قال : لا ، قال : أفمن أهل النّدوة أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الرّفادة أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل السّقاية؟ قال أبو بكر : لا ثمّ اجتذب زمام ناقته هاربا من الغلام راجعا الى رسول الله ، فقال دغفل : «صادف درء السيل درء يصدعه» أمّا والله لو ثبتّ لأخبرتك أنّك من زمعات قريش. فذهب قوله مثلا. وقال علي عليهالسلام لأبي بكر : يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة. قال : أجل ، انّ لكل طامّة طامّة ، والبلاء موكل بالمنطق. فذهب قوله كذلك مثلا (١).
وهاجر صلىاللهعليهوآله الى بني شيبان ، فما اختلف أحد من أهل السيرة أنّ عليا عليهالسلام وأبا بكر كانا معه ، وأنهم غابوا عن مكّة ثلاثة عشر يوما ، ولما لم يجدوا عند بني شيبان ما أرادوا من النصرة عادوا الى مكّة (٢).
ولقد هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآله عن مكّة مرارا يطوف على أحياء العرب وينتقل من أرض قوم الى غيرها ، وكان علي عليهالسلام معه دون غيره (٣).
هجرته صلىاللهعليهوآله الى الطائف :
وأما هجرته صلىاللهعليهوآله الى الطائف فكان معه علي عليهالسلام وزيد بن حارثة ، في رواية أبي الحسن المدائني ، نعم لم يروه محمّد بن اسحاق (٤). وغاب رسول الله صلىاللهعليهوآله عن مكّة في هذه الهجرة أربعين يوما (٥).
__________________
(١) دلائل النبوة للاصفهاني : ٢٨٢ ـ ٢٨٨ ، والبيهقي ٢ : ٤٢٢ ـ ٤٢٧ وشرح النهج للمعتزلي ٤ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، عن الميلاني في مجمع الامثال : ١٧ ، ١٨.
(٢) م. ن : ١٢٦.
(٣) م. ن.
(٤) م. ن : ١٢٧.
(٥) کان خروجه إلى الطائف لثلاث بقين من شوال ، وقدم مكة لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة. أنساب الاشراف ١ : ٣٣٧.