الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

رَأْسِ جَبَلٍ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ.

يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ، وَإِنَّا وَشِيعَتَنَا هُدِينَا (١) الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ أَصْبَحَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، كَانَ ذلِكَ خَيْراً لَهُ ، وَلَوْ أَصْبَحَ مُقَطَّعاً أَعْضَاؤُهُ (٢) ، كَانَ ذلِكَ خَيْراً لَهُ.

يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ اللهَ لَايَفْعَلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلاَّ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، لَوْ عَدَلَتِ الدُّنْيَا عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقى عَدُوَّهُ مِنْهَا (٣) شَرْبَةَ مَاءٍ (٤) ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ (٥) ، إِنَّهُ مَنْ كَانَ هَمُّهُ هَمّاً وَاحِداً (٦) ، كَفَاهُ (٧) اللهُ (٨) هَمَّهُ ؛ وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ فِي كُلِّ وَادٍ ، لَمْ يُبَالِ اللهُ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ ». (٩)

٢٣٣١ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ وَالْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَا :

__________________

(١) في « ص » : + / « معاً ».

(٢) في « ص ، هـ » : « أعضاءً ». وفي مرآة العقول : « ومنهم من قرأ : أعضاءً ، بالنصب على التمييز ».

(٣) في « ض ، هـ » : « منها عدوّه ».

(٤) في « ب ، د ، ز ، هـ ، بف » : ـ / « ماء ».

(٥) في « هـ » : ـ / « بن يسار ».

(٦) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٦ : « من كان مقصوده أمراً واحداً وهو طلب دين الحقّ ورضاء الله تعالى وقربه وطاعته ولم يخلطه بالأغراض النفسانيّة والأهواء الباطلة ، فإنّ الحقّ واحد وللباطل شعب كثيرة « كفاه الله همّه » أي أعانه على تحصيل ذلك المقصود ونصره على النفس والشيطان وجنود الجهل « ومن كان همّه في كلّ وادٍ » من أودية الضلالة والجهالة « لم يبال الله بأيّ واد هلك » أي صرف الله لطفه وتوفيقه عنه ، وتركه مع نفسه وأهوائها حتّى يهلك باختيار واحد من الأديان الباطلة ».

(٧) في « بر » وحاشية « ص » والوافي : « كفى ».

(٨) في « هـ » : + / « كلّ ».

(٩) راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٢ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ عليه‌السلام ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٣٤ ، المجلس ٤١ ، ذيل ح ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ح ١ ، ضمن وصايا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي‌ذرّ رضى الله عنه ؛ الاختصاص ، ص ٢٤٣ وفي كلّها قطعة : « لو عدلت الدنيا عند الله ـ إلى ـ شربة ماء » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٠ ، ح ١١.

٦٢١

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا تَرَدَّدْتُ (١) فِي شَيْ‌ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي فِي مَوْتِ (٢) عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّنِي (٣) لَأُحِبُّ لِقَاءَهُ ، وَ (٤) يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، فَأَصْرِفُهُ (٥) عَنْهُ ؛ وَإِنَّهُ لَيَدْعُونِي ، فَأُجِيبُهُ ؛ وَإِنَّهُ (٦) لَيَسْأَلُنِي ، فَأُعْطِيهِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِي مُؤْمِنٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ (٧) إِلى أَحَدٍ ». (٨)

__________________

(١) في المرآة : « هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين الفريقين ، ومن المعلوم أنّه لم يرد التردّد المعهود من‌الخلق في الامور التي يقصدونها فيتردّدون في إمضائها إمّا لجهلم بعواقبها أو لقلّة ثقتهم بالتمكّن منها لمانع ونحوه ، ولهذا قال : « أنا فاعله » أي لامحالة أنا أفعله لحتم القضاء بفعله ، أو المراد به التردّد في التقديم والتأخير ، لا في أصل الفعل. وعلى التقديرين فلابدّ فيه من تأويل ، وفيه وجوه عند الخاصّة والعامّة » وللمزيد راجع : مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٧.

(٢) في حاشية « ج ، بر » : « قبض روح ».

(٣) في « ض ، هـ » والمؤمن ، ص ٣٣ والمصادقة : « إنّي ».

(٤) في المصادقة : « وهو ».

(٥) في « ض ، هـ » : « وأصرفه ».

(٦) في « ف » : « فإنّه ».

(٧) في « ز » : + / « به ». وضمّن الاستيحاش معنى الاستيناس لتعديته بإلى. راجع : الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣.

(٨) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٤٥ ، بسند آخر عن ابن مسكان ، عن معلّى بن خنيس ، إلى قوله : « وإنّه ليدعوني فاجيبه » مع اختلاف يسير ؛ مصادقة الإخوان ، ص ٧٤ ، ح ١ ، عن منصور الصيقل والمعلّى بن خنيس ؛ المؤمن ، ص ٣٣ ، ح ٦٣ ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله. المحاسن ، ص ١٥٩ ـ ١٦٠ ، كتاب الصفوة ، ح ٩٩ و ١٠٠ ، بسند آخر. المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٠ ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٤١ ؛ والمحاسن ، ص ٢٩١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٤٣ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. المؤمن ، ص ٣٢ ، ضمن ح ٦١ ، وفيه : « عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ... » وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « ويكره الموت فأصرفه عنه » مع اختلاف يسير. وفي المؤمن ، ح ٦٢ ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ؛ وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ضمن ح ٢٧٤٢ ، بسند آخر عن أبي‌جعفر عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي التوحيد ، ص ٣٩٨ ، ضمن ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٢ ، ضمن ح ٧ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الأربعة الأخيرة إلى قوله : « وإنّه ليسألني فاعطيه » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٢ ، ح ٢٩٦٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ضمن ١٥٤ ، ح ١٥.

٦٢٢

١٠٢ ـ بَابٌ فِي سُكُونِ الْمُؤْمِنِ إِلَى الْمُؤْمِنِ‌

٢٣٣٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْكُنُ إِلَى الْمُؤْمِنِ ، كَمَا يَسْكُنُ الظَّمْآنُ إِلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ ». (١)

١٠٣ ـ بَابٌ فِيمَا يَدْفَعُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِ‌

٢٣٣٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ (٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِ الْوَاحِدِ عَنِ الْقَرْيَةِ الْفَنَاءَ ». (٣)

٢٣٣٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُصِيبُ قَرْيَةً عَذَابٌ وَفِيهَا سَبْعَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ». (٤)

٢٣٣٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

__________________

(١) الجعفريّات ، ص ١٩٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٩٦٢ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٥ ، ح ١٠.

(٢) في « ز » وحاشية « بر » : « الميثمي ». وهو سهو ؛ فإنّ عليّ بن الحسن الراوي عن محمّد بن عبدالله بن زرارة ، هوعليّ بن الحسن بن فضّال ، وهو يلقّب في أسناده تارة بالتيمي ، واخرى بالتيمُلي ؛ لأنّهم من موالي تيم الله ، كما ورد في ترجمة أبيه. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٤ ، الرقم ٧٢ ؛ رجال البرقي ، ص ٥٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٣٤٥ ، الرقم ٨٠١٦ ، وص ٣٤٦ ، الرقم ٨٠١٧ ، وص ٥٦٦ ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٤٩٧ ـ ٤٩٨.

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٧٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٣ ، ح ١.

(٤) الاختصاص ، ص ٣٠ ، وفيه : « عن ربعي ، عن عمر بن يزيد ، قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : ما عذّب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٧٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٣ ، ح ٢.

٦٢٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ فِي الْعَذَابِ : إِذَا نَزَلَ بِقَوْمٍ يُصِيبُ (١) الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، وَلكِنْ يَخْلُصُونَ (٢) بَعْدَهُ (٣) ». (٤)

١٠٤ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ (٥) صِنْفَانِ‌

٢٣٣٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نُصَيْرٍ أَبِي الْحَكَمِ الْخَثْعَمِيِّ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ : فَمُؤْمِنٌ صَدَقَ (٨) بِعَهْدِ اللهِ (٩) ، وَوَفى بِشَرْطِهِ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (١٠) فَذلِكَ الَّذِي (١١) لَا تُصِيبُهُ (١٢) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ، وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ (١٣) وَلَا يُشْفَعُ لَهُ ؛ وَمُؤْمِنٌ‌

__________________

(١) في « ز » : « أيصيب ».

(٢) في حاشية « ز ، هـ » : « يخلّصون » بالتشديد.

(٣) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٠٢ : « بعده ، أي في البرزخ والقيامة ... ويشكل الجمع بينه وبين الخبرين السابقين ، ويمكن الجمع بوجوه : الأوّل : حمل العذاب في الأوّلين على نوع منه كعذاب الاستيصال ، كما أنّه سبحانه أخرج لوطاً وأهله من بين قومه ثمّ أنزل العذاب عليهم ، وهذا الخبر على نوع آخر كالوباء والقحط. الثاني : أن يحمل هذا على النادر ، وما مرّ على الغالب على بعض الوجوه. الثالث : حمل هذا على أقلّ من السبعة ، وحمل الواحد على النادر. وما قيل من أنّ المراد بالخلاص الخلاص في الدنيا فهو بعيد ، مع أنّه لاينفع في رفع التنافي ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٧ ، ح ٣٠٢٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٤ ، ح ٣.

(٥) في « ب ، ج ، د ، ص ، هـ » : « المؤمنين ».

(٦) في « ض ، بر » : ـ / « بن محمّد ».

(٧) استظهرنا فيما قدّمناه في الكافي ، ذيل ح ١٩٨ اتّحاد نصير هذا ، مع نصر أبي‌الحكم الخثعمي المذكور في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، فراجع.

(٨) في « هـ » : « صدّق » بالتشديد.

(٩) في « ص » : « صدق الله بعهده » وفي مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٠٤ : « قيل : الباء بمعنى في ، أي‌في عهد الله. فقوله : صدق ، كنصر بالتخفيف ... ويمكن أن يقرأ : صدّق ، بالتشديد ، بياناً لحاصل معنى الآية ، أي‌صدّقوا بعهد الله وماوعدهم من الثواب وما اشترط في الثواب من الإيمان والعمل الصالح. والأوّل أظهر ».

(١٠) الأحزاب (٣٣) : ٢٣.

(١١) في « ض ، هـ » : ـ / « الذي ».

(١٢) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بس » والوافي : « لا يصيبه ».

(١٣) في « ب ، ف » : « يشفّع » بالتشديد.

٦٢٤

كَخَامَةِ (١) الزَّرْعِ تَعْوَجُّ (٢) أَحْيَاناً ، وَتَقُومُ (٣) أَحْيَاناً ، فَذلِكَ (٤) مِمَّنْ تُصِيبُهُ (٥) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَأَهْوَالُ الْآخِرَةِ ، وَذلِكَ مِمَّنْ يُشْفَعُ لَهُ وَلَا يَشْفَعُ (٦) ». (٧)

٢٣٣٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ خَالِدٍ الْعَمِّيِّ (٨) ، عَنْ خَضِرِ بْنِ عَمْرٍو :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ : مُؤْمِنٌ وَفى لِلّهِ (٩) بشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا (١٠) عَلَيْهِ ، فَذلِكَ (١١) مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَذلِكَ (١٢) مِمَّنْ (١٣) يَشْفَعُ وَلَا يُشْفَعُ لَهُ ، وَذلِكَ مِمَّنْ لَاتُصِيبُهُ (١٤) أَهْوَالُ الدُّنْيَا ، وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ؛ وَمُؤْمِنٌ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ، فَذلِكَ كَخَامَةِ الزَّرْعِ ، كَيْفَمَا كَفَأَتْهُ (١٥) الرِّيحُ انْكَفَأَ ، وَذلِكَ مِمَّنْ (١٦) تُصِيبُهُ (١٧) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَ (١٨) الْآخِرَةِ ، وَيُشْفَعُ لَهُ وَهُوَ عَلى خَيْرٍ ». (١٩)

__________________

(١) « الخامة » : الطاقة الغَضّة اللَّيّنَةُ من الزرع ، وأوّل ما نبت على ساق. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ ( خوم ).

(٢) في « ز ، هـ » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « يعوّج ».

(٣) في « ز ، هـ » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول على ما يظهر منه : « ويقوم ».

(٤) في « ب » : « وذلك ».

(٥) في « د ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بف » : « يصيبه ».

(٦) في « د » : « ولا يشفّع » بالتشديد.

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٩٧٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٨٩ ، ح ١.

(٨) في « ج ، هـ ، بر ، بف ، جر » والبحار : « القمّي ».

(٩) في « ز ، ص » : « الله » بدون اللام.

(١٠) هكذا في « ب ، د ، ص ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « شرطها ».

(١١) في « ض » : « فلذلك ».

(١٢) في « هـ » : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من ».

(١٤) في « ج ، ز ، ض ، هـ ، بر ، بف » والبحار : « لا يصيبه ».

(١٥) في « ب » : « كفاه ». وفي حاشية « ب ، ص » والبحار : « كفته ». وكَفَأَه : قَلَبَه. لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).

(١٦) في البحار : « من ».

(١٧) في « هـ » : « يصيبه ».

(١٨) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، بر » والبحار : + / « أهوال ».

(١٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٩٧٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٩٢ ، ح ٢.

٦٢٥

٢٣٣٨ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْإِخْوَانِ ، فَقَالَ عليه‌السلام : الْإِخْوَانُ صِنْفَانِ : إِخْوَانُ الثِّقَةِ ، وَإِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ (١)

فَأَمَّا إِخْوَانُ الثِّقَةِ ، فَهُمُ : الْكَفُّ ، وَالْجَنَاحُ (٢) ، وَالْأَهْلُ ، وَالْمَالُ ، فَإِذَا (٣) كُنْتَ مِنْ أَخِيكَ عَلى حَدِّ الثِّقَةِ ، فَابْذُلْ لَهُ مَالَكَ وَبَدَنَكَ (٤) ، وَصَافِ مَنْ صَافَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَاكْتُمْ سِرَّهُ وَعَيْبَهُ (٥) ، وَأَظْهِرْ مِنْهُ الْحَسَنَ ، وَاعْلَمْ أَيُّهَا السَّائِلُ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ.

وَأَمَّا إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ ، فَلَا تَقْطَعَنَّ ذلِكَ مِنْهُمْ ، وَلَا تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذلِكَ مِنْ (٦) ضَمِيرِهِمْ ، وَابْذُلْ لَهُمْ مَا بَذَلُوا لَكَ مِنْ (٧) طَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحَلَاوَةِ اللِّسَانِ ». (٨)

__________________

(١) « الكشْر » : ظهور الأسنان للضحك. وكاشره : إذا ضحك في وجهه وباسطه. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ( كشر ).

(٢) في « هـ » : « الجناح واليد » بدل « الكفّ والجناح ».

(٣) في « بس » والمصادقة : « وإذا ».

(٤) في المصادقة وتحف العقول : « ويدك ».

(٥) في المصادقة : « وأعنه ».

(٦) في « بر » والوافي : « عن ».

(٧) في مرآة العقول : « منهم ».

(٨) الخصال ، ص ٤٩ ، باب الاثنين ، ح ٥٦ ، بسنده عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن حفص ، عن يعقوب بن بشير ، عن جابر ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ؛ مصادقة الإخوان ، ص ٢٩ ، ح ١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي‌جعفر الثاني عليه‌السلام ؛ الاختصاص ، ص ٢٥١ ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي‌مريم. تحف العقول ، ص ٢٠٤ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٩ ، ح ٢٥٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ذيل ح ١٥٥١٥ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٩٣ ، ح ٣.

٦٢٦

١٠٥ ـ بَابُ مَا أَخَذَهُ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ الصَّبْرِ عَلى مَا يَلْحَقُهُ فِيمَا ابْتُلِيَ بِهِ (١)

٢٣٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى أَنْ لَاتُصَدَّقَ (٢) مَقَالَتُهُ ، وَلَا يَنْتَصِفَ (٣) مِنْ عَدُوِّهِ ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَشْفِي (٤) نَفْسَهُ إِلاَّ بِفَضِيحَتِهَا ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ مُلْجَمٌ (٥) ». (٦)

٢٣٤٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى بَلَايَا أَرْبَعٍ أَيْسَرُهَا (٧) عَلَيْهِ مُؤْمِنٌ يَقُولُ بِقَوْلِهِ يَحْسُدُهُ (٨) ، أَوْ (٩) مُنَافِقٌ يَقْفُو (١٠) أَثَرَهُ ،

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣١١ : « أي ما يلحقه من الهمّ والغمّ فيما ابتلي به من الامور الأربعة المذكورة في الأخبار ، أو ما يلحقه من معاشرة الخلق ».

(٢) في « ب ، ص ، بف » : « لا يصدّق ».

(٣) « لا ينتصف » ، أي‌لا ينتقم. وقراءته مبنيّاً للمفعول أيضاً صحيحة.

(٤) في « ب » والوافي : « يشفّي » بالتشديد.

(٥) في الوافي : « يعني إذا أراد المؤمن أن يُشفّي غيظه بالانتقام من عدوّه افتضح ، وذلك لأنّه ليس بمطلق العنان ، خليع العذار ، يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ؛ إذ هو مأمور بالتقيّة والكتمان ، والخوف من العصيان ، والخشية من الرحمن ، ولأنّ زمام أمره بيدالله سبحانه ؛ لأنّه فوّض أمره إليه ، فيفعل به ما يشاء ممّا فيه مصلحته ».

(٦) الخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٦٩ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٦٠٥ ، ح ٧٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. المؤمن ، ص ٢٥ ، ح ٣٨ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « ولا ينتصف من عدوّه » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨١ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٥ ، ح ٥.

(٧) في « ب ، هـ » وحاشية « د ، ض ، بر ، بس » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : « أشدّها ».

(٨) في مرآة العقول : « يقول بقوله ، أي يعتقد مذهبه ويدّعي التشيّع ، لكنّه ليس بمؤمن كامل ، بل يغلبه الحسد ».

(٩) في « هـ » : « و ».

(١٠) قفوتُ أثره : تَبِعْته. المصباح المنير ، ص ٥١٢ ( قفو ).

٦٢٧

أَوْ (١) شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ (٢) ، أَوْ كَافِرٌ يَرى جِهَادَهُ ، فَمَا بَقَاءُ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ هذَا؟ ». (٣)

٢٣٤١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَفْلَتَ (٤) الْمُؤْمِنُ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ (٥) ـ وَلَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثُ (٦) عَلَيْهِ ـ : إِمَّا بُغْضُ (٧) مَنْ يَكُونُ مَعَهُ فِي الدَّارِ يُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَهُ يُؤْذِيهِ (٨) ، أَوْ جَارٌ (٩) يُؤْذِيهِ ، أَوْ مَنْ فِي طَرِيقِهِ إِلى حَوَائِجِهِ يُؤْذِيهِ ؛ وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ ، لَبَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ (١٠) شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ (١١) ، وَيَجْعَلُ اللهُ (١٢) لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ‌

__________________

(١) في « هـ » : « و ».

(٢) في مرآة العقول : « وربّما يقرأ : يغوّيه ، على بناء التفعيل ، أي‌ينسبه إلى الغواية. وهو بعيد ».

(٣) الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٢ ، المجلس ٧٤ ، ح ٩ ؛ والخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٧٠ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المؤمن ، ص ٢١ ، ح ٢٠ ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨١ ، ح ١٦٠١٩ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٦ ، ح ٦.

(٤) الإفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

(٥) في الوسائل : « ثلاثة ».

(٦) في « ج ، د ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « الثلاثة ».

(٧) في « ج ، د ، ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والبحار : « بعض ». قال في المرآة : « والظاهر أنّ « بعض » مبتدأ ، و « يؤذيه » خبره. ويحتمل أن يكون « بعض » خبر مبتدأ محذوف ، و « يؤذيه » صفة أو حالاً ».

(٨) في الوافي : ـ / « يؤذيه ».

(٩) في « هـ » والبحار : « جاره ».

(١٠) في « ض » وحاشية « د ، بر » : « عليه ».

(١١) في المرآة : « وذكروا لتسليط الشياطين والكفرة على المؤمنين وجوهاً من الحكمة : الأوّل : أنّه لكفّارة ذنوبه. الثاني : أنّه لاختبار صبره وإدراجه في الصابرين. الثالث : أنّه لتزهيده في الدنيا لئلاّ يفتتن بها ويطمئنّ إليها ، فيشقّ عليه الخروج منها. الرابع : توسّله إلى جناب الحقّ سبحانه في الضرّاء وسلوكه مسلك الدعاء لدفع ما يصيبه من البلاء ، فترتفع بذلك درجته. الخامس : وحشته عن المخلوقين وانسه بربّ العالمين ... والغرض من هذا الحديث وأمثاله حثّ المؤمن على الاستعداد لتحمّل النوائب والمصائب وأنواع البلاء بالصبر والشكر والرضا بالقضاء ».

(١٢) في « هـ » والوسائل : ـ / « الله ».

٦٢٨

مَعَهُ إِلى أَحَدٍ ». (١)

٢٣٤٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَرْبَعٌ (٢) لَايَخْلُو مِنْهُنَّ (٣) الْمُؤْمِنُ ، أَوْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ : مُؤْمِنٌ يَحْسُدُهُ ـ وَهُوَ أَشَدُّهُنَّ (٤) عَلَيْهِ ـ وَمُنَافِقٌ يَقْفُو أَثَرَهُ ، أَوْ (٥) عَدُوٌّ يُجَاهِدُهُ ، أَوْ شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ ». (٦)

٢٣٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٧) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (٨) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَعَلَ وَلِيَّهُ فِي الدُّنْيَا غَرَضاً (٩) لِعَدُوِّهِ ». (١٠)

٢٣٤٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌

__________________

(١) علل الشرائع ، ص ٤٤ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخر ؛ وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في أوّله ، وفيهما من قوله : « ولو أنّ مؤمناً » إلى قوله : « شيطاناً يؤذيه » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٦ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٨ ، ح ٧.

(٢) في « هـ » : « أربعة ».

(٣) في « هـ » : « منها ».

(٤) في حاشية « ج ، ض » : « أيسرهنّ ».

(٥) في مرآة العقول : « و ».

(٦) الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٢ ، المجلس ٧٤ ، ح ٩ ؛ والخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٧٠ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨١ ، ح ١٦٠٢٠ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٩ ، ح ٨.

(٧) في « هـ » : ـ / « بن عيسى ».

(٨) في « ص ، هـ » : + / « عن محمّد بن سنان ».

(٩) « الغَرَض » : الهَدَف الذي يُرمى إليه. والجمع : أغراض. وتقول : غَرَضُه كذا ، على التشبيه بذلك ، أي‌مرماه‌الذي يقصده. المصباح المنير ، ص ٤٤٥ ( غرض ). وقال في المرآة : « أي جعل محبّه في الدنيا هدفاً لسهام عداوة عدوّه وحيله وشروره ».

(١٠) المؤمن ، ص ٢٠ ، ح ١٧ ، عن سماعة الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٩٠ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١٠.

٦٢٩

مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ الْحَاجَةَ ، فَقَالَ لَهُ (١) : « اصْبِرْ ؛ فَإِنَّ (٢) اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً » قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ ، فَقَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنْ سِجْنِ الْكُوفَةِ ، كَيْفَ هُوَ؟ » فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، ضَيِّقٌ مُنْتِنٌ ، وَأَهْلُهُ بِأَسْوَا حَالٍ ، قَالَ : « فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي السِّجْنِ فَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فِيهِ (٣) فِي (٤) سَعَةٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ». (٥)

٢٣٤٥ / ٧. عَنْهُ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، فَأَيُّ سِجْنٍ (٧) جَاءَ مِنْهُ خَيْرٌ؟ ». (٨)

٢٣٤٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ب ، د ، ز ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والمؤمن : ـ / « له ».

(٢) في « ب » : « إنّ ».

(٣) في « هـ » : ـ / « فيه ».

(٤) في « ب ، بر » وحاشية « ص » : « على ».

(٥) المؤمن ، ص ٢٦ ، ح ٤٣ ، عن محمّد بن عجلان الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٩١ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٩ ، ح ٩.

(٦) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٧) في مرآة العقول : « فأيّ سجن ، استفهام للإنكار ، والمعني أنّه ينبغي للمؤمن أن لايتوقّع الرفاهية في الدنيا ».

(٨) الجعفريّات ، ص ٢٠٤ ، بسنده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الخصال ، ص ١٠٨ ، ح ٧٤ ، بسند آخر عن أبي‌الحسن الأوّل ، عن أبي‌عبدالله عليهما‌السلام ، وفيهما مع زيادة في آخره. الأمالي للطوسي ، ص ٣٤٦ ، المجلس ١٢ ، ح ٥٥ ، بسند آخر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص ٥٢٩ ، المجلس ١٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. معاني الأخبار ، ص ٢٨٨ ، ضمن ح ٣ ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ تصحيح الاعتقاد ، ص ٩٦ ، مرسلاً عن آل محمّد عليهم‌السلام ؛ تحف العقول ، ص ٥٣ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وفيه ، ص ٣٦٣ ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة في آخره ، ولم يرد في كلّها فقرة : « فأيّ سجن جاء منه خيرٌ » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٢ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١١.

٦٣٠

دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ (١) ».

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « وَذلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ ، فَلَا يُنْشَرُ (٢) فِي النَّاسِ ، وَالْكَافِرُ مَشْكُورٌ ». (٣)

٢٣٤٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ (٤) بِهِ أَرْبَعَةً : شَيْطَاناً (٥) يُغْوِيهِ يُرِيدُ أَنْ يُضِلَّهُ ، وَكَافِراً (٦) يَغْتَالُهُ (٧) ، وَمُؤْمِناً يَحْسُدُهُ ـ وَهُوَ أَشَدُّهُمْ عَلَيْهِ ـ وَمُنَافِقاً يَتَتَبَّعُ (٨) عَثَرَاتِهِ ». (٩)

٢٣٤٨ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ ، خَلّى (١٠) عَلى جِيرَانِهِ‌

__________________

(١) المُكَفَّرُ كمعظّم : المجحود النعمة مع إحسانه وهو ضدّ للمشكور. أي لايشكر الناس معروفه. ويفسّره رواية الصدوق في علل الشرائع ، ص ٥٦٠ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن موسى‌بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكفّراً لايشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القريشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفاً من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا الخلق ؛ وكذلك نحن أهل البيت مكفّرون لايشكروننا ، وخيار المؤمنين مكفّرون لايشكر معروفهم ».

(٢) في « ب ، بر » وحاشية « ص » والوافي : « فلا ينتشر ».

(٣) علل الشرائع ، ص ٥٦٠ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٣ و ٢٩٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢١٦٢٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٦٠ ، ح ٣.

(٤) في « بف » : ـ / « الله ».

(٥) في « ز ، بف » : « شيطان ».

(٦) في « ز » : « وكافر ».

(٧) في حاشية « ض » ومرآة العقول والبحار : « يقاتله ».

(٨) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، هـ » والوافي والبحار : « يتبع ». وفي مرآة العقول : « يتبع ، كيعلم ، أو على بناء الافتعال ، أي‌يتفحّص ويتطلّب عثراته ».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٥ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١٢.

(١٠) على بناء المعلوم ، والضمير المستتر راجع إلى الموت ، والإسناد مجازي. ويجوز فيه البناء على المجهول

٦٣١

مِنَ الشَّيَاطِينِ (١) عَدَدَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ، كَانُوا مُشْتَغِلِينَ بِهِ ». (٢)

٢٣٤٩ / ١١. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٣) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ وَلَيْسَ بِكَائِنٍ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ، وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، لَابْتَعَثَ (٤) اللهُ (٥) لَهُ (٦) مَنْ يُؤْذِيهِ ». (٧)

٢٣٥٠ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَانَ فِيمَا مَضى ، وَلَا فِيمَا بَقِيَ ، وَلَا فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ». (٨)

٢٣٥١ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مُؤْمِنٌ إِلاَّ وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ». (٩)

__________________

أيضاً. والتخلية هنا ضمّنت معنى الاستيلاء ، يعني يخلّى بين الشياطين المشتغلين به أيّام حياته وبين جيرانه. وربيعة ومضر قبيلتان صارتا مثلاً في الكثرة. راجع : الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣١٩.

(١) في « هـ » : « الشيطان ». وفي شرح المازندراني : ـ / « من الشياطين ».

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٦ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٣.

(٣) السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٤) في « ب ، ج ، هـ ، بر ، بف » والوافي والبحار : « لا نبعث ». وفي الوسائل : « لبعث ».

(٥) في « بر » والوافي ومرآة العقول والبحار : ـ / « الله ».

(٦) في « ض » : « إليه ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٧ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٤.

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٨ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٥.

(٩) صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٨٨ ، ح ٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام عن

٦٣٢

١٠٦ ـ بَابُ شِدَّةِ (١) ابْتِلَاءِ (٢) الْمُؤْمِنِ‌

٢٣٥٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً (٤) الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ (٥) ». (٦)

٢٣٥٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام الْبَلَاءُ ، وَمَا يَخُصُّ (٧) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (٨) الْمُؤْمِنَ ، فَقَالَ :

__________________

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الأمالي للطوسي ، ص ٢٨٠ ، المجلس ١٠ ، ح ٧٧ ، بسند آخر عن عليّ بن محمّد ، عن آبائه ، عن الصادق عليهم‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٣ ، ح ١٥٨٢٩ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٦.

(١) في « ب ، ص ، بف » : ـ / « شدّة ».

(٢) في « ب ، ض » : « بلاء ».

(٣) في « بس » : ـ / « بن إبراهيم ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٢١ : « البلاء ما يختبر ويمتحن من خير أو شرّ وأكثر ما يأتي مطلقاً الشرّ ، وما اريدبه الخير يأتي مقيّداً ، كما قال تعالى : ( بَلاءً حَسَناً ) [ الأنفال (٨) : ١٧ ] ».

(٥) « الأمثل فالأمثل » ، أي‌الأشرف فالأشرف ، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. يقال : هذا أمثل من هذا ، أي‌أفضل وأدنى إلى الخير. وأماثل الناس : خيارهم. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ ( مثل ).

(٦) الأمالي للطوسي ، ص ٦٥٩ ، المجلس ٣٥ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي‌عمير. الخصال ، ص ٣٩٩ ، باب السبعة ، ضمن ح ١٠٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٤٦٥ ، المجلس ١٦ ، ضمن ح ٣٧ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تنزيه الأنبياء ، ص ٦١ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ، ضمن ح ٦١ ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ؛ مصباح الشريعة ، ص ١٨٣ ، الباب ٨٧ ، ضمن الحديث ، عن الصادق عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الخمسة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٢٩٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٨٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٠ ، ح ٣.

(٧) في « بر » : « يمحض ».

(٨) في « هـ » : « به جلّ وعزّ ».

٦٣٣

« سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ عليه‌السلام : النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، وَيُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بَعْدُ عَلى قَدْرِ إِيمَانِهِ وَحُسْنِ أَعْمَالِهِ (١) ؛ فَمَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَمَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ (٢) وَضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُهُ ». (٣)

٢٣٥٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (٤) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ عَظِيمَ الْأَجْرِ لَمَعَ (٥) عَظِيمِ الْبَلَاءِ ، وَمَا أَحَبَّ اللهُ قَوْماً إِلاَّ ابْتَلَاهُمْ ». (٦)

٢٣٥٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (٧) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمَاثِلُ‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : « عمله ».

(٢) أي‌نقص إيمانه ، من السُّخْف : وهو رِقَّة العقل ونقصانه. مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٦٩ ( سخف ).

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٨٠ ؛ علل الشرائع ، ص ٤٤ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر : « إنّ في كتاب عليّ أن أشدّ الناس بلاءاً ... » ، مع اختلاف يسير وزيادة. تحف العقول ، ص ٣٩ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٣٠٠١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٤ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٦.

(٤) في الكافي ، ح ١٧٩٩ : + / « وعليّ بن النعمان ».

(٥) في « هـ » : « مع ». وفي الكافي ، ح ١٧٩٩ : « لَمِن ».

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب كظم الغيظ ، ح ١٧٩٩ ، مع زيادة في أوّله. الخصال ، ص ١٨ ، باب الواحد ، ح ٦٤ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدميّ ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد أبي‌اسامة الشحّام ، عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام عن رسول‌الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. المؤمن ، ص ٢٤ ، ح ٣٦ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ تحف العقول ، ص ٤١ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٣ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٧.

(٧) هكذا في النسخ والطبعة القديمة والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».

٦٣٤

فَالْأَمَاثِلُ (١) ». (٢)

٢٣٥٦ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِبَاداً فِي الْأَرْضِ مِنْ خَالِصِ عِبَادِهِ ، مَا يُنْزِلُ (٣) مِنَ السَّمَاءِ تُحْفَةً (٤) إِلَى الْأَرْضِ إِلاَّ صَرَفَهَا عَنْهُمْ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَلَا (٥) بَلِيَّةً إِلاَّ صَرَفَهَا إِلَيْهِمْ ». (٦)

٢٣٥٧ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ (٧) بْنِ عُلْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ ـ وَعِنْدَهُ سَدِيرٌ ـ : « إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ (٨) بِالْبَلَاءِ غَتّاً ، وَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ يَا سَدِيرُ ، لَنُصْبِحُ بِهِ وَنُمْسِي ». (٩)

٢٣٥٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَلَا (١٠) ، عَنْ‌

__________________

(١) في « هـ » : « الأمثل فالأمثل ».

(٢) تحف العقول ، ص ٣٩ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٣٠٠٠ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٨٩.

(٣) في « ج » : « ما تنزّل ». ويحتمل كونه على بناء المجرّد.

(٤) « التُّحْفَة » : ما أتْحفتَ به الرجلَ من البِرّ واللُّطف. وكذلك « التُّحَفَة ». الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٣ ( تحف ).

(٥) في « ض » : + / « تنزل من السماء ». وفي « هـ » : + / « ينزل من السماء ». وفي الوافي : + / « ينزل ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٦ ، ح ٣٠٠٩ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨.

(٧) في « ز ، هـ » : « الحسن ». وقد روى أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن عبيد ، عن الحسين بن علوان في المحاسن ، ص ٤٢ ، ح ٥٤ ؛ وص ١٤١ ، ح ٣٤ ؛ وص ٥٣٤ ، ح ٧٩٨.

(٨) غتّه في الماء ، أي‌غطّه. وغَتّه بالأمر ، أي‌كَدّه. والغَتُّ : أن تُتْبِع القولَ القولَ ، والشُربَ الشربَ. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٢٨ ( غتت ).

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٤ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٨ ، ح ٩.

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ز » : « معلّى ». وفي المطبوع : « علاء ».

٦٣٥

حَمَّادٍ (١) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِذَا (٢) أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتّاً (٣) ، وَثَجَّهُ بِالْبَلَاءِ ثَجّاً (٤) ، فَإِذَا دَعَاهُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ عَبْدِي ، لَئِنْ عَجَّلْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ ، إِنِّي عَلى ذلِكَ لَقَادِرٌ ؛ وَلَئِنِ (٥) ادَّخَرْتُ (٦) لَكَ (٧) ، فَمَا ادَّخَرْتُ لَكَ فَهُوَ (٨) خَيْرٌ لَكَ ». (٩)

٢٣٥٩ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الزَّرَّادِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ عَظِيمَ الْبَلَاءِ يُكَافَأُ بِهِ (١٠) عَظِيمُ الْجَزَاءِ ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً ابْتَلَاهُ (١١) بِعَظِيمِ الْبَلَاءِ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ عِنْدَ اللهِ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ (١٢) الْبَلَاءَ (١٣) فَلَهُ عِنْدَ اللهِ (١٤) السَّخَطُ ». (١٥)

٢٣٦٠ / ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ الْحُرِّ (١٦) ، عَنْ‌

__________________

(١) لم نعرف حمّاداً هذا. والخبر مذكور في التمحيص ، ص ٣٤ ، ح ٢٥ ، عن سدير ، عن أبي‌جعفر عليه‌السلام. فعليه يحتمل وقوع التصحيف في العنوان وأنّ الصواب هو « حنان » والمراد به حنان بن سدير الراوي عن أبيه. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٤.

(٢) في الوسائل : « إذ ».

(٣) في المؤمن : « غثّه بالبلاء غثّاً ».

(٤) أي صبّه عليه وأسال. و « الثجّ » : شدّة انصباب المطرو الدم. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ( ثجّ ).

(٥) في حاشية « ض » : « ولكن ».

(٦) في « بس » : « أذخرت » بالذال المعجمة في الموضعين.

(٧) في « بر » : ـ / « لك ».

(٨) في « ب ، ج ، د ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : ـ / « فهو ».

(٩) المؤمن ، ص ٢٥ ، ح ٣٩ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٦ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٠.

(١٠) في « هـ » : ـ / « به ».

(١١) في البحار : + / « الله ».

(١٢) في « هـ » : « تسخّط ».

(١٣) في مرآة العقول : « القضاء ».

(١٤) في « ز ، ص ، بف » والوافي والوسائل وتحف العقول والخصال : ـ / « عند الله ».

(١٥) الخصال ، ص ١٨ ، باب الواحد ، ح ٦٤ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تحف العقول ، ص ٤١ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٦ ، ح ٣٠٠٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٢ ، ح ٣٥٥٣ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٩ ، ح ١١.

(١٦) في « هـ » : « الحسن ».

٦٣٦

جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا عَلى قَدْرِ دِينِهِ ـ أَوْ قَالَ ـ : عَلى حَسَبِ دِينِهِ ». (١)

٢٣٦١ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ بِمَنْزِلَةِ كِفَّةِ (٢) الْمِيزَانِ ، كُلَّمَا زِيدَ (٣) فِي إِيمَانِهِ زِيدَ (٤) فِي بَلَائِهِ ». (٥)

٢٣٦٢ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ لَايَمْضِي (٦) عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلاَّ عَرَضَ لَهُ (٧) أَمْرٌ يَحْزُنُهُ ، يُذَكَّرُ بِهِ ». (٨)

٢٣٦٣ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَاجِيَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : إِنَّ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَايُبْتَلى بِالْجُذَامِ ، وَلَا بِالْبَرَصِ ،

__________________

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٤ ، ح ٣٠٠٣ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٠ ، ح ١٢.

(٢) يجوز فيه فتح الكاف أيضاً.

(٣) في « ب ، ج ، ص » : « زاد ».

(٤) في « ص » : « زاد ». وفي « هـ » : « يزيد ».

(٥) الأمالي للطوسي ، ص ٦٣١ ، المجلس ٣١ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام. تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٤ ، ح ٣٠٠٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٥ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٠ ، ح ١٣.

(٦) في « ج ، ز » : « لا تمضي ».

(٧) في « ز » : « عليه ».

(٨) المؤمن ، ص ٢٣ ، ح ٣٠ ، عن محمّد بن مسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٩٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١١ ، ح ١٤.

٦٣٧

وَلَا بِكَذَا ، وَلَا بِكَذَا (١)؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ لَغَافِلاً عَنْ صَاحِبِ يَاسِينَ (٢) إِنَّهُ كَانَ مُكَنَّعاً (٣) ». ثُمَّ رَدَّ أَصَابِعَهُ ، فَقَالَ : « كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى تَكْنِيعِهِ (٤) أَتَاهُمْ ، فَأَنْذَرَهُمْ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْغَدِ ، فَقَتَلُوهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ (٥) الْمُؤْمِنَ يُبْتَلى بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيَمُوتُ بِكُلِّ مِيتَةٍ إِلاَّ أَنَّهُ لَايَقْتُلُ نَفْسَهُ ». (٦)

٢٣٦٤ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ (٧) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في شرح المازندراني : « وكذا ».

(٢) في الوافي : « صاحب ياسين هو حبيب بن إسرائيل النجّار رضى الله عنه ، وهو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ، وكان‌ممّن آمن بنبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبينهما ستّمائة سنة ».

(٣) في « ب ، ص » : « مكتّعاً ». و « المُكَنَّعُ » : الذي قُفّعت يداه ، أي تقبّضت ، أو هوالذي يبست يداه وشلّت ، أو هو الذي قطعت يداه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٧ ( كنع ). وفي الوافي : « المكنّع ، بتشديد النون المفتوحة : أشلّ اليد أو مقطوعها. وفي بعض النسخ بالتاء المثنّاة من فوق ، وهو من رجعت أصابعه إلى كفّه وظهرت مفاصل اصول الأصابع. وردّ أصابعه عليه‌السلام يؤيّد النسخة الثانية ؛ إذ لا ردّ في الأشلّ والأقطع ».

(٤) في « ب ، ض ، بس » : « تكتيعه ».

(٥) في « ب » : ـ / « إنّ ».

(٦) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب علل الموت وأنّ المؤمن يموت بكلّ ميتة ، ح ٤٢٤٨ ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى ». كتاب سليم بن قيس ، ص ٦٦٣ ، ح ١٢ ، ضمن خطبة أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، عن أبان ، عن سليم ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٥ ، ح ٣٠٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٤ ، ح ٣٥٠٦١ ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى » ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٤ ، ح ٦ ، إلى قوله : « ثمّ عاد إليهم من الغد فقتلوه » ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٠١ ، ح ٤.

(٧) في الوسائل : ـ / « عن أبيه ». وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما ورد في الحديث الخامس عشر من نفس الباب‌والكافي ، ح ٦١٢٣ ، من رواية أحمد بن محمّد بن خالد وأحمد بن أبي عبدالله ـ والمراد منهما واحد ـ عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، وما ورد في بصائر الدرجات ، ص ٢٤٢ ، ح ١ ، من رواية أبي عبدالله البرقي ـ وهو والد أحمد بن أبي عبدالله ـ عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، يكون رواة إبراهيم بن محمّد الأشعري ، كابن فضّال وابن أبي نصر وصفوان بن يحيى ، هم في طبقة مشايخ أحمد بن أبي عبدالله. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، الرقم ٢٤٩.

٦٣٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَبِأَفْضَلِ مَكَانٍ (١) ـ ثَلَاثاً ـ إِنَّهُ لَيَبْتَلِيهِ بِالْبَلَاءِ ، ثُمَّ يَنْزِعُ (٢) نَفْسَهُ (٣) عُضْواً عُضْواً مِنْ جَسَدِهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَلى ذلِكَ ». (٤)

٢٣٦٥ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً (٥) لَايَبْلُغُهَا عَبْدٌ إِلاَّ بِالِابْتِلَاءِ (٦) فِي جَسَدِهِ ». (٧)

٢٣٦٦ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ (٨) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحَنَّاطِ (٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مَا أَلْقى مِنَ الْأَوْجَاعِ ـ وَكَانَ مِسْقَاماً (١٠) ـ فَقَالَ لِي :

__________________

(١) في « ب ، ص ، ض ، بر » : + / « إنّ المؤمن من الله عزّ وجلّ لبأفضل مكان ». وفي « ج ، د ، ز ، هـ ، بس » : + / « إنّ المؤمن‌بأفضل مكان ».

(٢) في « ز » : « لينزع ».

(٣) في مرآة العقول : « قال بعضهم : النفس ، بضمّ النون والفاء ، جمع نفيس ، أي‌يقطع أعظاءه النفيسة بالجذام. ولا يخفى ما فيه ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦١ ، ح ٢٩٩٦ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ، ح ٣٥٣٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١١ ، ح ١٥.

(٥) في حاشية « ص » : « منزلاً » ، ويأباه تأنيث الضمير في « لا يبلغها ».

(٦) في « ز » : « بابتلاء ». وفي « هـ » : « بالبلاء ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠١٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ٣٥٧٠ ؛ وص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٥ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٢ ، ح ١٦.

(٨) في « هـ » : ـ / « الأشعري ».

(٩) في « ز ، بس » : « الخيّاط » ، والمذكور في كتب الرجال هو أبويحيى الحنّاط. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٥٦ ، الرقم ١٢٣٦ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٢ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٣٥ ، الرقم ٨٦٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٤٧ ، الرقم ٥١٨٧.

(١٠) في مرآة العقول : « هذا كلام أبي يحيى ، وضمير « كان » عائد إلى « عبدالله ». والمسقام ـ بالكسر ـ الكثير السقم‌والمرض ».

٦٣٩

« يَا عَبْدَ اللهِ (١) ، لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ (٢) فِي الْمَصَائِبِ ، لَتَمَنّى أَنَّهُ قُرِّضَ بِالْمَقَارِيضِ ». (٣)

٢٣٦٧ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ كَانُوا فِي شِدَّةٍ ، أَمَا إِنَّ ذلِكَ إِلى مُدَّةٍ قَلِيلَةٍ ، وَعَافِيَةٍ طَوِيلَةٍ ». (٤)

٢٣٦٨ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ حُسَيْنِ (٥) بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيَتَعَاهَدُ (٦) الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بِالْهَدِيَّةِ مِنَ الْغَيْبَةِ ، وَيَحْمِيهِ (٧) الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ ». (٨)

٢٣٦٩ / ١٨. عَلِيٌّ (٩) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ (١٠) ،

__________________

(١) في « ب » : « أبوعبدالله عليه‌السلام » بدل « يا عبدالله ». وفي الوسائل : ـ / « يا عبدالله ».

(٢) في البحار : « الجزاء ».

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠١٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٢ ، ح ١٧.

(٤) الغيبة للنعماني ، ص ٢٨٥ ، ح ٤ ، بسندين آخرين عن محمّد بن سنان. المؤمن ، ص ٢٠ ، ح ١٦ ، عن يونس بن رباط الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦١ ، ح ٢٩٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٣ ، ح ١٨.

(٥) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « الحسين ».

(٦) تعهّده وتعاهده : تفقّده وأحدث العهد به. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).

(٧) أي يمنعه الدنيا. وحَمَى المريضَ ما يضرُّه حِمْيةً : منعه إيّاه. واحْتَمى هو من ذلك وتحمّى : امتنع. لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٩٧ ( حما ).

(٨) المؤمن ، ص ٢١ ، ذيل ح ٢١ ، عن حمران. تحف العقول ، ص ٣٠٠ ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : المؤمن ، ص ٢٢ ، ح ٢٦ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٩ ، ح ٣٠١٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٢ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٣ ، ح ١٩.

(٩) في « ب ، ج » : « عنه ».

(١٠) في « هـ » : ـ / « الخثعمي ».

٦٤٠