السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-171-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٧٥
مناقشات لا بد منها :
إننا نشك في بعض ما جاء في هذه الرواية :
١ ـ لأنها تقول : إنه هو الذي كاتب سيده ، وأعانه الصحابة على أداء دينه ، وأعانه الرسول أيضا بالذهب.
مع أن صريح كتاب المفاداة : أن الرسول «صلى الله عليه وآله» هو الذي أدى جميع ما على سلمان ، وأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد اشتراه وأعتقه ، وأن ولاءه لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته ، وقد دلت على ذلك نصوص أخرى أيضا ستأتي إن شاء الله تعالى.
٢ ـ إن كونه قد أعتق في السنة الخامسة ، أو الرابعة ، مشكوك فيه أيضا ، وقد قدمنا بعض ما يرتبط بذلك ، وأنه قد أعتق في أول سني الهجرة.
٣ ـ قول الرواية : إنه قد فاته بدر وأحد ، قد عرفنا : أنه غير مسلّم ، فقد قيل : إنه حضرهما أيضا.
أضف إلى ذلك ، أن رواية أبي الشيخ تنص على أنه قد أخبر النبي بأنه قد كاتب سيده فور إسلامه ، حين مجيء النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة مباشرة (١) فراجع.
كما أن القول : بأن الصحابة قد أعانوا النبي «صلى الله عليه وآله» على
__________________
ص ٤٨ عن دلائل البيهقي ونفس الرحمن ص ٢ ـ ٦ عن قصص الأنبياء للراوندي وعن المنتقى للكازروني وعن السيرة الحلبية ، وعن سيرة ابن هشام وراجع مسند أحمد ج ٥ ص ٤٣٨ و ٤٣٩ و ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٤.
(١) طبقات المحدثين بأصبهان ج ١ ص ٢١٥.
أداء دينه فيما يرتبط بفداء سلمان هو الآخر لا يصح ، إذ قد كان على الراوي أن يقول ذلك ، ويصرح به ، وكان على النبي «صلى الله عليه وآله» : أن يطلب منهم أن يعينوه هو ، لا أن يعينوا أخاهم سلمان ، كما هو صريح الرواية.
الرواية الأقرب إلى القبول :
ولعل الرواية الأقرب إلى القبول هو : أنه «صلى الله عليه وآله» قد غرس النوى ، وكان علي «عليه السلام» يعينه ؛ فكان النوى يخرج فورا ، ويصير نخلا ، ويطعم بصورة إعجازية له «صلى الله عليه وآله» كما ظهرت معجزته «صلى الله عليه وآله» في وزن مقدار أربعين أوقية ذهبا ، من حجر صار ذهبا (١) ، من مثل البيضة ، أو من مثل وزن نواة.
النخلة التي غرسها عمر :
ونجد في بعض المصادر : أن عمر بن الخطاب قد شارك في غرس نخلة واحدة ولكنها لم تعش ، فانتزعها النبي «صلى الله عليه وآله» وغرسها بيده ، فحملت (٢).
__________________
(١) نفس الرحمن ص ٢١ والبحار ج ٢٢ ص ٣٦٧ والخرايج والجرايح ج ١ ص ١٤٤ وذكر غرس النوى في حديث آخر ، فراجع : روضة الواعظين ص ٢٧٨ والبحار ج ٢٢ ص ٣٥٨ وإكمال الدين ص ١٦٥ والدرجات الرفيعة ص ٢٠٣ ونفس الرحمن ص ٦ عن بعض من تقدم وعن قصص الأنبياء للراوندي ، وعن الحسين بن حمدان وعن الدر النظيم.
(٢) مجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٣٧ عن أحمد ، والبزار ، ورجاله رجال الصحيح ، وتاريخ
وفي رواية أخرى : أن التي لم تعش كان سلمان هو الذي غرسها (١).
أما عياض ، فلم يسم أحدا ، وإن كان قد ذكر غرس غيره أيضا (٢).
ولعلها كانت فسيلة حاضرة لدى عمر ، أو سلمان ، فأحب المشاركة في هذا الأمر ، فغرسها ، ولعله غرس نواة كانت في حوزته ، وإن كانت الروايات قد صرحت بالأول لا بالنواة فيتعين ذلك الاحتمال.
وقد حاول البعض الجمع بين الروايتين المشار إليهما ، أعني رواية غرس عمر للنخلة التي لم تعش ، ورواية غرس سلمان لتلك النخلة :
بأن من الممكن أن يكونا ـ عمر وسلمان ـ قد اشتركا في غرسها ، فصح نسبة ذلك لهذا تارة ، ولذاك أخرى (٣).
«ويجوز أن يكون كل واحد من سلمان وعمر غرس بيده النخلة ،
__________________
الخمس ج ١ ص ٤٦٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٣٥ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ ص ٥٨ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٢٢٧ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ١٩٨ و ١٩٩ وشرح الشفاء لملا علي القاري ج ١ ص ٣٨٤ ومزيل الخفاء ، في شرح ألفاظ الشفاء (مطبوع بهامش الشفاء نفسه) ج ١ ص ٣٣٢ والبحار ج ٢٢ ص ٣٩٠ ، والدرجات الرفيعة ص ٢٠٥ ونفس الرحمن ص ١٦.
(١) طبقات ابن سعد ج ٤ قسم ١ ص ٥٧ و ٥٨ وشرح الشفاء للقاري ج ١ ص ٣٨٤ عن البخاري ، ومزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء (مطبوع بهامش الشفاء) ج ١ ص ٣٣٢ عن البخاري في غير صحيحه ، ونفس الرحمن ص ١٦ ومسند أحمد ج ٥ ص ٤٤٠.
(٢) الشفاء ج ١ ص ٣٣٢.
(٣) شرح الشفاء ، لملا علي القاري ج ١ ص ٣٨٤ ومزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء (مطبوع بهامش الشفاء) ج ١ ص ٣٣٢.
أحدهما قبل الآخر» (١).
ولنا أن نعلق على ذلك : بأنه بعد نهي النبي «صلى الله عليه وآله» لسلمان عن ذلك ؛ فلا يعقل أن يقدم على مخالفة النبي «صلى الله عليه وآله» ، وسلمان هو من نعرف في انقياده ، والتزامه المطلق بأوامر الله سبحانه ورسوله «صلى الله عليه وآله» ، فلا يمكن أن نصدق : أنه قد خالف أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وكيف لم يتدخل في غرس مائتين وتسع وتسعين ، وتدخل في خصوص هذا الواحدة دون سواها؟!
هذا بالإضافة إلى صحة سند ما روي عن عمر ، وكثرة الناقلين له ، وعدم نقل ذلك عن سلمان إلا عند ابن سعد في طبقاته.
وإذا كان الراجح ـ إن لم يكن هو المتعين ـ أن سلمان لم يتدخل في هذا الأمر ، ولا خالف النهي المتوجه إليه من قبل رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وإذا كان النهي إنما توجه إلى سلمان ، لا إلى عمر ، فإن إقدام عمر على هذا الأمر ، يصبح أكثر معقولية ، وأقرب احتمالا.
فهو قد أراد أن يجرب حظه في هذا الأمر أيضا ، ولعله يريد إظهار زمالته للرسول «صلى الله عليه وآله» ، وهو القائل : «أنا زميل محمد» (٢) ، فكما أن النخل يثمر على يد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ؛ فإنه يثمر على يده أيضا وكما أن الرسول يقوم ببعض الأعمال ؛ فإن غيره أيضا قادر على أن يقوم بها ، فليس ثمة فرق كبير فيما بينهم وبينه «صلى الله عليه وآله» ، على حد
__________________
(١) نفس الرحمن ص ١٦.
(٢) راجع : تاريخ الأمم والملوك للطبري ج ٣ ص ٢٩١ طبع الإستقامة.
زعمه ، أو هكذا خيل له على الأقل.
وأما أنه لماذا لم يغرس سوى نخلة واحدة ، فلعله يرجع إلى أنه حين رأى النبي «صلى الله عليه وآله» ينهى سلمان عن أن يغرس شيئا منها ، فإنه قد تردد في ذلك ، وحاذر من أن يتعرض لغضب النبي «صلى الله عليه وآله» وإنكاره ثم تشجع أخيرا ، وجرب حظه في نخلة واحدة ، الأمر الذي تفرد فيه دون سائر الصحابة الآخرين ، ولم يقدم عليه لا أبو بكر ، ولا غيره. وقد يكون السبب في ذلك هو أنه لم يكن في حوزته سوى هذه النخلة.
ولكن شاءت الإرادة الإلهية : أن يحفظ ناموس النبوة ، وأن تخيب كل الطموحات ، وتتحطم كل الآمال ، التي تريد أن تنال من ذلك الناموس ، أو تستفيد منه في مسار انحرافي آخر ، لا يلتقي معه ، ولا ينتهي إليه ، وتجلى هذا اللطف الإلهي في أن النخل قد أثمر كله ، سوى هذه ، حتى أعاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» غرسها بيده الشريفة من جديد ، فظهرت البركات ، وتجلت الكرامة الإلهية.
دور خليسة في عتق سلمان :
وقد جاء في بعض روايات عتق سلمان : أنه كان لامرأة اسمها خليسة ، كانت قد اشترته ، ثم بعد أن أسلم سلمان أرسل إليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عليا «عليه السّلام» ، يقول لها : إما أن تعتقي سلمان وإما أن أعتقه ، فإن الحكمة تحرمه عليك.
فقالت له : قل له : إن شئت أعتقه ، وإن شئت فهو لك.
قال رسول الله : أعتقيه أنت ؛ فأعتقته.
قال : فغرس لها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاث مئة فسيلة.
وفي لفظ آخر قالت : ما شئت.
فقال : أعتقته (١).
ونقول :
١ ـ إن الرواية التي قدمناها في مكاتبته لمولاه على غرس النخل ، حتى تطعم ، وعلى أربعين أوقية ، وغير ذلك مما دل على أن الرسول «صلى الله عليه وآله» قد اشتراه ، وأعتقه ، ينافي ذلك.
٢ ـ إن كتاب المفاداة المتقدم ينافي ذلك أيضا ، لأنه كتب باسم عثمان بن الأشهل القرظي :
إلا أن يدّعى : أن خليسة كانت زوجة لعثمان هذا ، أو من أقاربه أو غير ذلك ، فلا مانع من كتب الكتاب باسمه نيابة عنها.
ولكن ذلك مجرد احتمال ، يحتاج إلى شاهد وعاضد ، وهو مفقود.
٣ ـ لماذا يأمرها النبي «صلى الله عليه وآله» بعتق سلمان ، ولم يأمر غيرها ، من الذين كانوا يملكون أرقاء مسلمين؟! (٢).
٤ ـ ما معنى قوله : إما أن تعتقيه أنت ، أو أعتقه أنا ، فهل يريد الرسول
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٩ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٤٠ والإصابة ج ٤ ص ٢٨٦ عن ابن مندة ، وقالوا أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال ونفس الرحمن ص ٢٢ عن المنتقى وأشار إلى ذلك في تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١٣٨ ـ ١٣٩ عن العسكري.
(٢) قد يقال بعدم وجود أرقاء مسلمين في أيدي غير مسلمين ، ولكن يرد عليه : أن خليسة قد أسلمت حسب نص الرواية فلماذا يوجب عتقه عليها؟!
«صلى الله عليه وآله» استعمال ولايته في هذا المجال؟!
٥ ـ وإذا كانت قد أسلمت قبل أن يرسل إليها هذا الأمر (١) ؛ فما معنى قوله : «صلى الله عليه وآله» : فإن الحكمة تحرمه عليك؟!
فهل كانت قد تزوجته ، وهل يصح تملك المرأة لزوجها؟
أم أنه كان أبا لها؟! أم ماذا؟!
هذا مع أنه حتى لو فرض ذلك ، فإنه ينعتق عليها قهرا في الفرض الثاني ، وينفسخ النكاح في الفرض الأول.
٦ ـ وإذا كانت لم تملكه لأنه كان حرا ، وقد ظلموه ، فباعوه لها ؛ فإن ذلك لو صح أنه كاف في ذلك ؛ لمنع من أصل عبوديته ؛ فلا حاجة بعد ذلك لعتقه ، لا من قبله «صلى الله عليه وآله» ولا من قبلها.
٧ ـ وإذا كانت تملكه ، ولا بد من عتقه ؛ فلماذا لا يشتريه منها؟!
أو لماذا لم تكاتبه هي؟! ولماذا تؤمر بعتقه من الأساس ، إلا على سبيل الحث والترغيب في الأجر ، لا على سبيل التهديد ، وبأسلوب القهر؟!
٨ ـ وما معنى التناقض في رواية عتقها له تارة ، وعتق النبي «صلى الله عليه وآله» له تارة أخرى؟! بقي علينا أن نعرف :
من الذي حرر سلمان؟
هناك نصوص كثيرة تفيد : أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي حرر سلمان من الرق.
__________________
(١) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٩.
١ ـ فقد عده كثير من العلماء والمؤرخين من موالي رسول الله «صلى الله عليه وآله» (١).
٢ ـ وعن بريدة : «كان لليهود ؛ فاشتراه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بكذا وكذا درهما ، وعلى أن يغرس له نخلا ، ويعمل فيها سلمان حتى تطعم ، فغرس رسول الله «صلى الله عليه وآله» النخل» (٢).
٣ ـ وسئل الشعبي : هل كان سلمان من موالي رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟
قال : نعم ، أفضلهم. كان مكاتبا ؛ فاشتراه ، فأعتقه (٣).
٤ ـ وقال الخطيب البغدادي : «أدى رسول الله «صلى الله عليه وآله» كتابته ، فهو إلى بني هاشم» (٤).
__________________
(١) رجال ابن داود ص ١٧٥ وخلاصة الأقوال للعلامة الحلي ص ٤١ والفهرست للشيخ الطوسي ص ١٥٨ وتاريخ الأمم والملوك طبع الإستقامة ج ٢ ص ٤١٩.
وراجع المصادر التالية : ذكر أخبار إصبهان ج ١ ص ٥٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٣٤ ومصابيح الأنوار ج ١ ص ٣٥٦ عن القرطبي ، والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ ص ٥٧ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٣٣ عنه ، والبحار ج ٢٢ ص ٣٩٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١٩٥ ونفس الرحمن ص ٢٠ و ٢١ عن بعض من تقدم ، والمناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ١٧١.
(٢) مجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٣٧ عن أحمد والبزار ، ورجاله رجال الصحيح ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٣٥. وشرح الشفاء لملا علي القاري ج ١ ص ٣٨٤.
(٣) أنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ج ١ ص ٤٨٧ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٩ عنه.
(٤) تاريخ بغداد ج ١ ص ١٦٤ و ١٦٣.
٥ ـ وقال المبرد : «وكان «صلى الله عليه وآله» أدى إلى بني قريظة مكاتبة سلمان ، فكان سلمان مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال علي بن أبي طالب «عليه السّلام» : سلمان منا أهل البيت» (١).
٦ ـ وقال أبو عمر : «وقد روي من وجوه : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» اشتراه على العتق» (٢).
٧ ـ وتقدم كتاب المفاداة ، الذي ينص على أن ولاء سلمان هو لمحمد بن عبد الله رسول الله ، وأهل بيته ، فليس لأحد على سلمان سبيل.
٨ ـ وفي مهج الدعوات ، في حديث حور الجنة وتحفها ، مسندا عن فاطمة عليها السلام : «فقلت للثالثة : ما اسمك؟
قالت : سلمى.
قلت : ولم سميت سلمى؟
قالت : خلقت أنا لسلمان الفارسي ، مولى أبيك رسول الله» (٣).
٩ ـ وفي رسالة سلمان إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، كتب له سلمان : من سلمان مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» (٤).
١٠ ـ وروى الحاكم أن علي بن عاصم ذكر في حديث إسلام سلمان : أنه كان عبدا ، فلما قدم النبي «صلى الله عليه وآله» المدينة ، أتاه ، فأسلم
__________________
(١) الكامل ج ٤ ص ١٤.
(٢) الإستيعاب ، بهامش الإصابة ج ٢ ص ٥٧.
(٣) نفس الرحمن ص ٢١.
(٤) الإحتجاج ج ١ ص ١٨٥ ونفس الرحمن ص ٢١ عنه.
فابتاعه النبي «صلى الله عليه وآله» وأعتقه (١).
١١ ـ وفي حديث سلام سلمان على أهل القبور ، قال «رحمه الله» :
سألتكم بالله العظيم ، والنبي الكريم إلا أجابني منكم مجيب ، فأنا سلمان الفارسي : مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» (٢).
١٢ ـ وعن ابن عباس قال : رأيت سلمان الفارسي «رحمه الله» في منامي ، فقلت له : يا سلمان ، ألست مولى النبي «صلى الله عليه وآله»؟
قال : بلى ، فإذا عليه تاج من ياقوت الخ .. (٣).
١٣ ـ هذا بالإضافة إلى الحديث الذي يقول سلمان في آخره : فأعتقني رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وسماني سلمانا (٤).
أبو بكر وعتق سلمان :
وبعد كل ما تقدم ، فإننا نعرف : أن دعوى : أن أبا بكر قد اشترى سلمان فأعتقه (٥) لا يمكن أن تصح بأي وجه.
__________________
(١) معرفة علوم الحديث ص ١٩٨.
(٢) نفس الرحمن ص ٢١ عن فضائل شاذان بن جبرائيل القمي.
(٣) روضة الواعظين ص ٢٨١ ونفس الرحمن ص ٢١ عنه.
(٤) روضة الواعظين ص ٢٧٨ والبحار ج ٢٢ ص ٣٥٨ والدرجات الرفيعة ص ٢٠٣ وإكمال الدين ص ١٦٥. ورواه في نفس الرحمن ص ٦ عن بعض من تقدم ، وعن قصص الأنبياء للراوندي وعن الحسين بن حمدان وعن الدر النظيم.
(٥) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٩ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ١٩٩ عن البيهقي ونفس الرحمن ص ٢١ عن المنتقى ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٥٩٩ ـ ٦٠٢.
ويكفي في ردها حديث كتاب المفاداة المتقدم ، بالإضافة إلى النصوص الآنفة الذكر ، إلى جانب النصوص الأخرى ، التي تدّعي : أنه قد أعانه الصحابة ورسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى أدى ما عليه من مال الكتابة ، وإن كان سيتضح أنها غير خالية عن المناقشة.
لماذا يكذبون؟
ولعل أهمية سلمان ، وعظمته وجلالته في المسلمين ، قد جعلت البعض يرغبون في أن يجعلوا للشخصيات التي يحترمونها ، ويهتمون في حشد الفضائل لها ، نصيبا في هذا الرجل الفذ ، وفضلا لها عليه ، حتى ولو كان ذلك على حساب كرامات وفضائل رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه ، فإن الإغارة على بعض فضائله وكراماته «صلى الله عليه وآله» ، ونسبتها إلى غيره ، لا تنقص من شأنه ـ بزعمهم ـ شيئا ، إذ يكفيه شرفا : أنه النبي الهادي لهذه الأمة ، وأنه رسول الله «صلى الله عليه وآله».
كما أن ذلك يمكن أن يكون ردة فعل على تلك الرواية التي لا يجدون دليلا ملموسا على ردها وتكذيبها ، والتي تقول :
إنه أسلم في مكة ، وحسن إسلامه ، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» شاوره ـ امتحانا له ـ فيمن يبدأ بدعوته في مكة ، فجال سلمان في أهل مكة يخبرهم ، ويشيرهم ، ويجتمع مع النبي «صلى الله عليه وآله» وأبي طالب لهذا الغرض ، ثم أشار بدعوة أبي بكر ؛ لأنه معروف بين العرب بتعبير الأحلام ، وهم يرون فيه ضربا من علم الغيب ، مع معرفته بتواريخ العرب وأنسابها بالإضافة إلى أنه معلم للصبيان ، ويطيعه ويجله من أخذ عنه من فتيانهم ،
ولكلامه تأثير فيهم ؛ فإذا آمن فلسوف يكون لذلك أثره ، ولسوف تلين قلوب كثيرة ، لا سيما وأن معلمي الصبيان راغبون في الرئاسة ، فاستصوب النبي «صلى الله عليه وآله» وأبو طالب ذلك ، وشرع سلمان في دلالة الرجل ، وإدخاله في الإسلام (١).
فلعل سلمان ـ كما تدل عليه هذه الرواية ، ويظهر من غيرها ـ كان في بدء أمره في مكة وأسلم هناك ، ثم انتقل إلى المدينة.
وعن تقدم إسلام سلمان ، نجد عددا من الروايات تشير إلى ذلك (٢) ومن ذلك : أن أعرابيا سأل النبي «صلى الله عليه وآله» عنه قال : أليس كان مجوسيا ، ثم أسلم؟!
فقال «صلى الله عليه وآله» : يا أعرابي ، أخاطبك عن ربي ، وتقاولني؟! إن سلمان ما كان مجوسيا ، ولكنه كان مضمرا للإيمان ، مظهرا للشرك (٣).
__________________
(١) راجع : نفس الرحمن ص ٤٨ عن بعض الكتب المعتبرة وص ٢٧ و ٢٨ عن كتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول للعبيدلي.
(٢) راجع : ذكر أخبار أصبهان ج ١ ص ٥١ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٦ ص ١٩٣ والبحار ج ٢٢ ص ٣٥٥ ـ ٣٥٩ ، وإكمال الدين ص ١٦٢ ـ ١٦٥ وروضة الواعظين ص ٢٧٥ ـ ٢٧٨ والدرجات الرفيعة ص ٢٠٣ ونفس الرحمن ص ٥ ـ ٦ عن بعض من تقدم وعن غيرهم.
(٣) الإختصاص ص ٢٢٢ والبحار ج ٢٢ ص ٣٤٧ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٩ ونفس الرحمن ص ٤.
الفصل الثالث :
ولادة الإمام الحسين عليه السّلام وبعض ما قيل حولها
بداية :
إن الحديث عن ولادة سيد شباب أهل الجنة ، الإمام الحسين «عليه السلام» ، وما رافق ذلك من اهتمام ظاهر من قبل الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» بهذا الوليد المبارك ، وأهداف ذلك ، وأبعاده ، ومراميه لهو حديث محبب للنفوس المؤمنة وتتطلبه عقول ذوي النهى ، ما دام أن ذلك يجسد لنا المعاني الحقيقية التي تريد الأسوة والقدوة لنا أن نتلمسها ونتحسسها ونتوصل إليها ، ونعيشها.
ولكن بما أن هذا الكتاب قد اتخذ ـ عموما ـ منحى يغلب عليه طابع التعامل مع النصوص تأكيدا ، أو تفنيدا ، فقد أصبح طرح حقائق كهذه لا يتلاءم مع أسلوب الكتاب ، ولا يناسب توجهه العام.
ولأجل ذلك ، فنحن نكتفي في طرحنا لقضية ولادة الحسين «عليه السلام» أيضا ببعض ما لا يخرجنا عن هذا الاتجاه ، ولا يضر بذلك المنحى ؛ فنقول :
ولادة الإمام الحسين عليه السّلام :
وفي السنة الرابعة للهجرة ، في الخامس من شعبان ، أو لثلاث ، أو لأربع ، خلون منه ، كانت ولادة الإمام الحسين بن علي «عليهما السلام» في
المدينة المنورة (١).
وقيل : ولد في آخر شهر ربيع الأول ، سنة ثلاث من الهجرة (٢).
__________________
(١) راجع : إعلام الورى ص ٢١٥ ونور الأبصار ص ١٢٥ والفصول المهمة ، لابن الصباغ ص ١٥٦ والإصابة ج ١ ص ٣٣٢ والإستيعاب ، بهامشه ج ١ ص ٣٧٨ ، وأسد الغابة ج ٢ ص ١٨ وذخائر العقبى ص ١١٨ وكفاية الطالب ، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١٢ و ٢٣ و ٢٥ و ٢٨٨ و ٢٩٣ و ٢٩٥ ، وتاريخ بغداد ج ١ ص ١٤١ ، وصفة الصفوة ج ١ ص ٧٦٢ وروضة الواعظين ص ١٥٣ ونظم درر السمطين ص ١٩٤ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٤ ص ٣١٦ وكشف الغمة ج ٢ ص ٢١٥ وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج ١١ ص ٢٥٦ ـ ٢٥٩ وج ١٩ ص ١٨١ و ٣٦١ ـ ٣٦٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٤ وتذكرة الخواص ص ٢٣٢ ، والإرشاد للمفيد ص ٢١٨ ، والإتحاف بحب الأشراف ص ٤٠ وتاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٦٠ وإسعاف الراغبين ، بهامش نور الأبصار ص ١٨٥ والبحار ج ٤٣ ص ٢٢٧ و ٢٥٠ و ٢٦٠ وسيرة المصطفى ص ١٤٩ وتهذيب الأسماء ج ١ ص ١٦٣ والمناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ٧٦ ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٥٥ والتنبيه والإشراف ص ٢١٣ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢٣٠ ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ و ٤٦٤ ومقاتل الطالبين ص ٧٨ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٤٥ ومروج الذهب ج ٢ ص ٢٨٩ والجوهرة في نسب علي «عليه السلام» وآله ص ٣٨ ونسب قريش لمصعب ص ٤٠ ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٤٣ ونزل الأبرار ص ١٤٨ وعمدة الطالب ص ١٩١ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٦ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٧٦.
(٢) راجع : الإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٣٧٨ وإعلام الورى ص ٢١٥ والكافي ج ٢ ص ٣٨٥ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤ ويفهم من قول ابن الخشاب ، كما في كشف الغمة ج ٢ ص ٢٥٢.
وقال قتادة : إنه «عليه السلام» ولد بعد أخيه الحسن بسنة وعشرة أشهر ، لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ (١).
وقال الجزري تفريعا على قول قتادة : فولدته لست سنين ، وخمسة أشهر ونصف (٢).
وقال الدولابي : ولد لأربع سنين وستة أشهر من الهجرة (٣).
وقيل : ولد سنة سبع ، وليس بشيء (٤).
ومن جهة أخرى ؛ فقد قيل : لم يكن بينه وبين أخيه إلا الحمل ، والحمل ستة أشهر (٥).
وزاد في بعض الروايات قوله : وعشرا (٦).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ج ٤ ص ٤١٦ وذخائر العقبى ص ١١٨ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٣٧٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ و ٤٦٤ وفيه : بعد الحسن بستة عشر شهرا ، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١٤ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٧٧ وراجع : تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ٢٣٣.
(٢) أسد الغابة ج ٢ ص ١٨ وراجع : المعارف لابن قتيبة ص ١٥٨ وكشف الغمة ج ٢ ص ٢٦٦.
(٣) ذخائر العقبى ص ١١٨.
(٤) الإصابة ج ١ ص ٣٣٢.
(٥) إعلام الورى ص ٢١٥ وذخائر العقبى ص ١٨٨ عن ابن الدارع ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ وإحقاق الحق ج ١١ ص ٢٥٩ وراجع : تفسير البرهان ج ٤ ص ١٧٢ ـ ١٧٤ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١١ ـ ١٢ وفي نزل الأبرار ص ١٤٨ : وفي بعض الروايات ولد بعده بستة أشهر.
(٦) الكافي ج ١ ص ٣٨٥ ، ٣٨٦ والبحار ج ٤٣ ص ٢٤٧ و ٢٥٨.
وقيل : كان أصغر من الحسن بسنة (١).
وقول آخر : يفيد أنه كان بين ولادة الحسن وولادة الحسين عشرة أشهر وعشرون يوما (٢).
وفي رواية أخرى : أنها حملت به بعد وضعها الحسن «عليه السلام» بخمسين يوما (٣).
وفي نص آخر : لم يكن بينهما إلا طهر واحد (٤).
__________________
(١) تهذيب تاريخ دمشق ج ٤ ص ٤١٦ وذخائر العقبى ص ١٢٠ وترجمة الإمام الحسين «عليه السلام» من تاريخ دمشق ص ٢٥ وإحقاق الحق ج ١١ ص ٥٠٢.
(٢) البحار ج ٤٣ ص ٢٣٧.
(٣) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٣٧ والجوهرة في نسب علي وآله «عليهم السلام» ص ٣٨ ونور الأبصار ص ١٢٥ وتذكرة الخواص ص ٢٣٢ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٥٦ وراجع : بهجة المحافل ج ١ ص ٢٣٠ والبدء والتاريخ ج ٥ ص ٧٥ وكشف الغمة ج ٢ ص ٢١٥ وكفاية الطالب ص ٤١٦ وذخائر العقبى ص ١١٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ و ٤٦٤ وإحقاق الحق ج ٩ ص ٣٦٢ وترجمة الإمام الحسين «عليه السلام» من تاريخ دمشق ص ٢٣ و ٢٩٥ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٤٣ ونزل الأبرار ص ١٤٨ وعمدة الطالب ص ١٩١ وكتاب الجامع للقيرواني ص ٢٧٦.
(٤) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ ، ٤٦٤ وتهذيب دمشق ج ٤ ص ٤١٦ وإحقاق الحق (الملحقات) ج ١١ ص ٥٩٢ وج ٩ ص ٣٦١ ـ ٣٦٣ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٤٥ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٨ والإصابة ج ١ ص ٣٣٢ والإستيعاب بهامشه ج ١ ص ٣٧٨ والبحار ج ٤٣ ص ٢٤٧ و ٢٥٨ ، وترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١٣ و ٢٩٥ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٨٥ والمناقب لابن شهر آشوب
وقال ابن قتيبة : «حملت به بعد أن وضعت الحسن بشهر واحد واثنين وعشرين يوما ، وأرضعته وهي حامل ثم أرضعتهما جميعا» (١).
ومن الواضح أنه لا منافاة بين النصوص الأربعة الأخيرة على تقدير كون الحمل به تسعة أشهر ، ولكن العسقلاني يقول : «قلت : فإذا كان الحسن ولد في رمضان ، وولد الحسين في شعبان ، احتمل أن يكون ولدته لتسعة أشهر ، ولم تطهر من النفاس إلا بعد شهرين» (٢).
ونقول : إن في كلامه بعض المناقشة :
أولا : إنه مبني على ما يذهبون إليه ، من أن النفاس يمكن أن يكون أربعين يوما ، ويكون شهرين وأكثر وأقل وغير ذلك.
أما على ما هو الثابت من مذهب أهل البيت «عليهم السلام» ، ويؤيده الواقع ، من أن أكثر النفاس عشرة أيام ولا حد لأقله ، فلا معنى لاستمرار نفاسها إلى شهرين.
ثانيا : إنه حتى على ما ذكره ؛ فإن نفاسها يكون خمسين يوما ، إذا كان حملها قد استمر تسعة أشهر ، إلا أن يكون كلامه تقريبيا ، ولا تحديد فيه.
ثالثا : قد ورد في الروايات : أنها «صلوات الله وسلامه عليها» لم تر الدم
__________________
ج ٣ ص ٣٩٨ والكافي ج ١ ص ٣٨٥ و ٣٨٦ ، وتهذيب الأسماء ج ١ ص ١٦٣ وكفاية الطالب ص ٤١٧ ونظم درر السمطين ص ١٩٤ وذخائر العقبى ص ١١٨ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١٢ وعمدة الطالب ص ١٩١ وكتاب الجامع للقيرواني ص ٢٧٦.
(١) المعارف ص ١٥٨.
(٢) الإصابة ج ١ ص ٣٣٢.
حين الولادة أصلا (١).
الحلق ، والعقيقة ، والتسمية :
«ولما ولد «عليه السلام» ، أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» به ، فجاءه ، وأخذه ، وأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ، واستبشر به «صلى الله عليه وآله» ، وسماه «حسينا» وعق عنه كبشا ، وفي رواية كبشين ، وقال لأمه : احلقي رأسه ، وتصدقي بوزنه فضة ، وافعلي به كما فعلت بأخيه الحسن».
وزاد البعض : وأعطى القابلة رجل العقيقة ، وختنه يوم السابع من ولادته.
وزاد آخرون : أنه «صلى الله عليه وآله» حنكه بريقه ، وتفل في فمه ، ودعا له ، وسماه حسينا ، يوم السابع (٢).
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ ، لكن الرواية عن أسماء بنت عميس ، مع أنها كانت في الحبشة ، فلا بد أن تكون هي الأنصارية ، وزيدت كلمة «بنت عميس» من قبل الرواة جريا على ما هو المألوف عندهم ، وتبعا لما ارتكز في أذهانهم .. وراجع : إحقاق الحق (الملحقات) ج ١١ ص ٢٥٩ عن عمدة الأخبار ص ٣٩٤.
(٢) راجع فيما تقدم كلا أو بعضا المصادر التالية : الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٥٦ والبحار ج ٤٣ ص ٢٣٧ ـ ٢٦٠ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٨ وروضة الواعظين ص ١٥٥ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٧٩ و ١٨٠ وتلخيصه للذهبي بهامشه ، ونور الأبصار ص ١٢٥ وتذكرة الخواص ص ٢٣٢ والإرشاد للمفيد ص ٢١٨ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٣٧٨ ونظم درر السمطين ص ٢٠٨ و ١٩٤ والإتحاف بحب الأشراف ص ٤٠ وذخائر العقبى ص ١١٨ ـ ١٢٠ وكشف الغمة ج ٢ ص ٢١٥ و ٢١٦ وإعلام الورى ص ٢١٥ وكفاية