والرحمة ، وكل آية تحتوي على بحار من الإعجاز زواخر ، وكل سورة تكاد تنطق بعلوم الأوائل والأواخر ، لم نجد له في الكتب السالفة نظيرا ، ولم تمدّ إليه كف معارض ، منازلا كان أو مغيرا ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ).
فما رام أحد معارضته إلا عرضت له عوارض الغي واللكن ، ولا قصد مباراته إلا رمي بهجر القول وإن كان من أرباب اللسن ، وعوض من كلامه الفصيح باللفظ الركيك والمعنى القبيح ، قام إعجازه بتعجيزهم ، وتحققوا أنه ليس من تسجيعهم ولا ترجيزهم ، وصرفهم الإباء عن ترك دين آبائهم إلى الدنية ، وصرفتهم الحمية حمية الجاهلية ، عجزوا عن الإتيان بسورة أو آية وانتهوا من عنادهم في التكذيب به إلى غاية فأعقبهم نفاقا في قلوبهم ، وجعلهم لمن بعدهم آية ، فهو الصراط المستقيم ، والذكر العظيم ، والكتاب الحكيم ، والنور المبين ، والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والآية العظمى ، وكلمات الله والذكرى والدرجة العليا ، وهو شفاء الغليل ، ودواء العليل ، والبرهان والدليل ، والبشير والنذير والبصائر والمثاني والقصص والتذكرة ، والأنباء والآيات المبصرة ، والحكم والبلاغ والتبصرة ، والبيان والتبيان ، والرحمة والبشرى والأمان ، والروح والحديث والتنزيل والميزان ، وحق اليقين والنبأ العظيم والمحفوظ والكتاب الكريم ، والقول الفصل والهادي والناطق والحق والغيب والمكنون والقول الثقيل والحسرة والعجب والصحف المطهرة والكتب القيمة والخيرة والكتاب العزيز ، والكتاب لا ريب فيه ، والمحكم والمتشابه والعصمة والإمام ، والأنس عند الوحشة والفزع ، والأمن عند الخوف والجزع ، والضياء يوم القتر والظلمة ، والكشف يوم الكرب والغمة ، من حكم به عدل ، ومن عدل عنه هوت قدمه فزل ، ومن استعصم به عصم ومن استمطر منه الرحمة رحم.