تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

به إلى السماء الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به إلى السّماء الخامسة فقالوا مثل ذلك في كل سماء فيها أنبياء قد سمّاهم أنس. فرأيت منهم : إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السّادسة ، وموسى في السّماء السّابعة ، لفضل كلامه الله. فقال موسى : رصب إني لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.

ثم علا به فوق ذلك بما لا (١) يعلمه إلّا الله حتى جاء سدرة المنتهى ، فأوحى إليه ما شاء الله ، وأوحى إليه فيما يوحى إليه : خمسين صلاة على أمته في كل يوم وليلة ، حتى هبط ، حتى بلغ موسى. فانقضى الحديث. ولا أدري ساقه ابن أبي أويس ولم استزده على هذا.

وأما حديث عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله الأنباري ، أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عمر المديني المصري حينئذ.

وأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن القفّال ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه ، قال : أنبأنا يونس (٢) بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي ، أنبأنا وهب ـ وقال ابن السمرقندي أنبأنا عبد الله بن وهب ـ حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن ـ زاد ابن المقرئ : زاد ابن البغدادي : الزّهري ـ عن أبيه ، عن عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن أنس بن مالك قال : لما جاء جبريل عليه‌السلام بالبراق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فكأنها ـ وقال ابن البغدادي : فكأنما ـ ضربت (٣) أذنيها فقال لها جبريل : مه يا براق ، فو الله ـ وقال ابن البغدادي : والله ـ إن ركبك مثله ، فبينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هو بعجوزتان (٤) ـ وقال ابن السمرقندي : تاني ـ على جانب الطريق فقال : ما هذا؟ وقال ابن البغدادي : ما هذه يا جبريل؟ قال :

__________________

(١) عن خع ، سقطت من الأصل.

(٢) بالأصل وخع : «يونس بن عبد الله بن عبد الأعلى» والصواب ما أثبت ، انظر سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٤٨.

(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر لابن منظور ٢ / ١١٧ صرّت الأصل وخع ، وفي المختصر : فسار.

(٤) أي مقيمة ، من تنأ بالمكان : أقام ، وقالوا تنأ في المكان على التخفيف (اللسان).

٥٠١

سر يا محمد ـ زاد البغدادي : قال : وقالا : ـ فسار ما شاء الله أن يسير فإذا بشيء ـ وقال ابن البغدادي : ثمّ شيء ـ يدعوه ، تنحى (١) عن الطريق ، هلم يا محمد. قال : وقال وقال ابن السمرقندي : فقال له جبريل : سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير قال : ثم لقي خلقا من الخلق فقالوا ـ وقال ابن البغدادي : ثم لقيه خلق من الخلق فقال : وقالا : ـ السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر والسلام عليك يا حاشر. فقال له جبريل : عليك السلام ، اردد السلام يا محمد ـ زاد ابن البغدادي قال : ـ فردّ السلام ثم لقيه الثاني ، فقال له ـ ولم يقل ابن البغدادي : له ، وقالا ـ مثل مقالة الأول ، ثم لقيه الثالث فقال له مثل مقالة الأولين ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فعرض عليه الماء واللبن والخمر ، فتناول اللبن فقال له جبريل عليه‌السلام : أصبت (٢) الفطرة لو شربت الماء لغرقت ولغرقت أمتك ، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك ـ وقال ابن البغدادي : وغوت أمتك ـ.

ثم بعث له آدم عليه‌السلام فمن ـ وقال ابن السمرقندي : ومن ـ دونه من الأنبياء فأمّهم رسول الله عليه الصلاة والسلام تلك الليلة. ثم قال له جبريل : أما العجوز التي رأيت تاني ـ وقال ابن البغدادي تانئ ـ على جنب الطريق فلم يبق من الدنيا إلّا ما بقي من تلك العجوز ، وأما الذي أراد أن تميل إليه فذلك ـ وقال ابن البغدادي : فذاك ـ عدو الله تعالى إبليس ، أراد أن تميل (٣) إليه وأمّا ـ وقال ابن السمرقندي فأمّا ـ الذين سلّموا عليك فذلك إبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلّم.

فأخبرناه أبو بكر وجيه (٤) بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد الأزهري ، أنبأنا أبو محمد المخلدي ، أنبأنا أبو العباس السراج ، أنبأنا أحمد بن إسحاق الوزان (٥) ، أنبأنا هرثم بن (٦) عثمان المازني ، أنبأنا سلام بن مسكين أبو (٧) روح ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن

__________________

(١) الأصل وخع ، وفي المختصر : فتنحى.

(٢) وفي رواية : اخترت الفطرة. انظر مسلم كتاب الايمان ح ٢٦٣ ، ج ١ / ١٤٨.

(٣) بالأصل «يميل» وفي خع : «يمثل» والمثبت عن المختصر.

(٤) بالأصل وخع : «دحية» خطأ والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٥) انظر سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٩١.

(٦) بالأصل وخع : «سكين» تحريف انظر سير أعلام النبلاء ٧ / ٤١٤ وتهذيب التهذيب.

قال أبو داود «سلّام لقبه وإنما اسمه سليمان».

(٧) بالأصل وخع : «أنبأنا زوج» والصواب ما أثبت «أبو روح» كنيته سلّام بن مسكين.

٥٠٢

أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن جبريل عليه‌السلام أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعرّج به فاستفتح سماء الدنيا فقال له صاحب الباب : من أنت؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك؟ قال : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وقد بعث إليه؟ قال : نعم ، ففتح له ، فإذا هو بآدم عليه‌السلام فقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح.

ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال له الخازن : من أنت؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك؟ قال : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم [بعث إليه](١) ، ففتح له فإذا هو بابني الخالة عيسى ويحيى فقالا : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.

قال : ثم صعد به إلى السماء الثالثة فقال له الخازن : من أنت؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك؟ قال : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : قد بعث محمد عليه‌السلام قال : ففتح ، فإذا هو بيوسف عليه‌السلام ، فقال له مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.

ثم صعد بن إلى السّماء الرابعة فاستفتح فقيل له من أنت؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، ففتح له فإذا هو بإدريس ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.

ثم صعد به إلى السّماء الخامسة فاستفتح ، فقال له الخازن من أنت؟ قال : جبريل قال : ومن معك؟ قال : محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : أو قد بعث إليه؟ قال : نعم ، قال : ففتح له ، فإذا هو بهارون ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.

ثم عرج به إلى السماء السادسة ، فاستفتح ، فقال الخازن : من أنت؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد عليه الصلاة والسلام ، قال : أوقد بعث إليه؟ قال : نعم ، ففتح لنا فإذا هو بإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح ، قال : فأوحى إلي أن اختر (٢) إن شئت ملكا وإن شئت نبيا عبدا. قال : فأمرني بالذي أمرني ، وافترض عليّ خمسين صلاة ، قال فمرّ موسى فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإني قد جرّبت من الأمم ما لم تجرّب ، فلم أزل أردد ويضع عني خمسا خمسا حتى بقيت خمس صلوات ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال :

__________________

(١) زيادة عن خع ، سقطت من الأصل.

(٢) بالأصل وخع : «خير» والمثبت عن المختصر لابن منظور ٢ / ١١٨.

٥٠٣

رضيت فنودي أن لك بكل صلاة عشرا.

وأما حديث أبي (١) عمران الجوني.

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد الأزهري (٢) الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد (٣) ، أنبأنا مسلم (٤) بن إبراهيم ، أنبأنا الحارث بن عبيد ، حدثنا أبو عمران ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بينا أنا قاعد ذات يوم إذ دخل جبريل فوكز بين كتفيّ فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعد (٥) في واحدة (٦) وقعدت (٧) في أخرى ، فسمت فارتفعت حتى سدّت الخافقين ، فلو (٨) شئت أن أمسّ السّماء لمسست وأنا أقلب طرفي ، فالتفتّ إلى جبريل فإذا هو كأنه حلس لا طيء فعرفت فضل علمه بالله تعالى ، وفتح لي (٩) باب السّماء ورأيت النور الأعظم [ولطّ دوني الحجاب](١٠) رفرفة الدرّ والياقوت ، ثم أوحى الله تعالى إليّ ما شاء أن يوحي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (١١) ، أنبأنا أبو عمرو (١٢) بن حمدان.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال وفاطمة بنت محمد بن البغدادي.

قالا : أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى

__________________

(١) بالأصل وخع «ابن عمران» والصواب ما أثبت انظر دلائل البيهقي ٢ / ٣٦٨ وسيرد في سند الحديث صوابا.

(٢) كذا بالأصل وخع «الأزهري» ولم يرد في عامود نسبه في مصادر ترجمته انظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٨.

(٣) بالأصل وخع «عمرو» خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٤) بعدها بالأصل وخع : «بن مسلم» خطأ ، انظر ابن سعد ١ / ١٧١.

(٥) عن ابن سعد ١ / ١٧١ وبالأصل وخع «فقد».

(٦) بالأصل وخع : «واحد» والصواب عن ابن سعد.

(٧) عن ابن سعد وبالأصل وخع : «وقعت».

(٨) في ابن سعد : «ولو».

(٩) عن ابن سعد وخع ، وبالأصل «له».

(١٠) بياض بالأصل وخع ، وما بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.

(١١) بالأصل وخع : «الجيروردي» تحريف ، والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(١٢) بالأصل وخع : «عمر» تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

٥٠٤

الموصلي ، أنبأنا هدبة (١) بن خالد ـ زاد ابن حمدان : وشيبان بن فروخ.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن محمد بن المظفّر الحافظ ، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، أنبأنا شيبان.

قالا : حدثنا حمّاد ـ زاد أبو يعلى : بن سلمة ـ عن أبي ضمرة ـ وفي حديث الباغندي : أنبأنا شيبان أنبأنا أبو ضمرة عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ـ زاد ابن المقرئ : ابن مسعود ـ وفي حديث الباغندي : عن ابن مسعود : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أتيت بالبراق فركبته ـ وقال الباغندي : فركبت خلف جبريل عليه‌السلام ـ فسار بنا فكان إذا أتى ـ وقالوا : على جبل ارتفعت رجلاه ، وإذا هبط ارتفعت قدماه ـ فسار بنا في أرض غمّة منتنة وأفضيا ـ وقال الباغندي : فسار بنا في الأرض (٢) غمة منتنة حتى انتهينا ـ إلى أرض ـ أو قالوا أرض فتحاطنبه (٣) ـ فقلت : يا جبريل إنا كنا نسير في أرض غمة وأفضيت ـ أو قال الباغندي : ثم انتهيت ، أو قال ابن حمدان : وإنا أفضينا ، زاد ابن المقرئ منها وقالوا ـ إلى أرض فتحاطبنه (٤). فقال : وقال الباغندي : قال : تلك أرض النار وهذه أرض الجنة. فأتينا ـ وقال الباغندي : فأتيت ـ على رجل قائم ـ وقال أبو يعلى : وهو قائم ـ يصلي ، قال : فقال من هذا معك؟ زاد ابن حمدان : أنا جبريل وقال الباغندي : فقال : من هذا يا جبريل؟ وقالوا : قال : هذا أخوك محمد فرحّب ودعا لي بالبركة. قال : سل لأمتك اليسر ، قال : قلت ـ وقال الباغندي : فقلت : ـ من هذا يا جبريل؟ وقالوا : قال : هذا أخوك عيسى ـ ولم يقل ابن المقرئ : عيسى ـ قال : ثم سار فأتينا على رجل ـ وقال الباغندي قال : أتيت على رجل ـ فقال : من هذا معك؟ وقال أبو يعلى فقال : من معك يا جبريل؟ قال : هذا أخوك محمدا فرحّب ـ زاد الباغندي : بي ، وقالا ـ ودعا لي بالبركة ، فقال : سل لأمتك اليسر. قلت : من هذا يا جبريل؟ قال : أخوك ـ وفي حديث أبي يعلى : هذا أخوك ـ موسى واتفقوا ، قال : قال ثم سرنا فرأيت ـ وقال أبو يعلى : فرأينا ـ مصابيح وضوء فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : هذه شجرة

__________________

(١) بالأصل وخع : «هدية» خطأ ، الصواب والضبط عن تقريب التهذيب.

(٢) في خع : أرض.

(٣) كذا رسمها بالأصل وخع.

(٤) كذا رسمها بالأصل وخع.

٥٠٥

أبيك إبراهيم عليه‌السلام أتدنو ـ قال الباغندي : تحب أن تدنو منها ـ وقال الباغندي : منه. قال : قلت : نعم فدنونا منه ، فرحب ـ زاد الباغندي ، بي ، وقالوا ـ ودعا لي بالبركة ـ زاد ابن المقرئ : ثم مضينا ، وقال الباغندي : ثم مشينا ، حتى انتهينا ـ وقال أبو يعلى : حتى أتينا بيت المقدس ونشرت ـ وقال ابن حمدان : ويشر ـ لي الأنبياء من سمّى الله ومن لم يسمّ ، فصلّيت بهم ، إلّا هؤلاء النفر الثلاثة موسى وعيسى وإبراهيم [وفي](١) حديث الباغندي : فربطت الدابة بالحلقة التي تربط به الأنبياء ثم دخلت المسجد فقربت لي الأنبياء من سمى الله تعالى منهم ، ومنهم من لم يسم منهم فصلّيت بهم غير أولئك الثلاثة عيسى وموسى وإبراهيم صلى الله عليهم وسلّم أجمعين [٧٩٠].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز ، وأخبرني خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي ، وأبو سليمان داود بن محمد بن الحسن بن خالد قاضي حصن كيفا (٢) وغيرهما عنه ، قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن (٣) محمد بن إبراهيم بن مخلد ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصّفار ، أنبأنا الحسن بن عرفة ، أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري (٤) عن [فتان بن عبد الله البهمي](٥) ، أنبأنا أبو ظبيان قال : كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد الله ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وهما جالسان ، فقال محمد بن سعد لأبي عبيدة (٦) حدثنا أنت عن أبيك ليلة أسري بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال أبو عبيدة : لا بل حدثنا أنت عن أبيك فقال ابن محمد بن سعد : لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت قال : فأنشأ أبو عبيدة يحدّث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتاني جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل ، فحملني عليه ثم انطلق يهوي بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه ، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى إذا مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال أزد شنوءة وهو يقول ويرفع ويقول : أكرمته وفضلته ، قال :

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق.

(٢) بالأصل : «حمص» خطأ ، واللفظة الثانية غير معجمة بالأصل وخع ، والمثبت عن ياقوت. ويقال : كيبا.

وهي بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر.

(٣) انظر في عامود نسبه سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٧٠.

(٤) بالأصل وخع «الفضالي» والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥١.

(٥) كذا بالأصل ، وفي خع : «قتاف».

(٦) بالأصل وخع : «لأبي عبيد».

٥٠٦

فدفعنا إليه ، فسلمنا عليه فردّ السلام فقال : من هذا معك يا جبريل؟ قال : هذا أحمد. فقال : مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلّغ رسالة ربه ونصح لأمته. قال : ثم اندفعنا فقلت : من هذا يا جبريل؟ قال : هذا موسى بن عمران ـ قال : قلت : ومن يعاتب؟ قال : يعاتب ربه فيك قال : قلت : ويرفع صوته على ربه؟ قال إن الله تبارك وتعالى قد عرف [له](١) حدّته ، قال : ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن (٢) ثمرها السرح تحتها شيخ وعياله قال : فقال لي : يا جبريل اغد (٣) إلى أبيك (٤) إبراهيم. قال : فاندفعنا إليه فسلّمنا عليه فردّ السلام فقال إبراهيم : يا جبريل من هذا معك؟ قال : هذا ابنك أحمد. قال : فقال : مرحبا بالنبي الأمي الذي بلّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته ، يا بني إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم ، وأضعفهم فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلّها في أمتك فافعل. قال : ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت وربطت الدابّة بالحلقة التي بباب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها ، ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد ، ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن ، فأخذت اللبن فشربت اللبن فضرب جبريل منكبي وقال : أصبت الفطرة وربّ محمد قال : ثم أقيمت الصّلاة ، فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا [٧٩١].

أخبرنا أبو بكر وجيه (٥) بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن [الأزهري ، أنبأنا أبو محمد الحسن](٦) بن أحمد المخلدي ، أنبأنا أبو العباس السراج ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا سفيان ، عن مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف عن مرة عن عبد الله بن مسعود في قوله تبارك وتعالى : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى)(٧) قال : فراش من ذهب ، أعطي نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم عندها ثلاثا : فرضت عليه الصلاة ، وأعطي خواتيم

__________________

(١) زيادة عن خع سقطت من الأصل.

(٢) بالأصل وخع : «كأنها» والصواب عن المختصر.

(٣) في الأصل «اعهد» وفي خع : «اعمد» والمثبت عن المختصر.

(٤) عن خع والمختصر وبالأصل «ابنك».

(٥) في خع : «دحية» خطأ.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع ، واستدرك عن سند مماثل سابق ، وانظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٥٤ ترجمة أبي حامد الأزهري ، و ١٦ / ٥٣٩ ترجمة الحسن بن أحمد المخلدي.

(٧) سورة النجم ، الآية : ١٦.

٥٠٧

سورة البقرة ، وغفر لأمته المقحمات (١) ما لم يشرك به شيئا. ولم يذكر الزبير.

قال : وأنبأنا السرّاج ، أنبأنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ، أنبأنا عبد الله بن نمير.

قال : وأنبأنا أبو يحيى السراج ، أنبأنا أبو المنذر إسماعيل بن عروة جميعا قال : أنبأنا مالك بن مغول قال : سمعت الزّبير بن عدي يذكر عن طلحة بن مصرف اليامي عن مرّة عن عبد الله قال (٢) : لما أسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السّماء السابعة أو السادسة ، إليها ينتهي ما يخرج من تحتها فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) قال : فراش من ذهب ، فأعطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا : أعطي الصّلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا ، المقحمات.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر القشيري وأبو القاسم الشّحّامي ، قالوا : أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنبأنا أبو عمرو (٤) بن حمدان.

وأخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلّال وأبو منصور الحسن بن طلحة الصالحاني ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا : أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا أبو خيثمة ، أنبأنا عبد الله بن نمير ، أنبأنا مالك بن مغول ، عن الزّبير بن عدي ، عن طلحة بن مصرّف ، عن مرّة عن عبد الله قال : لما أسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى ، وهي في السّماء السّادسة (٥) ، وإليها ينتهي ما تصعد به من الأرض فبقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها منها (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) قال فراش من ذهب. قال : فأعطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث خلال : الصلوات ، وخواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته ، المقحمات.

__________________

(١) المقحمات أي الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار ، أي تلقيهم فيها (النهاية).

(٢) دلائل البيهقي ٢ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣ وأخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير ، وزهير بن حرب عن عبد الله بن نمير. صحيح مسلم ١ / ١٥٧ كتاب الايمان (٣٢).

(٣) بالأصل وخع : «الجيروردي» تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٤) بالأصل وخع «عمر» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٥) كذا في هذه الرواية ، السماء السادسة.

٥٠٨

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، وأبو القاسم غانم بن عبد الله في كتابهما (١).

ثم حدثني عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي ، أنبأنا أبو علي الحداد.

أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء.

قالا : أنبأنا أبو علي الحداد وغانم بن عبيد الله ، قالا :

أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن (٢) فارس ، أنبأنا أحمد بن عصام ، أنبأنا أبو أحمد الزّبيري ، أنبأنا مالك بن مغول ، عن الزّبير بن عدي ، عن طلحة بن مصرّف عن مرّة (٣) ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما أسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السابعة ، وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرواح فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما هبط به من فوقها فيقبض (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) قال : فراش من ذهب ، قال : فأعطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا : الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن مات من أمته لا يشرك به شيئا ، المقحمات.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٤) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العباس (٥) محمد بن يعقوب ، أنبأنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب (٦) ، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأنا أبو محمد (٧) راشد الحمّاني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد (٨) الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال له أصحابه : يا

__________________

(١) كذا بالأصل وخع.

(٢) بالأصل وخع : «أنبأنا» والصواب ما أثبت ، انظر سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٥٣.

(٣) بالأصل «بن عزيزة» وفي خع «بن مرة» والصواب ما أثبت ، عن رواية سابقة.

(٤) دلائل البيهقي ٢ / ٣٩٠ وما بعدها.

(٥) بالأصل وخع : «أبو العباس بن محمد» خطأ ، والمثبت عن البيهقي.

(٦) بعدها بالأصل وخع : «أنبأنا أبو عبد الله» والمثبت عن دلائل البيهقي.

(٧) الأصل وخع ، وفي البيهقي : «أبو محمد بن أسد الحماني» وانظر الأنساب : «الحماني» فقد ترجم له ، وهذه النسبة إلى بني حمان قبيلة نزلت الكوفة.

(٨) بالأصل وخع : «سعد» خطأ ، والصواب ما أثبت عن دلائل البيهقي.

٥٠٩

رسول الله ، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها. قال : «قال الله تبارك وتعالى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(١) الآية قال : فأخبرهم قال : بينما أنا نائم (٢) عشاء في المسجد الحرام إذا أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ، فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني (٣) فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى ، شبيهة (٤) بدوابكم هذه ، بغالكم هذه ، مضطرب الأذنين يقال له البراق ، وكانت الأنبياء صلوات الله وسلامه (٥) عليهم تركبه قبلي ، يقع حافره مدّ بصره ، فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد انظر إلي أسألك فلم أجبه ، ولم أقم عليه. فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا محمّد انظر إليّ أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينا أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت : يا محمد انظر لي أسألك فلم التفت إليها ولم أقم عليها حتى أتيت بيت المقدس ، فأوقفت (٦) دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توقفها (٧) به ، فأتاني جبريل عليه‌السلام بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن. فشربت اللبن وتركت الخمر ، فقال جبريل : أصبت الفطرة فقلت : الله أكبر الله أكبر فقال (٨) جبريل : ما رأيت في وجهك هذا؟ فقلت : بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد انظر (٩) لي أسألك فلم أجبه ، ولم أقم عليه. قال : ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته لتهودت أمتك. قال : وبينما أسير إذ دعاني داعي (١٠) عن يساري فقال : يا محمد انظر (٩) لي أسألك فلم ألتفت إليه ، ولم أقم عليه قال : ذاك داعي النصارى ، أما أنك لو أجبته

__________________

(١) أول سورة الإسراء.

(٢) الأصل وخع وفي دلائل البيهقي : قائم.

(٣) بالأصل : «استيقظني» وفي خع : «ثم استيقظني» والمثبت عن الدلائل والمختصر.

(٤) بالأصل : «أشبهته» والمثبت عن خع والدلائل والمختصر.

(٥) سقطت من الدلائل.

(٦) الأصل وخع ، وفي الدلائل والمختصر : فأوثقت.

(٧) الأصل وخع ، وفي الدلائل والمختصر : توثقها.

(٨) عن خع والدلائل ، وبالأصل «قال».

(٩) في الدلائل : انظرني.

(١٠) كذا بالأصل وخع هنا بإثبات الياء.

٥١٠

لتنصرت أمتك [قال](١) فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تعالى تقول : يا محمد انظرني أسألك فلم أجبها ولم أقم عليها. قال : تلك الدنيا أما أنك لو أجبتها أو أقمت عليها (٢) لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة.

قال : ثم دخلت أنا وجبريل عليه‌السلام بيت المقدس فصلّى كلّ واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي (٣) تعرج عليه أرواح [بني آدم](٤) فلم تر الخلائق أحسن من المعراج ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السّماء عجبة (٥) بالمعراج قال : فصعدت أنا وجبريل عليه‌السلام فإذا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كلّ جنده مائة ألف ملك قال : وقال الله تبارك وتعالى (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(٦) فاستفتح جبريل باب السّماء. قيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل (٧) : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : أوقد (٨) بعث إليه؟ قال : نعم ، فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله تعالى وتبارك على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار ، فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين ، ثم مضيت هنية فإذا أنا بأخونه (٩) ـ يعني الخوان المائدة الذي يؤكل عليها [عليها](١٠) لحم مشرّح ، ليس يقربها أحد ، وإذا أنا بأخوته عليها لحم قد أروح ونتن عندها ناس يأكلون منها ، قلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام ، قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما

__________________

(١) سقطت من الأصل وخع والدلائل واستدركت عن المختصر.

(٢) قوله : «أو أقمت عليها» سقط من الدلائل.

(٣) عن الدلائل وبالأصل وخع : التي.

(٤) الزيادة عن خع والدلائل ، سقطت من الأصل.

(٥) الدلائل : عجب.

(٦) سورة المدثر ، الآية : ٣١.

(٧) بالأصل وخع : «قال : والمثبت عن الدلائل.

(٨) في الدلائل : وقد.

(٩) بالأصل : «بأخوة يعني أنبأنا نحوان البلدية» ومثلها في خع ، والاضطراب باد على المعنى ، والمثبت عن دلائل البيهقي.

(١٠) سقطت من الأصلين والدلائل واستدركت عن المختصر.

٥١١

نهض أحدهم خرّ يقول اللهم لا تقم السّاعة ، قال : وهم على سابلة (١) آل فرعون قال : فتجي السابلة (٢) فتطؤهم قال : فسمعتهم يضجون إلى الله تبارك وتعالى ، قلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الرّبا (لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ)(٣) قال : مضت (٤) هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل ، قال : فيفتح على أفواههم ويلقون ذلك الخمر (٥) ، ثم يخرج من أسافلهم ، فسمعتهم يضجّون إلى الله عزوجل فقلت (٦) : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء أمتك (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)(٧) قال : ثم مضت (٧) هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يضجون إلى الله عزوجل قلت : يا جبريل من هؤلاء النساء؟ قال : هؤلاء الزناة من أمتك. قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم ، فيلقمون فيقال له : كل كما (٨) كنت تأكل من لحم أخيك. قلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الهمّازون من أمتك اللمّازون.

ثم صعدنا إلى السّماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله تعالى قد فضّل على الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلّمت عليه وسلّم عليّ.

ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيحيى وعيسى عليهما‌السلام ومعهما نفر من قومهما فسلّمت عليهما وسلّما علي. ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا ، فسلّمت عليه وسلّم علي.

قال : ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون عليه‌السلام ، ونصف لحيته

__________________

(١) بالأصل وخع : «سايلة ... السائلة» والمثبت عن الدلائل والمختصر.

(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٧٥.

(٣) بالأصل وخع : مضيت.

(٤) كذا بالأصل وخع ، وفي الدلائل والمختصر : الحجر.

(٥) بالأصل وخع : «قلت» والمثبت عن الدلائل.

(٦) بالأصل وخع : مضيت.

(٧) سورة النساء ، الآية : ١٠.

(٨) عن الدلائل وبالأصل وخع : ما.

٥١٢

بيضاء ونصفها سوداء (١) تكاد (٢) لحيته تصيب (٣) سرته من طولها قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا المحبب في قومه ، هارون بن عمران ومعه نفر من قومه فسلّمت عليه وسلّم علي.

ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران ـ رجل آدم كثير الشعر لو كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص ـ وإذا هو يقول : يزعم الناس أني أكرم على الله من هذا ، بل هو (٤) أكرم على الله مني ، قال : قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ، قال : ومعه نفر من قومه. قال : فسلّمت عليه فرد علي السلام.

ثم صعدت إلى السّماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرّحمن ساند (٥) ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال. قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا أبوك إبراهيم خليل الرّحمن ، ومعه نفر من قومه قال : فسلّمت عليه وسلّم علي. وإذا أنا بأمتي شطرين : شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس ، وشطر عليهم ثياب رمد.

قال : فدخلت البيت المعمور ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على خير (٦) ، فصلّيت أنا ومن معي في البيت المعمور ، ثم خرجت أنا ومن معي ، قال : والبيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة.

قال : ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد [أن تغطي](٧) هذه الأمة ، فإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل ، فينشق (٨) منها نهران أحدهما الكوثر

__________________

(١) عن خع سقطت من الأصل. وفي الدلائل : سوداء أيضا.

(٢) عن خع والدلائل ، وفي الأصل : فكان.

(٣) بالأصل «نصف» والمثبت عن خع والدلائل.

(٤) كذا بالأصل وخع ، وفي الدلائل : هذا.

(٥) في الدلائل : ساندا.

(٦) الأصل والمختصر ، وفي الدلائل وخع : «على حرّ».

(٧) بياض بالأصل وخع ، والمثبت عن دلائل البيهقي.

(٨) عن الدلائل ، وفي الأصل : «فشق» وفي خع : فيشق.

٥١٣

[والآخر](١) يقال له نهر حمة. فاغتسلت فيه ، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر.

ثم إني رفعت (٢) إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت : لمن أنت [يا جارية](٣)؟ قالت لزيد بن حارثة ، وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفّى ، وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما ، وإذا أنا بطيرها كأنها بختكم (٤) هذه. فقال عندها صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن الله تعالى قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأته (٥) ولا أذن سمعته ولا خطر على قلب بشر. قال [وعرضت](٦) على النار فإذا فيها غضب الله تعالى وزجره (٧) ونقمته لو طرح فيها الحجارة والحديد](٨) لأكلتها ثم أغلقت دوني ، ثم إني رفعت (٢) إلى السدرة المنتهى (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ، قال : ونزل على كل ورقة (٩) ملك من الملائكة. قال : وقال : فرضت عليّ خمسون [صلاة](١٠) وقال لك بكل حسنة عشرا ، إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة ، وإذا عملتها كتبت لك عشرا ، وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها فلم يكتب عليك شيء ، فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة.

ثم رفعت إلى موسى عليه‌السلام فقال (١١) : ما أمرك ربك؟ قلت : بخمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ومتى لا

__________________

(١) عن خع والدلائل ، سقطت من الأصل.

(٢) الأصل وخع ، وفي الدلائل : دفعت.

(٣) زيادة عن الدلائل.

(٤) البخت : الإبل الخراسانية وهي جمال طوال الأعناق. والعبارة في الدلائل : فإذا أنا بطير كالبخاتي ، والبخت والبخاتي واحد : نوع من الإبل الخراسانية ، الواحد : بختي ، والأنثى بختية والجمع بخت وبخاتي.

(٥) في الدلائل : رأت ... سمعت.

(٦) مطموسة في الأصل واستدركت عن خع ، وفي الدلائل : ثم عرضته.

(٧) في الدلائل : ورجزه.

(٨) اللفظة مطموسة بالأصل ، واستدركت عن الدلائل وخع.

(٩) مطموسة بالأصل ، واستدركت عن خع والدلائل.

(١٠) سقطت من الأصل من الأصل وخع ، واستدركت عن الدلائل.

(١١) في الدلائل : بما.

٥١٤

تطيقه تكفر ، فرجعت إلى ربي ، فقلت : يا ربّ خفف عن أمتي ، فإنها أضعف الأمم فوضع عني عشرا وجعلها أربعين ، فما زلت اختلف بين موسى وربي كلما أتيت عليه ، قال لي مثل ذلك. حتى رجعت إليه فقال لي : بم أمرت] فقلت : أمرت بعشر صلوات : قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عن (١) أمتك فرجعت إلى ربي فقلت (٢) : أي ربّ خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم ، فوضع عني خمسا ، وجعلها خمسا ، فناداني ملك عندها : تمت فريضتي ، وخففت عن عبادي ، وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها ، ثم رجعت إلى موسى عليه‌السلام فقال : بم أتيت (٣)؟ قلت : بخمس صلوات ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإنه لا يوده شيء ، فسله التخفيف لأمتك ، فقلت : رجعت إلى ربي حتى استحييته.

ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب : إني أتيت البارحة بيت المقدس وعرّج بي إلى السماء ، ورأيت كذا ورأيت كذا ، فقال أبو جهل بن هشام : ألا (٤) تعجبون مما يقول محمد ، يزعمون (٥) أنه أتى البارحة بيت المقدس ثم أصبح فينا ، وأخذنا بضرب مطيته (٦) مصعدة شهرا ، ومنقلبة شهرا فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة. قال : فأخبرهم بعير لقريش لما كان [في](٧) مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا ، وإنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة. فأخبرهم (٨) بكل رجل وبعيره كذا وكذا ، ومتاعه كذا وكذا.

فقال أبو جهل : يخبرنا بأشياء ، فقال رجل من المشركين : أنا أعلم الناس (٩) ببيت المقدس ، وكيف ماؤه (١٠) وكيف هيئته ، وكيف قربه من الجبل؟ فإن يكن محمد صادقا فسأخبركم ، وإن يك كاذبا فسأخبركم. فجاءه ذلك المشرك فقال : يا محمد أنا أعلم

__________________

(١) عن الدلائل ، وبالأصل وخع : «إلى».

(٢) عن الدلائل ، وبالأصل وخع : قلت.

(٣) في الدلائل : بما أمرت.

(٤) عن الدلائل ، وبالأصل وخع : «لا».

(٥) في الدلائل : يزعم.

(٦) عن الدلائل وخع ، وبالأصل : مطية.

(٧) زيادة عن الدلائل.

(٨) في الدلائل : وأخبرهم.

(٩) عن خع والدلائل ، وبالأصل «بالناس».

(١٠) الأصل وخع ، وفي الدلائل : بناؤه.

٥١٥

الناس ببيت المقدس ، فأخبرني كيف بناؤه؟ وكيف هيئته؟ وكيف قربه من الجبل؟ قال : فرفع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته : بناؤه كذا وكذا ، وقربه من الجبل كذا وكذا ، فقال الآخر : صدقت. فرجع إلى أصحابه فقال : صدق محمد فيما قال (١) ونحو من هذا الكلام [٧٩٩].

(٢) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، قالا : ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ.

ح وأخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني ، وأبو عبد الله محمّد بن أبي الشيخ بن محمّد بن علي المعروف بويزج القطان قالا : أنا أبو محمّد رزق الله بن عبد الله التميمي ، قالا : أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز بن عبد الله ـ زاد أبو محمّد التميمي : بن عبيد الله بن العباس بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ـ إملاء ـ.

حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمّد .... (٣) ، نا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك ، نا محمّد بن عبد الله ـ صاحب الشامة ـ نا هشيم ، عن حميد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لما أسري بي إلى السماء قرّبني ربّي عزوجل حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى ، لا بل أدنى ، وعلّمني السمات ، قال : يا حبيبي ، يا محمّد ، قلت : لبّيك يا رب ، قال : هل غمّك أن جعلتك آخر النبيين ، قلت : يا رب لا ، قال : يا حبيبي فهل غمّ أمّتك أن جعلتهم آخر الأمم ، قلت : يا رب لا ، قال : أبلغ أمّتك عنّي السلام وأخبرهم إن جعلتهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم ولا أفضحهم عند الأمم» [٨٠٠].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي ـ بصور ـ أنبأ أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أحمد المعروف ح نا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرّوذباري ـ إملاء ـ بصور ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، نا جعفر بن أبي عثمان ، نا يحيى بن معين ، نا أبو عبيدة ، نا سليمان بن عبيد السليمي ، نا

__________________

(١) في الدلائل : «أو نحو».

(٢) من هنا اعتمدنا أصل ، صورة عن المخطوط في دار الكتب الوطنية بمصر. من مكتبة أحمد الثالث

(٣) غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.

٥١٦

الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال لي ربّي عزوجل : نحلت إبراهيم خلّتي ، وكلّمت موسى تكليما ، وأعطيتك يا محمّد كفاحا» [٨٠١].

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة (١) الهمذاني (٢) ـ بمرو ـ نا السيّد أبو المعالي محمّد بن محمّد بن زيد الحسيني (٣) ـ إملاء بأصبهان ـ.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله السّمسار ، أنا حمزة بن محمّد الدهقان ، نا محمّد بن عيسى بن حبّان المدائني ، نا محمّد بن الصباح ، أنا علي بن الحسين الكوفي ، عن إبراهيم بن أليسع ، عن أبي العبّاس الضرير ، عن الخليل بن مرّة ، عن يحيى .... (٤) ، عن زاذان (٥) ، عن سلمان قال :

حضرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ، فإذا أعرابي جاء في راحل بدوي قد وقف علينا ، فسلّم ، فرددنا عليه ، فقال : يا قوم ، أيّكم محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا محمّد رسول الله» فقال الأعرابي : إني والله قد آمنت بك قبل أن أراك ، وأحببتك قبل أن ألقاك ، وصدّقتك قبل أن أرى وجهك ، ولكن ـ وقال يوسف : ولكني ـ أريد أن أسألك عن خصال ، فقال : «سل عمّا بدا لك» فقال : فداك أبي وأمّي ، أليس الله جلّ وعزّ كلّم موسى؟ قال : «بلى» ، قال : وخلق عيسى من روح القدس؟ قال : «بلى» ، قال : واتّخذ إبراهيم خليلا ، واصطفى آدم؟ قال : «بلى» ، قال : بأبي أنت وأمّي ، أيش أعطيت من الفضل؟ فأطرق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهبط ـ وقال يوسف : فهبط ـ عليه جبريل ، فقال : «الله يقرئك السّلام وهو يسألك عمّا هو أعلم به منك ، الله يقول : يا حبيبي لم أطرقت رأسك ردّ علي ، وقال ابن طاوس : ارفع رأسك وردّ على الأعرابي ـ زاد ابن طاوس : جوابه قالا : ـ وقال : «أقول ما ذا يا جبريل؟» قال : الله يقول : إن كنت اتّخذت ـ وقال يوسف : قد اتّخذت ـ إبراهيم خليلا فقد اتخذتك من قبل حبيبا ، وإن كنت كلّمت ـ وقال يوسف : قد

__________________

(١) بالأصل غير واضحة ، والصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل : بالدال المهملة ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٦.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٢٠.

(٤) لفظة غير واضحة بالأصل.

(٥) أبو عبد الله الكندي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب ١٢ / ١٧٩).

٥١٧

كلّمت ـ موسى في الأرض فقد كلّمتك ـ زاد ابن طاوس : وأنت وقالا : ـ معي في السّماء ، والسّماء أفضل من الأرض ، وإن كنت خلقت عيسى من روح القدس فقد خلقت اسمك من قبل أن أخلق الخلق بألفي سنة ، ولقد وطئت في السماء موطأ لم يطأه أحد قبلك ، ولا يطأه أحد بعدك ، وإن كنت اصطفيت آدم ، فبك ختمت الأنبياء ، ولقد خلقت مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ما خلقت خلقا أكرم عليّ منك ، ومن يكون أكرم علي ـ وقال ابن طاوس : عندي ـ منك ، وقد أعطيتك الحوض ، والشفاعة ، والناقة ، والقضيب ، والميزان ، والوجه الأقمر ، والجمل الأحمر ، والتاج ، والهراوة ، والحجّة ، والعمرة ، والقرآن ، وفضل شهر رمضان ، والشّفاعة كلها لك حتى ظل عن شيء في القيامة على رأسك ممدود وتاج الحمد على رأسك معقود ، ولقد قرنت اسمك مع اسمي ، فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي ، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرّفهم كرامتك ـ وزاد يوسف : علي ، وقال : ـ ومنزلتك عندي ، ولولاك يا محمّد ما خلقت الدنيا» [٨٠٢].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أحمد بن مروان المالكي ، نا أحمد بن محمّد البغدادي ، ثنا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب قال :

قرأت في زبور داود عليه‌السلام ذكر نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه يجوز من البحر إلى البحر ، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض ، وأن يخرّ أهل الجزائر بين يديه على ركبهم ، ويلحس أعداءه التراب من تحت قدميه ، وتدين له الأمم بالطاعة والانقياد ، لأنه يخلّص المضطهد ممن هو أقوى منه ، ويرأف بالضعفاء والمساكين ، ويصلّي في كل وقت ، ويبارك عليه في كل يوم ، ويدوم ذكره مع ذكر الله إلى الأبد.

٥١٨

الفهرس

حرف الألف : ذكر من اسمه أحمد................................................. ٣

باب ذكر قدوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرّة أخرى. ٤

باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه........................................ ١٧

باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته.................... ٣٥

باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به.............................. ٤٧

باب ذكر مولد النبي عليه الصّلاة والسّلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة        ٦٦

باب معرفة أمّه وجدّاته وعمومته وعماته............................................ ٩٥

باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه................................. ١٢٥

باب صفة خلقه ومعرفة خلقه................................................... ٢٤٧

باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشّرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام     ٣٨٧

باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده................................... ٤٠٠

باب إخبار الأحبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان............ ٤١٥

باب تطهير قلبه من الغل وإنقاء جوفه بالشّقّ والغسل.............................. ٤٥٨

باب ذكر عروجه إلى السّماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء.......................... ٤٨٠

الفهرس...................................................................... ٥١٩

٥١٩