وقيل : ووضع الميزان العدل بأن وفر على مستعد مستحقه وفي ذي حق حقه حتى انتظم أمر العالم واستقام كما قال : « بالعدل قامت السماوات والأرض ».
وقيل : أراد بالميزان العدل ، لأنه آلة العدل ، والمعنى أنه أمر بالعدل ، ويدل عليه قوله تعالى « ألا تطغوا في الميزان » أي لا تجاوزوا العدل (١).
وقيل : أراد به الالة التى يوزن بها للتوصل الى الانصاف والانتصاف ، وأصل الوزن التقدير ، « ألا تطغوا في الميزان » أي لئلا تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان.
( واقيموا الوزن بالقسط ) أي بالعدل ، وقيل أقيموا لسان الميزان بالعدل ، وقيل الاقامة باليد والقسط بالقلب ، وقيل أي قوّموا وزنكم بالعدل.
( ولا تخسروا الميزان ) أي ولا تنقصوه ، فان من حقه أن يسوى ، لأنه المقصود من وضعه.
وقيل : أي ولا تنقصوه ، أمر بالتسوية ونهي عن الطغيان الذي هو الاعتداء وزيادة ، وعن الخسران الذى هو تطفيف ونقصان. وكرر لفظ « الميزان » تشديداً للتوصية به وتقوية للأمر باستعماله والحث عليه.
ولا تخسروا بفتح التاء وضم السين وكسرها وفتحها ، يقال : خسر الميزان يخسره ويخسره ، وأما الفتح فعلى أن الأصل ولا تخسروا في الميزان ، فحذف الجار وأوصل الفعل.
( والارض وضعها ) أي خفضها مدحوة.
__________________
١) قال الشريف الرضي في « تلخيص البيان في مجازات القرآن » : ٢٢٣ والميزان ههنا مستعار على أحد التأويلين ، وهو أن يكون معناه العدل الذى تستقيم به الامور ويعتدل عليه الجمهور ، وشاهد ذلك قوله تعالى « وزنوا بالقسطاس المستقيم » [ سورة شعراء / ١٨٢ ] أى بالعدل في الامور ، وروى عن مجاهد أنه قال القسطاط العدل بالرومية ، ويقال قسطاس قسطاس ـ بالضم والكسر ـ كقرطاس وقرطاس.