فقالا له : هذا ابنك وجدناه بأعلى مكّة. فأخذه عبد المطّلب فجعله على عنقه وطاف به الكعبة يعوّذه ويدعو له ثمّ أرسل به الى امّه آمنة (١).
قصّة شقّ الصدر!
انّ خبر رضاع النبي صلىاللهعليهوآله من حليمة السعدية من المسلّم به من أخبار التأريخ اجمالا ، الّا انّ عمدة ما ورد بتفصيل الخبر فيه خبران ذكرهما الطبري :
الخبر الأوّل : رواية ابن اسحاق عن الجهم بن أبي الجهم عن عبد الله ابن جعفر بن ابي طالب ، عن حليمة السعدية. وقد رواها الطبري عن ابن اسحاق يصف الجهم بأنّه مولى عبد الله بن جعفر ، بينما رواها عنه ابن هشام في سيرته يصف الجهم بأنّه مولى الحارث بن حاطب الجمحي. وفي الخبر عن حليمة أنّها قالت : انّه صلىاللهعليهوآله كان ـ بعد رجوعنا به من امّه بأشهر ـ مع أخيه ـ عبد الله بن الحارث السعدي ـ في بهم (٢) لنا خلف بيوتنا اذ أتانا أخوه يشتدّ ويقول : انّ أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه فشقّا بطنه و ...! فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجهه! فقلنا له : ما لك يا بني؟ قال : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقّا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو! (٣).
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٧١ ـ ١٧٧ بتصرف ورواه عنه الطبري ٢ : ١٥٨ ، ١٦٠ ، ورواه عنهما ابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ : ٢٥٢ ، ٢٥٣ وروى المجلسي عن الكازروني في (المنتقى) : انّ رسول الله لمّا تزوّج بخديجة سمعت به حليمة فقدمت على رسول الله فشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية. فكلّم رسول الله خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرا ، فانصرفت الى أهلها. وبعد الإسلام قدمت عليه فاستأذنت عليه ، فقال : امّي امّي ، وعمد الى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه (البحار ١٥ : ٤٠١).
(٢) البهم : الصغار من الغنم.
(٣) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٧١ ـ ١٧٤ ، والطبري ٢ : ١٥٨ ـ ١٦٠.