الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ (١) : الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ ، وَالْوَلَايَةِ (٢) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ مَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ يَوْمَ الْغَدِيرِ ». (٣)

١٤٩٨ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : حَدِّثْنِي عَمَّا بُنِيَتْ عَلَيْهِ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ إِذَا أَنَا (٤) أَخَذْتُ بِهَا زَكا عَمَلِي ، وَلَمْ يَضُرَّنِي جَهْلُ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُ (٥)

فَقَالَ (٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ (٧) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ فِي الْأَمْوَالِ مِنَ (٨) الزَّكَاةِ ، وَالْوَلَايَةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ (٩) رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : مَنْ مَاتَ وَ (١٠) لَايَعْرِفُ (١١) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١٢) فَكَانَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ صَارَ مِنْ بَعْدِهِ الْحَسَنُ (١٣) ، ثُمَّ (١٤) مِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ (١٥) ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ هكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ ؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَصْلُحُ إِلاَّ بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ‌

__________________

(١) في « ب ، د ، بر ، بس » وحاشية « ج » والبحار : + / « الولاية و ». وفي « ف » : + / « على ». وفي « هـ » : « خمسة ».

(٢) في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ / « والولاية ».

(٣) راجع : الأمالي للطوسي ، ص ٥١٨ ، المجلس ١٨ ، ح ٤١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ذيل ح ١٠ ؛ البحار ، ج ٦٥ ، ص ٣٣٢ ، ح ٨.

(٤) في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس » : ـ / « أنا ».

(٥) في « هـ » : « بعدها به ».

(٦) في « هـ » : « قال ».

(٧) في « د ، بس » : ـ / « به ».

(٨) في الوافي : ـ / « من ».

(٩) في « هـ » : « وأنّ ».

(١٠) في « ب ، ج ، د ، هـ ، بر ، بس ، بف » : ـ / « و ».

(١١) في حاشية « ف » : « ولم يعرف ».

(١٢) النساء (٤) : ٥٩.

(١٣) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسن ».

(١٤) في « ج » : + / « صار ».

(١٥) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسين ».

٦١

لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ (١) أَحْوَجُ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِلى مَعْرِفَتِهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ (٢) هَاهُنَا ـ قَالَ (٣) : وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ ـ يَقُولُ حِينَئِذٍ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ ». (٤)

١٤٩٩ / ١٠. عَنْهُ (٥) ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ (٦) ، هَلْ تَعْرِفُ مَوَدَّتِي لَكُمْ ، وَانْقِطَاعِي إِلَيْكُمْ ،

__________________

(١) في « ب » : + / « قال ».

(٢) في « هـ » : + / « إلى ».

(٣) في « ف ، هـ » : ـ / « قال ».

(٤) المحاسن ، ص ٩٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٤٦ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري أبي اليسع ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه » ؛ المحاسن ، ص ١٥٤ ، كتاب الصفوة ، ح ٧٩ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اليسع عيسى بن السري ، من قوله : « إنّ الأرض لاتصلح إلاّ بإمام » ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري اليسري ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه ». راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى ... ، ح ٩٧٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠١.

(٥) روى في الكافي ، ح ١٢٢٨١ ، عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن أبي الجارود. فيبدو في بادى النظر رجوع الضمير في ما نحن فيه إلى حمّاد بن عثمان في السند السابق ، لكنّ الظاهر أنّه لا يمكن الاعتماد على الكافي المطبوع ؛ فقد ورد في بعض نسخه المعتبرة « الجارود » وفي بعضها الآخر « جارود » بدل « أبي الجارود ». ويؤيّد ذلك ما ورد في التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٠٩ ، ح ٤٧٦ ؛ والوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٣٥ ، ح ٣٢٠٥٦ ـ نقلاً من الكافي ـ من « جارود » بدل « أبي الجارود ». وجارود هو جارود بن المنذر أبوالمنذر الكندي. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤ ؛ رجال البرقي ، ص ١٥ ؛ وص ٤٢.

هذا ، ولم نجد رواية حمّاد ـ وهو ابن عثمان ـ عن أبي الجارود ـ وهو زياد بن المنذر ـ في موضع.

ثمّ إنّ الظاهر رجوع الضمير إلى عيسى بن السريّ في السند المتقدّم ؛ فقد وردت رواية أبي اليسع عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في التوحيد ، ص ٤٥٧ ، ح ١٣. وأبو اليسع هو عيسى بن السريّ ، كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً من الحديث السادس وذيله ، وكذا من المحاسن ، ص ٩٢ ، ح ٤٦ ، وعنه في ثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، وص ١٥٤ ، ح ٧٩. وانظر أيضاً : رجال البرقي ، ص ٣٠ ؛ رجال الكشّي ، ص ٤٢٤ ، الرقم ٧٩٩ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٥٢٣.

فعليه في السند تعليق ، ويكون أصله هكذا ؛ عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السريّ ، عن أبي الجارود.

(٦) في « هـ » : + / « عليك السلام ».

٦٢

وَمُوَالَاتِي إِيَّاكُمْ؟ قَالَ (١) : فَقَالَ : « نَعَمْ ».

قَالَ (٢) : فَقُلْتُ (٣) : فَإِنِّي (٤) أَسْأَلُكَ (٥) مَسْأَلَةً تُجِيبُنِي فِيهَا (٦) ؛ فَإِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ ، قَلِيلُ الْمَشْيِ ، وَلَا أَسْتَطِيعُ (٧) زِيَارَتَكُمْ كُلَّ حِينٍ؟ قَالَ (٨) : « هَاتِ (٩) حَاجَتَكَ ».

قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِدِينِكَ الَّذِي تَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ ؛ لِأَدِينَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ ، قَالَ (١٠) : « إِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ (١١) الْخُطْبَةَ (١٢) فَقَدْ (١٣) أَعْظَمْتَ الْمَسْأَلَةَ ، وَاللهِ لَأُعْطِيَنَّكَ دِينِي وَدِينَ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (١٤) ، شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ (١٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْإِقْرَارَ بِمَا جَاءَ بِهِ (١٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةَ لِوَلِيِّنَا ، وَالْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ، وَانْتِظَارَ قَائِمِنَا ، وَالِاجْتِهَادَ ، وَالْوَرَعَ ». (١٧)

١٥٠٠ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « هـ » : ـ / « قال ».

(٢) في « بر » : ـ / « قال ».

(٣) في « ج ، ز ، ف ، هـ » والوافي : « قلت ».

(٤) في « ب ، بر » : « إنّي ».

(٥) في « ص ، ف ، هـ » : + / « عن ».

(٦) في « بس » : « بها ».

(٧) في « بس » والبحار : « لا أستطيع » بدون الواو. وفي « ص » : « فلا أستطيع ».

(٨) في « هـ » : « فقال ».

(٩) في « بس » : « فأت ».

(١٠) في « هـ » : « فقال ».

(١١) في « هـ » : + / « في ». وفي « بر » : « قصرت » بالتخفيف. وفي « بف » : « قصّرت » بالتشديد.

(١٢) في « د » : « الخِطبة » بكسر الخاء. وفي مرآة العقول : « الظاهر أنّ الخُطبة ـ بضمّ الخاء ـ أي ما يتقدّم من الكلام المناسب قبل إظهار المطلوب. ومنهم من قرأ : الخِطبة ، بالكسر ، مستعارة من خِطبة النساء ، وهو تكلّف ». وفي الوافي : « لعلّه أراد بالخُطبة ما مهّده قبل السؤال. وإقصاره إيّاه اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان وإعلام ».

(١٣) في « ج ، ف ، بس » وحاشية « د » : « قد ».

(١٤) في « ج » : ـ / « به ».

(١٥) في « د » : ـ / « الله ».

(١٦) في « ب ، د ، ف ، بس » والبحار : ـ / « به ».

(١٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠٢ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٤ ، ح ١٥.

٦٣

سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ (١) لَهُ (٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي (٣) عَنِ الدِّينِ الَّذِي افْتَرَضَ (٤) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ مَا (٥) لَايَسَعُهُمْ جَهْلُهُ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ غَيْرُهُ : مَا هُوَ؟

فَقَالَ : « أَعِدْ عَلَيَّ » فَأَعَادَ عَلَيْهِ (٦) ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ » ثُمَّ سَكَتَ قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ (٧) : « وَالْوَلَايَةُ » مَرَّتَيْنِ.

ثُمَّ قَالَ : « هذَا الَّذِي فَرَضَ (٨) اللهُ عَلَى الْعِبَادِ ، لَايَسْأَلُ (٩) الرَّبُّ الْعِبَادَ (١٠) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولَ : أَلاَّ زِدْتَنِي عَلى مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ (١١) ، وَلكِنْ مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ (١٢) ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سَنَّ سُنَناً (١٣) حَسَنَةً جَمِيلَةً يَنْبَغِي لِلنَّاسِ الْأَخْذُ بِهَا ». (١٤)

١٥٠١ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١٥) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ (١٦) الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) في حاشية « ف » : « فيقول ».

(٢) في « د » : ـ / « له ».

(٣) في الوسائل : ـ / « فقال له : جعلت فداك ، أخبرني ».

(٤) في « ص » : + / « من ».

(٥) بدل ، أو عطف بيان للدين ، أو مبتدأ.

(٦) في الوسائل : ـ / « فقال : أعد عليّ ، فأعاد عليه ».

(٧) في الوسائل : ـ / « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال ».

(٨) في « هـ » : « افترض ».

(٩) هكذا في « ب ، ج ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولايسأل ».

(١٠) في « هـ » : « العبد ». وهذا أنسب بقوله : « ألاّ زدتني ».

(١١) في البحار : « عليكم ».

(١٢) في « هـ » : + / « الكريم ».

(١٣) في « ج ، ف » : « سنّةً ».

(١٤) راجع : تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧ الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١٢ ، إلى قوله : « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال : والولاية » ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٥ ، ح ١٦.

(١٥) في هامش المطبوع : « في بعض النسخ : الحسين بن عليّ ، وفي بعضها : عليّ بن محمّد ». وكلاهما سهوٌ ؛ فقدروى الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ـ ٣٤٧.

(١٦) في حاشية « بف » والوافي : « يزيد » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

٦٤

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ عَلى خَلْقِهِ خَمْساً ، فَرَخَّصَ فِي أَرْبَعٍ (١)، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي وَاحِدَةٍ ». (٢)

١٥٠٢ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ (٣) ، فَقَالَ لَهُ (٤) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هذِهِ صَحِيفَةُ مُخَاصِمٍ (٥) يَسْأَلُ (٦) عَنِ الدِّينِ الَّذِي يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، هذَا الَّذِي أُرِيدُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (٧) ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ (٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِنَا ، وَالْوَرَعُ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَانْتِظَارُ قَائِمِنَا ؛ فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِذَا شَاءَ اللهُ جَاءَ بِهَا (٩) ». (١٠)

١٥٠٣ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

__________________

(١) في الوافي : « لعلّ الرخصة في الأربع سقوط الصلاة عن فاقد الطهورين ، والزكاة عمّن لم يبلغ ماله النصاب ، والحجّ عمّن لم يستطع ، والصوم عن الذين لايطيقونه ».

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٨ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩.

(٣) في الأمالي : + / « مسائل شبه الخصومة ».

(٤) في « بس » : ـ / « له ».

(٥) في مرآة العقول : « مخاصم ، أي مناظر مجادل سائل. وفي بعض النسخ : سأل ، أي فيها. ويحتمل على هذه‌النسخة أن يكون مخاصم اسم رجل ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « سأل ». وفي الوافي : « وفي بعض النسخ : سل ، فعل أمر ؛ يعني لا تناظرني بل سل من غير تعنّت ، وهو أوضح ». وفي مرآة العقول : « أقول : ما رأيت هذه النسخة وفي وضوحه خفاء ».

(٧) في « ف » : « رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٨) في « ج » : + / « به ».

(٩) في « بس » : « الله ».

(١٠) الأمالي للطوسي ، ص ١٧٩ ، المجلس ٧ ، ح ١ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٤ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢ ، ذيل ح ٢.

٦٥

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ـ فَقُلْتُ لَهُ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٢) ، مَا حَوَّلَكَ إِلى هذَا الْمَنْزِلِ؟ قَالَ (٣) : « طَلَبُ النُّزْهَةِ » (٤) فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَا أَقُصُّ عَلَيْكَ دِينِي؟ فَقَالَ : « بَلى ».

قُلْتُ : أَدِينُ اللهَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (٥) ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٦) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْوَلَايَةِ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ (٧) ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ (٨) أَجْمَعِينَ ـ وَأَنَّكُمْ أَئِمَّتِي ، عَلَيْهِ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وأَدِينُ اللهَ بِهِ.

__________________

(١) في « ب » والمحاسن : ـ / « له ».

(٢) في الوسائل ، ح ١٥٢٦١ : ـ / « له : جعلت فداك ».

(٣) في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : « فقال ».

(٤) النُّزْهة » : اسم من التنزّه ، بمعنى التباعد ، والمراد ـ على ما قاله العلاّمة المازندراني ـ هو البعد عن الخلق ، أو المراد بها بُعد الخاطر عن الهمّ والحزن ؛ لكون مكانه نزهاً فيه سعة وماء وكلأ وخضر. أو اسم من التنزّه ، بمعنى الخروج إلى البساطين والخضر والرياض ، وقال ابن السكّيت : هو ممّا يضعه الناس في غير موضعه ، وقال الفيروزآبادي : هو غلط قبيح ، وقال أبوعبيدة : « ذهب أهل العلم في قول الناس : خرجوا يتنزّهون إلى البساتين ، أنّه غلط ، وهو عندي ليس بغلط ؛ لأنّ البساتين في كلّ بلد إنّما تكون خارج البلد ، فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت ، ثمّ كثر هذا حتّى استعملت النزهة في الخضر والجنان ».

وقال العلاّمة المجلسي : « وأقول : كفى باستعماله في هذا المعنى ظاهراً ، شاهداً على صحّته ، بل فصاحته ... مع أنّهم عليهم‌السلام قد كانوا يتكلّمون بعرف المخاطبين ومصطلحاتهم تقريباً إلى أفهامهم ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٠١ ( نزه ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١١٨.

(٥) في الوسائل ، ح ٤ : « رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٦) في الوسائل ، ح ٤ : ـ / « وأنّ الساعة ـ إلى ـ القبور ».

(٧) في « بف » : « بعد ».

(٨) في « ب ، ص ، ف » : « عليكم ».

٦٦

فَقَالَ : « يَا عَمْرُو ، هذَا (١) وَاللهِ دِينُ اللهِ وَدِينُ آبَائِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ، فَاتَّقِ اللهَ ، وَكُفَّ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، وَلَا تَقُلْ : إِنِّي هَدَيْتُ نَفْسِي ، بَلِ اللهُ هَدَاكَ ، فَأَدِّ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ عَلَيْكَ ، وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا أَقْبَلَ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ (٢) ؛ وَإِذَا أَدْبَرَ طُعِنَ فِي قَفَاهُ (٣) ، وَلَا تَحْمِلِ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ (٤) ؛ فَإِنَّكَ أَوْشَكَ ـ إِنْ (٥) حَمَلْتَ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ ـ أَنْ يُصَدِّعُوا (٦) شَعَبَ (٧) كَاهِلِكَ ». (٨)

١٥٠٤ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ (٩) : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِالْإِسْلَامِ (١٠) : أَصْلِهِ (١١) وَفَرْعِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » قُلْتُ (١٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ (١٣) : « أَمَّا أَصْلُهُ فَالصَّلَاةُ ، وَفَرْعُهُ الزَّكَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ‌

__________________

(١) في « بر ، بف » : « هذه ».

(٢) في « بر » : « عينيه ».

(٣) في شرح المازندراني : « هذا في الحقيقة أمر بحسن المعاشرة مع الخلق وبالتقيّة في موضعها ، أي كن بحسن صفاتك ممّن يمدحه الناس في حضوره وغيبته ، ولاتكن بشرارة ذاتك وقبح صفاتك ممّن يذمّونه فيهما. وفيه دلالة على وجوب التجنّب عن المطاعن بقدر الإمكان ».

(٤) في مرآة العقول : « أي لا تسلّط الناس على نفسك بترك التقيّة ، أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرّر بذلك ». و « الكاهل » : مقدّم أعلى الظهر ما يلي العُنُق ، وهو الثلث الأعلى ، وفيه ستُّ فقرات. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٤٣ ( كهل ).

(٥) في « ص ، ف » : « إذا ».

(٦) « الصَّدْع » : الشَّقّ. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤١ ( صدع ).

(٧) « الشَعَب » بالتحريك : بُعد ما بين المنكبين. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( شعب ).

(٨) المحاسن ، ص ٦٢٢ ، كتاب المرافق ، ح ٦٨ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛ رجال الكشّي ، ص ٤١٨ ، ح ٧٩٢ ، وفيهما بسند آخر عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٥ ، ح ١٧٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥ ، ح ٤ ، من قوله : « ألا أقصّ عليك ديني » إلى قوله : « والولاية لمحمّد بن عليّ » ؛ وفيه ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ذيل ح ٦٧٣٣ ؛ وج ١١ ، ص ٤٦٠ ، ح ١٥٢٦١ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٦ ، ذيل ح ٧.

(٩) في المحاسن : + / « قال ».

(١٠) في « ج ، ز ، ص » والمحاسن : « بأصل الإسلام ».

(١١) في « ج » : ـ / « أصله ».

(١٢) في المحاسن : « قال : قلت ».

(١٣) في « ص » : « فقال ».

٦٧

الْجِهَادُ (١)».

ثُمَّ (٢) قَالَ : « إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ (٣) ، قَالَ : « الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ (٤) ، وَالصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِيئَةِ ، وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِذِكْرِ (٥) اللهِ ». ثُمَّ قَرَأَ : ( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) (٦) (٧)

١٤ ـ بَابُ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ (٨) وَأَنَّ الثَّوَابَ عَلَى الْإِيمَانِ‌

١٥٠٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنِ الْقَاسِمِ (٩) الصَّيْرَفِيِّ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي : « إنّما صارت الصلاة أصل الإسلام ، لأنّ الإسلام بدونها لايثبت على ساق ؛ وإنّما صارت الزكاة فرع الإسلام ، لأنّها بدونه لاتصحّ ولاتقبل ؛ وإنّما صار الجهاد ذروة سنامه ، لأنّه فوق كلّ برّ ، كما ورد في الحديث ». وفي المرآة : « ذروة سنامه ، الإضافة بيانيّة أو لاميّة ؛ إذ للسنام الذي هو ذروة البعير ذروة أيضاً هي أرفع أجزائه ». وفي الزهد : « وأمّا ذِروته وسنامه فالجهاد » بدل « وذروة سنامه الجهاد ».

(٢) في المحاسن والزهد : ـ / « ثمّ ».

(٣) في الوسائل : ـ / « جعلت فداك ».

(٤) في « ج ، ز ، ص ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : ـ / « من النار ».

(٥) في « ج ، ف ، بف » والبحار : « يذكر ».

(٦) السجدة (٣٢) : ١٦.

(٧) المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ص ٤٣٥ ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ؛ الزهد ، ص ٧٣ ، ح ٢٦ ، عن عليّ بن النعمان ، إلى قوله : « وذروة سنامه الجهاد » ؛ التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٨ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٤ ؛ والكافي ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٦ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٧٥ ، مرسلاً عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة إلى قوله : « الصوم جنّة من النار ». وفي كلّ المصادر ( إلاّ المحاسن ، ح ٤٣٥ والزهد ) مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٦ ، ح ١٧٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « قال : الصوم جنّة » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٦ ؛ وفيه ، ج ٨٧ ، ص ١٢٤ ، من قوله : « إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ».

(٨) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » ومرآة العقول. وفي « بف » والمطبوع : + / « وتُؤدّى به الأمانة ».

(٩) في « ج » : + / « بن ». والقاسم هذا ، هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي شريك المفضّل بن عمر. راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٧١ ، الرقم ٣٩٠٦.

٦٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى (١) بِهِ الْأَمَانَةُ (٢) ، وَتُسْتَحَلُّ (٣) بِهِ الْفُرُوجُ (٤) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ». (٥)

١٥٠٦ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ إِقْرَارٌ وَعَمَلٌ ، وَالْإِسْلَامُ إِقْرَارٌ بِلَا عَمَلٍ ». (٦)

١٥٠٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٧) فَقَالَ لِي (٨) : « أَلَاتَرى أَنَّ الْإِيمَانَ غَيْرُ الْإِسْلَامِ؟ ». (٩)

__________________

(١) في « ف ، بس » والمحاسن : « ويؤدّى ».

(٢) في الوافي : « إن قيل : أداء أمانة الكافر أيضاً واجب ، فلم خصّ بالمسلم؟ قلنا : إنّما يجب أداء أمانة الكافر إذا صار في حكم المسلم بالذمّة ». وفي شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٧١ : « كأنّ المراد أنّ أداءها إلى أهل الإسلام أوكد ، أو أنّه ممّا يحكم به أهل الإسلام ، وإلاّ فظاهر الآية والروايات الكثيرة أنّ أداء أمانة الكافر وإن كان حربيّاً واجب أيضاً. واحتمال إرادة أنّه يحفظ به ماله كما يحقن به دمه ، أو يحفظ به أمانه للحربيّ أظهر ». وراجع : مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٢٤.

(٣) في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والمحاسن : « ويستحلّ ».

(٤) في المحاسن : « الفرج ».

(٥) المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن القاسم الصيرفي ، عن شريك المفضّل الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ح ٢٦٣٣٧ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

(٦) تحف العقول ، ص ٢٩٧ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٣٧٠ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وتمام الرواية في الأخير : « الإيمان إقرار وعمل ونيّة والإسلام إقرار وعمل » الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٨٠ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٥ ، ح ٤.

(٧) الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٨) في البحار : ـ / « لي ».

(٩) راجع : الخصال ، ص ٤١١ ، باب الثمانية ، ح ١٤ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ١٠ الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩٢ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٥.

٦٩

١٥٠٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ (١) : مَا (٢) الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ الْتَقَيَا فِي الطَّرِيقِ وَ (٣) قَدْ أَزِفَ (٤) مِنَ الرَّجُلِ الرَّحِيلُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ مِنْكَ رَحِيلٌ؟ » فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ (٥) : « فَالْقَنِي فِي الْبَيْتِ » فَلَقِيَهُ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ (٦) : مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي عَلَيْهِ النَّاسُ ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ (٧) ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ (٨) ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَهذَا الْإِسْلَامُ ».

وَقَالَ (٩) : « الْإِيمَانُ مَعْرِفَةُ هذَا الْأَمْرِ مَعَ هذَا ، فَإِنْ أَقَرَّ بِهَا وَلَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ ، كَانَ مُسْلِماً وَكَانَ ضَالًّا ». (١٠)

١٥٠٩ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ

__________________

(١) في « ص » : « الإيمان والإسلام ».

(٢) في « ز » : « و » بدل « ما ».

(٣) في « بر » : ـ / « و ».

(٤) « أزف » : دنا وقرب. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥ ( أزف ).

(٥) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٦) في « بس » : « الإيمان والإسلام ».

(٧) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + / « وحده لا شريك له ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « وأنّ محمّداً عبده ورسوله ».

(٩) في « د » : + / « ألا ».

(١٠) الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٩ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٦.

٧٠

قُولُوا أَسْلَمْنا ) فَمَنْ زَعَمَ (١) أَنَّهُمْ آمَنُوا فَقَدْ كَذَبَ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَمْ يُسْلِمُوا فَقَدْ كَذَبَ ». (٢)

١٥١٠ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ (٤) ، عَنْ قَاسِمٍ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى (٥) بِهِ الْأَمَانَةُ ، وَتُسْتَحَلُّ (٦) بِهِ الْفُرُوجُ (٧) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ». (٨)

__________________

(١) « الزعم » : يطلق على الظنّ ، وعلى الاعتقاد ، ومنه قوله تعالى : ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ) [ التغابن (٦٤) : ٧ ]. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زعم ).

(٢) الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩١ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٧.

(٣) أحمد بن محمّد الراوي عن الحسين بن سعيد ، مشترك بين أحمد بن محمّد بن خالد وأحمد بن محمّد بن‌عيسى ، بل في أسناد الكافي متعيّن في ابن عيسى ، كما يعلم من ملاحظة الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤١٦ ـ ٤٩٦.

وعلى أيّ تقدير أحمد بن محمّد هذا ليس من مشايخ الكليني ، فعليه في السند تعليق. والظاهر أنّه معلّق على الحديث الرابع ، لا على الطريق الثاني من الحديث الخامس ؛ فإنّ أحمد بن محمّد في ذاك السند مشترك بين ابن عيسى وابن خالد ، وفي الحديث الرابع منصرف بل متعيّن في أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٤) في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « حكم بن أعين ». وهو سهوٌ ؛ فإنّه لم يعهد في رواتنا من يعرف بهذا العنوان. والمذكور في مصادرنا الرجاليّة هو الحكم بن أيمن. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٣٥٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٢٤٦ ؛ رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٨٥ ، الرقم ٢٢٥٠. ثمّ إنّه ورد في التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٢٢٥ ، رواية صفوان ـ وهو ابن يحيى ـ عن الحكم بن أعين ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة هو « الحكم بن أيمن ». كما أنّ ما ورد في البحار ، ج ٢٧ ، ص ٥٦ ، ح ١٢ ، نقلاً من المحاسن من حكم بن أعين ، قد ورد في المحاسن ، ص ١٦٥ ، ح ١٢٠ ، حكم بن أيمن على الصواب.

(٥) في « ف » : « ويؤدّى ».

(٦) في « ب ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ويستحلّ ».

(٧) في « ب ، ص ، بف » : « الفرج ».

(٨) راجع : ح ١ من هذا الباب الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ذيل ح ٢٦٣٣٧ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

٧١

١٥ ـ بَابُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ‌

١٥١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ أَهُمَا مُخْتَلِفَانِ؟

فَقَالَ (١) : « إِنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».

فَقُلْتُ : فَصِفْهُمَا (٢) لِي.

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالتَّصْدِيقُ بِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ ، وَعَلى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ ، وَ (٣) الْإِيمَانُ الْهُدى وَمَا يَثْبُتُ (٤) فِي الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ بِهِ (٥) ، وَالْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ؛ إِنَّ (٦) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِي الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ فِي الْبَاطِنِ ، وَإِنِ اجْتَمَعَا فِي الْقَوْلِ وَالصِّفَةِ ». (٧)

١٥١٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ». (٨)

__________________

(١) في « ز ، بس ، بف » : « قال ».

(٢) في « ب » : « صفهما ». وفي « ص » : « فقصّهما ».

(٣) في حاشية « ج » : « وأنّ ».

(٤) في « ض » : « اثبت ».

(٥) في « ص ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول : ـ / « به ».

(٦) في « ض » ومرآة العقول : ـ / « إنّ ».

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٦ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٨ ، ح ٨.

(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٨ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ٩.

٧٢

١٥١٣ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ (١) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَلَا يُشَارِكُهُ (٢) الْإِسْلَامُ (٣) ؛ إِنَّ الْإِيمَانَ مَا وَقَرَ (٤) فِي الْقُلُوبِ ، وَالْإِسْلَامَ مَا عَلَيْهِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ وَحَقْنُ الدِّمَاءِ ، وَالْإِيمَانَ يَشْرَكُ (٥) الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ (٦) الْإِيمَانَ ». (٧)

١٥١٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَيُّهُمَا (٨) أَفْضَلُ : الْإِيمَانُ أَوِ (٩) الْإِسْلَامُ (١٠)؟ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ : إِنَّ (١١) الْإِسْلَامَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ (١٢)

فَقَالَ : « الْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ (١٣) ». قُلْتُ : فَأَوْجِدْنِي ذلِكَ ، قَالَ : « مَا (١٤) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُتَعَمِّداً؟ » قَالَ : قُلْتُ : يُضْرَبُ ضَرْباً شَدِيداً ، قَالَ : « أَصَبْتَ (١٥) ».

__________________

(١) في « ز » : ـ / « إنّ ».

(٢) في « ز » وحاشية « ج » : « ولا يشركه ».

(٣) في « ص » : « والإسلام لا يشارك الإيمان ».

(٤) في « ج ، ز ، بر » : « وقّر » بالتشديد. ووقر في صدره ، أي سكن فيه وثبت. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ( وقر ).

(٥) في « ب ، ج » والوافي : « يشارك ».

(٦) في « ب ، ج » والوافي : « لا يشارك ».

(٧) المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، من قوله : « الإيمان ما وقر في القلوب » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٩ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٠.

(٨) في المحاسن : « أيّ شي‌ء ». وفي الوسائل ، ح ٣٤٩٨٧ : « أيّما ».

(٩) في البحار والمحاسن : « أم ».

(١٠) في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ : « الإسلام أو الإيمان ».

(١١) في « ز » والمحاسن : ـ / « إنّ ».

(١٢) في المحاسن : ـ / « من الإيمان ».

(١٣) في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ : ـ / « أرفع من الإسلام ».

(١٤) في « ب » : « فما ».

(١٥) في المحاسن : ـ / « قال : ما تقول فيمن أحدث ـ إلى ـ قال : أصبت ».

٧٣

قَالَ (١) : « فَمَا (٢) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ مُتَعَمِّداً؟ » قُلْتُ : يُقْتَلُ ، قَالَ : « أَصَبْتَ ، أَلَا (٣) تَرى أَنَّ الْكَعْبَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ (٤) ، وَأَنَّ (٥) الْكَعْبَةَ تَشْرَكُ (٦) الْمَسْجِدَ ، وَالْمَسْجِدَ لَا يَشْرَكُ (٧) الْكَعْبَةَ؟ وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ ». (٨)

١٥١٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ مَا اسْتَقَرَّ فِي الْقَلْبِ ، وَأَفْضى بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ (٩) ؛ وَالْإِسْلَامُ مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا ، وَبِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَوَارِيثُ ، وَجَازَ النِّكَاحُ ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ ، فَخَرَجُوا بِذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأُضِيفُوا إِلَى الْإِيمَانِ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ‌ الْإِيمَانَ (١٠)، وَالْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَهُمَا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يَجْتَمِعَانِ (١١) ، كَمَا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ لَيْسَ فِي الْكَعْبَةِ ، وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ

__________________

(١) في « ض ، بر ، بس ، بف » والوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ والبحار : ـ / « قال ».

(٢) في المحاسن : « ما ».

(٣) في المحاسن : « أما ».

(٤) في « ج » : + / « الحرام ».

(٥) في « بر » : ـ / « أنّ ».

(٦) في « ض ، بر ، بف » : « يشرك ».

(٧) في البحار : « لا تشرك ».

(٨) المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٥ ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبى الصبّاح الكناني. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٦٤٢ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « ما تقول فيما أحدث في المسجد الحرام » إلى قوله : « فيمن أحدث في الكعبة متعمّداً؟ قلت : يقتل » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٨١ ، ح ١٦٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٧٧٧٢ ؛ وج ٢٨ ، ص ٣٦٨ ، ح ٣٤٩٨٧ ، وفيهما إلى قوله : « ألا ترى أنّ الكعبة أفضل من المسجد » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١.

(٩) في الوافي : « لأمر الله ».

(١٠) في « ض » : ـ / « والإسلام لا يشرك الإيمان ».

(١١) في « ف » : « مجتمعان ».

٧٤

الْإِيمَانَ ؛ وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (١) فَقَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَصْدَقُ الْقَوْلِ ».

قُلْتُ (٢) : فَهَلْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ (٣) الْأَحْكَامِ وَالْحُدُودِ وَغَيْرِ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « لَا ، هُمَا يَجْرِيَانِ (٤) فِي ذلِكَ مَجْرى وَاحِدٍ (٥) ، وَلكِنْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ (٦) عَلَى الْمُسْلِمِ فِي أَعْمَالِهِمَا وَمَا يَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ : أَلَيْسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٧) وَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ (٨) مَعَ الْمُؤْمِنِ؟

قَالَ : « أَلَيْسَ قَدْ (٩) قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَيُضاعِفَهُ (١٠) لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (١١)؟ فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ يُضَاعِفُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ (١٢) حَسَنَاتِهِمْ : لِكُلِّ حَسَنَةٍ سبعين (١٣) ضِعْفاً ، فَهذَا (١٤) فَضْلُ الْمُؤْمِنِ ، وَيَزِيدُهُ (١٥) اللهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلى قَدْرِ صِحَّةِ إِيمَانِهِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ الْخَيْرِ (١٦) ».

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ أَلَيْسَ (١٧) هُوَ دَاخِلاً فِي الْإِيمَانِ؟

__________________

(١) الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٢) في « ج » : « فقلت ».

(٣) في « ز » : « أو ».

(٤) في « ض » : « مجريان ».

(٥) في « ج ، د ، ز ، ض » والوافي : « واحداً ».

(٦) في « ف » : « ولكنّ المؤمن فُضِّل ».

(٧) الأنعام (٦) : ١٦٠.

(٨) في حاشية « ج » : + / « والجهاد ».

(٩) في « ز ، ض ، بس » : ـ / « قد ».

(١٠) هكذا في القرآن وجميع النسخ. وفي المطبوع : « يضاعفه ».

(١١) البقرة (٢) : ٢٤٥.

(١٢) في « ز » : ـ / « لهم ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « سبعون ».

(١٤) في « بر » : « وهذا ».

(١٥) في مرآة العقول والبحار : « ويزيد ».

(١٦) في « ب » : « الخيرات ».

(١٧) في « ب » : « ليس » بدون الهمزة.

٧٥

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنَّهُ (١) قَدْ أُضِيفَ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَخَرَجَ (٢) مِنَ الْكُفْرِ وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعْقِلُ بِهِ فَضْلَ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ (٣) : أَرَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ (٤) رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ ، أَكُنْتَ (٥) تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟ » قُلْتُ : لَايَجُوزُ لِي ذلِكَ.

قَالَ : « فَلَوْ أَبْصَرْتَ (٦) رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ ، أَكُنْتَ شَاهِداً (٧) أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ (٨) الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « وَ (٩) كَيْفَ ذلِكَ؟! » قُلْتُ : إِنَّهُ (١٠) لَايَصِلُ إِلى (١١) دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ (١٢) : « قَدْ (١٣) أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ » ثُمَّ قَالَ : « كَذلِكَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ ». (١٤)

١٦ ـ بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ‌

١٥١٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ مَعَ (١٥) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ : مَا هُوَ؟

__________________

(١) في « ب ، ف » : « ولكن ».

(٢) في « ض ، ف ، بف » والبحار : + / « به ».

(٣) في « ف » : « المؤمن على المسلم ».

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « لو بصرت ».

(٥) في « ز » : « لكنت ».

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فلو بصرت ».

(٧) في « ف » : « تشهد ».

(٨) في حاشية « بف » : + / « في ».

(٩) في « ب ، د ، ص ، ض » والوافي : ـ / « و ».

(١٠) في حاشية « بف » : « لأنّه ». وفي البحار : ـ / « إنّه ».

(١١) في الوافي : ـ / « إلى ».

(١٢) في « ج » والبحار : « قال ».

(١٣) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ / « قد ».

(١٤) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٤٦ ، ح ٤٧٩ ، عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام ، من قوله : « قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم » إلى قوله : « ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٧ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٢.

(١٥) في التوحيد : « على يدي » بدل « مع ».

٧٦

فَكَتَبَ إِلَيَّ مَعَ (١) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ : « سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ عَنِ الْإِيمَانِ ؛ وَ (٢) الْإِيمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، وَعَقْدٌ فِي الْقَلْبِ (٣) ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ، وَالْإِيمَانُ (٤) بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ، وَهُوَ دَارٌ ، وَكَذلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ ، وَالْكُفْرُ دَارٌ ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ، فَالْإِسْلَامُ (٥) قَبْلَ الْإِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الْإِيمَانَ (٦) ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً (٧) مِنْ كَبَائِرِ (٨) الْمَعَاصِي ، أَوْ صَغِيرَةً (٩) مِنْ صَغَائِرِ (١٠) الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهَا ، كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ ، سَاقِطاً (١١) عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ (١٢) ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ ، عَادَ إِلى دَارِ (١٣) الْإِيمَانِ ، وَلَا يُخْرِجُهُ إِلَى (١٤) الْكُفْرِ إِلاَّ الْجُحُودُ وَالِاسْتِحْلَالُ بِأَنْ (١٥) يَقُولَ لِلْحَلَالِ : هذَا حَرَامٌ ، وَ (١٦) لِلْحَرَامِ : هذَا حَلَالٌ ، وَدَانَ بِذلِكَ ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، دَاخِلاً (١٧) فِي الْكُفْرِ ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً ، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ‌

__________________

(١) في التوحيد : « على يدي » بدل « إليَّ مع ».

(٢) في « بر » : ـ / « و ».

(٣) في التوحيد : « بالقلب ».

(٤) في التوحيد : « فالإيمان ».

(٥) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « والإسلام ».

(٦) في الوافي : « وهو يشارك الإيمان ، معناه أنّه كلّما يتحقّق الإيمان فهو يشاركه في التحقّق. وأمّا ما مضى في‌الأخبار أنّه لايشارك الإيمان ، فمعناه أنّه ليس كلّما تحقّق تحقّق الإيمان ؛ فلا منافاة. ويحتمل أن يكون قد سقط من الكلام شي‌ء وكان هكذا : وهو يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان. فيكون على وتيرة ما سبق ». وفي المرآة : « الظاهر هنا المشاركة في الأحكام الظاهرة ، وفيما سبق نفي المشاركة في جميع الأحكام ».

(٧) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : « بكبيرة ».

(٨) في « ص ، بر » : « كبار ».

(٩) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « بصغيرة ».

(١٠) في « ز ، ص ، بر » : « صغار ».

(١١) في التوحيد : « وساقطاً ».

(١٢) في « ف » : + / « فقال ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : ـ / « دار ».

(١٤) في « ب » : + / « دار ».

(١٥) هكذا في « بر » والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أن ».

(١٦) في « بر » : « أو ».

(١٧) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « وداخلاً ».

٧٧

وَعَنِ الْحَرَمِ ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ ». (١)

١٥١٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ : قُلْتُ لَهُ : أَفَرْقٌ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ (٢)؟

قَالَ : « فَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ (٣)؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَوْرِدْ (٤) ذلِكَ ، قَالَ : « مَثَلُ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ (٥) مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ (٦) مِنَ الْحَرَمِ (٧) ، قَدْ يَكُونُ (٨) فِي الْحَرَمِ وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ ، وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ حَتّى يَكُونَ فِي الْحَرَمِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ».

قَالَ : قُلْتُ : فَيُخْرِجُ (٩) مِنَ الْإِيمَانِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : فَيُصَيِّرُهُ (١٠) إِلى مَا ذَا؟ قَالَ : « إِلَى الْإِسْلَامِ أَوِ (١١) الْكُفْرِ ». وَقَالَ : « لَوْ (١٢) أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ (١٣) بَوْلُهُ (١٤) ،

__________________

(١) التوحيد ، ص ٢٢٩ ، ح ٧ ، بسنده عن العبّاس بن معروف ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٢ ، ح ١٦٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧ ، ذيل ح ٥٧ ، من قوله : « فالإسلام قبل الإيمان » ؛ وفيه ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٤٩٥٣ ، وفيهما إلى قوله : « خارجاً من الإسلام والإيمان داخلاً في الكفر » ؛ وفيه ، ص ٣٦٩ ، ح ٣٤٩٨٩ ، من قوله : « وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٥.

(٢) في « ف » : « الإيمان والإسلام ».

(٣) في « ب ، د ، ز » وحاشية « ج ، ف » : « مثلاً ».

(٤) في « بس » : « قد أورد ».

(٥) في الوسائل والمعاني : « من الإسلام » بدل « والإسلام ».

(٦) في الوسائل : ـ / « الحرام ».

(٧) في « ض » : ـ / « الحرام من الحرم ».

(٨) في « ب » : « قد تكون » وكذا فيما بعد. وفي المعاني : + / « الرجل ».

(٩) في المعاني : « فيخرجه ».

(١٠) في « ج ، بس » : « فصيّره ». وفي حاشية « د » : « فمصيره ».

(١١) في « بس » : + / « إلى ».

(١٢) في الوسائل : « ولو ».

(١٣) في « ف » : « فيه ».

(١٤) « فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَولُهُ » ، أي خرج فجأة ؛ من الإفلات ، وهو التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( فلت ).

٧٨

أُخْرِجَ (١) مِنَ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ ، فَغَسَلَ (٢) ثَوْبَهُ وَتَطَهَّرَ ، ثُمَّ لَمْ يُمْنَعْ (٣) أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ (٤) ، فَبَالَ فِيهَا (٥) مُعَانِداً ، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَمِنَ الْحَرَمِ ، وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ». (٦)

١٧ ـ بَابٌ (٧)

١٥١٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (٨) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٩) ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ (١٠) : « إِنَّ أُنَاساً (١١) تَكَلَّمُوا فِي هذَا (١٢) الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (١٣) ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ

__________________

(١) في « ج » : « فخرج ». وفي « ص ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « خرج ».

(٢) في « ب ، ج ، ز » : « غسل » بدون الفاء. وفي « بر » : « فيغسل ».

(٣) في « ص » : « فلم يمنع ».

(٤) في « ف » : ـ / « ولم يخرج ـ إلى ـ الكعبة ».

(٥) في « ف » : ـ / « فيها ».

(٦) معاني الأخبار ، ص ١٨٦ ، ح ١ ، بسنده عن عثمان بن عيسى. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٢٦ ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ، من قوله : « ولو أنّ رجلاً دخل الكعبة فبال » الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٧٧٣ ، وفيه : « سألته عن الإيمان والإسلام؟ قال : قال : مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة من الحرم ... ».

(٧) في مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٦٤ : « إنّما لم يعنون الباب لأنّه قريب من البابين السابقين في أنّه مشتمل على معاني الإسلام والإيمان ، لكن لمّا كان فيه زيادة تفصيل وتوضيح وفوائد كبيرة جعله باباً آخر ».

(٨) في « ص » : « عليّ بن إبراهيم ».

(٩) في « ز ، بر » : « أصحابنا ».

(١٠) في « بس » : ـ / « قال ».

(١١) في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « ناساً ».

(١٢) في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : ـ / « هذا ».

(١٣) في « بر » : « علمه ».

٧٩

وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ) (١) الْآيَةَ ، فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ (٢) ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ (٣)

إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ : ( أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) (٤) ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (٥) فَبَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ (٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، فَمَنْ آمَنَ (٧) مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلى ذلِكَ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا (٨) النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.

فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ (٩) لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ‌

__________________

(١) آل عمران (٣) : ٧. وفي « ج » ومرآة العقول : + / ( وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ). وفي « ض » : ـ / « وَ ( ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ ـ إلى ـ إِلاَّ اللهُ ) ».

(٢) في الوافي : « المحكم ما لا يحتمل غير المعنى المقصود منه ، والمتشابه بخلافه. ولمّا كان بعض المحكمات مقصور الحكم على الأزمنة السابقة منسوخاً بآيات اخرى ، ونسخها خافياً على أكثر الناس ، فيزعمون بقاء حكمها ، صارت متشابهة من هذه الجهة ؛ ولهذا قال عليه‌السلام : فالمنسوخات من المتشابهات. وفي بعض النسخ : من المشتبهات. وإنّما غيّر الاسلوب في اختها وقال : والمحكمات من الناسخات ، دون أن يقول : والناسخات من المحكمات ؛ لأنّ المحكم أخصّ من الناسخ من وجه ، بخلاف المتشابه ، فإنّه أعمّ من المنسوخ مطلقاً ».

(٣) في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : « والناسخات من المحكمات ».

(٤) نوح (٧١) : ٣.

(٥) الشورى (٤٢) : ١٣.

(٦) في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف ، جل ، جم ، جه » والوافي : ـ / « به ». وفي « ز ، بج ، بر ، بع ، بك ، جح ، جس » كما في المتن.

(٧) في « ف » : + / « خالصاً ».

(٨) في « ج » : « به ».

(٩) في « ض » : ـ / « لكلّ نبيّ من استجاب ».

٨٠