أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٩١
دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ (١)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ (٢) عَزَّ وَجَلَّ : ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ ». (٣)
١٤٧٦ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ (٤) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٥) : ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ » (٦)
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ (٧) عَزَّ وَجَلَّ : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٨) قَالَ : « هِيَ
__________________
(١) في « ب » : « السرحان ». وفي « ز » : « سرجان ». وهو سهو ؛ فإنّ داود هذا ، هو داود بن سِرحان العطّار ، روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر كتابه ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٥٩ ، الرقم ٤٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٨٤ الرقم ٢٨٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ ـ ٤٠٤.
(٢) في « هـ » : « قوله ».
(٣) معاني الأخبار ، ص ١٨٨ ، ح ١ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١٠٨ ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام ، وحمران عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « الصبغة : الإسلام » الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٢.
(٤) في « ز » : « عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن سَمَاعة ». وهو سهو واضح ؛ فقد أكثر حميد بن زياد منالرواية عن الحسن بن محمّد بن سماعة بمختلف عناوينه في الأسناد ، كما روى عنه جميع كتبه ورواياته. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤١ ، الرقم ٨٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٣٣ ، الرقم ١٩٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٢٨٩.
أضف إلى ذلك أنّ طبقة حميد بن زياد المتوفّى سنة عشر وثلاثمائة تأبى عن الرواية عن ابن محبوب المتوفّى سنة أربع وعشرين ومائتين. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٢ ، الرقم ٣٣٩ ؛ رجال الكشّي ، ص ٥٨٤ ، الرقم ١٠٩٤.
(٥) في « بر » : ـ / « في قول الله عزّوجلّ ».
(٦) لم يرد هذا الحديث من أوّله إلى « هي الإسلام » في « هـ ». والمظنون أنّ انتقال عين الناسخ من « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٢ إلى « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٣ هو العامل الموجب للسقط ، كما لا يخفى.
(٧) في « ب ، د ، ز ، هـ ، بر ، بس ، بف » : « قول الله ».
(٨) البقرة (٢) : ٢٥٦.
الْإِيمَانُ ». (١)
١٠ ـ بَابٌ فِي (٢) أَنَّ السَّكِينَةَ هِيَ الْإِيمَانُ
١٤٧٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ (٣) :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٥) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ». (٦)
١٤٧٨ / ٢. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيلِ (٨) ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : ( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (٩) : هَلْ لَهُمْ فِيمَا كَتَبَ فِي
__________________
(١) المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢١ ، بسنده عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر الأحول ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « عروة الله الوثقى التوحيد والصبغة الإسلام ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٩ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله : « بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى » قال : هي الإيمان بالله يؤمن بالله وحده » الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٧.
(٢) في مرآة العقول : ـ / « في ».
(٣) في مرآة العقول عن بعض النسخ : « عن عليّ بن أبي حمزة ». وهو سهوٌ ؛ فإنّ المراد من عليّ بن أبي حمزة في أسنادنا ، هو البطائني وهو من أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ، بقي بعد أبي الحسن عليهالسلام وكان أحد عمد الواقفة. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٤٩ ، الرقم ٦٥٦ ؛ رجال الكشّي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ٧٥٩.
(٤) الفتح (٤٨) : ٤.
(٥) المجادلة (٥٨) : ٢٢.
(٦) الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٦٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٩ ، ح ١٨.
(٧) في مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٧٣ : « وإنّما ذكر هذا ـ أي الحديث الثاني ـ مع عدم اشتماله على ما عنون به الباب ؛ لأنّه كالتتمّة لما ذكر في آخر الخبر السابق ؛ لأنّهما في آية واحدة ».
(٨) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ص » : « الفضل ».
(٩) المجادلة (٥٨) : ٢٢.
قُلُوبِهِمْ صُنْعٌ (١)؟ قَالَ : « لَا ». (٢)
١٤٧٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « السَّكِينَةُ (٣) : الْإِيمَانُ ». (٤)
١٤٨٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ (٥) وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِمَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٦) قَالَ : « هُوَ (٧) الْإِيمَانُ ». (٨)
١٤٨١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ (٩) ، عَنْ يُونُسَ (١٠) ، عَنْ
__________________
(١) في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ : صبغ ، بالباء الموحّدة والغين المعجمة ، أي لهذه الكتابة صبغ ولون. وهو تصحيف ».
(٢) المحاسن ، ص ١٩٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧ ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أبان الأحمر بن عثمان ، عن فضل أبي العبّاس بقباق ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٦٣ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٢.
(٣) في « ب » والوافي والبحار : + / « هي ».
(٤) معاني الأخبار ، ص ٢٨٤ ، ح ١ ، بسنده عن العلاء الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٨ ، ح ١٦٧٢ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٩.
(٥) في « ب » : « حفض بن البختري ». وفي « هـ » : « حفص البختري ». وكلاهما سهو ؛ فقد روى ابن أبي عمير كتابحفص بن البختري وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٤ ، الرقم ٣٤٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٥٨ ، الرقم ٢٤٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٢٠ ؛ وج ٢٢ ، ص ٢٥٨ ـ ٢٦٢. ثمّ اعلم أنّ البَخْتَريَّ اسم يشبه النسبة. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٢٩٤. فتأمّل.
(٦) الفتح (٤٨) : ٤.
(٧) في « ب » : « هي ».
(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧٠ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٠.
(٩) في « هـ » : ـ / « بن عبيد ». وفي « ص » : « محمّد بن عيسى عن عبيد ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن عيسى بنعبيد جميع كتب يونس بن عبدالرحمن. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٥١١ ، الرقم ٨١٣ ؛ رجال النجاشي ، ص ٤٤٦ ، الرقم ١٢٠٨.
(١٠) في « هـ » : + / « عن ابن مسكان ». وهو زائد ؛ فإنّه لم يعهد توسّط راوٍ بين يونس بن عبد الرحمن وشيخه
جَمِيلٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِهِ (١) عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ (٢) الْإِيمَانُ ».
قَالَ : قُلْتُ (٣) : ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ )؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».
وَعَنْ قَوْلِهِ تَعَالى : ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) (٤)؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ». (٥)
١١ ـ بَابُ الْإِخْلَاصِ
١٤٨٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (٦) بْنِ مُسْكَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( حَنِيفاً مُسْلِماً ) (٧) قَالَ : « خَالِصاً (٨) مُخْلِصاً ، لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ». (٩)
__________________
جميل بن درّاج ، كما لم نجد ـ مع الفحص الأكيد ـ رواية ابن مسكان ـ وهو عبد الله ـ عمّن يسمّى بجميل ، سواء أكان هو ابن درّاج أو ابن صالح. راجع : الكافي ، ح ١٥٠٧ ؛ المحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٧ ؛ وص ٣٣٣ ، ح ١٠٠ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٣٩ ، ح ٢.
(١) في « بر » والبحار : « قول الله ».
(٢) في « ج ، د ، ز ، ص ، بس » : ـ / « هو ».
(٣) هكذا في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي « ب ، ف » : « قلت ». وفي المطبوع : « قال » كلاهما بدل « قال : قلت ».
(٤) الفتح (٤٨) : ٢٦.
(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧١ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢١.
(٦) في « بس » : ـ / « عبدالله ».
(٧) آل عمران (٣) : ٦٧.
(٨) في شرح المازندراني : + / « لله ».
(٩) المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٩ ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله ... خالصاً مخلصاً لا يشوبه شيء ». التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٢ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، ذيل الآية : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا ». تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٠ ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهماالسلام ، ذيل الآية : « وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ » ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٣.
١٤٨٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (١) :
عَنْ أَبِيهِ (٢) رَفَعَهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا هُوَ اللهُ وَالشَّيْطَانُ ، وَالْحَقُّ وَالْبَاطِلُ ، وَالْهُدى وَالضَّلَالَةُ ، وَالرُّشْدُ (٣) وَالْغَيُّ ، وَالْعَاجِلَةُ وَالْآجِلَةُ (٤) وَالْعَاقِبَةُ (٥) ، وَالْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَاتٍ فَلِلّهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئَاتٍ (٦) فَلِلشَّيْطَانِ لَعَنَهُ اللهُ (٧) ». (٨)
١٤٨٤ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام (٩) : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ كَانَ يَقُولُ : طُوبى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلّهِ الْعِبَادَةَ وَالدُّعَاءَ ، وَلَمْ يَشْغَلْ (١٠) قَلْبَهُ بِمَا تَرى عَيْنَاهُ ، وَلَمْ يَنْسَ ذِكْرَ اللهِ (١١) بِمَا تَسْمَعُ (١٢) أُذُنَاهُ ، وَلَمْ يَحْزُنْ (١٣) صَدْرَهُ بِمَا أُعْطِيَ غَيْرُهُ ». (١٤)
١٤٨٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ (١٥) عَزَّ وَجَلَّ : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (١٦) قَالَ :
__________________
(١) في « بس » : « أحمد بن محمّد أبي عبد الله ».
(٢) في « بس » : ـ / « عن أبيه ».
(٣) في « بر » : + / « والبغي ».
(٤) في المحاسن : ـ / « والآجلة ».
(٥) في الوافي : « والعاجلة والآجلة ( والعاقبة ـ خ ل ) ».
(٦) في المحاسن : « السيّئات ».
(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والمحاسن : ـ / « لعنه الله ».
(٨) المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٧ ، ذيل ح ١٤٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٨ ، ح ٤.
(٩) في « ب ، بس » : + / « قال ».
(١٠) في « ج » : « ولا يشغل ».
(١١) في « ص » : « ذكره ». وفي « هـ » : + / « جلّ ذكره ».
(١٢) في « بف » : « يسمع ».
(١٣) يجوز فيه التفعيل والإفعال أيضاً.
(١٤) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢١٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٥ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥.
(١٥) في « هـ » : « قوله ».
(١٦) هود (١١) : ٧ ؛ الملك (٦٧) : ٢.
« لَيْسَ يَعْنِي (١) أَكْثَرَكُمْ (٢) عَمَلاً ، وَلكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا الْإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللهِ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ (٣) ».
ثُمَّ قَالَ : « الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ ، وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلَا وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ (٤) الْعَمَلُ » ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) (٥) : « يَعْنِي عَلى نِيَّتِهِ ». (٦)
١٤٨٦ / ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٧) قَالَ : « الْقَلْبُ (٨) السَّلِيمُ الَّذِي يَلْقى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ ». قَالَ (٩) : « وَكُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شِرْكٌ أَوْ شَكٌّ (١٠) فَهُوَ سَاقِطٌ ، إِنَّمَا أَرَادُوا (١١) بِالزُّهْدِ (١٢)
__________________
(١) في « ز » : « يعني ليس ».
(٢) هكذا في « ب ، ص ، ف ، هـ ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أكثر ».
(٣) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار : « والخشية ». وقال في الوافي : « ولفظة : والخشية ، بعد قوله : والنيّة الصادقة ، زائدة ، ولعلّها من طغيان قلم النسّاخ ، وليست في بعض النسخ الصحيحة ، ولو صحّت يكون معناها : خشية أن لا تقبل كما مرّ ، وهو غير خشية الله ». وفي المرآة : « أو يقال : النيّة الصادقة ، مبتدأ ، والخشية ، معطوف عليه ، والخبر محذوف ، أي مقرونتان. أو الخشية ، منصوب ليكون مفعولاً معه ».
(٤) في « ص ، هـ ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « هو ». وفي « ف » : « من ».
(٥) الإسراء (١٧) : ٨٤.
(٦) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب النيّة ، ح ١٦٧٩ ؛ وباب الرياء ، ح ٢٥٠٢ ؛ والمحاسن ، ص ٣٣٠ ، كتاب العلل ، ح ٩٤ ؛ وعلل الشرائع ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ ، ح ١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢١٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٩٧ ، من قوله : « والنيّة أفضل من العمل » ؛ وفيه ، ص ٦٠ ، ح ١٢٦ ، من قوله : « قال : الإبقاء على العمل » إلى قوله : « أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّوجلّ » ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦.
(٧) الشعراء (٢٦) : ٨٩.
(٨) في « ز ، هـ ، بس » والوسائل : ـ / « القلب ».
(٩) في البحار : « وقال ».
(١٠) في الوسائل والبحار ، ج ٧٣ والكافي ، ح ١٨٩٧ : « شكّ أو شرك ».
(١١) في « ب ، ج ، د ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » : « أراد ».
(١٢) هكذا في « ب ، د ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والكافي ، ح ١٨٩٧. وفي المطبوع : « الزهد ».
فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ (١) قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ (٢) ». (٣)
١٤٨٧ / ٦. وَ (٤) بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ السُدِّيِّ (٥) :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ (٦) الْإِيمَانَ بِاللهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ أَوْ قَالَ : مَا أَجْمَلَ (٧) عَبْدٌ ذِكْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً ـ إِلاَّ زَهَّدَهُ (٨) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا (٩) ، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَثْبَتَ (١٠) الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ».
ثُمَّ تَلَا (١١) : « ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ) (١٢) ؛ فَلَا تَرى صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلاَّ ذَلِيلاً ، وَ (١٣)
__________________
(١) في « ج » : « ليتفرّغ ». وفي « ص ، هـ » : « ليفرغ ».
(٢) في « ز » : « في الآخرة ». وفي « بس » : « إلى الآخرة ».
(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٨٩٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ». تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٢ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، إلى قوله : « أحد سواه » الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ١٢٧ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٩ ، ح ٧ ؛ وفيه ، ج ٧٣ ، ص ٥٢ ، ح ٢٣ ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ».
(٤) هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ». وفي « ج » والمطبوع : ـ / « و ».
(٥) هكذا في « ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « د » والوافي. وفي « ب ، ج ، د » والمطبوع : « السندي ». وفي « ز » : « السُّندي ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّا لم نجد ـ حسب تتبّعنا ـ السندي في رواة أبي جعفر الباقر عليهالسلام. وأمّا السُّدّيّ ، فقد ذكر الشيخ الطوسي إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفي ـ وهو إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة ، المتوفّى سنة سبع وعشرين ومائة ، أو تسع وعشرين ومائة ـ في أصحاب محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام. راجع : رجال الطوسي ، ص ١٢٤ ، الرقم ١٢٤٧ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ، الرقم ٤٦٢.
هذا وقد أورد صدر الخبر في مستدرك الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٥٩٠١ نقلاً من الكافي وفيه أيضاً : « السُّدّيّ ».
(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « العبد ».
(٧) في « هـ » : « ما أخلص ».
(٨) في « ض » : « أزهده ».
(٩) في شرح المازندراني : « فزهّده فيها وصرف قبله عنها » بدل « زهّده ـ إلى ـ الدنيا ».
(١٠) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فأثبت ». وفي شرح المازندراني : « ويجوز أن يقرأ : أنبت ، بالنون ، فيكون تمثيلاً لزيادتها ونموّها بالإخلاص بإنبات الزرع ونموّه بالماء ؛ لقصد الإيضاح ».
(١١) في « بر » : + / « هذه الآية ».
(١٢) الأعراف (٧) : ١٥٢.
(١٣) في « ف » : ـ / « و ». وفي مرآة العقول والبحار : « أو ».
مُفْتَرِياً (١) عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَلى رَسُولِهِ وَعَلى (٢) أَهْلِ بَيْتِهِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ (٣) إِلاَّ ذَلِيلاً (٤) ». (٥)
١٢ ـ بَابُ الشَّرَائِعِ
١٤٨٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَعْطى مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم شَرَائِعَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى عليهمالسلام التَّوْحِيدَ وَالْإِخْلَاصَ وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَالْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ ، وَ (٦) لَارَهْبَانِيَّةَ ، وَلَا سِيَاحَةَ ، أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ ، وَحَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ (٧) ، وَوَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ (٨) وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ
__________________
(١) في شرح المازندراني : « قوله : ومفترياً ، عطف على صاحب بدعة ، أي فلا ترى مفترياً على الله ، إلى آخره إلاّذليلاً ( وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [ المنافقون (٦٣) : ٨ ] ».
(٢) في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والبحار : ـ / « على ».
(٣) في « ب » : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ». وفي « ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « صلّى الله عليهم ». وفي « ز » : « عليهمالسلام ». وفي « ف » : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ». وفي « هـ » : « صلّى الله عليه وعليهم ».
(٤) في « ص » : ـ / « إلاّ ذليلاً ». وفي الوافي : « لعلّ الوجه في تلاوته عليهالسلام الآية التنبيه على أنّ من كانت عبادته للهعزّوجلّ واجتهاده فيها على وفق السنّة ، بصّره الله عيوب الدنيا ، فزهّده فيها ، فصار بسبب زهده فيها عزيزاً ؛ لأنّ المذلّة في الدنيا إنّما تكون بسبب الرغبة فيها. ومن كانت عبادته على وفق الهوى ، أعمى الله قلبه عن عيوب الدنيا ، فصار بسبب رغبته فيها ذليلاً ؛ فأصحاب البدع لايزالون أذلاّء صغاراً. ومن هنا قال الله عزّوجلّ في متّخذي العجل ما قال ».
(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٨ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٤٠ ، ح ٨.
(٦) في « ب ، ج ، د ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : ـ / « و ».
(٧) في المحاسن : « الخبيثات ».
(٨) أصل الإصر : الضيق والحبس. ويقال للثقل : إصر ؛ لأنّه يأصر صاحبه من الحركة لثقله. وقوله تعالى : ( وَيَضَعُ
عَلَيْهِمْ (١)
ثُمَّ افْتَرَضَ (٢) عَلَيْهِ (٣) فِيهَا الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ (٤) وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ (٥) وَالْمَوَارِيثَ وَالْحُدُودَ وَالْفَرَائِضَ (٦) وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَزَادَهُ (٧) الْوُضُوءَ ، وَفَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالْمُفَصَّلِ (٨) ، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَالْفَيْءَ (٩) ، وَنَصَرَهُ بِالرُّعْبِ (١٠) ، وَجَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ (١١) مَسْجِداً وَطَهُوراً ، وَأَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ (١٢) ، وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ (١٣) ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَسْرَ الْمُشْرِكِينَ وَفِدَاهُمْ (١٤) ، ثُمَّ كُلِّفَ (١٥) مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ (١٦) أُنْزِلَ عَلَيْهِ سَيْفٌ (١٧) مِنَ السَّمَاءِ فِي (١٨) غَيْرِ غِمْدٍ ،
__________________
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) [ الأعراف (٧) : ١٥٧ ] هو مَثَل لثقل تكليفهم ، نحو قتل الأنفس في التوبة. مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٠٨ ( أصر ).
(١) في المحاسن : + / « فعرف فضله بذلك ».
(٢) في « هـ » : + / « الله جلّ وعزّ ».
(٣) في المحاسن : « عليها ».
(٤) في « هـ » : + / « والحلال والحرام ».
(٥) في « هـ » : ـ / « والحلال والحرام ».
(٦) في الوسائل ، ج ١ : ـ / « والحلال والحرام ـ إلى ـ الفرائض ».
(٧) في « هـ ، بر ، بف » : « وزيادة ».
(٨) في الوسائل ، ج ١ : ـ / « وفضله ـ إلى ـ المفصّل ». قال الراغب : « والمفصَّل من القرآن : السبع الأخير ، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار » وقال الشيخ الطبرسي : « أمّا المفصّل فما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن ؛ سمّيت مفصّلاً لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم ». وقال العلاّمة المجلسي : « وأقول : اختلف في أوّل المفصّل ، فقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : من سورة الفتح. وعن النووي : مفصّل القرآن من محمّد إلى آخر القرآن ، وقصاره من الضحى إلى آخره ، ومطوّلاته إلى عمّ ، ومتوسّطاته إلى الضحى ، وفي الخبر : المفصّل : ثمان وستّون سورة ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٣٨ ( فصل ) ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٢ ، مقدّمة الكتاب ؛ مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٩٥.
(٩) في « ف » : + / « والأنفال ».
(١٠) في الوسائل ، ح ٨ : ـ / « ونصره بالرعب ».
(١١) في شرح المازندراني : « الأرض له ».
(١٢) في « ص ، ف ، هـ » : « الأسود والأبيض ».
(١٣) في الوسائل ، ح ٨ : ـ / « وأرسله ـ إلى ـ الإنس ».
(١٤) في « بر » : « فداءهم ».
(١٥) في المحاسن : « كلّفه ».
(١٦) في « ب ، ف ، هـ ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : ـ / « و ».
(١٧) في « ج ، هـ » : « سيفاً ».
(١٨) في « ب » والوافي : « من ».
وَقِيلَ لَهُ : قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَاتُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ (١)». (٢)
١٤٨٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (٣)؟
فَقَالَ : « نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسى وَعِيسى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ » (٤)
قُلْتُ : كَيْفَ صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ (٥)؟
قَالَ : « لِأَنَّ نُوحاً عليهالسلام بُعِثَ بِكِتَابٍ وَشَرِيعَةٍ ، وَكُلُّ (٦) مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ (٧) وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام بِالصُّحُفِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَاكُفْراً بِهِ ، فَكُلُّ (٨) نَبِيٍّ جَاءَ (٩) بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ (١٠) بِشَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْهَاجِهِ وَبِالصُّحُفِ حَتّى جَاءَ مُوسى عليهالسلام بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ الصُّحُفِ ، وَكُلُّ (١١) نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ
__________________
(١) إشارة إلى الآية ٨٤ من سورة النساء (٤) وفيه « فَقاتَلَ » بدل « قاتل ». وفي « هـ » : + / « صلّى الله عليه وعلى أهل بيته المستحفظين وسلّم تسليماً ». وفي المحاسن : + / « عبّاس بن عامر. وزاد فيه بعضهم : فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية ».
(٢) المحاسن ، ص ٢٨٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣١ ، عن أبي إسحاق الثقفي ، عن محمّد بن مروان الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٨ ، ح ١٣٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٨ ، إلى قوله : « وأسر المشركين وفداهم » ؛ وفيه ، ج ٣ ، ص ٣٤٩ ، ح ٣٨٣٨ ؛ وج ٥ ، ص ١١٧ ، ح ٦٠٨٢ ، وفيهما إلى قوله : « الأرض مسجداً وطهوراً ».
(٣) الأحقاف (٤٦) : ٣٥.
(٤) في « ج » : ـ / « عليهم ». وفي « د ، بف » : « صلّى الله عليه وعليهم ». وفي « ف » : « صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليهمالسلام ». وفي « هـ » : « عليهمالسلام أجمعين ». وفي المحاسن : + / « وعلى جميع أنبيائه ورسله ».
(٥) في « ب » : + / « من الرسل ».
(٦) في المحاسن : « فكلّ ».
(٧) في المحاسن : « بكتابه » بدل « بكتاب نوح ».
(٨) في المحاسن : « وكلّ ».
(٩) في « هـ » : + / « من ».
(١٠) في المحاسن : « جاء » بدل « أخذ ».
(١١) في « ب ، د ، ز ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والبحار والمحاسن : « فكلّ ».
مُوسى أَخَذَ بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ (١) وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ الْمَسِيحُ عليهالسلام بِالْإِنْجِيلِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ (٢) شَرِيعَةِ مُوسى وَمِنْهَاجِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ (٣) حَتّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَجَاءَ (٤) بِالْقُرْآنِ وَبِشَرِيعَتِهِ (٥) وَمِنْهَاجِهِ ؛ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ فَهؤُلَاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ عليهمالسلام (٦) ». (٧)
١٣ ـ بَابُ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ
١٤٩٠ / ١. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (٨) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٩) عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ (١٠) ، وَالْحَجِّ ، وَالْوِلَايَةِ (١١) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ
__________________
(١) في الوافي : « وبشريعة ».
(٢) في « ف » : + / « التوراة و ».
(٣) في المحاسن : ـ / « فكلّ نبيّ جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه ».
(٤) في الوافي : ـ / « فجاء ».
(٥) في « هـ » والمحاسن : « وشريعته ».
(٦) في البحار : ـ / « فهؤلاء اولوالعزم من الرسل عليهمالسلام ».
(٧) المحاسن ، ص ٢٦٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٨ ، عن عثمان بن عيسى. الكافي ، كتاب الحجّة ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام ، ح ٤٤١ ، بسند آخر ؛ الخصال ، ص ٣٠٠ ، باب الخمسة ، ح ٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وعيسى ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ». وفي علل الشرائع ، ص ١٢٢ ، ح ٢ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام ، وفي كلّها ( إلاّ المحاسن ) مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٩ ، ح ١٣٣٤ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٨.
(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فضيل ».
(٩) في « ف » : « أبي عبد الله ». وهو سهو ؛ فقد ورد مضمون الخبر عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام في المحاسن ، ص ٢٨٦ ، ح ٤٢٩ ؛ والخصال ، ص ٢٧٧ ، ح ٢١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، ح ٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، ح ٥.
ثمّ اعلم أنّا لم نجد رواية الفضيل ـ وهو ابن يسار ـ عن أبي حمزة في غير هذا الخبر.
(١٠) في « هـ » : « الصيام ». وفي « بس » : « على الصلاة والصيام والزكاة ».
(١١) في الوافي : « الوَلاية ـ بالفتح ـ بمعنى المحبّة والمودّة ، وهي المراد بها في الحديث الآتي ، ولهذا لم يكتف بها
كَمَا (١) نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ». (٢)
١٤٩١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٣) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَجْلَانَ (٤) أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَوْقِفْنِي عَلى حُدُودِ الْإِيمَانِ (٥)
فَقَالَ (٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ (٧) بِهِ (٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَصَلَاةُ (٩) الْخَمْسِ ، وَأَدَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَوَلَايَةُ وَلِيِّنَا ، وَعَدَاوَةُ عَدُوِّنَا ، وَالدُّخُولُ مَعَ الصَّادِقِينَ (١٠) ». (١١)
__________________
حتّى أردفه بقوله : والدخول مع الصادقين. وبالكسر : تولّي الامور ومالكيّة التصرّف فيه ؛ وهو المراد بها هاهنا وفيما يأتي. والنداء بالولاية إشارة إلى حديث يوم الغدير ». وفي مرآة العقول ؛ ج ٧ ، ص ١٠٠ : « الوِلاية ـ بالكسر ـ الإمارة وكونه أولى بالحكم والتدبير ؛ وبالفتح : المحبّة والنصرة. وهنا يحتملهما ».
(١) في « د ، ف » وحاشية « بر » والوسائل والمحاسن : « ما ». وفي حاشية « د » : « مثل ما ».
(٢) المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٤٢٩ ؛ الخصال ، ص ٢٧٧ ، باب الخمسة ، ح ٢١ ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛ الأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، المجلس ٤٢ ، ح ٤ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، المجلس ٥ ، ح ٥ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « والحجّ والولاية » وفي كلّها بسند آخر عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ١٠ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ١.
(٣) في « ب ، ص ، هـ ، بر » وحاشية « بف » : + / « بن عبيد ».
(٤) في « ب » وحاشية « ج ، و، بر » : + / « بن ». وهو سهو ، كما يظهر من ملاحظة الأسناد وكتب الرجال ؛ فقد روى عجلان أبو صالح عن أبي عبد الله عليهالسلام في عددٍ من الأسناد ، وذكر البرقي والكشّي والشيخ الطوسي عجلان أبا صالح في أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛ رجال الكشّي ، ص ٤١١ ، الرقم ٧٧٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٦٢ ، الرقم ٣٧٥١ ؛ وص ٢٦٣ ، الرقم ٣٧٥٢ و ٣٧٥٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ١٣٢.
(٥) في « ف » : « الإسلام ».
(٦) في « هـ » : « قال ».
(٧) في « بر ، بف » والوافي : « بجميع ما جاء ».
(٨) في « ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوسائل والبحار : ـ / « به ».
(٩) كذا في النسخ والمطبوع والوسائل والبحار ، وهو هنا ـ بقرينة السياق ـ مصدر ، وفي الوافي : « صلوات » وعليهفالأولى هو « الصلوات ».
(١٠) في الوافي : « لعلّ المراد بالدخول مع الصادقين متابعة أهل بيت العصمة والطهارة في أقوالهم وأفعالهم ، وهو ناظر إلى قوله سبحانه : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) [ التوبة (٩) : ١١٩ ] ».
(١١) المحاسن ، ص ١٣ ، كتاب القرائن ، ح ٣٨ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٠ ، ح ١ ؛ الخصال ، ص ٤٣٢ ، باب العشرة ،
١٤٩٢ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (١) بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ (٢) : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ (٣) ، وَالْوِلَايَةِ ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا هذِهِ » يَعْنِي الْوَلَايَةَ. (٤)
١٤٩٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ (٥) الْعَرْزَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :
عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام ، قَالَ (٦) : « أَثَافِيُّ (٧) الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ : الصَّلَاةُ ، وَالزَّكَاةُ ، وَالْوِلَايَةُ ، لَاتَصِحُّ (٨) وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلاَّ بِصَاحِبَتَيْهَا (٩) ». (١٠)
__________________
ح ١٥ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧ ، عن هشام بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح ١٥٢٣ الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٩ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤.
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».
(٢) في « ف » : « الخمس ».
(٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « والصوم والحجّ ».
(٤) راجع : ح ١ من هذا الباب ومصادره الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ١ ، إلى قوله : « والصوم والولاية » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢.
(٥) في « ج ، د ، ز ، بس ، بف ، جر » : ـ / « ابن ».
(٦) هكذا في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : + / « قال ».
(٧) « الاثْفيّة » بالضمّ ويكسر : الحجر يوضع عليه القِدْر ، وجمعها : أثافيّ ، ويخفّف. والتشبيه بالأثافي للتنبيه على أنّ الإسلام لا يستقيم ولا يثبت بدونها كالقدر بدون الأثافي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٥٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٥٦ ( أثف ).
(٨) في « ب » : « ولا تصحّ ». وفي « ز » : « لا يصحّ ». وفي « ص ، ف » : « لا تصلح ». وفي « هـ ، بر ، بف » وحاشية « بس » : « لا يصلح ». وفي الوافي : « لا ( تصحّ ـ خ ل ) تصلح ».
(٩) في « ب ، ف » : « بصاحبها ». وفي « ج ، ص ، هـ » : « بصاحبيها ». وفي « د ، بس » والوسائل : « بصاحبتها ».
(١٠) المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٨ ، بسند آخر عن عليّ عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ،
١٤٩٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ (١)، وَالْوَلَايَةِ ».
قَالَ زُرَارَةُ : فَقُلْتُ : وَأَيُّ (٢) شَيْءٍ مِنْ (٣) ذلِكَ أَفْضَلُ؟
فَقَالَ (٤) : « الْوِلَايَةُ أَفْضَلُ ؛ لِأَنَّهَا مِفْتَاحُهُنَّ ، وَالْوَالِي (٥) هُوَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِنَّ ».
قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِي ذلِكَ فِي الْفَضْلِ؟
فَقَالَ (٦) : « الصَّلَاةُ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : الصَّلَاةُ عَمُودُ (٧) دِينِكُمْ ».
قَالَ (٨) : قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِيهَا (٩) فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ : « الزَّكَاةُ ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَهَا بِهَا ، وَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَهَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ (١٠) ».
قُلْتُ : وَالَّذِي (١١) يَلِيهَا (١٢) فِي الْفَضْلِ؟
قَالَ : « الْحَجُّ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (١٣) ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَيْرٌ مِنْ
__________________
ج ٤ ، ص ٩٧ ، ح ١٧٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٧ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٥.
(١) في « ص ، ف ، هـ ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي وفضائل الأشهر الثلاثة : « والصوم والحجّ ».
(٢) في « هـ » والمحاسن : « فأيّ ».
(٣) في « هـ » والمحاسن : ـ / « شيء من ».
(٤) في « هـ ، بس » والبحار وتفسير العيّاشي : « قال ».
(٥) في « ف » : « فالوالي ».
(٦) في « ب » والمحاسن وتفسير العيّاشي : « قال ».
(٧) في الوافي : « عماد ( عمود ـ خ ل ) ».
(٨) في الوسائل ، ح ٢ : ـ / « إنّ رسول الله ـ إلى ـ قال ».
(٩) في « هـ » والمحاسن : « يليه ».
(١٠) في الوسائل ، ح ٢ : ـ / « وقال رسول الله ـ إلى ـ الذنوب ».
(١١) في الوسائل ، ح ٢ والمحاسن وتفسير العيّاشي : « فالذي ».
(١٢) في « هـ » والمحاسن : « يليه ».
(١٣) آل عمران (٣) : ٩٧.
عِشْرِينَ صَلَاةً نَافِلَةً ، وَمَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً أَحْصى فِيهِ أُسْبُوعَهُ وَأَحْسَنَ رَكْعَتَيْهِ ، غَفَرَ اللهُ (١) لَهُ ؛ وَقَالَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ (٢) ».
قُلْتُ : فَمَا ذَا (٣) يَتْبَعُهُ (٤)؟ قَالَ : « الصَّوْمُ ».
قُلْتُ : وَمَا بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذلِكَ أَجْمَعَ؟
قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصَّوْمُ جُنَّةٌ (٥) مِنَ النَّارِ ».
قَالَ : ثُمَّ قَالَ (٦) : « إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ مَا إِذَا (٧) فَاتَكَ لَمْ تَكُنْ (٨) مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ (٩) إِلَيْهِ فَتُؤَدِّيَهُ (١٠) بِعَيْنِهِ ، إِنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالْوِلَايَةَ لَيْسَ يَنْفَعُ (١١) شَيْءٌ (١٢) مَكَانَهَا (١٣) دُونَ أَدَائِهَا ، وَإِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ قَصَّرْتَ (١٤) أَوْ سَافَرْتَ فِيهِ ، أَدَّيْتَ مَكَانَهُ أَيَّاماً غَيْرَهَا (١٥) ، وَجَزَيْتَ (١٦) ذلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْكَ ، وَلَيْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ يُجْزِيكَ مَكَانَهُ غَيْرُهُ ».
__________________
(١) في « ب ، د ، ز ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار والمحاسن وتفسير العيّاشي : ـ / « الله ».
(٢) في الوسائل ، ح ٢ : ـ / « وقال الله عزّ وجلّ ـ إلى ـ ما قال ».
(٣) في « ج ، د ، ز ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » : « بماذا ». وفي حاشية « د ، بر ، بس » والوسائل ، ح ٢ : « ماذا ».
(٤) في « هـ » : « نتبعه ».
(٥) « الجُنّة » : الدِّرع. وكلّ ما وقاك فهو جُنَّتك. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ( جنّ ).
(٦) في شرح المازندراني : ـ / « قال ».
(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والمحاسن : + / « أنت ». قال المازندراني : « الظاهر أنّ لفظ « أنت » زائد ».
(٨) في « ب ، ج ، ف ، هـ ، بف » والمحاسن : « لم يكن ».
(٩) في « ز ، بر » : « يرجع ».
(١٠) في « هـ » : « فيؤدّيه ».
(١١) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي. وفي « بس » : « ليس ينتفع ». وفي المطبوع : « ليس يقع ».
(١٢) في « بس » : « بشيء ».
(١٣) في « هـ » : « شيء ينفع مكانها » بدل « يقع شيء مكانها ».
(١٤) يجوز فيه التخفيف أيضاً. وفي تفسير العيّاشي : « أفطرت ».
(١٥) في « بف » : « غيره ».
(١٦) في « د ، ز ، هـ » والوافي والمحاسن : « وجبرت ». وفي تفسير العيّاشي : « وفديت ».
قَالَ : ثُمَّ قَالَ (١) : « ذِرْوَةُ (٢) الْأَمْرِ وَسَنَامُهُ (٣) وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ وَرِضَا (٤) الرَّحْمنِ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ (٥) ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (٦) أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ (٧) وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وَلَايَةَ وَلِيِّ اللهِ فَيُوَالِيَهُ وَيَكُونَ (٨) جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْهِ (٩) ، مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ (١٠) ، وَلَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ». ثُمَّ قَالَ : « أُولئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ يُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ (١١) ». (١٢)
__________________
(١) في « بس » : + / « إنّ ».
(٢) الذِّروَة ـ بالكسر والضمّ ـ من كلّ شيء : أعلاه. المصباح المنير ، ص ٢٠٨ ( ذرو ).
(٣) سَنام كلّ شيء : أعلاه. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٩٢ ( سنم ).
(٤) في « ج ، د ، هـ ، بر ، بس » : « رضاء ».
(٥) في الكافي ، ح ٤٨٣ : + / « ثمّ قال ».
(٦) النساء (٤) : ٨٠. وفي الوسائل ، ح ٢٩٨ : ـ / « إنّ الله ـ إلى ـ « حَفِيظًا » ».
(٧) في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « صام نهاره وقام ليله ».
(٨) في « ب » والوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « وتكون ». وفي « ز » : « فيكون ».
(٩) في حاشية « د ، ز » : « إليها ».
(١٠) في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « على الله ثواب » بدل « على الله حقّ في ثوابه ».
(١١) في حاشية « بف » : « بفضله ورحمته » وفي الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : ـ / « ثمّ قال ـ إلى ـ رحمته ».
(١٢) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ٤٨٣ ، من قوله : « ذروة الأمر وسنامه » إلى قوله : ( عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) ؛ وفيه ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٢ ، وفيهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى. التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني في ح ٦٢٥٢. فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٧ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » مع قطعة اخرى وهي : « وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصوم جنّة من النار ». المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٠ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ١٨٧٠ ، مرسلاً عن أبي جعفر عليهالسلام ، إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » ؛ وفيه ، ح ١٨٧١ ، مرسلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية فيه : « الصوم جنّة من النار ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٠٩ ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، إلى قوله : « ليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره » الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٩ ، ح ١٦٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ٢ ، إلى قوله : « قلت : فماذا يتبعه؟ قال : الصوم » ؛ وفيه ، ص ١١٩ ، ح ٢٩٨ ، من قوله :
١٤٩٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ ، الَّتِي لَايَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا ، الَّتِي (١) مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْهَا فَسَدَ (٢) دِينُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ (٣) مِنْهُ (٤) عَمَلُهُ ، وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَقُبِلَ (٥) مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ (٦) مِمَّا (٧) هُوَ فِيهِ لِجَهْلِ (٨) شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ (٩)؟
فَقَالَ (١٠) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ (١١) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ (١٢) فِي
__________________
« قال ذروة الأمر وسنامه » ، إلى قوله : « في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان » ؛ وفيه ، ج ٢٧ ، ص ٦٥ ، ح ٣٣٢١٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره » إلى قوله : « ولا كان من أهل الإيمان » ؛ وفيه ، ص ٤٢ ، ح ٣٣١٦٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠.
(١) هكذا في « ب ، هـ ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع وسائر النسخ : « الذي ».
(٢) في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، هـ ، بس ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي : + / « عليه ».
(٣) هكذا في معظم النسخ. وفي « جم » والمطبوع : + / « الله ».
(٤) في « ز » : ـ / « منه ».
(٥) في « هـ » : « ويقبل ».
(٦) في « ب ، ج ، د ، ز ، هـ ، بف » والوافي : « ولم يضرّ به ».
(٧) في مرآة العقول : « في بعض النسخ : فيما ، مكان ممّا ».
(٨) في « ب ، هـ » وتفسير العيّاشي : « بجهل ».
(٩) اتّفق المازندراني والمجلسي في كون « جهله » فعلاً ماضياً صفةً لـ « شيء » ، واختلفا في فاعل « لم يضق » ، فهو عند المازندراني قوله : « جهلُ شيء جَهِلَه من الامور التي هي ليست من الدعائم ». وعند المجلسي قوله : « ممّا هو فيه » ، أو كلمة « شيء » على أن يقرأ « لجهل » بالتنوين ، و « شيء » بالرفع. وقال الفيض في الوافي : « لم يضرّ به » على البناء للمفعول ، و « جهله » فعل ماض ، و « من » في « ممّا » صلة الضرر. أو على البناء للفاعل ، و « جهله » على المصدر فاعله ، و « من » ابتدائيّة ، والجملة معترضة ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٠٩ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٢.
(١٠) في « هـ » وحاشية « بف » : « قال ». وفي البحار : « قال ، فقال ».
(١١) في « ز ، بر ، بس » وتفسير العيّاشي : ـ / « به ».
(١٢) يجوز فيه الجرّ عطفاً على الموصول ، والرفع عطفاً على شهادة ، أو خبراً للزكاة. والزكاة على الأوّل
الْأَمْوَالِ (١) الزَّكَاةُ ، وَالْوَلَايَةُ (٢) الَّتِي أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قَالَ : فَقُلْتُ (٣) لَهُ : هَلْ (٤) فِي الْوَلَايَةِ شَيْءٌ دُونَ شَيْءٍ فَضْلٌ (٥) يُعْرَفُ (٦) لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟
قَالَ : « نَعَمْ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٧) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ مَاتَ وَ (٨) لَايَعْرِفُ (٩) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَكَانَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَكَانَ عَلِيّاً (١٠) عليهالسلام ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : كَانَ (١١) مُعَاوِيَةَ ؛ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ ،
__________________
والثاني بدل عنه. واستبعد المجلسي الثاني ، ثمّ قال : « يمكن أن يقرأ حقّ على بناء الماضي المجهول ».
(١) في « ف » : « الأعمال ».
(٢) في الوافي : « وأراد عليهالسلام بالولاية المأمور بها ـ بالكسر ـ الإمارة وأولويّة التصرّف ». وفي مرآة العقول : « أقول : بل الوَلاية ـ بالفتح ـ بمعنى المحبّة والنصرة والطاعة ، واعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لا يخفى ».
(٣) في « ب ، ج » : « قلت ».
(٤) في « ب ، د ، بس » : ـ / « هل ».
(٥) في « بس » : « فصل » بالمهملة. وفي مرآة العقول ، : « قوله : هل في الولاية شيء ، أقول : هذا الكلام يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون المراد : هل في الإمامة شرط مخصوص وفضل معلوم يكون في رجل خاصّ من آل محمّد بعينه يقتضي أن يكون هو وليّ الأمر دون غيره يعرف هذا الفضل لمن أخذ به ، أي بذلك الفضل وادّعاه وادّعى الإمامة ، فيكون من أخذ به الإمام؟ أو يكون معروفاً لمن أخذ وتمسَّك به وتابع إماماً بسببه ، ويكون حجّته على ذلك؟ فالمراد بالموصول الموالي للإمام.
الثاني : أن يكون المراد به : هل في الولاية دليل خاصّ يدلّ على وجوبها ولزومها فضل؟ أي فضل بيان وحجّة. وربّما يقرأ بالصاد المهملة ، أي برهان فاصل قاطع ، يعرف هذا البرهان لمن أخذ به ، أي بذلك البرهان. والأخذ يحتمل الوجهين ، ولكلّ من الوجهين شاهد في ما سيأتي.
ويمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون قوله : شيء دون شيء ، إشارة إلى الدليل ، وقوله : فضل ، إشارة إلى شرائط الإمامة وإن كان بعيداً.
وحاصل جوابه أنّه لمّا أمر الله بطاعة اولى الأمر مقرونة بطاعة الرسول وبطاعته فيجب طاعتهم ولا بدّ من معرفتهم ، وقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : من مات ولم يعرف إمام زمانه ـ أي من يجب أن يقتدي به في زمانه ـ مات ميتة جاهليّة ، والميتة بالكسر : مصدر للنوع ، أي كموت أهل الجاهليّة على الكفر والضلال ، فدلّ على أنّ لكلّ زمان إماماً لا بدّ من معرفته ومتابعته ».
(٦) في « ف » : « تعرف » أي الإمامة.
(٧) النساء (٤) : ٥٩.
(٨) في « ب ، ج ، د ، هـ ، بس ، بف » والوافي : ـ / « و ».
(٩) في « ص ، ف » : « ولم يعرف ».
(١٠) في « هـ ، بر ، بس ، بف » : « عليّ ». والخبر محذوف.
(١١) في البحار : « وكان ».
ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنَ ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : يَزِيدَ (١) بْنَ مُعَاوِيَةَ وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (٢) ؛ وَلَا سَوَاءَ وَلَا سَوَاءَ (٣) ».
قَالَ (٤) : ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَزِيدُكَ؟ » فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الْأَعْوَرُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « ثُمَّ كَانَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَانَتِ الشِّيعَةُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُمْ لَايَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَفَتَحَ (٥) لَهُمْ ، وَبَيَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى صَارَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ (٦) بَعْدِ مَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى النَّاسِ ، وَهكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ (٧) ، وَالْأَرْضُ لَاتَكُونُ إِلاَّ بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ لَا (٨) يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَأَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِذَا (٩) بَلَغَتْ نَفْسُكَ (١٠) هذِهِ ـ وَأَهْوى (١١) بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْيَا تَقُولُ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ (١٢) ». (١٣)
__________________
(١) في « هـ » : + / « و ». ويجوز فيه وما عطف عليه الرفع والنصب.
(٢) احتمل في مرآة العقول : زيادة حسين بن عليّ من الرواة أو النسّاخ ، واحتمل كونه مبتدأً ، وخبره ـ وهو حيّ ـ محذوفاً ، وقال : « وقد يقرأ حسين بالتنوين فيكون ابن عليّ خبراً ... فالمعنى : وقال آخرون : يزيد بن معاوية والحسين متعارضان ». ثمّ ذكر وجوهاً اخرى أيضاً.
(٣) في « ص ، بر ، بف » والوافي : ـ / « ولا سواء ». وفي « ز » والبحار : + / « ولا سواء » ، أي مرّة ثالثة. وفي الوافي : « أي لا سواء عليّ ومعاوية ، ولا الحسين ويزيد حتّى لا يعرف الفضل ويلتبس الأمر ؛ فهو جواب لقول السائل : يعرف لمن أخذ به ».
(٤) في « هـ » : ـ / « قال ».
(٥) في العيّاشي : « فحجّ ».
(٦) في « بف » : ـ / « من ».
(٧) في المرآة : « أي هكذا يكون أمر الإمامة دائماً مردّداً بين معصوم من أهل البيت بيّن فضله وورعه وعصمته ، وجاهل فاسق بيّن الجهالة والفسق من خلفاء الجور »
(٨) في « ف » : « ولا ».
(٩) هكذا في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « إذ ».
(١٠) في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « نفسه ».
(١١) في « هـ ، بر » وحاشية « بف » : « وأومأ ».
(١٢) في شرح المازندراني : « وهو الإقرار بالولاية ومتابعة وليّ الأمر. وفيه إشارة عظيمة ودلالة واضحة على أنّ المؤمن في جميع أزمنة عمره محتاج إلى الإمام ؛ لأنّه نور قلبه وسبب هدايته ، سيّما وقت الاحتضار ، فإنّ احتجاجه إليه حينئذٍ أشدّ وأقوى ».
(١٣) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٥ ، عن يحيى بن السريّ ، إلى قوله : « والأرض لا تكون إلاّبالإمام ».
أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، مِثْلَهُ.
١٤٩٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ (١)، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ (٢) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ (٣) : الْوِلَايَةِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ ». (٤)
١٤٩٧ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (٥) :
__________________
تفسير فرات ، ص ١٠٩ ، ح ١١١ ، وفيه : « حدّثني إبراهيم بن سليمان معنعناً عن عيسى بن السريّ » إلى قوله : « مات ميتة جاهليّة وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان عليّاً عليهالسلام » وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٩١ ، ح ١٧٠٠ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٧ ، ح ١١.
(١) في البحار : ـ / « عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ». وهو سهوٌ ؛ فقد روى سهل [ بن زياد ] عن [ أحمد بن محمّد ] بن أبي نصر عن مثنّى [ الحنّاط ] في عدّة من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦١٦ ـ ٦١٧ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨.
(٢) في « ص ، هـ ، بر ، بس ، جر » : « الخيّاط ». وهو سهو ؛ فإنّ مثنّى هذا هو المثنّى بن الوليد الحنّاط. فقد وردت رواية الوشّاء عن مثنّى عن عبد الله بن عجلان في الكافي ، ح ١١٠٢ و ١١٠٧. ووردت رواية الحسن بن عليّ الوشّاء عن مثنّى الحنّاط عن عبد الله بن عجلان في الكافي ، ح ١١١٦. والحسن بن عليّ الوشّاء هذا هو الحسن بن عليّ الخزّاز الذي روى كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط عنه. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٤٦٨ ، الرقم ٧٤٨ ؛ وص ١٣٨ ، الرقم ٢٠٢ ؛ رجال النجاشي ، ص ٣٩ ، الرقم ٨٠.
(٣) في « ف » : + / « على ». وفي « هـ » وحاشية « بف » والبحار : + / « دعائم ».
(٤) الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٨ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٨٦ ، ح ٦٥ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٠٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١١ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣١ ، ح ٧.
(٥) هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بف ، جر » والبحار. وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ز ، بس » وحاشية « جر » : « الفضل ». وهو سهو ؛ فقد تقدّم في الكافي ، ح ١٤٩٢ مضمون الخبر عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام.