تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو نصر بن الجندي ، أنا جمح بن القاسم ، أنا عبد الرّحمن بن القاسم ، قال خالي : إبراهيم بن أيّوب مات سنة ثمان وثلاثين في ربيع.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان وثلاثين ومائتين ـ توفي إبراهيم بن أيّوب الحوراني في ربيع الآخر.

وذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده ، عن أبيه أبي عبد الله ، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان ، قال : قال عمرو بن دحيم : مات إبراهيم ـ يعني ابن أيّوب الحوراني ـ لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، يوم الأحد.

٣٧٥ ـ إبراهيم بن أيوب

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه الحسن بن الصبّاح البزّار (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيّوب البزار ، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد ، قال : قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون الفقيه ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، نا الحسن بن الصبّاح ، نا إبراهيم بن أيّوب الدّمشقي ، عن الأوزاعي أنه قال في كتاب له : اتقوا الله معشر المسلمين ، وأقبلوا نصح الناصحين ، وعظة الواعظين ، واعلموا أن هذا العلم دين ، فانظروا ما تصنعون ، وعن من تأخذون ، وبمن تقتدون ، ومن على دينكم تأمنون ، فإن أهل البدع كلهم مبطلون ، أفّاكون ، آثمون ، لا يرعوون ولا ينظرون ، ولا يتّقون ، ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون ، ويقولون ما لا يعلمون في سرد ما ينكرون (٢) ، وتسديد ما يفترون ، والله محيط بما يعملون. فكونوا لهم

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٩٢.

(٢) في مختصر ابن منظور ٤ / ٣٧ يذكرون.

٣٦١

حذرين. متهمين (١) رافضين ، مجانبين ، فإن علماءكم (٢) الأولون ، ومن صلح من الآخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون ، واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين ، ولدينه هادمين ، ولعراه ناقضين موهنين ، بتوقير المبتدعين والمحدثين ؛ فإنه قد جاء في توقيرهم ما تعلمون ، وأيّ توقير لهم أو تعظيم أشدّ من أن تأخذوا عنهم الدّين ، وتكونوا بهم مقتدين ، ولهم مصدقين موادعين ، مؤالفين ، معينين لهم بما يصنعون ، على استهواء من يستهوون ، وتأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين ، لرأيهم الذي يرون ، ودينهم الذي يدينون ، وكفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون (٣).

__________________

(١) في المختصر : هاربين.

(٢) بالأصل : «علماؤكم الأولين» خطأ ، والصواب عن المختصر.

(٣) المختصر : يفعلون.

٣٦٢

حرف الباء

في آباء من اسمه إبراهيم

٣٧٦ ـ إبراهيم بن بحر

حدّث عن : أحمد بن أبي الحواري ، وعمران بن موسى الطرسوسي.

روى عنه : محمد بن المنذر الهروي ـ المعروف بشكّر (١) ـ.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر ، نا محمّد بن المنذر ، حدّثني إبراهيم بن بحر الدّمشقي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال :

جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله بن المبارك ليسمع منه ، فأبى أن يحدّثه ؛ فقال الهاشمي لغلامه : يا غلام ، قم ، أبو عبد الرّحمن لا يرى أن يحدّثنا.

فلما قام الهاشمي ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه قال : يا أبا عبد الرّحمن لا ترى أن تحدّثني ، وترى أن تمسك بركابي! فقال له ابن المبارك : رأيت أن أذلّ لك بدني ، ولا أذل لك حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٧٧ ـ إبراهيم بن بسّام

من أهل خراسان وفد على هشام بن عبد الملك. وسيأتي ذكر وفوده في ترجمة معز بن أحمر.

__________________

(١) ضبطت عن التبصير.

٣٦٣

٣٧٨ ـ إبراهيم بن بشّار بن محمّد

أبو إسحاق الخراساني الصّوفي

مولى معقل بن يسار ، صاحب إبراهيم بن أدهم.

روى عن إبراهيم (١) ، وفضيل بن عياض ، ويوسف بن أسباط ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وأبي أيّوب المقرئ.

روى عنه أبو العباس السّرّاج ، وإبراهيم بن نصر المنصوري ، وأحمد بن أبي عوف البزوري (٢) ، وعبد الله بن أحمد بن شبّويه (٣) المروزي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ، وقراءة عليه ـ نا جعفر بن محمّد بن نصير (٥) الخالدي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر ـ مولى منصور بن المهدي ـ حدّثني إبراهيم بن بشّار الصّوفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال : وقف رجل صوفي على إبراهيم بن أدهم فقال له : يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله عزوجل؟ قال : لأنها أحبّت ما أبغض الله ، أحبّت الدنيا ، ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب ، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد ، في نعيم لا يزول ، ولا ينفد خالدا مخلدا ، في ملك سرمد لا نفاذ له ولا انقطاع (٦).

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن (٧) الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدّار قطني ح.

__________________

(١) يعني ابن أدهم ، وتقدم في ترجمة إبراهيم بن أدهم أنه خادمه.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٣١ (٢٠٦).

وهذه النسبة إلى بيع البزور للبقول وغيرها (الأنساب).

(٣) ضبطت عن التبصير.

(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٤٧.

(٥) في تاريخ بغداد : «نصر الخالدي» وقوله «الخالدي» تحريف فيهما والصواب الخلدي وقد تقدم ، انظر تعليقنا عليه قريبا.

(٦) تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن أدهم.

(٧) بالأصل «عن» خطأ.

٣٦٤

وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، قال : إبراهيم بن بشّار خادم إبراهيم بن أدهم ، عن إبراهيم بن أدهم ، تأخّرت وفاته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : إبراهيم بن بشار بن محمّد ، أبو إسحاق الخراساني الصّوفي. خادم إبراهيم بن أدهم ، كان ينتسب إلى ولاء معقل بن يسار ، وقدم بغداذ وحدّث [بها](٢) عن حمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وإبراهيم بن أدهم ، وفضيل بن عياض ، ويوسف بن أسباط. روى عنه عبد الله بن أحمد بن شبّويه المروزي ، وإبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي ، وأحمد بن أبي عوف البزوري.

أخبرنا أبو السّعادات المتوكّلي ، أنا وأبو محمّد عبد الكريم السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق الثاني ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، قالا : أنا جعفر الخلدي (٣) ، نا إبراهيم بن نصر ، نا إبراهيم بن بشار ، قال (٤) : قلت لإبراهيم بن أدهم : أمرّ اليوم أعمل في الطين؟ فقال : يا ابن بشّار إنك طالب ومطلوب يطلبك من لا تفوته وتطلب ما قد لقيته (٥) ، كأنك بما غاب عنك قد كشف لك ، وما أنت فيه قد نقلت عنه ، يا ابن بشار فإنك لم تر حريصا محروما ، ولا ذا فاقة مرزوقا ، ثم قال : ما لك حيلة؟ قلت : لي عند البقال دانق ، فقال : عزّ علي ، تملك دانقا (٦) وتطلب العمل.

قال : ونا إبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي ، نا إبراهيم بن بشار قال (٧) : خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم ، وأبو يوسف الغاسولي (٨) ، وأبو عبد الله السخاوي نريد

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٤٧.

(٢) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٣) بالأصل «الخالدي» والصواب ما أثبت انظر ما تقدم.

(٤) الخبر في حلية الأولياء ٨ / ١٣ في ترجمة إبراهيم بن أدهم.

(٥) الأصل ومختصر ابن منظور ٤ / ٣٨ وفي الحلية : كفيته.

(٦) بالأصل «دانق» والصواب عن الحلية والمختصر.

(٧) الخبر في حلية الأولياء ٧ / ٣٧٠ في ترجمة إبراهيم بن أدهم ، وقد تقدم.

(٨) في الحلية : الغسولي.

٣٦٥

الإسكندرية فمررنا بنهر يقال له الأردن ، فقعدنا نستريح ، وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات فألقاها بين أيدينا فأكلناها وحمدنا الله تعالى ، فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم ، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء إلى ركبتيه ، فقال بكفّيه في الماء فملأهما ، ثم قال : بسم الله وشرب الماء ، ثم قال : الحمد لله (١) ، ثم إنه خرج من النهر فمدّ رجليه ثم قال : يا أبا يوسف لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسّرور لجالدونا بالسيوف أيّام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلة التعب. فقلت : يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة والنعيم فأخطئوا الطريق المستقيم ، فتبسم ثم قال : من أين لك هذا الكلام؟

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد ، حدّثني إبراهيم بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن بشّار ، قال :

مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها أطرابلس (٢) ، ومعي رغيفين ما لنا شيء غيرهما ، وإذا سائل يسأل فقال لي : ادفع إليه ما معك فتلبثت ، فقال : ما لك؟ اعطه ، قال : فأعطيته وأنا متعجب من فعله ، فقال : يا أبا إسحاق إنك تلقى غدا ما لم تلقه قط ، واعلم أنك تلقى ما أسلفت ، ولا تلقى ما خلّفت ، تعهّد لنفسك ، فإنك لا تدري متى يفجأك أمر ربّك. قال : فأبكاني كلامه وهوّن عليّ الدنيا قال : فلما نظر إليّ أبكي قال : هكذا ، فكن.

٣٧٩ ـ إبراهيم بن بكر

أبو الأصبع (٣) البجلي

أخو بشر بن بكر من أهل دمشق. حدث بمصر ، عن ثور بن يزيد ، وأبي (٤) زرعة بن إبراهيم القرشي ، وإبراهيم بن معاوية الشامي.

روى عنه : أبو بكر بن البرقي ، وأبو سليمان جامع بن سوادة المصريان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو

__________________

(١) بعدها في الحلية زيادة ، راجعها فيما تقدم.

(٢) يعني أطرابلس الشام ، وهي مدينة مشهورة بين اللاذقية وعكا على ساحل بحر الشام (معجم البلدان).

(٣) كذا بالأصل بالعين المهملة ، وفي مختصر ابن منظور ٤ / ٣٩ أبو الأصبغ بالغين المعجمة.

(٤) عن المختصر ، سقطت من الأصل.

٣٦٦

محمّد بن أبي نصر الحسن بن حبيب ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرّحيم البرقي ، نا أبو الأصبع إبراهيم بن بكر ـ أخو بشر بن بكر ـ.

قال : نا أبو زرعة بن إبراهيم القرشي ، حدّثني شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري ، قال : بلغني عن أبي أمامة (١) حديث في الوضوء قال : فقلت : لا أنزل عن بغلتي هذه حتى آتي حمص ، فأسأل أبا أمامة عن هذا الحديث ، فأتيت حمص فسألت عنه فدلوني عليه في مزرعة له ، فأتيت مزرعته ، فسألت عنه ، فقيل : هو ذاك في رحبة المسجد شيخ كبير عليه قباء فرو ، فهو أبو أمامة الباهلي ؛ قال : فخرجت حتى أتيت المسجد فإذا هو في رحبة المسجد شيخ كبير وعليه قباء فرو قد ألقاه على ظهره يتفلّى في الشمس.

قال : فسلّمت عليه ، قال : قلت أنت أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟

قال : نعم ، يا ابن أخي فما تشاء؟ قلت : حديث بلغنا أنه يحدث به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الوضوء قال : نعم يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من توضّأ فغسل كفّيه ثلاثا ، أذهب الله كل خطيئة أخطأها بهما ، ومن مضمض واستنشق أذهب الله كل خطيئة أخطأها بلسانه وشفتيه ، ومن توضّأ فأبلغ الوضوء أماكنه ، ثم قام إلى الصّلاة مقبلا عليها قعد من خطيئته مثل ما ولدته أمّه» [١٥٥٨].

قال : فقلت : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : يا ابن أخي لم أسمعه إلّا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا لم أبال ألّا أذكره ، ولكن والله لا أدري كم (٢) سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو زكريا بن منده ـ في كتابه ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني ، وأبو مسعود عبد الجليل بن محمّد عنه ، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي (٣) عبيد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : إبراهيم بن بكر ـ أخو بشر بن بكر ـ البجلي ، يكنى أبا الأصبع ، قدم مصر يروي عن : ثور بن يزيد. روى عنه أحمد بن عبد الله بن عبد الرّحيم البرقي

__________________

(١) اسمه صديّ بن العجلان ، أبو أمامة الباهلي ، صحابي مشهور ، سكن الشام انظر ترجمته في تقريب التهذيب.

(٢) بالأصل «لم» والمثبت عن المختصر ٤ / ٤٠.

(٣) بالأصل «أبو».

٣٦٧

وغيره. توفي قريبا من سنة ست وسبعين ومائة. وفي نسخة أخرى : توفي سنة عشر ومائتين.

٣٨٠ ـ إبراهيم بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة

كان يسكن عذرى (١) من إقليم خولان من قرى دمشق ، وكانت لجده معاوية. وأمّه أمّ ولد له ذكر. ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز ، وذكر ابنته أمّ يزيد بنت إبراهيم عاتق (٢) ، وذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد بن النسّابة الأبيوردي (٣).

٣٨١ ـ إبراهيم بن بنان (٤) الجوهري

روى عن : هشام بن عمّار ، وإسماعيل بن إسرائيل الرّملي ، وأبو معين محمد الوزان ، ومحمّد بن عبد الرّحمن الجعفي.

روى عنه : جمح بن القاسم المؤذن ، وأبو علي بن شعيب ، وسليمان بن أحمد الطبراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، أنا جمح بن القاسم ، نا إبراهيم بن بنان الجوهري ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا زهير بن محمّد ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة الرّحمن من أوّلها إلى خاتمتها فلمّا فرغ قال : «ما لي أراكم سكوتا للجنّ كانوا أحسن منكم ردّا ، ما قرأت عليهم آية (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٥) إلّا قالوا : ولا بشيء من نعماء ربّنا نكذّب ، فلك الحمد» [١٥٥٩].

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان عذراء بالمد ، قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل ، ولعل الصواب ما أثبتناه.

(٣) هذه النسبة إلى أبيورد ـ بلدة من بلاد خراسان (الأنساب).

(٤) ضبطت عن التبصير ١ / ١٠٣ والإكمال ١ / ٣٦٤ في ترجمة ابنه إسحاق : وفيهما ورد اسم ابنه محرفا : إسحاق بن بنان الجوهري الدمشقي.

وبهامش الإكمال عن التوضيح : هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن بنان ... وأبوه إبراهيم بن بنان (أو بيان) من شيخه الطبراني حدّث عن هشام بن عمّار وغيره.

(٥) سورة الرحمن ، الآية : ١٣.

٣٦٨

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ح.

وأنبأنا أبو الفتح الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله الهمداني ح.

وأنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا : أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (١) ح.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، قالوا : أنا سليمان بن أحمد الطبراني (٢) ، نا إبراهيم بن بنان (٣) الجوهري الدّمشقي ، نا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي الكوفي ، نا جعفر بن عون عن (٤) مسعر عن (٥) علي بن الأقمر ، عن أبي الأغر أبي مسلم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فتوضّآ وصلّيا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» [١٥٦٠].

__________________

(١) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت والضبط عن التبصير.

(٢) الحديث في المعجم الصغير للطبراني ١ / ٩٠ ـ ٩١ وقال الطبراني معقبا : لم يروه عن مسعر إلّا جعفر بن عون.

(٣) في الطبراني : «بيان».

(٥) كذا بالأصل ، وفي ولاة مصر للكندي ص ١٦٦ ، قال ابن قديد : وهو (أي ليث بن الفضل ، تقدم فيه قبل سطرين) أول من استعمل إبراهيم بن تميم في كتاب الخراج.

(٤) بالأصل «بن» في الموضعين ، والصواب عن المعجم الصغير.

٣٦٩

حرف التاء

في آباء من اسمه إبراهيم

٣٨٢ ـ إبراهيم بن تميم

أبو إسحاق الكاتب

مولى شرحبيل بن حسنة. ولي خراج مصر وقدم دمشق على المأمون.

أنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن الحسن البزاز ـ المعروف بابن النحاس المصري ـ نا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في كتاب تسمية موالي أهل مصر قال : ومنهم أبو إسحاق إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن حسنة ، وكان كاتبا في الديوان ، ويراقب به الأمور ، إلى ولاية الخراج بمصر.

قال : وأخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم ، قال : كان إبراهيم يعاني الزرع لنفسه في حداثته ، وزرع بالصعيد وبأسافل الأرض ، فكان يقول : ما طلبت ولاية الخراج حتى عرفت عقد الصّعيد ، وعقد أسفل الأرض ، وعرفت فضله وجبيته على مر السنين.

قال : وأخبرني ابن قديد قال : أوّل من ولي إبراهيم بن تميم الخراج مطلب ابن عبد الله الخزاعي (١) في سنة سبع وتسعين ومائة ، ولي ثلاثة أشهر ونصف ، ثم ولي على الصّلاة سليمان بن غالب بن جبريل فجعل على الخراج إبراهيم بن تميم ، وولّاه أيضا

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي ولاة مصر للكندي ص ١٦٦ ، قال ابن قديد : وهو (أي ليث بن الفضل ، تقدم فيه قبل سطرين) أول من استعمل إبراهيم بن تميم في كتاب الخراج.

٣٧٠

عبّاد (١) ، ثم ولي السري فجعل إبراهيم على الخراج ثم عزله السري ، وجعل محمّد بن أسباط فكاتب إبراهيم لسليمان وعبّاد والسري نحو من سنة ، ثم عزل أبو نصر بن السري محمّد بن أسباط وولّى إبراهيم بن تميم ، ودفع إليه محمّد بن أسباط فكان محبوسا عند إبراهيم في منزله ثم مات أبو نصر (٢) وولي عبيد الله بن السري ، فجعل إبراهيم على خراجه أياما ، ثم عزله وردّ محمّد بن أسباط ، ثم كتب المعتصم في سنة ثلاث (٣) عشرة بولاية إبراهيم وخلف بن محفوظ فلم يحضر الفسطاط ، فسلم لهما إياهما إسحاق بن إبراهيم ومحمّد بن خلف فأقاما شهرا أو نحوه ثم قدم ربيع الأصم فعزلهما.

قال : وأخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم أن ربيعا كان مشتركا مع إبراهيم بن تميم في ولايته ، وأن ابن العلاء الخراساني قدم معه على القطائع والصّوافي مشتركا مع خلف بن محفوظ ، فلما قدم إبراهيم وخلف من الحج لم يسلّم لهما شيئا ، ثم قدم المعتصم في سنة أربع عشرة ، وخرج عن مصر في (٤) المحرم سنة خمس عشرة واستخلف على خراج الصعيد إبراهيم بن تميم وولّى خلف بن محفوظ أسفل الأرض مع بكر الجذامي.

قال : وحدّثني ابن قديد عن عبيد الله ، عن أبيه ، قال : قدم أبو إسحاق سنة أربع عشرة وخرج في المحرم سنة خمس عشرة وقبل إبراهيم بن تميم الصعيد فعرفها إبراهيم ، فجعل ابنه إسحاق على ربع وابن ابنه علي بن محمّد على ربع ، فلما سار المأمون إلى دمشق خرج إليه إبراهيم بن تميم على البريد فسأله عزل خلف فعزله ، وجعل مكانه أحمد بن محمّد بن أسباط ، ورجع إلى مصر واليا مع ابن أسباط فاتحا في الخراج ، فأخذا قموح الناس فمانعهم أهل الأحواف (٥) والتمّا إلى أن عظم الخطاب بينهم وتحاربوا وكثرت القتلى بينهم من كل وجه فسار المأمون من دمشق إلى مصر ،

__________________

(١) اسمه عباد بن محمد بن حيان ولي مصر من قبل المأمون على صلاتها وخراجها في رجب سنة ١٩٦ (ولاة مصر للكندي ص ١٧٥).

(٢) مات في شعبان لثمان خلون منه سنة ٢٠٦ (ولاة مصر ص ١٩٨).

(٣) بالأصل : ثلاثة.

(٤) في ولاة الكندي ص ٢١٣ لغرة المحرم.

(٥) الأحواف جمع حوف ، وهما بمصر حوفان الشرقي والغربي ، وهما متصلان ، أول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط ، يشتملان على بلدان وقرى كثيرة (معجم البلدان).

٣٧١

فلقي الناس بالفرما (١) يرفعون على عمال مصر إبراهيم وأحمد ، فأرسل إلى الحارث بن مسكين فسأله عنهما فذكر عنهما شريا ، وعقد المأمون لهما جميعها ، وأشرك بينهما بينهم في الخراج إلى أن مات إبراهيم بن تميم في شوال سنة سبع عشرة ومائتين.

وذكر عن يحيى بن عثمان بن صالح ، عن أبيه ، قال : قال أبي حججت سنة اثنتين وسبعين ومائتين وكان بكر بن مضر حاجّا معنا ، فرأيت إبراهيم بن تميم يتكلف شراء الحوائج بنفسه لبكر بن مضر إذا نزل منهلا.

قال أبو سعيد ثم صار إليه بعد من الدنيا ما لم يكن صار إلى غيره من أهل عصره والله أعلم.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم.

وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن حسنة يكنى أبا إسحاق ، كان كاتبا في ديوان الخراج ، ثم تناهت به الأمور إلى أن ولي خراج مصر. توفي سنة سبع عشرة ومائتين.

__________________

(١) الفرما : بالتحريك والقصر ، مدينة على الساحل من ناحية مصر. (معجم البلدان).

٣٧٢

حرف الثاء فارغ

حرف الجيم

في آباء من اسمه إبراهيم

٣٨٣ ـ إبراهيم بن جبلة بن عرمة الكندي

كان من أصحاب عبد الملك بن مروان ، وعمّر حتى صار من صحابة أبي جعفر المنصور.

وحكى عن : أبيه جبلة ، وسليمان وسلمة ابني عبد الملك بن مروان ، وجرير ، والفرزدق.

حكى عنه : صالح بن سليمان ، والرّبيع بن يونس حاجب المنصور وابنه الفضل بن الرّبيع.

٣٨٤ ـ إبراهيم بن جدار العذري

روى عن : ثابت بن ثوبان العبسي.

روى عنه : محمّد بن شعيب ، وعبد الملك بن بزيع التّنّيسي ، والوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز الأزجي ، أنا عبيد الله بن محمّد بن سليمان المخرّمي ، نا جعفر الفريابي ، نا مضر بن عاصم الأنطاكي ، نا الوليد بن مسلم ، عن إبراهيم بن جدار ، عن ثابت بن ثوبان قالا : سمعت مكحولا يقول : ويحك يا غيلان ركبت بهذه الأمة مضمار الحروريّة غير أنك لا تخرج عليهم بالسّيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

٣٧٣

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا هشام بن عمّار ، نا محمّد بن شعيب ، نا إبراهيم بن الحوار (٢) ، حدّثني ثابت بن ثوبان قال : قدمت المدينة فأتيت سعيد بن المسيّب وقد سألوه حتى أغضبوه ، فسألته فأجابني ، ثم قال : هكذا فلتكن المسائل ، ثم قال سعيد : تجد المؤمن بين خلّتين مثل الحمامة ، ليّن مسها لا يبين (٣) صوتها ، ومثل النحلة الشديدة لذعتها (٤) الطّيّبة مذاقتها (٥).

رواه دحيم ، عن محمّد بن شعيب. كذا قال ، والصواب : بن جدار.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسين الفأفاء ح.

قال ابن منده : وأنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة.

قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (٦) ، حدّثني أبي ، نا هشام بن عمّار ، أنا الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعي يقول : ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بإبراهيم بن جدار العذري ، وأبي مرثد (٧) الغنوي ، وبالمطعم بن المقدام الصّنعاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر ، نا أبو زرعة الدّمشقي في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم : إبراهيم بن جدار العذري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب بن محمّد ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسين

__________________

(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٠٠.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : «الجرار» وكلاهما تحريف ، وسينبه المصنف في نهاية الخبر إلى الصواب.

(٣) في المعرفة والتاريخ : لا ينسي.

(٤) المعرفة والتاريخ : لدغتها.

(٥) المعرفة والتاريخ : مذاقها.

(٦) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٩١.

(٧) عن الجرح والتعديل وبالأصل : مزيد.

٣٧٤

الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ، قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : إبراهيم بن جدار العذري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه ، أنا أبو الحسين أحمد بن أبي بكر العدل ، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : وإبراهيم بن جدار العدوي (١) ، روى عن ثابت بن ثوبان ، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، وكان له قدر بالشام. كذا قال. والصواب : العذري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الداراني ، أنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، نا مروان بن محمّد ، نا الوليد بن مسلم ، نا إبراهيم بن جدار العذري ، قال مروان : وكان في زمانه أعبد أهل الشام ، قال : حدّثني ثابت بن ثوبان فذكر حكاية ، تأتي في ترجمة غيلان.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال وأنا ابن منده ، أنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم (٢) ، قال إبراهيم بن جدار العذري ؛ روى عن ثابت بن ثوبان العبسي (٣) ، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، وعبد الملك بن بزيع (٤) التّنّيسي.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن علي الجويني (٥) ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست (٦) ـ زاد الجويني : ومحمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) كذا ، وسينبه المصنف إلى الصواب.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٩١.

(٣) في الجرح والتعديل : «العنسي».

(٤) بالأصل «بزيغ» بالغين المعجمة ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٥) هذه النسبة ـ بضم الجيم وفتح الواو ـ إلى حوين ناحية كثيرة القرى متصلة بحدود بيهق. (الأنساب).

(٦) ضبطت عن التبصير.

٣٧٥

أخي ميمي ـ قالا : نا الحسن بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي (١) ، قال : سمعت أبا مروان عبد الملك بن بزيع قال : وكان أفضل من رأيناه يذكر عن إبراهيم بن جدار قال : جاءه رجل فأسمعه ما يكره ، فقال إبراهيم : قد سمع الله كلامك ، غفر الله لك القبيح ، وكافأك بالحسن.

٣٨٥ ـ إبراهيم بن جعفر

أبو محمود الكتامي المغربي القائد (٢)

قدم دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة أميرا على جيوش المصريين ، فرحل ظالما العقيلي عن دمشق ، وولّاها ابن أخت جيش بن الصمصامة ، ثم عزله وولّى بدرا الشمولي ثم عزله ، وولّى أبا الثريا الكردي ، ثم عزله وولّى حبيشا ابن أخته ، ثم عزله وولّى ما شاء الله ، ثمّ قدم ربان الخادم من مصر بعزل أبي محمود ، وكانت بين أبي محمود وبين أهل دمشق في مدة ولايته حروب كثيرة وفتن متواصلة ، فخرج عن دمشق إلى طبرية ، ثم ولي أبو محمود دمشق بعد حميدان بن خراش العقيلي ، وكان قسام إذ ذاك متغلبا على دمشق ، فلم يكن لأبي محمود مع قسّام أمر وكان معه تحت ذلة وضعف. وقدم سلمان بن فلاح في تلك المدة وأخرجه إلى مصر ، وبقي أبو محمود بها ثم هلك أبو محمود بدمشق في صفر سنة سبعين وثلاثمائة ؛ وكان ضعيف العقل ، سيّئ التدبير.

٣٨٦ ـ إبراهيم بن أبي جمعة

كاتب إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك. ذكره أبو الحسين الرازي في نسخته كتّاب أمراء دمشق (٣).

__________________

(١) بفتح الجيم والراء هذه النسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام (الأنساب).

(٢) في مختصر ابن منظور ٤ / ٤٢ «العابد» وفي الوافي ٥ / ٣٤٠ «قائد المعزّ».

(٣) ذكر الجهشياري ص ٧١ في أيام إبراهيم بن الوليد (بن عبد الملك) قال : وكان يكتب لإبراهيم إبراهيم بن أبي جمعة.

٣٧٦

حرف الحاء

في آباء من اسمه إبراهيم

٣٨٧ ـ إبراهيم بن حاتم بن مهدي

أبو إسحاق التّستري البلّوطي الزاهد

سكن الشام وحدّث بدمشق وأطرابلس : عن إبراهيم بن جعفر بن حمدان ، وعلي بن الحسين بن إسحاق ، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد ، ومحمّد بن جعفر بن أحمد بن المغيرة ـ أبي بكر الفقيه ـ التستريين ، وعبد الله بن إبراهيم.

روى عنه : أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العرفي الأزدي ، وأبو الحسين زيد بن عبد الله بن محمّد البلّوطي ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم البجلي البلّوطي ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن يعقوب النّهرواني ، وأبو الفرج الحسين بن علي بن إبراهيم الفارقي ، وأبو نصر بن الجندي ، وأبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا أبو الحسين زيد (١) بن عبد الله بن محمّد التنوخي البلّوطي ـ قراءة عليه ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي التّستري البلّوطي ، نا محمّد بن جعفر ، نا الحسين بن إسحاق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا محمّد بن شعيب ، عن عمر بن يزيد البصري ، عن عمرو بن مهاجر ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن يحيى بن القاسم ، عن أبيه عن جدّه عبد الله (٢) بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما هلكت أمة قط إلّا بالشّرك بالله ، وما كان بدو شركها إلّا بالتكذيب بالقدر» [١٥٦١].

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت ، تقدم في بداية الترجمة ، وانظر مختصر ابن منظور ٤ / ٤٣.

(٢) كذا بالأصل وفي المختصر : عبيد الله.

٣٧٧

قال ونا أبو إسحاق ، نا محمّد بن أبي ، نا موسى بن إسحاق ، نا محمّد بن بكّار ، نا إسماعيل ، عن عاصم ، قال : سمعت الحسن يقول : من كذّب بالقدر فقد كذب بالحق ، إن الله تبارك وتعالى قدّر خلقا وقدّر أجلا ، وقدّر بلاء ، وقدّر مصيبة ، وقدّر معافاة ، فمن كذّب بالقدر فقد كذّب بالقرآن.

الصواب : عبد الله بن عمرو بن العاص ، والحديث عندي يعلو من طرق.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي المالكي ، [نا](١) أبو الحسين زيد بن عبد الله بن محمّد التنوخي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التّستري ، نا علي بن الحسين بن إسحاق ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكم ، نا القعنبي ، نا الدراوردي ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أتاني جبريل عليه‌السلام مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر فقال : يا محمّد إن الله يقرئك السلام ، وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبيّ قبلك ، قال : قلت : يا جبريل وما تلك الهديتان؟ قال : الوتر ثلاث ركعات ، والصلوات الخمس في جماعة. قال : قلت : يا جبريل ، وما لأمتي في الجماعة؟ فقال : يا محمّد إذا كانوا اثنين كتب الله تعالى لكل واحد منهما بكل ركعة ثلاثمائة صلاة». وذكر حديثا طويلا في فضل الصّلاة في ورقتين لا أصل له [١٥٦٢].

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي (٢) ـ بمرو ـ أنا أبو الفتيان عمر (٣) بن أبي الحسن الدّهستاني ، أنا أحمد بن أسد بن أحمد بن ما دل الكوفي ـ أبو العباس الصوفي ، خادم الصّوفية وشيخهم بمكة ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجماني الصّوفي العربي ـ شيخ الشام بها ـ نا أبو الحسين علي بن سعيد بن عبد الله الأزدي ـ بأطرابلس الشام ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى فرغول ، قال السمعاني : وظني أنها من قرى دهستان.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن الأنساب (الفرغولي) وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣١٧ (٢٠٢).

٣٧٨

مهدي بن جابر التّستري الزاهد ـ بعين ملكان ، بظاهر أطرابلس ـ نا إبراهيم بن جعفر ، نا عبد الله ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عطاء ، عن عمرو ـ وهو ابن محمّد ـ عن إسحاق ـ وهو ابن نوح ـ عن محمّد بن كعب ، عن حذيفة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قلّ طعمه صحّ بدنه وصفا قلبه ، ومن كثر طعامه سقم بدنه وقسا قلبه» [١٥٦٣].

كذا قال. وهو ابن حاتم البلّوطي ، وعبد الله هو ابن أحمد بن عبد الله اللّخمي.

وهذا إسناد فيه جماعة من لم تشتهر عند أصحاب الحديث.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار ـ إجازة ـ أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد الحنّائي ، أنا أبي ، أنا أبو الحسين زيد بن عبد الله بن محمّد البلّوطي ، قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلّوطي يقول : لقيت ثلاثة آلاف شيخ ، أو ثلاثمائة ـ أبو الحسين البلّوطي يشكّ ـ قلت : يا أستاذ ، لقيت الخضر؟ قال : يا بنيّ ، من لم يلق الخضر يقول (١) بعد إلى شيء.

قال الشيخ أبو إسحاق : وعرضت أصول السّنّة على أبي العباس الخضر عليه‌السلام.

قال أبو إسحاق : وكنت أدخل إلى بعض الشيوخ في بلدنا ، وكنت صبيا ، وكنت أتنكر حتى يدخلوني معهم ، فسمعت كل رجل منهم يقول للشيخ : طويت ثلاثة أيام ، ويقول آخر : طويت عشرة أيام ، ويقول آخر : طويت عشرين يوما ؛ فقلت : ما لي لا أنازل ما ينازل هؤلاء! فطويت ستين يوما ، وحضرت معهم ، وقلت للشيخ : طويت ستين يوما ، فأخذني وقبّل ما بين عينيّ.

قال لنا الشيخ أبو إسحاق : طويت سبعين يوما ، ولو كان هذا شاع عنّي ما أخبرتكم ، ولو لا أنّي قد قرب أجلي ما حدّثتكم.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله البزاز ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، قال : سمعت أبا الحسين زيد بن عبد الله يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم يقول ، وهو في بيت لهيا في العلية التي توفي فيها ، وقد جرى حديث : طي الصوم فقال لنا : أنا أعرف من طوى سبعين

__________________

(١) المختصر : لا يقول.

٣٧٩

يوما ولو أنه منبذ من عملي ما ذكرته ، ولو لا أنه قد دنت وفاتي ما حدّثت به ، ولو لم يكن مرتين ولا مرة.

قال : وسمعت أبا الحسن يقول : سمعت أبا إسحاق يقول : كنت ووالدتي في مغارة في جبل بتستر (١) وكنت أمر أطلب المناج (٢) فإذا جئت رأيت سبعا رابضا على باب المغارة فإذا رآني انصرف.

قال : وسمعت أبا الحسين يقول : ذكر عن أبي إسحاق : أن رجلين من أهل الخولان (٣) تحالفا : لقد رآه أحدهما في الحجّ يوم عرفة ، ورآه الآخر بالأكواخ يصلّي العيد ، وحلفا بالطّلاق على ذلك ، وارتفعا إليه ، فقال لهما : صدقتما ولا تعلما أحدا.

وقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي : سمعت فاطمة بنت عبد الله زوجة أبي الحسن البلّوطي تقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلّوطي يقول : طويت ستين يوما.

٣٨٨ ـ إبراهيم بن أبي حرّة الحرّاني ،

ويقال النّصيبي (٤)

رأى ابن عمر ، وحدّث عن سعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، ومصعب بن سعد ، وخالد بن يزيد بن معاوية.

روى عنه : منصور بن المعتمر ، ومعمر بن راشد ، وسفيان بن عيينة ، وغالب بن سليمان ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وأبو سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدّب ، وعبد الله بن ميسرة ـ أبو ليلى الحارثي الكوفي ـ.

وقدم دمشق وحدّث بها مجتازا إلى مكة مع الزهري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون ، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السرّاج ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا

__________________

(١) تستر : بضم فسكون ثم فتح ، بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان يقولها الناس شوشتر (الأنساب).

(٢) كذا رسمت بالأصل ، وفي تهذيب ابن عساكر : «المباح».

(٣) الخولان : قرية كانت بقرب دمشق ، خربت (معجم البلدان).

(٤) النصيبي نسبة إلى نصيبين مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان).

٣٨٠