الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمْ يُؤْمِنِ (١) اللهُ (٢) الْمُؤْمِنَ مِنْ هَزَاهِزِ (٣) الدُّنْيَا ، وَلكِنَّهُ آمَنَهُ (٤) مِنَ الْعَمى (٥) فِيهَا وَالشَّقَاءِ (٦) فِي الْآخِرَةِ ». (٧)

٢٣٧٠ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام يَقُولُ : إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ (٨) أَنْ يُعَافى فِي الدُّنْيَا ، فَلَا يُصِيبَهُ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْمَصَائِبِ ». (٩)

٢٣٧١ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « دُعِيَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى طَعَامٍ ، فَلَمَّا (١٠) دَخَلَ مَنْزِلَ الرَّجُلِ ، نَظَرَ إِلى دَجَاجَةٍ فَوْقَ حَائِطٍ (١١) قَدْ بَاضَتْ ، فَتَقَعُ (١٢) الْبَيْضَةُ عَلى وَتِدٍ فِي حَائِطٍ ، فَثَبَتَتْ عَلَيْهِ ،

__________________

(١) في « هـ » : « لا يؤمن ».

(٢) في « هـ » : ـ / « الله ».

(٣) « الهزاهز » : الفِتَن يهتزّ فيها الناس والهَزْهَزةُ : تحريك البلايا والحروب للناس. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤٢٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٣٧ ( هزز ).

(٤) في « بر » : « أمنه ».

(٥) في الوافي : « والمراد بالعمى عمى القلب ، قال الله عزّوجلّ : ( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [ الحجّ (٢٢) : ٤٦ ]. وأمّا عمى البصر فيه مكرمة ؛ روى الصدوق رحمه‌الله في الخصال [ ص ١٣ ، ح ٤٥ ] بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام : إذا أحبّ الله عبداً نظر إليه ، فإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث [ في الخصال : من ثلاثة بواحدة ] : إمّا صداع ، وإمّا عمى ، وإمّا رمد ».

(٦) في حاشية « ز » : « والتعب ».

(٧) صفات الشيعة ، ص ٣٣ ، ح ٥٠ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ٢١١ ، ضمن ح ١٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٦ ، ح ٣٠٢٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٣ ، ح ٢٠.

(٨) في « هـ » : « للعبد ».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٧ ، ح ٣٠١٠.

(١٠) في « هـ » : + / « أن ».

(١١) في « ب » : « حائطه ».

(١٢) في « د » : « فوقعت ». وفي « ض » : « فتقع ». وفي الوافي : « فوقع ».

٦٤١

وَلَمْ تَسْقُطْ ، وَلَمْ تَنْكَسِرْ ، فَتَعَجَّبَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْهَا ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَعَجِبْتَ (١) مِنْ هذِهِ الْبَيْضَةِ؟ فَوَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رُزِئْتُ (٢) شَيْئاً قَطُّ ».

قَالَ (٣) : « فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يُرْزَأْ (٥) فَمَا لِلّهِ فِيهِ مِنْ (٦) حَاجَةٍ ». (٧)

٢٣٧٢ / ٢١. عَنْهُ (٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَأَبِي بَصِيرٍ (٩) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاحَاجَةَ لِلّهِ فِيمَنْ لَيْسَ لَهُ (١٠) فِي‌

__________________

(١) في « هـ » : « عجبت » بدون الهمزة.

(٢) « ما رُزِئْتُ شيئاً » ، أي ما اخذت وما اصبت وما نُقِصتُ شيئاً ؛ من الرُّزْء ، وهو النقص ، يقال : ما رزأتُ من مالك شيئاً ، أي ما نقصت ولا أخذت ، وما رَزَأَ فلاناً شيئاً ، أي ما أصاب من ماله شيئاً ولانقص منه ، ومنه الرُّزء بمعنى المصيبة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٣ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٨٥ ( رزأ ).

(٣) في « ب ، د ، ز ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « قال ».

(٤) في « ز ، ض ، هـ » : « النبيّ ».

(٥) في « ب ، بر » : « لم يُرْزَ » ، وهو بقلب الهمزة ياءً تخفيفاً وحذفها بالجزم.

(٦) في « هـ » : ـ / « من ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٧ ، ح ٣٠١١ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٠٧ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢١٤ ، ح ٢١.

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي‌عبدالله المذكور في السند السابق.

(٩) هكذا ظاهر الوافي ، المؤيّد بالمخطوطتين من الكافي كما في هامش الوافي. وفي « ب ، ج ، د » : « عبدالرحمن ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله ». وفي « ز ، ص ، ض ، هـ ، بف » والمطبوع : « عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وأبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ». وفي « بر » : « عبدالرحمن وأبي‌بصير ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ». وفي « بس » : « عبدالرحمن ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، وأبي‌بصير ، قال : قال رسول الله ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، كما يظهر بأدنى تأمّل ؛ فإنّه يستبعد وقوع العطف على نحو ماورد في المطبوع والنسخ الموافقة له ؛ لعدم مبرّر له. ووقوع عبارة « أبي‌عبدالله » في انتهاء السند قبل أبي‌بصير ، يؤكّد وقوع التحريف في السند. هذا ، وقد أكثر أبان [ بن عثمان ] من الرواية عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ـ ٣٩١ ؛ وص ٤٢١ ـ ٤٢٥.

(١٠) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٣٨ : « ليس له ، أي لله. وإرجاعه إلى المؤمن كما زعم بعيد. والظاهر أنّ المراد

٦٤٢

مَالِهِ وَبَدَنِهِ (١) نَصِيبٌ ». (٢)

٢٣٧٣ / ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عُثْمَانَ النَّوَّاءِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٣) ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيُمِيتُهُ بِكُلِّ مِيتَةٍ ، وَلَا يَبْتَلِيهِ بِذَهَابِ عَقْلِهِ ، أَمَا تَرى أَيُّوبَ (٤) كَيْفَ سُلِّطَ (٥) إِبْلِيسُ عَلى مَالِهِ ، وَعَلى (٦) وُلْدِهِ (٧) ، وَعَلى أَهْلِهِ ، وَعَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ ،

__________________

بالنصيب النقص الذي وقع بقضاء الله وقدره في ماله أو بدنه بغير اختياره ، ويحتمل شموله للاختياري أيضاً ، كأداء الحقوق الماليّة ، وإبلاء البدن بالطاعة ». وفي الوافي : « نصيب الله سبحانه في مال عبده وبدنه ما يأخذه منهما ليبلوه فيهما ، وهو زكاتهما ، كما يأتي بيانه ؛ قال الله تعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) [ آل عمران (٣) : ١٨٦ ] ».

(١) في نهج البلاغة وخصائص الأئمّة : « ونفسه ».

(٢) نهج البلاغة ، ص ٤٩١ ، الحكمة ١٢٧ ؛ وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠١ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٧ ، ح ٣٠١٢ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٥ ، ح ٢٢.

(٣) في البحار ، ج ١٢ : + / « أنّه ».

(٤) قال العلاّمة الطباطبائي : « شاهد ذلك من كتاب الله قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ) [ ص (٣٨) : ٤١ ]. فإن قلت : إطلاقُ قوله تعالى : ( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) الآية ينافي ذلك ، قلت : ذيل الآية يفسّر صدرها ، وهو قوله : ( إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) [ الحجر (١٥) : ٤٢ ] الآية.

توضيحه أنّ جميع الآيات الواردة في قصّة سجدة آدم تدلّ على أنّ إبليس شأنه الإغواء ، والإضلال يقابل الهداية ، وهما من الامور القلبيّة المرتبطة بالإيمان والعمل ، فالذي اتّخذه لعنه الله ميداناً لعمله هو قلب الإنسان ، وعمله الإضلال عن صراط الإيمان والعمل الصالح ، والذي ردّ الله عليه وحفظ عباده من كيده فيه هو عبوديّتهم ، فعباده تعالى الواقعون في صراط العبوديّة مأمونون من كيده ، كما قال تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) الآية [ النحل (١٦) : ٩٩ ] فالإيمان هو العبوديّة ، والتوكّل من لوازمها. وأمّا أجسام العباد وما يلحق بها فليست بمأمونة عن كيده ومكره ، فله أن يمسّ العبد المؤمن في غير عقله وإيمانه من جسم ، أو مال ، أو ولد ، أو نحو ذلك ، وأثره الإيذاء ، وأمّا ماوراء ذلك فلا. ومن هنا يظهر أنّ الوصف في قوله : ( إِنَّ عِبادِي ) إلى آخره ، كالمشعر بالعلّيّة ».

(٥) في « ض » : + / « عزّ وجلّ عليه ». وفي « هـ » وحاشية « ض ، بر » والبحار ، ج ٦٧ : + / « الله ».

(٦) في الكافي ، ح ٤٢٥٠ : ـ / « على ».

(٧) في « هـ » : ـ / « وعلى ولده ».

٦٤٣

وَلَمْ يُسَلَّطْ (١) عَلى عَقْلِهِ ، تُرِكَ لَهُ لِيُوَحِّدَ (٢) اللهَ بِهِ؟ ». (٣)

٢٣٧٤ / ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ (٤) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّهُ لَيَكُونُ لِلْعَبْدِ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ اللهِ ، فَمَا يَنَالُهَا (٥) إِلاَّ بِإِحْدى خَصْلَتَيْنِ : إِمَّا بِذَهَابِ مَالِهِ (٦) ، أَوْ بِبَلِيَّةٍ فِي جَسَدِهِ ». (٧)

٢٣٧٥ / ٢٤. عَنْهُ (٨) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَوْ لَا أَنْ يَجِدَ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ فِي قَلْبِهِ (٩) ، لَعَصَبْتُ (١٠) رَأْسَ الْكَافِرِ بِعِصَابَةِ حَدِيدٍ لَايُصْدَعُ (١١) رَأْسُهُ أَبَداً ». (١٢)

__________________

(١) في « بس » والكافي ، ح ٤٢٥٠ : « ولم يسلّطه ».

(٢) في « ب ، د ، ص ، هـ ، بر » والوافي والبحار ، ج ٦٣ : « يوحّد ». وفي « ج » : « ليؤخذ ». وفي الكافي ، ح ٤٢٥٠ : « مايوحّد ».

(٣) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب علل الموت وأنّ المؤمن يموت بكلّ ميتة ، ح ٤٢٥٠ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٧ ، ح ٣٠٢٧ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ٣٤١ ، ح ١ ؛ وج ٦٣ ، ص ٢٠١ ، ح ١٨ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥.

(٤) في البحار : ـ / « أحمد بن ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن [ الحسن بن عليّ ] بن فضّال في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. ولم نجد في ما تتبّعنا توسّط محمّد بن عيسى بين محمّد بن يحيى وابن فضّال. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٧٠ ـ ٤٧٦ ؛ وص ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ؛ وص ٦٥٦ ـ ٦٥٧ ؛ وص ٦٦٥ ـ ٦٦٦.

(٥) في « هـ » وحاشية « ض » : « فلا ينالها ».

(٦) في مرآة العقول : « بذهاب ماله ، بكسر اللام. وقد يقرأ بالفتح ».

(٧) المؤمن ، ص ٢٨ ، ح ٥٠ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٩ ، ح ٣٠١٦ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٨٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٥ ، ح ٢٣.

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(٩) في الوافي : « يعني لولا مخافة انكسار قلب المؤمن بوجده على ما يراه على الكافر من العافية المستمرّة ، لقوّيت رأس الكافر حتّى لايصدع أبداً ».

(١٠) يجوز فيهما التشديد أيضاً.

(١١) يجوز فيهما التشديد أيضاً.

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠٢٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٦ ، ح ٢٤.

٦٤٤

٢٣٧٦ / ٢٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ (١) الزَّرْعِ تُكْفِئُهَا (٢) الرِّيَاحُ (٣) كَذَا وَكَذَا ، وَكَذلِكَ الْمُؤْمِنُ تُكْفِئُهُ الْأَوْجَاعُ وَالْأَمْرَاضُ ؛ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الْإِرْزَبَّةِ (٤) الْمُسْتَقِيمَةِ الَّتِي لَايُصِيبُهَا شَيْ‌ءٌ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ، فَيَقْصِفَهُ (٥) قَصْفاً ». (٦)

٢٣٧٧ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَوْماً لِأَصْحَابِهِ : مَلْعُونٌ كُلُّ مَالٍ لَا يُزَكّى ، مَلْعُونٌ كُلُّ جَسَدٍ لَايُزَكّى وَلَوْ (٨) فِي كُلِّ (٩) أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّةً ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ‌اللهِ ، أَمَّا زَكَاةُ الْمَالِ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا (١٠) ، فَمَا زَكَاةُ الْأَجْسَادِ (١١)؟ فَقَالَ لَهُمْ : أَنْ تُصَابَ بِآفَةٍ ».

قَالَ : « فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ (١٢) الَّذِينَ سَمِعُوا ذلِكَ مِنْهُ ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُمْ ، قَالَ لَهُمْ : أَتَدْرُونَ (١٣) مَا عَنَيْتُ بِقَوْلِي (١٤)؟ قَالُوا : لَايَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ :

__________________

(١) « الخامة » : الطاقة الغَضّة اللَّيّنَة من الزرع. النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ ( خوم ).

(٢) في « بس » : « يكفيها » بقلب الهمزة ياءً. وكفأه : قَلَبَه. لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).

(٣) في « بر » : « الريح ».

(٤) في حاشية « ج ، ض ، هـ ، بر » : « الأرْزة » ، وهو شجر الصنوبر. وهو الأنسب بالمقام بقرينة قبوله الموت. و « الإرْزَبّة » و « المِرْزَبّة » : عُصَيَّة من حديد. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( رزب ).

(٥) قصفتُ العُودَ فانقصف : مثل كسرتُه فانكسر وزناً ومعنى. وربّما استُعمل لازماً أيضاً ، فقيل : قصفته فَقَصف. المصباح المنير ، ص ٥٠٦ ( قصف ).

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠١٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٥.

(٧) في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي والبحار : « النبيّ ».

(٨) في « ض ، هـ » : « ولوكان ».

(٩) في « ب » : ـ / « كلّ ».

(١٠) في « هـ » : « فعرفناه ». وفي « بر » : « عرفناه ».

(١١) في « بر » : « الجسد ».

(١٢) في « ض ، هـ » وقرب الإسناد : + / « القوم ».

(١٣) في « ج ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار وقرب الإسناد : « هل تدرون ».

(١٤) في « بس » : + / « ذلك ».

٦٤٥

بَلى (١) ، الرَّجُلُ يُخْدَشُ الْخَدْشَةَ ، وَيُنْكَبُ النَّكْبَةَ (٢) ، وَيَعْثُرُ الْعَثْرَةَ ، وَيُمْرَضُ الْمَرْضَةَ ، وَيُشَاكُ الشَّوْكَةَ ، وَمَا أَشْبَهَ هذَا (٣) ، حَتّى ذَكَرَ فِي (٤) حَدِيثِهِ (٥) اخْتِلَاجَ (٦) الْعَيْنِ ». (٧)

٢٣٧٨ / ٢٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَيُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بِالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ (٨) وَأَشْبَاهِ هذَا؟ قَالَ (٩) : فَقَالَ : « وَهَلْ كُتِبَ الْبَلَاءُ إِلاَّ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ ». (١٠)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٤٩ : « قال : بلى ، أقول : كأنّه جواب عن سؤال مقدّر ، كأنّ القوم قالوا : ألا تفسّره لنا؟ قال : بلى. وصحّف بعض الأفاضل فقرأ : بلى الرجل ، مصدراً مضافاً إلى الرجل أي‌خلقه ، كأنّ البلايا تبلي الجسد وتخلقها ، و « يخدش » صفة « الرجل » لأنّ اللام للعهد الذهني. ولا يخفى مافيه ».

(٢) في « هـ » : « وينكت النكتة ». وفي مرآة العقول : « النكبة » أن يقع رجله على الحجارة ونحوها ، أو يسقط على وجهه ، أو أصابته بليّة خفيفة من بلايا الدهر ».

(٣) في شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٠٦ : « وما أشبه هذا ، يحتمل أن يكون من كلام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأن يكون من كلام الراوي ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « أقول : الظاهر أنّه من كلام الصادق عليه‌السلام إلى آخر الخبر ، وضمير « حديثه » راجع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٤) في « ج ، د ، هـ » والبحار وقرب الإسناد : + / « آخر ».

(٥) في « هـ » وقرب الإسناد : « الحديث ».

(٦) « الاختلاج » : الحركة والاضطراب. النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٠ ( خلج ).

(٧) قرب الإسناد ، ص ٦٧ ، ح ٢١٨ ، عن هارون بن مسلم. الكافي ، كتاب الزكاة ، باب منع الزكاة ، ح ٥٧٥٢ ، بنفس السند عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وفيه ، ص ٥٠ ، نفس الباب ، ح ٨ ، بسند آخر ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠ ، ح ١٥٨٦ ، بإسناده عن مسعدة ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمام الرواية في الثلاثة الأخيرة : « ملعون ملعون مال لا يزكّى » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٨ ، ح ٣٠١٣ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٨ ، ح ٢٦.

(٨) « البَرَص » : بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٣٣ ( برص ).

(٩) في « ض ، هـ » : « وأشباههما » بدل « وأشباه هذا؟ قال ».

(١٠) قرب الإسناد ، ص ١٧٤ ، ح ٦٣٨ ، عن محمّد بن الوليد ، عن عبدالله بن بكير. وفي المحاسن ، ص ٣٢٦ ، كتاب العلل ، ح ٧٦ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧ ، ح ٩٣ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٢٢ ، ح ١٦٢٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٧ ، ح ٣٠٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٦٠٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٧.

٦٤٦

٢٣٧٩ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَكْرُمُ (١) عَلَى اللهِ حَتّى لَوْ سَأَلَهُ (٢) الْجَنَّةَ بِمَا فِيهَا ، أَعْطَاهُ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ (٣) مِنْ مُلْكِهِ شَيْئاً (٤) ؛ وَإِنَّ (٥) الْكَافِرَ لَيَهُونُ (٦) عَلَى اللهِ حَتّى لَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا ، أَعْطَاهُ ذلِكَ (٧) مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ (٨) مِنْ مُلْكِهِ شَيْئاً (٩) ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَتَعَاهَدُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الْغَائِبُ أَهْلَهُ بِالطُّرَفِ (١٠) ؛ وَإِنَّهُ (١١) لَيَحْمِيهِ الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ ». (١٢)

٢٣٨٠ / ٢٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : أَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْوَصِيُّونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ؛ وَإِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ عَلى قَدْرِ أَعْمَالِهِ الْحَسَنَةِ (١٣) ، فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ (١٤) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيَا ثَوَاباً‌

__________________

(١) في « هـ » : « مكرّم ».

(٢) في « ب » : « لوسأل ».

(٣) في « د » وحاشية « ب ، ج ، ص ، ض ، هـ » وشرح المازندراني والوافي : « أن ينقص ».

(٤) في « ض » : « شي‌ء ».

(٥) في « ب » : ـ / « إنّ ».

(٦) في « ص » : « ليهوّن » بالتشديد.

(٧) في « ض » والبحار : ـ / « ذلك ».

(٨) في « ج ، هـ » والوافي والبحار : « أن ينقص ». وفي مرآة العقول : « أن انتقص ».

(٩) في « ب » : « شي‌ء ».

(١٠) « الطُّرَفَ » : واحده الطرفة ، وهي : ما يُسْتَطْرف ويُستَمْلَح. وأطرف فلاناً : أعطاه ما لم يعطه أحداً قبله. مجمع‌البحرين ، ج ٥ ، ص ٨٩ ( طرف ).

(١١) في « بر » : ـ / « إنّه ».

(١٢) المؤمن ، ص ٢١ ، ح ٢١ ، عن حمران ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٩ ، ح ٣٠١٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ، ح ٣٦٠١ ، من قوله : « إنّ الله ليتعاهد عبده المؤمن » ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٨.

(١٣) في « ب » : « على قلّة الحسنة ».

(١٤) في الوافي : « قوله عليه‌السلام : وذلك أنّ الله ، دفعٌ لما يتوهّم أنّ المؤمن لكرامته على الله تعالى كان ينبغي أن‌لايبتلى ، أو يكون بلاؤه أقلّ من غيره. وتوجيهه أنّ المؤمن لمّا كان محلّ ثوابه الآخرة دون الدنيا ، فينبغي أن لايكون له في الدنيا إلاّما يوجب الثواب في الآخرة. وكلّما كان البلاء في الدنيا أعظم ، كان الثواب في الآخرة أعظم ؛ فينبغي أن يكون بلاؤه في الدنيا أشدّ ».

٦٤٧

لِمُؤْمِنٍ ، وَلَا عُقُوبَةً (١) لِكَافِرٍ ، وَمَنْ سَخُفَ دِينُهُ وَضَعُفَ عَمَلُهُ ، قَلَّ بَلَاؤُهُ ؛ وَ (٢) أَنَّ الْبَلَاءَ أَسْرَعُ إِلَى الْمُؤْمِنِ التَّقِيِّ مِنَ الْمَطَرِ إِلى قَرَارِ (٣) الْأَرْضِ ». (٤)

٢٣٨١ / ٣٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ (٦) هذَا الَّذِي ظَهَرَ (٧) بِوَجْهِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : « لَقَدْ كَانَ (٨) مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ (٩) مُكَنَّعَ (١٠) الْأَصَابِعِ ،

__________________

(١) في « ج » : « عقاباً ».

(٢) في « ج ، د ، ص ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ / « و ».

(٣) « القَرار » واحده : القَرارة. وهي المطمئنّ من الأرض وما يستقرّ فيه ماء المطر. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( قرر ).

(٤) علل الشرائع ، ص ٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٥٣ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تحف العقول ، ص ٣٩ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما إلى قوله : « قلّ بلاؤه » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٤ ، ح ٣٠٠٢ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٩١ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢٢ ، ح ٢٩.

(٥) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ و ٥٠٤٣ : ـ / « بن عيسى ».

(٦) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ و ٥٠٤٣ : « جعلت فداك » بدل « إنّ ».

(٧) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « قد ظهر ». والآثار التي ظهرت بوجهه كان برصاً ، ويحتمل الجذام.

(٨) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « فقال لي : لا لقد كان ». وفي الكافي ، ح ٥٠٤٣ : « فقال : لا ، قد كان » كلاهما بدل « قال : فقال لي : لقد كان ».

(٩) هاهنا إشكال ، وهو أنّ الآية المذكورة هي حكاية قول مؤمن آل ياسين ، والمذكور هنا مؤمن آل فرعون. وُجّه الإشكال بوجوه : الأوّل : لعلّ ذكر مؤمن آل فرعون في هذا الخبر من اشتباه الرواة أو النسّاخ. الثاني : أنّ المراد بالفرعون هنا فرعون عيسى عليه‌السلام ، والفرعون يطلق على كلّ جبّار متكبّر. الثالث : كونهما واحداً ، وكان طويل العمر جدّاً ومع إدراكه زمان موسى أدرك زمان عيسى عليهما‌السلام. قال المجلسي : « ولا يخفى بعد الوجهين ـ أي‌الأخيرين ـ لا سيّما الأخير ؛ فإنّه ينافيه أخبار كثيرة دالّة على تعدّد المؤمنين ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٠٧ ؛ الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٥٣.

(١٠) في « ب ، ض » والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « مكتّع ». و « مكنّع الأصابع » : أشلّها ، أي هو من رجعت أصابعه إلى كفّه وظهرت دواجيه ، وهي مفاصل اصول الأصابع. ويقال : كَنِعَت أصابِعُه كَنَعاً ، أي‌تَشَجَّتْ ويَبَست. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٨٦ ( كنع ).

٦٤٨

فَكَانَ يَقُولُ هكَذَا ، وَيَمُدُّ يَدَيْهِ (١) ، وَيَقُولُ : ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) (٢) ».

ثُمَّ (٣) قَالَ لِي (٤) : « إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِيرُ (٥) مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ ، فَتَوَضَّ (٦) ، وَ (٧) قُمْ إِلى صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا ، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (٨) ، فَقُلْ ـ وَأَنْتَ سَاجِدٌ ـ : يَا عَلِيُّ ، يَا عَظِيمُ ، يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحِيمُ ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٩) ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ (١٠) شَرِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا (١١) أَنْتَ (١٢) أَهْلُهُ ، وَاذْهَبْ (١٣) عَنِّي بِهذَا (١٤) الْوَجَعِ (١٥) ـ وَتُسَمِّيهِ (١٦) ـ فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِي (١٧) وَأَحْزَنَنِي (١٨) ؛ وَأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ ».

قَالَ (١٩) : فَمَا وَصَلْتُ إِلَى الْكُوفَةِ حَتّى أَذْهَبَ (٢٠) اللهُ بِهِ (٢١) عَنِّي كُلَّهُ. (٢٢)

__________________

(١) في « هـ » والكافي ، ح ٣٤٠٥ و ٥٠٤٣ والوافي : « يده ».

(٢) يس (٣٦) : ٢٠.

(٣) لم يرد في الوافي من هنا إلى آخر الحديث.

(٤) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ و ٥٠٤٣ : ـ / « لي ».

(٥) في « هـ » : « الآخر ».

(٦) في « ب » وحاشية « هـ » : « فتوضّأ ».

(٧) في الكافي ، ح ٥٠٤٣ : « ثمّ ».

(٨) في « هـ ، بس ، بف » : « الأوّلتين ».

(٩) في الكافي ، ح ٥٠٤٣ : « وأهل بيت محمّد » بدل « وآل محمّد ».

(١٠) في « هـ » : ـ / « من ».

(١١) في « ض ، هـ » وحاشية « بر » : « وما ».

(١٢) في « بر » والكافي ، ح ٥٠٤٣ : « أنا ».

(١٣) في « هـ » وحاشية « بر » : « واصرف ».

(١٤) في « ز ، هـ » والكافي ، ح ٣٤٠٥ و ٥٠٤٣ : « هذا » بدون الباء.

(١٥) في « هـ » : « البلاء ».

(١٦) في « هـ » : « وشدّته ». وفي الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « وسمّه ».

(١٧) في « هـ » : « قد أغاضني ».

(١٨) في « ز » : « وأحْرسني ».

(١٩) في « ب ، بس » : ـ / « قال ». وفي الكافي ، ح ٥٠٤٣ : + / « ففعلت ».

(٢٠) في « ض ، هـ » : « أذهبه ».

(٢١) في « هـ » والكافي ، ح ٥٠٤٣ : ـ / « به ».

(٢٢) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للعلل والأمراض ، ح ٣٤٠٥ ؛ وكتاب الصلاة ، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه ... ، ح ٥٠٤٣ الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٦ ، ح ٣٠٢٥ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٠.

٦٤٩

١٠٧ ـ بَابُ فَضْلِ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ‌

٢٣٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ (١) يَتَقَلَّبُونَ (٢) فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً (٣) ».

ثُمَّ (٤) قَالَ : « سَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَ ذلِكَ (٥) ، إِنَّمَا مَثَلُ ذلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَيْنِ مُرَّ بِهِمَا عَلى عَاشِرٍ (٦) ، فَنَظَرَ فِي إِحْدَاهُمَا ، فَلَمْ يَرَ فِيهَا شَيْئاً ، فَقَالَ : أَسْرِبُوهَا (٧) ، وَنَظَرَ (٨) فِي الْأُخْرى ،

__________________

(١) في « ج ، د ، بر » وحاشية « ب ، ز ، ص ، ض ، هـ ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « المؤمنين ».

(٢) « التقلّب » : التصرّف. المفردات للراغب ، ص ٦٨٢ ( قلب ).

(٣) في النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤ : « وفيه : فقراء امّتي يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً. الخريف : الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ، ويريد به أربعين سنة ؛ لأنّ الخريف لايكون في السنة إلاّمرّة واحدة ، فإذا انقضى أربعون خريفاً فقد مضت أربعون سنة ».

وفي الوافي : « وفي بعض الأخبار : إنّ الخريف ألف عام ، والعام ألف سنة ».

وفي مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٥٥ : « روى في معاني الأخبار بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ عبداً مكث في النار سبعين خريفاً ، والخريف سبعون سنة ، إلى آخر الخبر ، وفسّره صاحب المعالم بأكثر من ذلك ، وفي بعض الروايات أنّه ألف عام ، والعام ألف سنة ، وقيل : إنّ التفاوت بهذه المدّة إذا كان الأغنياء من أهل الصلاح والسداد ، وأدّوا الحقوق الواجبة ، ولم يكتسبوا من وجه الحرام ، فيكون حبسهم بمجرّد خروجهم من عهدة الحساب والسؤال عن مكسب المال ومخرجه ، وإلاّ فهم على خطر عظيم ». وراجع : أيضاً : معاني الأخبار ، ص ٢٢٦ ، ح ١.

(٤) في الوافي : ـ / « ثمّ ».

(٥) في « ص ، ض ، هـ » : « مثلاً لذلك ».

(٦) « العاشر » : من يأخذ العُشر. يقال : عَشَرتُ مالَه أعْشُر عُشْراً فأنا عاشر ، وعشّرته فأنا مُعَشِّر وعَشّار : إذا أخذتَ‌عُشره. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٩ ( عشر ).

(٧) « أسرِبوها » : أرسلوها ؛ من السَّرَب : الذهاب في حدورٍ. يقال : سَرَب سَرْباً وسُروباً وانسرب انسراباً. والسارب : الذاهب على وجهه في الأرض. المفردات للراغب ، ص ٤٠٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧٧ ( سرب ).

(٨) في « ج » : « فنظر ».

٦٥٠

فَإِذَا هِيَ مَوْقُورَةٌ (١) ، فَقَالَ : احْبِسُوهَا ». (٢)

٢٣٨٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْمَصَائِبُ مِنَحٌ (٣) مِنَ اللهِ ، وَالْفَقْرُ مَخْزُونٌ عِنْدَ اللهِ ». (٤)

٢٣٨٤ / ٣. وَعَنْهُ (٥) رَفَعَهُ :

عَنْ (٦) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْفَقْرَ أَمَانَةً عِنْدَ خَلْقِهِ ، فَمَنْ سَتَرَهُ (٧) ، أَعْطَاهُ اللهُ (٨) مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ؛ وَمَنْ أَفْشَاهُ إِلى مَنْ يَقْدِرُ عَلى قَضَاءِ حَاجَتِهِ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ قَتَلَهُ ، أَمَا إِنَّهُ مَا قَتَلَهُ بِسَيْفٍ وَلَا رُمْحٍ ، وَلكِنَّهُ (٩) قَتَلَهُ بِمَا (١٠) نَكى (١١)

__________________

(١) في « ج ، د ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « موقرة » من الإفعال. وفي « ب » والبحار والأمالي : « موقّرة » من التفعيل. و « الوِقْر » : الحِمْل الثقيل ، أو أعمّ. وجمعه : أوقار. وأوقر الدابّة إيقاراً وَقِرَة ، ودابّة وَقرى : موقَرة. ورجل مُوقَر : ذو وِقْر ، ونخلة موقِرة وموقَرَة وموقِر ومُوَقَّرَة وميقار ومُوقَر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٣ ( وقر ).

(٢) الأمالي للمفيد ، ص ١٤١ ، المجلس ١٧ ، ح ٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء ، عن عبدالله بن أبي‌يعفور ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٩ ، ح ٣٠٤٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٦ ، ح ٤.

(٣) « المنح » : العَطا ، مَنَحه يمنَحه ويَمْنِحُه. والاسم : المِنْحَة والمَنِيحَة. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٨٠ ( منح ).

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٩ ، ح ٣٠٤٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٧ ، ح ٥.

(٥) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٦) في « هـ » وحاشية « بر » : « إلى ».

(٧) في البحار : « سرّه ».

(٨) في « هـ » : ـ / « الله ».

(٩) في « بر » : « لكن ». وفي « بس » : « ولكن » كلاهما بدل « ولكنّه ».

(١٠) في « هـ » : « ممّا ».

(١١) في « د » وشرح المازندراني : « نكأ ». يقال : نكيتُ في العدوّ أنكي نِكاية فأنا ناكٍ : إذا أكْثرتَ فيهم الجِراحَ والقتلَ

٦٥١

مِنْ (١) قَلْبِهِ ». (٢)

٢٣٨٥ / ٤. عَنْهُ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ إِيمَاناً ، ازْدَادَ ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ ». (٤)

٢٣٨٦ / ٥. وَبِإِسْنَادِهِ (٥) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَوْ لَا إِلْحَاحُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى اللهِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، لَنَقَلَهُمْ (٦) مِنَ الْحَالِ (٧) الَّتِي (٨) هُمْ فِيهَا إِلى حَالٍ (٩) أَضْيَقَ مِنْهَا ». (١٠)

٢٣٨٧ / ٦. عَنْهُ (١١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

__________________

فوهنوا لذلك. وقد يهمز لغة فيه. يقال : نكأت القَرْحةَ أنكؤُها : إذا قشرتها. والمراد جرح القلب وانكساره ووَغْر الصدر ، وهو توقّده من الغيظ. النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٧ ( نكا ).

(١) في « هـ » : « في ».

(٢) ثواب الأعمال ، ص ٢١٧ ، ح ١ ، بسنده عن عبدالله البصري ، يرفعه إلى أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٠ ، ح ٣٠٤٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٨ ، ح ٦.

(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٥ ، ح ٣٠٣٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٨ ، ح ٧.

(٥) الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » هو السند المذكور إلى أبي‌عبدالله عليه‌السلام في الحديث المتقدّم. يؤيّد ذلك وقوع الضمير الراجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد في صدر السندين ٦ و ٧.

(٦) في « ض ، هـ » : + / « الله جلّ وعزّ ».

(٧) في « بس » وحاشية « ج » : « الحالة ».

(٨) في « ج » : « الذي ».

(٩) في « هـ » : + / « هي ». وفي « بس » : « حالة ». وفي الوسائل : « ما هو ».

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٥ ، ح ٣٠٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٩ ، ح ٨٧١٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٩ ، ذيل ح ٧.

(١١) الضمير في هذا السند والسند الآتي راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ، كما مرّ آنفاً ؛ فقد روى أحمد عن نوح بن شعيب في عدّة من أسناد المحاسن ، انظر على سبيل المثال : المحاسن ، ص ٤٢٣ ـ ٥٠٠. وتقدّمت روايته عنه بعنوان أحمد بن أبي‌عبدالله في الكافي ، ح ٢٣٧١.

٦٥٢

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ اعْتِبَاراً ، وَمَا زُوِيَ (١) عَنْهُ إِلاَّ اخْتِبَاراً (٢) ». (٣)

٢٣٨٨ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ لِمُصَاصِ (٤) شِيعَتِنَا فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ إِلاَّ الْقُوتُ ، شَرِّقُوا إِنْ شِئْتُمْ أَوْ غَرِّبُوا لَنْ تُرْزَقُوا (٥) إِلاَّ الْقُوتَ ». (٦)

٢٣٨٩ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (٧) الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا عَلِيُّ ، الْحَاجَةُ أَمَانَةُ اللهِ عِنْدَ خَلْقِهِ ؛ فَمَنْ كَتَمَهَا عَلى نَفْسِهِ ، أَعْطَاهُ اللهُ ثَوَابَ مَنْ صَلّى ؛ وَمَنْ كَشَفَهَا إِلى مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ ، وَلَمْ يَفْعَلْ ، فَقَدْ قَتَلَهُ ، أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْهُ بِسَيْفٍ وَلَا سِنَانٍ (٨) وَلَا سَهْمٍ ، وَلكِنْ (٩) قَتَلَهُ بِمَا نَكى (١٠) مِنْ قَلْبِهِ ». (١١)

__________________

(١) في « ج ، هـ » : « لا زوّي ». وفي « د ، ز ، ص » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « لا زوي ». وزواه زيّاً وزُويّاً : نحّاه فانزوى ، والشي‌ءَ : جَمَعه وقَبَضَه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ ( زوا ).

(٢) في مرآة العقول : « قوله : إلاّ اختباراً ، في بعض النسخ بالياء المثنّاة التحتانيّة ، أي‌لأنّه اختاره وفضّله وأكرمه بذلك ».

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٥ ، ح ٣٠٣٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٩ ، ح ٨.

(٤) « المصاص » : خالص كلّ شي‌ء. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٣٧ ( مصص ).

(٥) في البحار : « لم ترزقوا ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٥ ، ح ٣٠٣٩ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠ ، ح ١٠.

(٧) في « هـ » : « الحسين ». وهو سهو ، ومحمّد بن الحسن هذا ، هو ابن أبي‌خالد الأشعري ، وتقدّم الكلام حوله في‌ الكافي ، ذيل ح ١٥٧ ، فراجع.

(٨) في « هـ » : « ولا بسنان ».

(٩) في « ض » وحاشية « بر » : « ولكنّه ».

(١٠) في « ج ، د » : « نكأ ». تقدّم ترجمته في الحديث ٣ من هذا الباب.

(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٠ ، ح ٣٠٤٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠ ، ح ٩.

٦٥٣

٢٣٩٠ / ٩. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (١) إِلى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٢) ، مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ ، وَلَتَرَوُنَّ (٣) مَا أَصْنَعُ (٤) بِكُمُ الْيَوْمَ ، فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً (٥) مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ، فَخُذُوا بِيَدِهِ ، فَأَدْخِلُوهُ (٦) الْجَنَّةَ ».

قَالَ : « فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَبِّ ، إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا تَنَافَسُوا فِي دُنْيَاهُمْ ، فَنَكَحُوا النِّسَاءَ ، وَلَبِسُوا الثِّيَابَ اللَّيِّنَةَ ، وَأَكَلُوا الطَّعَامَ ، وَسَكَنُوا الدُّورَ ، وَرَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ الدَّوَابِّ ؛ فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، فَيَقُولُ (٧) تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَكَ وَلِكُلِّ عَبْدٍ مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَيْتُ أَهْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ كَانَتِ (٨) الدُّنْيَا إِلى أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْيَا سَبْعُونَ ضِعْفاً ». (٩)

٢٣٩١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ جَمِيعاً يَرْفَعَانِهِ :

إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَانَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مُؤْمِنٌ إِلاَّ فَقِيراً ، وَلَا كَافِرٌ إِلاَّ غَنِيّاً حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : ( رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) (١٠) فَصَيَّرَ اللهُ فِي هؤُلَاءِ‌

__________________

(١) في « هـ » : ـ / « يوم القيامة ».

(٢) في « بر » والوافي : ـ / « وجلالي ».

(٣) في مرآة العقول : « ولترون ، بسكون الواو وتخفيف النون ، أو بضمّ الواو وتشديد النون المؤكّد ».

(٤) في مرآة العقول : « ما أصنع ، « ما » موصولة أو استفهاميّة ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٧ : ـ / « أحداً ».

(٦) في « ب ، بس » : « وأدخلوه ».

(٧) في الوافي : + / « الله ».

(٨) في « ج » : « كان ».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩١ ، ح ٣٠٤٩ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٧ ؛ وج ٧٢ ، ص ١١ ، ح ١١.

(١٠) الممتحنة (٦٠) : ٥. وهذا من تتمّة قول إبراهيم عليه‌السلام في سورة الممتحنة ، ومعناه : لاتعذّبنا بأيديهم ولا ببلاء من‌عندك فيقولوا : لو كان هؤلاء على الحقّ لما أصابهم هذا البلاء. والمعنى المستفاد من الخبر قريب من هذا ؛ لأنّ الفقر أيضاً بلاء يصير سبباً لافتتان الكفّار ، إمّا بأن يقولوا : لو كان هؤلاء على الحقّ لما ابتلوا بعموم الفقر فيهم ، أو بأن يفرّوا من الإسلام خوفاً من الفقر. راجع : مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٦٢.

٦٥٤

أَمْوَالاً وَحَاجَةً ، وَفِي هؤُلَاءِ أَمْوَالاً وَحَاجَةً ». (١)

٢٣٩٢ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلى رَسُولِ اللهِ (٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَقِيُّ الثَّوْبِ ، فَجَلَسَ إِلى (٣) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ (٤) الثَّوْبِ ، فَجَلَسَ إِلى (٥) جَنْبِ (٦) الْمُوسِرِ ، فَقَبَضَ الْمُوسِرُ ثِيَابَهُ (٧) مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ (٨) ، فَقَالَ لَهُ (٩) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَخِفْتَ‌

__________________

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٦ ، ح ٣٠٤٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٢ ، ح ١٢.

(٢) في « ج » : « النبيّ ».

(٣) قال الشيخ البهائي في أربعينه ، ص ٣٦٤ ، ذيل ح ٢٩ : « إلى ، إمّا بمعنى مع ، كما قال بعض المفسّرين في قوله‌تعالى : ( مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) [ آل عمران (٣) : ٥٢ ؛ الصفّ (٦١) : ١٤ ] ، أو بمعنى « عند » ، كما في قول الشاعر : أشهى إليّ من الرحيق السلسل. ويجوز أن يضمّن « جلس » معنى توجّه ونحوه ».

(٤) في « هـ » : « دنس ». و « الدَّرَن » : الوسخ. النهاية ، ج ٢ ، ص ١١٥ ( درن ).

(٥) في « هـ ، بف » : + / « جنب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ».

(٦) في « هـ » : « بجنب ».

(٧) في « هـ » : + / « إليه ».

(٨) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٦٣ : « قال الشيخ المتقدّم ـ أي الشيخ البهائي ـ رحمه‌الله : ضمير « فخذيه » يعود إلى الموسر ، أي جمع الموسر ثيابه وضمّها تحت فخذي نفسه ؛ لئلاّ تلاصق ثياب المعسر. ويحتمل عوده إلى المعسر. و « من » على الأوّل إمّا بمعنى « في » ، أو زائدة على القول بجواز زيادتها في الإثبات ؛ وعلى الثاني لابتداء الغاية. والعود إلى الموسر أولى ، كما يرشد إليه قوله عليه‌السلام : « فخفت أن يوسّخ ثيابك » ؛ لأنّ قوله عليه‌السلام : فخفت أن يوسّخ ثيابك ، الغرض منه مجرّد التقريع للموسر ، كما هو الغرض من التقريعين السابقين ؛ أعني قوله : خفت أن يمسّك من فقره شي‌ء ؛ خفت أن يصيبه من غناك شي‌ء ، وهذه التقريعات الثلاث منخرطة في سلك واحد. ولو كان ثياب الموسر تحت فخذي المعسر لأمكن أن يكون قبضها من تحت فخذيه خوفاً من أن يوسّخها.

أقول : ما ذكره قدس‌سره وإن كان التقريع فيه أظهر وبالأوّلين أنسب ، لكن لايصير هذا مجوّزاً لارتكاب بعض التكلّفات ؛ إذ يمكن أن يكون التقريع لأنّ سراية الوسخ في الملاصقة في المدّة القليلة نادرة ، أو لأنّ هذه مفسدة قليلة لايحسن لأجلها ارتكاب إيذاء المؤمن ». وراجع أيضاً : الأربعون حديثاً للشيخ البهائي ، ص ٣٦٤ ، ذيل ح ٢٩.

(٩) في البحار ، ج ٢٢ : ـ / « له ».

٦٥٥

أَنْ يَمَسَّكَ (١) مِنْ فَقْرِهِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ (٢) : فَخِفْتَ (٣) أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ (٤) ثِيَابَكَ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلى مَا صَنَعْتَ؟

فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي قَرِيناً (٥) يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ ، وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَنٍ ، وَقَدْ (٦) جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِلْمُعْسِرِ : أَتَقْبَلُ؟ قَالَ : لَا.

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : وَلِمَ (٧)؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي (٨) مَا دَخَلَكَ ». (٩)

٢٣٩٣ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (١٠) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسى عليه‌السلام : يَا مُوسى ، إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلاً ، فَقُلْ : مَرْحَباً بِشِعَارِ (١١) الصَّالِحِينَ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْغِنى مُقْبِلاً ، فَقُلْ : ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ ». (١٢)

__________________

(١) في « هـ » : « أن يصيبك ».

(٢) في « بر » : « فقال ».

(٣) في « ب » : « أفخفت ».

(٤) في « بر ، بف » والوافي : « أن توسّخ ».

(٥) في الوافي : « إنّ لي قريناً ، أي شيطاناً يغويني ويجعل القبيح حسناً في نظري ، والحسن قبيحاً ، وهذا الصادرمنّي من جملة إغوائه ». وقال العلاّمة المجلسي في المرآة بعد نقل ما في الوافي : « ويمكن أيضاً أن يراد بالقرين النفس الأمّارة التي طغت وبغت بالمال ».

(٦) في مرآة العقول : ـ / « قد ».

(٧) في البحار ، ج ٧٢ : « لِمَ » بدون الواو.

(٨) في « ب » : + / « مثل ».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٢ ، ح ٣٠٥٢ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٠٨ ؛ وج ٧٢ ، ص ١٣ ، ح ١٣.

(١٠) في « هـ » : « القاشاني ».

(١١) أي‌علامة الصالحين. وشعار القوم في الحرب : علامتهم ليعرف بعضُهم بعضاً في ظلمة الليل. مجمع‌البحرين ، ج ٣ ، ص ٣٤٧ ( شعر ).

(١٢) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص ٢٤٢ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني. الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث ١٤٨٢٣ ، بسند

٦٥٦

٢٣٩٤ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طُوبى لِلْمَسَاكِينِ (٢) بِالصَّبْرِ ، وَ (٣) هُمُ الَّذِينَ يَرَوْنَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ». (٤)

٢٣٩٥ / ١٤. وَبِإِسْنَادِهِ (٥) ، قَالَ :

« قَالَ النَّبِيُّ (٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا مَعْشَرَ (٧) الْمَسَاكِينِ (٨) ، طِيبُوا نَفْساً (٩) ، وَأَعْطُوا اللهَ الرِّضَا مِنْ قُلُوبِكُمْ ؛ يُثِبْكُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى فَقْرِكُمْ ، فَإِنْ (١٠) لَمْ تَفْعَلُوا فَلَا ثَوَابَ (١١) لَكُمْ ». (١٢)

٢٣٩٦ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ (١٣) ، عَنْ عِيسَى الْفَرَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

__________________

آخر ، عن عليّ بن عيسى رفعه ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. تحف العقول ، ص ٤٩٣ ، ضمن مناجاة الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٣ ، ح ٣٠٥٣ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٥ ، ح ١٤.

(١) في « ض ، هـ » : « رسول الله ».

(٢) في « ب » : « للمسكين ». وفي مرآة العقول : « لا يبعد أن يقرأ : المسّاكين ، بالتشديد للمبالغة ، أي‌المتمسّكين كثيراً بالصبر ».

(٣) في « هـ » : ـ / « و ».

(٤) الجعفريّات ، ص ١٦٥ ؛ المقنعة ، ص ٣٧٤ ، بسندهما عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٣ ، ح ٣٠٥٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٥ ، ح ١٥.

(٥) المراد من « بإسناده » هو السند المتقدّم في الحديث السابق.

(٦) في « ز » وحاشية « د ، ص » : « رسول الله ».

(٧) في « د » : « معاشر ».

(٨) في « هـ » : « المسلمين ».

(٩) في حاشية « ص » : « أنفساً ».

(١٠) في « ص » : « وإن ».

(١١) في « ب » : « فلا يثاب ».

(١٢) ثواب الأعمال ، ص ٢١٨ ، ح ٢ ، عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٣ ، ح ٣٠٥٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٧ ، ح ١٦.

(١٣) هكذا في « ج ، ز ، هـ ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ب ، ص ، ض » والمطبوع : « عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن أبي‌نصر ». وفي البحار : « عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي‌نصر ».

٦٥٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، أَمَرَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنَادِياً يُنَادِي بَيْنَ يَدَيْهِ : أَيْنَ الْفُقَرَاءُ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ (١) مِنَ النَّاسِ كَثِيرٌ ، فَيَقُولُ : عِبَادِي ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَمْ أُفْقِرْكُمْ (٢) لِهَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ ، وَلكِنِّي (٣) إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ لِمِثْلِ هذَا الْيَوْمِ ، تَصَفَّحُوا وُجُوهَ النَّاسِ ، فَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً لَمْ يَصْنَعْهُ إِلاَّ فِيَّ ، فَكَافُوهُ عَنِّي بِالْجَنَّةِ ». (٤)

٢٣٩٧ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَوْ لَا إِلْحَاحُ هذِهِ الشِّيعَةِ عَلَى اللهِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، لَنَقَلَهُمْ مِنَ الْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا إِلى مَا هُوَ (٥) أَضْيَقُ مِنْهَا (٦) ». (٧)

٢٣٩٨ / ١٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ كَثِيرٍ الْخَزَّازِ (٨) :

__________________

هذا ، ووقوع السقط في المطبوع وما وافقه من النسخ ـ لجواز النظر من « أحمد بن محمّد » الأوّل إلى « أحمد بن محمّد » الثاني ـ واضح.

(١) « العنق » : الجماعة من الناس والرؤساء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٠ ( عنق ).

(٢) في حاشية « بر » : « لم أفقرتكم ». فيه ما لا يخفى بُعده.

(٣) في حاشية « بر » ومرآة العقول والبحار : « ولكن ».

(٤) ثواب الأعمال ، ص ٢١٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن يعقوب بن يزيد ، عمّن ذكره ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩١ ، ح ٣٠٥١ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٨ ؛ وج ٧٢ ، ص ٢٤ ، ح ١٧.

(٥) في الوافي : « حال » بدل « ما هو ».

(٦) في « ج ، د ، ص ، بر ، بس » وحاشية « بف » والبحار : ـ / « منها ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٥ ، ح ٣٠٣٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٩ ، ذيل ح ٨٧١٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٤ ، ح ١٨.

(٨) في « بر ، بف » : « الخرّاز ». والظاهر صحّة « الخزّاز » ؛ فقد روى محمّد بن الحسين بن كثير الخزّاز ، عن أبيه في الكافي ، ح ١٢٤٨٦. والحسين بن كثير الخزّاز مذكور في رجال أبي‌عبدالله عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص ١٨٤ ، الرقم ٢٢٣٤ و ٢٢٣٥.

٦٥٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي (١) : « أَمَا تَدْخُلُ السُّوقَ؟ أَمَا تَرَى الْفَاكِهَةَ تُبَاعُ وَالشَّيْ‌ءَ مِمَّا تَشْتَهِيهِ؟ » فَقُلْتُ : بَلى ، فَقَالَ : « أَمَا إِنَّ لَكَ بِكُلِّ مَا (٢) تَرَاهُ فَلَا تَقْدِرُ عَلى شِرَائِهِ (٣) حَسَنَةً ». (٤)

٢٣٩٩ / ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ (٥) ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ لَيَعْتَذِرُ إِلى (٦) عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ الْمُحْوِجِ (٧) فِي الدُّنْيَا ، كَمَا يَعْتَذِرُ الْأَخُ إِلى أَخِيهِ (٨) ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٩) ، مَا أَحْوَجْتُكَ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ كَانَ بِكَ عَلَيَّ ، فَارْفَعْ هذَا السَّجْفَ (١٠) ، فَانْظُرْ إِلى (١١) مَا عَوَّضْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا » قَالَ : « فَيَرْفَعُ (١٢) ، فَيَقُولُ : مَا ضَرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي مَعَ مَا (١٣) عَوَّضْتَنِي ». (١٤)

٢٤٠٠ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قَامَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ حَتّى يَأْتُوا‌

__________________

(١) في « بر » : ـ / « لي ».

(٢) في « بر » : « بما » بدل « بكلّ ما ».

(٣) في « ب ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والبحار : « شراه ». وفي ثواب الأعمال : + / « وتصبر عليه ».

(٤) ثواب الأعمال ، ص ٢١٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، يرفعه إلى أبي‌عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٣ ، ح ٣٠٥٦ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥ ، ح ١٩.

(٥) في « ب ، ز ، بر ، بس » وحاشية « ج ، ض » : « عثمان ».

(٦) في « ب » : « على ».

(٧) في « هـ » : « المَحُوج » اسم المفعول من المجرّد. وفي مرآة العقول : « المحوج ، يحتمل كسر الواو وفتحها ». وحاج الرجل يحوج : إذا احتاج. وأحوج ، من الحاجة ، فهو مُحْوِج. وجمعه : محاويج. المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوج ).

(٨) في « بر » : « لأخيه ».

(٩) في « ج ، ص ، بف » والوافي : ـ / « وجلالي ».

(١٠) « السجف » : السِّتْر. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ( سجف ).

(١١) في « هـ » : ـ / « إلى ».

(١٢) في « هـ » : « فيرقع ».

(١٣) في « هـ » : « عمّا ».

(١٤) المؤمن ، ص ٢٤ ، ح ٣٥ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩١ ، ح ٣٠٥٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥ ، ح ٢٠.

٦٥٩

بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُوا (١) بَابَ الْجَنَّةِ (٢) ، فَيُقَالُ لَهُمْ (٣) : مَنْ (٤) أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ (٥) : مَا أَعْطَيْتُمُونَا شَيْئاً (٦) تُحَاسِبُونَّا عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقُوا ، ادْخُلُوا (٧) الْجَنَّةَ ». (٨)

٢٤٠١ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُبَارَكٍ غُلَامِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى (٩) عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : إِنِّي لَمْ أُغْنِ الْغَنِيَّ لِكَرَامَةٍ بِهِ عَلَيَّ ، وَلَمْ أُفْقِرِ الْفَقِيرَ لِهَوَانٍ بِهِ عَلَيَّ ، وَهُوَ مِمَّا ابْتَلَيْتُ بِهِ الْأَغْنِيَاءَ بِالْفُقَرَاءِ ، وَلَوْ لَا الْفُقَرَاءُ لَمْ يَسْتَوْجِبِ الْأَغْنِيَاءُ الْجَنَّةَ ». (١٠)

٢٤٠٢ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَالْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَا :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَيَاسِيرُ (١١) شِيعَتِنَا أُمَنَاؤُنَا عَلى مَحَاوِيجِهِمْ (١٢) ، فَاحْفَظُونَا‌

__________________

(١) في « هـ » : « فيضربون ».

(٢) في « هـ » : « الباب » بدل « باب الجنّة ».

(٣) في « ج ، د ، بف » والوافي : ـ / « لهم ».

(٤) في « ض » : « ما ».

(٥) في « ف » : « فيقال ».

(٦) في « ف » : + / « حتّى ».

(٧) في مرآة العقول : « المخاطب في « صدقوا » الملائكة ، وفي « ادخلوا » الفقراء ، إذا قرئ على بناء المجرّد كما هو الظاهر ... ويمكن أن يقرأ على بناء الإفعال ، فالمخاطب الملائكة أيضاً ».

(٨) ثواب الأعمال ، ص ٢١٨ ، ح ١ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد ، عمّن ذكره ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٣ ، ح ٣٠٥٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٥ ، ح ٢١.

(٩) في « ض ، هـ » : ـ / « موسى ».

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٤ ، ح ٣٠٥٩ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٦ ، ح ٢٢.

(١١) « المَيْسرة » مثلّثة السين : الغِنى. وأيسر يساراً : صار ذا غنى ، فهو مُوسِر ، وجمعه : مياسير. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩١ ( يسر ).

(١٢) حاج الرجل يحوج : إذا احتاج. وأحوج ، من الحاجة ، فهو مُحْوِج ، وجمعه : محاويج. المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوج ).

٦٦٠