علي عليهالسلام جزء من الإسلام ، أي : من الدين ، وهذا لا يعني تكفير من لا يقول بإمامته عليهالسلام ، ونحن نعترف ونقرّ أنّ الذين لا يقولون بإمامته عليهالسلام جميعاً مسلمون ، وإنّما هذا يقع في بحث الإيمان.
جميع الأنبياء أنصار النبي محمّد صلىاللهعليهوآله
( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ ) (١).
ومن الملاحظ أنّ القرآن الكريم قد أخذ على النبيين ميثاقاً لنصرة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله ، وجميع الأنبياء أنصار لمحمّد صلىاللهعليهوآله ، وقد أقرّوا بذلك ، أمّا بالنسبة للنبي فلم يؤخذ عليه الميثاق احتراماً له ، مع أنّ القرآن ينص بصراحة أنّ النبي يؤمن بالسابقين من الأنبياء والمرسلين.
وهنا نذكر ملاحظة ، وهي أنّه لا يصح أن ننكر ونرفض كل ما ورد في التوراة والإنجيل ، صحيحٌ أنّهما قد تعرّضا للتحريف ، ولا يمكن الاعتماد عليهما كمصدر سليم تماماً ; لأنّ هناك بعض ممّا ذكر في التوراة والإنجيل صحيح ، ولا يصح أن نرفضه كله تماماً ولا نقبل بأيّ شيء ، بل ما ورد يجب أن نغربله ونعرضه على الأدلة ، ونرى هل هو صحيح أم لا؟ وهل يتعارض مع القرآن الكريم أم لا؟
على سبيل المثال : هناك الكثير من الأُمور المشتركة بين الدين الإسلامي وشريعة النبي محمّد صلىاللهعليهوآله وبين ما ذكر في التوراة والإنجيل.
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ٨١.