وإنمّا قلت بعد المائتين بل أكثر من الهجرة ، اذ لا نرى أيّ أثر لهذا الخبر لا عند ابن اسحاق ولا في ابن اسحاق في السيرةولا الطبري ، بل نراه في اليعقوبي باختصار (١) ، ثمّ في (اكمال الدين) للصدوق منقولا عن ابن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وابن عباس لم يدرك الأمر ولم يسنده ولم يسند عنه ، وإنمّا ينتهي اسناده الى أحفاد سيف لامجاد الاجداد.
وليس في رواية الشيخ الصدوق للخبر حجّة بعد ذكره المرفوع المقطوع ، وقد روى رحمهالله أكثر من ستين صفحة من نفس الكتاب قصّة الملك الهندي بلوهرو والحكيم الهندي بوذاسف ، ثمّ عقّبه بقوله : ليس هذا الحديث وما شاكله من أخباره ممّا أعتمده ... وجميعها في الصحة من طريق الرواية دون ما قد صحّ من الأخبار. ثمّ قال : ولا يراد لهذا الحديث وما يشاكله في هذا الكتاب معنى آخر ، وهو : أنّ جميع أهل الوفاق والخلاف يميلون الى مثله من الأحاديث ، فإذا ظفروا به من هذا الكتاب حرصوا على الوقوف على سائر ما فيه (١).
الاستسقاء برسول الله صلىاللهعليهوآله :
روى المجلسي عن الكازروني في (المنتقى) في ما حدث سنة سبع من مولده صلىاللهعليهوآله بسنده الى مخرمة بن نوفل القرشي عن امّه رقيقة بنت صيفي قالت :
__________________
(١) اليعقوبي ٢ : ١٢.
(٢) اكمال الدين : ٦٠٠. نعم روى في (قرب الاسناد) عن الحسن بن ظريف عن معمّر عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهمالسلام انّه قال في كرامات رسول الله «ومن ذلك أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة ، وفد عليه وفد من قريش فيهم عبد المطّلب فسألهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعا بأنّ هذه الصفة في محمّد ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها» قرب الأسناد : ١٣٢ ـ ١٤٠ كما في البحار ١٧ : ٢٢٦. فإذا قبلنا بهذا الاجمال فالتفاصيل المشتملة على ذلك التهافت مردودة.