وقيل : ووضع الميزان العدل بأن وفر على
مستعد مستحقه وفي ذي حق حقه حتى انتظم أمر العالم واستقام كما قال : « بالعدل قامت
السماوات والأرض ».
وقيل : أراد بالميزان العدل ، لأنه آلة
العدل ، والمعنى أنه أمر بالعدل ، ويدل عليه قوله تعالى « ألا تطغوا في الميزان
» أي لا تجاوزوا العدل .
وقيل : أراد به الالة التى يوزن بها
للتوصل الى الانصاف والانتصاف ، وأصل الوزن التقدير ، « ألا تطغوا في الميزان
» أي لئلا تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان.
(
واقيموا
الوزن بالقسط ) أي بالعدل ، وقيل أقيموا لسان الميزان
بالعدل ، وقيل الاقامة باليد والقسط بالقلب ، وقيل أي قوّموا وزنكم بالعدل.
(
ولا تخسروا
الميزان )
أي ولا تنقصوه ، فان من حقه أن يسوى ، لأنه المقصود من وضعه.
وقيل : أي ولا تنقصوه ، أمر بالتسوية
ونهي عن الطغيان الذي هو الاعتداء وزيادة ، وعن الخسران الذى هو تطفيف ونقصان.
وكرر لفظ « الميزان » تشديداً للتوصية به وتقوية للأمر باستعماله والحث عليه.
ولا تخسروا بفتح التاء وضم السين وكسرها
وفتحها ، يقال : خسر الميزان يخسره ويخسره ، وأما الفتح فعلى أن الأصل ولا تخسروا
في الميزان ، فحذف الجار وأوصل الفعل.
(
والارض
وضعها )
أي خفضها مدحوة.
__________________