الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٨

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٨

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-171-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧٥

بداية :

نتحدث في هذا الفصل عن وفيات بعض الأشخاص الذين عاشوا في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» ، وذلك انطلاقا من المبررات التي ألمحنا إليها في بداية الفصل السابق.

ولكننا نشير هنا إلى أننا سوف نجعل ذلك أيضا ذريعة إلى التعرض لأمور أخرى ترتبط بهؤلاء الأشخاص من قريب أو من بعيد ، من أجل أن نسجل تحفظا ، أو ننوه بما ينبغي التنويه به ، والتنبيه إليه ، فنقول :

١ ـ عبد الله بن عثمان :

فإنهم يقولون : إن عبد الله بن عثمان بن عفان ، سبط رسول الله ، حيث إن أمه هي رقية بنت النبي «صلى الله عليه وآله» (١) ، قد توفي في جمادى

__________________

(١) الإصابة ج ٣ ص ٦٧ وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤ ، وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٤٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٨٩ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٤٠١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٢ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٧٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٥٥.

٦١

الأولى ، من السنة الرابعة (١).

وكان قد ولد في الإسلام في الحبشة ؛ فبلغ ست سنين ؛ فنقره ديك في عينه ؛ فمرض فمات (٢).

وحين دفن دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبره (٣).

ونحن نشك في أكثر ما تقدم ، ونذكر ذلك ضمن النقاط التالية :

عبد الله بن عثمان سبط الرسول صلى الله عليه وآله!!

في قولهم : إن عبد الله بن عثمان كان سبط رسول الله «صلى الله عليه وآله».

نقول : قد تقدم في الجزء الثاني من هذا الكتاب شكنا في كون زوجتي عثمان كانتا بنتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقلنا : إن الظاهر هو أنهما كانتا ربيبتيه ؛ فراجع.

سماه النبي صلّى الله عليه وآله!

إننا لا ننكر أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» كان يؤتى بأولاد

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٥٦ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ ص ٣٠٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٨٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٢ وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٦ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٧٦.

(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤ و ٢٧٥ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٥٦ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٤ والإستيعاب بهامشه ج ٤ ص ٣٠٠ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢٣١.

(٣) أسد الغابة ج ٣ ص ٢٢٤ عن ابن مندة وأبي نعيم.

٦٢

الصحابة يسميهم ، ويبرّك عليهم حين ولادتهم ، وقد حفظ التاريخ لنا وقائع كثيرة من هذا القبيل (١).

ولكن قولهم : إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي سمى ابن عثمان ب «عبد الله» (٢) غير ظاهر الوجه ، بعد أن كان قد ولد في الحبشة ، فهل يعقل أن يبقى طفل هذه المدة الطويلة ، التي تصل إلى سنوات من دون تسمية!!

أضف إلى ذلك : أن ظاهر بل صريح كلام مصعب الزبيري ، والزهري ، وأم عباس «أو عياش» التي يقال : إنها مولاة رقية هو : أن عثمان نفسه هو الذي سمى ولده (٣).

إلا أن يدّعى : أنهم قد سموه أولا ، ثم لما قدموا المدينة ، ورآه رسول الله «صلى الله عليه وآله» جدد له التسمية.

ولكن ذلك يبقى مجرد احتمال لا دليل عليه ، وليس ثمة ما يؤيده.

ولعل الهدف هو جعله في مستوى سيدي شباب أهل الجنة ، اللذين سماهما النبي «صلى الله عليه وآله» ، ولا أقل من أن لا يكون ذلك مختصا بهما «عليهما السلام».

وفاة عبد الله :

قولهم : إن عبد الله قد توفي في السنة الرابعة ، يقابله قول أبي سعد

__________________

(١) راجع كتاب : تبرك الصحابة والتابعين للعلامة الشيخ علي الأحمدي.

(٢) أسد الغابة ج ٣ ص ٢٢٤ عن ابن مندة وأبي نعيم.

(٣) راجع : الإصابة ج ٣ ص ٦٧ والإستيعاب بهامشه ج ٤ ص ٢٩٩ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٧٥ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٢٤ وج ٥ ص ٤٥٦.

٦٣

النيسابوري في كتاب شرف المصطفى : أنه مات قبل أمه بسنة ، فيكون قد مات في أول سني الهجرة (١).

وذكر الدولابي : «أنه مات وهو رضيع» (٢).

دخول النبي صلى الله عليه وآله قبر ابن عثمان :

قولهم : إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دخل قبره ينافيه قولهم : إن عثمان هو الذي دخل قبره (٣).

إلا أن يقال : يمكن أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» وعثمان أيضا قد دخلا حفرته.

ولكنه احتمال بعيد ، إذ قد كان على ناقل دخول عثمان أن ينبه على دخول النبي أيضا ، لأن ذلك شرف عظيم لا يهمل ذكره ليذكر ما لا شرف فيه ، مع توفر الدواعي على تكريس الفضائل والكرامات لعثمان ، وكل من يلوذ به.

بل قولهم : «صلى عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ونزل في حفرته أبوه عثمان» (٤) يأبى عن هذا التوجيه إن لم يكن ظاهرا في ضده ونقيضه.

__________________

(١) الإصابة ج ٣ ص ٦٧.

(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٧٥ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٤.

(٣) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٤.

(٤) الإصابة ج ٤ ص ٣٠٤ والإستيعاب بهامشها ج ٤ ص ٤٠٠ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٥٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٧٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٢٦ ط الإستقامة وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ص ٤٠١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٨٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٢.

٦٤

ابن عثمان حقيقة أم خيال؟

وأخيرا ، فنحن نشك في أصل وجود هذا الطفل ، فضلا عن كل تلك الادعاءات.

قال قتادة : «لم تلد رقية لعثمان» (١).

وعلقوا على ذلك بقولهم : «وهو غلط ، والأصح ما تقدم وإنما أختها أم كلثوم لم تلد له» (٢).

لكن الحقيقة هي : أن قتادة التابعي القريب العهد من عصر النبوة ، والذي يأخذ علمه عن الصحابة الشاهدين للأحداث مباشرة ، قتادة هذا لا بد أن يكون أعرف بهذا الأمر من الدياربكري وغيره.

ويكفي أن يكون قول قتادة هذا موجبا للشك والشبهة في هذا الأمر الخطير ، لا سيما ونحن نعلم : أن هناك من يهتم بصياغة الفضائل والمناقب لعثمان ، كما أشرنا إليه غير مرة.

التناقض والاختلاف :

هذا كله ، بالإضافة إلى ما تقدم من الاختلاف الفاحش في المدة التي عاشها بين أن تكون ست سنين ، ثم مات ، أو أنه مات وهو رضيع.

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٧٥ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٤ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٦ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ ص ٣٠٠.

(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٧٥ والإصابة ج ٤ ص ٣٠٤ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٦ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ ص ٣٠٠.

٦٥

٢ ـ زينب بنت خزيمة :

قد أشرنا فيما سبق : إلى وفاة زينب بنت خزيمة ، وذلك حين الكلام عن زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بها ، ولكنها كانت إشارة عابرة وسريعة ، فآثرنا هنا أن نذكر ذلك بنحو أكمل وأتم ، فنقول :

إنهم يقولون : إن زينب بنت خزيمة ، بنت الحارث الهلالية ، قد تزوجها النبي «صلى الله عليه وآله» في سنة ثلاث ، فلبثت عنده «صلى الله عليه وآله» شهرين ، أو ثلاثة ، ثم توفيت ، ودفنت في البقيع ، ذكره الفضائلي ، والذهبي.

وعند الدياربكري : أنها مكثت عنده «صلى الله عليه وآله» ثمانية أشهر ، ذكره الفضائلي.

وقال البلاذري : أقامت عند النبي «صلى الله عليه وآله» ثمانية أشهر ، تزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث ، وماتت في آخر ربيع الأول سنة أربع : ودفنها في البقيع.

وكانت أولا تحت عبد الله بن جحش ، قتل عنها يوم أحد ، كما قال ابن شهاب ، قال في المواهب : وهو أصح.

وقال قتادة : كانت قبله «صلى الله عليه وآله» عند الطفيل بن الحارث.

وقال أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني النسابة : كانت عند الطفيل بن الحارث ، ثم خلف عليها عبيدة بن الحارث.

قال : وكانت زينب أخت ميمونة ، لأمها.

قال أبو عمر : ولم أر ذلك لغيره.

ويقال : إنها كانت تدعى في الجاهلية بأم المساكين ، ونزل في قبرها إخوتها.

٦٦

وكان سنها يوم ماتت ثلاثين سنة ، أو نحوها (١).

تأييد قول الجرجاني :

ونقول : إن الظاهر : أن الصحيح هو قول الجرجاني النسابة ، ويؤيده ما ذكره ابن سعد وغيره ، من أن الطفيل بن الحارث طلقها ، فخلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقتل عنها يوم بدر (٢).

من اشتباه الأسماء :

وأما ما قاله الزهري ، وتبعه غيره ، من أنها كانت تحت عبد الله بن

__________________

(١) راجع في ما تقدم كلا أو بعضا : الإصابة ج ٤ ص ٣١٥ و ٣١٦ والإستيعاب بهامشه ج ٤ ص ٣١٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٣ و ١٧٤ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٤٥ وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٦٦ و ٤٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٣ و ٤١٧ وطبقات ابن سعد ج ٨ ص ٨٢ والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ٢٣٢ وأنساب الأشراف قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله» ص ٤٢٩ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣١٨ و ٣١٩ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٨ ومرآة الجنان ج ١ ص ٧ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٤٥.

(٢) طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٨٢ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٤٥ عن البلاذري والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣١٩ وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ص ٤٢٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩٠ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤١٧ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٨.

٦٧

جحش ، فقد قال التستري :

«لعل الأصل في قول كونها عند عبد الله بن جحش ، خلطها بأم حبيبة ، فإنها كانت قبل النبي «صلى الله عليه وآله» عند عبد الله بن جحش ، والله العالم» (١).

ولكننا لم نفهم المبرر لهذا الخلط ، ولا سيما من الزهري ، فهل هو اشتباه نسخ الكتاب الذي قرأ ذلك فيه ، أم أن الرواة خلطوا في سماعهم لفظ : أم حبيبة ، فسمعوه : بنت خزيمة!!.

كل ذلك بعيد عن الاحتمال المقبول ، والمرضي ، ولعل دعوى الخلط بين عبد الله بن جحش ، وعبد الله بن الحارث أقرب إلى الاعتبار ، بملاحظة ما بينهما من الاتفاق والتقارب في اللفظ لو كان ثمة خلط حقيقة.

أسرعكن لحوقا بي :

قال ابن الأثير : «ذكر ابن مندة في ترجمتها قول النبي «صلى الله عليه وآله» : «أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا» فكان نساء النبي «صلى الله عليه وآله» يتذارعن ، أيتهن أطول يدا ، فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا في الخير».

قال : «وهذا عندي وهم ، فإنه «صلى الله عليه وآله» قال : أسرعكن لحوقا بي ، وهذه سبقته ، إنما أراد : أول نسائه تموت بعد وفاته ، وقد تقدم في زينب بنت جحش ، وهو بها أشبه ، لأنها كانت أيضا كثيرة الصدقة من عمل

__________________

(١) قاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٤٥.

٦٨

يدها ، وهي أول نسائه توفيت بعده» (١).

ونضيف نحن إلى ذلك : أن من غير المعقول أن يقول النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» كلاما مبهما لا يفهم المقصود منه ، حتى لقد صدر منهن ما يوجب الضحك والسخرية ، وهو أنهن صرن يتذار عن ليرين أيهن أطول يدا ؛ لأنه «صلى الله عليه وآله» حين قال لهن ذلك ، إنما أراد به حثهن على المسابقة في الصدقات وعمل الخير ، وهذا هو اللائق بشأنه «صلى الله عليه وآله» ، والمتوافق مع أهدافه ومراميه.

فالحق هو أنها زينب بنت جحش ، كما قالوا.

ولا نرى أن قولهم : كان نساء النبي «صلى الله عليه وآله» يتذارعن ، يصح بوجه ، ولا مبرر له.

٣ ـ فاطمة بنت أسد :

وقد كانت فاطمة بنت أسد امرأة صالحة ، وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يزورها ، ويقيل في بيتها (٢).

وهي أول امرأة بايعت النبي «صلى الله عليه وآله» بمكة بعد خديجة (٣).

قال ابن عباس : «وفيها نزلت : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ

__________________

(١) أسد الغابة ج ٥ ص ٤٦٦ و ٤٦٧ والإصابة ج ٤ ص ٤١٥ و ٤١٦ والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ٢٣٢.

(٢) طبقات ابن سعد ج ٨ ص ١٦١ والإصابة ج ٤ ص ٣٨٠.

(٣) تذكرة الخواص ص ١٠ وقاموس الرجال ج ١١ ص ٧ عنه وراجع : تفسير البرهان ج ٤ ص ٣٢٦ و ٣٢٧ ومقاتل الطالبيين ص ١٠.

٦٩

يُبايِعْنَكَ)» (١).

وأول امرأة هاجرت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» من مكة إلى المدينة على قدميها ماشية حافية (٢).

وكانت حادية عشرة ، يعني في السابقة إلى الإسلام ، وكانت بدرية (٣).

وحينما حضرتها الوفاة أوصت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقبل وصيتها (٤).

وتوفيت في السنة الرابعة من الهجرة ، وصلى عليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وتولى دفنها ، ونزع قميصه وألبسها إياه ، واضطجع معها في قبرها ، وقرأ فيه القرآن ، وأحسن الثناء عليها.

فلما سوى عليها التراب سئل عن سبب فعله ذلك ، فقال : ألبستها لتلبس من ثياب الجنة ، واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها ضغطة القبر ، إنها كانت أحسن خلق الله صنعا بي بعد أبي طالب.

وعند السمهودي أنه «صلى الله عليه وآله» نزع قميصه وأمر أن تكفن فيه ، وأنه «صلى الله عليه وآله» صلى عليها عند قبرها وكبر عليها تسعا وأنه «صلى الله عليه وآله» حفر اللحد بيده وأخرج ترابه بيده.

__________________

(١) تذكرة الخواص ص ١٠.

(٢) راجع : تفسير البرهان ج ٤ ص ٣٢٦ و ٣٢٧ وتذكرة الخواص ص ١٠ والكافي ج ١ ص ٣٧٧.

(٣) مقاتل الطالبيين ص ٩ وتفسير البرهان ج ٤ ص ٣٢٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٤.

(٤) مقاتل الطالبيين ص ٨ والكافي ج ١ ص ٣٧٧.

٧٠

وأضاف السلفي : أنه «صلى الله عليه وآله» تمرغ في قبرها وبكى ، وقال : جزاك الله من أم خيرا ، لقد كانت خير أم ، وكانت ربت النبي «صلى الله عليه وآله» (١).

وأضاف الكليني : أنه «صلى الله عليه وآله» حمل جنازتها على عاتقه ، فلم يزل حتى أوردها قبرها ، وأخذها على يديه ، ووضعها فيه ، وانكب عليها طويلا يناجيها ولقنها ما تسأل عنه ، حتى إمامة ولدها علي «عليه السلام».

وحينما سئل عن ذلك قال : «اليوم فقدت بر أبي طالب ، إن كانت لتكون عندها الشيء ؛ فتؤثرني به على نفسها وولدها إلى آخر ما قال «صلى الله عليه وآله وسلم» (٢).

وعند الكليني : أنه هو نفسه «صلى الله عليه وآله» قد قال للمسلمين :

__________________

(١) راجع ما تقدم في المصادر التالية : مقاتل الطالبيين ص ٨ و ٩ وقاموس الرجال ج ١١ ص ٦ و ٧ والإستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ ص ٣٨٢ والإصابة ج ٤ ص ٣٨٠ والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ٣٥٨ ، ٣٥٩ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥١٧ وتذكرة الخواص ص ١٠ والكافي ج ١ ص ٣٧٧ والإرشاد للمفيد ص ١٠ وإعلام الورى ص ١٥٣ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٨ ووفاء الوفاء المجلد الثاني ص ٨٩٧ و ٨٩٨ و ٨٩٩ وبهجة المحافل ج ١ ص ٢٣١ و ٢٣٢ وراجع : الفصول المهمة للمالكي ص ١٣ و ١٤.

(٢) راجع : الكافي ج ١ ص ٣٧٧ وقاموس الرجال ج ١١ ص ٦ عنه وراجع : وفاء الوفاء المجلد الثاني ص ٨٩٨.

٧١

«إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك ؛ فسلوني : لم فعلته» (١).

وعند السمهودي : أن قبرها حفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة (٢).

ودفنت رحمها الله تعالى في البقيع ، ودفن الحسن عندها كما نص عليه المفيد وغيره (٣).

ولكن أبا الفرج يقول : إنها دفنت في الروحاء مقابل حمام أبي قطيفة (٤) ، ولم نفهم المبرر لدفنها هناك ، لو صح ذلك.

ووصية الإمام الحسن «عليه السلام» بدفنه عندها ، ثم دفنه في البقيع تدل على خلاف ذلك ، والحسنان «عليهما السلام» أعرف بقبر جدتهما من غيرهما.

وأخيرا ، فقد قيل : إنها توفيت في مكة قبل الهجرة ، قالوا : وليس بشيء ، واستدلوا على ذلك بأن عليا «عليه السلام» قال لها : إكف فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» سقاية الماء وتكفيك الداخل والطحن والعجن (٥).

__________________

(١) المصدران السابقان.

(٢) وفاء الوفاء المجلد الثاني ص ٨٩٧.

(٣) الإرشاد ص ٢١١ وراجع : ص ٢١٣ وإعلام الورى ص ٢٠٦ وراجع : ص ٢١٢.

(٤) مقاتل الطالبيين ص ١٠ والبرهان ج ٤ ص ٣٢٧ عنه.

(٥) راجع : أسد الغابة ج ٥ ص ٥١٧ والإصابة ج ٤ ص ٣٨٠ وراجع الإستيعاب بهامشها ج ٤ ص ٣٨٢ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٨ والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ٣٥٨.

٧٢

ونضيف نحن إلى ذلك :

ما روي عن علي «عليه السلام» أنه قال : إنه أهدي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» حلة استبرق ، فقال : اجعلها خمرا بين الفواطم ، فشققتها أربعة أخمرة ، خمارا لفاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وخمارا لفاطمة بنت أسد ، وخمارا لفاطمة بنت حمزة ، ولم يذكر الرابعة ، قال ابن حجر «قلت» ولعلها امرأة عقيل الآتية (١).

التوازن والتكريم :

وقد تقدم : أنه «صلى الله عليه وآله» حينما أراد أن يقوم ببعض الأعمال ، ويتخذ بعض المواقف تجاه فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، يقول للمسلمين : «إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك ؛ فسلوني : لم فعلته»؟.

ونرى : أنه «صلى الله عليه وآله» يهدف من وراء ذلك إلى تركيز أمرين اثنين لهما أهمية فائقة :

أولهما : الإشارة إلى أن أهم شيء تقوم عليه التربية الإلهية لهذا الإنسان هو : إقرار حالة من التوازن بين ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المسلم من لزوم التعبد والتسليم والانقياد لله وللرسول «صلى الله عليه وآله» ولكل ما هو شرع ودين ، عملا بقوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٢).

__________________

(١) الإصابة ج ٤ ص ٤٨١ وأسد الغابة ص ٥١٩.

(٢) الآية ٧ من سورة الحشر.

٧٣

وقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(١). والآيات الآمرة بهذه الإطاعة كثيرة.

وبين أن يبقى العقل والفكر طليقا يمارس حقه الطبيعي في التأمل ، والتدبير والاستنتاج ، وإصدار الأحكام ، وفقا للمعايير الصحيحة والسليمة ، التي يقبلها العقل وأقرها الشرع حتى إذا ما واجه هذا الإنسان أحيانا مشكلة على مستوى الفهم والنظر والتأمل ، فإن عليه أن يبحث ، ومن حقه أن يسأل ويستوضح.

ذلك : أن التسليم والتعبد والانقياد لا يتنافى مع هذا الفكر والعقل والفهم ، والإدراك الوجداني. وإنما هو ملازم له ، وبحاجة إليه في نظر الإسلام.

فالإسلام لا يريد لهذا الإنسان أن يعيش حالة الكبت والقهر ، وسلب الاختيار ثم الجمود ، ليكون ـ من ثم ـ آلة بلهاء ، لا حياة فيها ، ولا حركة. وإنما يريده حرا ، مختارا طليقا ، يزخر بالحيوية ، ويجيش بالحركة والتطلع والتوثب ، يتفاعل مع ما يحيط به ، ويعي ما يدور حوله ، ويفهمه ، ويعيشه بروحه ، وعقله ، وبوجدانه ، وعاطفته ، وبكل وجوده.

وذلك من أجل أن يجد السبيل إلى أن يتكامل به ومعه ، ويستوعب خصائصه الإنسانية ولينسجم ـ من ثم ـ مع نفسه ، وفكره ، ومع وجدانه وفطرته.

والإسلام يرى في الفكر والعقل ، وفي الفطرة أيضا خير نصير ومعين له في مجال تحقيق أهدافه ، حيث إن ذلك يسهم في تجلي عظمته ، ويظهر مزاياه الفريدة ، وخصائصه الكريمة والمجيدة.

__________________

(١) الآية ٥٩ من سورة النساء.

٧٤

وقد اهتم القرآن والحديث عن النبي «صلى الله عليه وآله» وعن المعصومين من أهل بيته الطاهرين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين» كثيرا في التركيز على الدور الطليعي والرائد للعقل وللفكر ، وللنظر وللتدبر ، وذم التقليد والانقياد الأعمى ، ولا نرى حاجة لإيراد الشواهد على ذلك ؛ فإن ذلك أظهر من النار على المنار ، وأجلى من الشمس في رابعة النهار.

والعبارة المتقدمة عنه «صلى الله عليه وآله» ليست إلا واحدا من الشواهد الكثيرة على اهتمام النبي «صلى الله عليه وآله» بإثارة دفائن العقول ، وتحريكها نحو الفهم والفكر ، والتعقل والتدبر ، ليصبح التعبد والانقياد مرتكزا على أساسه القوي المتين ، ومستندا إلى ركنه الشديد الوثيق.

ويشبه ما نقرؤه عن النبي «صلى الله عليه وآله» هنا ما نقرؤه عن سبطه ووصيه ووارثه الإمام الرضا «عليه السلام» ، حينما سأله الحسين بن خالد عن نقش خاتم جده أمير المؤمنين علي «عليه السلام» فقال له : «ولم لم تسألني عما كان قبله»؟!

ثم يذكر له خواتيم الأنبياء السابقين «عليهم الصلاة والسلام» (١).

وفي مورد آخر ، نجد الأصبغ بن نباتة يروي عن علي أمير المؤمنين «عليه السلام» ، أنه قال : «ما من شيء تطلبونه إلا وهو في القرآن ؛ فمن أراد ذلك ؛ فليسألني عنه» (٢).

نعم ، وقد أثرت هذه التربية الإلهية في شيعة أهل البيت «عليهم

__________________

(١) راجع : نقش الخواتيم لدى الأئمة الاثني عشر ص ١٠ و ١١ للمؤلف.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٤٥٧ والوسائل ج ١٨ ص ١٣٥.

٧٥

السلام» وبلغت حدا فريدا من نوعه ، حتى لنجد زرارة ذلك الرجل العالم التقي يواجه إمامه الإمام الباقر «عليه السلام» الذي يعتقد عصمته ، وأن قوله قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» يواجهه بسؤال : «من أين علمت وقلت : إن المسح ببعض الرأس ، وبعض الرجلين؟ فضحك ، ثم قال : يا زرارة ، قاله رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ونزل به الكتاب من الله (ثم يذكر له آية الوضوء وغير ذلك من استدلالات لا مجال لذكرها هنا)» (١).

وكتاب علل الشرايع للشيخ الصدوق لخير دليل على مدى اهتمامهم «عليهم السلام» بإيراد علل الأحكام للسائلين عنها ، وتفهيمهم إياها بالصورة المقبولة والمعقولة ، وذلك لما أشرنا إليه.

أضف إلى ذلك : أنهم «عليهم السلام» كانوا يعلمون شيعتهم كيفية استنباط المعاني والأحكام من أدلتها ومصادرها ، وذكر شواهد ذلك له مجال آخر (٢).

ثانيهما : إنه «صلى الله عليه وآله» قد أراد بوصيته للمسلمين بسؤاله عما يفعل في هذه المناسبة أن يفهمهم ، وكل من يصل إليه نبأ هذه الواقعة : أن الإسلام يحفظ للمحسن إحسانه ، ولا يبخسه منه شيئا ، حيث لا يضيع عند الله عمل عامل من ذكر أو أنثى.

ولكنه في حين يريد : أن يعلن أن هذه المرأة الصالحة قد أعطت وقدمت

__________________

(١) علل الشرايع ص ٢٧٩ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١٠٣ والإستبصار ج ١ ص ٦٢ ، ٦٣ والتهذيب ج ١ ص ٦١ والكافي ج ١ ص ٣٠ والوسائل ج ١ ص ٣٩١ وج ٢ ص ٩٨٠.

(٢) راجع : الكافي ج ١ ص ٣٣ والتهذيب ج ١ ص ٣٦٣ والإستبصار ج ١ ص ٧٧ ، ٧٨ وأطائب الكلم في بيان صلة الرحم للكركي ص ٢٠ والوسائل ج ١ ص ٣٢٧.

٧٦

من التضحيات في سبيل الله سبحانه وتعالى ما يجعلها مؤهلة للتكريم والتقدير ، والمعاملة المتميزة وعلى المستوى الأعلى ، وبالذات من قبل أفضل الخلق ، وخاتم الأنبياء محمد «صلى الله عليه وآله» ،

إنه في حين يريد أن يعلن ذلك لسبب أو لآخر نجده يختار لهذا التكريم والتقدير ، ولهذه المعاملة المتميزة اتجاها لم نعهده من غيره في مجالات كهذه على الإطلاق.

فلقد كان هذا التكريم لا يهدف إلى المكافأة الدنيوية ، التي ليس فقط يكون مصيرها ـ كسائر حالات الدنيا وشؤونها ـ إلى الزوال والفناء.

وإنما هي قد تضر بحال من تكون له أو لأجله ، نفسيا وروحيا ـ على الأقل ، حينما يأخذ العجب والغرور ، والإحساس بالتميز بالنسبة لغيره من إخوانه وأقرانه ـ وأقل ما يقال في ذلك : إنه من الأدواء الخطيرة والمرعبة ، ولا أخطر من ذلك ولا أدهى.

وإنما اتخذت تلك المكافأة وذلك التكريم منحى أكثر واقعية ، وأعظم نفعا ، وأبعد عن مزالق الخطر ، ومخاطر الأدواء ، حيث ألبسها قميصه لتكسى من حلل الجنة ، واضطجع في قبرها لتهون عليها ضغطة القبر.

وهذا في الحقيقة هو محض الخير ، ومنتهى الإحسان ، وغاية النعمة حيث تحس به الروح الإنسانية إحساسا حقيقيا وواقعيا ، وعميقا ، حينما يمكن للروح أن تتلقاه عن طريق العقل بكل ما له من شفافية وطهر وصفاء لم يتكدر صفاؤه ، ولا تأثر طهره بأعراض الحياة الدنيا وزخارفها ، ولا خفف من درجة الإحساس به حجب الشهوات والأهواء ، ولا الانصراف ولا الانشغال بشواغل وصوارف اللهو واللعب. كما قال تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ

٧٧

وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)(١).

وما ذلك إلا لأن الدار الأخرة هي التي يتاح للإنسان فيها : أن يعيشها بكل خصائصه الإنسانية ، وبكامل قدراته الحياتية ، وهي التي يجد الإنسان فيها حقيقته ، ويدرك واقعه كإنسان ، وكإنسان فقط.

(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)(٢).

٤ ـ وفاة عمرة بنت مسعود (أم سعد):

وفي السنة الخامسة في ربيع الأول منها ، في غياب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى غزوة دومة الجندل توفيت عمرة بنت مسعود ، أم سعد بن عبادة ، وكان ولدها سعد غائبا مع النبي «صلى الله عليه وآله» أيضا وكانت من المبايعات.

وقالوا : إنه لما رجع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة أتى قبرها ، فصلى عليها وذلك بعد أشهر من موتها (٣). وقد تقدم الحديث عن ذلك فلا نعيد.

٥ ـ وفاة أبي سلمة :

ويقال : إن أبا سلمة ، عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، ابن عمة

__________________

(١) الآية ٢٠ من سورة الحديد.

(٢) الآية ٦٤ من سورة العنكبوت.

(٣) راجع : طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٣٣٠ و ٣٣١ والإصابة ج ٤ ص ٣٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٩ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢١٠.

٧٨

رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ لأن أمه هي : برة بنت عبد المطلب (١) ـ إن أبا سلمة هذا ـ قد توفي في السنة الرابعة كما سيأتي.

وكان قد أسلم «رحمه الله» ، بعد عشرة أنفس ، وكان الحادي عشر ، قاله ابن إسحاق (٢).

وكان قد شهد «بدرا ، وأحدا ، وجرح فيها ، جرحه أبو أسامة الجشمي ، رماه بمعبلة (٣) في عضده ؛ فمكث شهرا يداوي جرحه فبرئ فيما يرى ، وقد اندمل الجرح على بغي لا يعرفه ؛ فبعثه رسول الله «صلى الله عليه وآله» على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة في سرية إلى بني أسد ، بقطن ، فغاب بضع عشرة ليلة ، ثم قدم المدينة ، فانتقض به الجرح ، فاشتكى ثم مات لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة» (٤).

__________________

(١) راجع : أسد الغابة ج ٣ ص ١٩٥ والإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ والإستيعاب بهامشها ج ٢ ص ٣٣٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٢ وذخائر العقبى وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٩.

(٢) الإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ والإستيعاب بهامشها ج ٢ ص ١٣٨ ، ٣٣٨ وأسد الغابة ج ٣ ص ١٩٦ وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٩.

(٣) المعبلة بكسر الميم : نصل طويل عريض.

(٤) طبقات ابن سعد ج ٣ قسم ١ ص ١٧١ وراجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٠ وتهذيب الأسماء واللغات قسم اللغات ج ٢ ص ٢٤٠ وذخائر العقبى ص ٢٥٣ ، ٢٥٤ والإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٦٢ و ٩٠ وراجع : تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٩.

٧٩

وإذا .. فقد كانت وفاته في أوائل السنة الرابعة (١) ، ونسب ذلك إلى الجمهور.

وقيل : توفي «رحمه الله» في سنة ثلاث ، في جمادى الآخرة ونقل هذا عن أبي عمر أيضا (٢).

وفي نقل آخر عن أبي عمر ، وابن مندة : أنه توفي سنة اثنتين (٣).

فيقع التنافي بين كلامي أبي عمر في نفس الكتاب.

وقد قدمنا في الجزء السادس : أن الأقرب هو أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تزوج بأم سلمة في السنة الثانية ، ومعنى ذلك أن زوجها الأول ، وهو أبو سلمة كان قد مات قبل ذلك.

وذلك يدل على : أن سرية قطن قد كانت في السنة الثانية أيضا.

ومهما يكن من أمر ، فقد حضر النبي «صلى الله عليه وآله» موت أبي

__________________

(١) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٥٠ عن المنتقى ، والمواهب اللدنية وأسد الغابة ج ٣ ص ١٩٦ عن مصعب الزبيري وأنساب الأشراف ج ١ (سيرة النبي «صلى الله عليه وآله») ص ٤٢٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٩٠ و ٦٢ والسيرة النبوية لابن كثيرة ج ٣ ص ١٧٤ و ١٢٢ والمغازي للواقدي ج ١ ص ٣٤٣ والإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ عن ابن سعد وأبي بكر ، زنجويه ، ثم قال : «.. وبه قال الجمهور ، كابن أبي خيثمة ، ويعقوب بن سفيان ، وابن البرقي ، والطبري وآخرون».

(٢) أسد الغابة ج ٣ ص ١٩٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٥٠ عن الصفوة ، والإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ عن أبي عمر ، والإستيعاب بهامشه ج ٤ ص ٨٢ وج ٢ ص ٣٣٨.

(٣) أسد الغابة ج ٣ ص ١٩٦ و ١٩٧ والإصابة ج ٢ ص ٣٣٥ والإستيعاب بهامشه ج ٤ ص ٤٢١ و ٤٢٢ ذكر زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بأم سلمة في شوال في السنة الثانية.

٨٠