وعلى هذا فلم يبق ممّن أسماهم ابن اسحاق أو ابن هشام سوى عبد الرّحمن بن عوف فقط. وقد نقل ابن اسحاق قسما من أخبار الإسراء والمعراج عن عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري ، ممّا يدلّ على سبق اسلامهما أيضا (١).
فرض الصلوات :
قال ابن اسحاق : وفيما بلغني من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ : أنّ جبرئيل انتهى به الى السماء السابعة ثمّ انتهى به الى ربّه ففرض عليه خمسين صلاة كلّ يوم!
قال رسول الله : فأقبلت راجعا ، فلمّا مررت بموسى بن عمران سألني : كم فرض عليك من الصلاة؟ فقلت : خمسين صلاة كلّ يوم. فقال : انّ الصلاة ثقيلة وانّ أمّتك ضعيفة ، فارجع الى ربّك فاسأله أن يخفّف عنك وعن أمّتك. فرجعت فسألت ربّي أن يخفّف عنّي وعن أمّتي ، فوضع عنّي عشرا ، ثمّ انصرفت ، فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ، فرجعت فسألت ربّي فوضع عنّي عشرا ، ثمّ انصرفت فمررت به على موسى فقال لي مثل ذلك ، فرجعت فسألته فوضع عنّي عشرا ، ثمّ لم يزل يقول لي مثل ذلك كلّما رجعت إليه قال : فارجع فاسأل ، حتّى انتهيت الى أن وضع ذلك عنّي الّا خمس صلوات في كلّ يوم وليلة ، ثمّ رجعت الى موسى فقال لي مثل ذلك فقلت : قد راجعت ربّي وسألته حتّى استحييت منه ، فما أنا بفاعل.
ثمّ قال : فمن أدّاهن منكم ايمانا واحتسابا لهن كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة (٢) وفي هذا المعنى الأخير روى الصدوق في «الخصال» بسنده عن الزهري عن أنس قال : فرضت على النبيّ صلىاللهعليهوآله ليلة اسري به الصلاة خمسين ،
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ٣٧.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ٥.