ساحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ)(١).
روى الكليني في «اصول الكافي» بسنده عن جابر عن ابي جعفر الباقر عليهالسلام قال : أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبي طالب فقالوا : انّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا ، فادعه ومره فليكفّ عن الهتنا ونكفّ عن إلهه!
فبعث أبو طالب الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فدعاه ، فلمّا دخل النبيّ لم ير في البيت الّا مشركا فقال : السلام على من اتبع الهدى ، ثمّ جلس. فأخبره أبو طالب بما جاءوا به. فقال : أو هل لهم في كلمة خير لهم من هذا ، يسودون بها العرب ويطئون أعناقهم! فقال ابو جهل : نعم وما هذه الكلمة؟ قال : تقولون : لا إله الّا الله. فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا وهم يقولون : (ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) فأنزل الله في قولهم (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) الى قوله (إِلَّا اخْتِلاقٌ)(٢) ونقله القمي في تفسيره بمعناه بلا اسناد وأضاف : نزلت بمكّة لمّا أظهر رسول الله الدعوة اجتمعت قريش الى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب! إنّ ابن أخيك قد سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا. فان كان الّذي يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا حتّى يكون أغنى رجل في قريش ونملّكه علينا!
فأخبر أبو طالب رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك فقال : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته ، ولكن يعطونني كلمة يملكون بها العرب ويدين لهم بها العجم ويكونوا ملوكا في الجنة.
__________________
(١) ص : ٤ ـ ٧.
(٢) اصول الكافي ٢ : ٦٤٩.