الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

١٨٧٥ / ١٣. عَنْهُ (١) ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ (٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (٣) عليه‌السلام ، قَالَ (٤) : قَالَ : « التَّوَاضُعُ أَنْ تُعْطِيَ (٥) النَّاسَ مَا تُحِبُّ أَنْ تُعْطَاهُ (٦) ». (٧)

١٨٧٦ / ١٤. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ (٨) : قُلْتُ : مَا حَدُّ التَّوَاضُعِ الَّذِي إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ ، كَانَ مُتَوَاضِعاً؟

فَقَالَ : « التَّوَاضُعُ دَرَجَاتٌ ، مِنْهَا أَنْ يَعْرِفَ الْمَرْءُ قَدْرَ نَفْسِهِ ، فَيُنْزِلَهَا (٩) مَنْزِلَتَهَا (١٠) بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، لَايُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَ (١١) إِلى أَحَدٍ إِلاَّ مِثْلَ مَا يُؤْتى إِلَيْهِ ، إِنْ رَأى سَيِّئَةً‌

__________________

يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٤ ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٣٣٨ ، ح ٧٣ ، من قوله : « يا أبا محمّد إنّ نوحاً » ؛ وج ٤٨ ، ص ١١٥ ، ح ٢٨ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٥.

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى هو عن عليّ بن أسباط ، وقد توسّط بينهما « بعض أصحابنا » أو « عدّة من أصحابنا » في عددٍ من الأسناد ، انظر على سبيل المثال : المحاسن ، ص ٢٠٩ ، ح ٧٥ ؛ وص ٢٢٧ ، ح ١٥٨ ؛ وص ٢٢٩ ، ح ١٦٥ ؛ وص ٢٥٥ ، ح ٢٨٤ ؛ وص ٢٧٤ ، ح ٣٨٠ ؛ وص ٢٧٥ ، ح ٣٨٨ ؛ وص ٢٧٧ ، ح ٣٩٣.

(٢) في « ب ، د ، ز ، بس ، بف ، جر » والوافي : « أصحابنا ».

(٣) هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب والوافي. وفي المطبوع : + / « الرضا ».

(٤) في « ض » : ـ / « قال ».

(٥) في « ز » : « يعطى ».

(٦) في « ز » : « ما يحبّ أن يعطاه ».

(٧) الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ٨ ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٩ ، ح ١٩٢ ، وفيهما بسند آخر عن عليّ بن أسباط ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٧ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٣٦.

(٨) الظاهر أنّ الضمير المستتر في « قال » راجع إلى الحسن بن الجهم ، وهو الذي سأل الإمام عليه‌السلام عن حدّ التواضع. فعليه يحتمل أن يكون السند معلّقاً على السند المذكور إلى الحسن بن الجهم.

هذا ، وقد ورد الخبر ـ باختلاف يسير ـ في مشكاة الأنوار للطبرسي ، ص ٢٢٥ هكذا : عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام سأله عليّ بن سويد المدائني عن التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً ...

(٩) في « ز ، ص » : « فينزّلها ».

(١٠) في « بس » : « منزلها ».

(١١) قال في مرآة العقول : « أن يأتي إليه ، على المعلوم. وكأنّ الظرف فيهما مقدّر ، والتقدير : لا يحبّ أن يأتي إلى‌أحد بشي‌ء إلاّمثل ما يؤتى به إليه ... ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل في الموضعين من قولهم : أتّيت الماء تأتية وتأتّياً ، أي سهّلت سبيله ليخرج إلى موضع. ذكره الجوهري ، لكنّه بعيد ».

٣٢١

دَرَأَهَا (١) بِالْحَسَنَةِ ، كَاظِمُ الْغَيْظِ ، عَافٍ عَنِ النَّاسِ ، وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ». (٢)

٦٠ ـ بَابُ الْحُبِّ فِي اللهِ وَالْبُغْضِ فِي اللهِ‌

١٨٧٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ (٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَحَبَّ لِلّهِ (٤) وَأَبْغَضَ لِلّهِ وَأَعْطى لِلّهِ (٥) ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَ إِيمَانُهُ ». (٦)

__________________

(١) « الدَّرْء » : الدفع. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٨ ( درأ ).

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٢ ، ح ٢٣٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٨ ، من قوله : « التواضع درجات » ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٥ ، ذيل ح ٣٦.

(٣) في السند تحويل ، والطرق إلى ابن محبوب في ظاهر السند أربعة :

الأوّل : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

الثاني : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد.

الثالث : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.

الرابع : عليّ بن إبراهيم ، عن سهل بن زياد ؛ لكنّه لم يثبت رواية عليّ بن إبراهيم عن سهل بن زياد في شي‌ءٍ من أسناد الكافي ، فلا يبعد وقوع خللٍ في السند ، بأن يكون موضع « وسهل بن زياد » بعد « أحمد بن محمّد بن خالد » فيكون الراوي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا. وهذا هو الذي يؤيّده الرجوع إلى أسناد [ الحسن ] بن محبوب في الكافي.

(٤) في حاشية « ض » : « في الله ». وفي المرآة : « في بعض النسخ « في الله » في المواضع ».

(٥) في الزهد : + / « ومنع لله ».

(٦) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٠ ، عن الحسن بن محبوب. الزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٤ ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨١ ، ح ٢٣٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٥ ، ح ٢١٢٤٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٢.

٣٢٢

١٨٧٨ / ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ (١) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ (٢) فِي اللهِ ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ، وَتُعْطِيَ فِي اللهِ ، وَتَمْنَعَ فِي اللهِ ». (٣)

١٨٧٩ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ (٤) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ صَاحِبِ الطَّاقِ ـ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) : وُدُّ الْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ (٦) فِي اللهِ مِنْ أَعْظَمِ شُعَبِ (٧) الْإِيمَانِ ، أَلَا وَ (٨) مَنْ أَحَبَّ فِي اللهِ وَأَبْغَضَ فِي اللهِ وَأَعْطى فِي اللهِ وَمَنَعَ فِي اللهِ (٩) ، فَهُوَ مِنْ أَصْفِيَاءِ اللهِ ». (١٠)

__________________

(١) السند معلّق على سابقه وينسحب إليه الطرق الأربعة المتقدّمة.

(٢) في هامش المطبوع : « في بعض النسخ بصيغة الغائب في الجميع ».

(٣) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٢٨ ، عن ابن محبوب. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٥٧٨ ، المجلس ٨٥ ، ح ١٣ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٠٢ ، ح ١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٥١ ، المجلس ١٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب. الزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٥ ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ تحف العقول ، ص ٣٦٢ ؛ المقنعة ، ص ٣٣ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره ؛ الاختصاص ، ص ٣٦٥ ، مرسلاً عن البراء بن عازب ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في أوّله ، وفيهما إلى قوله : « وتبغض في الله » الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨١ ، ح ٢٣٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٥ ، ح ٢١٢٥٠ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٣.

(٤) السند معلّق على السند الأوّل من الباب ، كما لا يخفى.

(٥) في « ص ، ف » : + / « لأصحابه ». وفي الوسائل : ـ / « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٦) في « ز ، ف ، بس » : ـ / « للمؤمن ».

(٧) « الشعب » : جمع الشعبة ، وهو الطائفة من كلّ شي‌ء والقطعة منه ، والشعبة من الشجرة : الغُصن المتفرّع منها ، وشعب الإيمان : الأعمال والأخلاق التي يقتضي الإيمان الإتيان بها. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٣١٤ ( شعب ) ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٥٨.

(٨) في « ف » : + / « إنّ ».

(٩) في « ف » : ـ / « وأعطى في الله ومنع في الله ».

(١٠) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٢٩ ، عن الحسن بن محبوب. تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨١ ، ح ٢٣٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٢١٢٥١ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٤.

٣٢٣

١٨٨٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ قَدْ أَضَاءَ نُورُ وُجُوهِهِمْ وَ (١) نُورُ أَجْسَادِهِمْ وَنُورُ مَنَابِرِهِمْ (٢) كُلَّ شَيْ‌ءٍ حَتّى يُعْرَفُوا بِهِ ، فَيُقَالُ : هؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ ». (٣)

١٨٨١ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ (٤) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ : أَمِنَ (٥) الْإِيمَانِ هُوَ؟

فَقَالَ : « وَهَلِ الْإِيمَانُ إِلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ ) (٦) (٧)

١٨٨٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٨) ، عَنْ‌

__________________

(١) في المحاسن ، ح ٣٣٩ : ـ / « نور وجوههم و ».

(٢) في الوسائل : + / « على ».

(٣) المحاسن ، ص ٢٦٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٩ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء. ثواب الأعمال ، ص ١٨٢ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام. المحاسن ، ص ٢٦٥ ، ح ٣٣٨ ، عن أبيه مرسلاً عن موسى‌بن جعفر عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : الأمالي للمفيد ، ص ٧٥ ، المجلس ٨ ، ح ١١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨١ ، ح ٢٣٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٢١٢٥٢ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٥ ، ح ٦٤ ؛ وج ٦٩ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٥.

(٤) في الوسائل : « ابن أبي عمير » بدل « حمّاد ». وهو سهو ناشٍ من كثرة روايات عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، كثرةً لايُقاسُ عليها روايات عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.

(٥) في « ز » : « من » بدون همزة الاستفهام.

(٦) الحجرات (٤٩) : ٧.

(٧) المحاسن ، ص ٢٦٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٢٦ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٥٠ ؛ والمحاسن ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٢٧ ، بسند آخر وفيهما : « وهل الدين إلاّ الحبّ » ؛ تفسير فرات ، ص ٤٢٨ ، ح ٥٦٧ ، بسند آخر ، وفيه : « وهل الدين إلاّ الحبّ والبغض » ، وفي الثلاثة الأخيرة عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٢ ، ح ٢٤٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٠ ، ذيل ح ٢١٢٦٤ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٥٢ ؛ وج ٦٩ ، ص ٢٤١ ، ح ١٦.

(٨) في البحار : + / « عن حريز ». وهو سهو ؛ لعدم ثبوت رواية محمّد بن عيسى عن حريز. وما ورد في‌

٣٢٤

أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ـ فِيمَا أَعْلَمُ (١) ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُدْرِكٍ الطَّائِيِّ (٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِأَصْحَابِهِ : أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ؟

فَقَالُوا (٣) : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الصَّلَاةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الزَّكَاةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الصِّيَامُ (٤) ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْجِهَادُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لِكُلِّ مَا قُلْتُمْ فَضْلٌ وَلَيْسَ بِهِ (٥) ، وَلكِنْ أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ ، وَتَوَالِي (٦) أَوْلِيَاءِ اللهِ ، وَالتَّبَرِّي مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ ». (٧)

١٨٨٣ / ٧. عَنْهُ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عُمَرَ (٩) بْنِ جَبَلَةَ الْأَحْمَسِيِّ ، عَنْ أَبِي‌الْجَارُودِ :

__________________

رجال الكشّي ، ص ١٥٠ ، الرقم ٢٤٣ ، من رواية محمّد بن عيسى عن حريز ، الظاهر سقوط « عن عثمان بن عيسى » قبل « عن حريز » ، من السند ، كما يعلم ذلك من رجال الكشّي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٢٦٩. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٣٠ ـ ٤٣١.

(١) في الوسائل : « أعلمه ».

(٢) ورد الخبر في المحاسن لأحمد بن أبي عبدالله البرقي ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٣٥ بنفس السند عن عمرو بن مدرك الطائي. وورد في المحاسن ، ص ١٦٥ ، ح ١٢١ أيضاً ـ مع تفصيل ـ بسند آخر عن عمر بن مدرك أبي عليّ الطائي.

هذا وقد ذُكر في رجال البرقي ، ص ٣٦ : « عمر بن مدرك أبو عليّ الطائي » وفي رجال الطوسي ، ص ٢٥٤ ، الرقم ٣٥٨٣ : « عمر بن مدرك الطائي » في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، والظاهر اتّحاد العنوانين ووقوع التحريف في أحدهما.

(٣) في « ف » : « فقال » ، أي بعضهم.

(٤) في « ب » والوسائل والمحاسن ، ص ٢٦٤ والمعاني : « الصوم ».

(٥) أي ليس بأوثق. وفي « ف » : + / « نقص ».

(٦) في « ب » والمعاني : « وتولّي ».

(٧) المحاسن ، ص ٢٦٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٥ ، عن محمّد بن عيسى ؛ معاني الأخبار ، ص ٣٩٨ ، ح ٥٥ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ... عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ المحاسن ، ص ١٦٥ ، كتاب الصفوة ، ح ١٢١ ، عن عمرو بن مدرك ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. الاختصاص ، ص ٣٦٥ ، مرسلاً عن البراء بن عازب ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. وراجع : تحف العقول ، ص ٥٥ الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٢ ، ح ٢٤٠١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٢١٢٨٤ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٧.

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق.

(٩) في « د » : « عمرو ». والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٣٧ ، وفيه : « محمّد ». والرجل مجهول

٣٢٥

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلى أَرْضِ زَبَرْجَدَةٍ (١) خَضْرَاءَ ، فِي ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ يَمِينِهِ ـ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ـ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَيَاضاً (٢) ، وَأَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، يَغْبِطُهُمْ (٣) بِمَنْزِلَتِهِمْ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، يَقُولُ النَّاسُ : مَنْ هؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ (٤) : هؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ (٥) فِي اللهِ ». (٦)

١٨٨٤ / ٨. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَبِيهِ (٨) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « إِذَا جَمَعَ (٩) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، قَامَ مُنَادٍ فَنَادى (١٠) يُسْمِعُ (١١) النَّاسَ ، فَيَقُولُ : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ؟ » ‌

قَالَ : « فَيَقُومُ عُنُقٌ (١٢) مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : اذْهَبُوا إِلَى الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ».

قَالَ (١٣) : « فَتَلَقَّاهُمُ (١٤) الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : إِلى أَيْنَ؟ فَيَقُولُونَ : إِلَى الْجَنَّةِ بِغَيْرِ‌

__________________

لم نعرفه.

(١) في المحاسن : « زبرجد ».

(٢) في المحاسن : + / « من الثلج ».

(٣) في مرآة العقول : « وربّما يقرأ : يغبّطهم ، على بناء التفعيل ، أي يعدّ أنّهم ذوي غبطة وحسن حال ، أو مغبوطين للناس ». و « الغِبطةُ » : أن تتمنّى مثلَ حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس بحسد. تقول : غَبَطْتُه بما نال أغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٦ ( غبط ).

(٤) في « ز » : « فيقولون ».

(٥) في « ص » : « المحابّون ».

(٦) المحاسن ، ص ٢٦٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٧ ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن جبلة الأحمسي الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٢ ، ح ٢٤٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٧ ، ح ٢١٢٥٣ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٥ ، ح ٦٥.

(٧) في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨) في « ز » : ـ / « عن أبيه ». والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٣٦ عن أبيه ، عن النضر ، عن هشام بن سالم.

(٩) في « ص » : « أجمع ».

(١٠) في حاشية « ف » : « ينادي ». وفي المحاسن : « ينادى بصوت » بدل « فنادى ».

(١١) في حاشية « ض » : « ليسمع ».

(١٢) « العُنُق » : الجَماعة من الناس ، والرُّؤساء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٠ ( عنق ).

(١٣) في « ص » : « وقال ».

(١٤) في « ز » : « فتتلقّاهم ». وفي مرآة العقول : « فتلقّاهم ، على بناء المجرّد ، أو على بناء التفعّل ، بحذف إحدى

٣٢٦

حِسَابٍ ».

قَالَ : « فَيَقُولُونَ (١) : فَأَيُّ (٢) ضَرْبٍ (٣) أَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ (٤)؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ ».

قَالَ : « فَيَقُولُونَ : وَ (٥) أَيَّ شَيْ‌ءٍ كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالُوا : كُنَّا نُحِبُّ فِي اللهِ ، وَنُبْغِضُ فِي اللهِ » قَالَ : « فَيَقُولُونَ : نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ». (٦)

١٨٨٥ / ٩. عَنْهُ (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثٌ (٨) مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ : عِلْمُهُ بِاللهِ ، وَمَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ (٩) يُبْغِضُ ». (١٠)

١٨٨٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحِبُّكُمْ وَمَا يَعْرِفُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَيُدْخِلُهُ‌

__________________

التاءين ، أي تستقبلهم ».

(١) في الوسائل : « ويقولون ».

(٢) في الوسائل : « وأيّ ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « أيّ » بدون الفاء.

(٣) في حاشية « ج ، ض ، ف » والمحاسن : « حزب ».

(٤) في « ب » : « من الناس أنتم ».

(٥) في الوسائل : ـ / « و ».

(٦) المحاسن ، ص ٢٦٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٦ ، عن أبيه ، عن النضر الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٣ ، ح ٢٤٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٧ ، ح ٢١٢٥٤ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٩.

(٧) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨) في الكافي ، ح ٢٢٩٤ : « ثلاثة ».

(٩) في « ب » : ـ / « من ».

(١٠) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٢ ، عن عليّ بن حسّان الواسطي. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح ٢٢٩٤ ، بسند آخر ؛ الجعفريّات ، ص ٢٣١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ؛ صفات الشيعة ، ص ٣٠ ، ح ٤٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ، ح ١٧٥٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٨ ، ح ٢١٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٠.

٣٢٧

اللهُ الْجَنَّةَ بِحُبِّكُمْ ؛ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُبْغِضُكُمْ وَمَا يَعْرِفُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ بِبُغْضِكُمُ النَّارَ ». (١)

١٨٨٧ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِيِّ (٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ (٣) فِيكَ خَيْراً ، فَانْظُرْ إِلى قَلْبِكَ ، فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللهِ وَيُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ (٤) ، فَفِيكَ خَيْرٌ وَاللهُ يُحِبُّكَ ؛ وَإِنْ (٥) كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ (٦) ، فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ (٧) وَاللهُ يُبْغِضُكَ ، وَالْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ». (٨)

١٨٨٨ / ١٢. عَنْهُ (٩) ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْوَاسِطِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبَانٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ رَجُلاً لِلّهِ ، لَأَثَابَهُ اللهُ عَلى (١٠) حُبِّهِ إِيَّاهُ ، وَإِنْ كَانَ الْمَحْبُوبُ فِي عِلْمِ اللهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً أَبْغَضَ (١١) رَجُلاً لِلّهِ ، لَأَثَابَهُ‌

__________________

(١) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣١٠ ؛ وفضائل الشيعة ، ص ٣٩ ، ح ٣٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٩٢ ، ح ٤٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٣ ، ح ٢٤٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٢٨١ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢١.

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بر » : « العزرمي ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٥٧٦.

(٣) في « ب » : ـ / « أنّ ».

(٤) في « ف » : « معصية الله ».

(٥) في « ج ، ص ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : « وإذا ».

(٦) في « ف » : « معصية الله ».

(٧) في المحاسن : « ففيك شرّ » بدل « فليس فيك خير ».

(٨) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣١ ، عن العرزمي ؛ علل الشرائع ، ص ١١٧ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن العرزمي. مصادقة الإخوان ، ص ٥٠ ، ح ٣ ، مرسلاً الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٤ ، ح ٢٤٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٣ ، ح ٢١٣٠٠ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٢.

(٩) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى الخبر في المحاسن ، ص ٢٦٥ ، ح ٣٤٢ عن أبي عليّ الواسطي.

(١٠) في « ص » : « عن ».

(١١) في الوافي : « يبغض ».

٣٢٨

اللهُ عَلى بُغْضِهِ إِيَّاهُ (١) ، وَإِنْ كَانَ الْمُبْغَضُ (٢) فِي عِلْمِ اللهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (٣) ». (٤)

١٨٨٩ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ بَشِيرٍ (٥) الْكُنَاسِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَدْ يَكُونُ حُبٌّ فِي اللهِ وَرَسُولِهِ وَحُبٌّ فِي الدُّنْيَا ، فَمَا كَانَ فِي اللهِ وَرَسُولِهِ ، فَثَوَابُهُ عَلَى اللهِ ؛ وَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا ، فَلَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ (٦) ». (٧)

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « إيّاه ».

(٢) في « ب » وحاشية « ف » : « المبغوض ». وفي « ف » : « المغضوب ».

(٣) في مرآة العقول : « هذا إذا لم يكن مقصّراً في ذلك ولم يكن مستنداً إلى ضلالته وجهالته ، كالذين يحبّون أئمّة الضلالة ويزعمون أنّ ذلك لله ، فإنّ ذلك لمحض تقصيرهم عن تتبّع الدلائل ، واتّكالهم على متابعة الآباء وتقليد الكبراء واستحسان الأهواء ؛ بل هو كمن أحبّ منافقاً يظهر الإيمان والأعمال الصالحة وفي باطنه منافق فاسق ، فهو يحبّه لإيمانه وصلاحه لله ، وهو مثاب بذلك. وكذا الثاني ؛ فإنّ أكثر المنافقين يبغضون الشيعة ويزعمون أنّه لله ، وهم مقصّرون في ذلك كما عرفت. وأمّا من رأى شيعة يتّقي من المخالفين ويظهر عقائدهم وأعمالهم ولم يَرَ ولا سمع منه ما يدلّ على تشيّعه ، فإن أبغضه ولعنه فهو في ذلك مثاب مأجور وإن كان من أبغضه من أهل الجنّة ومثاباً عند الله بتقيّة ، أو كأحد من علماء الشيعة زعم عقيدة من العقائد كفراً ، أو عملاً من الأعمال فسقاً ، وأبغض المتّصف بأحدهما لله ، ولم يكن أحدهما مقصّراً في بذل الجهد في تحقيق تلك المسألة ؛ فهما مثابان ، وهما من أهل الجنّة إن لم يكن أحدهما ضروريّاً للدين ».

(٤) المحاسن ، ص ٢٦٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٤٢ ، عن أبي عليّ الواسطي. الأمالي للطوسي ، ص ٦٢١ ، المجلس ٢٩ ، ح ١٨ ، بسنده عن الحسن بن أبان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « لو أنّ رجلاً أحبّ رجلاً لله‌عزّ وجلّ ، لأثابه الله تعالى على حبّه إيّاه ، وإن كان في علم الله من أهل الجنّة ». مصادقة الإخوان ، ص ٥٠ ، ح ٢ ، مرسلاً الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٤ ، ح ٢٤٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٤ ، ح ٢١٣٠١ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٨ ، ح ٢٣.

(٥) في « ب ، ج » : « بشر ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٦) في المحاسن : + / « ثمّ نفض يده ».

(٧) المحاسن ، ص ٢٦٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٤٤ ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد. وفيه ، ص ١٦٢ ، كتاب الصفوة ، ح ١٠٩ ، بسند آخر عن بشير الدهّان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. مصادقة الإخوان ، ص ٥٠ ، ح ١ ، مرسلاً الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٤ ، ح ٢٤٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٦٨ ، ح ٢١٢٥٦ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٤٩ ، ح ٢٤.

٣٢٩

١٨٩٠ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (٢) ، فَأَفْضَلُهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ ». (٣)

١٨٩١ / ١٥. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا الْتَقى مُؤْمِنَانِ قَطُّ (٥) إِلاَّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا (٦) أَشَدَّهُمَا حُبّاً لِأَخِيهِ (٧) ». (٨)

١٨٩٢ / ١٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ مَنْ لَمْ يُحِبَّ عَلَى الدِّينِ وَلَمْ يُبْغِضْ عَلَى الدِّينِ ، فَلَا دِينَ لَهُ ». (٩)

__________________

(١) هكذا في « د ، ز ، ص ض ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي « ب » والمطبوع : + / « بن‌خالد ».

(٢) في الوافي : « ليلتقيان ».

(٣) المحاسن ، ص ٢٦٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٤ ، عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٥ ، ح ٢٤١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٢٨٣ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٥٠ ، ح ٢٥.

(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٥) في المؤمن : + / « فتصافحا ».

(٦) في المؤمن : + / « إيماناً ».

(٧) في « ض ، بس » : « لصاحبه ».

(٨) المحاسن ، ص ٢٦٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٣٣ ، عن أحمد بن أبي نصر. المؤمن ، ص ٣١ ، ح ٦٠ ، عن صفوان الجمّال ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٥ ، ح ٢٤١١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٢٨٢ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٥٠ ، ح ٢٦.

(٩) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٨٥ ، ح ٢٤١٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٢١٢٨٥ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٥٠ ، ح ٢٧.

٣٣٠

٦١ ـ بَابُ ذَمِّ الدُّنْيَا وَالزُّهْدِ فِيهَا‌

١٨٩٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ الْجَزَرِيِّ (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَثْبَتَ (٢) اللهُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ (٣) بِهَا لِسَانَهُ ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا (٤) ، وَأَخْرَجَهُ مِنَ الدُّنْيَا (٥) سَالِماً إِلى دَارِ السَّلَامِ ». (٦)

١٨٩٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (٧) جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ‌

__________________

(١) هكذا في حاشية « ج ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع والبحار : « الحريري ». وفي « ض ، ف » والوسائل : « الجريري ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ المذكور في كتب الرجال هو الهيثم بن واقد الجزري. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧١ ؛ رجال البرقي ، ص ٤٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٢٠ ، الرقم ٤٧٦٩.

هذا ، وقد أورد ابن إدريس الخبر في مستطرفات السرائر ، ص ٥٩٣ ـ في ضمن حديث ـ نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري.

(٢) في ثواب الأعمال : « أنبت » بالنون ، واحتمله المازندراني في شرحه.

(٣) في ثواب الأعمال : « وانطلق ». وفي الأمالي للطوسي : « وأطلق ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٦٨ : « وقيل : داءها ودواءها ، مجروران بدلا بعض للدنيا ، فالمراد بعيوب دواء الدنيا : شدّتها على النفس وصعوبتها. وربّما يقرأ : دواها ، بالقصر ، بمعنى الأحمق ، أي المبتلى بحبّ الدنيا. ولا يخفى بعده ».

(٥) في الوسائل وثواب الأعمال : « منها » بدل « من الدنيا ».

(٦) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفي ثواب الأعمال ، ص ١٩٩ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٨ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٧ ، ح ٢١٦٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠ ، ح ٢٠٨٢٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٤٨ ، ح ١٩.

(٧) في « ر ، بس » : « القاشاني ».

٣٣١

بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « جُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ».

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَايَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ (٢) حَتّى لَا يُبَالِيَ مَنْ (٣) أَكَلَ الدُّنْيَا ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « حَرَامٌ عَلى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا ». (٤)

١٨٩٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٥) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِنَّ مِنْ أَعْوَنِ (٦) الْأَخْلَاقِ عَلَى الدِّينِ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ». (٧)

١٨٩٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « عن القاسم بن محمّد ». والمتكرّر في الأسناد رواية إبراهيم بن هاشم وعليّ بن محمّد [ القاساني ] عن القاسم بن محمّد [ الإصفهاني ] عن سليمان بن داود [ المنقري ]. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٤ ؛ وص ٣٥٩ ـ ٣٦١ ؛ وص ٣٦٥.

(٢) في « ج ، ز ، ف » وشرح المازندراني والوسائل : ـ / « في قلبه ».

(٣) في « د ، بر ، بس ، بف » : « مَن » بفتح الميم ، وليس في سائر النسخ ما ينافيه. وفي مرآة العقول : « يحتمل أن يكون « من » اسم موصول ، و « أكل » فعلاً ماضياً ، وأن يكون « من » حرف جرّ و « أكل » مصدراً ؛ فعلى الأوّل المعنى أنّه لايعتني بشأن الدنيا بحيث لايحسد أحداً عليها ، ولو كانت لقمة في فم كلب لم يغتمّ لذلك ولم ير ذلك له كثيراً. وعلى الثاني أيضاً يرجع إلى ذلك ، أو المعنى : لايعتني بأكل الدنيا والتصرّف فيها ».

(٤) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٧ ، ح ٢١٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢ ، ح ٢٠٨٣١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٤٩ ، ح ٢٠.

(٥) هكذا في « د ، ز ، ض ، بر ، بف ، جر » والوسائل. وفي « ب ، ج ، ف ، بس » والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.

(٦) في « ز » : « أعوان ».

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٧ ، ح ٢١٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢ ، ح ٢٠٨٣٠ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٠ ، ح ٢١.

٣٣٢

سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ :

أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام عَنِ الزُّهْدِ ، فَقَالَ : « عَشَرَةُ أَشْيَاءَ (١) ، فَأَعْلى دَرَجَةِ الزُّهْدِ أَدْنى دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْوَرَعِ أَدْنى دَرَجَةِ الْيَقِينِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ (٢) الْيَقِينِ أَدْنى دَرَجَةِ (٣) الرِّضَا ، أَلَا وَإِنَّ الزُّهْدَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (٤) ». (٥)

١٨٩٧ / ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ (٦) بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَهُوَ (٧) يَقُولُ : « كُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شَكٌّ أَوْ شِرْكٌ (٨) فَهُوَ سَاقِطٌ ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ (٩) فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ قُلُوبُهُمْ لِلْآخِرَةِ (١٠) ». (١١)

١٨٩٨ / ٦. عَلِيٌّ (١٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١) في حاشية « بر » والوافي : « أجزاء ».

(٢) في حاشية « بر » والوسائل : « درجات ».

(٣) في « ز » وحاشية « بر ، بس ، بف » والوسائل : « درجات ».

(٤) الحديد (٥٧) : ٢٣.

(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح ١٥٨٧ ، إلى قوله : « أدنى درجة الرضا » مع اختلاف يسير. وفي الخصال ، ص ٤٣٧ ، باب العشر ، ح ٢٦ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ٤ ، بسندهما عن القاسم بن محمّد. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه إلى عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، وفيه قطعة منه مع اختلاف وزيادة. تحف العقول ، ص ٢٧٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٤ ، ح ٢٢٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢ ، ح ٢٠٨٣٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٠ ، ح ٢٢.

(٦) في « ز » : « سفينه ». وهو سهو ؛ وسفيان هو سفيان بن عيينة بن أبي عِمران الهلالي. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٩٠ ، الرقم ٥٠٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١١ ، ص ١٧٧ ، الرقم ٢٤١٣.

(٧) في الوسائل والبحار : ـ / « وهو ».

(٨) في الكافي ، ح ١٤٨٦ : « شرك أو شكّ ».

(٩) في « ب » والكافي ، ح ١٤٨٦ : « الزهد » بدون الباء. والباء زائدة.

(١٠) في « ز » : « للُاخوّة ».

(١١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإخلاص ، ح ١٤٨٦ ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٢١٦٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٣ ، ح ٢٠٨٣٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٢ ، ح ٢٣.

(١٢) في « ز » : + / « بن إبراهيم ».

٣٣٣

مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِنَّ عَلَامَةَ (١) الرَّاغِبِ فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ زُهْدُهُ (٢) فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ (٣) الدُّنْيَا ؛ أَمَا إِنَّ زُهْدَ (٤) الزَّاهِدِ فِي هذِهِ الدُّنْيَا لَايَنْقُصُهُ مِمَّا قَسَمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٥) فِيهَا وَإِنْ زَهِدَ (٦) ، وَإِنَّ حِرْصَ الْحَرِيصِ عَلى (٧) عَاجِلِ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ (٨) الدُّنْيَا لَايَزِيدُهُ فِيهَا وَإِنْ حَرَصَ ؛ فَالْمَغْبُونُ مَنْ حُرِمَ (٩) حَظَّهُ مِنَ (١٠) الْآخِرَةِ ». (١١)

١٨٩٩ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ (١٢) ،

__________________

(١) في « ف » : + / « الزاهد ».

(٢) في « ب » والوسائل : « زهد ».

(٣) في « ف ، بر » وحاشية « ج ، ز ، ص » والوافي : + / « الحياة ». و « زهرة الدنيا » : بهجتها ونضارتها وحسنها.

(٤) في « ف » : + / « هذا ».

(٥) في البحار : « له عزّ وجلّ ».

(٦) في الوافي : « وإن زهد ، أي وإن سعى في صرفها عن نفسه. وإن حرص ، أي في تحصيلها. فالمراد بالزهد والحرص الأوّلين القلبيّان ، وبالآخرين الجسمانيّان ».

(٧) في « ض » : « في ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : ـ / « الحياة ».

(٩) في « بر » والوسائل : « غبن ».

(١٠) في « ب » : « عن ».

(١١) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٢١٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١ ، ح ٢٠٨٢٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٢ ، ح ٢٤.

(١٢) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر عدم صحّة « الخثعمي » ، والمظنون كونه زيادة تفسيريّة ادرجت في‌المتن سهواً.

توضيح ذلك : قد وردت في كثير من الأسناد رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن يحيى عن طلحة بن زيد. ومحمّد بن يحيى في مشايخ أحمد بن محمّد بن عيسى مشترك بين محمّد بن يحيى الخثعمي ومحمّد بن يحيى الخزّاز ، والتأمّل في أسناد هذين الراويين يقضي بوجود اختلافٍ ما بين طبقتيهما بحيث يروي الخثعمي في أكثر أسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، لكنّ الخزّاز يروي عن عدّة من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، ولم يثبت روايته عنه عليه‌السلام. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٨٧ ـ ٣٨٨ ؛ وص ٣٩١ ـ ٣٩٣.

هذا ، وقد ذكر النجاشي في ترجمة محمّد بن يحيى الخثعمي أنّه روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وذكره الشيخ الطوسي أيضاً في أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام. وأمّا محمّد بن يحيى الخزّاز ذكر النجاشي أنّه روى عن أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، ولم يرد له ذكر في كتب الطبقات كرجال الشيخ ورجال البرقي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٥٩ ،

٣٣٤

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شَيْ‌ءٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِيهَا (١) جَائِعاً خَائِفاً (٢) ». (٣)

١٩٠٠ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ مَحْزُونٌ ، فَأَتَاهُ مَلَكٌ ، وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ (٤) ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ (٥) ، يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ : افْتَحْ (٦) وَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُنْقَصَ (٧) شَيْئاً عِنْدِي.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الدُّنْيَا دَارُ مَنْ (٨) لَادَارَ لَهُ (٩) ، وَلَهَا (١٠)

__________________

الرقم ٩٦٣ و ٩٦٤ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٩٧ ، الرقم ٤٣٥٨.

فعليه ، الظاهر زيادة « الخثعمي » كما أشرنا إليه. والمراد من محمّد بن يحيى هذا ، هو محمّد بن يحيى الخزّاز ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى الخزّاز عن طلحة بن زيد في الأمالي للصدوق ، ص ٤٢ ، المجلس العاشر ، ح ٨ ؛ علل الشرائع ، ص ٣٢٠ ، ح ١ ؛ ص ٥٣٠ ، ح ٣ ؛ الخصال ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٣ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢٧٠ ، ح ٧ ؛ كما روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن طلحة بن زيد في طريق الصدوق إلى طلحة بن زيد. راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٨٠.

(١) في شرح المازندراني : ـ / « فيها ».

(٢) في « ص » : « خائفاً جائعاً ».

(٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٢١٧١ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٦ ، ح ٦٦ ؛ وج ٧٣ ، ص ٥٣ ، ح ٢٥.

(٤) في « ب » والبحار : « أرض الدنيا ». وفي حاشية « ج » : « الدنيا » بدل « الأرض ».

(٥) في « ب » : ـ / « فقال ـ إلى ـ الأرض ». وفي « ج ، ض » : « الدنيا ».

(٦) في حاشية « ف » : « افتتح ».

(٧) في « ز » والبحار : « أن ينقص ». وفي « بر » : « أن ينتقص ». وفي مرآة العقول : « من غير أن تنقص ، على بناء المجهول ... ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم ، فالمستتر راجع إلى المفاتيح ».

(٨) في « ب » : « لمن ».

(٩) في الوافي : « لعلّ المراد : أنّ الدنيا دار من لا دار له غيرها ، يعني من ليس له في الآخرة نصيب ، فإنّ من كان داره الآخرة لايطمئنّ إلى الدنيا ولا يتّخذها داراً ولايقرّ فيها قراراً. أو المراد أنّ من اتّخذ الدنيا داراً فلا دار له ؛ لأنّها لاتصلح للاستقرار وليست بدار ».

(١٠) في « ف » : « ومالها ».

٣٣٥

يَجْمَعُ (١) مَنْ لَاعَقْلَ لَهُ.

فَقَالَ الْمَلَكُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً (٢) ، لَقَدْ سَمِعْتُ هذَا الْكَلَامَ مِنْ مَلَكٍ يَقُولُهُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ حِينَ أُعْطِيتُ الْمَفَاتِيحَ ». (٣)

١٩٠١ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِجَدْيٍ (٤) أَسَكَّ (٥) ، مُلْقًى عَلى مَزْبَلَةٍ مَيْتاً ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : كَمْ يُسَاوِي هذَا؟ فَقَالُوا : لَعَلَّهُ لَوْ كَانَ حَيّاً لَمْ يُسَاوِ دِرْهَماً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَلدُّنْيَا (٦) أَهْوَنُ (٧) عَلَى اللهِ مِنْ هذَا الْجَدْيِ عَلى أَهْلِهِ ». (٨)

١٩٠٢ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهَا ؛ وَمَنْ أُوتِيَهُنَّ فَقَدْ أُوتِيَ (٩) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ». وَقَالَ : « لَمْ يَطْلُبْ أَحَدٌ الْحَقَّ بِبَابٍ أَفْضَلَ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ ضِدٌّ لِمَا طَلَبَ أَعْدَاءُ الْحَقِّ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِمَّا ذَا (١٠)؟

__________________

(١) في مرآة العقول : « وربّما يقرأ : يجمع ، على بناء الإفعال من العزم والاهتمام ».

(٢) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والبحار : ـ / « نبيّاً ».

(٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٢١٧٣ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٦ ، ح ٦٧ ؛ وج ٧٣ ، ص ٥٤ ، ح ٢٦.

(٤) « الجَدْي » : هو الذَّكر من أولاد المعز ، والانثى عَناق. وقيّده بعضهم بكونه في السنة الاولى. المصباح المنير ، ص ٩٣ ( جدى ).

(٥) « أسكّ » : مصطلَم الاذنين مقطوعهما. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ( سكك ).

(٦) في « ز ، بر » : « الدنيا » بدون اللام.

(٧) في « ف » : « أهوى ».

(٨) الزهد ، ص ١١٧ ، ح ١٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما‌السلام عن جابر ، قال : « مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩١ ، ح ٢١٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٥ ، ح ٢٧.

(٩) في « ف » : + / « خيراً كثيراً ».

(١٠) في الوافي : « ممّا ذا ، أي ممّا ذا طلب أعداء الحقّ مطلوبهم ».

٣٣٦

قَالَ : « مِنَ الرَّغْبَةِ فِيهَا » وَقَالَ : « أَلَا (١) مِنْ صَبَّارٍ كَرِيمٍ ، فَإِنَّمَا (٢) هِيَ أَيَّامٌ قَلَائِلُ ، أَلَا إِنَّهُ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَجِدُوا طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتّى تَزْهَدُوا فِي الدُّنْيَا ».

قَالَ (٣) : وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا تَخَلَّى (٤) الْمُؤْمِنُ مِنَ الدُّنْيَا سَمَا (٥) ، وَوَجَدَ حَلَاوَةَ حُبِّ اللهِ ، وَكَانَ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَأَنَّهُ قَدْ خُولِطَ (٦) ، وَإِنَّمَا خَالَطَ الْقَوْمَ حَلَاوَةُ حُبِّ اللهِ (٧) ، فَلَمْ يَشْتَغِلُوا (٨) بِغَيْرِهِ ».

قَالَ (٩) : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْقَلْبَ إِذَا صَفَا ضَاقَتْ بِهِ الْأَرْضُ حَتّى يَسْمُوَ ». (١٠)

١٩٠٣ / ١١. عَلِيٌّ (١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ‌

__________________

(١) الهمزة في « ألا » للاستفهام ، و « لا » للنفي ، و « من » زائدة لعموم النفي. والمعنى : ألا يوجد صبّار كريم النفس‌يصبر عن الدنيا ويزهد فيها. أو هي « إلاّ » بالتشديد ، استثناء من الرغبة فيها ، أي إلاّمن صبّار كريم فإنّها لا تضرّه ؛ لأنّه يطلبها من طرق الحلال ويصبر عن الحرام ، أو لأنّه يزوي نفسه عنها ويزويها عن نفسه. الأوّل هو الأظهر عند المجلسي ، والثاني هو مختار المازندراني والفيض ، إلاّ أنّ الفيض احتمل الأوّل أيضاً. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٦٠ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٧٦.

(٢) في الوافي والبحار : « وإنّما ». وفي الوافي : « فإنّما هي أيّام قلائل ، هو ترغيب في الزهد وتسهيل لتحصيله ».

(٣) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى عبد الله بن القاسم المذكور في أصل السند. هذا ، وبذلك يعلم مرجع‌الضميرين في « قال وسمعته يقول » الآتية.

(٤) في « ف » : « يخلّى ».

(٥) « سما » : علا وارتفع ، من السموّ بمعنى العلوّ والارتفاع. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٥ ( سما ).

(٦) خولط فلان في عقله مخالطة : إذا اختلّ عقلُه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٤ ( خلط ).

(٧) في الوسائل : ـ / « وكان عند أهل الدنيا ـ إلى ـ حبّ الله ».

(٨) في « ب ، ص » : « فلم يشغلوا ».

(٩) في « د » : « وقال ».

(١٠) الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء ، ح ٤٩ ، بسند آخر ؛ الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمام الرواية فيهما : « إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدين ». الأمالي للطوسي ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلى قوله : « وبصّره عيوبها » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩١ ، ح ٢١٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٣ ، ح ٢٠٨٣٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٥ ، ح ٢٨.

(١١) هكذا في « ب ، ج د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » : + / « بن إبراهيم » وفي « جر » : « عنه » بدل « عليّ ».

٣٣٧

الْقَاسَانِيِّ (١) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (٢) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ (٣) بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ (٤) أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

فَقَالَ (٥) : « مَا مِنْ عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ وَ (٦) مَعْرِفَةِ رَسُولِهِ (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ، وَإِنَّ (٨) لِذلِكَ لَشُعَباً (٩) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَباً (١٠) ، فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ ، وَهِيَ (١١) مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ حِينَ (١٢) أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.

__________________

وفي المطبوع والبحار : + / « [ عن أبيه ] ». وهو سهو ؛ فقد روى عليّ [ بن إبراهيم ] عن أبيه وعليّ بن محمّد [ القاساني ] عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود [ المنقري ] في أسنادٍ عديدة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٣٥٩ ـ ٣٦١ ؛ وص ٣٦٥.

يؤيّد ذلك ورودُ الخبر في الكافي ، ح ٢٥٩٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد جميعاً عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان المنقري ، عن عبدالرّزاق بن همّام ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري محمّد بن مسلم بن عبيدالله.

(١) في « بس » : « القاشاني ».

(٢) في « ب ، ج ، ز ، بر ، بف ، جر » : + / « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ الزهري هذا ، هو محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري ، روى عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وروى عنه مَعْمَر بن راشد الأزْدي. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢٦ ، ص ٤١٩ ، الرقم ٥٦٠٦ ؛ وج ٢٨ ، ص ٣٠٣ ، الرقم ٦١٠٤.

(٣) في « ب ، د » : + / « عن عبيد الله ». وفي « ف » : + / « عن ». وفي « بف » : + / « بن عبيد الله ». وفي الوافي : ـ / « محمّد بن مسلم بن شهاب ».

(٤) في حاشية « ف » : « العمل ».

(٥) في الكافي ، ح ٢٥٩٣ : « قال ».

(٦) في « ف » : « وبعد ».

(٧) في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف » : « رسول الله ».

(٨) في الكافي ، ح ٢٥٩٣ : « فإنّ ».

(٩) في « ض » : « شعباً ». وفي المرآة : « وأنّ لذلك ، أي لبغض الدنيا لشعباً ، أي من الصفات الحسنة والأعمال الصالحة. وهي ضدّ شعب المعاصي ، كالتواضع مع الكبر ، والقنوع مع الحرص ، والرضا بما آتاه الله مع الحسد ».

(١٠) في « ف » : « والمعاصي شعب ».

(١١) في « ج ، ض » : « وهو ». وفي الكافي ، ح ٢٥٩٣ : ـ / « وهي ».

(١٢) في حاشية « ف » : « حيث ».

٣٣٨

وَالْحِرْصُ (١) ، وَهِيَ (٢) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَ حِينَ (٣) قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمَا : ( فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (٤) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا (٥) إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ (٦) عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ (٧) ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.

ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَ (٨) الثَّرْوَةِ ، فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ (٩) ، وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ». (١٠)

١٩٠٤ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا إِضْرَاراً بِالْآخِرَةِ ،

__________________

(١) في « ب ، بس » وحاشية « د ، بر » والكافي ، ح ٢٥٩٣ والوافي ، ح ٣٢٣٨ : « ثمّ الحرص » بدل « والحرص ».

(٢) في « ب » : « وهو ».

(٣) في حاشية « ف » : « حيث ».

(٤) الأعراف (٧) : ١٩.

(٥) في حاشية « ف » : « لهما ».

(٦) في المرآة : « فدخل ذلك ، أي الحرص ، أو أخذ ما لاحاجة به إليه ».

(٧) في « ف » : + / « به ».

(٨) في « ج » ومرآة العقول والبحار : « وحبّ ».

(٩) في المرآة : « دنيا بلاغ ، أي تبلغ به إلى الآخرة ويحصل بها مرضاة الربّ تعالى ، أو تكون بقدر الضرورةوالكفاف ؛ فالزائد عليها ملعونة ، أي ملعون صاحبها ، فالإسناد على المجاز ؛ أو هي ملعونة ، أي بعيدة من الله ومن الخير والسعادة ».

(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حبّ الدنيا والحرص عليها ، ح ٢٥٩٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد. الخصال ، ص ٢٥ ، باب الواحد ، ح ٨٧ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام. مصباح الشريعة ، ص ١٣٧ ، الباب ٦٤ ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمام الرواية فيهما : « حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة » الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٢ ، ح ٢١٧٦ ؛ وج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٩ ، ح ٢٩.

٣٣٩

وَفِي طَلَبِ الْآخِرَةِ إِضْرَاراً بِالدُّنْيَا ، فَأَضِرُّوا بِالدُّنْيَا ؛ فَإِنَّهَا أَحَقُّ (١) بِالْإِضْرَارِ ». (٢)

١٩٠٥ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٣) ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : حَدِّثْنِي بِمَا (٤) أَنْتَفِعُ بِهِ.

فَقَالَ (٥) : « يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ (٦) إِلاَّ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا ». (٧)

١٩٠٦ / ١٤. عَنْهُ (٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ دَاوُدَ الْأَبْزَارِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « مَلَكٌ يُنَادِي (٩) كُلَّ يَوْمٍ : ابْنَ آدَمَ ، لِدْ لِلْمَوْتِ ، وَاجْمَعْ لِلْفَنَاءِ ، وَابْنِ لِلْخَرَابِ ». (١٠)

__________________

(١) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وفي « ب » والمطبوع : « أولى ». وفي المرآة : « ويؤمي إلى أنّ المذموم من الدنيا ما يضرّ بأمر الآخرة ، فأمّا ما لايضرّ به كقدر الحاجة في البقاء والتعيّش فليس بمذموم ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٢ ، ح ٢١٧٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦١ ، ح ٣٠.

(٣) هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، بس ، بف ، جر ». وفي « ب ، د ، بر » والمطبوع : « الخزّاز ». وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥ ، أنّ الصواب في لقب أبي أيّوب هذا ، هو الخرّاز.

(٤) في الكافي ، ح ٤٧٥٧ : « ما ».

(٥) في « بر » : « قال ».

(٦) في الكافي ، ح ٤٧٥٧ : « ذكره إنسان » بدل « إنسان ذكر الموت ».

(٧) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح ٤٧٥٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أيّوب ، عن أبي عبيدة ؛ الزهد ، ص ١٤٩ ، ح ٢١٤ ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢١٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٣٤ ، ح ٢٥٦٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦٤ ، ح ٣١.

(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(٩) في « د » والوافي : + / « في ».

(١٠) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح ٤٧٥٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ؛ الزهد ، ص ١٤٨ ، ح ٢١٣ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن. قرب الإسناد ، ص ٣٩ ، ح ١٢٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام. الاختصاص ، ص ٢٣٤ ، مرسلاً عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف

٣٤٠