الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-171-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧٥

القعدة ، فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرم ، ثم أخرجوهما ، فقتلوهما (١).

ورابع عن أنس يذكر : أنه لما أصيب خبيب بعث رسول الله السبعين إلى حي من بني سليم ، فقتلوا جميعا (٢).

ج : وفيما يرتبط بسبب بعث السرية ، فقد تقدم أن نفرا من عضل والقارة قد طلبوا من النبي «صلى الله عليه وآله» : أن يرسل معهم من يفقههم في الدين ، لأن فيهم إسلاما ، فأرسلهم معهم ، فغدروا بهم.

وفي رواية : أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يبعث عيونا إلى مكة ؛ ليأتوه بخبر قريش ، فلما طلب منه هؤلاء النفر ذلك بعث معهم ستة نفر للأمرين جميعا (٣).

وتفصل إحدى الروايات في سبب إقدام هؤلاء النفر على الطلب من النبي «صلى الله عليه وآله» فتقول : إن بني لحيان بعد قتل سفيان بن خالد ، قد جعلوا لعضل والقارة إبلا على أن يكلموا رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يخرج إليهم نفرا من أصحابه ، يدعونهم إلى الإسلام ، «فنقتل من

__________________

(١) راجع : مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦ وراجع : طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٣٧ و ٥٦ وراجع : السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٣١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦.

(٢) راجع : كنز العمال ج ١٠ ص ٣٧١ و ٣٧٢ عن الطبراني ، وأبي عوانة وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ١٩٥ و ١٩٦.

(٣) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٤ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٧ و ١٦٨.

١٨١

قتل صاحبنا ، ونخرج بسائرهم إلى قريش بمكة ، فنصيب بهم ثمنا». فقدم سبعة نفر مظهرين الإسلام الخ .. (١).

ولكن رواية أخرى تذكر : أنه «صلى الله عليه وآله» قد أرسلهم عيونا إلى مكة ، فساروا يكمنون النهار ، ويسيرون بالليل ، خوفا من قريش وهذيل ، وذلك قرب وقعة أحد ، وقتل سفيان بن خالد الهذلي (٢).

وعن اليعقوبي : بعد أن ذكر خروجهم مع أولئك النفر ، قال : «فلما كانوا على ماء يقال له : الرجيع لهذيل ، خرج بعض الناس ، حتى انتهى إلى هذيل ، فقال :

«إن ههنا نفرا من أصحاب محمد ، هل لكم أن نأخذهم ، ونسلبهم ، ونبيعهم من قريش؟! فما راع إلا الرجال الخ ..» (٣).

وعن البغوي : أن قريشا بعثوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو

__________________

(١) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.

(٢) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٥ و ١٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وراجع : زاد المعاد ج ٢ ص ١٠٩ عن موسى بن عقبة ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ و ٦٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٣ و ١٢٥ وتاريخ الإسلام للذهبي (قسم المغازي) ج ١ ص ١٨٧ و ١٨٩ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦١٩ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وج ٣ ص ١٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٨٤ و ٣١٠ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥١ وراجع : شرح السير الكبير ج ١٠ ص ٣٨٧.

(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٧٠.

١٨٢

بالمدينة : إنا قد أسلمنا ، فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا دينك ، وكان ذلك مكرا منهم ، فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» أصحاب السرية إليهم (١).

د : بالنسبة لعدد عناصر السرية ، نقول : إن البعض يصرح بأنهم كانوا تسعة (٢).

وذكرت الرواية المتقدمة في عدد من مصادرها : أن عدد أفراد السرية هو ستة نفر وقد تقدمت أسماؤهم.

ولعل هذا القول والذي قبله واحد ، لأن الكتابة في السابق لم يكن لها نقط ، وستة وسبعة في الرسم متقاربان.

ولكننا نجد رواية أخرى تزيد فيهم : معتب بن عبيد (٣).

وزاد ابن سعد : ربيعة بن الحارث (٤).

وبعضهم زاد : مغيث بن عوف (٥).

وقال البخاري وغيره : كانوا عشرة رجال (٦).

__________________

(١) شرح بهجة المحافل للأشخر اليمني ج ١ ص ٢١٨ عن تفسير البغوي.

(٢) التنبيه والإشراف ص ٢١٢.

(٣) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وطبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج ٢ ص ٥٥ وج ٣ ص ٤٥٥ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٥ وص ٣٥٧ وشرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٤ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١.

(٤) طبقات ابن سعد ج ٤ قسم ١ ص ٣٣.

(٥) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وراجع : فتح الباري ج ٧ ص ٢٩١.

(٦) راجع : صحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وج ٤ ص ١٧٧ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٤ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨ والروض الأنف ج ٣ ص ٢٣٣ عن البخاري وتاريخ

١٨٣

والبعض يذكر : أنهم عشرة ، ولكنه يذكر أسماء سبعة منهم ويسكت (١).

ه : بالنسبة لأمير السرية أيضا نقول :

قد تقدم : أنه «صلى الله عليه وآله» قد أمّر على السرية : مرثد بن أبي مرثد (٢).

__________________

الخميس ج ١ ص ٤٥٤ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ والإصابة ج ١ ص ٤١٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ وزاد المعاد ج ٢ ص ٢٩١ وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ٥٥ وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٤٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٥ و ١٢٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٣ و ٦٤ وتاريخ الإسلام للذهبي قسم المغازي ج ١ ص ١٨٧ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٥ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٥.

(١) طبقات ابن سعد (ط دار صادر) ج ٢ ص ٥٥ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦١٩ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ وهامش كتاب الجامع للقيرواني ص ٢٧٨ عن البخاري وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٦ و ١٦٧.

(٢) العبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ قسم ٢ ص ٢٧ وزاد المعاد ج ٢ ص ١٠٩ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٧٠ وراجع : طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٥٥ والإكتفاء ج ٢ ص ١٣٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ١٧٩ وتاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٥٨ وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٣٨ وراجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ١٨٩ قسم المغازي ، ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٥ وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ج ١ ص ٣٧٥ وراجع : السيرة الحلبية ج ١ ص ١٦٥ بلفظ قيل ، وكذا لدى بعض من تقدم ، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٤ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٠٠ عن ابن إسحاق وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٦ و ١٦٨.

١٨٤

ولكن في عدد من المصادر : أنه «صلى الله عليه وآله» قد أمر عليها عاصم بن ثابت (١).

وذكر ابن سعد : أن ربيعة بن الحارث كان أميرا في سرية الرجيع (٢).

و : وبالنسبة لكيفية اكتشاف أمر السرية :

ذكرت الرواية المتقدمة : أن الذين كانوا مع السرية قد غدروا بهم ؛ فاستصرخوا هذيلا عليهم ، فلم يرعهم وهم في رحالهم إلا والرجال بأيديهم السيوف ، قد غشوهم ، فأخذوا السيوف ليقاتلوهم الخ ..

ولكن النص الآخر يقول : إنهم خرجوا عيونا ، فلما نزلوا بالرجيع ، أكلوا تمرة عجوة ، فسقط نواه في الأرض ، فجاءت امرأة من هذيل ، ترعى غنما ؛ فرأت النوى ، فأنكرت صغرهن ، وقالت : هذا تمر يثرب ، فصاحت

__________________

(١) طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٥٥ وتاريخ الأمم والملوك للطبري (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٤٠ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ ـ ٦٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٣ و ١٢٥ و ١٢٦ وتاريخ الإسلام للذهبي قسم المغازي ج ١ ص ١٨٧ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٥ بلفظ : يقال ، وكذا في أنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ج ١ ص ٣٧٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٥ و ١٧٠ و ١٧١ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٤ و ٤٥٥ وصححه ورجحه السهيلي ، فراجع : فتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ والإصابة ج ١ ص ٤١٨ وأسد الغابة ج ١ ص ١٠٣ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وج ٣ ص ١٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٨٤ و ٣١٠ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٠٠ و ١٠١ عن الصحيح ، والتنبيه والإشراف ص ٢١٢.

(٢) طبقات ابن سعد ج ٤ قسم ١ ص ٣٣.

١٨٥

في قومها ، وقالت : قد أتيتم من قبل العدو ، فجاؤوا في طلبهم ، واتبعوا آثارهم ، فلما أحسوا بهم التجأوا إلى جبل كان هناك ؛ فأحاطوا بهم ، وقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا : أن لا نقتل منكم رجلا ، فنزلوا إليهم الخ .. (١).

أما ابن الوردي فلا يشير إلى هذيل أصلا ، فهو يقول : «فلما وصلوا إلى الرجيع .. غدروا بهم وقاتلوهم الخ ..» (٢).

وعند البلاذري ، بعد ذكر ادعاء هذيل الإسلام على سبيل المكيدة : «فلما صاروا إليهم ، غدروا ، وكثروهم ، فقتل مرثد الخ ..» (٣).

ز : بالنسبة لعدد المهاجمين للسرية : نجد رواية تقول : إنهم كانوا مائة رام.

وأخرى تقول : إنهم كانوا مائتي رام (٤).

ورواية تفسير البغوي تقول : ركب سبعون رجلا معهم الرماح ، حتى

__________________

(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وراجع : شرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩٢ وراجع : أسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وراجع : ج ٣ ص ١٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٨٤ و ٣١٠ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٠١.

(٢) تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٨٥.

(٣) أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٧٥ (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله»).

(٤) راجع : المواهب اللدنية ج ١ ص ١٠١ وسائر المصادر المتقدمة وشرح السير الكبير ج ١٠ ص ٣٨٨.

١٨٦

أحاطوا بهم (١).

ح : ثم إنهم قد رووا : أن عاصم بن ثابت قد قتل رجلا ، وجرح رجلين (٢) ، ولكن رواية أخرى تقول : إنه كان عنده سبعة أسهم ، فقتل بكل سهم رجلا من عظمائهم (٣).

ط : وبالنسبة لمعرفة المسلمين بعدوهم ، تقدم : أن المسلمين لم يشعروا بعدوهم إلا وقد غشيهم في رحالهم.

بينما نجد رواية أخرى تذكر : أنهم قد شعروا بعدوهم فالتجأوا إلى جبل كان هناك ، فأحاطوا بهم (٤).

ورواية تصرح : بأن الجميع كانوا كامنين في الجبل ، فلما أحاطوا بهم وطلبوا منهم النزول لم ينزل سوى خبيب ، وزيد ، وابن طارق ، وأبى عاصم النزول ، واقتدى به أصحابه ورماهم بنبله حتى فني ، ثم قاتلهم بالسيف ،

__________________

(١) راجع : شرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وراجع : تاريخ الخميس.

(٢) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥.

(٣) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦ وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥ وراجع : شرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨.

(٤) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٧ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٤٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٣ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ و ٢٥٦ وتاريخ الإسلام للذهبي (قسم المغازي) ج ١ ص ١٨٧ وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ وسائر المصادر التي تقدمت حين الكلام عن اكتشاف أمر السرية بواسطة الامرأة الهذلية التي كانت ترعى غنما.

١٨٧

حتى قتل ، وقتل أصحابه (١).

وأخرى تقول : بل هؤلاء الثلاثة فقط هم الذين رقوا الجبل (٢).

ي : وبالنسبة لمن قتلوا مع عاصم :

فإن الرواية المتقدمة تذكر : أن رجلين فقط قد قتلا مع عاصم ، وهما : مرثد ، وخالد بن بكير.

بينما نجد النص الآخر يقول : إن المقتولين كانوا أربعة فيضيف إليهم : معتب بن عبيد (٣).

وفي نص آخر : أنهم قتلوا سبعة ، وبقي ثلاثة ، وأنهم قتلوهم بالنبل (٤).

ك : قد تقدم : أن عاصما قد حمته الدبر ، ثم جاء سيل فاحتمله ، فذهب به.

وزاد في نص آخر : أن السيل احتمل عاصما إلى الجنة (٥).

لكن في نص آخر : أن الله حماه بالدبر ، فارتدوا عنه ، حتى أخذه

__________________

(١) راجع : المصادر المتقدمة.

(٢) راجع : السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥.

(٣) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٥.

(٤) السيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ١٢٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ وتاريخ الإسلام للذهبي (قسم المغازي) ج ١ ص ١٨٧ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وشرحه بهامش نفس الصفحة والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ وتاريخ الخميس ج ١ وج ٣ ص ١١٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ ص ٤٥٥ و ٤٥٦ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٤ و ٣١٠ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ٢٢٠ وراجع : التنبيه والإشراف ص ٢١٢.

(٥) بهجة المحافل ج ١ ص ٢٢٠ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥.

١٨٨

المسلمون فدفنوه (١).

ل : بالنسبة لعبد الله بن طارق ، نقول :

تذكر الرواية المتقدمة : أن عبد الله بن طارق استأسر مع رفيقيه ، وساروا بهم حتى إذا بلغوا الظهران ـ واد قرب مكة ـ انتزع يده من الحبل الذي ربط به ، ثم أخذ سيفه ، وقاتلهم ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ؛ فقبره بمر الظهران.

ولكن رواية أخرى تقول : إنهم حين أسروه أرادوا ربطه ، فاعتبر ذلك أول الغدر منهم ، ورضي بأن يقتل إلى جانب عاصم ورفاقه ؛ فكان ذلك (٢).

أما ابن الوردي : فقال : «فهرب طارق (٣) في الطريق ، وقاتل ، إلى أن قتلوه بالحجارة» (٤).

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥ وحياة الحيوان ج ١ ص ٢٩٧.

(٢) تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٤٠ والأغاني ج ٤ ص ٢٨٨ وفيهما : أنهم وهم يوثقون الأسرى جرحوا أحدهم ، فاعتبر ذلك عبد الله بن طارق أول الغدر ، وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ٢٥٦ وراجع : زاد المعاد ج ٢ ص ١٠٩ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٤ وتاريخ الإسلام للذهبي (قسم المغازي) ج ١ ص ١٨٧ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٤ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ و ١١٥ وج ٣ ص ١٨ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٤ و ٣١٠.

(٣) الظاهر أن الصحيح : ابن طارق.

(٤) تاريخ ابن الوردي ج ١ ص ١٥٨.

١٨٩

ولكن الواقدي ذكر : أن قوله لهم : هذا أول الغدر ، قد كان بمر الظهران (١).

م : تقول الرواية المتقدمة : إن الذي اشترى خبيبا هو حجير بن أبي إهاب ، اشتراه لعقبة بن الحارث ، ليقتله بأبيه.

ولكن ثمة رواية تقول : اشتراه عقبة وأبو سروعة ، وأخوهما لأمهما حجير بن أبي إهاب ، حليف بني نوفل (٢).

ورواية ثالثة تقول : اشترته ابنة الحارث بن عامر بن نوفل (٣).

ورابعة تقول : إشترك في شرائه : أبو إهاب ، وعكرمة بن أبي جهل ، والأخنس بن شريق ، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص ، وأمية بن أبي عصمة أو عتبة ، وبنو الحضرمي ، وصفوان بن أمية ، وزاد البعض : شعبة بن عبد الله (٤).

وخامسة تقول : إن عقبة بن الحرث اشترى خبيبا من بني النجار (٥).

ورواية سادسة تقول : اشترته ابنة أبي سروعة ، واشترك معها ناس (٦).

وسابعة تقول : إشتراه بنو الحارث بن نوفل (٧).

__________________

(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧.

(٢) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦.

(٣) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٤) الإصابة ج ١ ص ٤١٨ و ٤١٩ والإستيعاب بهامشه ج ١ ص ٤٣١ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٤ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٥) الإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٤٣١.

(٦) عمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٧) عمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠ و ١٦٨ وصحيح البخاري ج ٣ ص ١٨.

١٩٠

ن : وعن سبب شراء هؤلاء لخبيب نجد الرواية المتقدمة تقول : إنهم أرادوا أن يقتلوه بالحارث بن عامر ، الذي كان خبيب قد قتله يوم بدر.

لكن رواية أخرى تقول : إن الذي قتله خبيب في بدر هو عامر بن نوفل (١).

س : بالنسبة للذي اشترى زيد بن الدثنة ، قالوا : «إشتراه صفوان بن أمية ، بخمسين فريضة (أي جملا) ، فقتله بأبيه.

ويقال : إنه شرك فيه أناس من قريش ..» (٢).

ع : بالنسبة لثمن الأسرى ، نجد الرواية المتقدمة تقول : إنهم باعوا زيد بن الدثنة وخبيبا بأسيرين من هذيل كانا بمكة.

ولكن رواية أخرى تقول : إنهم أرادوا أسر أفراد السرية ليسلموهم لقريش ، ويأخذوا في مقابلهم مالا ، لعلمهم بأنه لا شيء أحب لقريش من أن يؤتوا ببعض أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» ، يمثلون به ، ويقتلونه بمن قتل منهم ببدر (٣).

وذلك يفسر لنا أننا نجد رواية أخرى تقول : إنهم باعوا خبيبا بأمة سوداء (٤).

__________________

(١) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦.

(٢) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٣) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥.

(٤) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٦.

١٩١

وثالثة تقول : إنهم باعوه بثمانين مثقال ذهب. (١)

ورابعة تقول : بمائة من الإبل (٢).

وخامسة : بخمسين فريضة (٣) ، وهي البعير.

وبالنسبة لثمن زيد بن الدثنة قيل : بيع بخمسين من الإبل أيضا (٤). كما تقدم.

ف : قد صرحت الرواية المتقدمة : أن المرأة التي حبس عندها خبيب هي : ماوية (أو مارية) (٥) ، مولاة حجير بن أبي إهاب ، زوجة موهب ، مولى آل نوفل ، كما ذكره البعض.

ولكن نصوصا أخرى تقول : إنه كان عند امرأة اسمها جويرية (٦).

وفي نص ثالث : أن عقبة بن الحارث سجنه في داره (٧).

وفي نصوص أخرى : أنه كان عند بنات الحارث (٨)

__________________

(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٣٥٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٠٠.

(٣) المصادر السابقة.

(٤) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦.

(٥) لعل هذا الاختلاف ناشئ من الخطأ والاشتباه في قراءة رسم الخط.

(٦) فتح الباري ج ٧ ص ٢٩٣ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨ عن ابن بطال.

(٧) الإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٤٣١ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٤.

(٨) تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٤٠ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٦٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٤ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ج ١ ص ١٨٨ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨.

١٩٢

ص : بالنسبة لزيد بن الدثنة ، يقولون : إن صفوان بن أمية حبسه عند ناس من بني جمح.

وفي مقابل ذلك يقال : حبسه عند نسطاس ، غلامه (١).

ق : تقول الرواية المتقدمة : إن مولاة حجير قد أرسلت بالمدية إلى خبيب مع غلام من الحي.

ولكن الرواية الأخرى تقول : إن الغلام كان ابنها.

ر : وقد سمته عدة من المصادر ب «أبي حسين».

وبما أن أم أبي حسين هذا هي أمامة بنت خليفة بن النعمان بن بكر بن وائل ، فإن مصعب الزبيري جعل القضية بينه وبين حاضنته (٢).

أما السهيلي ، فسماه : «أبا عيسى بن الحارث بن عدي بن نوفل بن عبد مناف».

قال الزبير : وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، الذي يروي عنه مالك (٣).

ولكن ابن حزم سماه : «أبا حسنين» (٤) ، ولعله تصحيف حسين.

ش : في الرواية المتقدمة : أن هذا الغلام كان كبيرا إلى حد أن المرأة خافت أن يقتله ، فيكون رجلا برجل.

ولكن الرواية الأخرى تقول : إنه كان صبيا صغيرا ، قد درج ، فما

__________________

(١) راجع في القولين : مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ وراجع : ص ٣٦١.

(٢) نسب قريش ص ٢٠٥.

(٣) الروض الأنف ج ٣ ص ٢٣٤.

(٤) جمهرة أنساب العرب ص ١١٦.

١٩٣

شعرت إلا وهو في حجر خبيب (١).

ت : والرواية المتقدمة تقول : إنها أرسلت إليه بالسكين مع ذلك الغلام.

والرواية الأخرى تقول : إنها هي التي أعطته الحديدة ، ثم درج ابنها فجلس في حجره.

ث : وصرحت بعض النصوص : أن خبيبا قد استعار الموسى من زينب بنت الحرث وأن الصغير كان لها (٢).

وأخرى : أنه استعاره من مولاة حجير.

ملاحظة : جمع العسقلاني بين الروايتين ، بأن من الممكن أن يكون قد طلب الموسى من كلا المرأتين ، فأوصله إليه ابن هذه ، وجلس في حجره ابن

__________________

(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٥٤٠ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٣ وتاريخ الإسلام للذهبي (قسم المغازي) ج ١ ص ١٨٨ وشرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢١٩ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩٣ ونسب قريش ص ٢٠٥ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٤٣٠ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٤ وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٥ وج ٣ ص ١٩ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٤ و ٣١٠ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦٢٠ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٠١ وجمهرة أنساب العرب ص ١١٦.

(٢) راجع المصادر المتقدمة باستثناء : نسب قريش والإستيعاب وراجع أيضا : عمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.

١٩٤

الأخرى (١).

ولكنه جمع باطل ، لأن الرواية تصرح : بأنها هي بنفسها قد ناولته الموسى ، ثم رأت ولدها في حجره ، والرواية الأخرى تصرح : بأنها أرسلته مع غلام من الحي ، ثم خافت على نفس ذلك الغلام بالذات.

أضف إلى ذلك : أنه قد تقدم عن مصعب الزبيري : أن أم أبي حسين هي أمامة بنت خليفة ، وليست هي بنت الحرث كما لا يخفى (٢).

هذا بالإضافة إلى : أن أبا عمر قد ذكر رواية ثالثة ، وهي أن خبيبا قد طلب الحديدة من امرأة عقبة بن الحارث فأعطته إياها (٣).

خ : والرواية المتقدمة تصرح : بأن مولاة حجير هي التي رأت خبيبا يأكل العنب ، ولم يكن ثمة عنب في تلك المنطقة.

ولكن الرواية الأخرى تصرح : بأن بنت الحرث ـ وسمتها بعض المصادر ب «زينب» ـ هي التي رأت ذلك منه كما روته ماوية نفسها عن زينب (٤).

ملاحظة ثانية : لقد اعتذر البعض : بأن من الممكن أن تكون ماوية وزينب معا قد رأتا عنقود العنب في يد خبيب وأن يكون قد حبس في بيت ماوية ، وكانت زينب تحرسه (٥).

__________________

(١) فتح الباري ج ٧ ص ٢٩٤.

(٢) نسب قريش ص ٢٠٥.

(٣) الإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٤٣٢ وراجع عمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.

(٤) راجع المصادر الكثيرة المتقدمة لحديث إعطاء المرأة الحديدة لخبيب ثم درج ابنها فجلس في حجره ، وذلك في الفقرة رقم ش

(٥) فتح الباري ج ٧ ص ٢٩٣ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٦٨.

١٩٥

ولكن لماذا ترويه ماوية عن زينب ، ولا ترويه عن نفسها ، كما في بعض الروايات.

ذ : ذكرت الرواية المتقدمة : أن هذيلا أرادت قطع رأسه فحمته الدبر.

وفي رواية أخرى : أن قريشا أو قيسا أرادت شيئا من لحمه فحمته الدبر (١).

ويذكر البلاذري : أنهم أرادوا إحراق عاصم ، فحمته الدبر ، ثم احتمله السيل (٢).

وفي رابعة : أنهم أرادوا أن يصلبوه ، فحمته الدبر (٣).

وفي خامسة : أنهم أرادوا أن يمثلوا به ، فحمته الدبر (٤).

وحسبنا ما ذكرناه من التناقضات ، فإن فيها كفاية ، لمن أراد الرشد والهداية.

__________________

(١) راجع : تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٢ ص ٢٤٠ والأغاني ج ٤ ص ٢٢٨ ، وراجع : المواهب اللدنية ج ١ ص ١٠٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٤ ، ١٢٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٣ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ج ١ ص ١٨٨ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢٢٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٧٠ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٦٥٥ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٤ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١١٥ وج ٣ ص ١٩ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٥ و ٣١١.

(٢) أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٧٥ (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله»).

(٣) الأغاني ج ٤ ص ٢٢٤.

(٤) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٥.

١٩٦

الفصل الثالث :

حدث ونقد

١٩٧
١٩٨

بداية :

وبعد ما تقدم ؛ فإن لنا على كثير من الفقرات التي أوردتها روايات هذه السرية العديد من الملاحظات والإيرادات التي تبقى بلا جواب.

ونحن نورد ذلك فيما يلي :

سبب غزوة الرجيع :

قد تقدم : أن ثمة نصا يقول : إن بني لحيان ـ بعد قتل صاحبهم سفيان بن خالد ـ أرادوا الانتقام له ممن قتله ، فكلموا قبيلتي عضل والقارة ، وطلبوا منهما أن يذهبوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، ويخدعوه ؛ ليرسل معهم بعض أصحابه ، ليقتلوا من قتل صاحبهم ، ويبيعوا الباقين من قريش ، فكان ما كان ، وفعلوا فعلتهم حسبما تقدم (١).

__________________

(١) السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٥ وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥١ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٥ ، ١٦٦ وزاد المعاد ج ٢ ص ١٠٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ و ٦٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٣ و ١٢٥ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ج ١ ص ١٨٧ و ١٨٩ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢١٨ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٩١ وحلية الأولياء ج ١ ص ١١٢ وصفة الصفوة ج ١ ص ٦١٩

١٩٩

ونقول : إن ذلك لا يصح ، وذلك لما يلي :

ألف : قد تقدم : أنه «صلى الله عليه وآله» أرسلهم عيونا إلى مكة ، فاكتشفت هذيل أمرهم.

وثمة روايات أخرى تفيد : أن هذيلا لم تكن تعلم بأمرهم قبل ذلك ، فراجع الفقرة (ج) من حديثنا الآنف حول تناقضات الرواية.

ب : هناك نص آخر يقول : إن سفيان بن خالد نفسه هو الذي قتل أصحاب الرجيع حينما علم بهم (١).

ج : قد تقدم : أن تاريخ غزوة الرجيع ، إما هو سنة ثلاث بعد غزوة أحد ، أو في صفر سنة أربع (٢).

والأصح ، هو الأول وذلك لأن بعض النصوص تصرح : بأن أهل مكة قد اشتروا خبيبا ، وابن الدثنة في ذي القعدة فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرم ، ثم أخرجوهما ، فقتلوهما (٣).

ومن الواضح : أن قتل سفيان بن خالد قد كان بعد ذلك ، وذلك : لما يلي :

__________________

وصحيح البخاري ج ٢ ص ١١٤ وج ٣ ص ١٨ وأسد الغابة ج ٢ ص ١٠٣ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٨٤ و ٣١٠.

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦.

(٢) راجع : ما ذكرناه حول تناقضات الرواية الفقرة رقم : ألف.

(٣) راجع : مغازي الواقدي ج ١ ص ٣٥٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٥٦ وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ٥٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٣١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٦.

٢٠٠