الرضاع الميمون
رضاعه من حليمة السعدية :
روى ابن اسحاق بسنده الى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن حليمة بنت ابي ذؤيب السعدية انها كانت تقول : انّها خرجت من بلدها مع زوجها الحارث بن عبد العزّى من بني هوازن ومعها رضيعها عبد الله بن الحارث ، ومعها نسوة من بني سعد كلّ واحدة منهن تلتمس رضيعا ترضعه ترجو المعروف من أبيه. وذلك في سنة مجدبة لم تبق لهم شيئا ، وما أرض أجدب من بلاد بني سعد. فما كان في ثدييها ما يغني صبيّها الرضيع حتّى كانوا ما ينامون ليلهم من بكائه من الجوع ، ومعها ناقة لها مسنّة ما ترشح بشيء يغذيهم ، وكانت هي على أتان يتخلف عن الركب ضعفا وهزالا.
حتّى قدموا الى مكّة ، فما بقيت امرأة ممّن مع حليمة الّا أخذت رضيعا لها سوى حليمة وكلّما كان يعرض رسول الله صلىاللهعليهوآله على امرأة منهن يقال لها انّه يتيم ، كانت تأباه ليتمه. وبقيت حليمة لم تأخذ رضيعا ، ولم يبق رضيع سوى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قالت حليمة : فقلت لزوجي : والله انّي لأكره ان ارجع وانا بين صواحبي لم آخذ رضيعا ، والله لاذهبنّ الى ذلك اليتيم فلآخذنّه ، قال صاحبي : لا عليك ان تفعلي عسى الله ان يجعل لنا فيه بركة. قالت : فذهبت إليه فأخذته ـ وما حملني على أخذه الّا انّي لم أجد غيره ـ ورجعت به الى رحلي ووضعته في حجري وأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتّى روي ، وشرب معه أخوه فروي. وقام زوجي الى ناقتنا فإذا ضرعها ملئ باللبن فحلب ما شرب وشربت معه حتّى روينا ، فقال لي صاحبي : يا حليمة لقد اخذت نسمة مباركة ، فقلت والله اني لأرجو ذلك.