وقال للمغيرة بن شعبة ـ بعد أن ذكر ملك أبي بكر وعمر وعثمان وأنّهم هلكوا فهلك ذكرهم ـ : وإنّ أخا هاشم! يصرخ به في كلّ يوم خمس مرات : أشهد أنّ محمّدا رسول الله ، فأيّ عمل يبقى مع هذا؟! لا أمّ لك ... لا والله إلّا دفنا دفنا (١) ، ولمّا سمع المأمون بالخبر أمر بلعنه (٢).
وقال ـ أو تمثّل ـ ابنه يزيد بقول ابن الزبعرى :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل (٣) |
وتبعه الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان يقول :
تلعّب بالخلافة هاشميّ |
|
بلا وحي أتاه ولا كتاب |
فقل لله : يمنعني طعامي |
|
وقل لله يمنعني شرابي (٤) |
واستفتح المصحف وقرأ فیه : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ)(٥) فدعا بالمصحف فنصبه غرضا للنشّاب وأقبل يرميه وهو يقول :
أتوعد كلّ جبار عنيد |
|
فها أنا ذاك جبار عنيد |
إذا ما جئت ربّك يوم حشر |
|
فقل : يا ربّ خرّقني الوليد (٦) |
__________________
(١) الموفقيات للزبير بن بكار : ٥٧٧ ومروج الذهب ٣ : ٤٥٤ وشرح نهج البلاغة ٥ : ١٢٠.
(٢) الطبري ١٠ : ٢٨٤ ومروج الذهب ٤ : ٤١١.
(٣) الطبري ١٠ : ٢٨٦.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٢٨.
(٥) إبراهيم : ١٥ ، ١٦.
(٦) مروج الذهب ٣ : ٢٢٩.