حرب عوان (١).
ليتن ي ف يه اج ذع |
|
أخبّ فيها وأضع (٢) |
أقود وطفاء الزّمع |
|
كأنّها شاة صدع (٣) |
وبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اجتمع هوازن بأوطاس فجمع فضائل ورغّبها في الجهاد ، ووعدهم النّصر ، وأن الله قد وعده أن يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم ، فرغب الناس وخرجوا على راياتهم ، وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكلّ من دخل مكة برايته أمره أن يحملها ، وخرج في اثني عشر ألف رجل ، عشرة آلاف ممّن كانوا معه. وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «وكان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عبّاس بن مرداس السّلمي ، ومن مزينة ألف رجل».
رجع الحديث إلى عليّ بن إبراهيم ، قال : فمضوا حتّى كان من القوم على مسيرة بعض ليلة ، قال : وقال مالك بن عوف لقومه : ليصيّر كلّ رجل منكم أهله وماله خلف ظهره ، واكسروا جفون سيوفكم ، واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشّجر ، فإذا كان في غلس الفجر فاحملوا حملة رجل واحد ، وهدّوا القوم ، فإنّ محمّدا لم يلق أحدا يحسن الحرب.
__________________
(١) العوان من الحروب : التي قوتل فيها مرّة ، كأنهم جعلوا الأولى بكرا. «الصحاح ـ عون ـ ج ٦ ، ص ٢١٦٨».
(٢) خبّ ووضع : كلاهما بمعنى أسرع.
(٣) الوطفاء : كثيرة الشعر ، والزّمع : جمع زمعة ، الشعرات المدلّاة في مؤخّر رجل الشاة والظبي ونحوهما ، والصّدع من الدوابّ : الشابّ القويّ ، والمراد فرس هذه صفاته.