ورابعة : يكون عن سهو ونسيان في مرحلة الامتثال فقط ؛ بأن كان عالما وملتفتا إلى الجزئيّة والقيديّة ، موضوعا وحكما ، بحيث كان في مرحلة امتثاله بانيا وعازما على إيجاد العمل ، واجدا لتلك الأجزاء والقيود ، ولكنّه عرضته الغفلة في حين فعليّة الإيجاد ، فنسى وسها فلم يقرأ الفاتحة ، أو لم يركع ، أو لبس ما هو من غير المأكول ونحو ذلك ، وهذا هو الشائع المبتلى به المسئول عنه في غالب موارد الأسئلة الواردة في الأخبار عن الخلل الواقع سهوا أو نسيانا.
فنقول : هل المراد في الصحيحة من الصحّة والإجتزاء في عقدها الأوّل ، ومن عدمهما في عقدها الثاني ، هي الصحّة والإجتزاء أو عدمهما مطلقا ، بحيث إنّها ناظرة إلى تمام هذه الصور المتقدّمة ، أو هي ناظرة إلى الصورة الرابعة فقط ، أو إليها وإلى فروض التي يتعذّر على المصلّي من الصورة الثانية والثالثة فقط ، أو إليها وإلى فروض المعذوريّة من الصورة الاولى؟ وجوه :
يستند الأوّل منها : إلى دعوى الإطلاق في الصحيحة من تلك الجهات أجمعها.
ويستند الثاني منها : إلى دعوى انصرافها إلى خصوص صور السّهو والنسيان في مرحلة الامتثال ، بشهادة شيوع ورود الأسئلة والأجوبة في أخبار التخلّل عن الخلل المستند إلى السّهو والنسيان في مرحلة الامتثال ، بعد فرض تشخيصه لما هو وظيفته بالنظر إلى أجزاء الصلاة وقيودها ، موضوعا وحكما ، وبنائه على إتيان العمل واجدا لتلك الأجزاء والقيود.
فالحديث إنّما يتكفّل لبيان الوظيفة في مرحلة الامتثال بالاجتزاء وعدمه في