تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

محمد بن أبي (١) سعد الجنيد الحنفي الفقيه الشافعي ، وفتاة (٢) شارتكين بن عبد الله الهندي ـ بهراة ـ قالوا : أنبأنا قاضي القضاة أبو العلاء صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس الكناني ، أنبأنا أبو سعيد (٣) محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب ، أنبأنا سهل بن عمّار العتكي ، أنبأنا أبو معاوية ، أنبأنا سعد بن محمد بن وله بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما ولدتني بغيّ قطّ مذ خرجت من صلب أبي آدم ، ولم تزل تنازعني الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيّين من العرب : هاشم وزهرة» [٧٥٥].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، أنبأنا أبي أبو العبّاس الفقيه ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا خيثمة ، أنبأنا إسحاق بن سيار النّصيبي ، أنبأنا أبو عامر ، أنبأنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٤) قال : من نبيّ إلى نبيّ حتى أخرجت نبيّا.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا ابن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث ، أنبأنا محمد بن سعد (٥) ، أنبأنا محمد بن عمر ، حدثني محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن عمه الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خرجت من نكاح غير سفاح» [٧٥٦].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أخبرنا أبو بكر الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، أنبأنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أنبأنا يحيى بن أبي بكير (٦) ، أنبأنا عبد الغفار ، أنبأنا أبو القاسم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله عزوجل أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح» [٧٥٧].

__________________

(١) كذا بالأصل وخع وفي المطبوعة السيرة ١ / ٢٠٢ نقلا عن المشيخة «سعيد».

(٢) بالأصل وخع : «وقناة» والصواب عن مطبوعة السيرة ١ / ٢٠٢.

(٣) بالأصل وخع : «أبو سعد» والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٥٠.

(٤) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٩.

(٥) طبقات ابن سعد ١ / ٦١.

(٦) بالأصل وخع : «بكر» والصواب «بكير».

٤٠١

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو بكر بن الإسماعيلي ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبدة العمري المصّيصي ، أنبأنا عبد بن يحيى بن عمر العدني ، أنبأنا محمد بن جعفر العلوي ، قال : أشهد على أبي يحدثني عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم إلى أن ولدني (١) أبي وأمي [ما أصابني](٢) من سفاح الجاهلية» [٧٥٨] العدني الكحي.

أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ (٣) أنبأنا أحمد بن حفص أنبأنا محمّد بن أبي عمر العدني الكجي أنبأنا محمّد بن جعفر بن علي بن الحسين قال : أشهد على أبي حدثني عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدتني أمي وأبي (٤)» [٧٥٩].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس أخبرنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا ابن مهدي ، أنبأنا الحسن بن يحيى بن عياش القطان ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن أيوب المخزومي (٥) ، أنبأنا الحسن بن بشر أنبأنا سعدان (٦) بن الوليد تباع السامري عن عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال : ما زال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، أنبأنا محمّد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه في قوله تعالى وتبارك : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٧) قال : لم يصبه شيء من ولادة (٨) الجاهلية.

__________________

(١) بياض بالأصل قدر كلمة ، وفي خع قدر كلمتين. والمستدرك عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٧.

(٢) عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٧ وبالأصل وخع : إلى الوالدين.

(٣) بعدها بالأصل وخع : «أنبأنا حفص» خطأ.

(٤) الأحاديث الثلاثة الأخيرة سقطت من مطبوعة السيرة ١ / ٣٠٣.

(٥) كذا بالأصل وخع وفي سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٥٩ عبد الله بن محمد بن أيوب».

(٦) بالأصل وخع «سعيد» والمثبت عن مطبوعة السيرة ١ / ٢٠٣.

(٧) سورة التوبة ، الآية : ١٢٩.

(٨) بالأصل وخع : «أولاد» والمثبت عن المختصر.

٤٠٢

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح» [٧٦٠].

هذا موقوف وقد رجع ابن أحمد حفظه ، هذا موضع المخرج عن الشّحّامي والذي يليه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث ، أنبأنا محمد بن سعد (١) ، أنبأنا هشام بن محمد الكلبي ، عن أبيه قال : كتبت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسمائة أمّ فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، [أنبأنا أبو بكر البيهقي](٢)(٣) أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع ، أنبأنا عبد الوارث بن إبراهيم بن العسكري (٤) ، [حدثنا مسدد](٥) أنبأنا مسلمة بن علقمة ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كانت امرأة من خثعم تعرض (٦) نفسها في مواسم الحج ، وكانت ذات جمال ، وكان معها أدم تطوف بها كأنها تبيعها فأتت بها على عبد الله بن عبد المطلب فأظن أنه أعجبها ، فقالت : إني والله ما أطوف بهذا الأدم وما لي بها وإلى ثمنها حاجة ، وإنما أتوسم الرجل هل أجد كفؤا فإن كانت لك إلي حاجة فقم. فقال لها : مكانك [حتى](٧) أرجع إليك. فانطلق إلى رحله فبدأ فواقع أهله ، فحملت بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما رجع إليها قال : ألا أراك هاهنا قالت : ومن أنت؟ قال : الذي واعدتك ، قالت : لا ما أنت هو ، وإن كنت هو لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن (٨).

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر (٩) بن حيّوية ،

__________________

(١) الطبقات لابن سعد ١ / ٦٠.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن خع.

(٣) الخبر في دلائل البيهقي ١ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٤) بالأصل وخع : «العدي» والمثبت عن دلائل البيهقي.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن خع والبيهقي.

(٦) عن خع والبيهقي وبالأصل : بعض.

(٧) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن البيهقي.

(٨) الخبر نقله السيوطي في خصائص الكبرى ١ / ٤١ ودلائل أبي نعيم ص ٩٠.

(٩) بالأصل وخع : «عمرو» تحريف والصواب ما أثبت عن سند مماثل ، وقد مرّ كثيرا.

٤٠٣

أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث ، أنبأنا محمد بن سعد (١) ، أنبأنا وهب بن جرير بن حازم ، أنبأنا أبي (٢) سمعت أبا يزيد المديني (٣) قال : نبّئت (٤) أن عبد الله أبا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى على امرأة من خثعم فرأت النور بين عينيه نورا ساطعا إلى السّماء فقالت : هل لك فيّ؟ قال : نعم حتى أرمي الجمرة ، فانطلق فرمى (٥) الجمرة ، ثم أتى امرأته آمنة بنت وهب ، ثم ذكر يعني الخثعمية فأتاها ، فقالت : هل أتيت امرأة بعدي؟

قال : نعم ، امرأتي آمنة بنت وهب ، قالت (٦) : فلا حاجة لي فيك ، إنك مررت وبين عينيك نور ساطع إلى السماء ، فلمّا وقعت عليها ذهب ، فأخبرها أنها قد حملت بخير أهل الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني وعلي (٧) بن المسلم الفقيهان ، وأبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام التنوخي الصوري الخطيب ، قدم علينا وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي ، أنبأنا علي بن حرب ، أنبأنا محمد بن علي عمارة القرشي ، حدثنا ـ وقال الغسّاني : حدثني ـ مسلم بن خالد الزنجي ، نبأنا ابن جريج عن عطاء ، عن ابن عباس قال : لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مرّ به على كاهنة من أهل تبالة (٨) متهودة قد قرأت الكتب يقال لها : فاطمة ابنة مرّ الخثعمية ، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت : يا فتى هل لك أن تقع عليّ الآن ، وأعطيك مائة من الإبل ، فقال عبد الله :

أمّا الحرام فالممات دونه

__________________

(١) طبقات ابن سعد ١ / ٩٧.

(٢) بعدها في الأصل وخع : «أنبأنا سعد» والمثبت يوافق عبارة ابن سعد.

(٣) في ابن سعد : المدني.

(٤) بالأصل وخع «ثبت» والصواب عن ابن سعد.

(٥) عن ابن سعد وبالأصل وخع «فأتى».

(٦) بالأصل وخع : «قال» والصواب عن ابن سعد.

(٧) بالأصل وخع «عن» والصواب عن مطبوعة السيرة ١ / ٢٠٤.

(٨) عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٨ وبالأصل وخع : «بعاله» وفي المطبوعة : «من أهل له».

٤٠٤

والحلّ لا حلّ فأستبنيه

فكيف بالأمر الذي تبغينه (١)

ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة (٢) ، فأقام عندها ثلاثا (٣) ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة فأتاها ، فقالت : يا فتى ما صنعت بعدي؟ فأخبرها ، فقالت (٤) : والله ما أنا بصاحبة ريبة ، ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون فيّ وأبى الله أن يصيره إلّا حيث أراد. وقال ابن المسلم (٥) والتنوخي : إلّا أن يجعله ـ ثم أنشأت فاطمة تقول :

إنّي رأيت مخيلة لمعت

ثم تلألأت بحناتم القطري

فأصابها نورا يضيء به

ما حوله فأضاءت البدري (٦)

فرجوتها فخرا أبوء به

ما كلّ قادح زنده يوري

لله ما زهرية سلبت

ثوبيك (٧) ما سلبت (٨) وما تدري

وقالت فاطمة أيضا :

بني هاشم قد غادرت من أخيكم

أمينة إذ للباه يعتلجان (٩)

كما غادر المصباح عند خموده (١٠)

فتائل قد ميثت بغير دهان (١١)

وما كلّ ما يحوي الفتى من تلاده

بحرص (١٢) ولا ما فاته لتوان

__________________

(١) في ابن سعد ١ / ٩٦ تنوينه.

(٢) بالأصل وخع : «زهير» تحريف والصواب ما أثبت عن ابن سعد ١ / ٩٥.

(٣) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٨.

(٤) بالأصل وخع : فقال ، والصواب ما أثبتناه عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩ وابن سعد ١ / ٩٧.

(٥) بالأصل وخع : «وقال المسلمة» والصواب ما أثبت ، وهو علي ابن المسلم ، انظر أول الحديث.

(٦) البيت في ابن سعد ١ / ٩٧ :

فلمائها نور يضيء له

ما حوله كإضاءة الفجر

(٧) بدون نقط بالأصل وخع ، والمثبت عن ابن سعد.

(٨) في ابن سعد : استلبت.

(٩) بالأصل وخع : «بغير كان» والمثبت عن ابن سعد ١ / ٩٧ وفي المطبوعة السيرة ١ / ٢٠٥ يعتركان.

(١٠) كذا بالأصل وخع والمطبوعة ، وفي ابن سعد : بعد خبوه.

(١١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : له بدهان.

(١٢) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : بحزم.

٤٠٥

فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه

سيكفيكه جدّان (١) يعتلجان (٢)

ستكفيكه إمّا يد مقفعلّة

وإمّا يد مبسوطة ببيان (٣)

ولما حوت منه أمينة ما حوت

حوت منه فخرا ما له من ثان (٤)

ورواه هشام بن محمد الكلبي عن أبي الفيّاض الخثعمي نحوه (٥).

وقيل إنّها امرأة من بني أسد بن عبد العزّى من قريش.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، [حدثنا ابن سعد](٦) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن المرأة التي عرضت على عبد الله بن عبد المطلب ما عرضت : امرأة من بني أسد بن عبد العزّى وهي أخت ورقة بن نوفل.

قال : وأنبأنا محمد بن سعد (٧) ، أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، حدثني محمد بن عبد الله بن أخي الزهري ، عن الزهري ، عن عروة.

قال : وأنبأنا عبيد الله بن محمد بن صفوان ، عن أبيه قال : وأنبأنا إسحاق بن عبد الله (٨) ، عن سعيد بن محمد بن (٩) جبير بن مطعم قالوا جميعا : هي قتيلة ابنة نوفل أخت ورقة وكانت تنظر وتعتاذ (١٠) ، فمرّ بها عبد الله بن عبد المطلب فدعته يستمتع (١١)

__________________

(١) عن ابن سعد ، وبالأصل وخع : حدان.

(٢) في ابن سعد : «يصطرعان» وخع كالأصل.

(٣) في خع : «ببنيان» وفي ابن سعد : ببنان.

(٤) البيت في ابن سعد :

ولما قضت منه أمينة ما قضت

نبا بصري عنه وكلّ لساني

وبعده بالأصل وخع كررت الأبيات الأربعة : «إني رأيت مخيلة ...» حذفناها.

(٥) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٩٦ ـ ٩٧.

(٦) زيادة اقتضاها السياق ، سقطت من الأصل وخع ، انظر طبقات ابن سعد ١ / ٩٦.

(٧) طبقات ابن سعد ١ / ٩٥.

(٨) في ابن سعد : عبيد الله.

(٩) عن ابن سعد وبالأصل «عن» تحريف.

(١٠) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : وتعتاف.

(١١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : يستبضع منها.

٤٠٦

منها ولزمت طرف ثوبه. فأبى وقال : حتى آتيك ، وخرج سريعا حتى دخل على آمنة بنت وهب فوقع عليها ، فحملت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم رجع عبد الله بن عبد المطلب إلى المرأة فيجدها (١) تنتظره. فقال : هل لك في الذي عرضت عليّ؟ فقالت : لا ، مررت وفي وجهك نور ساطع ، ثم رجعت وليس [فيه ذلك النور. وقال بعضهم : قالت مررت وبين عينيك غرّة مثل غرّة الفرس ورجعت وليست](٢) هي في وجهك وقد ورد (٣) أن التي عرضت عليه نفسها لم تك بغيا وإنما كانت زوجه (٤) كذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأنبأنا أبو طاهر بن المخلّص ، أنبأنا رضوان بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار ، أنبأنا يونس بن بكير ، أنبأنا أحمد بن إسحاق (٥) ، حدثني والدي إسحاق بن يسار قال : حدّثت : أنه كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة ابنة وهب بن عبد مناف. فمرّ بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به ، فدعاها إلى نفسه ، فأبطئت عليه لما رأت به من أثر الطين. فدخل فغسل عنه أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها ، فأبى للذي صنعت به أول مرة فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج فدعاها إلى نفسه فقالت : لا حاجة لي بك ، مررت بي وبين عينيك نور ساطع فدعوت أن أجيبها منك فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك.

قال (٦) ونبأنا يونس ، عن ابن (٧) إسحاق ، قال : فحدثت امرأته تلك كانت تقول : مرّ بي وأن بين عينيه لنورا مثل الغرّة ، فدعوته رجاء أن يكون بي ، فدخل على آمنة فأصابها فحملت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد الخطيب ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا

__________________

(١) الأصل وخع ، وفي ابن سعد : فوجدها تنظره.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن ابن سعد ١ / ٩٦.

(٣) في خع : روي.

(٤) في خع : زوجته.

(٥) سيرة ابن إسحاق ص ٢١ برقم ٢٦.

(٦) سيرة ابن إسحاق ص ٢١ برقم ٢٧.

(٧) بالأصل وخع : «أبي» والصواب عن سيرة ابن إسحاق ص ٢١.

٤٠٧

أبي ، وأنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، وأبو محمد هبة الله بن الألهاني (١) ، وأبو عبد الله بن أحمد السمرقندي.

قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو محمد بن [أبي](٢) نصر ، أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي ، أنبأنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي ، أنبأنا محمد بن عبد الله الزاهد الخراساني ، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن بنان ، أنبأنا سلّام بن سليمان أبو العباس المكفوف المدائني ، أنبأنا ورقاء ابن عمر عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، ومجاهد (٣) ، عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قلت : فداك أبي وأمي ، أين كنت وآدم في الجنة؟ قال : فتبسم حتى بدت ثناياه (٤) ثم قال : «كنت في صلبه وركب بي السفينة في صلب أبي : نوح ، وقذف [بي] في صلب إبراهيم ، لم يلتق أبواي قط على سفاح ، لم يزل الله تعالى ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة. صفتي مهدي لا يتشعب شعبان إلّا كنت في خيرهما قد أخذ الله تبارك وتعالى بالنبوة ميثاقي ، وبالإسلام عهدي ، وبشّر في التوراة والإنجيل ذكري ، وبيّن كلّ نبي صفتي ، تشرق الأرض بنوري ، والغمام لوجهي ، وعلّمني كتابه [وروى](٥) بي سحابه ، وشق لي اسما من أسمائه : فذو العرش محمود وأنا محمد ، ووعدني يحبوني بالحوض والكوثر ، وأن يجعلني أول شافع ، وأول مشفع ، ثم أخرجني من خير قرن لأمتي ، وهم الحمّادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».

قال ابن عباس : فقال لي حسّان بن ثابت (٦) في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

من (٧) قبلها طبت في الظلال وفي

مستودع يوم يخصف الورق

ثم سكنت (٨) البلاد لا بشر

أنت ولا نطفة ولا علق

__________________

(١) في خع : «الأهاني» وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٢٠٧ الأكفاني.

(٢) عن خع ، سقطت من الأصل.

(٣) بالأصل وخع : «عن عطاء عن أبي مجاهد» والمثبت يوافق عبارة مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٢٠٧.

(٤) الأصل وخع ، وفي مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩ نواجذه.

(٥) بالأصل : «في سحابة» والمثبت والزيادة عن مختصر ابن منظور.

(٦) الأبيات في مجمع الزوائد ٨ / ٢١٧ ومختصر ابن منظور ٢ / ٣٠ وسقطت من ديوانه ط بيروت.

(٧) زيادة عن اللسان لاستقامة الوزن ، وسقطت اللفظة من الأصل وخع ومجمع الزوائد. ونسب البيت صاحب اللسان إلى العباس يمدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٨) في مجمع الزوائد : ثم هبطت.

٤٠٨

مطهّر تركب السفين وقد

ألجم أهل الضلالة الغرق

تنقّل من أصلب (١) إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طبق

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يرحم الله حسان».

فقال علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ وجبت الجنة لحسان وربّ الكعبة.

هذا حديث غريب جدا المحفوظ أن هذه الأبيات للعباس رضي الله تعالى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثني أبو شيخ محمد بن الحصين (٢) الأصبهاني وعبد الله بن محمد قالا : أنبأنا زكريا بن يحيى بن عمر بن حصين (٣) بن حميد بن منهب بن حارث (٤) بن خريم بن أوس بن حارثة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور (٥).

قالوا : أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح ، أنبأنا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى ، أنبأنا ابن (٦) السكن وهو زكريا بن يحيى ، حدثني عمّ أبي زحر بن حصن ، عن جده حميد بن منهب قال : قال خريم بن زاد [أوس ـ](٧) أبو عبيد جدي قال : هاجرت إلى رسول الله عليه الصلاة

__________________

(١) في خع : «صلب» وفي مجمع الزوائد ٨ / ٢١٧ : صالب.

(٢) كذا بالأصل وخع وفي تاريخ بغداد ٢ / ٢٢٧ «الحسين».

(٣) كذا بالأصل وخع ، وفي ترجمته في تهذيب التهذيب : «حصن».

(٤) كذا بالأصل وخع وفي تهذيب التهذيب : حارثة.

(٥) بعدها في مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٢٠٩ : وأبو علي محمد بن وشاح ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور.

(٦) كذا بالأصل : «ابن السكن» وفي خع «أبو السكن» وفي كلّ تحريف ، والصواب «أبو السكين» انظر الكاشف للذهبي وفيه : زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي حدث عن عم أبيه زحر بن حصن.

(٧) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.

٤٠٩

والسلام ، فقدمت عليه منصرفه (١) من تبوك فأسلمت. فسمعت العباس ـ زاد أبو عبيد : بن عبد المطلب ـ يقول : يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل لا يفضض الله فاك» [٧٦١] قال : فأنشأ يقول (٢) :

[من](٣) قبلها طبت في الظلال وفي

مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر

أنت ولا مضغة ولا علق

بل نطفة تركب السفين وقد

ألجم نسرا وأهله الغرق

تنقّل من أصلب (٤) إلى رحم

إذا مضى عالم بدا طبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من

خندف (٥) عليا (٦) يحسّها النطق

وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد تخترق أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي ، أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير (٧) الخلدي ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، حدثنا (٨) عبد الرّحمن بن عتيبة البصري ، أنبأنا علي بن محمد المديني السلمي ، أنبأنا سلمة (٩) بن محارب بن سلم بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي بكرة : أن جبريل عليه‌السلام ختن النبي عليه الصّلاة والسلام حين طهر قلبه.

كذا في هذه الرواية ، وقد جاء من وجه آخر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولد مختونا.

__________________

(١) بالأصل وخع «مصرفه» والصواب عن مختصر ابن منظور ٢ / ٣٠.

(٢) الأبيات في مختصر ابن منظور ومجمع الزوائد ٨ / ٢١٧ ـ ٢١٨.

(٣) سقطت من الأصل وخع ومجمع الزوائد واستدركت عن مختصر ابن منظور.

(٤) الأصل ، وفي خع : «أصلاب» وفي مجمع الزوائد والمختصر : صالب.

(٥) في خع : صدف.

(٦) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «علياء تحتها» وفي مجمع الزوائد : «علياء لحتها».

(٧) بالأصل وخع «نصر» والصواب عن سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٥٨.

(٨) بالأصل وخع «بن» تحريف والصواب ما أثبت.

(٩) كذا بالأصل وخع ، وفي مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٢٠٩ «مسلمة».

٤١٠

أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي بن المسلم الفقيه ، وأبو القاسم بن السمرقندي ، قال : أنبأنا أبو نصر الحسين [بن](١) محمد بن طلّاب ، أنبأنا أبو الحسين (٢) بن جميع ، أنبأنا أبو حفص عمر (٣) ، عن ابن موسى بن هارون بن المقتفدر (٤) بالمصّيصة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف السّهمي ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني (٥) ، أنبأنا عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي ، قالا : أنبأنا جعفر بن عبد الواحد قال : قال لنا صفوان بن هبيرة ومحمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عطاء ، عن ابن عباس قال : «ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسرورا مختونا».

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا موسى بن عطاء المكي ، أنبأنا الحكم بن أبان العبدي ، نبأنا عكرمة عن ابن عباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال : ولد النبي عليه الصّلاة والسّلام مختونا مسرورا قال : وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده وقال ليكونن لا بني هذا شأن ، فكان له شأن.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب وأم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا (٦).

قالوا : [أنبأنا محمد بن علي بن محمد الفارسي ـ وقال ابن السبط : الفارسي : أنبأنا محمد بن كثير الكوفي ، أنبأنا إسماعيل بن مسلم قالوا : أنبأنا محمد بن علي بن الدجاجي](٧).

__________________

(١) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٢٣.

(٢) عن مطبوعة السيرة ، وبالأصل وخع «عن».

(٣) بالأصل وخع : «أبو الحسن» والصواب ما أثبت ، انظر سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٥٢.

(٤) كذا بالأصل ، وفي خع : «القندر» وفي المطبوعة : «القنفدر».

(٥) الكامل لابن عدي ٢ / ١٥٥.

(٦) بالأصل وخع : «خدا» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٧) كذا وردت العبارة بالأصل وخع ـ بين المعقوفتين ـ وسيرد السند نفسه فيما سيلي.

٤١١

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن الوكيل الصابوني ، وأبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المرّي وأبو القاسم بن السمرقندي ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنبأنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي ، أنبأنا علي بن محمد الفارسي ـ قال ابن السبط الفارسي ـ أنبأنا محمد بن كثير الكوفي ، أنبأنا إسماعيل بن المسلم ، عن الحسن ، عن أبي هريرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولد مختونا انتهى.

وروي عن الحسن عن أنس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنبأنا محمد بن يوسف بن يعقوب الكوفي الرّقّي ، أنبأنا الحسين بن عبد الله العوفي بالبصرة ، أنبأنا محمد [بن أحمد](١) الكرخي ، أنبأنا سفيان بن محمد المصّيصي ، أنبأنا هشام ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من كرامتي على الله تبارك وتعالى أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد» [٧٦٢].

وروي عن سفيان بن محمد من وجه آخر (٢).

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين بن علي القاضي الحداد (٣) أنبأنا الأديب أبو (٤) الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني (٥) بأصبهان (٦) ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا محمد بن عمر بن مسلم ، أنبأنا محمد بن الفرج البغدادي.

__________________

(١) سقطت من الأصل وخع والزيادة عن مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٢١١.

(٢) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن خع.

(٣) بياض بالأصل قدر كلمة ، وسقطت اللفظة أيضا من خع ، وفي المطبوعة السيرة ١ / ٢١١ «بتبريز» وفيها : «الحسن ... الحدادي» بدل «الحسين ... الحدّاد» نقلا عن المشيخة.

(٤) بالأصل وخع : «الأديب ابن أبي الفتح» والصواب : «أبو» عن سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٩٣.

(٥) هذه النسبة ـ بضم السين وفتح الذال المعجمة ـ إلى سوذرجان من قرى أصبهان.

(٦) عن خع وبالأصل : بأصبهاني.

٤١٢

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور.

قالوا : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون (١) ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله حسنويه الكاتب بأصبهان ، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ ، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلّة (٣) ، أنبأنا سفيان بن محمد المصّيصي ، أنبأنا هشيم (٤) ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كرامتي على الله تبارك وتعالى أني ولدت مختونا ولم ير سوأتي أحد» [٧٦٣].

قال الخطيب : لم يروه فيما يقال (٥) عن يونس غير (٦) هشيم ، وتفرد به سفيان بن محمد.

وروي عن هشيم من وجه آخر.

أخبرناه أبو النّضر (٧) عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي المعدّل ، وأبو عبد الله محمد بن [علي بن محمّد](٨) الطبيب حفيد العميري (٩) بهراة ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري ، أنبأنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماج الفقيه ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الأنماطي (١٠) إملاء من حفظه ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن (١١) عبد الله المرجاني (١٢) ونوح بن محمد بن نوح قالا : أنبأنا

__________________

(١) بالأصل وخع : «جيرون» والصواب ما أثبت عن سند مماثل.

(٢) انظر تاريخ بغداد ١ / ٣٢٩ في ترجمة محمد بن أحمد بن الفرج.

(٣) بالأصل وخع : «بالأيلة» والمثبت «بالأبلّة» عن تاريخ بغداد.

(٤) بالأصل وخع «هشام» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل وخع : «قيما وقال» تحريف ، والصواب : «فيما يقال» عن تاريخ بغداد ١ / ٣٢٩.

(٦) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل وخع «عن» تحريف.

(٧) بالأصل وخع «أبو النصر» والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٧.

(٨) الزيادة عن سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٩.

(٩) عن سير أعلام النبلاء ، وبالأصل وخع «العميري».

(١٠) في خع : الأسفاطي.

(١١) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.

(١٢) في خع : البرجاني ، وفي المطبوعة : «البرهاني» والر.

٤١٣

[الحسن](١) بن عرفة العبدي (٢) ، أنبأنا هشيم (٣) ، عن يونس ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كرامتي على ربي تبارك وتعالى أني ولدت مختونا لم ير أحد سوأتي» [٧٦٤].

وهذا إسناد فيه بعض من يجهل حاله ، وقد سرقه ابن الجارود ـ وهو كذّاب ـ فرواه عن الحسن بن عرفة.

أخبرناه أبو سعد عبد الله بن إسماعيل (٤) بن أحمد بن محمد بن حيان النّسوي ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرّام ، أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي ، أنبأنا الحسن بن عرفة ، أنبأنا هشيم بن بشير (٥) ، عن (٦) الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كرامتي على ربي تبارك وتعالى أني ولدت مختونا لم ير سوأتي أحد» [٧٦٥].

أخبرنا أبو مسعود المعدّل في كتابه قال : أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب الملحمي ، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أيوب الحمصي ، أنبأنا موسى بن أبي موسى المقدسي ، حدثني خالد بن سلمة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ولدت مختونا مسرورا» [٧٦٦].

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن خع.

(٢) بالأصل «الجندي» والصواب «العبدي» عن خع. انظر الكاشف للذهبي.

(٣) بالأصل وخع «هشام» خطأ. والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب ترجمة الحسن بن عرفة العبدي وفيه وممن روى عنه الحسن : هشيم.

(٤) كذا بالأصل وخع ، وفي المشيخة : أسعد. وقد صوّب في المطبوعة «أسعد».

(٥) بالأصل وخع والمطبوعة «كثير» والمثبت عن تهذيب التهذيب والكاشف للذهبي (ترجمته).

(٦) قبلها في المطبوعة : «عن يونس» بين «بشير» و «عن الحسن».

٤١٤

باب

إخبار الأحبار بنبوته والرهبان

وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا عيسى بن علي الوزير ، أنبأنا عبد الله بن محمد ، أنبأنا عبد الواحد بن غياث أبو بحر ، أنبأنا عبد العزيز بن مسلم ، أنبأنا عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن الفلتان (١) بن عاصم وذكر أنه خاله قال (٢) : كنت جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ شخص بصره إلى رجل [فدعاه](٣) فإذا يهودي عليه قميص وسراويل ونعلان ، قال : فجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكلمه وهو يقول : يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتشهد أني رسول الله؟» قال : لا ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتقرأ التوراة؟» قال : نعم ، قال : «أتقرأ الإنجيل؟» قال : نعم ، قال : والقرآن ولو تشاء قرأته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فيم تقرأ التوراة والإنجيل أتجدني نبيّا؟» قال : إنا نجد نعتك ومخرجك ، فلما خرجت رجونا أن تكون فينا ، فلما رأيناك عرفنا أنك لست به. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ولم يا يهودي؟» قال : إنا نجده مكتوبا أنه يدخل من أمته سبعون ألفا بغير حساب ولا نرى معك إلّا نفرا يسيرا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أمتي لأكثر من سبعين ألفا وسبعين (٤) ألفا» [٧٦٧].

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران.

__________________

(١) كذا بالأصل وخع ودلائل البيهقي ٦ / ٢٧٣ وفي البداية والنهاية من تحقيقنا (الغليان) وقد نبهنا إلى عبارة البيهقي هناك ٦ / ٢٠١.

(٢) الحديث في دلائل البيهقي ٦ / ٢٧٣ ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ٢٠١ ومختصر ابن منظور ٢ / ٤٦ باختلاف بعض الألفاظ في هذه المصادر.

(٣) الزيادة عن البيهقي وابن كثير.

(٤) بالأصل وخع : «سبعين ألفا ألفا سبعين ألفا» والمثبت عن البيهقي وابن كثير.

٤١٥

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون (١) ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي محمّد بن أحمد (٢) بن الحسن الصّوّاف ، أنبأنا محمد بن (٣) عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، نبأنا المنجاب بن الحارث ، أنبأنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة [قال :](٤) بلغني أن بني إسرائيل لما أصابهم من ظهور بخت نصر عليهم وفرقتهم وذلّتهم تفرقوا ، وكانوا يجدون محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم منعوتا في كتابهم ، وأنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في تربة ذات نخل ، فلما خرجوا من أرض الشام جعلوا يقترون (٥) كل قرية من تلك القرى العربية بين الشام واليمن ، يجدون نعتها نعت يثرب ، فنزل (٦) بها طائفة منهم ويرجون أن يلقوا محمدا فيتبعوه حتى نزل من بني هارون ممن حمل التوراة بيثرب منهم طائفة فمات أولئك الآباء وهم يؤمنون بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه جاء ويحثّون أبناءهم على اتّباعه إذا جاء فأدركه من أدركه من أبنائهم فكفروا به وهم يعرفونه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنبأنا أبو (٧) محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا أبو محمد (٨) حارث بن أبي أسامة ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعد (٩) ، أنبأنا محمد بن عمر ، حدثني محمد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة (١٠) ، عن نملة بن أبي نملة ، عن أبيه قال : كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتبهم ، ويعلمونه للولدان (١١) بصفته واسمه

__________________

(١) بالأصل وخع : «جيرون» والصواب ما أثبت عن سد مماثل ، وقد مرّ كثيرا.

(٢) بالأصل وخع : «أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن» والمثبت عن الأنساب (الصواف).

(٣) بالأصل : «محمد بن أحمد بن عثمان» وفي خع : «محمد بن محمد بن عثمان» والمثبت عن الأنساب (الصواف).

(٤) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٧ والخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ٤٤.

(٥) كذا بالأصل وخع والمختصر ، واقترى الأمر : تتبعه ، وفي الخصائص الكبرى : يتعرضون.

(٦) الأصل ، وفي خع والسيوطي : «فينزل» وفي المختصر : فتنزل.

(٧) بالأصل وخع : «أبو بكر محمد» خطأ.

(٨) بالأصل وخع : «أبو محمد بن حارث» والصواب حذف «بن».

(٩) طبقات ابن سعد ١ / ١٦٠ والخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ٤٦.

(١٠) عن ابن سعد وبالأصل وخع : دينار.

(١١) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد والخصائص الكبرى : الولدان.

٤١٦

ومهاجرته (١) إلينا فلما ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حسدوه وبغوا عليه وقالوا : ليس هو (٢)

قال : أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر وغيره ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت (٣) : سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات ، فلما كانت ليلة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟

قالوا : لا نعلمه ، قال : أخطأت والله حيث كنت أكره ، انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الأمة (٤) أحمد الآخر ، فإن أخطأكم فبفلسطين ، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات ، فتصدّع القوم من مجالسهم وهم يتعجبون (٥) من حديثه ، فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمدا ، فالتقوا بعضهم (٦) بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله فقالوا : أعلمت أنه ولد فينا مولود؟ قال : أبعد خبري (٧) أم قبله؟

قالوا : قبله واسمه أحمد ، قال : فاذهبوا بنا إليه ، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمّه ، فأخرجته (٨) إليهم فرأى الشامة في ظهره ، فغشي على اليهودي ثم أفاق فقالوا : ويلك! ما لك؟ قال : ذهبت النبوة من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب بقتلهم (٩) وسوء أخبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج بناؤها (١٠) من المشرب إلى المغرب.

قال (١١) : وأنبأنا علي بن محمد بن علي بن مجاهد ، عن محمد بن إسحاق ،

__________________

(١) في ابن سعد والخصائص : ومهاجره.

(٢) في الخصائص الكبرى : وبغوا وأنكروا.

(٣) الخبر في ابن سعد ١ / ١٦٢ ومختصر ابن منظور ٢ / ٤٧.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن خع وابن سعد.

(٥) كذا بالأصل وخع ، وفي ابن سعد : يعجبون.

(٦) سقطت اللفظة من ابن سعد.

(٧) بالأصل وخع : «خبره» والمثبت عن ابن سعد.

(٨) بالأصل «فأخرجت» والصواب عن خع وابن سعد.

(٩) في ابن سعد : يقتلهم ويبزّ أخبارهم.

(١٠) في ابن سعد : نبؤها.

(١١) انظر ابن سعد ١ / ١٦٤ ومختصر ابن منظور ٢ / ٤٨.

٤١٧

عن سالم مولى عبد الله بن مطيع ، عن أبي هريرة قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيت المدراس (١) فقال : «أخرجوا (٢) إليّ أعلمكم». فقالوا عبد الله بن صوريا ، فخلا به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فناشده بدينه ، وما أنعم الله تعالى به عليهم ، وأطعمهم من المنّ والسلوى ، وظلّلهم به من الغمام : «أتعلمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟» قال : اللهم ، نعم. قال : فإن القوم ليعرفون ما أعرف ، وأن صفتك ونعتك لمبيّن في التوراة ، ولكنهم حسدوك.

قال : «فما يمنعك أنت؟» قال : أكره خلاف قومي وعسى أن يتّبعوك ويسلموا فأسلم (٣) [٧٦٨].

أخبرنا أبو طالب عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن.

أخبرنا (٤) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أنبأنا الحسين (٥) بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ أنبأنا عبد الله بن شبيب ، حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف قال : وجدت في كتاب أبي عن أبيه عن عبد الرّحمن بن حميد بن [عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه حميد بن عبد الرحمن بن](٦) عوف أن عبد المطلب حين خرج إلى اليمن فلقيه رجل من اليهود ، له علم ، فنظر إلى عبد المطلب فقال : أرني منك شيئين ، فقال عبد المطلب : وإني أريك ما لم يكن عورة معي [فقال :](٧) لا أريد العورة ، أريد أن أنظر إلى أنفك وإلى كفيك. فقال : انظر ، فقال له : ابسط كفيك ، فبسطهما. فقال : أما في أحد كفيك ملك (٨)؟ وأما أنفك فإن فيه

__________________

(١) بالأصل وخع «المدارس» والصواب عن ابن سعد ومختصر ابن منظور ، وانظر اللسان «درس».

(٢) بالأصل وخع : «إني» والصواب عن ابن سعد والمختصر.

(٣) بالأصل وخع : «أسلم» والصواب عن ابن سعد والمختصر.

(٤) أقحم قبلها بالأصل وخع : «أخبرنا أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن» وستأتي العبارة في أول سند الحديث التالي ، فحذفناها.

(٥) بالأصل وخع «الحسن» والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب «المحاملي».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وخع واستدرك عن مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٣٣٨.

(٧) سقطت من الأصل وخع واستدركت عن المطبوعة.

(٨) بالأصل وخع : فملك.

٤١٨

النبوة ، ولا يتم ذلك إلّا في بني (١) زهرة هل لك في شاعة قال : لا ، قال : فتزوج في بني زهرة. قال : فلما رجع عبد المطلب تزوج هالة [بنت وهيب](٢) وتزوج (٣) عبد الله آمنة بنت وهب ، فقالت قريش فلج (٤) عبد الله على أبيه.

هذا حديث غريب والمحفوظ حديث المسور بن مخرمة الذي أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (٥) ، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد (٦) أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي ، أنبأنا حفص بن عمر بن سيار (٧) ، نبأنا يعقوب بن محمد بن عيسى ، أنبأنا عبد العزيز بن عمران ، أنبأنا عبد الله بن جعفر الزّهري ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، عن المسور بن مخرمة (٨) ، عن ابن عباس ، عن العباس بن عبد المطلب ، عن عبد المطلب بن هاشم قال : خرجت إلى اليمن (٩) في رحلة الشتاء فنزلت على حبر ممن يقرأ الزبور ، فقال لي : يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال : قلت نعم ، ما لم يكن عورة. قال : ففتح إحدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر في الآخر فقال : إنّي أجد في إحدى يديك ملكا ، وفي الأخرى نبوة. وإنّا نجد ذلك في بني زهرة فأنّى (١٠) هذا؟ ثم قال : هل لك من شاعة؟ قال : قلت : وما الشّاعة (١١)؟

قال : زوجة ، قلت : لا ، [قال :](١٢) فإذا قدمت فتزوج فيهم. قال : فقدم عبد المطلب

__________________

(١) بالأصل وخع : «بشيء» والصواب عن ابن سعد ١ / ٨٦.

(٢) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وخع ، والزيادة المستدركة عن طبقات ابن سعد ١ / ٨٦.

(٣) بالأصل وخع : «وخرج» تحريف ، والصواب ما أثبت انظر ابن سعد ١ / ٨٦.

(٤) بالأصل وخع «فلح» والصواب ما أثبت ، وفلج : فاز «اللسان».

(٥) بالأصل وخع : «أنبأنا الحسين بن علي بن الحسين الخلعي» والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه.

(٦) بالأصل وخع : «أبو سعد» تحريف والصواب ما أثبت ، انظر سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٠٧.

(٧) كذا بالأصل ، وفي خع : «يسار» وفي كلّ منهما تحريف ، والصواب : السّيّاري كما في الأنساب ، وهذه النسبة إلى «سيّار» جدّ.

(٨) بالأصل وخع : «المسرور بن أبي مخرمة» والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٨.

(٩) بالأصل وخع : «الشام» والصواب ما أثبت انظر ابن سعد ١ / ٨٦ والمختصر ٢ / ٤٨.

(١٠) بالأصل وخع رسمت : «فاما» وفي المختصر : «فكيف ذلك؟» والمثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة ١ / ٣٣٩.

(١١) بالأصل وخع ـ في الموضعين ـ بالسين المهملة ، والمثبت عن المختصر ، وفي اللسان : وشاعة الرجل : امرأته ، وإن حملتها على معنى المشايعة واللزوم فألفها ياء (اللسان : شوع).

(١٢) زيادة اقتضاها السياق عن المختصر.

٤١٩

فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت حمزة وصفية وزوج عبد الله آمنة بنت وهب فقال الناس : فلج (١) عبد الله على أبيه.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنبأنا أبو الحسن محمد (٣) بن الحسين بن داود العلوي ، أنبأنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل (٤) الأزدي ، أنبأنا محمد بن يونس القرشي ، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري.

قال : وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، أنبأنا هاشم بن مرثد (٥) الطبراني ، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري ، أنبأنا عبد العزيز بن عمران ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، عن أبي عون ، عن المسور بن مخرمة ، عن ابن عباس ، عن أبيه قال : قال عبد المطلب (٦) : قدمت اليمن في رحلة الشتاء فنزلت على حبر من اليهود ، فقال لي رجل من أهل الزبور : يا عبد المطلب ، أتأذن لي أن أنظر إلى يديك (٧) يعني ، فقلت : انظر ما لم يكن عورة قال : ففتح إحدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر [في الآخر](٨) فقال : أشهد أن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة ، وأرى ذلك في بني زهرة ، فكيف ذلك؟ فقلت : لا أدري ، قال : هل لك من شاعة؟ قال : قلت : وما الشّاعة (٩)؟ قال (١٠) : زوجة. قلت : أما اليوم فلا ، قال : فإذا قدمت فتزوج فيهم. ورجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهيب (١١) بن عبد مناف ، فولدت له حمزة وصفية ، وتزوج عبد الله بن عبد المطلب

__________________

(١) بالأصل وخع : «فلح» والصواب ما أثبت ، وفي المختصر : «ولج».

(٢) دلائل البيهقي ١ / ١٠٦.

(٣) بالأصل وخع : «علي» والصواب عن دلائل البيهقي ، وانظر سير أعلام النبلاء ١٧ / ٩٨.

(٤) بالأصل وخع : حميل والصواب «جميل» عن دلائل البيهقي ١ / ١٠٦.

(٥) عن البيهقي وبالأصل وخع : يزيد.

(٦) الخبر في دلائل البيهقي ١ / ١٠٦ ـ ١٠٧ والخصائص الكبرى ١ / ٦٨ ، ومختصر ابن منظور ٢ / ٤٨.

(٧) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «بدنك بعيني» وفي البيهقي : «بدنك» بدون اللفظة التالية ، وفي الخصائص : «إلى بعضك».

(٨) الزيادة عن البيهقي ، وفي خع : ثم نظر في أخرى.

(٩) بالأصل الشاغة بالغين المعجمة في الموضعين ، تصحيف والصواب ما أثبت ، وقد مرت قريبا.

(١٠) بالأصل قلت ، خطأ.

(١١) في البيهقي «وهب» وفي إحدى نسخه : «وهيب» وصوب محققها «وهب».

٤٢٠