فيا ترى من الّذي يحاول أن يعدل به عن مدح النبيّ صلىاللهعليهوآله بالترغيب والترهيب؟ ومن يرتقبون أن يمدح عوضا عنه ـ عليه الصّلاة والسلام ـ؟ ويا ترى بما ذا خاطب الكميت النبيّ صلىاللهعليهوآله غير أن يقال له : يا خير من تضمّنت الأرض! حتّى يقال له : أفرطت في مدحه! من الذي يعنّفه ويثلبه ويعيبه؟ ومن الّذي يكثر الضجاج واللجب على النبيّ صلىاللهعليهوآله؟!
ولعلّه قد أحسّ بأمر خطير خلف هذه السياسة الاموية فقال في اخرى :
رضوا بخلاف المهتدين ، وفيهم |
|
مخبّأة اخرى تصان وتحجب |
فلعلّه يقصد بالمخبّأة الاخرى تخريب دين النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد تشويه سمعة شخصه.
أو ما ذكره الرجاليّون وأصحاب الطبقات في ترجمة خالد بن سلمة المخزومي الشهير بالفأفاء : أنّه كان ينشد بني مروان هجو النبيّ صلىاللهعليهوآله (١).
وقد سبق هذا ما ذكروه في ترجمة عمرو بن العاص أنّه لم يرض بضرب نصرانيّ سبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله (٢).
ولحق هذا ما رواه المؤرّخون في علل خروج زيد بن علي بن الحسين رضى الله عنه : أنّه دخل على هشام بن عبد الملك فسمع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يسبّ عنده فلم يذكره ولم يغيّر على قائله (٣).
أو أنّه يقصد بالمخبّأة ما رواه ابن عبد ربّه الأندلسي في «العقد الفريد» :
__________________
(١) انظر دلائل الصدق للمظفر ١ : ٢٩ ، وراجع : بحوث مع أهل السّنة والسلفية : ١٠١.
(٢) الإصابة ٣ : ١٩٥ عن البخاري في تأريخه بإسناد صحيح ، والإستيعاب بهامش الإصابة ٣ : ١٩٣.
(٣) انظر كشف الغمة للاربلي ٢ : ٣٥٢ وكتب التراجم والرجال في ترجمة زيد رضي الله عنه.