الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

فِيهِمْ ؛ يَحْفَظْكُمُ اللهُ ». (١)

٢٤٠٣ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : الْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ (٢) مِنَ الْعِذَارِ (٣) عَلى خَدِّ الْفَرَسِ ». (٤)

٢٤٠٤ / ٢٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) قَالَ : « عَنى بِذلِكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يَكُونُوا عَلى دِينٍ وَاحِدٍ كُفَّاراً كُلَّهُمْ ( لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ ) (٥) وَلَوْ فَعَلَ اللهُ (٦) ذلِكَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَحَزِنَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَغَمَّهُمْ ذلِكَ ، وَلَمْ يُنَاكِحُوهُمْ وَلَمْ يُوَارِثُوهُمْ ». (٧)

__________________

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٤ ، ح ٣٠٦٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٧ ، ح ٢٣.

(٢) في حاشية « ض ، بر » : « للمؤمنين ».

(٣) العِذاران من الفرس : كالعارضين من وجه الإنسان. ثمّ سمّي السَّير الذي يكون عليه من اللِّجام عِذاراً باسم موضعه. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ( عذر ).

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٤ ، ح ٣٠٥٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨ ، ح ٢٤.

(٥) الزخرف (٤٣) : ٣٣. وفي العلل : + / ( وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) وفي الوافي : « معنى الآية : لولا كراهة أن يجتمع‌الناس على الكفر لجعلنا للكفّار سقوفاً من فضّة ... إلى آخرها. ومعنى الحديث : أنّها نزلت في هذه الامّة خاصّة ، يعني لولاكراهة أن تجتمع هذه الامّة يعني عامّتهم وجمهورهم على الكفر ، فيلحقوا بسائر الكفّار ويكونوا جميعاً امّة واحدة ، ولايبقى إلاّقليل ممّن محض الإيمان محضاً. فعبّر بالناس عن الأكثرين لقلّة المؤمنين ، فكأنّهم ليسوا منهم ».

(٦) في شرح المازندراني والعلل : ـ / « الله ».

(٧) علل الشرائع ، ص ٥٨٩ ، ح ٣٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٦ ، ح ٣٠٤١ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨ ، ح ٢٥.

٦٦١

١٠٨ ـ بَابٌ (١)

٢٤٠٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَكْرٌ الْأَرْقَطُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَوْ (٢) عَنْ شُعَيْبٍ (٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ ، فَقَالَ لَهُ (٤) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ إِلَيْكُمْ بِمَوَدَّتِي ، وَقَدْ أَصَابَتْنِي (٥) حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَقَدْ تَقَرَّبْتُ بِذلِكَ إِلى أَهْلِ بَيْتِي وَقَوْمِي ، فَلَمْ يَزِدْنِي بِذلِكَ (٦) مِنْهُمْ إِلاَّ بُعْداً.

قَالَ : « فَمَا آتَاكَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا أَخَذَ مِنْكَ ».

قَالَ (٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ادْعُ (٨) اللهَ لِي (٩) أَنْ يُغْنِيَنِي عَنْ خَلْقِهِ.

قَالَ : « إِنَّ اللهَ قَسَّمَ رِزْقَ مَنْ شَاءَ عَلى يَدَيْ (١٠) مَنْ شَاءَ (١١) ، وَلكِنْ سَلِ (١٢) اللهَ أَنْ‌

__________________

(١) في « ص » : « باب آخر منه ». وفي مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٧٤ : « إنّما جعله باباً آخر ولم يعنونه لأنّ أخباره مناسبة للباب الأوّل ، لكن بينهما فرق ؛ فإنّ الباب الأوّل كان معقوداً لفضل الفقر ، والخبران المذكوران في هذا الباب يظهر منهما الفرق بين الفقر الممدوح والمذموم. وقيل : لأنّ أخبار الباب السابق كانت تدلّ على مدح الفقراء منطوقاً ، وهذان يدلاّن عليه مفهوماً. وكأنّ ما ذكرنا أظهر ».

(٢) الظاهر من السند عطف « شعيب ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام » على « أبي‌عبدالله عليه‌السلام » ، ومفاده الترديد في رواية بكر الأرقط عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام هل كانت مباشرة أو بتوسّط شعيب.

هذا ، وفي الوسائل : « بكر الأرقط أو شعيب ».

(٣) في « د ، ز ، ف ، بر » : « شبيب ». وفي « هـ » : « مسيّب ».

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ / « له ».

(٥) في « هـ » : « أصابني ».

(٦) في « ض » : « ذلك ».

(٧) في « ب ، هـ » : « قلت ». وفي « ض ، ف » : + / « قلت ».

(٨) في حاشية « ف » : « اسأل ».

(٩) في « ب ، ج ، د ، بف » والوافي والوسائل والبحار : ـ / « لي ».

(١٠) في « هـ » : « يد ». وفي الوسائل : ـ / « يدي ».

(١١) في الوسائل : « يشاء ».

(١٢) في « ج ، ز » وحاشية « ض ، بر » والبحار : « اسأل ».

٦٦٢

يُغْنِيَكَ (١) عَنِ الْحَاجَةِ الَّتِي تَضْطَرُّكَ إِلى لِئَامِ خَلْقِهِ ». (٢)

٢٤٠٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ (٣) ». فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْفَقْرُ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ؟ فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ مِنَ الدِّينِ ». (٤)

١٠٩ ـ بَابُ أَنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ يَنْفُثُ فِيهِمَا الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ (٥)

٢٤٠٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٦) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ وَلَهُ أُذُنَانِ ، عَلى إِحْدَاهُمَا (٧) مَلَكٌ مُرْشِدٌ ، وَعَلَى الْأُخْرى (٨) شَيْطَانٌ مُفْتِنٌ (٩) ، هذَا يَأْمُرُهُ ، وَهذَا يَزْجُرُهُ ، الشَّيْطَانُ يَأْمُرُهُ بِالْمَعَاصِي ، وَالْمَلَكُ يَزْجُرُهُ عَنْهَا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ

__________________

(١) في « بر » : + / « به ».

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٩٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٣٨ ، ح ٨٩٤٣ ، من قوله : « قال : جعلت فداك ، ادع الله » ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٤ ، ح ٢.

(٣) قد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل وغير ذلك. والموت الأحمر : القتل ؛ لما فيه من حمرة الدم ، أو لشدته. يقال : موت أحمر ، أي‌شديد. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٩ ( موت ) ؛ وج ١ ، ص ٤٣٨ ( حمر ).

(٤) معاني الأخبار ، ص ٢٥٩ ، ح ١ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ٦ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ضمن وصيته لعلي عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص ٦٠١ ، كتاب المنافع ، ح ١٦ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٥٠٠ ، الحكمة ١٦٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٢٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨٨ ، المجلس ٢٣ ، ح ١٥ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٢٩ ، المجلس ٨ ، ح ٥٤ ، وفي كلها : « الفقر الموت الأكبر » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٩٦٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٥ ، ح ٣.

(٥) في « هـ » : ـ / « باب ـ إلى ـ الشيطان ».

(٦) في البحار ، ج ٧٠ : ـ / « عن أبيه ». وهو سهو واضح.

(٧) في « ض ، هـ » والبحار ، ج ٦٣ : « أحدهما ».

(٨) في « هـ » : « الآخر ».

(٩) في « د ، ف ، بر » : « مفتر ». وقوله : « مفتن » يجوز فيه على بناء الإفعال والتفعيل كما في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٨٧.

٦٦٣

قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (١) ». (٢)

٢٤٠٨ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ (٣) ، فَإِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِذَنْبٍ ، قَالَ لَهُ رُوحُ الْإِيمَانِ : لَاتَفْعَلْ ، وَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ : افْعَلْ ، وَإِذَا (٤) كَانَ عَلى بَطْنِهَا (٥) نُزِعَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ ». (٦)

٢٤٠٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلِقَلْبِهِ أُذُنَانِ فِي جَوْفِهِ : أُذُنٌ يَنْفُثُ‌

__________________

(١) ق (٥٠) : ١٧ ـ ١٨. وفي الوافي : « المستفاد من هذا الحديث أنّ صاحب الشمال شيطان ، والمشهور أنّهما جميعاً ملكان ، كما يأتي في باب الهمّ بالسيّئة أو الحسنة ؛ إلاّ أن يقال : إنّ المرشد والمفتّن غير الكاتبين الرقيبين ».

وقال العلاّمة الطباطبائي : « إنّ غاية ما تدلّ عليه أنّ مع الإنسان من يراقبه ويحفظ عليه أقواله ، وإنّ هذا الرقيب قاعد عن يمين الإنسان وشماله ، فهو أكثر من واحد ؛ وأمّا أنّه من هو وهل هو ملك أو شيطان فلا دلالة فيها على ذلك ، ولذا صحّ أن ينطبق على ما في بعض الأخبار من أنّه شيطان وملك كما في هذا الخبر ، وعلى ما في آخر أنّهما ملكان كاتبان للحسنات والسيّئات ».

(٢) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣١ ، بسند آخر ؛ وج ٢ ، ص ٤٥٠ ، مرسلاً مع زيادة في آخره ، وفيهما إلى قوله : « هذا يأمره وهذا يزجره » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٤ ، ح ٣٥٠٣ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٠٥ ، ح ٣٤ ؛ وج ٧٠ ، ص ٣٣ ، ح ١.

(٣) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٨٨ : « للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشرّ ، وللخير مشقّة حاضرة زائلة ولذّةغائبة دائمة ، وللشرّ لذّة حاضرة فانية ومشقّة غائبة باقية ، والنفس يطلب اللذّة ويهرب عن المشقّة ، فهو دائماً متردّد بين الخير والشرّ ، فروح الإيمان يأمره بالخير وينهاه عن الشرّ ، والشيطان بالعكس ».

(٤) في « هـ » : « فإذا ».

(٥) في الوافي : « المجرور في بطنها يعود إلى المزنيِّ بها ، كما وقع التصريح به في الأخبار الآتية ».

(٦) قرب الإسناد ، ص ٣٣ ، ح ١٠٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « إنّ للقلب اذنين : روح الإيمان يسارّه بالخير ، والشيطان يسارّه بالشرّ ، فأيّهما ظهر على صاحبه غلبه » الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٤ ، ح ٣٥٠٢ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٠٦ ، ح ٣٥ ؛ وج ٦٩ ، ص ١٩٨ ، ح ١٦ ؛ وج ٧٠ ، ص ٤٤ ، ح ٢.

٦٦٤

فِيهَا الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ (١) ، وَأُذُنٌ يَنْفُثُ فِيهَا الْمَلَكُ ، فَيُؤَيِّدُ اللهُ الْمُؤْمِنَ بِالْمَلَكِ ، فَذلِكَ (٢) قَوْلُهُ : ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٣) ». (٤)

١١٠ ـ بَابُ الرُّوحِ الَّذِي أُيِّدَ بِهِ الْمُؤْمِنُ (٥)

٢٤١٠ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لِي : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَيَّدَ الْمُؤْمِنَ بِرُوحٍ مِنْهُ (٧) ، تَحْضُرُهُ (٨) فِي كُلِّ وَقْتٍ يُحْسِنُ فِيهِ وَيَتَّقِي ، وَتَغِيبُ (٩) عَنْهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ‌

__________________

(١) خَنَستُ الرجلَ خَنْساً : أخّرته ، أو قبضته وزويته. ويستعمل لازماً أيضاً فيقال : خنس هو ، ومنه : الخَنّاس في‌صفة الشيطان ؛ لأنّه يخنس إذا سمع ذكر الله تعالى ، أي‌ينقبض. المصباح المنير ، ص ١٨٣ ( خنس ).

(٢) في البحار : « وذلك ».

(٣) المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٣ ، ح ٣٥٠١ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٩ ، ح ١٧ ؛ وج ٧٠ ، ص ٤٧ ، ح ٣.

(٥) في « هـ » : ـ / « باب ـ إلى ـ المؤمن ».

(٦) تقدّم في ذيل ح ١٦٤٢ و ٢١٢٧ ، الإشارة إلى وقوع التصحيف في أسناد عليّ بن محمّد بن سعد ، عن محمّدبن سالم بن أبي‌سلمة ، وأنّ لفظة « سالم » قد يصحّف بـ « مسلم » و « سلمة » و « مسلمة » و « سليمان » ، والموجب لهذا الأمر هو حذف « الألف » عن لفظة « سالم » كما أشرنا إليه سابقاً.

إذا تبيّن هذا ، فنقول : أكثر النسخ في ما نحن فيه مصحّفة ؛ فإنّ في « ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « محمّد بن مسلم ، عن أبي‌سلمة ». وفي « ف » : « محمّد بن مسلم أبي‌سلمة ». وفي « جر » : « محمّد بن المسلم عن أبي سلمة ». وفي البحار : « محمّد بن مسلم بن أبي‌سلمة ».

وأمّا ما أثبتناه فهو مأخوذ مؤلّف من نسخ أربع ؛ فإنّ في « ب ، هـ ، بس » : « محمّد بن مسلم بن أبي‌سلمة ». وفي « ص » : « محمّد بن سلم ، عن أبي‌سلمة ». والظاهر أنّ « سلم » في « ص » هو « سالم » قد حذفت الألف منه.

(٧) في « ج ، د ، ص ، ض ، هـ ، بر » والوافي : ـ / « منه ».

(٨) في « ب » : « يحضر ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوسائل : « يحضره ».

(٩) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوسائل : « ويغيب ».

٦٦٥

يُذْنِبُ فِيهِ وَيَعْتَدِي ، فَهِيَ مَعَهُ تَهْتَزُّ سُرُوراً عِنْدَ إِحْسَانِهِ ، وَتَسِيخُ (١) فِي الثَّرى (٢) عِنْدَ إِسَاءَتِهِ ، فَتَعَاهَدُوا عِبَادَ اللهِ نِعَمَهُ بِإِصْلَاحِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ تَزْدَادُوا يَقِيناً ، وَتَرْبَحُوا نَفِيساً ثَمِيناً ؛ رَحِمَ اللهُ امْرَأً هَمَّ بِخَيْرٍ فَعَمِلَهُ ، أَوْ هَمَّ بِشَرٍّ فَارْتَدَعَ عَنْهُ ». ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ نُؤَيِّدُ (٣) الرُّوحَ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالْعَمَلِ لَهُ (٤) ». (٥)

__________________

(١) في « بف » : « ويسيخ ». وفي الوسائل : « تسيح » بدون الواو. وساخت قوائمه في الأرض سَوخاً ، وتسيخ سيخاً : هو مثل الغَرَق في الماء. وساخت بهم الأرض : خَسَفَتْ. المصباح المنير ، ص ٢٩٤ ( سوخ ).

(٢) « الثرى » : التُّراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ( ثرو ).

(٣) في « ب ، ف ، بس » : « نزيد ». وفي الوسائل : « نريد ».

(٤) قال العلاّمة الطباطبائي في شرح الحديث وحقيقة الروح : « قال الله تعالى : ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) الآية [ الأنعام (٦) : ١٢٢ ] دلّت الآية على ما يخصّ الله تعالى به الإيمان في مقابل الكفر من الآثار ، وهو النور الذي يسري في أفعال العبد ، فيرى به الخير ويفرّقه من الشرّ ويميّز به النفع من الضرّ. والدَّليل على أنّ هذا النور لغاية الإبصار قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) [ الأعراف (٧) : ٢٠١ ] وهذا النور الذي هونور الإبصار والإدراك من خواصّ الحياة ، كما أنَّ نور الإدراك الحسّيّ والخياليّ في الإنسان وسائر أنواع الحيوان لايتحقّق إلاّبعد تحقّق الحياة ، وهذه الحياة التي أثبتها الله تعالى للمؤمن حياة خاصّة زائدة على الحياة العامّة التي يشترك فيها المؤمن والكافر ، فللمؤمن حياتان وللكافر حياة واحدة ، ومن هنا يمكن للمتدبّر أن يحدس أنّ للمؤمن روحاً آخر وراء الروح الذي يشترك فيه المؤمن والكافر ؛ فإنّ خاصّة الحياة إنّما يترشّح من الروح ، واختلاف الخواصّ يؤدّي إلى اختلاف المبادي.

وهذا هو الذي يظهر من مثل قوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) الآية [ المجادله (٥٨) : ٢٢ ] هو الذي تدلّ عليه هذه الرواية.

وليست هذه الروح من الملائكة ؛ فإنّ الله أينما ذكر الروح عدَّه غير الملائكة كقوله : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) الآية [ النحل (١٦) : ٢ ] وقوله : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية [ النبأ (٧٨) : ٣٨ ] وقوله : ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) الآية [ القدر (٩٧) : ٤ ] إلى غير ذلك ، فهذه الروح غير الملائكة الداعية إلى الخير ، كما أنّها غير الروح المشترك بين المؤمن والكافر على ما عرفت ، نعم يمكن أن يقال : إنّ هذه الروح ليست مغايرة للروح الإنساني بالعدد ، بل إنّما هي مغايرة لها بحسب المرتبة ، كما وقع نظيره في الرواية ؛ حيث عدَّ روح الحركة مغايرة لروح الشهوة ، مع أنّ المغايرة بينهما إنّما هي بحسب المرتبة دون العدد.

٦٦٦

١١١ ـ بَابُ الذُّنُوبِ‌

٢٤١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي عليه‌السلام (١) يَقُولُ : مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ أَفْسَدَ لِلْقَلْبِ مِنْ خَطِيئَةٍ (٢) ؛ إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ ، فَمَا تَزَالُ (٣) بِهِ حَتّى تَغْلِبَ عَلَيْهِ ، فَيُصَيَّرَ (٤) أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ ». (٥)

٢٤١٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ ) (٦) فَقَالَ (٧) : « مَا أَصْبَرَهُمْ عَلى فِعْلِ (٨) مَا يَعْلَمُونَ (٩) أَنَّهُ يُصَيِّرُهُمْ‌

__________________

وقوله : « تهتزّ سروراً » ، كناية عن تمكّنها في الإنسان والفتها له وانسها به ، وقوله : « تسيخ في الثرى » كناية عن انفعالها وسقوطها عن الإنسان بعوده إلى ما كان عليه من الحال ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٣ ، ح ٣٥٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٤ ، ح ١٠.

(١) في « هـ » : ـ / « قال كان أبي عليه‌السلام ».

(٢) في البحار : « خطيئته ». وفي الأمالي للصدوق والأمالي للطوسي : « الخطيئة ».

(٣) في البحار : « فلا تزال ».

(٤) في « ب ، ج ، ص ، ف ، هـ » ومرآة العقول : « فيصير ». وفي « ز ، بر ، بف » والوافي : « فتصيّر ». وهذا هو مقتضى السياق. وفي الأمالي للصدوق والطوسي : + / « أسفله أعلاه و ». وفي الوافي : « يعني فما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب وتؤثّر فيه بحلاوتها حتّى تجعل وجهه الذي إلى جانب الحقّ والآخرة إلى جانب الباطل والدنيا ».

(٥) الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٧ ، المجلس ٦٢ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٣٨ ، المجلس ١٥ ، ح ٣٦ ، بسندهما عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٢ ، ح ١.

(٦) البقرة (٢) : ١٧٥.

(٧) في « هـ » : « قال ».

(٨) في « هـ » : ـ / « فعل ».

(٩) في « بس ، بف » وحاشية « بر » : « ما يعملون ».

٦٦٧

إِلَى النَّارِ! ». (١)

٢٤١٣ / ٣. عَنْهُ (٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ ، وَلَا نَكْبَةٍ ، وَلَا صُدَاعٍ ، وَلَا مَرَضٍ إِلاَّ بِذَنْبٍ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (٣) ـ فِي كِتَابِهِ (٤) : ( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٥) ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ (٦) : « وَ (٧) مَا يَعْفُو اللهُ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤَاخِذُ بِهِ ». (٨)

٢٤١٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (٩) نَكْبَةٍ تُصِيبُ (١٠) الْعَبْدَ إِلاَّ بِذَنْبٍ ، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ (١١) أَكْثَرُ ». (١٢)

٢٤١٥ / ٥. عَلِيٌّ (١٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٥ ، عن ابن مسكان ، رفعه إلى أبي‌عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٣ ، ح ٢.

(٢) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٣) في « ض ، هـ » : « قوله : جلّ وعزّ ».

(٤) في « ج » : ـ / « في كتابه ».

(٥) الشورى (٤٢) : ٣٠.

(٦) في « ص » : ـ / « ثمّ قال ».

(٧) في « هـ » : ـ / « و ».

(٨) الأمالي للمفيد ، ص ٣٤ ، المجلس ٥ ، ح ١ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٦٣١ ، المجلس ٣١ ، ح ٢ ، مع زيادة في آخره ، وفيهما بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٥٧٠ ، المجلس ٢٢ ، ح ٦ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّها مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٥ ، ح ٣.

(٩) في « ض » : ـ / « من ».

(١٠) هكذا في النسخ وهو مقتضى القاعدة. وفي المطبوع : « يصيب ».

(١١) في « هـ » : « منه ». وفي الوسائل : ـ / « عنه ».

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧١.

(١٣) في « ج » : « عنه ».

٦٦٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ (١) : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ (٢) وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ ، وَلَا يَأْمَنِ (٣) الْبَيَاتَ (٤) مَنْ عَمِلَ السَّيِّئَاتِ ». (٥)

٢٤١٦ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ (٦) سَطَوَاتِ (٧) اللهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ». قَالَ (٨) : قُلْتُ (٩) لَهُ (١٠) : وَمَا سَطَوَاتُ اللهِ؟

__________________

(١) في الكافي ، ح ٣٧٤٢ : « قال : إنّ من الجهل الضحك من غير عجب ، قال : وكان يقول » بدل « قال : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٤٠١ : « الإبداء : الإظهار ، وتعديته بـ « عن » لتضمين معنى الكشف. وفي الصحاح والقاموس والمصباح : الواضحة : الأسنان تبدو عند الضحك. وفي القاموس : فضحه ـ كمنعه ـ : كشح مساويه ، أي لاتضحك ضحكاً يبدو به أسنانك ويكشف عن سرور قلبك ، وقد عملت أعمالاً قبيحة ... لا تدري أغفر الله لك أم يعذّبك عليها ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤١٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٦٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ( وضح ).

(٣) في الجعفريّات : « ولا يأمننّ ». وفي الاختصاص : « فلا تأمننّ ». وفي مرآة العقول : « لا يأمن البيات ، بكسر النون ليكون نهياً ، والكسرة لالتقاء الساكنين. أو بالرفع خبراً بمعنى النهي. وما قيل : إنّه معطوف على الجملة الحالية بعيد ».

(٤) بيّت العدوَّ ، أي‌أوقع بهم ليلاً. والاسم : البيات. والمراد الأخذ بالمعاصي. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ( بيت ).

(٥) الكافي ، كتاب العشرة ، باب الدعابة والضحك ، ح ٣٧٤٢. وفي الجعفريّات ، ص ٢٣٥ ، بسنده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام. الاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن الرضا ، عن أميرالمؤمنين عليهما‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠٥٧٠ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٧ ، ح ٤.

(٦) في الزهد والأمالي للمفيد : « احذروا » بدل « تعوّذوا بالله من ».

(٧) « السَّطْوَة » : القهر بالبَطْش. والجمع : السَّطوات. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٦ ( سطا ).

(٨) في « ب » والوسائل والزهد والأمالي : ـ / « قال ».

(٩) في الوسائل والزهد والأمالي : « فقلت ».

(١٠) في « ب ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بس » والوسائل والزهد والأمالي : ـ / « له ».

٦٦٩

قَالَ : « الْأَخْذُ عَلَى (١) الْمَعَاصِي ». (٢)

٢٤١٧ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ (٣) الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « الذُّنُوبُ كُلُّهَا شَدِيدَةٌ ، وَأَشَدُّهَا مَا نَبَتَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ ؛ لِأَنَّهُ إِمَّا مَرْحُومٌ ، وَإِمَّا (٤) مُعَذَّبٌ ، وَالْجَنَّةُ (٥) لَايَدْخُلُهَا إِلاَّ طَيِّبٌ ». (٦)

٢٤١٨ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٧) عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُزْوى (٨) عَنْهُ الرِّزْقُ ». (٩)

٢٤١٩ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (١٠) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌

__________________

(١) في « ص » : « إلى ».

(٢) الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤٠ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ١٨٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٨ ، بسندهما عن إبراهيم بن عبدالحميد الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٠٥٨٨.

(٣) في الوسائل : + / « بن جعفر ».

(٤) في « ز » والبحار : « أو » بدل « وإمّا ». وفي شرح المازندراني : « لعلّ المرحوم من كفّرت ذنوبه بالتوبة أو البلايا أو العفو ، والمعذّب من لم تكفّر ذنوبه بأحد هذه الوجوه ».

(٥) في « ض ، هـ » : « فالجنّة ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٧ ، ح ٣٥٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٧ ، ح ٥.

(٧) في « هـ » : « أبي‌عبدالله ».

(٨) يجوز فيه البناء على الفاعل أيضاً ، والضمير المستتر فيه راجع إلى « الذنب ». وزوى الشي‌ء : قبضه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ ( زوا ). وفي مرآة العقول : « أي قد يكون تقتير الرزق بسبب الذنب عقوبة أو لتكفير ذنبه ، وليس هذا كلّياً ، بل هو بالنسبة إلى غير المستدرجين ، فإنّ كثيراً من أصحاب الكبائر يوسّع عليهم الرزق ».

(٩) تحف العقول ، ص ١١٠ ، ضمن حديث أربعمائة ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وفيه : « احذروا الذنوب ، فإنّ العبد يذنب الذنب فيحبس عنه الرزق ». راجع : علل الشرائع ، ص ٢٩٧ ، ح ١ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٨١ الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٨ ، ح ٦.

(١٠) في الكافي ، ح ١٠٣٠٦ : + / « الكليني ».

٦٧٠

النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ حُسَيْنِ (١) بْنِ مُخْتَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ (٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَبَدَ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ (٣) أَعْمى ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ (٤) مَنْ نَكَحَ (٥) بَهِيمَةً ». (٦)

٢٤٢٠ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (٧) ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ (٨) بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ لَهَا طَالِباً يَقُولُ أَحَدُكُمْ : أُذْنِبُ وَأَسْتَغْفِرُ (٩) إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : « ( سنكتب ) (١٠)

__________________

(١) هكذا في النسخ. وفي المطبوع والكافي ، ح ١٠٣٠٦ : « الحسين ».

(٢) في الكافي ، ح ١٠٣٠٦ : « عن بعض أصحابه » بدل « عن رجل ».

(٣) في « كمه » وجوه ثلاثة : التخفيف ، والتشديد ، وضمّ الكاف وتشديد الميم اسماً. وهو بالتشديد ، أي‌قال له : يا أعمى ، أو يا أكمه ؛ معيّراً له بذلك ، أو أضلّه عن الطريق ولم يهدِه إليه ، أو كان جاهلاً فأعماه عن الحقِّ ، أو ضالاًّفزاده عمىً ، أي‌ضلالاً. وفي القاموس : الكامه : من يركب رأسَه لا يدري إلى أين يتوجّه. قال : ويحتمل : كمه ، بالتخفيف والمعنى : من ركب أعمى ، وهو كناية عمّن لم يسلك الطريق الواضح. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٣٦٠ ( كمه ). وفي معاني الأخبار بعد نقل الحديث قال : « قال مصنّف هذا الكتاب : قوله عليه‌السلام : ملعون ملعون من أكمه أعمى ، يعني من أرشد متحيّراً في دينه إلى الكفر وقرّره في نفسه حتّى اعتقده. ومعنى قوله عليه‌السلام : ملعون ملعون من عبدالدينار والدرهم ، فإنّه يعني به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمؤاساة إخوانه ، فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على عبادة خالقه ». وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٣١ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٤٠٦ ـ ٤٠٧.

(٤) في « ض » : ـ / « ملعون ».

(٥) في مرآة العقول : « ربما يقرأ « نكّح » بالتشديد على بعض الوجوه ».

(٦) الكافي ، كتاب النكاح ، باب الخضخضة ونكاح البهيمة ، ح ١٠٣٠٦ ، وتمام الرواية فيه : « ملعون ملعون من نكح بهيمة ». وفي الخصال ، ص ١٢٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٢ ، ح ٦٧ ، بسندهما عن محمّد بن إبراهيم النوفلي ، عن الحسين بن المختار بإسناده رفعه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٦٨ ، ح ٣٥٩٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٩ ، ح ٧.

(٧) في « بس » : ـ / « بن محمّد ».

(٨) في « بس » : ـ / « عليّ ».

(٩) في « ب ، ز » والبحار : + / « الله ». وفي « هـ » : + / « الله جلّ وعزّ ».

(١٠) كذا في النسخ. وفي القرآن : ( وَنَكْتُبُ ). قال في مرآة العقول : « وكأنّه ـ أي‌إضافة السين ـ من النسّاخ أو الرواة. وقيل : هذا نقل للآية بالمعنى ؛ لبيان أنّ هذه الكتابة تكون بعد إحياء الموتى على أجسادهم لفضيحتهم ».

٦٧١

ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (١) وَقَالَ (٢) عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٣) ». (٤)

٢٤٢١ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (٥) ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ طَرِيفٍ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الذَّنْبَ يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ ». (٧)

٢٤٢٢ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُدْرَأُ (٨) عَنْهُ الرِّزْقُ » ، وَتَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ

__________________

(١) يس (٣٦) : ١٢.

(٢) في « ص » : « فقال ». وفي « د ، هـ » : + / « الله ».

(٣) لقمان (٣١) : ١٦.

(٤) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب استصغار الذنب ، ذيل ح ٢٤٦٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : ( فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٠ ، ح ٣٤٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١١ ، ح ٢٠٦٠٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢١ ، ح ٨.

(٥) في الوسائل : ـ / « عن ابن فضّال ». وهو سهو ؛ فقد روى [ الحسن بن عليّ ] بن فضّال عن ثعلبة [ بن ميمون ] في‌كثيرٍ من الأسناد ، وقد توسّط ابن فضّال في بعضها بين محمّد بن عبدالجبّار وبين ثعلبة. راجع : معجم الرجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٠٦ ـ ٣٠٥ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢١٨ ـ ٢٢٠.

(٦) في « ج ، هـ » : « ظريف ».

(٧) المحاسن ، ص ١١٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٤٥ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ المؤمن لينوي الذنب ، فيحرم رزقه ». قرب الإسناد ، ص ٣٢ ، ح ١٠٤ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ المؤمن ليأتي الذنب ، فيحرم به الرزق » مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٤.

(٨) الدَّرْءُ : الدفع. لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧١ ( درأ ). وفي مرآة العقول : « الفعل هنا على بناء المجهول ، ويحتمل‌المعلوم بإرجاع المستتر إلى الذنب ».

٦٧٢

نائِمُونَ ) (١) (٢)

٢٤٢٣ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ خَرَجَ (٣) فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ (٤) تَابَ انْمَحَتْ ، وَإِنْ (٥) زَادَ زَادَتْ حَتّى تَغْلِبَ عَلى قَلْبِهِ ، فَلَا يُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَداً ». (٦)

٢٤٢٤ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ (٧) اللهَ (٨) الْحَاجَةَ ، فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ قَضَاؤُهَا (٩) إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، أَوْ إِلى وَقْتٍ بَطِي‌ءٍ ، فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ ذَنْباً ، فَيَقُولُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لِلْمَلَكِ : لَاتَقْضِ حَاجَتَهُ ، وَاحْرِمْهُ إِيَّاهَا (١٠) ؛ فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي ، وَاسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي ». (١١)

__________________

(١) القلم (٦٨) : ١٧ ـ ١٩. وفي الوافي : « الآية نزلت في قوم كانت لأبيهم جنّة ، فكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدّق بالباقي ، فلمّا مات قال بنوه : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ، فحلفوا أن يقطعوها ، وقد بقي من الليل ظلمة داخلين في الصبح منكرين ، ولم يستثنوا في يمينهم ، أي لم يقولوا : إن شاء الله ، فطاف عليها بلاء أو هلاك. « طائف » أي محيط بها. وهذا كقوله سبحانه : ( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ) [ الكهف (١٨) : ٤٢ ] قيل : احترقت جنّتهم فاسودّت ، وقيل : يبست وذهبت خضرتها ولم يبق منها شي‌ء ».

(٢) المحاسن ، ص ١١٥ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١١٩ ، مرسلاً عن الفضيل الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٤ ، ح ٩.

(٣) في « هـ » : « خرجت ».

(٤) في « ض ، هـ » : « فإذا ».

(٥) في « هـ » : « فإن ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ١٠.

(٧) في حاشية « بر » : « ليسأل ».

(٨) في « ف » : ـ / « الله ».

(٩) في « ض ، هـ » : « قضاها » وهو من تخفيف الهمزة.

(١٠) في الوسائل ، ح ٢٠٥٧٧ : ـ / « إيّاها ».

(١١) الاختصاص ، ص ٣١ ، مرسلاً مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٧ ،

٦٧٣

٢٤٢٥ / ١٥. ابْنُ مَحْبُوبٍ (١) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّهُ مَا مِنْ سَنَةٍ أَقَلَّ مَطَراً (٢) مِنْ سَنَةٍ ، وَلكِنَّ اللهَ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْمَعَاصِي ، صَرَفَ عَنْهُمْ مَا كَانَ قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَإِلَى الْفَيَافِي (٣) وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ ، وَإِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ الْجُعَلَ (٤) فِي جُحْرِهَا بِحَبْسِ (٥) الْمَطَرِ عَنِ الْأَرْضِ الَّتِي هِيَ بِمَحَلِّهَا (٦) بِخَطَايَا مَنْ بِحَضْرَتِهَا ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهَا السَّبِيلَ فِي (٧) مَسْلَكٍ (٨) سِوى مَحَلَّةِ (٩) أَهْلِ الْمَعَاصِي ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : ( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) (١٠) (١١)

٢٤٢٦ / ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ (١٢) :

__________________

ص ١٤٤ ، ح ٨٩٦١ ؛ وج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٩ ، ح ١١.

(١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، محمّد بن يحيى المعبّر عنه بالضمير ، عن أحمد بن محمّد.

(٢) في « ف » : « مطر ».

(٣) « الفيافي » : البراري الواسعة ، جمع فَيْفاء. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٥ ( فيف ).

(٤) « الجُعَل » : دابّةٌ سوداء من دوابّ الأرض ، وقيل : هو أبو جَعْران ؛ أو الحِرباء ، وهي ذكر امّ حُبَين ، وجمعه : جِعلان. المصباح المنير ، ص ١٠٣ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١١٢ ( جعل ).

(٥) في البحار : « فيحبس ».

(٦) في « ب » والمحاسن والأمالي : « بمحلّتها ».

(٧) في « ز ، هـ » والمحاسن والأمالي : « إلى ».

(٨) في « ز » : « المسلك ».

(٩) في « ف » : « محلّ ».

(١٠) الحشر (٥٩) : ٢.

(١١) المحاسن ، ص ١١٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٨ ، المجلس ٥١ ، صدر ح ٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٠ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٧ ، ذيل ح ٢١٥٠٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٩ ، ح ١٢.

(١٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف ، جر » والوسائل : ـ / « عن ابن بكير ». والصواب ما ورد في « د »

٦٧٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ ، وَإِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ ». (١)

٢٤٢٧ / ١٧. عَنْهُ (٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ (٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا (٤) ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ (٥) الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى (٦) ـ فَيَقُولُ : (٧) وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٨) ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَ ذلِكَ (٩) أَبَداً ». (١٠)

٢٤٢٨ / ١٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ،

__________________

والمطبوع والبحار من ثبوت « عن ابن بكير » ؛ فإنّ ابن فضّال في مشايخ محمّد بن عبدالجبّار ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، وهو من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، روى هو كتاب عبدالله بن بكير ، وتوسّط ابن بكير بينه وبين أبي‌عبدالله عليه‌السلام في عددٍ من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ١٢٤ ، الرقم ١٦٤ ؛ وص ٣٠٤ ، الرقم ٤٦٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٤٢٠ ـ ٤٢١ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٦٣ ـ ٣٦٤. ويؤيّد ذلك رواية ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام في الحديث الآتي.

(١) المحاسن ، ص ١١٥ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١١٩ ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن فضّال ، عن رجل ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٠ ، ح ١٣.

(٢) الضمير راجع إلى محمّد بن عبدالجبّار المذكور في السند السابق.

(٣) في الكافي ، ح ١٩٤٢ والمحاسن وثواب الأعمال : + / « عن بعض أصحابنا ».

(٤) « فلا يعملها » بصيغة النهي.

(٥) في « ب » والبحار : « يعمل ».

(٦) في الكافي ، ح ١٩٤٢ : « فيراه الله سبحانه » بدل « فيراه الربّ تبارك وتعالى ».

(٧) في الكافي ، ح ١٩٤٢ : + / « لا ».

(٨) في « ز » : « بعزّتي وجلالي ». وفي « ص » : ـ / « وعزّتي وجلالي ». وفي الوافي : ـ / « وجلالي ».

(٩) في الكافي ، ح ١٩٤٢ : « بعدها ». وفي المحاسن : ـ / « بعد ذلك ».

(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجيل فعل الخير ، ح ١٩٤٢ ، مع زيادة في أوّله. وفي المحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٨٨ ، ح ١ ، بسندهما عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٢٣ ، ذيل ح ٣٦ ، بسند آخر ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٧٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٤.

٦٧٥

عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (١) عليه‌السلام ، قَالَ : « حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لَايُعْصى فِي دَارٍ إِلاَّ أَضْحَاهَا (٢) لِلشَّمْسِ حَتّى تُطَهِّرَهَا (٣) ». (٤)

٢٤٢٩ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ (٥) ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْبَسُ عَلى (٦) ذَنْبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ مِائَةَ عَامٍ ، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلى أَزْوَاجِهِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمْنَ (٧) ». (٨)

٢٤٣٠ / ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا (٩) أَذْنَبَ ذَنْباً (١٠) ، خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ (١١) سَوْدَاءُ ؛ فَإِنْ تَابَ (١٢) ذَهَبَ ذلِكَ (١٣) السَّوَادُ (١٤) ، وَإِنْ (١٥) تَمَادى فِي‌

__________________

(١) في « هـ » : « أبي‌عبدالله ».

(٢) ضَحِيتُ للشمس ضحاءً ـ ممدود ـ : إذا برزت لها. وضَحَيتُ ـ بالفتح ـ مثله. وفي الوافي : « أضحاها : أظهرها ؛ كناية عن تخريبها وهدمها ».

(٣) في « ج ، ص ، هـ ، بف » : « يطهّرها ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٠٥٨٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٥.

(٥) في « هـ » : ـ / « الأصمّ ».

(٦) في « هـ » : « من ».

(٧) في « ز ، هـ » : « يتنعّمن في الجنّة ». وفي الأمالي : « أزواجه وإخوانه في الجنّة » بدل « أزواجه في الجنّة يتنعّمن ».

(٨) الأمالي للصدوق ، ص ٤١٢ ، المجلس ٦٤ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٦.

(٩) في « هـ » : « فإن ».

(١٠) في « هـ » : ـ / « ذنباً ».

(١١) في « ف » : ـ / « نكتة ».

(١٢) في « هـ » : « أناب ».

(١٣) في البحار : « تلك ».

(١٤) في « ف ، هـ » : « السوداء ».

(١٥) في « ز ، ف » : « فإن ». وتمادى فلان في غيّه : إذا لجّ فيه. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ( مدى ).

٦٧٦

الذُّنُوبِ زَادَ ذلِكَ السَّوَادُ (١) حَتّى يُغَطِّيَ (٢) الْبَيَاضَ ، فَإِذَا غُطِّيَ (٣) الْبَيَاضُ (٤) لَمْ يرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلى خَيْرٍ أَبَداً ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (٥) ». (٦)

٢٤٣١ / ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ (٧) ، وَلَاتَأْمَنِ (٨) الْبَيَاتَ وَقَدْ عَمِلْتَ السَّيِّئَاتِ ». (٩)

٢٤٣٢ / ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ (١٠) بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَائِنِيِّ (١١) :

__________________

(١) في « ف » : « السوداء ».

(٢) في « ف ، بس » : « تغطّي ».

(٣) هكذا في « ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بف » والوسائل والبحار. ويجوز فيه أيضاً البناء على الفاعل من التفعيل ونصب « البياض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تغطّي ».

(٤) في « ب » والاختصاص : ـ / « فإذا غُطّي البياض ».

(٥) المطفّفين (٨٣) : ١٤.

(٦) الاختصاص ، ص ٢٤٣ ، مرسلاً مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٨٠ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٧.

(٧) في « ف » : + / « عن واضحة ».

(٨) في « هـ » والوافي والاختصاص : « لاتأمننّ ». وفي الجعفريّات : « لايأمننّ ».

(٩) الكافي ، كتاب العشرة ، باب الدعابة والضحك ، ح ٣٧٤٢ ، بسند آخر ؛ الجعفريّات ، ص ٢٣٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام. الاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠٥٦٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٨.

(١٠) في « هـ ، بف » : « الحسن ». والحسين هذا ، هو الحسين بن إسحاق التاجر ، وقد توسّط بين محمّد بن يحيى‌العطّار وبين علىّ بن مهزيار في عدّة من الأسناد. انظر على سبيل المثال : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٤٦ ؛ علل الشرائع ، ص ٤١٨ ، ح ٥ ؛ وص ٤٤٨ ، ح ١ ؛ الخصال ، ص ٤ ، ح ٧ ؛ وص ٣٩ ، ح ٢٣ و ٢٥ ؛ وص ٨١ ، ح ١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ١٩٨ ، الرقم ٣٣٠٥.

(١١) في « ز » : « أبي عمير المدائني ».

٦٧٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ أَبِي عليه‌السلام يَقُولُ (١) : إِنَّ اللهَ قَضى قَضَاءً حَتْماً أَلاَّ يُنْعِمَ (٢) عَلَى الْعَبْدِ بِنِعْمَةٍ فَيَسْلُبَهَا إِيَّاهُ ، حَتّى يُحْدِثَ (٣) الْعَبْدُ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ (٤) بِذلِكَ النَّقِمَةَ ». (٥)

٢٤٣٣ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( رَبَّنا (٦) باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) (٧) الْآيَةَ ، فَقَالَ : « هؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانَتْ (٨) لَهُمْ قُرًى مُتَّصِلَةٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ (٩) إِلى بَعْضٍ ، وَأَنْهَارٌ جَارِيَةٌ ، وَأَمْوَالٌ ظَاهِرَةٌ ، فَكَفَرُوا (١٠) نِعَمَ (١١) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَغَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ عَافِيَةِ اللهِ ، فَغَيَّرَ (١٢) اللهُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ ، وَ ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) (١٣) فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ (١٤) سَيْلَ الْعَرِمِ ، فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ ، وَخَرَّبَ دِيَارَهُمْ ، وَأَذْهَبَ (١٥) أَمْوَالَهُمْ (١٦) ، وَأَبْدَلَهُمْ مَكَانَ جَنَّاتِهِمْ (١٧) جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ‌

__________________

(١) في البحار : ـ / « كان أبي عليه‌السلام يقول ».

(٢) في « ج ، د ، ص ، ض ، بس » ومرآة العقول والوسائل والبحار وتفسير العيّاشي : « لاينعم » بدون الهمزة.

(٣) في « هـ » : « حتّى يذنب ».

(٤) في « ض ، ف » : « يستوجب ».

(٥) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٩ ، عن أبي عمرو المدائني ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٥ ، ح ٣٤٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٨١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٩.

(٦) هكذا في « بس ، بف ، جل ». وفي القرآن : « فَقَالُوا رَبُّنَا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « قالوا ربّنا ».

(٧) سبأ (٣٤) : ١٩.

(٨) في « ض » : « قد كانت ».

(٩) في الوسائل : « بعضها ».

(١٠) في « ب » : « فكفّروا » بالتشديد.

(١١) في « د » : « أنعم ». وفي الكافي ، ح ١٥٤١٢ : « بأنعم ».

(١٢) في « ز » : « فيغيّر ».

(١٣) الرعد (١٣) : ١١. وفي الكافي ، ح ١٥٤١٢ : ـ / « من عافية ـ إلى ـ « بِأَنْفُسِهِمْ » ».

(١٤) في « بر » : « إليهم ».

(١٥) في « بر ، بس » والوافي والوسائل والبحار : « وذهب ».

(١٦) في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار والكافي ، ح ١٥٤١٢ : « بأموالهم ».

(١٧) في البحار : « جنّتيهم ».

٦٧٨

خَمْطٍ (١) وَأَثْلٍ (٢) ، وَشَيْ‌ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ، ثُمَّ قَالَ (٣) : ( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) (٤) ». (٥)

٢٤٣٤ / ٢٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ (٦) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً فَسَلَبَهَا (٧) إِيَّاهُ ، حَتّى يُذْنِبَ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ بِذلِكَ السَّلْبَ ». (٨)

٢٤٣٥ / ٢٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ (٩) إِلى‌

__________________

(١) « خَمْط » : ضرب من الأراك يُؤكل. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٢٨ ( خمط ).

(٢) « الأثل » : شجر يشبه الطَّرفاء ، إلاّ أنّه أعظم منها وأجود منها عوداً. تصنع منه الأقداح الصُّفر الجياد. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٦ ـ ٦٧.

(٣) في الكافي ، ح ١٥٤١٢ : + / « الله عزّ وجلّ ».

(٤) سبأ (٣٤) : ١٧.

(٥) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٤١٢ ، عن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير ، قال : سأل رجل أباجعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٥ ، ح ٣٤٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٤ ، ح ٢٠٦١٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠.

(٦) روى محمّد بن سنان عن سماعة بن مهران في تأويل الآيات ، ص ٤٦٣ ، وص ٦٥٤ ، وص ٧٣٣ ، والطريق في‌المواضع الثلاثة واحد ؛ روى محمّد بن العبّاس ، عن محمّد بن أحمد [ بن ثابت ] ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبى جعفر عليه‌السلام. والمعهود في غير هذا الطريق رواية محمّد بن سنان ، عن سماعة [ بن مهران ] بالتوسّط والواسطة في الأغلب هو عمّار بن مروان ، فعليه ، احتمال سقوط الواسطه في ما نحن فيه غير منفي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٧٢ ـ ٣٧٣.

(٧) في حاشية « ج » : « فيسلبها ».

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٦ ، ح ٣٤٨٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٠٥٨٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢١.

(٩) في المحاسن : ـ / « من أنبيائه ».

٦٧٩

قَوْمِهِ (١) ، وَأَوْحى (٢) إِلَيْهِ : أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أُنَاسٍ (٣) كَانُوا عَلى طَاعَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا سَرَّاءُ (٤) ، فَتَحَوَّلُوا (٥) عَمَّا أُحِبُّ إِلى مَا أَكْرَهُ ، إِلاَّ (٦) تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ إِلى مَا يَكْرَهُونَ ؛ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا عَلى مَعْصِيَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا ضَرَّاءُ (٧) ، فَتَحَوَّلُوا عَمَّا أَكْرَهُ إِلى مَا أُحِبُّ ، إِلاَّ تَحَوَّلْتُ لَهُمْ (٨) عَمَّا يَكْرَهُونَ إِلى مَا يُحِبُّونَ ، وَقُلْ لَهُمْ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ؛ فَلَا تَقْنَطُوا (٩) مِنْ رَحْمَتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُ (١٠) عِنْدِي (١١) ذَنْبٌ (١٢) أَغْفِرُهُ ؛ وَقُلْ لَهُمْ : لَايَتَعَرَّضُوا مُعَانِدِينَ لِسَخَطِي ، وَلَا يَسْتَخِفُّوا بِأَوْلِيَائِي ؛ فَإِنَّ لِي سَطَوَاتٍ عِنْدَ غَضَبِي لَايَقُومُ لَهَا شَيْ‌ءٌ مِنْ خَلْقِي ». (١٣)

٢٤٣٦ / ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ، (١٤) عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ‌

__________________

(١) في « بف » : « قوم ».

(٢) في « هـ » : « فأوحى ». وفي المحاسن : « فأوحى الله ».

(٣) في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « ناس ». وفي المحاسن : « أهل‌بيت ».

(٤) في « هـ » : « شرّ ».

(٥) في المحاسن : « فيها سوء ، فانتقلوا » بدل « فيها سرّاء ، فتحوّلوا ».

(٦) في « ف » : + / « ما ».

(٧) في « هـ » : « خير ».

(٨) في « د ، بف » : ـ / « لهم ».

(٩) في « ض ، ف » : « فلا يقنطوا ».

(١٠) في « هـ » : « لايتعاظمني ».

(١١) في « هـ » : ـ / « عندي ».

(١٢) في البحار ، ج ٧٣ : + / « عبد ».

(١٣) المحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٣ ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد. ثواب الأعمال ، ص ٣٠٢ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الهيثم بن واقد ، مع اختلاف يسير ، وفيهما إلى قوله : « عمّا تحبّون إلى ما يكرهون » الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٦ ، ح ٣٤٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٠٥٩٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ١٣ ؛ وج ٧٣ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٢.

(١٤) روى المصنّف عن محمّد بن يحيى ، عن عليّ بن إبراهيم الهاشمي في الكافي ، ح ١١٩٤٦. فربّما يُتَخَيَّلُ اتّحادعليّ بن إبراهيم الهاشمي في ما نحن فيه مع المذكور هناك ، لكن لا دليل على ذلك ، بل القرينة تقوم على خلافه ؛ فإنّ عليّ بن إبراهيم هذا ، هو عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيدالله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الجوّاني. روى كتابه أبوالفرج الإصفهاني المتوفّى سنة ٣٥٦ ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٦٢ ، الرقم ٦٨٧. وقال نجم الدين النسّابة في كتابه المجدي : « لقيه أبوالفرج الإصفهاني

٦٨٠