فيما نقله الطبرسي عن محمّد بن كعب القرظي : أنّ الآية في أبي جهل ، وذلك أنّه قال : والله ما يأمرنا محمّد الّا بمكارم الأخلاق! فذلك قوله سبحانه : (وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) أي أعطى قليلا من نفسه تصديقا ثمّ لم يؤمن. وعن السدّي قال : نزلت في العاص بن وائل السهمي وذلك أنّه كان يوافق رسول الله في بعض الامور. وعن مجاهد وابن زيد قالا : نزلت في الوليد بن المغيرة.
وعن الكلبي عن السدي عن ابن عباس : أنّ عثمان بن عفان كان ينفق ويتصدق من ماله ، فقال له أخوه من الرضاعة : عبد الله بن سعد بن أبي سرح : ما هذا الّذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء! فقال عثمان : انّ لي ذنوبا وانّي أطلب بما أصنع رضا الله وأرجو عفوه. فقال له عبد الله : أعطني ناقتك وأنا أتحمّل عنك ذنوبك كلّها! فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن الصدقة ، فنزلت : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلاً) ثمّ قطع نفقته ، الى قوله : (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى)(١).
وهذا الخبر دلّ ـ فيما دلّ ـ على اسلام عثمان ، كما دلّ الخبر السابق عن تفسير القميّ في إسراء النبي صلىاللهعليهوآله على اسلام حمزة أيضا ، كما دلّ خبر ابن اسحاق عن أمّ هانئ بنت أبي طالب على اسلامها واسلام بيتها وزوجها أبي هبيرة المخزومي. واذا لم يكن للأخير خبر في تأريخ الإسلام فلنمرّ على أخبار اسلام حمزة وعثمان.
إسلام حمزة عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله :
أمّا اسلام حمزة : فكذلك فعل الطبرسي في «اعلام الورى» اذ جعله الخبر السابق لخبر إسرائه صلىاللهعليهوآله الى بيت المقدس ، نقلا عن علي بن ابراهيم ابن هاشم باسناده قال : كان أبو جهل قد تعرض لرسول الله وآذاه بالكلام ، واجتمعت بنو هاشم وكان حمزة في الصيد فأقبل ونظر الى اجتماع الناس فقال : ما هذا؟ فقالت
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٢٧١ وقبله الزمخشري في الكشاف ٤ : ٣٣. وبعده الواحدي في أسباب النزول : ٣٣٥ ، ٣٣٦ ط الجميلي.