الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

حِجَجٍ (١) ».

قَالَ : قُلْتُ : عَشْرِ رِقَابٍ وَعَشْرِ حِجَجٍ (٢)؟!

قَالَ : فَقَالَ : « يَا نَصْرُ ، إِنْ لَمْ تُطْعِمُوهُ مَاتَ ، أَوْ (٣) تُذِلُّونَهُ (٤) فَيَجِي‌ءُ (٥) إِلى نَاصِبٍ فَيَسْأَلُهُ ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَسْأَلَةِ نَاصِبٍ ؛ يَا نَصْرُ ، مَنْ أَحْيَا مُؤْمِناً فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ، فَإِنْ لَمْ تُطْعِمُوهُ فَقَدْ أَمَتُّمُوهُ ، وَإِنْ (٦) أَطْعَمْتُمُوهُ فَقَدْ أَحْيَيْتُمُوهُ ». (٧)

٨٧ ـ بَابُ مَنْ كَسَا مُؤْمِناً‌

٢١٩٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا أَخَاهُ كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ صَيْفٍ (٨) ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَكْسُوَهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، وَأَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ (٩) سَكَرَاتِ الْمَوْتِ ، وَأَنْ يُوَسِّعَ عَلَيْهِ فِي (١٠) قَبْرِهِ ، وَأَنْ يَلْقَى (١١) الْمَلَائِكَةَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ بِالْبُشْرى ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي‌

__________________

(١) في « ف » : « حجّ ».

(٢) في « ف » : « حجّ ».

(٣) في « ف » : « و ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي. وفي « بر » والمطبوع والبحار : « تدلونه » من دلوته وأدليته ، أي‌أرسلته. واختاره المازندراني في شرحه. وفي مرآة العقول : « كأنّ الظاهر حينئذٍ : « أو تذلّوه » للعطف على الجزاء ، ولذا قرأ بعضهم بفتح الواو على الاستفهام الإنكاري. و « تدلّونه » بالدال المهملة واللام المشدّدة من الدلالة ».

(٥) في « ب ، ج » وحاشية « ص ، ض ، ف » والبحار : « فيأتي ».

(٦) في البحار : « فإن ».

(٧) راجع : الكافي ، كتاب الزكاة ، باب سقي الماء ، ح ٦٢٣٣ الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٨ ، ح ٢٨٦٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٣ ، ح ٣٠٦١٣ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٢.

(٨) في « ف » : « صيفاً ». والنصب على الظرفيّة.

(٩) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر » وشرح المازندراني والوافي والوسائل والمصادقة : + / « من ».

(١٠) في « ب » : ـ / « في ».

(١١) في « ض » : « أن تلقّى ». واحتمل المجلسي كون « الملائكة » مرفوعاً والمفعول محذوفاً. وقال : « يمكن أن

٥٢١

كِتَابِهِ : ( وَتَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) ». (٢)

٢١٩٥ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ثَوْباً مِنْ عُرْيٍ ، أَوْ أَعَانَهُ بِشَيْ‌ءٍ مِمَّا يُقَوِّيهِ (٣) مِنْ (٤) مَعِيشَتِهِ (٥) ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ سَبْعَةَ آلَافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ (٦) لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ». (٧)

٢١٩٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ (٨) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ كَسَا أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ثَوْباً مِنْ عُرْيٍ ، أَوْ أَعَانَهُ بِشَيْ‌ءٍ مِمَّا يُقَوِّيهِ (٩) مِنْ (١٠) مَعِيشَتِهِ (١١) ، وَكَّلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ (١٢) سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَسْتَغْفِرُونَ (١٣) لِكُلِّ ذَنْبٍ عَمِلَهُ إِلى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ». (١٤)

٢١٩٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ‌

__________________

يقرأ ... من باب التفعيل ، والمستتر راجع إلى الله ، والمفعول الأوّل محذوف ، ومفعوله الثاني الملائكة ». راجع : مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٣٣.

(١) الأنبياء (٢١) : ١٠٣.

(٢) مصادقة الإخوان ، ص ٧٨ ، ح ١ ، مرسلاً مع زيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٩ ، ح ٢٨٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٤ ، ح ٦٠٧٨ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٨ ، ح ٧٢ ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٣.

(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « يقوته ».

(٤) في حاشية « بر » : « على ».

(٥) في « ج ، د ، ز » : « معيشة ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « تستغفرون ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٩ ، ح ٢٨٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٣ ، ذيل ح ٦٠٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٨٤.

(٨) تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢١٧٦ ، احتمال وجود الخلل في السند ، فلاحظ.

(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « يقوته ».

(١٠) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف » وحاشية « بر » والوسائل : « على ».

(١١) في « ز » : « معيشة ».

(١٢) في « ص » : ـ / « به ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « تستغفرون ».

(١٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٩ ، ح ٢٨٦٥ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٣ ، ح ٦٠٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٨٥.

٥٢٢

أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ، كَسَاهُ اللهُ مِنَ الثِّيَابِ الْخُضْرِ ». (١)

وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : (٢) « لَا يَزَالُ فِي ضَمَانِ اللهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ سِلْكٌ (٣) ». (٤)

٢١٩٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : « مَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً مِنْ عُرْيٍ ، كَسَاهُ اللهُ مِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ كَسَا مُؤْمِناً ثَوْباً (٥) مِنْ غِنًى ، لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرٍ مِنَ اللهِ مَا بَقِيَ (٦) مِنَ الثَّوْبِ خِرْقَةٌ (٧) ». (٨)

__________________

(١) ثواب الأعمال ، ص ١٦٤ ، ح ٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩ ، المجلس ١ ، ح ٥ ، بسندهما عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر ، مع زيادة في أوّله. ثواب الأعمال ، ص ١٧٥ ، ضمن ح ١ ، بسنده عن أبي‌حمزة الثمالي ، والرواية هكذا : « من كساه من عري كساه الله من استبرق وحرير ». المؤمن ، ص ٦٣ ، ح ١٦١ ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦ ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٠ ، ح ٢٨٦٦ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٣ ، ح ٦٧٠٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٨٦.

(٢) في الأمالي : ـ / « قال في حديث آخر ».

(٣) السِّلْكَة : الخيط الذي يخاط به الثوب ، وجمعه سِلَك وأسلاك وسلوك. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٤٢ ( سلك ).

(٤) الأمالي للمفيد ، ص ٩ ، المجلس ١ ، ح ٥ ، بسنده عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر. ثواب الأعمال ، ص ١٧٥ ، ضمن ح ١ ، بسنده عن أبي‌حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، وفيه : « من كساه من غير عري لم يزل في ضمان الله ... ». قرب الإسناد ، ص ١٢٠ ، ح ٤٢٢ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. الاختصاص ، ص ٢٨ ، مرسلاً عن أبي‌حمزة الثمالي ؛ المؤمن ، ص ٦٣ ، ح ١٦١ ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٠ ، ح ٢٨٦٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٤ ، ح ٦٠٧٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٨٦.

(٥) في « ف » : ـ / « ثوباً ».

(٦) في « ف » : « بقت ».

(٧) « الخِرقة » : القطعة من الثوب والمِزْقةُ منه. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٣ ( خرق ).

(٨) ثواب الأعمال ، ص ١٧٥ ، ضمن الحديث ١ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، وفيه : « من كساه من عري

٥٢٣

٨٨ ـ بَابٌ فِي إِلْطَافِ الْمُؤْمِنِ وَإِكْرَامِهِ‌

٢١٩٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَخَذَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ قَذَاةً (١) ، كَتَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ؛ وَمَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ ، كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ». (٢)

٢٢٠٠ / ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ (٣) : مَرْحَباً ، كَتَبَ اللهُ لَهُ مَرْحَباً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (٤)

٢٢٠١ / ٣. عَنْهُ (٥) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٦) ، عَنْ يُونُسَ عَنْ‌

__________________

كساه الله من إستبرق وحرير » الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٠ ، ح ٢٨٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١١٤ ، ح ٦٠٧٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٨٧.

(١) « قَذاة » : مايقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠ ( قذا ).

(٢) مصادقة الإخوان ، ص ٥٢ ، ح ٣ ، مرسلاً. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إدخال السرور على المؤمنين ، ح ٢١٢٩ ، ومصادره الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٧٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢١٨٠٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣٠.

(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والمصادقة. وفي المطبوع : + / « المؤمن ».

(٤) مصادقة الإخوان ، ص ٧٨ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي‌جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام. ثواب الأعمال ، ص ١٧٦ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر ، وفيه : « إنّ المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فقال له : مرحباً ... » الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٧٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢١٨٠١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣١.

(٥) في « ف » : « وعنه ».

(٦) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والوسائل والبحار. وفي « ض » والمطبوع : « أحمد بن محمّد بن عيسى » بدل « أحمد بن محمّد عن محمّد بن عيسى ».

وقد توسّطَ أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن عيسى في عدّة من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٧٠ ـ ٥٧١ ، وص ٦٩٧ ـ ٦٩٨.

٥٢٤

عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَأَكْرَمَهُ ، فَإِنَّمَا أَكْرَمَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ». (١)

٢٢٠٢ / ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ الْهَيْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ (٢) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ :

« قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا فِي أُمَّتِي عَبْدٌ أَلْطَفَ (٣) أَخَاهُ (٤) فِي اللهِ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ لُطْفٍ (٥) إِلاَّ أَخْدَمَهُ (٦) اللهُ مِنْ خَدَمِ الْجَنَّةِ ». (٧)

٢٢٠٣ / ٥. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ (٨) بِكَلِمَةٍ يُلْطِفُهُ (٩) بِهَا وَفَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ اللهِ الْمَمْدُودِ ،

__________________

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٧٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٨٠٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٢.

(٢) كذا في النسخ والمطبوع والوسائل والبحار. والظاهر وقوع التحريف في العنوان ، والصواب : « الهيثم بن جمّاز » ؛ فإنّ أبا داود الراوي عن زيد بن أرقم هو نفيع بن الحارث أبوداود الأعمى ، وقد عُدَّ الهيثم بن جمّاز من رواة نفيع هذا. راجع : تهذيب الكمال ، ج ١٠ ، ص ٩ ، الرقم ٢٠٨٧ ؛ وج ٣٠ ، ص ٩ ، الرقم ٦٤٦٦.

(٣) ألطفه بكذا ، أي‌بَرَّه به. والاسم اللَّطَفُ. يقال : جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان ، أي‌هديّة. الصحاح ، ج ٤ ص ١٤٢٧ ( لطف ).

(٤) في ثواب الأعمال « ما من عبد لاطف أخاه » بدل « ما في امّتي عبد ألطف أخاه ».

(٥) في « ز ، ص » : « لطفه ». وفي ثواب الأعمال : « اللطف ».

(٦) في الوسائل : « ألطفه ».

(٧) ثواب الأعمال ، ص ١٨١ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن النضر بن إسحاق ، عن الحارث بن النعمان ، عن الهيثم بن حمّاد ، عن داود ، عن زيد بن أرقم. مصادقة الإخوان ، ص ٧٨ ، ح ١ ، عن زيد بن أرقم الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٦ ، ح ٢٧٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢١٨٠٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٣٣.

(٨) في الوسائل : « المؤمن ».

(٩) في « ب ، ز » : « تلطّفه » فعلاً ماضياً من باب التفعّل. وفي « ف » : « يلطف ».

٥٢٥

عَلَيْهِ (١) الرَّحْمَةُ مَا كَانَ (٢) فِي ذلِكَ ». (٣)

٢٢٠٤ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ جَمِيلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا خَصَّ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ الْمُؤْمِنَ أَنْ يُعَرِّفَهُ بِرَّ إِخْوَانِهِ (٤) وَإِنْ قَلَّ ، وَلَيْسَ الْبِرُّ بِالْكَثْرَةِ (٥) ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ (٦) فِي كِتَابِهِ : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ). ثُمَّ قَالَ : ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٧) وَمَنْ عَرَّفَهُ (٨) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِذلِكَ أَحَبَّهُ اللهُ (٩) ، وَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ (١٠) ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَفَّاهُ (١١) أَجْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا جَمِيلُ ، ارْوِ هذَا الْحَدِيثَ لِإِخْوَانِكَ ؛ فَإِنَّهُ تَرْغِيبٌ (١٢) فِي الْبِرِّ (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) في الوسائل : + / « من ».

(٢) في الوافي : « ما دام ـ خ ل ».

(٣) ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي‌عبدالله بن محمّد الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام. الجعفريّات ، ص ١٩٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. علل الشرائع ، ص ٥٢٣ ، صدر ح ٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير. المؤمن ، ص ٥٢ ، ح ١٢٨ ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٦ ، ح ٢٧٨٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٨٠٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ٣٤.

(٤) في مرآة العقول : « أي ثواب البرّ ، أو التعريف كناية عن التوفيق للفعل ».

(٥) في الوافي : « معناه أنّه لايتوقّف البرّ على كثرة المال ، بل ينبغي للمقلّ أيضاً أن يبرّ إخوانه ؛ وذلك لأنّ الله سبحانه حمد أهل الحاجة بالإيثار. والخصاصة : الحاجة ».

(٦) في « ف » : « وذلك يقول الله عزّوجلّ ».

(٧) الحشر (٥٩) : ٩.

(٨) في مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ : عرفه ، على بناء المجرّد ».

(٩) في الوسائل ، ح ٢١٨٠٦ : ـ / « الله ».

(١٠) في « ف » : ـ / « الله ».

(١١) في « ز » : « لأوفاه ».

(١٢) في « ب » وحاشية « ص ، بر » : + / « لإخوانك ».

(١٣) في البحار : + / « لإخوانك ».

(١٤) مصادقة الإخوان ، ص ٦٦ ، ح ٢ ، عن جميل بن درّاج. ثواب الأعمال ، ص ٢٢٠ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن عمر بن عبدالعزيز ، وتمام الرواية فيه : « من فضل الرجل عند الله محبّته لإخوانه ، ومن عرّفه الله محبّته إخوانه أحبّه الله ، ومن أحبّه الله وفّاه أجره يوم القيامة » الوافي ، ج ٥ ،

٥٢٦

٢٢٠٥ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُتْحِفُ أَخَاهُ التُّحْفَةَ ».

قُلْتُ (١) : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ (٢) التُّحْفَةُ؟

قَالَ : « مِنْ مَجْلِسٍ وَمُتَّكَاً وَطَعَامٍ (٣) وَكِسْوَةٍ وَسَلَامٍ ، فَتَطَاوَلُ (٤) الْجَنَّةُ (٥) مُكَافَأَةً لَهُ ، وَيُوحِي اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهَا : أَنِّي قَدْ حَرَّمْتُ طَعَامَكِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا إِلاَّ عَلى نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهَا : أَنْ كَافِئِي (٦) أَوْلِيَائِي (٧) بِتُحَفِهِمْ ، فَيَخْرُجُ (٨) مِنْهَا وُصَفَاءُ وَوَصَائِفُ (٩) ، مَعَهُمْ أَطْبَاقٌ (١٠) مُغَطَّاةٌ بِمَنَادِيلَ مِنْ لُؤْلُؤٍ ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلى جَهَنَّمَ وَهَوْلِهَا ، وَإِلَى الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا ، طَارَتْ (١١) عُقُولُهُمْ ، وَامْتَنَعُوا أَنْ يَأْكُلُوا ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ : أَنَّ (١٢) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ (١٣) حَرَّمَ جَهَنَّمَ عَلى مَنْ (١٤) أَكَلَ‌

__________________

ص ٦٤٦ ، ح ٢٧٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢١٨٠٦ ؛ وج ٢٧ ، ص ٨٨ ، ح ٣٣٢٨٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ٣٥.

(١) في « ز ، ض ، هـ » : + / « به ».

(٢) في « ف » : + / « هي ».

(٣) في « هـ » : « وإطعام ».

(٤) في « د ، ص ، ف ، هـ ، بف » والوافي والوسائل : « فتتطاول ». وفي « بس » : « فيتطاول ». وفي الوافي : « فتتطاول الجنّة ، أي تمتدّ وترتفع أن تكافيه في الدنيا بطعام أو شراب ».

(٥) في « ف » : + / « له ».

(٦) في « ج ، ض » : « كافي » ، وهو من تخفيف الهمزة.

(٧) في « ز » : « أولياء لي ».

(٨) في شرح المازندراني والوافي والبحار : « فتخرج ».

(٩) الوصيف : الغلام دون المراهق ، والوصيفة : الجارية كذلك ، والجمع : وُصَفاء ووصائف ، مثل كريم وكرماء وكرائم. المصباح المنير ، ص ٦٦١ ( وصف ).

(١٠) « الطَّبَق » : من أمتعة البيت ، يؤكل عليه. والجمع : أطباق. المصباح المنير ، ص ٣٩٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٧ ( طبق ).

(١١) في حاشية « ف » : « حارت ».

(١٢) في مرآة العقول : « إنّ الله ، يحتمل كسر الهمزة وفتحها ».

(١٣) في « ف » : ـ / « قد ».

(١٤) في « ز ، هـ » والوافي : ـ / « من ».

٥٢٧

مِنْ طَعَامِ جَنَّتِهِ (١) ، فَيَمُدُّ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ ، فَيَأْكُلُونَ ». (٢)

٢٢٠٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ (٤) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ (٥) سَبْعِينَ كَبِيرَةً ». (٦)

٢٢٠٧ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : أَمْلى عَلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَحْسِنْ ـ يَا إِسْحَاقُ ـ إِلى أَوْلِيَائِي مَا اسْتَطَعْتَ ، فَمَا أَحْسَنَ مُؤْمِنٌ إِلى مُؤْمِنٍ وَلَا أَعَانَهُ إِلاَّ خَمَشَ (٧) وَجْهَ إِبْلِيسَ (٨) ، وَقَرَّحَ قَلْبَهُ (٩) ». (١٠)

__________________

(١) في « هـ » : « الجنّة ».

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٧ ، ح ٢٧٨٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢١٨٠٣ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ١٥٦ ، ح ٩٧ ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ٣٦.

(٣) هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « محمّد بن يحيى ، عن أحمدبن محمّد بن عيسى ».

وقد توسَّطَ محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] بين محمّد بن يحيى ومحمّد بن عيسى في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٤٤ ـ ٤٤٥ ؛ ج ١٥ ، ص ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة والوسائل. وفي « بس » والمطبوع والبحار : « الفضيل ».

(٥) في « ف » : « على المؤمن ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٥ ، ح ٢٥٨٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢١٨١٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٠١ ، ح ٣٧.

(٧) الخَمْش : الخدش في الوجه. لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٩٩ ( خدش ).

(٨) في « ز ، ض ، هـ » : + / « لعنه الله ».

(٩) « قَرَّحَ قَلْبَهُ » مبالغة وتكثير من قَرَحَ قَلْبَهُ ، من باب منع ، أي جرحه. وقال العلاّمة المجلسي : « قرّح ، بالقاف من باب التفعيل كناية عن شدّة الغمّ واستمراره » ، وقرأه العلاّمة الفيض من باب المجرّد ، حيث قال : « القُرْح ، بضمّ

٥٢٨

٨٩ ـ بَابٌ فِي خِدْمَتِهِ (١)

٢٢٠٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَيُّمَا مُسْلِمٍ (٢) خَدَمَ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ (٣) أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ عَدَدِهِمْ خُدَّاماً (٤) فِي الْجَنَّةِ ». (٥)

٩٠ ـ بَابُ نَصِيحَةِ الْمُؤْمِنِ‌

٢٢٠٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنَاصِحَهُ (٦) ». (٧)

__________________

القاف والمهملتين : الألم ، قرح قلبه ، أي آلمه ». وأمّا العلاّمة المازندراني فإنّه قرأه بالفاء ، حيث قال : « فرّح قلبه ، إذا غمّه ، وأفرحه ، إذا أثقله ، وحقيقته : أزال عنه الفرح ، كأشكيته. ويجوز أن يقرأ بالقاف ، يقال : قرحه ، من باب منع ، أي جرحه ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٢٤ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ ( فرح ) ؛ المصباح المنير ، ص ٤٩٦ ( قرح ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٩٣ و ٩٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٤١.

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٧ ، ح ٢٧٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢١٨٠٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ح ٣٠١ ، ح ٣٨.

(١) في « ف » : « خدمة المؤمن ».

(٢) في « بر ، بف » : « مؤمن ».

(٣) في « هـ » : ـ / « إلاّ ». وهي زائدة ، أو استثناء من مقدّر ، أي‌ما فعل ذلك إلاّ أعطاه الله. راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٩٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٤١.

(٤) في « هـ » وحاشية « ف » : « خدماً ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٨ ، ح ٢٧٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢١٨١٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٧ ، ح ٣.

(٦) نصحتُ لزيد أنصَح نُصْحاً ونصيحةً ؛ هذه اللغة الفصيحة. وفي لغة يتعدّى بنفسه ، فيقال : نصحتُه. وهو الإخلاص والصدق والمشورة والعمل. والفاعل : ناصح ونصيح. والجمع : نُصَحاء. والنصيحة : كلمة يُعبَّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له. المصباح المنير ، ص ٦٠٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٣ ( نصح ).

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨١ ، ح ٢٨٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨١ ، ح ٢١٨١٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤.

٥٢٩

٢٢١٠ / ٢. عَنْهُ (١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ (٢) النَّصِيحَةُ لَهُ فِي الْمَشْهَدِ وَالْمَغِيبِ (٣) ». (٤)

٢٢١١ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ (٥) ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ (٦) ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَجِبُ لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ النَّصِيحَةُ (٧) ». (٨)

٢٢١٢ / ٤. ابْنُ مَحْبُوبٍ (٩) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لِيَنْصَحِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ (١٠) لِنَفْسِهِ ». (١١)

٢٢١٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ (١٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ‌

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٢) في « ب » : + / « من ».

(٣) في « هـ » : « أن يناصحه » بدل « النصيحة له في المشهد والمغيب ».

(٤) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٩ ، وتمام الرواية : « حقّ المؤمن على المؤمن أن يمحضه النصيحة في المشهد والمغيب كنصيحته لنفسه » الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨١ ، ح ٢٨٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ص ٣٨١ ، ح ٢١٨١٨ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥.

(٥) السند معلّق ، ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد.

(٦) في « ز » : « عليّ بن رئاب ».

(٧) في « ف » : + / « لنفسه ». وفي البحار : + / « له ».

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨١ ، ح ٢٨٧١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨١ ، ح ٢١٨١٩ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦.

(٩) السند معلّق ، كسابقه.

(١٠) في « ج » : « كنصيحة ». وفي « هـ » : « كنصحه ».

(١١) الأمالي للطوسي ، ص ٢٣١ ، المجلس ٩ ، ضمن الحديث ٢ ، عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨١ ، ح ٢٨٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢١٨٢٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٧.

(١٢) في « هـ » : « النبيّ ».

٥٣٠

اللهِ (١) يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْشَاهُمْ فِي أَرْضِهِ (٢) بِالنَّصِيحَةِ لِخَلْقِهِ ». (٣)

٢٢١٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ (٤) بِالنُّصْحِ لِلّهِ فِي خَلْقِهِ ، فَلَنْ تَلْقَاهُ (٥) بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْهُ ». (٦)

٩١ ـ بَابُ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ‌

٢٢١٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ حَبِيبٍ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « صَدَقَةٌ يُحِبُّهَا اللهُ : إِصْلَاحُ (٧) بَيْنِ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا ، وَتَقَارُبُ بَيْنِهِمْ إِذَا تَبَاعَدُوا ».

عَنْهُ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، مِثْلَهُ. (٩)

__________________

(١) في « ب » : « عند الله منزلة ».

(٢) في مرآة العقول : « الأرض ». والمشي كناية عن شدّة الاهتمام.

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٦ ، ح ٢٥٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢١٨٢١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٨.

(٤) في « هـ » والوافي : « عليك ».

(٥) في « هـ » : « فلن تلقّاه » بالتشديد. أي‌تتلقّاه.

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاهتمام بامور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم ، ح ٢٠٣٠ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن محمّد القاساني ، عن القاسم بن محمّد الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٦ ، ح ٢٥٢٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢١٨٢٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٩.

(٧) في « ز » : « الإصلاح ».

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد ، كما هو الظاهر.

(٩) الأمالي للمفيد ، ص ١٢ ، المجلس ١ ، ح ١٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عمرو الأفرق وحذيفة بن منصور ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٥٣٠ و ٢٥٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٣٩ ، ح ٢٤٠٠١ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٤ ، ح ٦ وذيله.

٥٣١

٢٢١٦ / ٢. عَنْهُ (١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُصْلِحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ (٢) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِينَارَيْنِ ». (٣)

٢٢١٧ / ٣. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا رَأَيْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ شِيعَتِنَا مُنَازَعَةً ، فَافْتَدِهَا (٥) مِنْ مَالِي (٦) ». (٧)

٢٢١٨ / ٤. ابْنُ سِنَانٍ (٨) ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ سَابِقِ (٩) الْحَاجِّ ، قَالَ :

مَرَّ بِنَا الْمُفَضَّلُ ـ وَ (١٠) أَنَا وَخَتَنِي (١١) نَتَشَاجَرُ فِي مِيرَاثٍ ـ فَوَقَفَ عَلَيْنَا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ‌

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد.

(٢) في « ف » : « الناس ».

(٣) ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي‌حمزة الثمالي ، عن أبي‌عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٥٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٣٩ ، ح ٢٤٠٠٠ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٤.

(٤) الضمير راجع إلى محمّد بن يحيى في سند ح ١ ، خلافاً لظاهر السياق ؛ فإنّ ابن سنان الراوي عن مفضّل ـ وهو ابن عمر ـ هو محمّد بن سنان. وتوسّط أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بينه وبين محمّد بن يحيى في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٦٥ ـ ٥٦٨ ، وص ٦٩٥ ـ ٦٩٦.

(٥) في « هـ » : « فافتد بها ». و « الفِدى » و « الفِداء » : حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه. يقال : فديته بمالٍ ، وفديتُه‌بنفسي ، وفاديت بكذا. و « افتدى » : إذا بذل ذلك عن نفسه. وفَدَت المرأة نفسَها من زوجها وافتدت : أعطته مالاً حتّى تخلّصت منه بالطلاق. المفردات للراغب ، ص ٦٢٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٦٥ ( فدى ).

(٦) في « هـ » : « مالك ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٥٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٠ ، ح ٢٤٠٠٢ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٤ ، ح ٨.

(٨) السند معلّق على سابقه ، ويروي عن ابن سنان ، محمّد بن يحيى المعبَّر عنه بالضمير عن أحمد بن محمّد.

(٩) في « ب » والبحار : « سائق ». وفي « ج ، ز ، بس » : « سايق ». والمذكور في كتب الرجال « سابق » و « سائق ». راجع : رجال النجاشي ، ص ١٨٠ ، الرقم ٤٧٦ ؛ رجال البرقي ، ص ٤٢ ؛ رجال الكشّي ، ص ٣١٨ ، الرقم ٥٧٥ و ٥٧٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٢٨٠٧ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٣٣ ، الرقم ٨٦٤.

(١٠) في « ج ، بس » : ـ / « و ».

(١١) « الخَتَن » ، بالتحريك : كلّ من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ ، قال الجوهري : « هكذا عند العرب ،

٥٣٢

لَنَا (١) : تَعَالَوْا إِلَى الْمَنْزِلِ ، فَأَتَيْنَاهُ ، فَأَصْلَحَ (٢) بَيْنَنَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَدَفَعَهَا (٣) إِلَيْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتّى إِذَا (٤) اسْتَوْثَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ صَاحِبِهِ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ مَالِي ، وَلكِنْ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَمَرَنِي (٥) إِذَا تَنَازَعَ رَجُلَانِ (٦) مِنْ أَصْحَابِنَا فِي شَيْ‌ءٍ أَنْ أُصْلِحَ بَيْنَهُمَا (٧) ، وَأَفْتَدِيَهَا (٨) مِنْ مَالِهِ ، فَهذَا مِنْ مَالِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (٩)

٢٢١٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُصْلِحُ لَيْسَ بِكَاذِبٍ (١٠) ». (١١)

٢٢٢٠ / ٦. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النّاسِ ) (١٢) قَالَ : « إِذَا دُعِيتَ لِصُلْحٍ (١٣) بَيْنَ اثْنَيْنِ (١٤) ، فَلَا تَقُلْ : عَلَيَّ‌

__________________

وأمّا عند العامّة فختن الرجل : زوج ابنته ». وعن ابن المظفّر : « الختن : الصِّهر » ، والصهر : زوج بنت الرجل واخته. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٧ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٧٦ ؛ المصباح المنير ، ص ١٦٤ ( ختن ).

(١) في الوسائل والتهذيب : ـ / « لنا ».

(٢) في « ف » : « فإذا أصلح ».

(٣) في « هـ » : « ودفعها ».

(٤) في « ب » : « إذ ».

(٥) في « ف » : + / « بأن ».

(٦) في حاشية « بر » : « اثنان ».

(٧) في « ص » وحاشية « ض » : « بينهم ».

(٨) في « بر » وحاشية « ز » والبحار : « وأفتديهما ». وفي الوسائل : « أفتدي بها ».

(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣١٢ ، ح ٨٦٣ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن أبي‌حنيفة السابق الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٥٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٠ ، ح ٢٤٠٠٣ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٧ ، ح ١٠٦ ؛ وج ٧٦ ، ص ٤٥ ، ح ٩.

(١٠) في « هـ » وحاشية « د » والكافي ، ح ٢٧٠١ : « بكذّاب ». وفي الوافي : « يعني أنّه إذا تكلّم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقّف عليه الإصلاح ، لم يعدّ كلامه كذباً ».

(١١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكذب ، ح ٢٧٠١ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٥٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٢ ، ح ٢٤٠٠٩ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٦ ، ح ١٠.

(١٢) البقرة (٢) : ٢٢٤.

(١٣) في « هـ » : « تصلح ».

(١٤) في « ب » : « بين اثنين لصلح ». وفي « ج » : « اثنتين ».

٥٣٣

يَمِينٌ أَلاَّ أَفْعَلَ (١) ». (٢)

٢٢٢١ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ـ أَوْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ـ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (٣) : « أَبْلِغْ عَنِّي كَذَا وَكَذَا » فِي أَشْيَاءَ أَمَرَ (٤) بِهَا. قُلْتُ : فَأُبَلِّغُهُمْ عَنْكَ وَأَقُولُ عَنِّي (٥) مَا قُلْتَ لِي وَغَيْرَ الَّذِي قُلْتَ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ (٦) الْمُصْلِحَ لَيْسَ بِكَذَّابٍ ، إِنَّمَا هُوَ الصُّلْحُ لَيْسَ بِكَذِبٍ (٧) ». (٨)

٩٢ ـ بَابٌ فِي إِحْيَاءِ الْمُؤْمِنِ‌

٢٢٢٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ (٩) فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ

__________________

(١) في الوافي : « يعني لاتقل : حلفت بالله ألاّ اصلح بين الناس ».

(٢) التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٠٦٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي‌نجران ، عن ابن أبي‌عمير. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٣٤٠ ، عن أيّوب ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٥٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٠ ، ح ٢٤٠٠٤ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٦ ، ح ١١.

(٣) في « هـ » : + / « له ». وفي الوسائل : ـ / « قال ».

(٤) في « ب » : « آمر ».

(٥) في « ب » : « عنك و ». وفي حاشية « ض » : « عنك ». وفي الوسائل : « على ».

(٦) في « ب » : « إنّما ».

(٧) في « ب » والوسائل : ـ / « إنّما هو الصلح ليس بكذب ». وفي « ص ، ف ، بس » : « إنّما هو المصلح ليس يكذب ». وفي مرآة العقول : « ذهب بعض الأصحاب إلى وجوب التورية في هذه المقامات ليخرج عن الكذب ، كأن ينوي بقوله : قال كذا ، رضي بهذا القول ، ومثل ذلك ؛ وهو أحوط ».

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٥٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٨ ، ص ٤٤٢ ، ح ٢٤٠٠٨ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٨ ، ح ١٢.

(٩) هكذا في القرآن و « ض ، بر » والوسائل والمحاسن وتفسير العيّاشي ، ح ٨٥ والأمالي. وفي « ف » :

٥٣٤

جَمِيعاً ) (١)؟

قَالَ (٢) : « مَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ (٣) إِلى هُدًى فَكَأَنَّمَا (٤) أَحْيَاهَا ، وَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ هُدًى إِلى ضَلَالٍ فَقَدْ قَتَلَهَا ». (٥)

٢٢٢٣ / ٢. عَنْهُ (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ : ( وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً )؟ قَالَ : « مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ ». قُلْتُ : فَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنْ ضَلَالٍ إِلى هُدًى؟ قَالَ : « ذَاكَ (٧) تَأْوِيلُهَا الْأَعْظَمُ ». (٨)

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِ اللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، مِثْلَهُ.

٢٢٢٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَسْأَلُكَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ » فَقُلْتُ (٩) : كُنْتُ عَلى حَالٍ‌

__________________

(١) المائدة (٥) : ٣٢.

(٢) في الوسائل والمحاسن : « فقال ».

(٣) في المحاسن : « ضلالة ».

(٤) في المحاسن وتفسير العيّاشي والأمالي : « فقد ».

(٥) المحاسن ، ص ٢٣١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨١. وفي الأمالي للطوسي ، ص ٢٢٦ ، المجلس ٨ ، ح ٤٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣١٣ ، ح ٨٥ ، عن سماعة الوافي ، ج ٥ ص ٦٨٢ ، ح ٢٨٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٧ ، ح ٢١٣٠٨ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٤٨.

(٦) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٧) في المحاسن : « فقال : ذلك ».

(٨) المحاسن ، ص ٢٣٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٢ ، عن عليّ بن الحكم. تفسير القمّي ، ح ١ ، ص ١٦٧ ، بسند آخر عن أبي‌جعفر عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣١٣ ، ح ٨٧ ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٢ ، ح ٢٨٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٦ ، ح ٢١٣٠٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٤٠٣ ، ح ٤٩.

(٩) في « هـ » والمحاسن : « قال ».

٥٣٥

وَأَنَا الْيَوْمَ عَلى حَالٍ أُخْرى ، كُنْتُ أَدْخُلُ الْأَرْضَ ، فَأَدْعُو الرَّجُلَ وَالِاثْنَيْنِ وَالْمَرْأَةَ ، فَيُنْقِذُ اللهُ مَنْ شَاءَ (١) ، وَأَنَا الْيَوْمَ لَا أَدْعُو أَحَداً.

فَقَالَ : « وَمَا عَلَيْكَ (٢) أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ ، فَمَنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُخْرِجَهُ (٣) مِنْ ظُلْمَةٍ إِلى نُورٍ أَخْرَجَهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « وَلَاعَلَيْكَ ـ إِنْ آنَسْتَ (٤) مِنْ أَحَدٍ خَيْراً (٥) ـ أَنْ تَنْبِذَ إِلَيْهِ الشَّيْ‌ءَ نَبْذاً (٦) ».

قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً ).

قَالَ : « مِنْ حَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ (٧) ». ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « تَأْوِيلُهَا (٨) الْأَعْظَمُ أَنْ دَعَاهَا فَاسْتَجَابَتْ (٩) لَهُ (١٠) ». (١١)

٩٣ ـ بَابٌ فِي (١٢) الدُّعَاءِ لِلْأَهْلِ إِلَى الْإِيمَانِ‌

٢٢٢٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (١٣) عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ،

__________________

(١) في « ب ، هـ » والوسائل والمحاسن : « يشاء ».

(٢) في الوافي : « وما عليك ، أي الذي يجب عليك ؛ بأن تكون « ما » موصولة. أو وما بأس عليك ؛ بأن تكون نافية. أو أيّ شي‌ء عليك ؛ بأن تكون استفهاميّة للإنكار ».

(٣) في « هـ » : « فمن أراد أن يخرجه الله ».

(٤) « آنس » : أبصر ورأى شيئاً لم يعهده. يقال : آنست منه كذا ، أي‌علمت. النهاية ، ج ١ ، ص ٧٤ ( آنس ).

(٥) في الوافي : « بخير ».

(٦) نبذتُه نَبْذاً : ألقيته فهو منبوذ. والنَّبْذ يكون بالفعل والقول ، في الأجسام والمعاني. المصباح المنير ، ص ٥٩٠ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٧ ( نبذ ). وفي الوافي : « ولا عليك ، أي لابأس عليك. « أن تنبذ إليه الشي‌ء » أي تلقي إليه كلمة حقّ وإرشاد في دين أو هداية إلى معرفة ».

(٧) في المحاسن : + / « أوغدر ».

(٨) في « بر » : « وتأويلها ».

(٩) في « ف » : « فاستجاب » ؛ لأنّ النفس ممّا يذكّر ويؤنّث.

(١٠) في « بر ، بف » : « به ».

(١١) المحاسن ، ص ٢٣٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٣ الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٢ ، ح ٢٨٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٦ ، ح ٢١٣٠٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٤٠٣ ، ح ٥٠.

(١٢) في « ف » : ـ / « في ».

(١٣) في « بر » : ـ / « محمّد بن ».

٥٣٦

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ لِي أَهْلَ بَيْتٍ وَهُمْ يَسْمَعُونَ مِنِّي ، أَفَأَدْعُوهُمْ (١) إِلى هذَا الْأَمْرِ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ ) (٢) ». (٣)

٩٤ ـ بَابٌ فِي (٤) تَرْكِ دُعَاءِ النَّاسِ‌

٢٢٢٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّيْدَاوِيِّ ، قَالَ :

قَالَ لِي (٥) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِيَّاكُمْ وَالنَّاسَ (٦) ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً (٧) ، فَتَرَكَهُ وَهُوَ يَجُولُ (٨) لِذلِكَ وَيَطْلُبُهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا كَلَّمْتُمُ النَّاسَ ، قُلْتُمْ (٩) : ذَهَبْنَا حَيْثُ ذَهَبَ اللهُ ، وَاخْتَرْنَا مَنِ‌

__________________

(١) في « ف » : « فأدعوهم » بدون الهمزة.

(٢) التحريم (٦٦) : ٦.

(٣) المحاسن ، ص ٢٣١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٠ ، عن أخيه ، عن عليّ بن النعمان الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٣ ، ح ٢٨٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٩ ، ح ٢١٣١٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٨٦ ، ح ١٠١.

(٤) في « بس » : ـ / « في ».

(٥) في « هـ » : ـ / « لي ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٥٤ : « إيّاكم والناس ، أي احذروا دعوتهم في زمن شدّة التقيّة. وعلّل ذلك بأنّ من كان قابلاً للهداية وأراد الله ذلك نكت في قلبه نكتة من نور ، كناية عن أنّه يلقى في قلبه ما يصير به طالباً للحقّ ، متهيّئاً لقبوله ».

(٧) في مرآة العقول : + / « من نور ». وفي المحاسن : + / « بيضاء ». والنكتة في الشي‌ء : كالنقطة وشِبْه وسخ في المرآة ، وكلّ شي‌ء مثله سواد في بياض أو بياض في سواد فهو نكتة. والجمع : نُكَت ونِكات. المصباح المنير ، ص ٦٢٤ ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٣٧ ( نكت ).

(٨) في المحاسن : « فإذا هو يجول ».

(٩) في « ب » : « فقلتم ».

٥٣٧

اخْتَارَ اللهُ ، اخْتَارَ (١) اللهُ مُحَمَّداً ، وَاخْتَرْنَا (٢) آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (٣) ». (٤)

٢٢٢٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي سَعِيدٍ (٥) ، قَالَ :

قَالَ لِي (٦) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا ثَابِتُ ، مَا لَكُمْ وَلِلنَّاسِ (٧)؟ كُفُّوا عَنِ النَّاسِ ،

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « واختار ». وفي « ز » : ـ / « اختار الله ».

(٢) في « ض ، هـ » : « فاخترنا ».

(٣) قال العلاّمة الطباطبائي : « ظاهر هذه الأخبار ـ كما يفسّره الخبر الرابع ، وكما يدلّ عليه العلّة المذكورة فيها ؛ أعني النكتة القلبيّة ـ : أنّ المعرفة من صنع الله وأنّ الإنسان لاصنع له فيها ، أي أنّ المعرفة غير اختياريّة ، بل مستندة إلى أسباب إلهيّة غير اختياريّة للإنسان ، فلا في اختيار الداعي أن يصنع المعرفة في قلب المدعوّ المنكر ، ولا في اختيار المدعوّ أن يعتقد بالحقّ من غير وجود الأسباب الإلهيّة.

ومحصّل ما يظهر من هذه الأخبار وغيرها ممّا ينافيها بظاهرها أنّ الله سبحانه خلق الإنسان على دين الفطرة ، أي أنّه لو خلّي وطبعه أذعن بالحقّ واعترف به ، ثمّ إنّه لو وقع في مجرى معتدل في الحياة رسخت في نفسه صفات وملكات حسنة ، كالعدل والإنصاف ونحوهما ، وتمايل إلى الحقّ أينما وجده ، وكان على أهل العلم والإيمان أن يدعوا مثل هذا الإنسان حتّى يتشرّف بمعرفة تفاصيل الحقّ ، كما اعترف في نفسه بإجماله ، وهذا هو المراد بالآيات والأخبار الدالّة على وجوب الدعوة والتبليغ.

وإن وقع في مجرى الهوى والشهوات ومباغضة الحقّ رسخت في نفسه ملكة العصبيّة الجاهليّة والعناد والطغيان ، وهو المراد بالنكتة السوداء ، وزالت عنه صفة الإنصاف والميل إلى الحقّ ، وامتنع تأثير الكلام الحقّ فيه ، ولايزيد المخاصمة والإصرار إلاّبعداً وعناداً.

قوله عليه‌السلام : « لو أنّكم إذا » إلى آخره ، « لو » حرف تمنّ ، والمراد : ليتكم إذا كلّمتم الناس لم تقولوا : يجب عليكم كذا عقلاً ، ويستحيل كذا عقلاً حتّى يصرّوا في الخصام ويشتدّ بذلك إصرارهم على الباطل ، بل قلتم : إنّ ديننا دين الله ومذهبنا مذهب من اختاره الله ، فلعلّ ذلك يوقظ روح الإنصاف والإذعان منهم ».

(٤) الأمالي للطوسي ، ص ٢٢٦ ، المجلس ٨ ، ح ٤٧ ، بسنده عن ابن أبي‌عمير ، من قوله : « لو أنّكم إذا كلّمتم » ، مع اختلاف يسير. المحاسن ، ص ٢٠٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٦ ، عن القاسم بن محمّد وفضّالة بن أيّوب ، عن كليب بن معاوية الأسدي ، إلى قوله : « وهو يجول لذلك ويطلبه » الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٣ ، ح ٤٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٠ ، ح ٢١٣١٤ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٧ ، ح ١١.

(٥) في البحار : « ثابت بن أبي‌سعيد ». والظاهر أنّ ثابتاً هذا ، هو ثابت بن عبدالله أبو سعيد البجلي ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٣٠ ، فلاحظ.

(٦) في « هـ ، بس » : ـ / « لي ».

(٧) في « د ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « والناس ».

٥٣٨

وَ (١) لَاتَدْعُوا أَحَداً إِلى أَمْرِكُمْ ؛ فَوَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ (٢) وَأَهْلَ (٣) الْأَرْضِ (٤) اجْتَمَعُوا عَلى (٥) أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اللهُ هُدَاهُ (٦) ، مَا اسْتَطَاعُوا (٧) ؛ كُفُّوا عَنِ النَّاسِ ، وَلَا يَقُولُ (٨) أَحَدُكُمْ (٩) : أَخِي (١٠) وَابْنُ عَمِّي وَجَارِي ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً طَيَّبَ (١١) رُوحَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ بِمَعْرُوفٍ (١٢) إِلاَّ عَرَفَهُ ، وَلَا بِمُنْكَرٍ (١٣) إِلاَّ أَنْكَرَهُ ، ثُمَّ يَقْذِفُ اللهُ فِي قَلْبِهِ كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ ». (١٤)

٢٢٢٨ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ (١٥) ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : نَدْعُو النَّاسَ إِلى هذَا الْأَمْرِ؟

فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ (١٦) ، إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، أَمَرَ مَلَكاً ، فَأَخَذَ (١٧) بِعُنُقِهِ (١٨) حَتّى‌

__________________

(١) في « هـ » : ـ / « و ».

(٢) في « هـ » والوافي : « السماوات ».

(٣) في « ب ، ض ، هـ » : ـ / « أهل ».

(٤) في الوافي : « الأرضين ».

(٥) في « هـ » : ـ / « على ».

(٦) في الكافي ، ح ٤٣٠ : « هدايته ».

(٧) في الكافي ، ح ٤٣٠ والمحاسن : + / « أن يضلّوه ».

(٨) في المحاسن : « ولا يقل ».

(٩) في « ب » : « أحد منكم ».

(١٠) في الوافي والكافي ، ح ٤٣٠ : « أحد عمّي وأخي » بدل « أحدكم أخي ». وفي الوافي : « أي لايتأسّف على ضلال‌أقربائه وجيرانه ».

(١١) في « ف » : + / « له ».

(١٢) في الكافي ، ح ٤٣٠ : « معروفاً ».

(١٣) في الكافي ، ح ٤٣٠ : « منكراً ».

(١٤) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّ وجلّ ، ح ٤٣٠ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. المحاسن ، ص ٢٠٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٤ ، عن محمّد بن إسماعيل ، وفيهما مع زيادة. تحف العقول ، ص ٣١٢ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، خطاباً لأبي‌جعفر محمّد بن النعمان الأحول. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن والكافر ، ح ١٤٥٠ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١٦ ، ح ٧ الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦١ ، ح ٤٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٠ ، ح ٢١٣١٥ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٢.

(١٥) في « هـ » : « هارون ».

(١٦) في الوافي والكافي ، ح ٤٣٣ والمحاسن ، ح ٤٤ : « لا ، يا فضيل ».

(١٧) في « ز » : « فأخذه ». وفي « ض ، هـ » : « فيأخذ ».

(١٨) في « ب » : « عنقه ».

٥٣٩

أَدْخَلَهُ (١) فِي هذَا الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً (٢) ». (٣)

٢٢٢٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هذَا (٤) لِلّهِ ، وَلَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ (٥) ، وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ (٦) ، وَلَا (٧) تُخَاصِمُوا بِدِينِكُمُ النَّاسَ (٨) ؛ فَإِنَّ الْمُخَاصَمَةَ (٩) مَمْرَضَةٌ لِلْقَلْبِ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) (١٠) وَقَالَ (١١) : ( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (١٢) ذَرُوا النَّاسَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ النَّاسِ ، وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ (١٣) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَ (١٤) عَلِيٍّ عليه‌السلام

__________________

(١) في « ض ، هـ » : « يدخله ». وفي الوافي والكافي ، ح ٤٣٣ والمحاسن ، ح ٤٤ : « فأدخله » بدل « حتّى أدخله ».

(٢) في « ب ، د ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » : « مكرهاً ».

(٣) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّ وجلّ ، ح ٤٣٣. وفي المحاسن ، ص ٢٠٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٤ ، عن صفوان ، عن محمّد بن مروان ؛ وفيه ، ح ٤٢ ، بسند آخر عن الفضيل بن يسار ؛ وفي ذيل ح ٤٢ ، بسند آخر عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ح ٤٣ و ٤٦ ، بسند آخر ؛ قرب الإسناد ، ص ٣٥ ، ح ١١٣ ، بسند آخر ، وفي الخمسة الأخيرة إلى قوله : « أدخله في هذا الأمر » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٥ ، ح ٤٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٩ ، ح ٢١٣١٣ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٣.

(٤) في الوافي : ـ / « هذا ».

(٥) في « هـ » : « له ».

(٦) في الوافي : « الله ».

(٧) في « هـ » : « فلا ».

(٨) في « هـ » : « الناس بدينكم ». وفي الوافي : « الناس لدينكم ». وفي مرآة العقول : « أي لاتجادلوا مجادلة يكون غرضكم فيها المغالبة والمعاندة بإلقاء الشبهات الفاسدة ، لاظهور الحقّ ؛ فإنّ المخاصمة على هذا الوجه يمرض القلب بالشكّ والشبهة والأغراض الباطلة. وإن كان غرضكم إجبارهم على الهداية ، فإنّها ليست بيدكم ، كما قال تعالى لنبيّه : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي ... ) ».

(٩) في « ب » : « الخصومة ».

(١٠) القصص (٢٨) : ٥٦.

(١١) في « ف » : « فقال ».

(١٢) يونس (١٠) : ٩٩. وفي « ف » : + / « ( وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ ) الآية ».

(١٣) في « ف ، بس ، بف » : « من ».

(١٤) في « ف » : « وعن ».

٥٤٠