تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرناه أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر بن القشيري قالا : أنبأنا سعيد (١) محمّد بن علي بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الرّحمن بن محمد الدّغولي (٢) ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل ، أنبأنا روح ، أنبأنا شعبة ، أنبأنا أبو إسحاق سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : رأيت سألت أم المؤمنين عن خلق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا سخّابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح [٧٣٧].

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدثني أبي (٤) ، أنبأنا محمد بن جعفر ، أنبأنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي ، عن عائشة أنها قالت : لم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاحشا ولا متفحّشا ولا سخّابا ولا صخّابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة (٥) مثلها ولكن يعفو ويصفح [٧٣٨].

قال : وحدثني أبي (٦) ، أنبأنا يزيد ، أنبأنا زكريا ، أنبأنا أبو إسحاق (٧) ، حدثني أبو (٨) عبد الله الجدلي ، قال : قلت لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أهله؟

قالت : كان أحسن الناس خلقا ، لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا سخّابا في (٩) الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكنه يعفو ويصفح [٧٣٩].

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الركابي (١٠) الزّنجاني ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله

__________________

(١) بالأصل وخع : «أنبأنا أبو إسماعيل ، نا روح ، أنبأنا شعبة ، أنبأنا أبو إسحاق بن علي بن محمد» وصححنا السند عن سند مماثل ، والمطبوعة السيرة ١ / ٣٢١ وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (الجوزقي).

(٢) بالأصل وخع «الدعولي» بالعين المهملة ، والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب (الدغولي : والجوزقي).

(٣) مسند أحمد ٦ / ١٧٤ وبالأصل «أبو عبد الله».

(٤) بالأصل وخع «أبو أحمد» والصواب عن المسند.

(٥) سقطت من المسند وخع ، وموجودة على هامشها بخط مغاير.

(٦) مسند أحمد ٦ / ٢٣٦.

(٧) كذا بالأصل وخع ، وفي المسند : أنبأنا زكريا عن أبي إسحاق.

(٨) بالأصل وخع «أبي».

(٩) في المسند : بالأسواق.

(١٠) كذا بالأصل وخع ، وسقطت اللفظة من المطبوعة (السيرة ١ / ٣٢٢) وفي سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥١

٣٨١

الحافظ ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يونس بن حبيب ، أنبأنا أبو داود ، أنبأنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا صخّابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكنه يعفو ويصفح [٧٤٠] ـ أو قالت يعفو [ويغفر](١) شك أبو داود.

أخبرنا أبو بكر وجيه (٢) بن طاهر الشّحّامي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي ، أنبأنا أبو بكر بن محمود بن حمدون ، أنبأنا يزيد بن عبد الصمد ، أنبأنا سليمان بن (٣) عبد الرّحمن ، أنبأنا الحسن (٤) بن يحيى ، أنبأنا يزيد بن واقد ، عن بسر (٥) بن عبيد الله ، عن عائذ الله ، عن أبي الدّرداء قال : سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخطه السّخط [٧٤١].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر بن القاسم ، قالا : أنبأنا أبو سعد محمد بن علي الصوفي ، أنبأنا أبو بكر [محمّد بن عبد الله الجوزقي ، أخبرنا أبو العباس محمّد بن عبد الرحمن الدغولي قال : سمعت محمّد بن يحيى يحكي](٦) عن عبد الله بن عثمان ، عن عبد الله يعني ابن المقرئ ، قال : أنبأنا الفضيل (٧) بن مرزوق ، عن عطية في قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) قال : أدب القرآن.

__________________

التفكري ، وصحفت في البداية والنهاية ١٢ / ١٢٢ إلى العسكري.

والزنجاني نسبة إلى زنجان : بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل.

(١) سقطت من الأصل وخع ، واستدركت عن المطبوعة (السيرة ١ / ٣٢٢).

(٢) في خع : دحية.

(٣) بالأصل وخع «أنبأنا» تحريف ، والصواب «بن» انظر ترجمة سليمان في تهذيب التهذيب.

(٤) بالأصل وخع «الحسين» تحريف ، انظر ترجمة زيد بن واقد في تهذيب التهذيب. وذكر فيمن روى عنه : الحسن بن يحيى الخشني.

(٥) بالأصل وخع : «بشر بن عبد الله» خطأ والصواب ما أثبتناه : «بسر بن عبيد الله» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ، وقد ورد في تهذيب التهذيب في ترجمة زيد بن واقد : «بشر بن عبيد الله».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع ، واستدرك عن سند مماثل سابق مرّ قريبا ، والمطبوعة السيرة ١ / ٣٢٢.

(٧) بالأصل وخع : «أبو الفضيل» والصواب عن دلائل البيهقي ١ / ٣١٠.

٣٨٢

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الحسن علي (١) بن المسلم ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السلميون ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن [أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو بكر محمّد بن](٢) جعفر بن محمد بن سهل السّامريّ ، أنبأنا محمد بن خليل المخرّمي ، أنبأنا أبو بدر حارثة بن محمد ، عن عمرة قالت : سألت عائشة كيف كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خلا بنسائه قالت (٣) : كان كرجل من رجالكم إلّا أنه كان أكرم الناس [وأحسن الناس](٤) خلقا ، كان ضحاكا بسّاما.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل بن محمد أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا يحيى بن أبي بكير ، أنبأنا موسى بن أبو عمر (٥) الأنصاري ، عن حارثة بن أبي الرجال ، عن عمرة ـ عن عائشة ـ قالت : سألناها كيف كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خلا مع نسائه؟ قالت : كان كرجل من رجالكم كان أحسن الناس خلقا ، وأكرمهم خلقا ، ضحاكا بسّاما [٧٤٢].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الحركردي (٦) ـ بهراة ـ أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف بنيسابور ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، أنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا أبو الأزهر ، أنبأنا أسامة ، عن حارثة بن محمد الأنصاري ، عن عمرة بنت عبد الرّحمن (٧) قالت : قلت لعائشة : كيف كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [في أهله؟] قالت : كان ألين

__________________

(١) وبالأصل وخع : «وأبو المسلم علي بن الحسين» خطأ والصواب عن المشيخة ٢ / ٣٠٥.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المطبوعة (السيرة ١ / ٣٢٣).

(٣) بالأصل وخع : «قال».

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.

(٥) كذا ورد اسمه بالأصل ، وفي المطبوعة السيرة ١ / ٣٢٣ موسى أبو عمرو الأنصاري وفي خع : موسى أبو عمر الأنصاري.

(٦) كذا بالأصل وخع ، والصواب : «الخرجردي» كما في الأنساب ، وهذه النسبة إلى خرجرد وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة ، وذكره السمعاني فيمن نسب إلى هذه البلدة.

(٧) عن تقريب التهذيب ، وبالأصل وخع : «عمرة كتب عبد الرحمن».

٣٨٣

الناس ، وأكرم الناس ، وكان ضحاكا بساما [٧٤٣].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا (١) : أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الرّحمن بن محمد الدغولي ، أنبأنا محمد بن الليث ، أنبأنا عثمان بن (٢) عبدان ، [أنبأنا عبد الله](٣) أنبأنا معمر ، عن الزّهري ، عن بعض آل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : أن عمر بن الخطاب لما (٤) كان يوم الفتح ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف ، وإلى أبي سفيان بن حرب ، وإلى الحارث بن هشام قال عمر (٥) : قد أمكن الله منهم ، أعرفهم بما صنعوا ، حتى [قال](٦) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثلي ومثلكم كما قال يوسف لأخوته : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(٧)» قال عمر : فانتضحت حياء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كراهية أن يكون بدر مني ، ولقد قال لهم رسول الله ما قال [٧٤٤].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن (٨) مسعدة ، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف (٩) ، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن (١٠) عدي ، أنبأنا علي بن العباس ، ثنا (١١) عبّاد بن يعقوب ، أنبأنا موسى بن عمير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : كان (١٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحسن (١٣) من خلق الله خلقا.

__________________

(١) بالأصل وخع : «قال».

(٢) كذا بالأصل وخع وهو تحريف ، والصواب : عبدان بن عثمان انظر تهذيب التهذيب.

(٣) الزيادة عن خع ، سقطت من الأصل ، وهو عبد الله بن معاذ بن نشيط.

(٤) زيادة عن مختصر ابن منظور ٢ / ٨٢.

(٥) عن خع والمختصر ، وبالأصل «عثمان».

(٦) زيادة عن خع والمختصر.

(٧) سورة يوسف ، الآية : ٩٢.

(٨) عن خع ، سقطت من الأصل.

(٩) بالأصل وخع : «أبو القاسم بن أبي سعد بن يوسف» والصواب ما أثبت عن إسناد مماثل.

(١٠) بالأصل وخع : «أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عثمان بن علي الجوهري» والصواب ما أثبت انظر الكامل لابن عدي ٦ / ٣٤١.

(١١) بالأصل وخع «بن» والصواب عن ابن عدي ٦ / ٣٤١.

(١٢) بالأصل وخع : «قال» والصواب عن ابن عدي.

(١٣) بالأصل وخع «الحسن» والصواب «أحسن» عن ابن عدي.

٣٨٤

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر بن القشيري قالا [أنبأنا](١) أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا أبو عمرو (٢) بن حمدان.

أخبرتنا (٣) أم المجتبا فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ (٤) على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر (٥) بن المقرئ.

قالا : أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، أنبأنا إبراهيم ، أنبأنا أبو هشام (٦) محمد بن يزيد بن رفاعة ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، حدثني عثمان بن كعب عن رجل يقال له ربيع ، عن صفية بنت حيي قالت : أردفني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على عجز ناقته ليلا قالت : فجعلت أنفس (٧) فيمسسني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده ويقول : «يا هذه يا بنت حيي» وجعل يقول : «يا صفية إني أعتذر إليك مما صنعت بقومك ، إنهم قالوا لي كذا» [٧٤٥].

وأخبرنا أبو يعلى ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن نمير ، أنبأنا يونس بن بكير ، أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل ، حدثني عثمان بن كعب ، حدثني ربيع (٨) ، حدثني رجل من بني النضير وكان في حجر صفية ، عن صفية بنت حيي قالت : ما رأيت قطّ أحسن خلقا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لقد رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس ، فيضرب رأسي مؤخرة الرحل ويمسكني ـ وقال ابن المقرئ : فيمسسني بيده ويقول : «يا هذه ، مهلا يا صفية بنت حيي ، حتى إذا جاء (٩) الصهباء (١٠) قال : «أما إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك ، إنهم قالوا لي كذا وكذا» [٧٤٦].

__________________

(١) بالأصل وخع ، «له» والصواب «أنبأنا».

(٢) بالأصل وخع : «عمر» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٣) عن خع وبالأصل «أخبرنا».

(٤) بالأصل وخع : «قرأ» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٥) بالأصل وخع : «أبو يزيد» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٦) بالأصل وخع «أبو هاشم» والصواب ما أثبت انظر الكاشف للذهبي.

(٧) في المطبوعة السيرة ١ / ٣٢٥ «أنعس».

(٨) كذا بالأصل ، وفي خع : سقط «حدثني ربيع» وفي المطبوعة السيرة ١ / ٣٢٥ «حدثني ربيع رجل من بني النضير».

(٩) بالأصل وخع غير مقروءة رسمت : «كما» والصواب «جاء» يوافق عبارة المطبوعة (السيرة ١ / ٣٢٥).

(١٠) الصهباء : موضع بينه وبين خيبر روحة (معجم البلدان).

٣٨٥

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج [سهل](١) بن بشر بن أحمد بن الأسفراييني (٢) بدمشق قالت : أنبأنا أبو الفرج ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الحكيمي (٣) بمصر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي إملاء ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا عبد العزيز ، أنبأنا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه قال : قرأت في واحد وسبعين كتابا فوجدت في جميعها أن محمدا (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرجح الناس عقلا وأفضلهم رأيا.

__________________

(١) زيادة للإيضاح ، انظر سير أعلام النبلاء ترجمة سهل بن بشر ١٩ / ١٦٢.

(٢) بالأصل وخع : «الاسكرامي» تحريف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٢.

(٣) بالأصل وخع «الحكيم» والصواب عن الأنساب للسمعاني.

(٤) عن خع وبالأصل «محمد».

٣٨٦

باب

ما جاء في الكتب من نعته وصفته

وما بشّرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم السّلمي ، قالا (١) : أنبأنا عبد الكريم بن الحسن بن عبد الله القطّان (٢) ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ، أنبأنا محمد بن خريم (٣) ، نا هشام بن عمّار ، أنبأنا ابن الوليد بن مسلم ، أنبأنا محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد الله بن سلام أنه سمع بمخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلقيه فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أنت ابن سلام عالم أهل يثرب؟» قال : نعم ، قال : «بالله الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء ، هل تجد صفتي في كتاب الله تعالى الذي أنزل على موسى؟» قال عبد الله بن سلام : انسب ربك يا محمد فارتج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له جبريل : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤) فقال ابن سلام : أشهد لك أنك رسول الله ، وأن الله مظهرك ومظهر دينك على الأديان ، وإني لأجد صفتك في كتاب الله تعالى (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)(٥) أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق ، ولا تجزي بالسيئة مثلها ، ولكن تعفو وتصفح ، ولن يقبضه الله تعالى حتى تستقيم به الملة المعوجة حتى يقولوا : لا إله إلّا الله ، ويفتحوا أعينا عميا ، وآذانا صمّا ، وقلوبا غلفا [٧٤٧]. (٦)

__________________

(١) بالأصل وخع : قال.

(٢) كذا ورد اسمه بالأصل وخع ، وفي سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٨٥ عبد الدائم بن الحسن الهلالي يروي عن عبد الوهاب الكلابي ، وفي المطبوعة : عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله بن عبد الله القطان.

(٣) عن خع ، والضبط عن تبصير المنتبه ، وبالأصل «حريم».

(٤) سورة الإخلاص.

(٥) سورة الأحزاب ، الآية : ٤٥.

(٦) دلائل البيهقي ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ وبحاشيته ثبت بمصادر تخريجه.

٣٨٧

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي [أخبرنا أبو القاسم](١) بن البسري ، وأحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن [محمد بن](٢) القصّاري [أخبرني أبي](٣) أبو طاهر قالوا : أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، وعاصم بن الحسن (٤) ، أنبأنا أبو عمر بن المهدي ، أنبأنا الحسين (٥) بن إسماعيل المحاملي ، أنبأنا علي بن أحمد الجواربي (٦) ، أنبأنا يزيد بن هارون ، أنبأنا محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الله بن سلّام قال : صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التوراة : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (٧) ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة لكن يعفو ويصفح (٨) ، ولن (٩) توفاه حتى أقيم (١٠) به الملة المعوجة ، فأفتح به آذانا صمّا وأعينا عميا وقلوبا غلفا أن يقولوا : لا إله إلّا الله [٧٤٨].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسن بن النّقّور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا رضوان بن أحمد بن (١١) جالينوس ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن يونس بن عمرو ، عن [العيزار بن حريث](١٢) عائشة قالت : إن (١٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مكتوب في الإنجيل لا فظّ ، ولا غليظ ولا سخّاب

__________________

(١) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن المطبوعة السيرة قسم ١ / ٣٢٦.

(٢) مكانها بالأصل وخع : «علي بن الحسن بن أبي عثمان» تحريف. والصواب ما أثبت.

(٣) الزيادة عن المطبوعة السيرة ١ / ٣٢٦.

(٤) بالأصل وخع «الحسين» والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٩٨.

(٥) بالأصل «أبو الحسين» والمثبت عن خع.

(٦) بالأصل وخع «الحوراني» والمثبت «الجواربي» عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الجوراب وعملها.

(٧) بعدها في دلائل البيهقي ١ / ٣٧٦ وحرزا للأمّيّين.

(٨) في البيهقي : ويغفر.

(٩) بالأصل وخع : «ولو» والمثبت عن البيهقي.

(١٠) عن خع وبالأصل «تقيم».

(١١) بالأصل وخع : «أنبأنا» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(١٢) بالأصل وخع : «الجزاز بن حديث» والصواب ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي ١ / ٣٧٧.

(١٣) بالأصل «قال» والصواب عن خع والبيهقي.

٣٨٨

بالأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح (١) [٧٤٩].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ثنا روح وعفان المعني (٣) ، قالا : أنبأنا حمّاد بن سلمة ، عن [عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال عفان : عن أبيه](٤) ابن مسعود قال : إن الله تبارك وتعالى ابتعث (٥) نبيه عليه الصلاة والسلام لإدخال رجل الجنة. فدخل الكنيسة [فإذا](٦) هو بيهود فيها فإذا هو بيهودي يقرأ التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمسكوا وفي جانبها (٧) رجل مريض فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما لكم أمسكتم؟» قال المريض : أتوا على صفة نبي وأمسكوا ، ثم جاء المريض يحبو [حتى أخذ التوراة فقرأ](٨) حتى أتى على صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمته ، فقال : هذه صفتك وصفة أمتك. أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّك رسول الله صلى الله عليك وسلّم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : «لوا أخاكم» [٧٥٠].

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمد بن سعد (٩) ، أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المديني ، عن موسى بن يعقوب الزمعي ، عن سهل مولى غنيمة (١٠) : أنه كان نصرانيا من أهل مريس وأنه كان يتيما في حجر أمه وعمه ، وأنه [كان يقرأ التوراة والإنجيل](١١) ، وأنه كان يقرأ الإنجيل قال : فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة ، أنكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها

__________________

(١) الحديث في دلائل البيهقي ١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ونقله ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ٦١.

(٢) مسند أحمد ١ / ٤١٦.

(٣) بالأصل وخع «حدثني ابن أبي رباح وعثمان المفتي» والصواب عن مسند أحمد.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن مسند أحمد.

(٥) عن مسند أحمد وبالأصل وخع : بعث.

(٦) عن مسند أحمد سقطت من الأصل وخع وفيهما : «فهو».

(٧) في المسند : وفي ناحيتها.

(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن المسند.

(٩) طبقات ابن سعد ١ / ٣٦٣.

(١٠) في ابن سعد : «عتيبة». وفي المختصر ٢ / ٤١ عثمة.

(١١) ما بين المعقوفتين بالأصل وخع ، ولم ترد العبارة في ابن سعد.

٣٨٩

بيدي ، قال : فنظرت فإذا أصول الورقة ملصوقة (١) بغراء قال : ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد عليه الصّلاة والسلام ، أنه لا قصير ولا طويل ، أبيض ذو صفرة من بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصا مرقوعا ، من فعل ذلك فقد برئ من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد [٧٥١].

قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء عمي ، فلما رأى الورقة ضربني وقال : ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت : فيها نعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحمد ، فقال : إنه لم يأت بعد.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا ابن أبي نصر حينئذ.

أخبرنا أبو القاسم حصين بن عبدان ، أنبأنا أبو القاسم أبو العلاء ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي (٢) ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا [أبو](٣) عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري ، أنبأنا محمد بن عائذ (٤) ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن سالم بن عبد الله بن عمر (٥) أنه سمع (٦) بحديث قال : بينا رجلان يحدث أحدهما صاحبه ، وكعب خلفهما يسمع ، لا يعلمان بمكانه إذ قال أحدهما لصاحبه : رأيت الليلة ـ أو قال : رأيت البارحة ـ كلّ نبي في الأرض ، مع كلّ نبي منهم أربعة مصابيح : مصباح من بين يديه ، ومصباح من خلفه ، ومصباح عن يمينه ، ومصباح عن يساره ، ومع كل رجل ممن معه مصباح مصباح ، إذ (٧) قام رجل منهم فأضاءت [الأرض](٨) في كلّ شعرة في رأسه مصباح. قلت : من هذا؟

__________________

(١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : ملصق.

(٢) عن خع ، وبالأصل «الحيدي».

(٣) سقطت من الأصل وخع ، والزيادة عن تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٠.

(٤) في الأصل وخع : «عائد» والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب (ترجمته).

(٥) بالأصل وخع : «عمرو» والصواب عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٢.

(٦) كذا بالأصل وخع ، والمعنى مشوش ، وفي المطبوعة السيرة ١ / ٣٢٨ أنه سمعه يحدث قال.

(٧) عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٢ وبالأصل وخع : «إذا».

(٨) الزيادة عن خع ، وزيد في المختصر بعد : «الأرض» له.

٣٩٠

قالوا : محمد رسول الله ، فقال كعب للمحدث : يا عبد الله عمن تحدث؟ قال : عن رؤيا رأيتها البارحة. فقال كعب : والله لكنك (١) نشرت التوراة فقرأت هذا فيها.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم إملاء ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن بكران من ديار القدس قراءة بالقدس ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري.

أنبأنا الحسن بن رشيق العسكري ، أنبأنا [أبو] العباس أحمد المدني ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن عمير ، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عمر (٢) ، أنبأنا حمّاد ، عن مقاتل ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، وقد استكمل (٣) عشر سنين من هجرته. قال : فلما كان صبيحة الخميس فإذا نحن بشيخ أبيض الرأس واللحية ، متلثّم بعمامة على قعود له حتى جاء فنزل فعقل بعيره بباب (٤) المسجد ، وأنشأ يقول وينادي :

السلام عليكم ورحمة الله ،

هل فيكم محمد رسول الله؟

قال عليّ : أيها السائل عن محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما تريد من محمد؟ [قال :](٥) أنا حبر من أحبار بيت المقدس (٦) قال : قرأت التوراة ثمانين سنة ، وتدبّرتها أربعين صباحا ، فوجدت فيها ذكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن الله تبارك وتعالى يقول في التوراة : ليس بكذاب ولا بقوال (٧) للكذب ، وقد جئت أطلب الإسلام بيده (٨) ، فقال عليّ : أيها السائل عن أبي القاسم عليه الصلاة والسلام ، قد أصبح أبو القاسم عليه الصلاة والسلام

__________________

(١) الأصل وخع ، وفي المختصر : لكأنك.

(٢) بالأصل وخع «عمرو» والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب وفيه : عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر.

(٣) عن خع وبالأصل : استعمل.

(٤) بالأصل وخع : «وبباب» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٢.

(٥) سقطت من الأصل وخع ، واستدركت عن المختصر.

(٦) مطموسة بالأصل والمثبت عن خع.

(٧) بالمختصر وخع : قوال.

(٨) الأصل وخع ، وفي المختصر : على يديه.

٣٩١

بين أطباق الثرى ، فوضع الحبر يديه على رأسه [ونادى :](١) وا انقطاع (٢) ظهراه بأبي وأمي لم أشهده ، ولم أره ، يا محمد المصطفى ، يا خير من ولدت النساء. ثم قال : يا الله هل فيكم قرابة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال عليّ : يا بلال انطلق بهذا الرجل إلى منزل فاطمة عليها‌السلام ، فانطلق به ، فقال لها الحبر : يا ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا حبر من أحبار بيت المقدس (٣) ، إن والدي قد (٤) مات. فنادى الحبر وا انقطاع (٥) ظهراه ، بأبي وأمي من لم أره ولم أشاهده ، بالله هل يا ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أما عندك ثوب من ثياب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قالت فاطمة للحسين : هات الثوب الذي نشف (٦) فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء به. فأخذه الحبر وألقاه على وجهه ، وجعل ينشق ريحه ويقول : بأبي وأمي من جسد نشّف فيه هذا الثوب ثم رفع رأسه فقال : يا علي صف لي صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأني أنظر إليه ، فبكى عليّ بكاء شديدا وقال : والله لأن كنت مشتاقا إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنا أشوق إلى حبيبي منك ثم قال :

بأبي وأمي لم يكن بالطويل الذاهب ، ولا بالقصير ، كان ربعة من الرجال ، أبيض مشربا (٧) بحمرة ، جعد المفرق ، شعره إلى شحمة أذنيه ، صلت الجبين [واضح الخدين](٨) مقرون الحاجبين ، أدعج العينين ، سبط الأشفار ، أقنى الأنف ، دقيق المسربة ، مبلج الثنايا ، كثّ اللحية ، كأن عنقه إبريق فضة ، كأن الذهب يجري في تراقيه ، كان عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، شثن الكفين والقدمين ، له شعرات ما بين لبته وصدره تجري كالقضيب ، لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها ، يفوح منه ريح المسك ، إذا قام غمر الناس ، وإذا مشى فكأنما (٩) يتقلع من صخرة ، إذا التفت التفت

__________________

(١) الزيادة عن المختصر ، سقطت اللفظة من الأصل وخع.

(٢) بالأصل وخع : «وانقطاع» والمثبت عن المختصر.

(٣) بعدها في المختصر : إني جئت أطلب الإسلام على يدي والدك صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت فاطمة : يا حبر بيت المقدس.

(٤) بالأصل وخع : «الذي قد مات».

(٥) بالأصل وخع : «وانقطاع» والمثبت عن المختصر.

(٦) عن خع والمختصر وبالأصل : نشرف.

(٧) بالأصل وخع : «مشرب» والصواب ما أثبت.

(٨) الزيادة مستدركة عن خع ، سقطت من الأصل.

(٩) الأصل وخع : «كان» والمثبت عن المختصر ٢ / ٤٣.

٣٩٢

جميعا ، وإذا يتحدر (١) كأنما يتحدر في صبب ، أطهر الناس خلقا ، وأشجع الناس قلبا ، وأسخى الناس كفّا لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبدا.

قال الحبر : يا علي إني أصبت في التوراة هذه الصفة ، أيقنت أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن حبان (٢) بن بيان الرّزّاز ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي الصّوّاف ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (٣) ، أنبأنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، أنبأنا بشر بن عمارة ، عن الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان (٤) ، عن عبد الرّحمن بن غنم ، عن عبادة بن الصامت قال : قيل (٥) : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال : «نعم ، أنا دعوة أبي إبراهيم ، وكان آخر من بشّر بي عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام» [٧٥٢].

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن (٦) المؤمّل بن أبان بن تمام قراءة عليه وهو ينظر في أصله ، أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف الحرّاني ، أنبأنا هارون بن معروف ، أنبأنا ابن المبارك ، عن عيسى بن عمر ، عن عمرو (٧) بن مرة ، عن مرة قال : وأنبأنا أبو عبيد قال : وأنبأنا محمد بن خلف ، وأنبأنا نصر بن حميد ، أنبأنا هشيم ، عن العوّام ، عن عمرو بن مرة ، عن مرة ، عن عبد الله قال : صاحبكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم خامس خمسة مبشر بهم قبل أن

__________________

(١) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «وإذا انحدر» أقرب.

(٢) كذا بالأصل وخع ، وفي سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٥٧ «محمد».

(٣) بالأصل وخع : «أبو جعفر عثمان بن محمد بن عثمان ...» والمثبت عن تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦١.

(٤) بالأصل وخع : «سعد» والصواب ما أثبت ، انظر الكاشف للذهبي ترجمة أحوص بن حكيم وفيه : سمع خالد بن معدان.

(٥) بالأصل وخع : «قيل قال» والصواب ما أثبت.

(٦) عن خع ، سقطت اللفظة من الأصل.

(٧) بالأصل وخع : «عمر» والصواب ما أثبت وستأتي صوابا.

٣٩٣

يكونوا : إسحاق ويعقوب قول الله تعالى : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(١).

ويحيى قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً)(٢).

وعيسى بن مريم : (إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ)(٣).

ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قول عيسى عليه‌السلام (يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(٤) فهؤلاء أخبر بهم من قبل أن يكونوا.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٥) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا رضوان (٦) بن أحمد بن جالينوس.

قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الجبار ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٧) ، حدثني محمد بن ثابت بن شرحبيل ، عن أم الدّرداء قالت : قلت لكعب الحبر : كيف تجدون صفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التوراة؟ قال : نجده ، محمد رسول الله ، اسمه : المتوكل ، ليس بفظّ ولا غليظ (٩) ولا سخّاب في (١٠) الأسواق ، وأعطي المفاتيح ليبصر (١١) الله به أعينا عورا ، ويسمع به آذانا وقرا ، ويقيم به ألسنا معوجّة حتى يشهدوا (١٢) أن لا إله

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٧١.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٣٩.

(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٤٥.

(٤) سورة الصف ، الآية : ٦.

(٥) دلائل البيهقي ١ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧.

(٦) بالأصل «أبو رضوان» والمثبت عن خع.

(٧) سيرة ابن إسحاق ص ١٢٣ برقم ١٨٢.

(٨) بالأصل وخع «قال» والصواب عن ابن إسحاق ودلائل البيهقي ١/ ٣٧٦.

(٩) الأصل وخع والبيهقي ، وفي ابن إسحاق : غليظ القلب.

(١٠) الأصل وخع وابن إسحاق ، وفي البيهقي : بالأسواق.

(١١) في ابن إسحاق : «فيبصر» وخع والبيهقي كالأصل.

(١٢) في ابن إسحاق : «تشهد» وفي البيهقي : «يشهد».

٣٩٤

إلّا الله ، وأن محمدا رسول الله ـ أو قال : حتى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له يعين المظلوم ويمنعه ـ.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنبأنا أبو ذر بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكور (٢) وأبو الحسن علي بن محمد المقرئ قالا : أنبأنا الحسن (٣) بن محمد بن إسحاق الإسفرايني ، أنبأنا محمد بن أحمد بن البراء ، أنبأنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه ، قال : ذكر وهب بن منبّه : أن الله تبارك وتعالى لما قرّب موسى نجيا.

قال : ربّ إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر (٤) فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة محمد.

قال : ربّ إني أجد في التوراة أمة هم الآخرون من الأمم ، السّابقون يوم القيامة فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة محمد.

قال : يا ربّ إني أجد في التوراة أمّة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها وكان من قبلهم يقرءون كتبهم نظرا ولا يحفظونها ، فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة أحمد.

قال : ربّ إني أجد في التوراة أمة يؤمنون بالكتاب الأول والآخر ، ويقاتلون رءوس الضّلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذّاب فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة أحمد.

قال : [ربّ](٥) إني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم ، وكان من قبلهم إذا أخرج صدقة بعث الله تعالى عليها نارا فأكلتها ، فإن لم تقبل لم تقربها [النار](٥) فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة أحمد.

قال : ربّ إني أجد في التوراة أمّة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه ، فإذا (٦)

__________________

(١) دلائل البيهقي ١ / ٣٧٩ ونقله ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ٦١.

(٢) في البيهقي : المذكر.

(٣) بالأصل وخع «أبو الحسن» والصواب ما أثبت عن البيهقي وفيه : الحسن بن إسحاق الإسفرايني.

(٤) بعدها في البيهقي : ويؤمنون بالله.

(٥) الزيادة عن البيهقي ، لم ترد بالأصل وخع.

(٦) في البيهقي «فإن».

٣٩٥

عملها كتبت عليه سيئة واحدة ، وإذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة (١) ، فإذا (٢) عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي.

قال : تلك أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال : ربّ إني أجد في التوراة أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم ، فاجعلهم أمتي. قال : تلك أمة أحمد.

قال (٣) : ذكر وهب بن منبّه في قصة داود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما أوحي إليه في الزبور :

يا داود إنه سيأتي من بعدك نبيّ اسمه : أحمد ومحمد ، صادقا سيدا ، لا أغضب عليه أبدا ، ولا يغضبني (٤) أبدا ، وقد غفرت له قبل أن يعصيني (٥) ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأمته مرحومة. أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء ، وافترضت عليهم الفرائض الذي افترضت (٦) على الأنبياء والرسل ، حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور (٧) الأنبياء ، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة ، كما افترضت على الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالجهاد (٨) كما أمرت الرسل قبلهم.

يا داود ، إني فضّلت محمدا وأمّته على الأمم كلها : أعطيتهم ستة خصال لم أعطها غيرهم [من الأمم](٩) لا آخذهم بالخطإ والنسيان ، وكلّ ذنب ركبوه على غير عمد أن (١٠) يستغفروني منه غفرت لهم ، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيّبة به أنفسهم عجّلته

__________________

(١) سقطت من البيهقي.

(٢) في البيهقي : فإن عملها كتبت له عشر حسنات إلى مائة ضعف.

(٣) انظر البيهقي ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ والبداية والنهاية ٦ / ٦٢.

(٤) في المطبوعة السيرة ١ / ٣٣٣ «يعصيني» والمثبت بالأصل وخع يوافق عبارة البيهقي.

(٥) عن البيهقي وخع ، وبالأصل «يغضبني».

(٦) عن البيهقي ، وبالأصل «افرضت» وفي خع : «امرصت» كذا.

(٧) سقطت من الأصل وخع وزيدت عن البيهقي.

(٨) كذا كررت العبارة بالأصل وخع.

(٩) زيادة عن خع والبيهقي. سقطت من الأصل.

(١٠) في البيهقي : إذا استغفروني منه غفرته لهم.

٣٩٦

لهم أضعافا مضاعفة ، ولهم في المدخور عندي (١) أضعافا مضاعفة ، وأفضل من ذلك ، وأعطيتهم على المصائب في البلايا إن صبروا وقالوا : إنّا لله وإنا إليه راجعون. والصلاة والرحمة والهدى إلى جنّات النعيم. فإن دعوني استجبت لهم ، فإمّا أن يروه عاجلا ، وإما أن أصرف عنهم سوءا ، وإمّا أن أؤخر (٢) لهم في الآخرة.

يا داود من لقيني من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو معي في جنتي وكرامتي ، ومن لقيني وقد كذّب محمدا ، وكذّب بما جاء به ، واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا ، وضربت الملائكة وجهه ودبره عند نشره (٣) من قبره ، ثم أدخله النار ـ أو قال في الدرك الأسفل من النار ـ.

أخبرنا أبو محمد (٤) عبد الكريم السّلمي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو بكر اللّالكائي وأبو سعد الرّستمي ، قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا فيض البجلي ، أنبأنا سلّام بن (٥) مسكين ، عن مقاتل بن حيّان (٦) قال (٧) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام : جدّ في أمري ولا تهزل ، واسمع وأطع يا ابن الطاهر البكر البتول (٨) إني خلقتك من غير فحل فجعلتك آية للعالمين ، فإياي فاعبد ، وعليّ فتوكل ، فسر لأهل سوران (٩) بالسريانية ، بلّغ من بين يديك : إني أنا الله الحيّ القيوم الذي لا أزول. صدقوا النبي الأمّيّ العربيّ صاحب الجمل والمدرعة والعمامة ، وهي التاج ، والنعلين ، والهراوة وهي القضيب ، الجعد

__________________

(١) في الأصل «عني» وفي خع «حتى» والصواب عن البيهقي.

(٢) في البيهقي : أدّخره.

(٣) في البيهقي : منشره.

(٤) بالأصل وخع : «أبو محمد الحسن بن عبد الكريم» والمثبت عن سند مماثل.

(٥) بالأصل وخع : «سلام بن سلام بن سكين» والمثبت عن دلائل البيهقي ١ / ٣٧٨ وانظر الكاشف للذهبي.

(٦) بالأصل وخع «حبان» تحريف والصواب ما أثبت ، انظر الكاشف للذهبي ـ تقريب التهذيب.

(٧) دلائل النبوة للبيهقي ١ / ٣٧٨ مختصر ابن منظور ٢ / ٤٥.

(٨) بالأصل وخع : «البتور» والصواب عن البيهقي.

(٩) كذا بالأصل وخع والبيهقي والمختصر ، وعند ياقوت : سورانية بالضم : جزيرة كبيرة في بحر الروم.

٣٩٧

الرأس ، الصلت الجبين ، المقرون (١) الحاجبين ، الأنجل العينين ، الأهدب الأشفار ، الأدعج العينين ، الأقنى الأنف ، الواضح الخدين (٢) ، الكث اللحية ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، وريح المسك ينفح منه ، كأن عنقه إبريق فضة ، وكأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من لبته إلى سرّته تجرى كالقضيب ، ليس على صدره ولا على بطنه شعر غيره (٣) ، شثن الكفين (٤) والقدم ، إذا جامع الناس غمرهم ، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، ويتحدر (٥) في صبب ، ذو السيل (٦) القليل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد (٧) ، أنبأنا هشام بن محمد ، حدثني عمرو بن مهاجر الكندي قال : كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة (٨) يقال لها تهناة (٩) بنت كليب صنعت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كسوة ، ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت : انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتاه بها ، وأسلم ، فدعا له ، فقال (١٠) رجل من ولده يعرّض بأناس من قومه :

لقد مسح الرّسول أبا أبينا

ولم يمسح وجوه بني بحير (١١)

شبابهم وشيبهم سواء

فهم في اللؤم أسنان الحمير

وقال كليب (١٢) جئت إلى النبي عليه الصّلاة والسلام :

__________________

(١) في البيهقي : «المفروق».

(٢) البيهقي : الواضح الجبين.

(٣) بالأصل وخع : «غير انه» والمثبت عن البيهقي والمختصر.

(٤) الأصل وخع ، وفي البيهقي : الكف والقدم.

(٥) البيهقي : ينحدر.

(٦) كذا ، وفي خع : «السبل» وفي المختصر والبيهقي : «النسل» وهذا مناسب.

(٧) طبقات ابن سعد ١ / ٣٥٠.

(٨) ضبطت عن ياقوت ، قرية بحضر موت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار.

(٩) عن ابن سعد ، وبالأصل «نهتاة» وفي خع : «يهناه».

(١٠) عن خع وبالأصل «وقال».

(١١) بالأصل وخع «جبير» والمثبت عن ابن سعد.

(١٢) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد : حين أتى.

٣٩٨

من وشز برهوت (١) تهوي في (٢) عذافرة

إليك يا خير من يحفى وينتعل (٣)

تجوب بي صفصفا غبرا مناهله

يزداد عفوا إذا ما كلّت الإبل

شهرين أعملها نصّا (٤) على وجل

أرجو بذاك ثواب الله يا رجل

أنت النبيّ الذي كنا نخبّره

وبشّرتنا بك التوراة والرسل

__________________

(١) برهوت واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار ، وقيل بئر بحضرموت ماؤها أسود منتن (معجم البلدان) وضبطت اللفظة عن ياقوت.

(٢) بالأصل وخع : «تهدى بي» والمثبت عن ابن سعد. والعذافرة : الناقة الشديدة (لسان).

(٣) بالأصل وخع : «ويشتغل» والمثبت عن ابن سعد.

(٤) النص والنصيص : السير الشديد والحث. يريد أنه عمل على استخراج أقصى سرعة لدى الناقة في سيرها (اللسان).

٣٩٩

باب

ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده

أخبرنا أبو [بكر محمّد بن](١) عبد الباقي الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب ، أنبأنا أبو محمد حارث بن أبي أسامة ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعد (٢) ، أنبأنا محمد (٣) بن عمر السّلمي ، أنبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل (٤) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح» [٧٥٣].

أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا محمد بن أبي نعيم ، أنبأنا هشيم ، حدثنا المديني عن أبي الحويرث ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية ما ولدني إلّا نكاح كنكاح الإسلام» [٧٥٤].

أخبرنا أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العدوي العمري وأبو النّضر (٥) عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن أبي سعيد القاضي المعدّل ، وأبو المعالي فضل الله بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع ، واستدرك عن سند مماثل ، مرّ قبل أسطر.

(٢) بالأصل وخع : «أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعد» وانظر طبقات ابن سعد ١ / ٦١.

(٣) بالأصل وخع : «أنبأنا أبو محمد» تحريف ، والصواب ما أثبت.

(٤) عن ابن سعد وبالأصل وخع «سهل».

(٥) بالأصل وخع «النصر» والمثبت عن سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٧.

٤٠٠