فقال لهم أبو طالب ذلك فقالوا : نعم وعشر كلمات!
فقال لهم رسول الله : تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله!
فقالوا : ندع ثلاثمائة وستين الها ونعبد الها واحدا؟! فأنزل الله (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ)(١).
وروى الطبرسي في «مجمع البيان» أنّهم كانوا خمسة وعشرين من أشراف قريش منهم أبو جهل بن هشام كما مرّ في خبر الكليني ومنهم الوليد ابن المغيرة والنضر بن الحارث ، وابي واميّة ابنا خلف الجمحي وعتبة وشيبة ابنا ربيعة المخزومي. أتوا أبا طالب وقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا ، وقد أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن اخيك ، فإنّه سفّه أحلامنا وشتم آلهتنا!
فدعا أبو طالب رسول الله فقال : يا ابن أخي! إنّ هؤلاء قومك يسألونك. فقال : ما ذا يسألونني؟ قالوا : دعنا وآلهتنا ندعك وإلهك! فقال : او تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟! فقال أبو جهل : لله أبوك نعطيك ذلك وعشرا أمثالها ، فقال : قولوا لا إله الّا الله. فقاموا وقالوا : «أجعل الآلهة الها واحدا» فنزلت هذه الآيات.
__________________
(١) ص : ٤ ـ ١٠. تفسير القمي ٢ : ٢٢٨ وذكر مختصره ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٥٤ ، ومثله الطبري ٢ : ٣٢٤ عن السدّي و ٣٢٥ عن ابن عباس. وأورد الخبرين في تفسيره : ٢٣ : ٧٩ ـ ٨١ ط بولاق.