وروى أنه أتى بني حنيفة في منازلهم فدعاهم الى الله وعرض عليهم نفسه ، فلم يكن أحد من العرب أقبح ردّا عليه منهم (١)
وقال اليعقوبي : وكان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم شريف كل قوم ، ويقول : لا اكره أحدا منكم ، إنما اريد أن تمنعوني مما يراد بي من القتل حتّى ابلّغ رسالات ربّي! فلم يقبله أحد منهم.
وكانوا يقولون : قوم الرجل أعلم به (٢).
مقدّمات الهجرة إلى المدينة :
مرّ في أخبار أواخر أيام الحصار في شعب أبي طالب ، خبر الطبرسي عن القمي في إسلام أسعد بن زرارة وإرسال الرسول لمصعب بن عمير معه إلى المدينة ليعلمهم القرآن ويدعوا إلى الاسلام ، فخرج معه فأنزله أسعد في داره.
فكان يخرج في كلّ يوم يطوف به على مجالس الخزرج يدعوهم الى الاسلام فيجيبه الأحداث ، من كل بطن الرجل والرجلان. وفتر امر عبد الله بن ابيّ بن سلول فكره ما جاء به أسعد وذكوان.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة٢ : ٦٠ ـ ٦٦ باختصار.
(٢) اليعقوبي ٢ : ٣٦. ونقله الطبرسي عن دلائل النبوة للبيهقي عن الزهري : ٥٣. ثم روى عن القمي خبر رجوع النبيّ الى مكّة معتمرا بجوار جبير بن مطعم العدوي يوما واحدا : ٥٥. ولو كانت هجرة الطائف في شوال شهرا تامّا بل اربعين يوما ، فمرجعه كان في أشهر الحج الحرم ، فلا حاجة للجوار. ولم يذكره ابن اسحاق ولا اليعقوبي ، ولم يسنده الطبري وانما قال : وذكر بعضهم ٢ : ٣٤٧ ، وان أشار إليه ابن هشام ٢ : ٢٠ والواقدي ١ : ١١٠ وعن تلميذه ابن سعد في الطبقات ١ : ٢١٠ ، وعنهما ابن الأثير في البداية والنهاية ٣ : ١٣٧.