وكتب مصعب إلى رسول الله بأن الأوس والخزرج قد دخلوا في الاسلام ، فلما بلغ ذلك رسول الله أذن لهم بالخروج إلى المدينة (١).
هجرة أبي سلمة إلى المدينة :
مرّ في الخبر : أنّ من المهاجرين الأولين إلى الحبشة كان ابو سلمة عبدالله بن عبدالاسد المخزومي مع زوجته اُم سلمة هند بنت أبي اُمية المخزومي ، وأنهم خرجوا في شهر رجب في الخامسة من البعثة فأقاموا في الحبشة شهرين وسمعوا بإسلام أهل مكة فرجع جمع منهم ـ منهم أبو سلمة وزوجه ـ في شوال (٢).
واُمّ أبي سلمة : برة بنت عبدالمطلب اُخت أبي طالب ، فأبو طالب خاله. ولذلك دخل مكة في جوار خاله أبي طالب.
فمشى رجال من بني مخزوم إلى أبي طالب وقالوا له : يا أبا طالب ، لقد منعت منّا ابن أخيك محمداً ، فما لك ولصاحبنا تمنعه منّا؟!
قال : إنه استجار بي ، وهو ابن اُختي ، وإن أنا لم أمنع ابن اُختي لم أمنع ابن أخي.
وأكثروا الكلام على أبي طالب حتى قام أبو لهب وقال لهم : يا معشر قريش ، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ (وكان له تسعون سنة) ما تزالون تتواثبون عليه في جواره من بين قومه ، والله لتنتهنّ عنه أو لنقومنّ معه في كل ما قام فيه حتى يبلغ ما أراد!
فقالوا : بل ننصرف عما تكره يا أبا عتيبة (٣)!
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ١٣٦ ـ ١٣٩.
(٢) بحارالانوار ١٨ : ٤٢٢ عن المنتقى.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ١ : ٢٤٨.