الأنعام والريحان الذي هو مطعم الأنام. والرفع على : وذو الريحان ، فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه.
وقيل : معناه وفيها الريحان الذي يشم ، والحب ذا العصف والريحان شامي أي وخلق الحب والريحان ، أو وأخص الحب والريحان.
قال ابن عباس : كل ريحان في القرآن فهو رزق ، وقيل هو الريحان الذي يشم ، وقيل العصف التبن والريحان ثمرته ، فذكر قوت الناس والأنعام.
( فبأى آلاء ربكما تكذبان ) يعنى أيها الثقلان ، يريد هذه الأشياء المذكورة وكررت هذه الاية في هذه السورة فى احدى وثلاثين موضعاً ، وتكرار هذه الاية الشريفة هو الذي دعا بعض الأصحاب ان يكرر علي حتى أصنف هذا الكتاب ، فاسمع لما أتلو عليك من الجواب :
كرر تقريرا للنعمة وتأكيدا في التذكير بها ، ثم عدد على الخلق آلاءه ، وفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها ليفهمهم النعم ويقررهم بها ، كقول الرجل لمن أحسن اليه وتابع اليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها : ألم تكن فقيرا فأغنيتك ، أفتنكر هذا ، ألم تكن عريانا فكسوتك ، أفتنكر هذا ، ألم تكن خاملا فعززتك ، أفتنكر هذا. ومثل هذا الكلام شائع في كلام العرب حسن تقريرا ، وذلك لأن الله تعالى ذكر في هذه السورة ما يدل على وحدانيته من خلق الانسان وتعليمه البيان وخلق الشمس والقمر والسماء والأرض ، الى غير ذلك مما أنعم به على خلقه ، وخاطب الثقلين فقال « فبأي آلاء ربكما تكذبان » من الأشياء المذكورة لأنها كلها منعم بها عليكم.
قال في برهان القرآن : تكررت الاية احدى وثلاثون مرة ، ثمان منها ذكرها عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائق صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ، ثم سبع منها عقيب آيات فيها ذكر النار وشدائدها على عدد أبواب جهنم ، وحسن ذكر