الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

١٦٠٨ / ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) (١) قَالَ : « مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ (٢) وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ (٣) مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذلِكَ الَّذِي ، خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤) ». (٥)

١٦٠٩ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ (٦) بْنِ أَبِي سَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً ، وَلَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّى يَكُونَ عَامِلاً (٧) لِمَا (٨) يَخَافُ وَيَرْجُو ». (٩)

١٦١٠ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضى لَايَدْرِي‌

__________________

(١) الرحمن (٥٥) : ٤٦.

(٢) في « بف » والبحار : + / « ويفعله ».

(٣) في الكافي ، ح ١٦٥١ : « ويسمع ما يقوله ويفعله ».

(٤) إشارة إلى الآية ٤٠ من سورة النازعات (٧٩).

(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اجتناب المحارم ، ح ١٦٥١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢١ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٤ ، ح ٨.

(٦) في « ب » : « الحنين ». وفي « د ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « الحسين » ، وكلاهما سهو. والحسن هذا ، هو الحسن بن أبي سارة النيلي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٨٨٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٠ ، الرقم ١٣٢٣ ؛ وص ١٨١ ، الرقم ٢١٧٩.

(٧) في « ب » وحاشية « ف » : « عالماً ».

(٨) في « بر » : « بما ».

(٩) الأمالي للمفيد ، ص ١٩٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٧ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن الحسن بن أبي سارة. تحف العقول ، ص ٣٦٩ ؛ وفيه ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٥ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ٩.

١٨١

مَا صَنَعَ اللهُ فِيهِ ، وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَايَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَهُوَ لَايُصْبِحُ (١) إِلاَّ خَائِفاً (٢) ، وَلَا يُصْلِحُهُ إِلاَّ الْخَوْفُ (٣) ». (٤)

١٦١١ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ (٦) فِي قَلْبِهِ نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ ، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ». (٧)

٣٤ ـ بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌

١٦١٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَايَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ (٨) عَلى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ؛ فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا (٩) وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ (١٠) أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ ، غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا‌

__________________

(١) في « ج ، بر » : « لا يصلح ». وفي الوسائل : « فلا يصبح » بدل « فهو لا يصبح ».

(٢) في تحف العقول : + / « ولا يمسي إلاّخائفاً ».

(٣) في « ف » : « الحزن ».

(٤) تحف العقول ، ص ٣٧٧ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٣ ، ح ١٩٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢٠ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٠.

(٥) في « ز » : « أصحابنا ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بس ، بف » : ـ / « و ».

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٩٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٤.

(٨) في « ب ، ج ، د ، ض ، ف ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : + / « لي ».

(٩) في حاشية « ض » : « أجهدوا ».

(١٠) في « ص » : + / « في ». وفي « ف » والكافي ، ح ١٥٨١ : + / « وأفنوا ».

١٨٢

يَطْلُبُونَ (١) عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي (٢) وَرَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلى فِي جِوَارِي ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِي (٣) فَلْيَثِقُوا ، وَفَضْلِي (٤) فَلْيَرْجُوا (٥) ، وَإِلى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ؛ فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذلِكَ تُدْرِكُهُمْ (٦) ، وَمَنِّي (٧) يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ (٨) عَفْوِي ؛ فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَبِذلِكَ تَسَمَّيْتُ (٩) ». (١٠)

١٦١٣ / ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ (١١) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ وَهُوَ (١٢) عَلى مِنْبَرِهِ : وَ (١٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلاَّ بِحُسْنِ ظَنِّهِ (١٤) بِاللهِ ، وَرَجَائِهِ لَهُ ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ ، وَالْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ وَالَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، لَايُعَذِّبُ اللهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلاَّ بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللهِ ، وَتَقْصِيرِهِ (١٥)

__________________

(١) في فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « فيما يظنّونه ».

(٢) في « د » : « جناني ».

(٣) في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فبرحمتي ».

(٤) في « ج ، ز ، ض » والكافي ، ح ١٥٨١ : « وبفضلي ». وفي فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « ومن فضلي ».

(٥) في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فليفرحوا ».

(٦) في الكافي ، ح ١٥٨١ : « تداركهم ».

(٧) في « ص » : « وهي مني ».

(٨) في الأمالي : « وبمنّي ابلغهم رضواني والبسهم » بدل « ومنّي يبلغهم رضواني ومغفرتي تبلسهم ».

(٩) في حاشية « ز » : « سمّيت ».

(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح ١٥٨١ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، مع زيادة في أوّله. وفي الأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٨ ، بسنده عن الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب. التمحيص ، ص ٥٧ ، ح ١١٥ ، عن أبي عبيدة الحذّاء. وفي الأمالي للطوسي ، ص ١٦٧ ، المجلس ٦ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف وزيادة في أوّله. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦١ ، ذيل الحديث الطويل ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٣٨٧ ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٥ ، ح ١٩٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣١ ، إلى قوله : « وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ».

(١١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد.

(١٢) في الوسائل : ـ / « وهو ».

(١٣) في « ز » : « والله ».

(١٤) في « ز ، ص ، ف » : « الظنّ ».

(١٥) في « ب ، ج ، ز ، ض » والوسائل والبحار : « تقصير ».

١٨٣

مِنْ رَجَائِهِ (١)، وَسُوءِ خُلُقِهِ ، وَاغْتِيَابِهِ (٢) لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ وَ (٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، لَايَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللهِ إِلاَّ كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ كَرِيمٌ ، بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ (٤) ، يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ، ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ ؛ فَأَحْسِنُوا بِاللهِ الظَّنَّ ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ ». (٥)

١٦١٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « أَحْسِنِ (٦) الظَّنَّ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ (٧) ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ (٨) بِي (٩) ، إِنْ خَيْراً فَخَيْراً (١٠) ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً (١١) ». (١٢)

١٦١٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ أَنْ لَاتَرْجُوَ إِلاَّ اللهَ ، وَلَا تَخَافَ إِلاَّ‌

__________________

(١) في الوسائل : + / « له ».

(٢) في الوسائل : « واغتياب ».

(٣) في « ز » : « والله ».

(٤) في الوسائل : « الخير ».

(٥) الاختصاص ، ص ٢٢٧ ، مرسلاً عن الباقر عليه‌السلام ، إلى قوله : « وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين » ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٠ ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٩٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥٠ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٤.

(٦) في شرح المازندراني : « أحسنوا ».

(٧) في البحار : + / « حسن ».

(٨) في « ص ، ض ، هـ » والوسائل والعيون : ـ / « المؤمن ».

(٩) في « ص ، ض ، هـ » وحاشية « ض » والعيون : ـ / « بي ».

(١٠) في « ز » : « فخير ».

(١١) في « ز » : « فشرّ ».

(١٢) عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ضمن الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٧٧ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفيه : « إنّ الله عزّ وجلّ عند ظنّ عبده ، إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّاً » مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٠٣٤٨ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥.

١٨٤

ذَنْبَكَ (١)». (٢)

٣٥ ـ بَابُ الِاعْتِرَافِ بِالتَّقْصِيرِ‌

١٦١٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ : « يَا بُنَيَّ (٣) ، عَلَيْكَ بِالْجِدِّ ، لَا تُخْرِجَنَّ (٤) نَفْسَكَ مِنْ (٥) حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَطَاعَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لَايُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ». (٦)

١٦١٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ (٧) أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي (٨) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا جَابِرُ ، لَا أَخْرَجَكَ اللهُ مِنَ النَّقْصِ وَلَا (٩) التَّقْصِيرِ ». (١٠)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٤٥ : « فيه إشارة إلى أنّ حسن الظنّ بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتّكالاً على رحمة الله ، بل معناه أنّه مع العمل لايتّكل على عمله ، وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ، ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله ، لا من ربّه ؛ فحسن الظنّ لا ينافي الخوف ، بل لابدّ من الخوف وضمّه مع الرجاء وحسن الظنّ ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥١ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٧ ، ح ١٦.

(٣) في الأمالي : « أنّه قال : بدل « قال : قال لبعض ولده : يا بنيّ ».

(٤) في الأمالي : « ولاتخرجنّ ».

(٥) في « ف » والبحار : « عن ».

(٦) الأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٧ ، بسنده عن الكليني. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٥٨٨٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب. تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٥ ، ح ٢٢٧ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦.

(٧) في « ف » : + / « محمّد ».

(٨) في « بس » والوسائل : ـ / « لي ».

(٩) في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » والوسائل : ـ / « لا ». وفي المرآة : « أي وفّقك الله لأن تعدّ عبادتك ناقصة ونفسك مقصّرة أبداً ».

(١٠) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣٠ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٧.

١٨٥

١٦١٨ / ٣. عَنْهُ (١)، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ (٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رَجُلاً فِي (٣) بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً ، فَلَمْ يُقْبَلْ (٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ : مَا أُتِيتُ (٥) إِلاَّ مِنْكِ ، وَمَا الذَّنْبُ إِلاَّ لَكِ ». قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلَيْهِ : ذَمُّكَ لِنَفْسِكَ (٦) أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِكَ (٧) أَرْبَعِينَ سَنَةً ». (٨)

١٦١٩ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (٩) : « أَكْثِرْ مِنْ (١٠) أَنْ تَقُولَ : اللهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ (١١) ، وَلَا تُخْرِجْنِي مِنَ (١٢) التَّقْصِيرِ ».

قَالَ (١٣) : قُلْتُ : أَمَّا الْمُعَارُونَ ، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ ،

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فإنّ ابن فضّال الراوي عن الحسن بن الجهم ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله ، بعنوان أحمد بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٥٠ ـ ٥١.

(٢) في « ب ، ج ، ص ، بف » : « جهم ».

(٣) في « ب » : « من ».

(٤) في « هـ » : « فلم يتقبّل ».

(٥) في « ز ، ف » والوافي والبحار ، ج ١٤ : « اوتيت ». وفي الوافي : « ما اتيت إلاّمنك ، على البناء للمفعول ، أي ما دخل عليّ البلاء إلاّمن جهتك ». وفي حاشية « بر » : « اثيب ».

(٦) في البحار : « نفسك ».

(٧) في « ص ، ف ، هـ ، بر ، بف » : « عبادة ».

(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٠٣٥٧ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٠ ، ح ٢٣ ؛ وج ٧١ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٥.

(٩) في الوسائل : ـ / « قال ».

(١٠) في « ز ، ص ، ف » : ـ / « من ».

(١١) في الوافي : « المعارة على البناء للمفعول ـ من الإعارة ، يعني بهم الذين يكون الإيمان عارية عندهم غير مستقرّ في قلوبهم ولا ثابت في صدورهم ، كما فسّره الراوي ».

(١٢) في « بر » وحاشية « بس » : + / « حدّ ».

(١٣) في « ج ، ف » والبحار : ـ / « قال ».

١٨٦

فَمَا مَعْنى « لَا تُخْرِجْنِي مِنَ (١) التَّقْصِيرِ »؟

فَقَالَ : « كُلُّ عَمَلٍ (٢) تُرِيدُ بِهِ (٣) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ مُقَصِّرُونَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ». (٤)

٣٦ ـ بَابُ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوى‌

١٦٢٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ (٥) أَخِي عُرَامٍ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَذْهَبْ (٧) بِكُمُ الْمَذَاهِبُ ، فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنْ أَطَاعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ». (٨)

١٦٢١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ‌

__________________

(١) في حاشية « بر » : + / « حدّ ».

(٢) في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + / « تعمله ».

(٣) في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + / « وجه ».

(٤) الكافي ، كتاب الدّعاء ، باب دعوات موجزات ... ، ح ٣٤٤٤ ، بسنده عن الفضل بن يونس ، إلى قوله : « مقصّرون » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح

٢٢٨ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٤.

(٥) في « ف » : + / « بن ».

(٦) في « ب ، ج ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس » والبحار : « غرام ».

(٧) في « هـ » ومرآة العقول والبحار : « لا يذهب ». وقال في المرآة : « لا يذهب بكم المذاهب ، على بناء المعلوم ، والباء للتعدية ـ وإسناد الإذهاب إلى المذاهب على المجاز ، فإنّ فاعله النفس أو الشيطان ـ أي لايذهبكم المذاهب الباطلة إلى الضلال والوبال. أو على بناء المجهول ، أي لا يذهب بكم الشيطان في المذاهب الباطلة من الأمانيّ الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترّوا على المعاصي اتّكالاً على دعوى التشيّع والمحبّة والولاية من غير حقيقة ، فإنّه ليس شيعتهم إلاّمن شايعهم في الأقوال والأفعال ، لا من ادّعى التشيّع بمحض المقال ».

(٨) الأمالي للطوسي ، ص ٢٧٣ ، المجلس ١٠ ، ح ٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « إنّما شيعتنا من أطاع الله عزّ وجلّ » الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠١ ، ح ١٩٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٠٣٦٠ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٥ ، ح ٢.

١٨٧

حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، وَاللهِ (١) مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ (٢) النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَمَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، أَلَا وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ (٣) فِي رُوعِي (٤) أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ (٥) نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ (٦) رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا (٧) فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ (٨) بِغَيْرِ (٩) حِلِّهِ (١٠) ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ ». (١١)

١٦٢٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ؛

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « والله ».

(٢) في البحار : « عن ».

(٣) أي أوحى وألقى ؛ من النَفث بالفم ، وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التَفْل ؛ لأنّ التَفْل لا يكون إلاّومعه شي‌ء من‌الريق. النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٨ ( نفث ).

(٤) « في روعي » ، أي في نفسي وخَلَدي. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ( روع ).

(٥) في « ص » : « لن يموت ».

(٦) في « ض » : « يستكمل ».

(٧) أجمل في الطلب : إذا لم يحرص. أساس البلاغة ، ص ٦٤ ( جمل ).

(٨) في « ف » : « أن يطلب ». وفي الوسائل : « أن تطلبوه ».

(٩) في الوسائل : « من غير ».

(١٠) في « ف » : « جدّه ».

(١١) المحاسن ، ص ٢٧٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٩ ، بسنده عن عاصم بن حميد ، إلى قوله : « إلاّ وقد نهيتكم عنه » مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤٠٠ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨٠ ، بسندهما عن أبي حمزة الثمالي ، من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « أن يطلبه بغير حلّه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ؛ التمحيص ، ص ٥٢ ، ح ١٠٠ ، عن أبي حمزة الثمالي ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفي الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤١٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، نفس الباب ، ح ٨٤٠٢ ، بسند آخر عن أحدهما عليهما‌السلام ؛ بصائر الدرجات ، ص ٤٥٣ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث ». وفي الأمالي للصدوق ، ص ٢٩٣ ، المجلس ٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. المقنعة ، ص ٥٨٦ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « وأجملوا في الطلب » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٨٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٣٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٦ ، ح ٣.

١٨٨

وَ (١) أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي (٢) : « يَا جَابِرُ ، أَيَكْتَفِي (٣) مَنْ يَنْتَحِلُ (٤) التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلاَّ بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ (٥) ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ ، وَالصَّوْمِ (٦) ، وَالصَّلَاةِ ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ (٧) ، وَالتَّعَاهُدِ (٨) لِلْجِيرَانِ (٩) مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ (١٠) النَّاسِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ».

قَالَ جَابِرٌ : فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ الصِّفَةِ.

فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، لَاتَذْهَبَنَّ (١١) بِكَ (١٢) الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ (١٣) الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ (١٤) :

__________________

(١) في السند تحويل بعطف « أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه » على « محمّد بن سالم » ـ عطف طبقتين على طبقةواحدة ـ فإنّ أحمد بن النضر ، هو الخزّاز ، له كتاب رواه عنه محمّد بن خالد البرقي ومحمّد بن سالم ، كما وردت روايتهما عنه في عددٍ من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٨٠ ، الرقم ١٠١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧١٠ ـ ٧١٢.

(٢) في « هـ » : + / « أبو جعفر عليه‌السلام ».

(٣) في « ف » والوافي : « أيكفي ».

(٤) في « بر ، بف » والوافي : « انتحل ». وفي صفات الشيعة : « اتّخذ ». وانتحال الشي‌ء : ادّعاؤه. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ).

(٥) في الأمالي للصدوق : ـ / « والأمانة ».

(٦) في « ف » : ـ / « والصوم ».

(٧) في الأمالي للصدوق : ـ / « والبرّ بالوالدين ».

(٨) في « ج ، د ، ز ، ف ، بر » ومرآة العقول والبحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « والتعهّد ».

(٩) في حاشية « ج ، ض » : « بالجيران ».

(١٠) في « ص » : « من ».

(١١) في « هـ » والأمالي للصدوق : « لا يذهبنّ ».

(١٢) في « هـ » : « بكم ».

(١٣) في الأمالي للصدوق : « أحسب ».

(١٤) « حسب الرجل أن يقول » : التركيب مثل : حسبك درهم ، أي كافيك. وهو خبر لفظاً واستفهام معنى ، أو حرف الاستفهام مقدّر ، أي لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من العقوبة بدون أن يكون فعّالاً. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥١.

١٨٩

أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلاَّهُ ، ثُمَّ لَايَكُونَ مَعَ ذلِكَ فَعَّالاً (١)؟! فَلَوْ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ ، فَرَسُولُ (٢) اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، ثُمَّ لَايَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ، وَلَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ ، مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ؛ فَاتَّقُوا اللهَ (٣) ، وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ (٤) ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ (٥) أَتْقَاهُمْ (٦) ، وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.

يَا جَابِرُ ، وَاللهِ (٧) مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ (٨) ، وَ (٩) مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَا (١٠) عَلَى اللهِ لِأَحَدٍ مِنْ (١١) حُجَّةٍ (١٢) ؛ مَنْ كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً ، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ؛ وَمَنْ كَانَ لِلّهِ عَاصِياً ، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ؛ وَ (١٣) مَا تُنَالُ (١٤) وَلَايَتُنَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ‌

__________________

(١) في الأمالي للصدوق وصفات الشيعة : ـ / « ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً ».

(٢) في الأمالي للصدوق وصفات الشيعة والأمالي للطوسي : « ورسول ».

(٣) في البحار : ـ / « الله ».

(٤) في « ف » : « من قرابة ». وفي مرآة العقول : « أي ليس بين الله وبين الشيعة قرابة حتّى يسامحكم ولا يسامح مخالفيكم مع كونكم مشتركين معهم في مخالفته تعالى ، أو ليس بينه وبين عليّ عليه‌السلام قرابة ، حتّى يسامح شيعة عليّ عليه‌السلام ولا يسامح شيعة الرسول. والحاصل أنّ جهة القرب بين العبد وبين الله إنّما هي بالطاعة والتقوى ، ولذا صار أئمّتكم أحبّ الخلق إلى الله ؛ فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم شي‌ء ».

(٥) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » والوسائل : ـ / « وأكرمهم عليه ». وفي حاشية « ف » : « أكرمهم عنده ».

(٦) في الأمالي للصدوق وصفات الشيعة والأمالي للطوسي : + / « له ».

(٧) وفي البحار : « فوالله ».

(٨) في الأمالي للطوسي : « بالعمل ».

(٩) في « ص ، هـ » والوافي : ـ / « و ».

(١٠) في الأمالي للطوسي : « وما لنا » بدل « ولا ».

(١١) في صفات الشيعة : « منكم ».

(١٢) في المرآة : « وما معناه براءة من النار ، أي ليس معنا صكّ وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجّار. « ولا على الله لأحد من حجّة » أي ليس لأحد على الله حجّة إذا لم يغفر له بأن يقول : كنت من شيعة عليّ ، فلم لم تغفر لي ؛ لأنّ الله لم يحتم بغفران من ادّعى التشيّع بلا عمل. أو المعنى : ليس لنا على الله حجّة في إنقاذ من ادّعى التشيّع من العذاب. ويؤيّده أنّ في المجالس : وما لنا على الله حجّة. و « من كان لله‌مطيعاً » كأنّه جواب عمّا يتوهّم في هذا المقام أنّهم عليهم‌السلام حكموا بأنّ شيعتهم وأولياءهم لايدخلون النار ، فأجاب عليه‌السلام بأنّ العاصي لله‌ليس بوليّ لنا ، ولا تدرك ولايتنا إلاّبالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي ».

(١٣) في « بف » : ـ / « و ».

(١٤) في البحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « ولا تنال ». وفي الأمالي للطوسي : « والله لا تنال ».

١٩٠

وَالْوَرَعِ (١)». (٢)

١٦٢٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَقُومُ (٣) عُنُقٌ (٤) مِنَ النَّاسِ ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُونَهُ (٥) ، فَيُقَالُ لَهُمْ (٦) : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ (٧) : عَلى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَنَصْبِرُ عَنْ (٨) مَعَاصِي اللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٩) ». (١٠)

١٦٢٤ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ فُضَيْلِ (١١) بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

__________________

(١) في الأمالي للطوسي : ـ / « والورع ».

(٢) الأمالي للصدوق ، ح ٧٢٤ ، المجلس ٩١ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٧٣٥ ، المجلس ٤٦ ، ح ١ ، بسنده عن عمرو بن شمر ؛ صفات الشيعة ، ص ١١ ، ح ٢٢ ، بسنده عن جابر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٨٣ ، ح ١٧٨٣ ؛ وص ٣٠١ ، ح ١٩٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٠٣٦٢ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٧ ، ح ٤.

(٣) في « ف » والبحار ، ج ٧٠ : « تقوم ».

(٤) « العنق » : الجماعة الكثيرة من الناس ، والرؤساء والكبراء. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٠ ( عنق ).

(٥) في « هـ » : « فيدقّونه ». وفي الوسائل : ـ / « فيضربونه ».

(٦) في الوسائل : ـ / « لهم ».

(٧) في « ف » : ـ / « لهم ».

(٨) في « ز ، ض » وشرح المازندراني : « على ».

(٩) الزمر (٣٩) : ١٠.

(١٠) الزهد ، ص ١٧٠ ، ح ٢٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في أوّله. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٠٣٦٨ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٥ ؛ وج ٦٩ ، ص ٣٦٢.

(١١) في « ص ، ف » وحاشية « بر ، بس » : « فضل ». وهذا أيضاً صحيح ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٥٨٥.

١٩١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : لَايَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى (١)، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ (٢)؟! ». (٣)

١٦٢٥ / ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَمْرِو (٤) بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مَعْشَرَ (٥) الشِّيعَةِ ـ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ـ كُونُوا النُّمْرُقَةَ (٦) الْوُسْطى ، يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي ، وَيَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِي ».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ ـ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الْغَالِي؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَانَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا ، فَلَيْسَ أُولئِكَ مِنَّا ، وَلَسْنَا مِنْهُمْ ».

__________________

(١) في نهج البلاغة والأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ : « التقوى ».

(٢) إشارة إلى الآية ٢٧ من سورة المائدة (٥) : « إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ».

(٣) الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيه ، ص ٢٩ ، المجلس ٤ ، ح ٢ ؛ وص ٢٨٤ ، المجلس ٣٤ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٠ ، المجلس ٢ ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص ٤٨٤ ، الحكمة ٩٥ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٠٣٨٣ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٣ ، ذيل ح ٣٣.

(٤) في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بف ، جر » : « عمر ». لكنّ الظاهر صحّة « عمرو » ؛ فقد روى الكليني قدس‌سره في الكافي ، ح ١٢٩٤١ ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. وروى أيضاً في الكافي ، ح ٥٣٣٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ثمّ إنّ عمرو بن خالد هذا ، هو عمرو بن خالد الواسطي الذي عُدَّ من رواة أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص ١٤٢ ، الرقم ١٥٣٤ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٦٠٣ ، الرقم ٤٣٥٧.

(٥) في حاشية « ج ، د ، بر » : « معاشر ».

(٦) « النمرقة » بضمّ النون والراء وبكسرهما وبفتح النون وبغير هاء : الوسادة الصغيرة ، فاستعار عليه‌السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى باعتبار أنّ التالي ، أي المفرّط المقصّر في الدين يلحق بهم ، والغالي ، أي المفرّط المتجاوز يرجع إليهم ، كما يستند إلى النمرقَة المتوسّطة من على جانبيها. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٤٢ ( نمرق ).

١٩٢

قَالَ : فَمَا التَّالِي؟ قَالَ : « الْمُرْتَادُ ، يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ (١)».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ (٢) ، وَلَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ ، وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ ، وَلَا نَتَقَرَّبُ (٣) إِلَى اللهِ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِلّهِ ، تَنْفَعُهُ (٤) وَلَايَتُنَا ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِلّهِ ، لَمْ تَنْفَعْهُ (٥) وَلَايَتُنَا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا (٦) ». (٧)

__________________

(١) في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣١ : « قال : المرتاد يريد الخير ، فسّر التالي بأنّه المرتاد ، أي الطالب ؛ من ارتاد الرجل الشي‌ء : إذا طلبه ، والمطلوب أعمّ من الخير والشرّ ، فقوله : يريد الخير تخصيصٌ ، وبيانٌ للمعنى المراد هنا. يبلغه الخير يؤجر عليه ، من الإبلاغ والتبليغ ، وهو الإيصال ، وفاعله معلوم بقرينة المقام ، أي من يوصله إلى الخير المطلوب له يوجر عليه ؛ لهدايته وإرشاده ».

وقال في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥٥ : « المرتاد يريد الخير يبلّغه الخير ، كأنّه من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر ، أي يريد الأعمال الصالحة التي تبلغه أن يعملها ، ولكن لايعمل بها ، ويؤجر عليه بمحض هذه النيّة ؛ أو المعنى أنّه المرتاد الطالب لدين الحقّ وكماله. وقوله : يبلغه الخير ، جملة اخرى لبيان أنّ طالب الخير سيجده ويوفّقه الله لذلك ، كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) [ العنكبوت (٢٩) : ٦٩ ] ، وقوله : يؤجر عليه : لبيان أنّه بمحض الطلب مأجور. وقيل : المرتاد : الطالب للاهتداء الذي لايعرف الإمام ومراسم الدين ، بعد يريد التعلّم ونيل الحقّ ، يبلغه الخير ، بدل من الخير ؛ يعني يريد أن يبلّغه الخير ليوجر عليه » ، ثمّ نقل ما نقلناه عن العلاّمة المازندراني وقال : « وأقول : على هذا يمكن أن يكون فاعله ـ أي فاعل يبلغه ـ الضمير الراجع إلى النمرقة ؛ لما فهم سابقاً أنّه يلحق التالي بنفسه. وقيل : جملة « يريد الخير » صفة المرتاد ؛ إذ اللام للعهد الذهني ، وهوفي حكم النكرة ، وجملة « يبلغه » إمّا على المجرّد من باب نصر ، أو على بناء الإفعال أو التفعيل استيناف بيانيّ ، وعلى الأوّل الخير مرفوع بالفاعليّة إشارة إلى أنّ الدين الحقّ لوضوح براهينه كأنّه يطلبه ويصل إليه ، وعلى الثاني والثالث الضمير راجع إلى مصدر يريد ، والخير منصوب ، ويؤجر عليه ، استيناف للاستيناف الأوّل ؛ لدفع توهّم أن لايؤجر ؛ لشدّة وضوح الأمر ، فكأنّه اضطرّ إليه. وأكثر الوجوه لاتخلو من تكلّف ، وكأنّ فيه تصحيفاً وتحريفاً ».

(٢) في « ص ، ض ، ف » : + / « من النار ».

(٣) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، هـ ، ف ، بر » والبحار : « ولايتقرّب ». وفي مرآة العقول : « ولا نتقرّب ، بصيغة المتكلّم‌أو الغائب المجهول ».

(٤) في « ج ، هـ » : « ينفعه ».

(٥) في « هـ » : « لم ينفعه ».

(٦) في « ف » : « لا تفتروا ». واحتمل المازندراني في شرحه كون الفعلين بالفاء ، من الفتور في العمل.

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ١٩٧٨ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٦.

١٩٣

١٦٢٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَذَكَرْنَا الْأَعْمَالَ ، فَقُلْتُ أَنَا : مَا أَضْعَفَ (١) عَمَلِي!

فَقَالَ : « مَهْ ، اسْتَغْفِرِ اللهَ » ثُمَّ قَالَ لِي : « إِنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ مَعَ التَّقْوى خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ (٢) بِلَا تَقْوى ».

قُلْتُ (٣) : كَيْفَ يَكُونُ كَثِيرٌ (٤) بِلَا تَقْوى؟!

قَالَ : « نَعَمْ ، مِثْلُ الرَّجُلِ يُطْعِمُ طَعَامَهُ ، وَيَرْفُقُ جِيرَانَهُ ، وَيُوَطِّئُ (٥) رَحْلَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ ، فَهذَا الْعَمَلُ بِلَا تَقْوى ، وَيَكُونُ الْآخَرُ لَيْسَ عِنْدَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ ». (٦)

١٦٢٧ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا نَقَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَبْداً مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلى عِزِّ التَّقْوى إِلاَّ أَغْنَاهُ (٧) مِنْ غَيْرِ مَالٍ ، وَأَعَزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ ، وَآنَسَهُ مِنْ غَيْرِ بَشَرٍ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في مرآة العقول : « ما أضعف ، على صيغة تعجّب كما هو الظاهر. أو « ما » نافية ، و « أضعف » بصيغة المتكلّم ، أي ما أعدّ عملي ضعيفاً ».

(٢) في « ج ، ض ، هـ ، بر » والوسائل والبحار : ـ / « العمل ».

(٣) في « هـ » : « وقلت ».

(٤) في « بر » : « كثيراً » ، أي كيف يكون العمل كثيراً.

(٥) يجوز فيه الإفعال والتفعيل ، والنسخ أيضاً مختلفة. و « التوطئة » : التمهيد والتذليل. ورجل مُوطّأ الأكناف : سهل دَمِث كريم مضياف ، أو يتمكّن في ناحيته صاحبُه. و « الرحل » : مسكنك وما تستصحبه من الأساس. وهو هنا كناية عن كثرة الضيافة وقضاء حوائج المؤمنين بكثرة الواردين على منزله ، أو كناية عن التواضع والتذلّل ، يقال : فرش وطئ لا يؤذي جنب النائم ؛ يعني رحله ممهّد يتمكّن منه من يصاحبه ولا يتأذّى. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٢٤ ( وطأ ) ؛ وج ٣ ، ص ٣٨٣ ( رحل ).

(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٩٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٤ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠٤ ، ح ٧.

(٧) في « ص ، ف ، هـ » : + / « الله ».

(٨) في حاشية « ف » : « إنسان ».

(٩) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع

١٩٤

٣٧ ـ بَابُ الْوَرَعِ‌

١٦٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ (١)، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو (٢) بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلاَّ فِي السِّنِينَ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْ‌ءٍ آخُذُ بِهِ (٣)

فَقَالَ : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ (٤) وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ (٥) ، وَاعْلَمْ (٦) أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ (٧) ». (٨)

١٦٢٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

__________________

اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفيه ، ص ١٤٠ ، المجلس ٥ ، ح ٤١ ؛ وص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٥ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٨٢ ، ح ١.

(١) في « ز » : « أبي المُعرَّا ». وفي « هـ » : « أبي المعرا ». وكلاهما سهو. وأبو المغراء هو حميد بن المُثَنّى ، روى ابن‌أبي عمير عنه كتابه. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦.

(٢) في « ص ، بس » : « عمر ». وهو سهو. راجع : رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٣) في « ج » : ـ / « به ». وفي « بس » : « احدّثه » بدل « آخذ به ».

(٤) في الكافي ، ج ١٥٠٠٤ : + / « وصدق الحديث ».

(٥) في الوافي : « الورع : كفّ النفس عن المعاصي ومنعها عمّا لاينبغي ، والاجتهاد : تحمّل المشقّة في العبادة ».

(٦) في « ب » : ـ / « اعلم ».

(٧) في « ب » : « لا ينفع ورع لا اجتهاد فيه ». وفي الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : « معه » بدل « فيه ».

(٨) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٢ ، ح ٢٤ ، [ فيه إلى قوله : « الورع والإجتهاد » ] بسندهما عن أبي المغراء ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٠٣٩٢ ، من قوله : « اوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٦ ، ح ١.

١٩٥

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَصُونُوا دِينَكُمْ بِالْوَرَعِ ». (١)

١٦٣٠ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ :

وَعَظَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَأَمَرَ وَزَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ لَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِالْوَرَعِ ». (٢)

١٦٣١ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ». (٣)

١٦٣٢ / ٥. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (٥) عليه‌السلام : « إِنَّ أَشَدَّ (٦) الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ ». (٧)

١٦٣٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١) ثواب الأعمال ، ص ٢٩٤ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « صونوا » ؛ الأمالي للمفيد ، ص ٩٩ ، المجلس ١٢ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ؛ الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥٠٨ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛ التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ح ٩١٤ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٧ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢.

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٤ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣.

(٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٥.

(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد عن أبيه عن فضالة بن‌أيّوب في كثيرٍ من الأسناد. انظر على سبيل المثال : المحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ١٠ ؛ وص ١٣٥ ، ح ١٤ ؛ وص ١٨٤ ، ح ١٨٩ ؛ وص ٢٠٢ ، ح ٤١ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٦٢ ؛ وص ٣٣٦ ، ح ١١١ ؛ الكافي ، ح ٩٤ و ٣٨٥ و ٣٩٤.

(٥) في « ف » : « أبو عبد الله ».

(٦) في حاشية « بس » : « أسدّ ».

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٦ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٥.

١٩٦

إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا نَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيكَ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَمَا الَّذِي تَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيَّ؟ » فَقَالَ : لَايَزَالُ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْكَلَامُ ، فَيَقُولُ : جَعْفَرِيٌّ خَبِيثٌ ، فَقَالَ : « يُعَيِّرُكُمُ النَّاسُ بِي؟ » فَقَالَ لَهُ أَبُو الصَّبَّاحِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ (١) : « فَمَا (٢) أَقَلَّ وَاللهِ مَنْ يَتَّبِعُ جَعْفَراً مِنْكُمْ! إِنَّمَا أَصْحَابِي مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ (٣) ؛ هؤُلَاءِ (٤) أَصْحَابِي ». (٥)

١٦٣٤ / ٧. حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ (٦) ، عَنْ أَبِي سَارَةَ (٧) الْغَزَّالِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ابْنَ آدَمَ (٨) ، اجْتَنِبْ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ؛

__________________

(١) في « ج ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر » والوافي والبحار : ـ / « فقال ».

(٢) هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما ».

(٣) في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٩ : « في ذكر الرجاء بعد العمل والورع تنبيهٌ على أنّهما سبب لرجاء الثواب ، لا الثواب ؛ وعلى أنّه لاينبغي لأحد أن يتّكل على عمله ، غاية ما في الباب له أن يجعله وسيلة للرجاء. وقد مرّ أنّ الرجاء بدونها غرور وحمق. وفيه دلالة على أنّه عليه‌السلام كره ما قاله أبوالصبّاح ؛ لما فيه من الخشونة وسوء الأدب ».

(٤) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « ب » والمطبوع : « فهؤلاء ».

(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح ٢٢٨٨ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بزرج ، عن مفضّل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفيه ، نفس الباب ، ح ٢٣٠٢ ؛ والخصال ، ص ٢٩٥ ، باب الخمسة ، ح ٦٣ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٧ ، ح ١٢ ؛ وص ١١ ، ح ٢١ ، بسند آخر ، وفي كلّ المصادر من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٨ ، من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٦.

(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن حنان ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.

(٧) في « ز » : « انى يشارة ». وفي « ص » وفي حاشية « بف » : « أبي سامرة ».

(٨) في « ف » : « يا ابن آدم ».

١٩٧

تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ ». (١)

١٦٣٥ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْوَرِعِ مِنَ النَّاسِ (٣) ، فَقَالَ : « الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ (٤) مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٥)

١٦٣٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ (٦) بِتَقْوَى اللهِ ، وَالْوَرَعِ ، وَالِاجْتِهَادِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ؛ وَكُونُوا دُعَاةً إِلى أَنْفُسِكُمْ‌

__________________

(١) الأمالي للصدوق ، ص ٢٠١ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٣ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٢٠ ، المجلس ٤ ، ح ٤١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّها : « كفّ عن محارم الله تكن أورع الناس » مع زيادة في أوّله وآخره. تحف العقول ، ص ٢٩٦ ؛ وفيه ، ص ٢٨١ ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٣٩٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٧.

(٢) في الكافي ، ح ٨٥١٦ : + / « القاساني ».

(٣) في تفسير القمّي : ـ / « من الناس ».

(٤) في « ب » وتفسير العيّاشي والمعاني : « من ».

(٥) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥١٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ... ، عن سليمان المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الإصبهانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٥ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٠٤٠ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٨.

(٦) هكذا في « ب ، د ، ض ، هـ ، بر ، ف » وحاشية « ج » والمحاسن ، ويقتضيه السياق. وفي « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » والمطبوع والوسائل ، ح ٢٠١ و ٢٠٤٠٠ والبحار : « عليك ».

١٩٨

بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ، وَكُونُوا زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا شَيْناً (١)؛ وَعَلَيْكُمْ (٢) بِطُولِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ (٣) الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَقَالَ : يَا وَيْلَهُ (٤) ، أَطَاعَ (٥) وَعَصَيْتُ ، وَسَجَدَ (٦) وَأَبَيْتُ ». (٧)

١٦٣٧ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي زَيْدٍ (٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَدَخَلَ (٩) عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَرَّبَ مِنْ (١٠) مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللهِ ، لَيْسَ مِنَّا وَلَا كَرَامَةَ مَنْ كَانَ فِي مِصْرٍ ـ فِيهِ مِائَةُ أَلْفٍ (١١) أَوْ يَزِيدُونَ ـ وَكَانَ فِي ذلِكَ الْمِصْرِ أَحَدٌ أَوْرَعَ‌

__________________

(١) « الشَّين » : خلاف الزين. والشَّين : العيب. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٤٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٢) في المحاسن : ـ / « وكونوا زيناً ـ إلى ـ عليكم ».

(٣) هكذا في « ب ، د ، ز ، ض ، هـ ، بف » والوسائل ، ح ٢٠٤٠٠ والبحار والمحاسن. وفي « ج ، ص ، ف ، بس » والمطبوع : « طال ».

(٤) في المحاسن : « يا ويلتاه ».

(٥) في حاشية « ج ، هـ ، بر ، بف » والمحاسن : « أطاعوا ».

(٦) في حاشية « ج ، هـ ، بر ، بف » والمحاسن : « وسجدوا ».

(٧) المحاسن ، ص ١٨ ، كتاب القرائن ، ح ٥٠ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن أبي أسامة ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الصلاة ، باب فضل الصلاة ، ح ٤٧٨٧ ، مع زيادة في أوّله ؛ ثواب الأعمال ، ص ٥٦ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع » مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢١٠ ، ح ٦٣٨ ، مرسلاً ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطاع الركوع » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٦ ؛ تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكري عليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وحسن الجوار » مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠٠ ؛ وفيه ، ج ١ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٠ ، من قوله : « كونوا دعاةً » إلى قوله : « ولا تكونوا شيناً » ؛ وفيه ، ص ٨٦ ، ح ٢٠١ ، وتمام الرواية : « عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٩.

(٨) في « ز ، ص ، ف » : « عليّ بن أبي يزيد » ، لكن استظهر في حاشية « ف » صحّة « عليّ بن أبي زيد ». وفي « هـ » : « عليّ بن الوليد ».

(٩) في الوسائل : + / « عليه ».

(١٠) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » : ـ / « من ».

(١١) في الوسائل : ـ / « ألف ».

١٩٩

مِنْهُ (١)». (٢)

١٦٣٨ / ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ (٣) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ (٤) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَوْصِنِي ، قَالَ (٥) : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ». (٦)

١٦٣٩ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَعِينُونَا بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ (٧) مَنْ لَقِيَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْكُمْ بِالْوَرَعِ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ فَرَجاً (٨) ؛ إِنَّ (٩) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( مَنْ (١٠) يُطِعِ اللهَ وَ ) ( رسوله ) (١١)

__________________

(١) في الوافي : « لعلّ المراد أن يكون في المخالفين أورع منه ، وذلك لأنّ أصحابنا بعضهم أورع من بعض ، فيلزم أن لا يكون منهم إلاّ الفرد الأعلى خاصّة ».

(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٠٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠١ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ٩.

(٣) في « ز » : « كهمش ، كهميس ». وفي « بر ، بس ، بف » والبحار : « كهمش ». هذا ، والظاهر من التتبّع في الأسناد والكتب صحّة « كهمس » ، وأبو كهمس هو الهيثم. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧٠ ؛ رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٤١ ، الرقم ٨٨٨.

(٤) في « ز » : « عمر بن سعيد الهلالي ». وابن سعيد هذا ، هو عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي. راجع : رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٥) في « هـ » : « فقال ».

(٦) الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٥ ، بسنده عن الحسن ، عن عليّ بن عقبة ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ، بسنده عن حسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، وفيهما مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٢٠٣٩٢ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٠.

(٧) في « ف » : « فإنّ ».

(٨) كون الكلمة بالحاء محتمل ، وهو خبر كان ، واسمه ضمير يعود إلى اللقاء أو الورع. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٦٣.

(٩) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « وإنّ ».

(١٠) في « ص ، بر » : « ومن ».

(١١) كذا. وفي القرآن : ( وَالرَّسُولَ ). قال في مرآة العقول : « كأنّه نقل بالمعنى مع الإشارة إلى ما في سورة النور [ (٢٤) الآية ٥٤ و ٥٦ ] ».

٢٠٠