الثاني : الآيات الآمرة بالوقوف عند عدم العلم كقوله تعالى : ( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )(١) ونحوه والتقريب ظاهر ، والناهية عن العمل بما وراء العلم.
وأمّا الثاني ، فصنفان أيضا :
الأوّل : أخبار الاحتياط كقوله : « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » (٢) وقوله : « أرى لك أن [ تنتظر حتّى تذهب الحمرة و ] تأخذ بالحائطة لدينك » (٣) وقوله لكميل بن زياد : « أخوك دينك فاحتط لدينك [ بـ ] ـما شئت » (٤).
والثاني : أخبار التوقّف وهي كثيرة جدّا يقرب من خمسين على ما جمعها بعض الأفاضل.
منها : قول الصادق عليهالسلام في موثّقة حمزة بن طيّار : « لا يسعكم فيما ينزل بكم ممّا لا تعلمون إلاّ الكفّ عنه والتثبّت والردّ إلى أئمّة الهدى » (٥).
ومنها : قول الكاظم عليهالسلام في موثّقة سماعة : « ما لكم والقياس إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس » ثمّ قال : « إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها » وأهوى بيده إلى فيه (٦).
ومنها : حسنة هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبد الله : ما حقّ الله على خلقه؟
__________________
(١) الإسراء : ٣٦.
(٢) الوسائل ٢٧ : ١٦٧ و ١٧٠ و ١٧٣ ، باب ١٢ من أبواب صفات القاضي ، ح ٤٣ و ٥٤ و ٦٣.
(٣) الوسائل ٤ : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، باب ١٦ من أبواب المواقيت ، ح ١٤ و ١٠ : ١٢٤ ، باب ٥٢ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ووقت الإمساك ، ح ٢ ، و ٢٧ : ١٦٦ ـ ١٦٧ ، باب ١٢ من أبواب صفات القاضي ، ح ٤٢.
(٤) الوسائل ٢٧ : ١٦٧ ، باب ١٢ من أبواب صفات القاضي ، ح ٤٦ ؛ بحار الأنوار ٢ : ٢٥٨ ، باب ٣١ ، ح ٤.
(٥) الوسائل ٢٧ : ٢٥ و ٨٤ ـ ٨٥ و ١٥٥ ، باب ٤ و ٨ و ١٢ من أبواب صفات القاضي ، ح ١٤ و ٢٩ و ٣.
(٦) الوسائل ٢٧ : ٣٨ ، باب ٦ من أبواب صفات القاضي ، ح ٣.