أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٩١
٦٧ ـ بَابُ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ النَّاسِ
١٩٦٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ (١) ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ». (٢)
١٩٦٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (٣) جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لَايَسْأَلَ رَبَّهُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ ، فَلْيَيْأَسْ (٤) مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ، وَلَا يَكُونُ (٥) لَهُ رَجَاءٌ إِلاَّ (٦) عِنْدَ اللهِ ، فَإِذَا عَلِمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ مِنْ قَلْبِهِ ، لَمْ يَسْأَلِ (٧) اللهَ شَيْئاً إِلاَّ
__________________
(١) في الوسائل : « بالليل ».
(٢) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب النوادر ، ذيل ح ٥٦٩٧ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ذيل ح ٤٥١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٦٣ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ٦ ، باب الواحد ، ذيل ح ١٨ ، بسند آخر عن عبدالله بن سنان. الزهد ، ص ١٥٠ ، ذيل ح ٢١٨ ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، حكايةً عن جبرئيل في كلامه مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٢٣٣ ، المجلس ٤١ ، ذيل ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٧ ، باب الواحد ، ذيل ح ١٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٧٨ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام حكايةً عن جبرئيل في كلامه مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٧١ ، ذيل ح ١٣٦٠ ؛ وج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ذيل ح ٥٨٥٦ ، هكذا : « نزل جبرئيل على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له ... » ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٧ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٢١٩ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٢٤٦٦ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٠٩ ، ح ١٤.
(٣) في « بس » : « القاشاني ».
(٤) في « ب ، ج د ، ص ، ف » والوافي : « فليأيس ». من أيس يأيس. وهو إمّا لغة مستقلّة ، وإمّا مقلوب من يئس.
(٥) الجملة إمّا حاليّة ، أو من عطف الخبر على الإنشاء.
(٦) في الوافي والوسائل والأمالي للمفيد ، ص ٢٧٤ والأمالي للطوسي ، ص ٣٦ : + / « من ».
(٧) في الوافي والكافي ، ح ١٤٩٢٣ ومصباح الشريعة والأمالي للمفيد ، ص ٣٢٩ : « لم يسأله ».
أَعْطَاهُ ». (١)
١٩٦٩ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، وَمَنْ لَمْ يَرْجُ النَّاسَ فِي شَيْءٍ ، وَرَدَّ أَمْرَهُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ ، اسْتَجَابَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ». (٢)
١٩٧٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ اسْتِلَابٌ (٣) لِلْعِزِّ ، ٢ / ١٤٩
وَ (٤) مَذْهَبَةٌ (٥) لِلْحَيَاءِ ؛ وَالْيَأْسُ مِمَّا (٦) فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزٌّ لِلْمُؤْمِنِ (٧) فِي دِينِهِ ، وَالطَّمَعُ هُوَ
__________________
(١) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٢٣. وفي الأمالي للمفيد ، ص ٢٧٤ ، المجلس ٣٣ ، ح ١ ؛ وص ٣٢٩ ، المجلس ٣٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّ بن محمّد القاشاني ، عن الإصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٣٦ ، المجلس ٢ ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن عليّ بن محمّد القاشاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ؛ وفيه ، ص ١١٠ ، المجلس ٤ ، ح ٢٣ ، بسند آخر عن عليّ بن محمّد القاساني ، عن حفص بن غياث. مصباح الشريعة ، ص ١٣٢ ، الباب ٦٢ ، مع اختلاف يسير ، وفي كلّها مع زيادة في آخره ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٧ ، إلى قوله : « ولا يكون له رجاء إلاّعندالله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٢٢١ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٤٢ ، ح ٨٩٥٣ ؛ وج ٩ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٢٤٦٨ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٠٩ ، ح ١٥.
(٢) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الطمع ، ح ٢٦٠٥ ، إلى قوله : « عمّا في أيدى الناس » الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٥ ، ح ٢٢٢٢ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٢٤٦٩ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١٠ ، ح ١٦.
(٣) في الوسائل : « استسلاب ».
(٤) في « ج ، ز ، ص بس ، بف » والوافي : ـ / « و ».
(٥) في « ص » : « مُذهبة » بهيئة اسم الفاعل. قال في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٥٤ : « المذهبة إمّا بالفتح مصدراً ميميّاً ، والحمل على المبالغة. أو هو بمعنى اسم الفاعل. أو اسم المكان ، أي مظنّة لذهاب الحياء. أو بالكسر ، أي آلة لذهابه ».
(٦) في « ف » : « عمّا ».
(٧) في « بس » وحاشية « بف » : « المؤمن ».
الْفَقْرُ الْحَاضِرُ ». (١)
١٩٧١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (٢) أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، اكْتُبْ لِي إِلى إِسْمَاعِيلَ بْنِ دَاوُدَ الْكَاتِبِ لَعَلِّي أُصِيبُ مِنْهُ (٣)
قَالَ (٤) : « أَنَا أَضَنُّ (٥) بِكَ أَنْ تَطْلُبَ مِثْلَ هذَا وَشِبْهَهُ ، وَلكِنْ عَوِّلْ عَلى (٦) مَالِي ». (٧)
١٩٧٢ / ٦. عَنْهُ (٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَجْمِ بْنِ حُطَيْمٍ (٩) الْغَنَوِيِّ :
__________________
(١) تحف العقول ، ص ٢٧٩ ، عن عليّ بن الحسين عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٢٢٣ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٢٤٧٠ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١٠ ، ح ١٧.
(٢) في « ب » : ـ / « محمّد بن ».
(٣) في « ب ، ج د ، ص ، ض ، بس » والوافي : + / « شيئاً ».
(٤) في « ب » : + / « إذا ».
(٥) في حاشية « بر » : « أعزّ ». و « الضَّنّ » : هو ما يختصّه ويضنّ به ، أي يبخل به لمكانته منه وموقعه عنده. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٧٥ ( ضنن ).
(٦) في « بر » : « إلى ».
(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٢٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٤٩ ، ح ١٢٤٧١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١١ ، ح ١٨.
(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو عن أبيه ، عن حمّاد بنعيسى كتبه ـ كما في الفهرست للطوسي ، ص ١٥٦ ، الرقم ٢٤١ ـ وأكثر من الرواية عنه بتوسّط أبيه في المحاسن. انظر على سبيل المثال : المحاسن ، ص ٦٧ ، ح ١٢٥ و ١٢٦ ؛ وص ١٣٢ ، ح ٦ ؛ وص ١٣٣ ، ح ٩ ؛ وص ٣٣٤ ، ح ١٠٢ ؛ وص ٣٣٧ ، ح ١١٥ و ١١٧ ؛ وص ٣٤٠ ، ح ١٢٩.
(٩) في « ص ، ض ، بر » : « خطيم ». وقد ذكر البرقي في رجاله ، ص ١٥ نجم بن حَطيم الغَنَوي في أصحاب أبي جعفر الباقر عليهالسلام. والشيخ الطوسي ذكر في رجاله ، ص ١٤٧ ، الرقم ١٦٣١ نجم بن حَطِيم. ثمّ قال : « وقيل : أبو حطيم ( ابن خطيم ـ خ ل ) العبدي.
وقال ابن ماكولا في الإكمال ، ج ٣ ، ص ١٦٨ : « نجم بن الخَطِيم العجلي أبو عليّ ، يروي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، روى عنه حصين بن مخارق ».
وقال ابن حبّان في كتابه الثقات ، ج ٩ ، ص ٢٢٠ : « نجم بن حطيم ، يروي عن سدير الضبى ( الصيرفي ـ خ ل ) ، روى عنه حميد بن المثنّى ».
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزُّ الْمُؤْمِنِ فِي دِينِهِ ؛ أَوَمَا (١) سَمِعْتَ قَوْلَ حَاتِمٍ (٢) :
إِذَا مَا عَزَمْتَ الْيَأْسَ أَلْفَيْتَهُ الْغِنى |
|
إِذَا عَرَّفْتَهُ النَّفْسَ وَالطَّمَعُ الْفَقْرُ (٣) ». (٤) |
١٩٧٣ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ :
لِيَجْتَمِعْ فِي قَلْبِكَ الِافْتِقَارُ إِلَى النَّاسِ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُمْ (٥) ؛ فَيَكُونَ افْتِقَارُكَ
__________________
(١) في « بر » : « أما ».
(٢) هو حاتم بن عبدالله بن سعد الحشرج الطائي القحطاني ، أبو عَديّ ، فارس شاعر جواد جاهلي ، يضرب المثل بجوده وسخائه ، كان من أهل نجد وزار الشام ، فتزوّج مارية بنت حجر الغسّانيّة ، ومات في عوارض ، وهو جبل في بلاد الطيئ ، قال ياقوت : وقبر حاتم عليه. وشعر حاتم كثير ، ضاع معظمه ، وبقي منه ديوان صغير مطبوع. وأرّخوا وفاته في السنة الثامنة بعد مولد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي نحو سنة ٤٦ قبل الهجرة. الأعلام للزركلي ، ج ٢ ، ص ١٥١.
(٣) قال في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٥٦ : « ذكر شعر حاتم ليس للاستشهاد ، بل للشهرة والدلالة على أنّ هذا ممّا يحكم به عقل جميع الناس حتّى الكفّار. « إذا ما عزمت اليأس » كلمة « ما » زائدة ، أي إذا عزمت على اليأس عن الناس. « ألفيته » أي وجدته « الغنا إذا عرّفته » بصيغة الخطاب من باب التفعيل ونصب النفس ، أو بصيغة الغيبة ورفع النفس. والطمع مرفوع بالابتدائيّة ، والفقر بالخبريّة ». وتمثّل أيضاً بهذا ، الإمام الصادق عليهالسلام في حديث آخر في الكافي ، كتاب الزكاة ، باب كراهية المسألة ، ح ٦٠٨٣ ، وفيه : « إذا ما عرفت » بدل « إذا ما عزمت ».
(٤) فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٧ ، إلى قوله : « عزّ المؤمن في دينه » مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٢٢٥ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٤ ، ح ١٢٤٧٢ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١٢ ، ح ١٩.
(٥) في مرآة العقول : « ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم ، أي العزم عليهما بأن تعاملهم ظاهراًمعاملة من يفتقر إليهم في لين الكلام وحسن البشر ، وأن تعاملهم من جهة اخرى معاملة من يستغني عنهم بأن تنزّه عرضك من التدنّس بالسؤال عنهم ، وتبقي عزّك بعدم التذلّل عندهم للأطماع الباطلة. أو يجتمع في قلبك اعتقادان : اعتقادك بأنّك مفتقر إليهم للمعاشرة ، لأن الإنسان مدنيّ بالطبع يحتاج بعضهم إلى بعض في التعيّش والبقاء ؛ واعتقادك بأنّك مستغن عنهم غير محتاج إلى سؤالهم ، لأنّ الله تعالى ضمن أرزاق العباد ، وهو مسبّب الأسباب ».
إِلَيْهِمْ فِي لِينِ كَلَامِكَ وَحُسْنِ بِشْرِكَ ، وَيَكُونَ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِي نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَبَقَاءِ عِزِّكَ ». (١)
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ (٢) بْنُ عُمَرَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ » (٣) ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
٦٨ ـ بَابُ صِلَةِ الرَّحِمِ
١٩٧٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (٤) قَالَ : فَقَالَ : « هِيَ أَرْحَامُ النَّاسِ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَمَرَ بِصِلَتِهَا
__________________
(١) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٢٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٢٤٦٧ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١٢ ، ح ٢٠.
(٢) في « ز » : ـ / « عليّ ».
والخبر رواه الصدوق في معاني الأخبار ، ص ٢٦٧ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن عليّ بن معبد ، قال : أخبرني أحمد بن عمر ، عن يحيى بن عمران. ولا يبعد صحّته ؛ فقد روى الكليني في الكافي ، ح ٣٤ ، بسنده عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول ، وقد ذكر خبراً آخر.
هذا ، وقد وردت رواية أحمد بن عمر الحلاّل عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في الخصال ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٢ ، وص ٤٣٤ ، ح ٢٠.
ثمّ إنّ أحمد بن عمر الحلاّل وأحمد بن عمر الحلبي ، كلاهما مذكوران في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٩٨ ، الرقم ٢٤٥ ؛ وص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨. وعليّ بن عمر هذا مجهول لم نعرفه.
(٣) معاني الأخبار ، ص ٢٦٧ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن عليّ بن معبد ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيىبن عمران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٢٠٤ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٢٢٢٧ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٤٨ ، ذيل ح ١٢٤٦٧ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١١٢ ، ذيل ح ٢٠.
(٤) النساء (٤) : ١.
وَعَظَّمَهَا ؛ أَلَاتَرى أَنَّهُ جَعَلَهَا مِنْهُ (١) ». (٢)
١٩٧٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ (٣) :
بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٤) أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (٥) ، أَهْلُ بَيْتِي أَبَوْا إِلاَّ تَوَثُّباً (٦) عَلَيَّ وَقَطِيعَةً لِي وَشَتِيمَةً (٧) ، فَأَرْفُضُهُمْ؟ قَالَ : « إِذاً يَرْفُضَكُمُ اللهُ جَمِيعاً ». قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ : « تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ كَانَ لَكَ مِنَ اللهِ (٨) عَلَيْهِمْ ظَهِيرٌ ». (٩)
١٩٧٦ / ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (١٠) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام : « يَكُونُ الرَّجُلُ يَصِلُ رَحِمَهُ ، فَيَكُونُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ ، فَيُصَيِّرُهَا (١١) اللهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ
__________________
(١) في تفسير العيّاشي والزهد : « معه ». وفي الوافي : « جعلها منه ، أي قرنها باسمه في الأمر بالتقوى ». وفي مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٥٩ : « وربّما يقرأ : مُنّة ، بضمّ الميم وتشديد النون ، أي جعلها قوّة وسبباً لحصول المطالب. أو بالكسر والتشديد ، أي أنعم بهما على الخلائق. ولا يخفى ما فيهما من التعسّف ».
(٢) الزهد ، ص ١٠٦ ، ح ١٠٨ ، عن محمّد بن أبي عمير. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠ ، عن جميل بن درّاج ؛ وفيه ، ح ٩ ، عن عمر بن حنظلة ، عنه عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٣ ، ح ٢٤٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٢٧٧٨٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٦ ، ح ٧٦.
(٣) هكذا في « ص ، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : + / « قال ».
(٤) في « ف » : + / « أنّه قال ».
(٥) في الوسائل : + / « إنّ ».
(٦) التوثّب : الاستيلاء على الشيء ظلماً. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٣١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ( وثب ).
(٧) في الوسائل : ـ / « وشتيمة ».
(٨) في « ب » : « من الله لك ».
(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٨ ، ح ٢٧٨٠٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٣ ، ح ٧٢.
(١٠) هكذا في « ب » والطبعة القديمة وحاشية « بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن عبيد الله ». والصواب ما أثبتناه ، وتقدّم وجهه في الكافي ، ذيل ح ١٨١١.
(١١) في شرح المازندراني : « فيصيّره ».
مَا يَشَاءُ ». (١)
١٩٧٧ / ٤. وَعَنْهُ (٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ خَطَّابٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّي (٣) الْأَعْمَالَ ، وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ ، وَتَدْفَعُ الْبَلْوى ، وَتُيَسِّرُ الْحِسَابَ ، وَتُنْسِئُ (٤) فِي (٥) الْأَجَلِ ». (٦)
١٩٧٨ / ٥. عَنْهُ (٧) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُوصِي الشَّاهِدَ مِنْ أُمَّتِي وَالْغَائِبَ مِنْهُمْ وَمَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ يَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ كَانَتْ (٨) مِنْهُ عَلى مَسِيرَةِ سَنَةٍ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الدِّينِ ». (٩)
__________________
(١) قرب الإسناد ، ص ٣٥٥ ، ح ١٢٧١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا ، عن أبي عبدالله عليهماالسلام ، مع زيادة في آخره. الأمالي للطوسي ، ص ٤٨٠ ، المجلس ١٧ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى قوله : « ثلاثين سنة ». تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، عن الحسين بن زيد بن عليّ ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهما مع زيادة في أوّله وآخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٨٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٠٨ ، ح ٧٠.
(٢) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.
(٣) في « ب » : « تزكي » على بناء الإفعال. وفي شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٧ : « تزكي ، مضارع من باب الإفعال أوالتفعيل ، أي تجعلها نامية ، أو طاهرة من النقص أو الردّ وإن كان فيها نقص ما ».
(٤) « النَّسْء » : التأخير. يقال : نسأت الشيءَ نَسأً ، وأنسأته إنساءً : إذا أخّرته. ويكون في العمر والدَّين. النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٤ ( نسأ ).
(٥) في « بر » : ـ / « في ».
(٦) راجع : حديث ٢٠٠٦ ومصادره الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ ، ح ٢٤٥١ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٨٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١١ ، ح ٧١.
(٧) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٨) في « ج ، ض » : « ولو كان ». وفي « ص » وشرح المازندراني والوافي : « وكان ». قال المازندراني : « وفي بعض النسخ : ولو كانت منه ، بالتأنيث ، وكلاهما جائز ؛ لأنّ الرحم يذكّر ويؤنّث ».
(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٣ ، ح ٢٤٣٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٤ ، ح ٧٣.
١٩٧٩ / ٦. وَعَنْهُ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُحَسِّنُ (٢) الْخُلُقَ ، وَتُسَمِّحُ الْكَفَّ ، وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ (٣) ، وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ ، وَتُنْسِئُ فِي (٤) الْأَجَلِ ». (٥)
١٩٨٠ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ (٦) : اللهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي (٧) ، وَهِيَ رَحِمُ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ (٨) قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) (٩) وَرَحِمُ كُلِّ ذِي رَحِمٍ ». (١٠)
__________________
(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٢) يجوز فيه وفي « تسمح » و « تطيب » الإفعال أيضاً. والنسخ مختلفة.
(٣) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٦٦ : « السماحة : الجود ، ونسبتها إلى الكفّ على المجاز لصدورها منها غالباً. « وتطيّب النفس » أي تجعلها سمحة بالبذل والعفو والإحسان ، يقال : طابت نفسه بالشيء : إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب ؛ أو تطهّرها من الحقد والحسد وسائر الصفات الذميمة ، فإنّه كثيراً ما يستعمل الطيّب بمعنى الطاهر ؛ أو يجعل باله فارغاً عن الهموم والغموم والتفكّر في دفع الأعادي ، فإنّها ترفع العداوة بينه وبين أقاربه ».
(٤) في « بر » : ـ / « في ».
(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٤٤٩ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٨٨ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٤ ، ح ٧٤.
(٦) في « ض ، ف » والبحار : « يقول ».
(٧) في الوافي : « تمثيل للمعقول بالمحسوس وإثبات لحقّ الرحم على أبلغ وجه. وتعلّقها بالعرش كناية عنمطالبة حقّها بمشهد من الله. ومعنى ما تدعو به : كن له كما كان لي ، وافعل به ما فعل بي من الإحسان والإساءة ».
(٨) في « ض » : « وهي ».
(٩) الرعد (١٣) : ٢١.
(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح ١٩٩٩ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليهالسلام ؛ الزهد ، ص ١٠٢ ، ح ١٠٠ ، بسنده عن أبي بصير ، إلى قوله : « وهي رحم آل محمّد » مع زيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٧ ، عن العلاء بن فضيل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ٢٩ ، عن محمّد بن فضل ، عن العبد الصالح عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير فرات ، ص ١٠١ ، ح ٨٨ الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٤٣٧ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٩٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٥ ، ح ٧٥.
١٩٨١ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ (١) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَوَّلُ نَاطِقٍ مِنَ الْجَوَارِحِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّحِمُ تَقُولُ (٢) : يَا رَبِّ مَنْ وَصَلَنِي فِي الدُّنْيَا ، فَصِلِ الْيَوْمَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ؛ وَمَنْ قَطَعَنِي فِي الدُّنْيَا ، فَاقْطَعِ الْيَوْمَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ». (٣)
١٩٨٢ / ٩. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : صِلْ رَحِمَكَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ (٥) ، وَأَفْضَلُ مَا تُوصَلُ (٦) بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذى عَنْهَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ (٧) فِي الْأَجَلِ (٨) ، مَحْبَبَةٌ (٩) فِي
__________________
(١) ورد الخبر في الزهد للحسين بن سعيد ، ص ١٠٢ ، ح ٩٩ ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن يونس بن عفّان. ولم نجد ذكراً ليونس بن عفّان في غير سند هذا الخبر ، وقد روى مالك بن عطيّة ، عن يونس بن عمّار في الكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٢٥٢ و ٣٤٨٤.
والظاهر أنّ ما ورد في الزهد محرّف ، والمراد من يونس هو يونس بن عمّار الصيرفي المذكور في أصحاب أبي عبدالله عليهالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٥١.
(٢) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بف » : « يقول ».
(٣) الزهد ، ص ١٠٢ ، ح ٩٩ ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن يونس بن عفّان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٤٣٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٨٩ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٧ ، ح ٧٧.
(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.
(٥) في « ز » : « من الماء ».
(٦) في « ب ، د ، ز ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ما يوصل ».
(٧) « منسأة » : مفعلة من النَّسْء ، والنسء : التأخير. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٤ ( نسأ ).
(٨) في قرب الإسناد : + / « مثراة في المال و ».
(٩) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل وقرب الإسناد : « محبّة ». وفي شرح المازندراني : « ومحببة ». وفي مرآة العقول : « محبّة ، في بعض النسخ على صيغة اسم الفاعل من باب التفعيل.
الْأَهْلِ ». (١)
١٩٨٣ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (٢) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ (٣) يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَرْشِ تَقُولُ (٤) : اللهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي ». (٥)
١٩٨٤ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (٦) : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ : حَافَتَا (٧) الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّحِمُ وَالْأَمَانَةُ ، فَإِذَا مَرَّ الْوَصُولُ لِلرَّحِمِ الْمُؤَدِّي لِلْأَمَانَةِ ، نَفَذَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِذَا مَرَّ الْخَائِنُ لِلْأَمَانَةِ الْقَطُوعُ لِلرَّحِمِ ، لَمْ يَنْفَعْهُ مَعَهُمَا (٨) عَمَلٌ ،
__________________
وفي بعضها بفتح الميم على بناء المجرّد. إمّا على المصدر على المبالغة ، أي سبب لمحبّة الأهل. أو اسم المكان ، أي مظنّة كثرة المحبّة ؛ لأنّ الإنسان عبيد الإحسان ».
(١) قرب الإسناد ، ص ٣٥٥ ، ح ١٢٧٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا ، عن أبي عبدالله عليهماالسلام ، مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إجلال الكبير ، ح ٢٠٤١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وتمام الرواية : « عظّموا كباركم وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم ». تحف العقول ، ص ٤٤٥ ، عن الرضا عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، إلى قوله : « كفّ الأذى عنها » ، مع زيادة الآية : ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) [ البقرة (٢) : ٢٦٤ ] الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٦ ، ح ٢٤٤٥ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٧٨٠٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٧ ، ح ٧٨.
(٢) هكذا في النسخ والوسائل والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».
(٣) في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوسائل : « متعلّقة ».
(٤) في « ب ، ض ، بر » والبحار : « يقول ».
(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٤٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٤ ، ح ٢٧٧٩١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٧ ، ح ٧٩.
(٦) في « ض » : « رحمهالله ».
(٧) أي جانباه. والحافة : ناحية الموضع وجانبه. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ( حوف ).
(٨) في « بف » والوافي : « لم ينفعهما معه ».
وَتَكَفَّأَ (١) بِهِ الصِّرَاطُ فِي النَّارِ ». (٢)
١٩٨٥ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ (٣) تُحَسِّنُ (٤) الْخُلُقَ ، وَتُسَمِّحُ الْكَفَّ ، وَتُطَيِّبُ النَّفْسَ ، وَتَزِيدُ فِي الرِّزْقِ ، وَتُنْسِئُ فِي (٥) الْأَجَلِ ». (٦)
١٩٨٦ / ١٣. عَنْهُ (٧) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ خَطَّابٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « صِلَةُ الْأَرْحَامِ تُزَكِّي الْأَعْمَالَ ، وَتَدْفَعُ الْبَلْوى ، وَتُنْمِي الْأَمْوَالَ (٨) ، وَتُنْسِئُ لَهُ فِي عُمُرِهِ ، وَتُوَسِّعُ (٩) فِي رِزْقِهِ ، وَتُحَبِّبُ (١٠) فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ؛ فَلْيَتَّقِ اللهَ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ». (١١)
١٩٨٧ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛
__________________
(١) في « ب ، ف » : « وتكفأ ». و « تكفّأ » أي تقلّب ، وكفّأت الإناء : كببته وقلّبته. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).
(٢) الزهد ، ص ١٠٧ ، ح ١١٢ ، عن حنان ، عن أبيه ، وفيه : « على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة ، فإذا مرّ عليه الوصول للرّحم والمؤدّي للأمانة لم يكتفا به في النار » مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٦ ، ح ٢٤٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٦٨ ، ح ٢٤١٦٩ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ٦٧ ، ح ٩ ؛ وج ٧٤ ، ص ١١٧ ، ح ٨٠.
(٣) في « ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « الرحم ».
(٤) يجوز فيه وفي « تسمح » و « تطيب » الإفعال والتفعيل.
(٥) في « ز ، بر » وحاشية « بف » : ـ / « في ».
(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٤٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٥ ، ح ٢٧٧٩٣.
(٧) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.
(٨) في « ض » : « المال ».
(٩) في حاشية « بر » : + / « له ».
(١٠) في « ف » : « وتحبّ » على بناء الإفعال.
(١١) تحف العقول ، ص ٢٩٩ ، وتمام الرواية فيه : « صلة الأرحام تزكّي الأعمال ، وتنمي الأموال ، وتدفع البلوى ، وتيسّر الحساب ، وتنسئ في الأجل » الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ ، ح ٢٤٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٥ ، ح ٢٧٧٩٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١١٨ ، ح ٨١.
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً (١) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْحَكَمِ الْحَنَّاطِ (٢) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « صِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ (٣) الدِّيَارَ ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ ». (٤)
١٩٨٨ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ أَعْجَلَ الْخَيْرِ ثَوَاباً صِلَةُ الرَّحِمِ ». (٥)
١٩٨٩ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ (٦) فِي الْأَجَلِ وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ». (٧)
__________________
(١) في الوسائل : ـ / « ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ».
(٢) في « ف ، بس » وحاشية « ص » : « الخيّاط ». والظاهر أنّه هو حكم بن أيمن الذي وصفه النجاشي بالحنّاط ، ووصفه البرقي والطوسي بالخيّاط. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٣٥٤ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٨٥ ، الرقم ٢٢٥٠.
(٣) في « ف » : « يعمّران » على بناء التفعيل.
(٤) الكافي ، كتاب العشرة ، باب حقّ الجوار ، ح ٣٧٦٣ ، بسند آخر عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحكم الخيّاط ، وتمام الرواية : « حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار ». وفيه ، ح ٣٧٦٢ ، بسند آخر وتمام الرواية : « حسن الجوار زيادة في الأعمار وعمارة الديار » ؛ وفيه ، ح ٣٧٦٥ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية : « حسن الجوار يعمر الديار وينسي في الأعمار ». صحيفة الرضا عليهالسلام ، ص ٨٥ ، ح ١٩٦ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن محمّد بن عليّ عليهمالسلام ، وتمام الرواية فيه : « صلة الأرحام وحسن الجوار زيادة في الأموال » الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ ، ح ٢٤٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٥ ، ح ٢٧٧٩٤ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٠ ، ح ٨٢.
(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ ، ح ٢٤٥٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٥ ، ح ٢٧٧٩٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢١ ، ح ٨٣.
(٦) « النَسْء » : التأخير. يقال : نسأت الشيء نَسأً وأنسأته إنساءً : إذا أخّرته. و « النَّساء » الاسم. ويكون في العمروالدَّين. النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٤ ( نسأ ).
(٧) الزهد ، ص ١٠٥ ، ح ١٠٧ ، بسند آخر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع زيادة ؛ الخصال ، ص ٣٢ ، باب الواحد ، ح ١١٢ ،
١٩٩٠ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا نَعْلَمُ شَيْئاً يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ صِلَةَ الرَّحِمِ ، حَتّى إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ ، فَيَكُونُ وَصُولاً لِلرَّحِمِ (١) ، فَيَزِيدُ اللهُ فِي عُمُرِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، فَيَجْعَلُهَا (٢) ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَيَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، فَيَكُونُ قَاطِعاً لِلرَّحِمِ (٣) ، فَيَنْقُصُهُ اللهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَيَجْعَلُ أَجَلَهُ إِلى ثَلَاثِ سِنِينَ ». (٤)
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، مِثْلَهُ. (٥)
١٩٩١ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يُرِيدُ الْبَصْرَةَ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ (٦) ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ (٧) ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي تَحَمَّلْتُ فِي
__________________
بسند آخر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٤ ، ص ١٥٧ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهمالسلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ ، ح ٢٤٥٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢١ ، ح ٨٤.
(١) في « ز » : « في الرحم ».
(٢) في « ب » : + / « الله ».
(٣) في « ز » : « لرحمه ».
(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٦ ، ح ٢٧٧٩٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢١ ، ح ٨٥.
(٥) الزهد ، ص ١٠٨ ، ح ١١٥ ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، من قوله : « إنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٦ ، ذيل ح ٢٧٧٩٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢١ ، ذيل ح ٨٥.
(٦) « الرَّبَذَة » : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام ، قريبة من ذات عِرق على طريق الحجاز إذا رحلتَ من فيد تريدمكّة. معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٤٤ ( ربذة ).
(٧) « محارب » : قبيلة من فِهر. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٠٩ ( حرب ).
قَوْمِي حَمَالَةً (١) ، وَإِنِّي سَأَلْتُ فِي طَوَائِفَ مِنْهُمُ الْمُؤَاسَاةَ (٢) وَالْمَعُونَةَ ، فَسَبَقَتْ إِلَيَّ أَلْسِنَتُهُمْ بِالنَّكَدِ (٣) ، فَمُرْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَعُونَتِي ، وَحُثَّهُمْ عَلى مُؤَاسَاتِي ، فَقَالَ : أَيْنَ هُمْ؟ فَقَالَ : هؤُلَاءِ فَرِيقٌ مِنْهُمْ حَيْثُ تَرى ».
قَالَ : « فَنَصَّ (٤) رَاحِلَتَهُ فَادَّلَفَتْ (٥) كَأَنَّهَا ظَلِيمٌ (٦) ، فَدَلَفَ (٧) بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا ، فَلَأْياً بِلَأْيٍ (٨) مَا لُحِقَتْ (٩) ، فَانْتَهى إِلَى الْقَوْمِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَسَأَلَهُمْ مَا يَمْنَعُهُمْ (١٠) مِنْ مُوَاسَاةِ صَاحِبِهِمْ ، فَشَكَوْهُ وَشَكَاهُمْ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : وَصَلَ امْرُؤٌ عَشِيرَتَهُ (١١) ؛ فَإِنَّهُمْ
__________________
(١) « الحمالة » : ما يتحمّله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، والتحمّل أن يتحمّلها عن نفسه. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ( حمل ).
(٢) يجوز في الكلمة : « المواساة » وهو من تخفيف الهمزة.
(٣) « النَّكَد » : كلّ شيء جرّ على صاحبه شرّاً. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٣٨ ( نكد ). والمراد : بالقبيح والشرّ.
(٤) يقال : نصَّ راحلته : إذا استخرج ما عندها من السير. ونصّ كلّ شيء : منتهاه. وقال الأصمعي : النصّ : السيرالشديد حتّى يستخرج أقصى ما عندها. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٥٨ ( نصص ).
(٥) « فادّلفت » ، على هيئة الافتعال ، ويجوز التفعّل ، أي مشت مشي المقيّد وفوق الدبيب ، كأنّها الذَّكَر من النعام ؛ من الدليف ، وهو المشي فوق الدبيب. أو مشت وقاربت الخَطْو وأسرعت ؛ من الدليف بمعنى المشي مع تقارب الخطو والإسراع ، كأنّه الوَخَدان ، وهو نوع من سير الإبل ، وهو أن تسرع وتوسّع الخطو ، أو ترمي قوائمه كمشي النعام. أو المعنى : ركضت وتقدّمت ؛ من الدَّلْف ، وهو التقدّم. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٠٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٨١ ( دلف ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٢ ؛ الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١١ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٧٤ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ١٣٣ ، ذيل الحديث ١٠٦.
(٦) « الظليم » : الذكر من النعام. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٨ ( ظلم ).
(٧) هكذا في « ب ، ز ، ص ، ف ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي. وفي بعض النسخ والمطبوع : « فأدلف ».
(٨) في « بر ، بس » : « فلَأيا » بصيغة التثنية. يقال : فعل ذلك بعد لأي ، أي بعد شدّة وإبطاء. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٧٨ ( لأى ).
(٩) مقتضى المقام كون « ما » نافيةً ، أي ما لُحقت راحلتُه عليهالسلام مع سعي ذلك البعض واجتهاده. وفي الوافي : و « ما » مصدريّة ؛ يعني فأبطأ عليهالسلام واحتبس بسبب إبطاء لحوق القوم. وذكر في مرآة العقول ، لقوله عليهالسلام : « فلَأياً بلأي ما لحقت » وجوهاً من المعنى ، فقرأ على بعض الوجوه : لحقت ، بصيغة المعلوم.
(١٠) في مرآة العقول : « قوله عليهالسلام : وسألهم ما يمنعهم. « ما » استفهاميّة ، وضمير الغائب في « يمنعهم » و « صاحبهم » لتغليب زمان الحكاية على زمان المحكيّ ».
(١١) في المرآة : « وصل امرؤ ، أمرٌ في صورة الخبر. وكذا قوله : وصلت العشيرة. والنكرة هنا للعموم نحوها
أَوْلى بِبِرِّهِ وَذَاتِ يَدِهِ ، وَوَصَلَتِ الْعَشِيرَةُ أَخَاهَا إِنْ عَثَرَ بِهِ دَهْرٌ وَأَدْبَرَتْ عَنْهُ دُنْيَا (١) ؛ فَإِنَّ الْمُتَوَاصِلِينَ الْمُتَبَاذِلِينَ مَأْجُورُونَ ، وَإِنَّ الْمُتَقَاطِعِينَ الْمُتَدَابِرِينَ مَوْزُورُونَ ».
قَالَ : « ثُمَّ (٢) بَعَثَ رَاحِلَتَهُ ، وَقَالَ : حَلْ (٣) ». (٤)
١٩٩٢ / ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : لَنْ يَرْغَبَ الْمَرْءُ عَنْ (٥) عَشِيرَتِهِ وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَوَلَدٍ ، وَعَنْ مَوَدَّتِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ وَدِفَاعِهِمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ ، هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ حِيطَةً (٦) مِنْ وَرَائِهِ وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ وَأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ (٧) إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَكَارِهِ الْأُمُورِ ؛ وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ، فَإِنَّمَا يَقْبِضُ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيُقْبَضُ (٨) عَنْهُ مِنْهُمْ (٩) أَيْدٍ كَثِيرَةٌ ؛ وَمَنْ يُلِنْ (١٠) حَاشِيَتَهُ ، يَعْرِفْ صَدِيقُهُ مِنْهُ الْمَوَدَّةَ ؛ وَمَنْ
__________________
في قولهم : أنجز حرّ ما وعد ».
(١) في « ز » : « دنياه ».
(٢) في « بر ، بف » : « ثمّ قال ».
(٣) في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » : « خلّ ». وفي مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٧٦ : « في أكثر النسخ بالحاء المهملة ، وفي القاموس : حلحلهم : أزالهم عن مواضعهم وحرّكهم فتحلحلوا ، والإبل قال لها : حلٍ حلٍ منوّنين ، أو حَلْ مسكّنة. وفي النهاية : حل : زجرٌ للناقة إذا حثثتها على السير. وقيل : هو بالتشديد ، أي حلّ العذاب على أهل البصرة ؛ لأنّه كان متوجّهاً إليهم. ولا يخفى ما فيه. وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة : أي خلّ سبيل الراحلة ، كأنّ السائل كان آخذاً بغرز راحلته ، وهو المسموع عن المشايخ ».
(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٠ ، ح ٢٤٦٠ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ١٣٢ ، ح ١٠٦ ؛ وج ٧٤ ، ص ١٠٥ ، ح ٦٩.
(٥) في « بس » : « من ».
(٦) في مرآة العقول : « حيطة ، أي حفظاً ... وهذا إذا كان حيطة بالكسر كما في بعض نسخ النهج ، وفي أكثرها : حيّطة ، كبيّنة ، بفتح الباء وكسر الياء المشدّدة ، وهي التحنّن ».
(٧) « الشَّعَث » : الانتشار والتفرّق كما يتشعّب رأسُ السواك ، وفي الدعاء : « لمّ الله شعثكم » ، أي جمع أمركم. المصباح المنير ، ص ٣١٤ ( شعث ).
(٨) في « ف ، بر » : « وتقبض ».
(٩) في « ف » : ـ / « منهم ».
(١٠) في « ب ، ز ، ف ، بس » : « تلن ». وفي « بر ، بف » : « يليّن » بالتشديد. وفي مرآة العقول : « قيل : يلن ، إمّا بصيغة
بَسَطَ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ ، يُخْلِفِ اللهُ لَهُ (١) مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ ، وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ ؛ وَلِسَانُ الصِّدْقِ لِلْمَرْءِ يَجْعَلُهُ اللهُ فِي النَّاسِ خَيْراً (٢) مِنَ الْمَالِ يَأْكُلُهُ وَيُوَرِّثُهُ (٣) ، لَا يَزْدَادَنَّ (٤) أَحَدُكُمْ كِبْراً وَعِظَماً فِي نَفْسِهِ وَنَأْياً عَنْ (٥) عَشِيرَتِهِ إِنْ كَانَ (٦) مُوسِراً فِي الْمَالِ ، وَلَا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ فِي أَخِيهِ زُهْداً وَلَا مِنْهُ بُعْداً إِذَا (٧) لَمْ يَرَ مِنْهُ مُرُوَّةً وَكَانَ مُعْوِزاً (٨) فِي الْمَالِ ، وَلَا يَغْفُلُ (٩) أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ بِهَا الْخَصَاصَةُ (١٠) أَنْ يَسُدَّهَا بِمَا لَايَنْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ ، وَلَا يَضُرُّهُ إِنِ اسْتَهْلَكَهُ ». (١١)
__________________
المعلوم من باب ضرب أو باب الإفعال ... وأقول : الظاهر أنّه من باب الإفعال ». و « اللَّيْن » : ضدّ الخشونة. ومن المجاز : قوم لَيْنون وأليناء جمع ليِّن. وألانَ لهم جناحه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٩٨ ؛ أساس البلاغة ، ص ٤١٩ ( لين ). والمراد : حسن الصحبة والمعاشرة والملاطفة واللين مع العشيرة وغيرهم ، كما في شرح المازندراني ومرآة العقول.
(١) في « بف » : ـ / « له ».
(٢) قرأ المجلسي في مرآة العقول : خير ـ بالرفع ـ ثمّ قال : « وفي بعض النسخ : خيراً ، بالنصب فيحتمل نصب « لسان » من قبيل ما اضمر عامله على شريطة التفسير ، ورفعه بالابتداء و « يجعله » خبره ، و « خيراً » مفعول ثان ليجعله ».
(٣) في « ب » : « يؤثره ».
(٤) في الوافي : « ولا يزدادنّ ». و « ازداد » لازم ومتعدّ. وكلاهما محتمل هنا. وعلى التعدّي فأحدكم مفعوله ، وأنكان ـ بفتح الهمزة ـ فاعله.
(٥) في « ز » : « في ».
(٦) قال في مرآة العقول : « أن كان ، بفتح الهمزة ، أي من أن ، أو بكسرها حرف شرط ».
(٧) في « ج » : « إذ ».
(٨) « المعوز » ، على بناء الفاعل بمعنى المفتقر الذي لا شيء له ، أو على بناء المفعول ، بمعنى القليل المال. راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٧٩.
(٩) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي : « لايغفل » بدون الواو. وفي « ف » : « ألا يعقل » بدل « ولايغفل ».
(١٠) « الخصاصة » : الفقر والحاجة. المصباح المنير ، ص ١٧١ ( خصص ).
(١١) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الإنفاق ، ح ٦١٦٤ ، وفيه « عن بعض من حدّثه » بدل « عن يحيى » ، وتمام الرواية فيه : « ومن يبسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ، ويضاعف له في آخرته ». الزهد ، ص ١٠٣ ، ح ١٠١ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام. نهج البلاغة ، ص ٦٥ ، ذيل الخطبة ٢٣ ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب العشرة ، باب التعحبّب إلى الناس ... ، ح ٣٦٣٠ الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١١ ، ح ٢٤٦١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢١ ، ح ٨٦.
١٩٩٣ / ٢٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ آلَ فُلَانٍ يَبَرُّ (١) بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيَتَوَاصَلُونَ ، فَقَالَ : « إِذاً تَنْمِي (٢) أَمْوَالُهُمْ وَيَنْمُونَ ، فَلَا يَزَالُونَ فِي ذلِكَ حَتّى يَتَقَاطَعُوا (٣) ، فَإِذَا (٤) فَعَلُوا (٥) ذلِكَ انْقَشَعَ (٦) عَنْهُمْ ». (٧)
١٩٩٤ / ٢١. عَنْهُ (٨) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ الْقَوْمَ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً وَلَا يَكُونُونَ بَرَرَةً ، فَيَصِلُونَ أَرْحَامَهُمْ ، فَتَنْمِي (٩) أَمْوَالُهُمْ ، وَتَطُولُ (١٠) أَعْمَارُهُمْ ، فَكَيْفَ إِذَا كَانُوا أَبْرَاراً بَرَرَةً ». (١١)
١٩٩٥ / ٢٢. وَعَنْهُ (١٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
__________________
(١) في « بس » : « تبرّ ».
(٢) في « ف » : « تنمو ». وفي مرآة العقول : « تنمي أموالهم ، على بناء الفاعل ، أو المفعول. وكذا « ينمون » يحتملهما ».
(٣) في البحار : « يتقاطعون ».
(٤) في « ب » : « فإذ ».
(٥) في « ز ، ص » : « قطعوا ».
(٦) « انقشع » ، أي انكشف ، والمراد : انكشف وزال عنهم نموّ الأموال والأنفس. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٠٣ ( قشع ). وفي « ب ، بر » : « انقشعت ». وفي « ز ، ص » : « انقطع ». وفي حاشية « ج ، د ، بس » : « انقشعت ـ انقطعت ». وفي حاشية « ص » : « انقشع ـ انقطعت ». وفي الزهد : « انكسر ».
(٧) الزهد ، ص ١٠٤ ، ح ١٠٣ ، عن القاسم ، عن عبدالصمد بن هلال ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٢ ، ح ٢٤٦٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٥ ، ح ٨٧.
(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.
(٩) في « ب » : « فتنمو ». ويمكن قراءته على صيغة المعلوم من الإفعال. والضمير المستتر راجع إلى صلة الرحم.
(١٠) في « ص » : « وتطوّل » على صيغة المعلوم أو المجهول من التفعيل.
(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٢ ، ح ٢٤٦٣ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٥ ، ح ٨٨.
(١٢) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى أحمد هذا عن القاسم بن يحيى في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٣٦٨ ـ ٣٧٠.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالتَّسْلِيمِ (١) ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَوَتَعَالى : ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (٢) ». (٣)
١٩٩٦ / ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (٤) عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
وَقَعَ بَيْنَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ حَتّى وَقَعَتِ الضَّوْضَاءُ (٥) بَيْنَهُمْ ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَافْتَرَقَا عَشِيَّتَهُمَا بِذلِكَ ، وَغَدَوْتُ فِي حَاجَةٍ ، فَإِذَا (٦) أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَلى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ وَهُوَ يَقُولُ : « يَا جَارِيَةُ (٧) ، قُولِي لِأَبِي مُحَمَّدٍ يَخْرُجْ (٨) ». قَالَ : فَخَرَجَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا بَكَّرَ بِكَ (٩)؟ فَقَالَ (١٠) : « إِنِّي تَلَوْتُ آيَةً
__________________
(١) في الخصال وتحف العقول : « بالسلام ».
(٢) النساء (٤) : ١.
(٣) الخصال ، ص ٦١٣ ، أبواب المائة فما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ [ حديث أربعمائة ] ؛ والجعفريّات ، ص ١٨٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية فيه : « صلوا أرحامكم بالدنيا بالسلام ». تحف العقول ، ص ١٠٣ ، ضمن الحديث الطويل [ حديث أربعمائة ] ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٥٧ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من دون الإشارة إلى الآية. وراجع : ح ٣١ من هذا الباب الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٢ ، ح ٢٤٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٧٨٠٣ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٨٩.
(٤) في « ج » : ـ / « محمّد بن ».
(٥) قال الجوهري : « الضوضاء : أصوات الناس وجلبتهم » ، وقال ابن الأثير : « الضوضاة : أصوات الناس وغلبتهم ، وهي مصدر ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤١٠ ( ضوا ) ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ( ضَوْضَو ).
(٦) في الوافي : « وإذا ».
(٧) في حاشية « ض » : « للجارية ».
(٨) في « ب ، ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والبحار : ـ / « يخرج ». وفي « ف » : « تخرج ». والفعل مجزوم في جوابالأمر ، كقوله تعالى في سورة إبراهيم (١٤) : ٣١ : « قُل لّعِبَادِىَ الَّذِينَءَامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَوةَ » ، والإسراء (١٧) : ٥٣ : « قُل لّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ».
(٩) في « د ، ف » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني والبحار : « يكربك » من الإكراب ، وهو الإسراع. و « بكّر » من البكور.
(١٠) في « ب ، ج ، ز ، ف ، بر » والوافي : « قال ».
مِنْ (١) كِتَابِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْبَارِحَةَ ، فَأَقْلَقَتْنِي (٢) ». قَالَ : وَمَا هِيَ؟ قَالَ : « قَوْلُ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ ذِكْرُهُ (٣) : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ ) (٤) فَقَالَ (٥) : صَدَقْتَ لَكَأَنِّي (٦) لَمْ أَقْرَأْ هذِهِ الْآيَةَ مِنْ كِتَابِ اللهِ قَطُّ (٧) ، فَاعْتَنَقَا وَبَكَيَا (٨) (٩)
١٩٩٧ / ٢٤. وَعَنْهُ (١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ لِيَ ابْنَ عَمٍّ أَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي ، وَأَصِلُهُ فَيَقْطَعُنِي (١١) حَتّى لَقَدْ هَمَمْتُ لِقَطِيعَتِهِ إِيَّايَ أَنْ أَقْطَعَهُ ، أَتَأْذَنُ لِي قَطْعَهُ (١٢)؟
قَالَ : « إِنَّكَ إِذَا (١٣) وَصَلْتَهُ وَقَطَعَكَ ، وَصَلَكُمَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَمِيعاً ، وَإِنْ قَطَعْتَهُ وَقَطَعَكَ ، قَطَعَكُمَا اللهُ (١٤) ». (١٥)
١٩٩٨ / ٢٥. عَنْهُ (١٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ض » والبحار : « في ».
(٢) في « ف » : « فأوقفتني ».
(٣) في « ز ، ص ، ف » : « جلّ ذكره ». وفي « ج » : « عزّ وجلّ ». وفي « ض ، بف » : « عزّ وجلّ ذكره ». وفي الوافي : « تعالى ».
(٤) الرعد (١٣) : ٢١.
(٥) في « بر » والوافي : « قال ».
(٦) في « ب ، ف » : « فكأنّي ».
(٧) في « بر » والوافي : ـ / « قطّ ».
(٨) في مرآة العقول : « الظاهر أنّ هذا كان لتنبيه عبدالله وتذكيره بالآية ليرجع ويتوب ، وإلاّ فلم يكن ما فعله عليهالسلام بالنسبة إليه قطعاً للرحم ، بل كان عين الشفقة عليه لينزجر عمّا أراده من الفسق بل الكفر ؛ لأنّه كان يطلب البيعة منه عليهالسلام لولده الميشوم ، كما مرّ [ ح ٩٣٨ ] أو شيء آخر مثل ذلك ».
(٩) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٣١ ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٣ ، ح ٢٤٦٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٩٨ ، ح ٢٤ ؛ وج ٧٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٩٠.
(١٠) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.
(١١) في الوسائل : ـ / « وأصله فيقطعني ».
(١٢) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والوسائل والبحار : ـ / « أتأذن لي قطعه ».
(١٣) في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي : « إن ».
(١٤) في « ز » والوسائل : + / « جميعاً ».
(١٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٤ ، ح ٢٤٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٨ ، ح ٢٧٨٠١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٨ ، ح ٩١.
(١٦) في « ز » : ـ / « عنه ». وفي « ف ، بف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ اللهُ أَنِّي قَدْ أَذْلَلْتُ رَقَبَتِي فِي رَحِمِي ، وَإِنِّي لَأُبَادِرُ أَهْلَ بَيْتِي أَصِلُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنِّي ». (١)
١٩٩٩ / ٢٦. عَنْهُ (٢) ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (٣) الصَّيْرَفِيِّ ، عَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ :
« إِنَّ رَحِمَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام لَمُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ (٤) : اللهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي ، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي ، ثُمَّ هِيَ جَارِيَةٌ بَعْدَهَا فِي أَرْحَامِ الْمُؤْمِنِينَ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ) (٥) (٦)
٢٠٠٠ / ٢٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) (٧) فَقَالَ : « قَرَابَتُكَ ». (٨)
٢٠٠١ / ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَ (٩) هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (١٠) عليهالسلام : ( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ )؟
__________________
(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٤ ، ح ٢٤٦٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٩ ، ح ٩٢.
(٢) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٣) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة القديمة. وفي « د » والمطبوع : « فضيل ».
(٤) في « ب ، بر » : « يقول ».
(٥) النساء (٤) : ١.
(٦) راجع : ح ٧ من هذا الباب ومصادره الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٤٤٠ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٩ ، ح ٩٣.
(٧) الرعد (١٣) : ٢١.
(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٤٤١ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ١٢٩ ، ح ٩٤.
(٩) في البحار : « عن » بدل الواو. وهو سهوٌ ؛ فإنّ هشام بن الحكم روى ابن أبي عمير كتابه ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد ، ولم يثبت رواية حمّاد بن عثمان عن هشام بن الحكم. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٣ ، الرقم ١١٦٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٣١٣ ـ ٣١٥.
(١٠) في حاشية « ج » : « سألت أبا عبد الله ».