وفي (الكافي) في باب (إنّ الإمام متى يعلم أنّ الأمر قَدْ صار إليه) ، بسنده عن علي بن أسباط : قال : «قلت للرضا عليهالسلام : إن رجلاً عنى أخاك إبراهيم فذكر له : أن أباك في الحياة ، وأنت تعلم من ذلك ما يعلم.
فقال : سبحان الله! يموت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا يموت موسی؟! قَدْ والله مضى كما مضى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكنَّ الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلىاللهعليهوآله هلّم جرّاً ، يمُّن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ، ويصرفه عن قرابة نبيَّه هلّم جرّاً ، فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء ، لقد قضيتُ عنه في هلال ذي الحجّة ألف دينار ، بعد أن أشفي على طلاق نسائه ، وعتق مماليكه ، ولكن قَدْ سمعتَ ما لقي يوسف من إخوته» (١).
قال جدّي الصالح في (شرح اُصول الكافي) : (قوله : (عنی) بمعنی : قصد ، وأراد.
وفي بعض النسخ : (غرّ أخاك) ، قيل : ذلك الرجل أخوهما : عبَّاس.
قوله : (فذكر له) فاعل (ذكر) راجع إلى الرجل ، وضمير (له) إلى إبراهيم.
قوله : (وأنت تعلم) أي : ذكر أيضاً له أنك تعلم ما لا يعلم من مكانه.
ولفظة : (لا) غير موجودة في بعض النسخ ، ومعناه واضح.
قوله : (على أولاد الأعاجم) کسلمان وغيره ، وفيه مدح عظيم للعجم ، وتفضيلهم على العرب) (٢).
ما ورد في شأن العجم
وكتب أبو عامر بن خرشنة كتاباً في تفضيل العجم على العرب (٣). وكذلك
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٨٠ ح ٢.
(٢) شرح اُصول الكافي ٦ : ٣٦٨.
(٣) رسالة في تفضيل العجم على العرب ـ لأبي عامر بن عرسه [حرشنه] البشکسي (السبكي) [البسكتي] قيل : (ابتدع فيها وفسق ، فدعا عليه جماعة من العلماء ، فرده أبو الطيب عبد المنعم في حديقة البلاغة ، وأبو مروان في الاستدلال