السورة الحادية والخمسون ـ «يونس» :
وفيها قوله سبحانه : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)(١).
روى الطبرسي عن مقاتل قال : نزلت في خمسة نفر : عبد الله بن اميّة المخزومي ، والوليد بن مغيرة المخزومي ، ومكرز بن حفص ، والعاص بن عامر ابن هاشم ، وعمرو بن عبد الله العامري ، قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآله : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزّى ومناة وهبل وليس فيه عيبها. ومثله عن الكلبي مختصرا (٢) وقبله نقل الطوسي عن الزجّاج قال : كان غرضهم إسقاط ما فيه من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم ، ومن ذكر البعث والنشور ، فأمر الله تعالى نبيّه أن يقول لهم في جواب ذلك : (ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي)(٣).
السورة الثانية والخمسون ـ «هود»
: (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) فالبشارة : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) والانذار : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وأمّا كيفية مواجهتهم له ولكتابه هذا ففي قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ
__________________
(١) يونس : ١٥ ـ ١٧.
(٢) مجمع البيان ٥ : ١٤٦ ورواه الواحدي في أسباب النزول : ٢١٦ ط الجميلي.
(٣) التبيان ٥ : ٣٥٠.