاد مجتمعة وراء بلخ (الأنساب).

٤١٤

الحجاج بن رشدين المصري ، ويحيى بن صاعد ، وأبو الحسن بن جوصا الدمشقي ، وأبو العباس الأصم ، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن زيد التّنّيسي ، ومحمد بن يوسف بن بشر (١) الهروي ، وأبو بكر محمد بن عبد السلام بن عثمان الفزاري ، وعبد الله بن أحمد الجوهري المصري.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي ، وأخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد السمعاني عنه ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي ، نا حجاج بن إبراهيم ، نا حيّان (٢) ، عن محمد بن أبي رافع ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن جده قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا طنّت أذن أحدكم فليذكرني ، وليصلّ عليّ وليقل : اللهم اذكر بخير من ذكرني بخير» [١٥٧٠].

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول : سمعت أحمد بن عمير الدمشقي يقول : ذاكرت أبا إسحاق البرلّسي وكان من أوعية الحديث ، فذكر حكاية : كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمد بن سليم ، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس عن محمد بن موسى بن عيسى بن أبي موسى أخو أبي عجينة الحسن بن موسى يقال : إنه يحفظ نحو مائة ألف حديث ، وأخذ ذلك عن إبراهيم بن أبي داود البرلّسي وكان إبراهيم أحد الحفاظ المجوّدين الثقات الأثبات.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن عبد العزيز التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر (٣) ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال أبو جعفر الطحاوي : وفيها ـ يعني سنة سبعين ومائتين ـ مات إبراهيم بن أبي داود ، في شعبان. وذكر غير ابن زبر عن الطحاوي : أنه مات فجأة بعد العصر يوم الخميس لخمس وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة سبعين.

__________________

(١) بالأصل «بسر» والصواب ما أثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٢.

(٢) إعجامها غير واضح بالأصل وم ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٤ / ٥٣.

(٣) بالأصل «العمر» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق.

٤١٥

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الأصبهاني ، ثم حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد وأبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله بن منده ، قال :

قال لنا أبو سعيد بن يونس : إبراهيم بن سليمان بن داود ، أسدي ، أسد خزيمة ، يكنى أبا إسحاق ، يعرف بابن أبي داود البرلّسي ، لأنه كان لزم البرلّس بساجور من نواحي مصر ، مولده بصور ، وأبو أبو داود كوفي. وكان ثقة من حفاظ الحديث ، توفي بمصر ليلة الخميس لست وعشرين ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين.

٤٠٨ ـ إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له عقب ، وذكر.

بلغني (١) أنه لما أفضت الخلافة إلى بني العباس ، اختفت رجال بني أمية وكان فيمن اختفى إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك ، حتى أخذ له داود بن علي من أبي العباس الأمان ، وكان إبراهيم رجلا عالما. قال له أبو العباس ذات يوم [حدثني](٢) عما مر بك في اختفائك ، قال : نعم يا أمير المؤمنين كنت مختفيا بالحيرة (٣) في منزل شارع على طريق الصحراء ، فبينما أنا على ظهر بيت ذات يوم إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة ، فوقع في نفسي وفي روعي أنها تريدني ، فخرجت من الدار متنكرا حتى دخلت الكوفة ، ولا أعرف بها أحدا اختفي عنده [فبقيت](٤) متلددا (٥) ، فإذا أنا بباب كبير ورحبة واسعة ، فدخلت الرحبة فجلست فيها ، وإذا رجل وسيم حسن الهيئة ، على فرس قد دخل الرحبة ومعه جماعة من غلمانه وأتباعه ، فقال لي : من أنت وما حاجتك؟ فقلت : رجل مختف يخاف على دمه قد استجار بمنزلك ، قال : فأدخلني منزله ثم صيّرني في حجرة تلي حرمه ، فمكثت عنده في كلّ ما أحب من

__________________

(١) الخبر في ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي ط بيروت ص ١٦٣.

(٢) زيادة عن ثمرات الأوراق.

(٣) الحيرة : مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف. (معجم البلدان).

(٤) زيادة عن ثمرات الأوراق.

(٥) متلددا أي متحيرا (قاموس) وفي ثمرات الأوراق : فبقيت في حيرة.

٤١٦

مطعم ومشرب وملبس لا يسألني عن شيء من حالي ، ويركب كل يوم ركبة ، فقلت له يوما : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك؟ فقال لي : إن إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك قتل أبي صبرا ، وقد بلغني أنّه مختف فأنا أطلبه لأدرك منه ثأري ، فكثر تعجبي من إدبارنا إذ ساقني القدر إلى الاختفاء في شمل من يطلب دمي ، فكرهت الحياة ، فسألت الرجل عن اسمه واسم أبيه فخبّرني بهما ، فقلت : إني قتلت أباه ، فقلت له : يا هذا قد وجب عليّ حقّك ، ومن حقّك أن أقرّب عليك الخطوة (١) ، قال : وما ذاك؟ قلت : أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك! قال : أحسب أنك رجل قد مللت الاختفاء فأحببت الموت ، قلت : بل الحقّ ، قلت : يوم كذا بسبب كذا ؛ فلما عرف أني صادق اربدّ وجهه ، واحمرّت عيناه ، وأطرق مليا ثم رفع رأسه إليّ وقال : أمّا أنت فستلقى أبي فيأخذ منك حقّه ، وأما أنا فغير مخفر ذمّتي ، فاخرج عني ، فلست آمن نفسي عليك ، وأعطاني ألف دينار ، فلم أقبلها ، وخرجت من عنده ، فهذا أكرم رجل رأيته.

٤٠٩ ـ إبراهيم بن سليمان بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر ، قتله مروان بن محمد بحمص ، لما خلعه أبوه وأهل حمص.

٤١٠ ـ إبراهيم بن سليمان الأفطس (٢)

من أهل دمشق روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (٣) ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، ومكحول.

روى عنه : محمد بن شعيب ، ويحيى بن حمزة ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقيون ، وإسماعيل بن عياش ، وثور بن يزيد ، وعبد الله بن سالم الحمصيون.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن

__________________

(١) زيد في ثمرات الأوراق : وأن أدلك على خصمك.

(٢) له ترجمة في تهذيب التهذيب ١ / ٨٣.

(٣) في تهذيب التهذيب : «الجرشي» وذكره السمعاني في الأنساب فيمن انتسب إلى جرش ، بطن من حمير ، وانظر اللباب والجرح والتعديل ١ / ١ / ١٠٢.

٤١٧

محمد ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ح.

قال : ونا عبد العزيز ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان.

قالا : أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (١) ، أنا محمد بن شعيب ، حدّثني ـ وقال تمام : أخبرني ـ إبراهيم بن سليمان ح.

وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا إبراهيم بن محمد الطيان ، أنا إبراهيم بن عبد الله ، أنا أبو بكر بن زياد ، أنا العباس بن الوليد ، أخبرني ابن شعيب ، حدّثني إبراهيم بن سليمان ح.

وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا سليمان بن إبراهيم وسهل بن عبد الله بن علي القاري ، وأبو الخير محمد بن أحمد الإمام ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد الذكواني ، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سمير ح.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن (٢) مهران أنا سهل ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا سليمان بن إبراهيم.

قالوا : نا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي ، نا محمد بن يعقوب بن يوسف ، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (٣) ، أنا محمد بن شعيب بن شابور ، حدثني إبراهيم بن سليمان ، عن الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (٤) أنه حدثهم عن جبير بن نفير ، عن النّواس بن سمعان ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

«يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا ، تقدمهم البقرة وآل عمران» قال نواس : وضرب لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد ـ قال : «يأتيان كأنهما عبابتان (٥) بينهما شرف ، أو كأنهما غمامتان سوداوان ، أو كأنهما ظلّة من طير صواف

__________________

(١) بالأصل : «يزيد القيرويني» والصواب ما أثبت «مزيد البيروتي» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء وفيها سمع ... ومحمد بن شعيب بن شابور ـ حدث عنه ... وخيثمة بن سليمان ١٢ / ٤٧٢.

(٢) عن هامش الأصل.

(٣) إعجام اللفظتين بالأصل وم غير واضح والصواب ما أثبت ، وانظر ما لاحظناه قريبا.

(٤) كذا بالأصل والمختصر ، وانظر ما لاحظناه قريبا.

(٥) بالأصل «عيابتان» والمثبت عن المختصر.

٤١٨

تجادلان عن صاحبهما». ألفاظهم متقاربة [١٥٧١].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر ، نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية أصحاب مكحول : إبراهيم بن سليمان الأفطس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب بن محمد ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ح ـ.

وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ، قال : سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول : إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي ذكره في الطبقة الخامسة.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال : وأنبأنا ابن منده ، أنا حمد بن عبد الله الأصفهاني ، إجازة.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) ، قال : إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي. روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي. روى عنه يحيى بن حمزة ، ومحمد بن شعيب ، وإسماعيل بن عياش ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ، يعدّ في الدمشقيين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، أنا أبو زرعة الدمشقي (٢) قال : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم (٣) : ما القول (٤) في إبراهيم بن سليمان الأفطس؟ فقال : ثقة ثبت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٠٢.

(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ٤٠١.

(٣) كذا بالأصل والمختصر ، وفي تاريخ أبي زرعة : صالح.

(٤) الأصل والمختصر ، وفي تاريخ أبي زرعة : ما تقول.

٤١٩

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : قلت له ـ يعني دحيما ـ إبراهيم بن سليمان الأفطس؟ قال : بخ بخ ثقة (١).

٤١١ ـ إبراهيم بن سليم بن أيوب بن سليم

أبو سعد بن أبي الفتح الرّازيّ

سمع أباه أبا الفتح ، وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان ، وأبا بكر الخطيب ، وأبا الحسين طاهر بن أحمد العابي (٢) ، وأبا الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفراتي ، وأبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب الكاغدي البلخي بصور ، وبمكة : أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد الأردستاني ، وكريمة بنت أحمد (٣) ، وببغداد : أبا محمد الجوهري ، وأبا الحسين بن المهتدي وابن (٤) النرسي محمد بن أحمد ، وابن النّقّور ، ومحمد بن أحمد بن الآبنوسي ، وأبا جعفر بن المسلّمة ، وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطّفّال (٥).

سمع منه أبو محمد بن صابر بدمشق وذكر أنه صدوق ، وغيث بن علي الخطيب (٦) بصور.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ حدّثني أبو سعد إبراهيم بن سليم بن أيوب الرازي ، حدّثني أبي ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي ، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ح.

وأخبرنا عاليا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا محمد بن أحمد بن رزق ، أنا محمد بن يحيى (٧) ، أنا علي بن حرب ، نا سفيان ، عن زياد بن

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ٨٣.

(٢) كذا رسمها وفي م : «العاسى».

(٣) ترجمتها في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٣٣ (١١٠).

(٤) عن هامش الأصل.

(٥) هذه النسبة إلى بيع الطفل وهو الطين الذي يؤكل. وترجم له في الأنساب ترجمة قصيرة.

(٦) قوله الخطيب يعني أنه خطيب جامع مدينة صور.

(٧) كذا ومحمد بن يحيى نافلة علي بن حرب (يعني ولد ولده) انظر ترجمة محمد بن يحيى في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٥٧ وترجمة علي بن حرب في السير ١٢ / ٢٥٢.

٤٢٠